روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
غلي قلب عليه بالقلق وهي تترجل من سياره الاجره وتسرع تجاه بوابه المنزل الذي أخذت تصعد درجاته بخطوات متعثره ......ترك ماجد ما بيده واسرع تجاه الباب الذي تعالت فوقه تلك الطرقات ....عقد حاجبيها بدهشه حينما رأي أمامه حماته والتي قالت دون مقدمات : بنتي فين يا ماجد ؟!
عقد ماجد حاجبيه بقوة بينما يقول بدهشه : فين ايه.... عندك يا طنط !!
هتفت عليه بغضب ممزوج بالقلق الشديد مستنكرة: وهي لو كانت عندي كنت هاجي أسألك عنها ؟!
تسمرت نظرات ماجد علي خالته كما فعلت نظرات عليه ليتواجهه كلاهما أمام حقيقه ان نانسي لا يعرف أحد منهم عنها شيء !
قال ماجد بتعلثم بينما يحاول أن يسيطر علي تلك المشاعر القلقه التي تملكت منه والتي تجاوزها الايام الماضيه بمشاعر الغضب منها لانها تركت المنزل دون أخباره : هتكون فين .... لو مش عندكم اكيد هتكون عند اختها
قالت عليه بقلب اهوج وهي تدفعه من أمامها لترتمي علي أول مقعد قابلها بينما لم تعد ساقيها تحملها : فكرت زيك بس و كلمت نيره بس قالت متعرفش عنها حاجه
هي القلق من نبره ماجد الذي هتف باستنكار : ازاي ....هتكون فين ؟!
هبت عليه من علي المقعد وسرعان ما اندفعت باتهام :
انت عملت فيها ايه وديت بنتي فين ؟!
قال ماجد بدفاع عن نفسه :
هكون عملت ايه ؟! هي اللي سابت البيت وانا معملتش ليها اي حاجه
قالت عليه باستنكار :
يعني هي فجاه هتمشي وتسيب ومحدش يعرف طريقها
اوما ماجد وتابع دفاعه عن نفسه : ايوة. ..ظانا حتي متخانقتش معها
نظرت له عليه بعدم تصديق : ولما متخانقتش معاها امال امك كانت بتكلمني وتقولي عمليه ايه اللي اتخانقتوا عليها
اهتزت نظراته ولكنه تمسك بدفاعه عن نفسه والتزم بأنه لم يخطئ بشيء : مصممه تعمل عمليه وانا كنت لسه بفكر بس هي واخده موضوع الحمل بحساسيه زياده
نظرت له عليه باحتقار هاتفه :
حساسيه زياده ولا انت اللي بارد بزياده
هزت راسها بأسي وتابعت تؤنب نفسها : بنتي تبقي في مشكله زي دي وانا معرفش عنها حاجه .....
رفعت عيناها تجاه ماجد وتابعت بغضب شديد : ازاي متقوليش وأزاي بنتي تعيش كل ده وانا معرفش ....انقضت علي تلابيبه وتابعت بوعيد : انت المسؤول قدامي .....هات ليا بنتي من تحت طقاطيق الأرض
..........
.....
شهقت نانسي بقوة حينما انفلت هاتفها من يدها بينما وضعته أمامها تشاهد أحدي الفيديوهات وهي تتابع تقليب الطعام الذي أصرت علي طبخه وترك وصال لترتاح قليلا بجوار ابنتها التي غفت.....امسكت الهاتف الذي تفككت قطعه من علي الارض ولكنها ما أن بدأت بتركيبه حتي تعالت تلك الطرقات علي الباب لتترك الهاتف جانبا وتتجه الي الباب
نظرت حميده إليها بدهشه وقبل أن تتساءل نانسي من هي كانت حميده هي من تسأل : انتي مين يا شابه
قالت نانسي بدهشه : حضرتك اللي جايه
قالت حميده بينما ترفع حاجبها بامتعاض : انا جايه بيت ابني
زحفت ابتسامه فوريه الي وجه نانسي التي هزت راسها قائله : ااااه هو حضرتك والده هادي
جاء صوت وصال التي كانت للتو تخرج من الغرفه بعد أن استمعت الي الطرقات علي الباب وتسأل : مين يا نانسي .....لم تكمل سؤالها ما أن وقعت عيناها علي حميده لتقول بترحيب :
طنط حميده ......اهلا اتفضلي
نظرت لها نانسي وسرعان ما قالت باستدراك : دي والده هادي يا وصال؟!
اومات وصال وعرفتهم ببعض قائله : نانسي صاحبتي ومرات ماجد ابن عمي
اومات حميده باقتضاب بينما تابعت وصال : طنط حميده والده هادي
دخلت نانسي الأجواء سريعا بينما تقول : معقول ميبانش عليكي ابدا يا طنط انك والدته .ظ..
أكملت بمجامله : شكلك يادوب اخته
رفعت حميده حاجبها وبدي علي ملامحها انها لم تتقبل تلك المجامله
التي لحقتها نانسي باخري سواها دون أن تعطي حميده فرصه للرد : بس هادي مش شبهكك تلاقيه شبه والده
هتفت حميده باقتضاب وهي تجلس : الله يرحمه
شعرت وصال بالحرج بينما لاح عدم تقبل حميده لنانسي من اول وهله خاصه وان نانسي أخذت تفتح في أحاديث بعفويه لتذيب جليد اللقاء الأول ولكن حميده بقيت بنفس الملامح لتقاطع حديث نانسي الذي لا يتوقف وهي تنظر إلي وصال قائله : امال فين ملك ؟!
ضحكت نانسي معلقه بمرح : في المدرسه ؟!
عقدت حميده حاجبها ونظرت لها باستنكار لتلك المزحه التي لم تبلعها نانسي التي سرعان ما ضمت شفتيها وقالت باستدراك : سوري انا بس بهزر أصلها بيبي فلو مش معانا هتكون نايمه
تجاهلتها حميده ونظرت إلي وصال هاتفه : هاتيها يا وصال اشوفها عشان وحشتني
اومات وصال وقامت من مكانها قائله : حاضر
تدخلت نانسي مجددا بعفويه : طيب ما حضرتك تقومي تشوفيها بدل ما وصال تشيلها وتصحي واصلا ما بنصدق تنام شويه
طفح الكيل بحميده التي لم تعتاد أحد بطبع نانسي لتخرج نبرتها مستنكرة : هتعزمي عليا في بيت ابني يا بنتي ماهو لو عاوزة اقوم كنت قومت
تدخلت وصال وقالت بهدوء وهي تنظر لنانسي باعتذار ثم تنظر إلي حميده :
لا خليكي مرتاحه يا طنط انا هجيبها
بنفس اللحظه استمعت الي بكاء ملك لتقول بابتسامه لتلطيف الأجواء : اهي صحيت لوحدها
شعرت نانسي بالحرج لتقوم وهي تسأل حميده : تشربي ايه يا طنط ؟
قالت حميده باقتضاب : اي حاجه
قالت نانسي بابتسامه : شاي ولا اعمل لحضرتك عصير .....عليها طبعها لتتابع : المعلم هادي جايب مانجه تحفه اجيبلك منها عصير
قالت حميده باقتضاب وهي تشيح بوجهها : سكري عالي
قالت نانسي وهي تتقبل صعوبه طبع المراه التي سمعت عنها من وصال : سلامتك يا طنط ...خلاص هعملك شاي من غير سكر
بقيت حميده تشيح بوجهها دون قول شيء لتتحرك نانسي بينما اتت وصال تحمل ملك التي اخذتها من بين يدها حميده واستغلت وجود نانسي بالمطبخ لتنظر الي وصال وتسأل باستنكار : لهو مين دي
قالت وصال بهدوء : قولت لحضرتك أنها .. قاطعتها حميده وهي تلوي شفتيها : بتأكد يا بنتي .... اصلها
داخله علي الحامي ولا كأنها صاحبه بيت ده انا وانتي مقولناش كلمتين علي بعض وهي زي الراديو ......تهكمت وتابعت : بتعزم عليا كمان في بيت ابني
قالت وصال برفق لتلطيف الأجواء : معلش يا طنط هي بتاخد علي الناس بسرعه بس طيبه ولطيفه
لوت حميده شفتيها متبرطمه : والله ما في طيب غيرك
ضحكت وصال تشاكس حميده : انا طيبه
تبرطمت حميده بخفوت وهي تلقي نظره ماكره بجانب يدها : وهبله كمان
تنهدت وتابعت : وجوزها فين أن شاء الله
قالت وصال ببديهيه: في بيته هيكون هنا ازاي
اومات حميده قائله : اه معلوم ماهو دي الأصول وانتي تعرفي الاصول
قالت وصال تشرح باقتضاب : هي بس زعلانه منه شويه وجت تقعد عندي
قالت حميده وهي تهز راسها : ضيفه يعني
اومات وصال قائله بينما لم تفهم تلميح حميده : اه يا طنط هتكون ايه
قالت حميده ساخره علي غباء وصال بينما لم تفهم التلميح : قولتلك فكرتها صاحبه بيت
............
....
بينما لم تفهم وصال كان هادي كذلك حينما باغتته حميده دون مقدمات ما أن عاد للمنزل :
مين البت اللي قاعده عند مراتك
في البيت دي ؟!
قال هادي : صاحبتها و .... قاطعته حميده هاتفه : مراتك قالت لي بس انا بسألك مين يعني
نظر بعدم فهم لهذا السؤال لتتابع حميده ساخره : مين يعني كونها عشان تكون واخده عليا وعماله تقولي شكلك أخته والمعلم ميبانش ابنك وشبه ايه وابصر ايه
تعرفك منين
قال هادي ببراءه : مش بتشوفني لما بروح لملك
رفعت حميده حاجبها باستنكار : ومراتك بتكون فين
عقد هادي حاجبيه وبدا يستنكر تلميح والدته : هتكون فين يا امه
قالت حميده باحتدام : قاعده وسطكم يعني
اوما هادي ببديهيه : ايوة
لوت حميده شفتيها هاتفه : وانتوا قاعدين تاخدو وتدو وهي وسطكم
قال هادي باستنكار : ايه الكلام ده يا امه
قالت حميده باتهام واضح : اللي سمعته منها
تطلعت في وجه ابنها وتابعت : تصدق بالله انا من وقت ما انت كنت طول كده ..أشارت إلي منتصف صدره ابنها ذو الطول الفارع وتابعت : بطلت اشوف انت شبه مين إنما دي عماله تقولي شبهك ولا شبه أبوه
لوت شفتيها وتابعت ساخره : دي اتأملتك وسننتني وتقولي شكلك أخته ...لوت شفتيها وتابعت بامتعاض : بقي انا اختك
قال هادي بلطف وهو يمسك ضحكته علي تعابير والدته التي واضح بأنها لم تبتلع كلمه لنانسي : جايز يا امه بتفتح كلام معاكي
نظرت له حميده بحنق هاتفه : انت كمان بتدافع عنها ......لوت شفتيها وتابعت : مكنتش اسمع دفاعك ده الا علي وصال
قال هادي بدفاع عن نفسه : مش دفاع ولا حاجه
هزت حميده راسها بحنق هاتفه : لا في حاجه
قال هادي باستنكار : حاجه ايه يا امه انتي هتلبسيني مصيبه
هزت حميده راسها وضيقت عيناها هاتفه :
لا ببعدك عن المصايب ...رفعت اصبعها أمام وجه ابنها وتابعت : واياك يا هادي تعمل نفسك مش واخد بالك
أن المصراويه عينها قويه وعينها عليك كمان
اتسعت عيون هادي وهز رأسه : ايه اللي بتقوليه ده يا امه. ...عين ايه وحاجب ايه .... انا عيني مش بتشوف الا بنتي وبس يا امه
رفعت حميده حاجبها وهتفت بمكر : وامها يا نن عين امك خلاص معدتش شايفها
أشاح هادي بوجهه وهتف من بين أسنانه : امه ..قاطعته حميده بحنق :
امه ايه .... ادارته ناحيتها وتابعت بحزم : انا دلوقتي لازمن اعرف انا هترجع بيتك امتي
قال هادي بتسويف : يساويها المولي
زمت حميده شفتيها هاتفه : ياواد اسمع مني ...البعد طال والبعد بيجيب جفا...ايه اللي مانعك تقرب ....وصال بتحبك وانت مش مستني تعرف كده مني
تهرب هادي قائلا بتعقيب : وصال ....وصال...
راحت فين كلمه بت مهجه
رفعت حميده حاجبها وفهمت تهرب ابنها لتهتف به بعيد : هادي متغيرش الكلام..... قبل أن يقول هادي شيء كانت تتابع حميده بحزم : الخلاصه رجلك معادتش تعتب البيت طول ما فيه غريبه الا وانا معاك
نظر لها هادي باستنكار: امه و هو انا عيل صغير هتروحي وتيجي معاه
قالت حميده متجاهله ما قاله : انا قولت وانت
هتنفذ قولي
............
....
هز هادي رأسه متجاهل حديث والدته الذي لم تكف عنه طوال الامس ....نظر تجاه عشري الذي جلس الي جواره قائلا : صباح الفل يا معلم
قال هادي بابتسامه : يسعد صباحك يا عشري ...العربيات حملت
اوما عشري بينما يشير إلي الصبي : هات قهوة المعلم وهات ليا شاي يا سوكه
قال هادي وهو يشير لسوكه : هات شاي وبس للرجاله انا قايم
التفت له عشري باستفهام : علي فين يا معلم ؟!
قال هادي وهو يهز كتفه : هطل علي البيت وارجع
اوما عشري ليقوم هادي ويتجه الي داخل الوكاله بينما ينادي أحد صبيانه : حسنين
اسرع الصبي ليقول هادي : هات ليا صندوق قشطه وحطه في العربيه
اوما الصبي ليغلق هادي الخزانه ويضع المفاتيح في جيبه قائلا لنفسه بتفكير : لو صح كلامك يا امه يبقي ده كلام الدكتورة ولا ايه .....حك ذقنه وتابع : ايه يا وصال بقت امي سرك وبتشكي لها مني وياعالم قولتي ايه خلتيها تقولي موشح امبارح
اتجه الي سيارته بينما يتابع لنفسه بتأكيد : ده انتي تظني فيا كل حاجه الا اني ابص لغيرك !!
مفارقه لطيفه أكدها قولا ولكن فعلا هاهو يثير غيرتها ويفلت من الاعتراف بأنه تعمدها بينما اتجه الي المنزل بعد أن توقف أمام بضع محلات يأخذ اشياء من هنا وهناك إلي ابنته ...!
.........
....
ترك نعمان الأرجيلة من يده والتفت الي حميده التي لمحها تسير ببدايه مدخل السوق وبجوارها فله التي
وكزتها حميده بغيظ من بين أسنانها : اكتمي يا بت
لم تستطيع فله أن تكتم تلك الفرحه التي ارتسمت علي ملامحها وجعلتها تردد بفرح طفولي وهي تسير تجاه عشري ما أن لمحته : اهو يا ست حميده ....اهو هناك اهو بدر منور
توقفت حميده مكانها والتفتت الي فله باستنكار للحظه بينما تنقل نظرها بين فله وعشري الذي كان واقف يعطي تعليماته هنا وهناك للصبيه: بدر منور ...!!
عوض عليا عوض الصابرين يارب ...ده الواد اسمر ليل
قالت فله بإعجاب واضح وعيناها لا تحيد عن النظر إلي عشري : اسمر اسمر يا ست حميده ...هو فيه احلي من السمار
هزت حميده راسها ولوت شفتيها متبرطمه : لا يامضروبه انا بس بقول منين جبتي بدر منور دي
قالت فله وهي تلوي شفتيها : يوه بقي يا ست حميده اهو انا شايفاه كده
زجرتها حميده وهي تتابع سيرها : طيب امشي يا مضروبه واكتمي نفسك واياك ...اياك قدامه تبيني فرحه الاهبل اللي علي وشك دي
تابعت سيرها بينما تتابع متبرطمه : اهو سمعت كلامك وجيت معاكي نمشي قدامه اياك ياخد باله منك
التفتت حميده تجاه نعمان ورسمت الثبات : صباح الخير يا نعمان
قال نعمان باستفهام : يسعد صباحك يا ام هادي ...خير
قالت حميده بابتسامه هادئه : خير يا اخويا مفيش حاجه ....انا كنت بقضي شويه طلبات انا وفله
قال نعمان بدهشه : طلبات ايه وهو انتي من أمتي بتنزلي السوق ما تبعتي و طلباتك توصلك لغايه عندك
قالت حميده بهدوء : اهو قولت امشي رجلي شويه
قال نعمان وهو يهز كتفه : طيب تعالي اقعدي في الوكاله وقولي طلباتك وانا ابعت الصبيان تجيبهالك لغايه عندك .
نظرت فله الي نعمان بغيظ بينما لمحت ابتعاد عشري في الاتجاه الآخر
لتضغط علي يد حميده التي قالت سريعا : مفيش داعي ...هروح اقعد مع هادي
قال نعمان بإصرار : هادي مش في الوكاله تعالي عندي واسمعي الكلام يا ام هادي
تغيرت ملامح حميده ونظرت إلي نعمان باستنكار : مش في الوكاله...امال فين ؟!
استغرب نعمان الحنق الذي غلف ملامح حميده ما أن قال بعفويه : بيطل علي البيت وراجع
استدارت حميده سريعا ليسرع نعمان متسائلا : علي فين يا ام هادي
قالت حميده سريعا : راجعه البيت ....أسرعت فله خلفها : رايحه فين يا ست حميده ...عشري مشي الناحيه التانيه
هتفت بها حميده بوعيد مبطن : ارجعي البيت انتي وبعدين نبقي نشوف عشري ده كمان
تبرطمت وهي تخطو بهمه : ماشي يا هادي بقي بتكسر كلمه امك ورايح للمصراويه
............
....
قال هادي بلياقه وهو يتطلع الي وصال يتبين رد فعلها : زودت القشطه طالما صاحبتك طلعت بتحبها
قضمت وصال شفتيها بداخل فمها ورفعت حاجبها : بالهنا والشفا تأكلها كلها
قالت نانسي بابتسامه واسعه : تسلم ايدك يا معلم ...كلفت نفسك
هز كتفه قائلا : مفيش كلفه ولا حاجه ولو نفسك في حاجه تانيه قولي ...انتي ضيفتنا
قالت نانسي بابتسامه واسعه : كريم يا معلم ....ضحكت وتابعت : انا كده هطمع واطلب كل شويه قشطه
اوما هادي وقال وهو يتطلع بطرف عيناه تجاه وصال التي كانت تتابع الحديث بينهم بصمت : تأمري ووقت ما ترجعي بيتك باذن الله زيارتك محفوظه
قالت نانسي بامتنان : تسلم يا معلم .....والله امبارح طول اليوم في سيرتك وبقول فيك اشعار
نظر هادي تجاه وصال قائلا : بتجيبي سيرتي مع مين
نظرت لها وصال بحده لتتابع نانسي باستدراك : قصدي يعني مع الست والدتك
ابتسمت وتابعت بمجامله بينما فتكت بها نظرات وصال التي لا تريد أن يعرف انها تتحدث عنه : ست لطيفه اوي
حبيتها من اول ما شوفتها
اوما هادي قائلا : وهي حبتك اوي
رفعت وصال حاجبها والتقت نظراتها بنظرات هادي لتشعر نانسي بوجوب المغادره من بينهم لتقول سريعا : هقوم اعمل شاي
ما أن خطت نانسي خارج الغرفه حتي نظرت له وصال متهكمه : بقي الست حميده حبيتها اوي
قال هادي وهو يتصنع البراءه : اهي قالت ليا كده
قالت وصال بمكر : يعني اتكلمتوا عنها
قال هادي وهو يبتلع لعابه ببطء : يعني ...اهي قالت كلمتين حلوين عنها
رفعت وصال حاجبها : كمان كلمتين حلوين ....زمت شفتيها وتابعت : دي مكانتش طيقاها وانا بالعافيه حاولت الطف ما بينهم
حك هادي أنفه ونظر الي وصال بينما تبين أن وصال لم تقل شيء لحميده ليقول بتهرب : اهو بقي مش فاكر امي قالت ايه .....المهم انا هقوم اقعد جنب ملك شويه لغايه ما تصحي
أوقفته وصال بحنق : سيبها نايمه انا ماصدقت تنام شويه
قال هادي برفق : مش هعمل ايه صوت هبص عليها وبس من بعيد
اومات له ولكن قبل أن يتحرك تعالي رنين جرس الباب لتسرع وصال تجاه غرفه ابنتها التي مؤكد استيقظت علي صوت الجرس بينما اتجه هادي الي الباب الذي فتحه ووقف في مرمي نظرات والدته الحانقه
: امه
قبل أن تقول حميده شيء كانت نانسي تأتي من خلفهم : اهلا يا طنط ...كنا لسه في سيرتك
ألقتها حميده بنظره حارقه لم تراها نانسي التي قالت سريعا : هعمل لحضرتك شاي معانا
تفاجيء هادي بحميده تقرصه من ذراعه وتهتف من بين أسنانها: بقي بتكسر كلمتي ...ايه اللي جابك
عقد هادي حاجبيه ودلك موضع القرصه قائلا ببراءه : جيت اشوف ملك يا امه
توعدته حميده بحنق : تشوف البت ولا قاعد تشرب شاي من ايد المصراويه
وضعت نانسي الشاي بينما تمهلت حميده وهي تاخذ ملك من بين ذراعي وصال : ياصباح القشطه علي حفيدتي
ضحكت نانسي بلا مقدمات : علي سيره القشطه ...المعلم كتر خيره عمل حسابي في القشطه اللي بيجيبها لوصال
نظرت حميده بحده تجاه هادي ومره أخري قرصت جانبه ليكتم هادي الالم ويبتسم : بالهنا والشفا
نظرت حميده بغيظ تجاه وصال التي أخذت الصمت والمشاهده منهجا وهي تبرر لنفسها أن الغيره لا محل لها فهو لا يمكن أن ينظر لآخري سواها وتلك النار التي تشتعل بداخلها لا مبرر لها وابدا لن تجعله يري غيرتها
نظرت حميده الي نانسي قائله : الا فين المحروس جوزك ؟!
تغيرت ملامح نانسي وخفضت عيناها بينما نظرت وصال الي حميده بعتاب حينما قالت نانسي بغصه حلق : معرفش عنها حاجه وهو مسألش عني يا طنط
كادت نانسي أن تفضي بما في صدرها ولكن حميده همست لهادي بخفوت : ....قوم شوف شغلك
مال هادي تجاه ابنته يقبلها لتقوم حميده معه هاتفه : تعالي انا قايمه معاك اوصلك
توقفت معه لدي الباب لتهمس له بخفوت : ايه ....من أمتي بتقعد مع الحريم
قال هادي بدفاع عن نفسه : يا امه انا جيت اشوف بنتي
اومات حميده بوعيد : ماشي يا نن عين امك انت ليا كلام تاني مع مراتك
نظر لها هادي بتحذير : كلام ايه يا امه ...مفيش حاجه من اللي في دماغك ...الست ضيفه وكلها كام يوم وتمشي
اومات حميده هاتفه : ايوة تمشي ...ده المضبوط ولغايه بقي ما تمشي انا قعدالك هنا وانا رجلك متخطيش هنا
نظر لها هادي بعدم فهم لتتابع حميده : تروح البيت وتخلي البت فله تديك ليا هدمتين تجيبهم علي هنا
رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت ؛ واياك تروح البيت وانا مش موجوده عشان البت فله هتبقي لوحدها
عقد هادي حاجبيه باستنكار : ولا اجي هنا ولا اروح البيت امال ابات فين
قالت حميده وهي تلوي شفتيها : روح اقعد عند عمك لغايه ما المصراويه تمشي
عادت حميده الي جلستها لتنظر الي نانسي قائله : ها بقي كنتي بتقولي جوزك مزعلك ليه ؟!
.............
.....
ضربت فله صدرها بيدها هاتفه : يالهوي يا معلم ...حصل ايه بينك وبين الست حميده عشان تسيب البيت
زفر هادي بضيق هاتفا : ومين قال إنها سابت البيت
قالت فله وهي ترفع حاجبها : انت مش قولت اجهز لها هدوم يبقي حتما سابت البيت
قال هادي بضيق : وايه الحتمي فيها ....هتقعد يومين وترجع
خفضت فله عيناها للأرض وقالت بتأنيب لنفسها : يبقي لازمن متضايقه ولا زعلانه مني
لوي هادي شفتيه هاتفا : تزعل منك تقوم تسيبلك البيت ولا تقطم رقبتك أو تقطع لسانك اللي مش بيبطل رغي ...يلا يابت بسرعه اعملي اللي قولت عليه
ركضت فله بعد أن قالت : بس متقولش بت يا معلم
..........
.....
تراجعت حميده بظهرها تريحه أكثر الي ظهر الاريكه بينما عيناها تتطلع تجاه الباب حيث خرجت نانسي متعلله أنها ستسير قليلا بالحديقة
لتتمهل حميده قليلا قبل أن تنظر إلي وصال وتعقب قائله : الا قوليلي يا مرات ابني ...انا جيت مره واتنين وتلاته وصاحبتك دي عندك ...لهو قعدتها هنا مطوله
عقدت وصال حاجبيها وسرعان ما تأهبت ملامحها للرد علي حميده التي لم يخفي عليها هذا وقبل أن تقول وصال شيء كانت حميده تتابع حديثها بعدم رضي : قبل ما تقولي ولا تردي اقول أنا الكلمتين اللي واقفين في زوري
نظرت لها وصال بامتعاض واضح لتتابع حميده : هتقولي صاحبتي ولا قريبتي هقولك وماله بس مش تقعد في بيتك ليل نهار هتقولي عندها ظرف ومحتاجه ليكي هقولك برضه وماله بس لكل شيء حدود
ازدادت عقده جبين وصال وهتفت بتأهب : حدود ايه يا طنط . ... كنتي شوفتي منها ايه ...قاطعتها حميده هاتفه : اسمعي كلامي وبلاش طبعك الحامي ده انا قلبي عليكي واللي هقوله امك هتقوله ليكي وانا هقوله لنشوي..... ايه يا مرات ابني هو في واحده عاقله تحط واحده تانيه في بيتها وتفضل تاخد وتدي مع جوزها وبعدين نرجع نقول ايه اللي حط النار جنب البنزين
امتعضت ملامح وصال أكثر لتهتف بدفاع عن نانسي : بنزين ايه ونار ايه .... اولا يا طنط هادي مش ....قاطعتها حميده بحنق : هادي ايه مش جوزك
لوت شفتيها وتابعت : اهو بقي كل واحد في بيت وكلامكم الغريب ده ميدخلش عقلي الخلاصه جوزك ولا مش جوزك
اومات وصال بانفعال : جوزي بس مش قاعد معانا
ضحكت حميده ساخره : بس رجله رايحه جايه عليكي وصاحبتك قاعده تتكلم وتنكش وتناغش
اهتزت نظرات وصال بينما تابعت حميده بحنق : ومسالتيش نفسك لا مؤاخذه يا بتي هو ايه كان خرب بيت شروق
اتسعت عيون وصال وغلت الدماء بعروقها لمجرد سماع ذلك الاسم لتتنهد حميده وتضع يدها علي كتف وصال وتتابع برفق ممزوج بالحزم : انا عارفه أن السيرة دي هتضايقك بس لو فيها مصلحتك يبقي وماله اتضايقي شويه وافتكري انا حكيتلك ايه وقولتلك شروق اللي اعتبرت احسان زي صاحبتها وفتحت بيتها لها ليل نهار وحكت لها علي أسرارها وفي الاخر غدرت بيها
بالرغم من أن قناعه داخليه أخبرت وصال أن المرأه محقه الا انها هتفت بانفعال : انتي بتشبهي مين بمين ...نانسي مش زي اللي اسمها احسان ...قاطعتها حميده هاتفه : وانا مشبهتش حد بحد انا بقولك اللي يصح وبنصحك متأمنيش لحد ...صاحبتك علي عيني وراسي بس تاخدي بالك من اسرارك ومتأمنيش اوي وتقولي صاحبتي وتسيبي المساحه بينما وبين جوزك تقل عشان وقت ما هتقولي هزرت واتكلمت هيقولك ماهو صاحبتك وانتي اللي دخلتيها
نظرت إلي وصال وتابعت : اهو ده اللي امي قالته ليا ونصحتني بيه ....صاحبتك اه بس مش طول النهار قاعده في بيتك وقدام جوزك فهمتي ولا لا
...وافتكري ان كتير بيوت اتخربت من ورا صاحبتي وبت عمي ولا بت خالتي
غلت المراجل برأس وصال بينما كانت حميده محقه....تغار وتري الحدود بين هادي ونانسي تتقلص وتؤكد لنفسها أن لا هناك نيه خبيثه من اي منهما وتؤكد لنفسها أن ما تفعله نانسي تفعله بعفويه وما تؤكده لنفسها أكثر أن حميده محقه...... نانسي في محنه ولا تستطيع التخلي عنها كما أنها لم تري منها شيء سيء
حيره وقعت بها وصال لتخرجها منها حميده التي لاحظت شرودها: انا بعتت اجيب هدومي وهقعد معاكي يومين كده
قالت وصال بترحيب : تنوري يا طنط
............
........
ابتسمت ثناء لبهيه قائله بود شديد : ربنا يقومك بالسلامه يا ابله بهيه
قالت بهيه بامتنان : يارب يا حبيبتي ويرزقك الذريه الصالحه
خفضت ثناء عيناها بخجل بينما تقول بتعلثم : هو ...هو اصل ..اصل انا جايه عشان كده
نظرت لها بهيه باستفهام : مالك يا حبيتي
قالت ثناء بخجل وهي تفرك يدها : أصلي حامل
اتسعت عيون بهيه وسرعان ما رفعت يدها تجاه فمها لتطلق الزغاريد ولكن سمر اوقفتها سريعا : لا بلاش يا ابله بهيه
نظرت لها بهيه باستفهام : ليه ؟!
قالت ثناء بتوتر : اصلى مش عاوزة حد يعرف
ازدادت عقده جبين بهيه : ليه يا ثناء
قالت ثناء بخاطر مكسور : بصراحه خايفه من علوان يزعل
لم تفهم بهيه لتتابع ثناء : يعني هو عمره ما اتكلم معايا في موضوع الخلفه ولا انا جه في بالي لولا اني تعبت شويه وامي جابت فتحيه الدايه وهي اللي قالت ليا وانا خوفت اقول فقولت افضفض معاكي وأسألك تفتكري هيضايق أن يجي له عيل في السن ده او البنات تزعل
قالت بهيه بحيره : مش عارفه يا ثناء بس برضه مفتكرش ابويا يزعل من عطيه ربنا وبرضه اخواتي هيزعلوا ليه
قالت ثناء سريعا : والله ما هقصر معاهم في اي حاجه
قالت بهيه برفق : كتر خيرك يا حبيتي انك واخده بالك منهم وانتي مش ملزمه من اساسه .....ربتت علي كتفها وتابعت : انتي بت اصول بس بلاش تبقي حساسه بزياده ....انتي صغيره وحقك تحملي وتخلفي وابويا مفتكرش ابدا أنه ممكن يظلمك في حاجه زي دي ...لو تحبي أقوله انا
نظرت لها ثناء قائله بلهفه وهي تهز راسها : ياريت يا ابله بهيه
تنهدت بهيه وربتت علي كتفها : حاضر
..........
.....
تحرك هادي ذهابا وايابا بملك بينما لاول مره لا تتوقف عن البكاء ما أن يحملها ابيها
ليربت علي ظهرها بحنان ويهمس لها : مالك يا قلب ابوكي
نظر إلي وصال وقال بقلق : مالها يا وصال ..تعبانه ولا ايه
هزت وصال راسها قائله : لا هي متفرهده من الحر
مدت يدها له تأخذها منه قائله : هاتها اغير لها واغسل وشها
قال هادي بحنان وهو يربت علي ظهرها : ماشي
تحرك خلف وصال بتلقائية بينما يقول : اركب لها تكييف ...ها ايه رايك ؟!
هزت وصال كتفها قائله : ماشي .... مد يداه إليها يساعدها وهو يعطيها المنشفة لتمدد الصغيره بوسط الفراش وتبدأ بتبديل ملابسها بينما يحرك هادي عيناه في أرجاء الغرفه قائلا : نحط في كل اوضه تكييف وبرا كمان
قالت وصال بتفكير : مش لازم ...ممكن كفايه في اوضه ملك واوضتنا ....بترت كلمتها بينما التقت عيناها بعيناه وترددت في أذنه كلمات والدته بأن البعد طال
رمشت وصال باهدابها وحركت عيونها بعيدا عن مرمي نظراته وركزتها علي الصغيره التي ضمتها لها تريد ارضاعها ..... تغيرت ملامحه و لم ينكر ضيقه من تعمدها تذكيره بالحدود التي بينهم ليخرج من الغرفه ويصفق الباب خلفه .....لم يعد يعرف من منهم المخطيء الم يضع هو الحدود ولكن الم تكن هي السبب ...دوامه كل منهم ما أن يبدأ بالتفكير حتي يغرق بها
مر سريعا من أمام المطبخ حيث وقفت نانسي تنفذ تعليمات حميده التي جلست علي المقعد وأخذت ترشدها الي خطوات الطبخ
قالت نانسى بينما تنساب الدموع من عيونها : كفايه بصل كده يا طنط
قالت حميده وهي تهز راسها : لا كفايه ايه ....التقليه تحب البصل الكتير ....قطعي تاني
نظرت لها نانسي بغيظ وزجرت نفسها انها منذ الصباح من سألتها أن تعلمها تلك الطبخه التقليهذ ( طاجن اللحمه بالبصل )
لتتبرطم نانسي بينها وبين نفسها انا اللي عملت كده في نفسي بينما تبتسم حميده لنفسها بشماته ...لما اشوف اخرتك يا مصراويه
...........
....
التفت هادي تجاه وصال التي خرجت تحمل ملك وتعطيها له : منامتش قولت اجيبهالك
اوما هادي وحملها يلاعبها بينما جلست وصال الي أحد المقاعد الموضوعه بالحديقه الاماميه بعد أن تركت نانسي لحميده .... طنط بتعلم نانسي التقليه
قال هادي بينما يلاعب ابنته : وهي عرفتها منين الاكله دي ؟!
هزت وصال كتفها : سألت طنط علي اكله صعيديه وطنط قالت تعلمها لها ......اجتذبت معه الحديث : بتحبها
اوما هادي : اه ....وانتي
عقدت حاجبيها وهزت رأسها : مأكلتهاش من زمان اوي
قال هادي بينما يرفع ابنته بذراعيه: اهو هتأكليها النهارده
مجددا عاد ليصمت كل منهم لتنظر وصال الي هاتفها الذي تعالي رنينه وقبل أن يتساءل هادي كانت تجيب لتتغير ملامحه : ايوة يا ماجد
قال ماجد بلهفه : نانسي عندك يا وصال
تجاهلت وصال سؤاله وسألته هي بينما اتجه هادي ناحيتها يسمع حديثها وهو يقعد في المقعد المقابل لها :
ينفع اللي عملته معاها
هتف ماجد بنفاذ صبر : انا بسألك يا وصال نانسي عندك
قالت وصال باحتدام : وانا بسألك ينفع اللي عملته
قال ماجد بدفاع عن نفسه : وانا عملت ايه يا وصال .....تفاجئت بهادي يجذب الهاتف من يدها بحنق ودون مقدمات يهتف : اسمع ياجدع انت .....مراتك عندنا شوف هتعمل ايه وتيجي تراضيها
اغلق الهاتف والقاه علي الطاوله لتنظر له وصال باستنكار هاتفه : انت ...قاطعها هادي مزمجرا بنفاذ صبر بينما ضاق بهذا الحال بينهم وكأنهم غرباء :
انا ايه ؟!
...انا قولت الكلمتين اللي لازم يتقالوا وبس إنما تاخذي وتدي معاه وتسأليه عملت ايه ومعملتش ايه ....نظر لها وتابع بانفعال : وانتي مالك باللي بين الراجل ومراته
قالت وصال باندفاع : هو زعلها .....قاطعها هادي بسخط : وانتي مالك ولا يخصنا ايه باللي بينهم انتي مش وليه أمرها فيها لسان تقوله وهو فيه لسان يراضيها ولا لا .....إنما تفضلي تاخدي وتدي وتسأليه ويسألك وتردي ويرد وتتدخلي في خصوصياتهم ويشتكي وانتي تحلي..... لا ....كل واحد يشيل شيلته.... انتي مش حلاله المشاكل
تبرطم وهو يقوم من جوارها ويندفع للداخل : ابقي حلي مشاكلك الاول
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
خلاص زي ما قولتلكم الروايه بتخلص وكل ده يتلم في فصلين انا بس اللي معنديش وقت وكل ما أجمع جزء أنزله ليكم بدل طول الانتظار ...مستنيه رأيكم



أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك