روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابتسم دياب الكبير بينما يقلب ذلك اناء العسل بين يديه قائلا : الف الف مبروك ....جدع هادي يا بتي
اومات وصال بشرود وصمت خيم عليها منذ ليله الامس وهي تفكر بأسي أنها كانت علي وشك أن تعود له لو طلب لتتفاجيء به يرسم بالخط الثقيل الحدود بينهما لتترك كلماته مراره بحلقها ويتملك منها شعور جارف بالاسي ....نعم صدت محاولاته ولكن بالمقابل الا يري مقدار جراحها التي ماتزال مفتوحه وتؤلمها منه ...الم يفكر أن يضع نفسه مكانها ....كل مره تترك له جرح ويكون لجرحها أثر واضح بينما هو بكل مره يترك لها جرح حتي وإن لم يكن واضح إلا أنه يكون أشد عمقا فلا يلتئم ببساطه الاعتذار ...لم تنام وبقيت تتقلب من جنب الي اخر بينما تجدد جرحها القديم منه حينما نبذها خارج حياته التي اكملها مع سواها دون أن يلتفت وفي الوضوح و العلن كانت هي من جرحته وزواجه باخري كان رد كرامته ولكن في الخفاء وفي اعماق قلبها كانت هي المغدورة التي لم تستطيع أن تكمل حياتها بعده وتوقفت من حيث ترك يدها ....وتلك المره في الوضوح والعلن كانت هي من جرحته بينما رفضت قبول السماح وفي الخفاء وفي اعماق قلبها مجددا كانت هي المغدورة ولم يترك كذبه عليها لم يكذبها وبقيت هي من تبكي كل ليله وتستيقظ صباحا تمسح دموعها وتتظاهر بالقوة ولم يدرك أن كل قوتها الظاهرة مجرد رد لكرامتها وبداخلها كانت تدفن جراحها عميقا ....انتبهت الي جدها : هاا
أشار جدها الي الصورة قائلا : مكتوب ايه يا بتي ؟
قالت وصال بنبره باهته : نبع الوصال
رفع دياب الكبير حاجبه وارتسمت ابتسامه ماكره علي جانب شفتيه بينما يشاكس وصال : يا بوي عليك يا هادي .... فتح الإناء وادخل به معلقه يتذوقه بينما يتابع وهو يتطلع ناحيه وصال : يا تري عسل منحلك حلو زي لسانك ولا لا يا هادي ..لما نشوف
استغرب دياب الكبير صمت وصال بينما يشاكسها بتلميحاته وهي فقط صامته
ابتسم وتابع بينما يضع الملعقه في فمه : لا طلع حلو
نظر لها وتابع بمشاكسه : عسل وصال حلو
هزت راسها بصمت ليعقد دياب الكبير حاجبيه ويسالها
: مالك يا بتي ؟
قالت وصال وهي تهز راسها : ابدا يا جدي ....انا... انا هقوم اشوف ملك
اوما دياب الكبير لتقوم من جواره وتتجه للاعلي
ولكنها لم تكد تصعد كامل الدرج حتي استمعت لصوت جدها يرحب بهادي : اهلا اهلا
: صباح الخير يا حاج
قال دياب الكبير : يسعد صباحك ...تعالي يا هادي
تجاذبوا الحديث قليلا قبل أن تنتبه كامل حواس وصال حينما قال جدها : طال البعد يا هادي
تقدمت وصال خطوتين للامام وهي تستمع الي حديث جدها مع هادي والذي حاول أن يخبره به بطلبه رجوعها والذي لوهله جعل ملامح دياب الكبير تتهلل ولكن باللحظه التاليه تغيرت ملامحه وانصدمت ما أن بتر جملته عند عودتها وحدها
نظر دياب الكبير الي هادي وهتف بامتعاض : معناته ايه الكلام ده ؟!
عقد حاجبيها وتابع باستنكار : هو ايه اللي ترجع بيتها وبعدين تقعد لحالها وانت تقعد في بيت أهلك
زفر دياب وتابع بحنق : أنا مفاهمش حاجه يا هادي
تعلثم هادي بينما يبرر موقفه والذي لم يأخذه من فراغ بينما فزعت كرامته بعد ما حدث بينهما اخر مره وتولد بداخله خوف من الصد لذا تقوقع خلف جدار ووضع مسافه بينهما فهو لن يحتمل أن ترفضه مجددا حتي وإن كان تحمل كثيرا إلا أن اخر مره كانت الأشد ....كل مره كان يبرر صدها له بأنه تمنع ودلال ولم يتواني عن خطب ودها ومحاوله ارضاءها ولكن اخر مره جرحه صدها أو بمعني أدق رفضها له بتلك الطريقه المهينه وكأنها تتلذذ باذلاله وأخباره بكل مره بأنها من تقوي علي الابتعاد وهو من لا يقوي عليه ولكنه لن يتحدث بتلك التفاصيل لأحد سوي نفسه لذا يتفهم استنكار دياب الذي لا يري الا جزء من الصورة : يا حاج دياب انا بس بقول ....
قاطعه دياب بحنق هاتفا : سمعت قولك بس مش فاهمه
نظر له بحده وتابع : اللي أفهمه يا اما انك عاوز ترجع بنتنا وعاوز ترجعها بيتها يا اما معدتش عاوزها ووقتها ترمي عليها اليمين و تلزم بيت اهلها فوق دماغنا إنما كلامك المايع ده مش لادد عليا ولا فاهمه
ابتلع هادي واهتزت نظراته بهلع ليقول وهو يهز رأسه سريعا : لا لا يا حاج دياب يمين ايه ....؟!
ايه لازمه الكلام ده !!
زفر دياب الكبير هاتفا بنفاذ صبر : لازمته أنه كلامك ميبقاش له معني الا واحد من دول عاد .....هاااا ايه قولك ....عاوزها ولا لا
وهل هذا سؤال يحتاج للاجابه منه بالطبع لا ولكن الاجابه يجب أن تكون منها وبما أن لا أحد منهم يري كامل الصورة وكل ما يرونه أنه هو من توقف عن التمسك بها لذا صمت وهو يريد أن يهتف بأنه لا يريد شيء في الحياه الا هي ولكن هي من لا تريده !
واضح موقفه بالنسبه لها حتي وإن كانت فسرته لجانب كرامتها أكثر فهي بالاول والاخير انثي ....امرأه اخطأ بحقها في الاول والاخر وكل ما فعلته هو رد فعل حتي وإن كان قاسي ....هو بمغزي كلماته أخبرها أنه اكتفي وان ما بينهما تلك الحدود وهي لن تتنازل مادام هو أخذ منها موقف ومصمم علي تنفيذه ....ماج صدرها ولم تتوقف لتستمع الي اجابه سؤاله
لتستمع الي هادي بشتات وهي تتجه ناحيتهم : يا حاج دياب انا كل غرضي أن وصال وبنتي ....
نزلت وصال وتقدمت ناحيتهم لتعفيه من حرج المبررات وتقاطعه قائله : انا ياجدي اتكلمت مع هادي واتفقنا
التفت لها دياب بحده قائلا : اتفقتوا علي ايه؟!
ضيق عيناه وتابع باستنكار : ايه يابتي هو مش كنا خلاص صفينا وعقلك رجع لرأسك ولا لساتك ناويه ترجعي للكلام القديم .....رفع إصبعه وتابع باحتدام : لا يا وصال يا بتي متخليش قلبي يتعكر تاني من ناحيتك
تدخل هادي ليعفيها من الوقوف أمام جدها مجددا : لا يا حاج دياب ربنا يجعل الصفا بينا دايما
نظر دياب الكبير الي كلاهما بحنق هاتفا : انت بتدافع عنها وهي بتدافع عنك .....يابوي أشق خلجاتي منكم
مش فاهم يا ناس لما هو كده وكل واحد شايل هم التاني امال ايه كل واحد فيكم يقعد في حته .....ايه طلعها في دماغك فجاه
قال هادي بتبرير: يا حاج دياب انا بقيت في نص هدومي وانا داخل طالع عليكم والبيت له حرمه وانا برضه حقي اشوف بتي واشبع منها عشان كده طلبت من وصال ترجع بيتها وده الوضع الطبيعي ماهي مش هتفضل عندكم علي طول
هتف دياب الكبير باستهجان :
وهو كان حد اشتكالك ما تيجي كل ساعه مش كل يوم وتكون فوق دماغنا إنشاءالله العمر كله يا هادي ولا احنا مش بيت كرم
هز هادي رأسه وقال بتهذيب : العفو يا حاج
تدخلت وصال قائله : انا هرتاح كده يا جدي
نظرت لجدها وتابعت : انت مش كنت عاوزني افضل جنبكم انا هفضل جنبكم بس في بيت بنتي
نظر لها هادي بطرف عيناه بينما لم تتراجع أو تبدي لو اشاره صغيره وهي تشدد أنها تبقي بمنزل ابنتها
ليبقي هو الآخر علي موقفه ويرد مغزي كلماتها قائلا : معلوم ام ملك قالت الصح
نظرت له وصال بغيظ وصكت أسنانها وهي تهز راسها قائله : انا بقول كده برضه
ليهتف دياب الكبير بسخط : ولا قولك ولا قولها.... قولي انا الصح !!
الخلاصه اما ترجع بيتها وأما ترمي عليها اليمين واللي يخصك بتك
بنفس اللحظه هتف كلاهما : ياجدي ...يا حاج
نظر دياب لهم بحيره ونفاذ صبر بينما هلعوا من مجرد نطق كلمة الطلاق ليهتف بهم بسخط :
هتقولوا كلام فوق قولي
هادي اول من استغل الأمر فهاهو يقول بانصياع بينما أفلت قلبه من قبضه عقله قائلا : لا يا حاج العفو .... اللي تشوفه
زمت وصال شفتيها فهل ترجع غصبا لان جدها وضعه بموقف حرج ؟!
لتهتف باندفاع :
هو ايه اللي تشوفه ....نظرت لجدها وقالت باستدراك محمل بمغزي :اسفه يا جدي ....نظرت تجاه هادي وتابعت بمغزي : بس الموضوع مش محتاج نغصب علي حد حاجه .....
التفت لها هادي وهتف برفض بينما من وجه نظره تقلب الطاوله عليه : وهو حد جاب سيره الغصب يابت الناس !!
نظرت له وصال وهتفت باحتدام بينما تعقد ذراعيها حول صدرها : جدي احرجك وانت قولت ماشي .....هو انا ايه رميه مثلا وهتعمل جميله وترجعني
انتفخ وجه هادي بينما يقول :
لاحول ولا قوه الا بالله انا قولت كده برضه
...التفت إلي دياب وتابع : عاجبك يا حاج التلاكيك
هتفت وصال بحنق : وانا هتلكك ليك ليه ؟!
ضرب دياب الكبير كف بالآخر بينما يقول : يلا سيبوا الموضوع وناقروا في بعض زي الديوك
قال هادي بدفاع عن نفسه : انا مش جاي اتناقر ولا عدت عاوز خناق
هل يقلب عليها الطاوله ويكون هو الملاك ذو الاجنحه بينما هو من بالاضافه لكل أخطاءه بحقها تمادي ووضع تلك الحدود بينهما
قالت وصال باندفاع : ولا انا عاوزة اتخانق معاك ....زفرت وتابعت بحزم : انا موافقه و هرجع بيت بنتي يا جدي بعد اذنك
رفع دياب الكبير حاجبه وهتف بسخط : وانا مش عاجبني كلامكم وقولت اما يرجعك أو تفضلي هنا
قالت وصال بعنفوان : لا يا جدي مش هرجعله عشان انت بتغصب عليه
زمت شفتيها من تلك الكلمات التي جددت الامل بداخله واسرع يقول : هكررها تاني ....مين جاب سيره الغصب
قضمت وصال شفتيها واضطرت أن تحتفظ بماء وجهها بعد أن اندفعت بتلك الكلمات لتقول بلا تفكير : قراري اللي اخدته من زمان مش هكرره ...انا مش هرجعلك وكل اللي بينا البنت وبس
نظر لها هادي بطرف عيناه بينما ابتلع طعنه سم لسانها كالعاده ليعتدل واقفا ويقول بجمود : محدش قال غير كده يا ام ملك ....بيتك مفتوح اي وقت تحبي ارجعي
نظر إلي دياب الكبير الذي تعكرت ملامح وجهه ولم تسعفه الكلمات بينما كل منهما اشهر نصل لسانه أمام الآخر ....بالاذن يا حاج
تبعه حديث دياب الذي هتف بإصرار : انا قولت وانت وهي دوروا كلامي في راسكم يا هادي
تبرطم هادي وهو يخرج ليكاد يصطدم دياب الذي سأله : فيه ايه يا هادي ؟!
...
.....
قالت وصال : ياجدي افهمني
هز دياب رأسه وهتف برفض : مش فاهمك يابت مهجه
رفعت وصال حاجبها وقالت بامتعاض : جدي انت كنت بتقولي وصال ايه بت مهجه دي ؟!
قال دياب بسخط : وهي مهجه شتيمه
هزت راسها وقالت بجديه : لا بس يعني حسيتك بتقولها وكأنها كده
تنهد دياب وجعل ملامح وجهه ترتخي بينما يشير لها ويقول برفق : تعالي يا وصال
جلست بجوار جدها الذي سألها بهدوء : في ايه يا بتي ؟! ايه اللي غير الحال كده ...ده كان عنده استعداد يعمل اي حاجه ويرجعك دلوقتي ليه بيقول كده ...مالكم كل واحد فيكم مش بالع للتاني كلمه ونازلين سلخ في بعض
قالت وصال وهي تبعد عيناها عن عين جدها : مفيش يا جدي
قال دياب الكبير بنفاذ صبر : امال ايه كلامكم ده ؟!
قالت وصال وهي تتصنع البساطه :
منفصلين بشياكه
ضيق دياب الكبير عيناه وهتف بامتعاض : لا مفهمتش
قالت وصال بشرح : يعني بدل ما نتطلق وملك تتأثر فنفضل متجوزين بس مش عايشين في نفس المكان يعني ....خفضت عيناها وتابعت : يعني بس ورقه عشان ملك
كل ما قالته لم يبتلعه دياب الكبير الذي صاح بانفعال رافض :
تترهبني وهو كمان وانتوا متجوزين ...هو ده قولك
ودي تبقي عيشه ايه .....؟!
........
....
قال دياب برفق بينما كل ما كتمه هادي من ثورة أمام دياب الكبير فجره أمام دياب بينما يتمني لو يضع أحدهم نفسه مكانه : واحده واحده يا هادي ... كلمها تاني
هتف هادي بانفعال : اتكلمت بدل المره الف وخلصنا مش هعملها تاني ...انا كل اللي عاوزه بنتي
رفع دياب حاجبه بينما اندفعت الدماء الي وجهه ليهتف بعنفوان : وهو حد رمي بنتنا عليك ...في ايه يا بوي ايه اللي بتقوله ده عاد
زفر هادي وقال باستدراك : مقولتش يا دياب
قبل أن يقول دياب شيء : اقولك انا مبقتش عارف اقول ايه تاني ...بالاذن يا دياب
حك دياب ذقنه بضيق ووقف للحظات يتطلع في أثر هادي الذي اندفع للخارج بخطوات غاضبه
ثم دخل بعدها ليسمع شجار وصال وجدها
ليهتف دياب الكبير : تعالي يا دياب افهم كلام اختك
قالت وصال بضيق : ياجدي هو انا هفضل اعيد وازيد
في ايه
قال دياب بتفهم : بلاش تعيدي يا وصال قولي ليا ايه اللي حصل ما بينكم
نظرت له باستفهام : يعني ايه ؟!
قال دياب دون مراوغه :
يعني الراجل كان شاري ومش هقول بقي بايع بس واقف مكانه .....ايه بقي اللي حصل وخلاه كده
اهتزت نظراتها وتهربت بينما تقول بكذب : مفيش حاجه حصلت
ضيق دياب عيناه وتطلع لها لتتهرب وصال وهي تهب واقفه وتقول بعصبيه لتحفظ كرامتها بينما لا تريد منهم أن يضغطوا عليه لارجاعها : خلاصه الكلام انا هبقي مرتاحه وانا اللي طلبت ....اندفعت بمزيد من العصبيه : ولا تحبوا ارجع تاني بيت بابا الله يرحمه
أنهت كملتها واسرعت لغرفتها بينما لا تريد أن تقف مجددا أمام عائلتها ولا تريد شجار فقط هددت تهديد زائف لذا لم تطل بكلماتها واسرعت تغادر
لينظر دياب الكبير الي دياب الذي أشار له : سيبها يا جدي
قال دياب الكبير بغضب : سمعت قولها ...بتقولك تاني هترجع بيت ابوها !!
هز دياب رأسه وقال متنهدا : كلام يا جدي
ولا هترجع ولا حاجه... هي بتهرب
نظر إلي جده وتابع : اقولك يا جدي ....سيبها تعمل اللي عاوزاة
قال دياب الكبير بامتعاض : تاني يا دياب هنعيده
قال دياب برفق : انا عارف وصال يا جدي وهي بتقول دلوقتي اي كلام ...... نظر إلي جده وحك ذقنه متابعا : مع أن كلام هادي فور دمي بس حق ربنا هو باين عليه شارب منها لما جاب اخره وباين أنها غلطت جامد
نظر دياب الكبير الي حفيده الذي تابع بفطنه : لما سالتها ايه اللي حصل هي اتهزت وهو كان هينفجر يبقي هي غلطانه وعارفه أنها غلطانه بس بتكابر
قال دياب الكبير بجديه : يبقي هادي كان يقولي وانا اجيب حقه
قال دياب بعقلانيه : وهو الراجل مش عاوز يطلع أسرارهم يبقي نحترمه ...تنهد وتابع : هو كان بيراضيها لغايه ما فجاه سافر يبقى مؤكد حاجه حصلت....
وبعدين يا جدي هو انت مش عارف وصال ده الراجل كان غرقان في دمه وهي فضلت تمقت فيه بكلامها وهو قابل ...جري وراها بالمشوار ومكنش ممانع....دلوقتي ايه اللي اتغير....تنهد مجددا وتابع : وصال حتي لو صفي قلبها عقلها مش هيسكت الا لما تحس انها عملت بشورته
نظر دياب الكبير الي حفيده الذي اقتنع بحديثه ليقول بحيره : والعمل
قال دياب بتفهم : خليهم براحتهم وهفكرك يا جدي هيرجعوا لما كل واحد يطلع كل اللي جواه ويصفي ....!
قال دياب الكبير باستنكار : يعني يلد عليك الناس تقول هو في حته وهي في حته
قال دياب بلا مبالاه : ملناش صالح بالناس وهي يعني الناس هتبات في وسطهم ....وقت بس يا جدي والنفوس هتهدي واهي بينهم بنتهم هتقرب بينهم !
..........
....
نظرت فله بامتعاض الي الحقائب التي ادخلها هادي وأشار لها أن تأخذها لغرفته :افرشي ليا اوضه وفضي فيها حاجتي
هتفت فله متبرطمه : يادي الشيله ويادي الحطه
فضي الاوضه يا فله.... افرشي الاوضه يا فله
هزت راسها وتابعت بينما ينظر لها هادي باستنكار : لا يا معلم لهو انتوا لقيتوني علي باب الجامع انا بنت ناس ومش قد الخدمه دي
صك هادي أسنانه هاتفا : وهو لما انتي مش قد الخدمه امال قاعده ليه
قالت فله وهي تهز كتفها : اكل العيش
قال هادي بسماجه: يبقي كلي عيش ويلا بزياده كلام فضي الشنط وافرشي ليا الأوضه واعملي ليا شاي احسن دماغي وجعاني وانا مش ناقص رغيك
تبرطمت فله :
اقول ثور تقول احلبوه ..برضه بيقولي فضي الشنط وافرشي الاوضه اهو انا مش لسه كنت مفضيه الاوضه
...نظر لها هادي قائلا : بتقولي ايه ؟!
قالت فله من بين أسنانها : بقول ماشي يا معلم
تبرطمت وهي تحمل الحقيبه : وياتري بعد بقي ما افضي الشنطه هترجع الست حميده تقولي فضي الاوضه تاني
زم هادي شفتيه هاتفا بغيظ : يابت بزياده رغي واعملي اللي قولت عليه
نزلت حميده لتعقد حاجبيها وهي تري تلك الحقائب لتسأله : في ايه ياهادي
سرعان ما هتفت فله التي كانت تحمل الحقيبه وتتجه للدرج: اسأليني انا ياحجه .....اهو قطمه وسط وخلاص لهو انا مش لسه مفضيه الاوضه
وكزتها حميده بكتفها هاتفه : بزياده يا مضروبه واعملي اللي المعلم قالك عليه
تبرطمت قله وهي تحمل الحقيبه : حاضر واهو علي راي المثل هاتي يا سدره ودي يا مدره
......
ما أن صعدت فله حتي اتجهت حميده الي هادي لتسأله :
ايه يا هادي الشنط دي ....؟!
قال هادي وهو يتهرب بعيناه : اهو هقعد عندك كام يوم يا امه
قالت حميده باستفهام : ومتقعدش في بيتك ليه
علي راي فله هو شيل وحط وخلاص
قال هادي بنفاذ صبر : امه بالله عليكي انا مش في النقطه عشان كل الاسئله دي
قالت حميده وهي ترفع حاجبها : هو سؤال واحد يا نن عين امك ....سبت بيتك ليه ؟!
قال هادي باقتضاب : وصال هتقعد فيه مع ملك
ضيقت حميده عيناها قائله : خير وبركه وانت متقعدش معاهم ليه..... لهو البيت ضيق ولا فيك حاجه لا سمح الله
قال هادي باقتضاب أكثر : اهو كده
ضربت حميده صدرها : طلقتها
قال هادر بانزعاج : لا يا امه ليه بس اعوذ بالله
قالت حميده باندفاع : تبقوا متخانفين .... وماله نروح نراضيها
تنهدت وتابعت : ياابني دي لسه والده والزعل وحش عليها
قال هادي بنفاذ صبر : يا امه مش متخانفين وزي السمنه علي عسل
زمت حميده شفتيها هاتفه : مش فهماك ...لا متخانقين ولا متطلقين وزي السمنه علي العسل ومع ذلك انت في بيت وهي في بيت
قال هادي وهو يجذب عباءته ويلقيها علي كتفه : اهو كده يا امه واقولك ..
انا ماشي
أسرعت حميده خلفه : استني يا هادي
تعالي صوت فله التي خرجت للتو تحمل الشاي : الشاي يا معلم
هتف هادي وهو يغلق الباب خلفه : مش عاوز
رفعت فله حاجبيها واتجهت ناحيه حميده تسألها بفضول : ايه اللي حصل والمعلم مشي ليه كده.....واصلا هو جاي ليه وايه الشنط دي
التفتت لها حميده هاتفه : بزياده رغي يا فله واطلعي هاتي عبايتي وطرحتي
قالت فله بفضول : رايحه فين ؟!.
قالت حميده بحيره : رايحه لوصال افهم منها
قالت فله بابتسامه واسعه : طيب ما تاخديني معاكي عشان اعرف انا كمان
قرصتها حميده هاتفه : بس يا مضروبه بطلي حشريه
..........
....
نظر دياب الكبير الي ملامح مهجه التي غلفها القهر والكمد بينما تقول بحسره: يا عيني عليك بختك يا بنتي
ليقول ابيها باستنكار : واحنا هنندب يا مهجه
قالت مهجه بقله حيله: واعمل ايه يا ابويا غير اني اتقهر علي شباب بنتي اللي ضاع ولا اتهنت زي اي واحده
قالت دياب بجديه : تكلميها وتعقليها
رفع دياب عيناه للاعلي بيأس من جده الذي لا ييأس بينما تابع دياب الكبير وهو يلتفت تجاه بهيه : وانتي يا بهيه كمان تكلميها وتزني علي ودانها مع عمتك ...ده انتي بكلمتين قدرتي تليني دماغي معقول مش هتقدري تليني دماغها
نظر إلي ابنته وتابع : قولي لها جوزها غلط واعتذر وجدك عنده استعداد يعمل له قعده ويجيب حقك وتطلب اللي يرضيها وانا هخلي هادي يعمله مهما يكون.... تربي بنتها بينها وبين ابوها وبزياده اللي راح من عمرها وهي لوحدها ....قولي لها الراجل طول عمره شاريها وميقدرش علي زعلها
تنهد وتابع : هو انا اللي هقولك يا مهجه تقولي لها ايه
عاد يتطلع الي بهيه ويتابع : وانتي يا بهيه كمان تقولي لها كلمتين حلوين علي جوزها وأنه يتمني ليها الرضي وان الجفا مش هيجيب الا جفا ويا بخت من قدر وعفي
لوي شفتيه وتابع بعفويه وهو يربت علي كتف بهيه : هي مش زيك ليه ماهو انتي ولا كأن حاجه حصلت بينك وبين جوزك اللي كان جايب ليكي ضره
اتسعت عيون دياب ونظر لجده بعتاب هاتفا : لازمته ايه الكلام ده يا جدي
تعكرت ملامح دياب الكبير حينما رأي ملامح بهيه تتغير ليقول باستدراك : اهو يا بتي الكلمه طلعت مني ....حقك عليا
ابتلعت بهيه وهزت رأسها بسماحه مزيفه بالرغم من المراره التي ملئت حلقها بتلك اللحظه ...وضعت مهجه يدها علي كتف بهيه برفق ليقوم دياب الكبير ويهتف بسخط لنفسه ؛ يابوي منك يا دياب ...جاي تكحلها عميتها
جذب عباءته والقاها علي كتفه وقال لدياب : يلا قوم بينا نشوف شغلنا
سبقه للخارج بينما تمهلت خطوات دياب ليلتفت الي بهيه التي سارت معه تجاه الباب ليتوقف أمامها وينظر الي عيناها باعتذار : حقك عليا يا بهيه
هزت راسها وقالت بابتسامه : وانت عملت ايه ....
قال دياب بضيق من نفسه : عملت غلطه هتفضل ملازماني العمر كله
قالت برفق وهي ترسم ابتسامه علي شفتيها : اللي فات مات يا دياب
ابتسم دياب لها ومال تجاه خدها يقبله ثم رفع شفتيه تجاه رأسها يقبلها بينما يربت علي كتفها بحنان قائلا : يسلم قلبك الطيب يا بهيه
ابتسمت له ليقول بغمزه شقيه وهو يخفض صوته : طيب ايه رايك ناخد فتحيه ونروح ناكل رز بلبن من المكان الحلو اللي روحنا فيه النوبه اللي فاتت
ابتسمت له بهيه بسعه وهزت رأسها بموافقه ليبتسم لها دياب ويعود يقبل راسها ثم ينصرف
...........
....
تمددت وصال علي فراشها بينما تمرر يدها بحنان علي قبضه يد ابنتها الصغيره الناعمه وعيناها الحزينه تطوف بملامحها وكأنها تعتذر لها انها ستنشأ وحدها كما نشأت وتعدها أنها ستحاول الا تجعلها تشعر بتلك الوحده وستدع ابيها يكون دوما بجوارها .....تنهيده ثقيله خرجت من صدرها استمعت لها مهجه التي كانت تدخل من الباب لتنظر الي ابنتها وملامحها الحزينه بتأثر
قبل أن تجلس بجوارها وتمرر يدها علي كتفها بحنان : مالك يا وصال
قالت وصال وهي تعتدل جالسه وترسم ابتسامه علي شفتيها : مفيش يا ماما
نظرت لها مهجه بعتاب وسرعان ما دخلت في الموضوع : معذبه نفسك ليه يا بنتي ..... هادي غلط واعتذر وحاول يراضيكي ليه مش مديه له ولنفسك فرصه ....يا وصال يا حبيبتي زي ما انتي فاكره غلطته افتكري له الحلو
وضعت وصال حجر علي قلبها الذي ملئته المراره بينما تقول بصوت متحشرج : مفيش حلو قادر يغطي علي المراره اللي سابها جوايا وهو بيكذب عليا كل يوم وهو بيبص في عيني ...... وقفت بهيه لدي باب الغرفه بينما تابعت وصال بتأثر شديد وقد جاش صدرها بتلك الذكريات : شهور وهو عايش معايا علي كذبه ....هزت راسها وتابعت : ومش كذبه واحده .....ده كذب كتير
تنهدت وتابعت بغصه حلق : ومش بس كده ده خلي الكل يشاركه في كذبته....اخويا وجدي و حتي بهيه وامه واخته
امتعضت كل ملامحها وهزت رأسها بقوة ترفض أن تغرق مجددا بهذا الوجع: لا لا يا ماما ....اوعي تقولي ليا في يوم من الايام انسي .....ازاي انسي أنه كان اكتر واحد بثق فيه وعمل كده من ورايا .....ليه انا انسي وليه لازم اقبل اعتذاره
هزت راسها مجددا وتابعت : اعتذاره ده مش تفضل منه ....ده شيء طبيعي بعد كل اللي عمله
رفعت راسها بكبرياء وتابعت : وانا حقي اقبل أو ارفض
نظرت إلي والدتها وتابعت بجديه : انا حتي لو كلكم مش شايفين اني صح بس انا شايفه اني استحق ده .....شايفه اني استحق ارد علي غدره بيا لغايه ما احس اني سامحت .....شايفه اني استحق أنه يحبني عشان انا عمري ما عملت له حاجه وحشه ولا رديت غدره بغدر بالعكس يا ماما ....تهدج صوتها بينما تابعت : فاكره لما اتجوز غيري وغدر بيا..... انا سامحته و قولت لنفسي زي ما بتقولوا ليا دلوقتي انسي وعيشي اللي فات من عمرك وحصل ايه بعدها .....غدر بيا تاني
تغضنت نبرتها بالاسي بينما تتابع : واهو في الاخر كمان هو اللي زعلان وشايف أن من حقه يحطني علي هامش حياته واني اكون ام بنته وبس ليه بقي المفروض اني أتراجع وكمان ارجعه لحياتي اللي هو كان السبب في الحزن اللي بعيشه فيها
تأثرت ملامح مهجه بقوة بينما تضع نفسها مكان ابنتها التي لديها استحقاق عالي لنفسها ولا تستطيع تجاوزه وهي محقه ....تغضنت نبرتها بالاسي بينما تختم حديثها : انا اللي اتأذيت وانا الوحيده اللي اقدر أقول اني سامحت ولا لسه ..... ولو هادي مشافش فداحه غلطته في حقي واكتفي من أنه يعتذر بعد ما اخدت رد فعل في حقه يبقي انا كمان مش هشوف الا غلطته في حقي وهكتفي ببنتي ...ده نصيني ونتيجه اختياري وانا راضيه بيه !!
اكتفت بتلك القناعه لتسكن وجع كرامتها وتضع لنفسها هي الأخري حد أمن تبقي خلفه كما فعل !
......
....
بثقل وعدم رغبه في الاستيقاظ كانت نانسي تفتح عيونها ولكنها لم تتحرك من فراشها بل بقيت متمدده تتطلع الي السقف وهي تحاول ابعاد عيناها عن كل تلك المغلفات والملفات التي تضعها بجوارها ولا تتوقف عن التطلع إليها كما لا يتوقف عقلها عن تذكر اجابات ماجد المراوغه كلما سألته عن خطوتهم التاليه بعد أن أشار لهم الطبيب علي بدايه الطريق .....عمليات هي تري أن وجعها يستحق وهو يري أنها مجرد اوجاع وليس بالضرورة أن تكون نهايتها هو الطفل الذي تحلم به
أوجعها قلبها بقوة بينما لم تشعر منه ولو للحظه واحده بمسانده أو احتواء لشيء يكسر اي انثي بل هو متقبل حقيقه صعوبه حملها ببساطه تصل حد البرود وكلما أراد عقلها أن يفسر تتوقف عن التفكير ....ولكن حديثهم ليله الامس حمل الكثير لتسري الدموع بعيونها وهي تتذكر ردوده ....flash back
: انتي لسه شايفه الموضوع بالبساطة دي وكأنك رايحه المول مش داخله عمليات .....
هزت نانسي راسها وقالت بصوت متحشرج بالدموع : مش بسيط ....هزت راسها وتابعت : عارفه إنه مش بسيط خالص وعارفه أنها عمليات بس العمليه هتكون ليه.....تحشرج صوتها أكثر ليخرج مختنق بدموعها : عشان يبقي عندنا بيبي ....انت مش شايف الموضوع يستاهل
أشاح ماجد بوجهه وقال باقتضاب : شايف انك مستعجله زياده عن اللزوم
قالت بصوت باهت : وانت مش مستعجل يكون عندنا بيبي
قال ماجد باندفاع ؛ مش فارق معايا موضوع الاطفال حاليا
انشق قلبها بينما تابع بانفعال : قولتلك كتير اني حاليا كل اللي مركز عليه اني اعمل ليا مستقبل ....امسك بكتفها وتابع : يا نانسي انا مش عاوز اكتفي بعياده وصال انا عاوز يكون عندي عياده واتنين وتلاته ...نفسي يكون عندي مستشفي كمان .....لمعت عيناه بينما يتابع : نفسي عربيتي اللي حاليا بدفع اقساطها كل سنه اعرف اجيب احدث موديل من غير ما افكر ...نفسي يبقي عندنا بيت احسن من ده الف مره ...دي احلامي مش مجرد طفل
اهتزت شفاه نانسي بينما تقول : مجرد طفل
اوما ماجد وهتف بانفعال : اه ..طفل يعني مسؤوليه والتزامات ومش بس لما ييجي لا ده كمان عشان ييجي هندخل في دوامه ملهاش آخر لأن نتايجها مش مضمونه
Back
عادت نانسي من ذكرياتها سريعا بينما انهمرت الدموع من عيناها .....لديه طموح وليس هذا بعيب ولكنها تري في طموحه شيء آخر معيب ....وكأنه جشع ....ربما هي فقط تري هذا ...غلبتها حيرتها ولكن لم يغلبها عقلها الذي أصبح يري بوضوح عوار شخصيه زوجها !!
........
.....
قالت مهجه بكمد متنهده : وحياتك يا حميده ما انا فاهمه .....انا قولت الحمد لله الحال اتصلح بينهم لغايه ما عرفت من ابويا أن رجعتها لبيتها هتكون لحالها ولما سالتها مفيش غير لسانها الا اني هبقي مرتاحه
قالت حميده بحيره : وهادي طاوعها واهو عندي ...يعني كده خلاص معادوش هيرجعوا لبعض
قالت مهجه بوجع قلب : حبيتي يا بنتي ملحقتيش تتهني
قالت حميده هي الأخري : ولا ابني شاف الهنا
نظرت لها مهجه بطرف عيناها ودون إرادتها أفلتت منها الكلمات : لا يا ام هادي ...ابنك اتهني واتجوز بدل المره تلاته إنما أنا بتي مكملتش كام شهر وحصل الي حصل
نظرت لها حميده وهتفت بعتاب : يوووه يا مهجه لهو انتي هتقطميني وانا اللي جايه اصلح
قالت مهجه بتحفز : عشان النوبه دي انا مش هسكت علي وجع قلب بنتي
أفلتت الكلمات من بين شفاه مهجه بينما تتابع : ابنك مش عاوزها يسيبها تشوف حالها
ضربت حميده صدرها بهلع : يالهوي يا مهجه ...انتي اللي بتقولي الكلام ده
اومات مهجه دون تفكير :
حقي اشوف بنتي مبسوطه يا ناس
قالت حميده بإسقاط : وهو حد عاوز يسعدها قد ابني ده يتمني لها الرضي
فاض قلب مهجه بعتابها : كان وخلاص ....ابويا قالي أنه اللي معادتش عاوزها ...طيب رابطها لما هو كده بيه ليه ؟!
هزت حميده راسها باستنكار : ايه الكلام ده ....مش معقول
قالت مهجه بكمد : اهو اللي حصل يا حميده وهو ابويا هيتبلي عليه
قالت حميده وهي تهز راسها : لا بس جايز الحاج دياب فهم غلط .....طيب ما اسمع منها هي
خشيت مهجه أن تترك وصال تتحدث فتتشاجر مع حميده أو تنطق بشيء لا تحسب حسابه لذا قالت : ولا تسمعي منها ولا حاجه وصال مش بتتكلم وأما سألتها قالت نفس الكلمتين !
.......
...
خرجت مجيده من المطبخ حينما استمعت لصوت زوجها الغاضب: في ايه يا مجدي ؟!
أشار مجدي الي ابنه وهتف بسخط : تعالي يا هانم شوفي بنت اختك اللي ابنك الدكتور اتجوزها
عقدت مجيده حاجبيها وتساءلت : مالها نانسي ....عملت ايه يا ماجد ؟!
أشاح ماجد بوجهه وزفر بضيق ليتولي مجدي الرد الذي خرج منه بسخط شديد : بدل ما تقف وراه و تخليه يطلع قدام عاوزه تحمله فوق طاقته في عمليات لا اول ليها ولا اخر
زفر وتابع بقلب متحجر : مش كفايه أنه ساكت علي عيبها لا كمان عاوزاه يدفع التمن
لم يدافع ولو بكلمه ولماذا يدافع وهو من جاء يشتكي ليسمع حديث هو متأكد منه وكأنه يثبت لنفسه أنه علي صواب ......سمع ما يريده لانه سمعه من الأشخاص الذين يفكرون نفس تفكيره !
لذا خرج من منزل عائلته وهو يري أنه لم يخطئ ابدا !
.........
...
قالت حميده بتعقيب علي حديثها مع مهجه بينما اتحدت الجبهتان لعلهما يقربان بين هادي ووصال : عين وصابتهم ..ضربت كف بالآخر وتابعت : مؤكد عين وصابتهم
رفعت مهجه عيناها تجاه حميده للحظه قبل أن تسألها : حميده
نظرت لها حميده : نعم
تمهلت مهجه بينما تسألها وهي تري موقفها : وحياه غلاوة عيالك انتي جايه تصلحي بجد
عقدت حميده حاجبيها وقالت بعتاب : اخص عليكي يا مهجه ..امال هكون جايه ليه .... ده مني عيني اشوفهم الاتنين راجعين لبعض ووسطهم بنتهم
قالت مهجه باعتذار : يعني متاخذنيش يا حميده مكانش ده كلامك زمان ومكنتيش طايقه البت
قالت حميده بمراوغه : اهو بقي يا مهجه ....
اللي بيحصل بين الحما ومرات ابنها بس فكرك هبقي عاوزة ابني كل شويه يطلق ويتجوز ودلوقتي الحال اتغير وبقي عنده بت ....لا يا اختي أنا عايزاه يرجع بيته ومتعديش سنه الا لما يكون مراته في حجرها عيل والتاني ...ابتسمت بأمل وتابعت : وقلبي بيقولي النوبه اللي جايه هتجيب له الولد
(كان نفسك تبقي ولد )
التفت إلي حميده وصال التي وقفت خلفهم لتقول مهجه بتلطيف: دي الست حميده كانت جايه ومفكره هادي مزعلك وجت تراضيكي
هزت وصال راسها وقالت بكبرياء : لا يا طنط مش مزعلني خالص
قالت حميده برفق : طيب مش عاوزه ترجعي بيتك ليه ؟!
قالت وصال باقتضاب : ما انا هرجع
قالت حميده باستنكار :
لحالك!! .... ودي تبقي رجعه ؟!
مالت عليها وتابعت هامسه بمشاكسه : طيب عيني في عينك كده ...موحشكيش تصحي وتنامي في حضن جوزك وأبو بنتك .....ربتت علي كتفها وتابعت : هو الواحده ليها حاجه في الدنيا غير بيتها وجوزها وعيالها وانتي علي رأي امك مشفتيش هنا وبقالكم شهور في النكد والحزن ....نظرت لها وتابعت بنصح : يابتي الموضوع كله في ايدك ولو انتي خطيتي خطوه وقولتي ده بيتك مينفعش تسيبه هو هيخطي الف خطوة
هربت وصال بعيناها من نظرات حميده وقالت سريعا بمراوغه : المهم يا طنط مقولتش كان نفسك ملك تبقي ولد
ضحكت حميده بمكر بينما أخذت اجابتها من نظرات وصال لتقول : حق ربنا فرحت بيها اكتر من اي واد ...ربتت علي ساق وصال وتابعت : البت حبيبه ابوها و الواد متعب أوله وآخره
لمع المكر بعيناها وتابعت : وبعدين بكره باذن الله يبقي عندكم الواد والبت وتحملي تاني وتالت ولاد وبنات ربنا يكرمكم بالذريه الصالحه
.........
...
نفس دعاء حميده كانت تكرره مجيده ولكن من وراء قلبها .....!!
نظرت نانسي الي خالتها والتي هي حماتها والتي جاءت إليها لعلها تطيب خاطرها لتقول مجيده بلسان بارد : في أيدي ايه اعمله الا اني ادعي لكم ربنا يكرمكم بالذريه الصالحه
انصدمت ملامح نانسي من رد خالتها ليفلت عتابها: طبعا يا خالتو ادعي لينا وانا كمان بدعي بس ربنا قال ناخد بالاسباب
قالت حميده ببرود وصوت خافت نسبيا وهي تشيح بوجهها : وهي الأسباب كده بالساهل
مالت نانسي تجاه خالتها وهي تعقد حاجبيها متساءله : بتقولي ايه يا طنط ؟!
التفتت لها مجيده وقالت دون أن تحسب حساب لحظه كلماتها : بقول إنه مش بالساهل يا نانسي ..... العمليات دي محتاجه فلوس كتير اوي وبصراحه يا حبيبتي متزعليش مني دي تعتبر فلوس وهتترمي علي الارض عشان يا عالم يا العمليات تجيب نتيجه يا لا ....شقت الغصه حلق نانسي وسرعان ما لمعت الدموع بعيونها لتضغط بقوة علي شفتيها حتي لا تبكي أمام قلب خالتها المتحجر والتي تابعت ببرود وهي تربت علي كتف نانسي بود زائف : يبقي مفيش في أيدنا الا أننا ندعي ربنا ....واهو جايز تحملي ولو محملتيش ولا تفكري في حاجه .....ازداد تزاحم الدموع بعيون نانسي بينما تتابع حماتها وهي تتصنع الموده : انا موصيه ماجد أنه ميتكلمش معاكي في الموضوع ده ولا عمره يضايقك انك مش بتخلفي
بصعوبه بالغه حاولت نانسي ابتلاع غصه حلقها الذي شقته المراره ليخرج صوتها متحشرج بينما تقول وهي تعتدل واقفه : كتر خيرك يا خالتو
قالت مجيده ببرود وهي تحاول اللحاق بنانسي التي أسرعت تجاه الباب : استني يا نونو اتغدي معانا ده انا عامله سمك
قالت نانسي بصوت باهت ش: بالهنا والشفا
ما أن خرجت حتي أفرجت عن مكنونات صدرها لتندفع من عيونها حمحم دموعها الحاره وتشهق بقوة تبكي بمراره بينما تسير بلا هدي ودموعها تتساقط من عيونها وتحجب عنها الرؤيه حتي وجدت نفسها أسفل منزل عائلتها ..!
..........
....
شهران حسبتهم وصال ليله الامس بينما تراجع تطعيمات صغيرتها ....شهران وكل منهم يخفي كل ما في قلبه وعقله خلف تلك الحدود بينما يضعون بالمنتصف ابنتهم وكل منهم يتعامل مع الآخر باقتضاب ....شهران وكل يوم يزداد بداخل وصال الاصرار علي التمسك بكرامتها وكبرياءها أمام تعامله الرسمي معها ...شهران وكل يوم يزداد بداخل هادي التمسك بموقفه بينما صعب عليه أن يكون دوما المبادر خاصه بعد الموقف الاخير ....قبل منها كل شيء وحاول كثيرا أن يطيب خاطرها بينما هي لم تفكر ولو مره أن تطيب خاطره الذي انكسر أو حتي تبين الاسف لاهدارها لكرامته
كل منهم أخذ موقف من الاخر وكل منهم يؤكد لنفسه أنه الصواب ...كل منهم مهما حاول الحنين أو الاشتياق أن يغلبه ذكر نفسه بموقف الآخر !!
أنهت وصال اغلاق سحاب تلك البطانيه الناعمه التي وضعتها حول ابنتها ومالت لتحملها وتنزل بهدوء الدرج
ولكن الهدوء لم يدم طويلا بينما مع خروجها من غرفتها تعالي رنين هاتفها .. اجابت سريعا : هادي
جاءها صوته الناعس: صباح الخير يا ام ملك
امتعضت ملامحها ولكنها قالت بصوت هاديء : صباح النور
تثاءب وتابع : جهزتي ملك عشان التطعيم
قالت وصال وهي تتحرك بابنتها : اه وهخرج اهو
انتفض هادي من فراشه وقال سريعا : استني انا دقايق وهكون عندك
توقفت وصال مكانها وقالت باستفهام : ليه ؟!
قال هادي ببديهيه: هاخدك تطعميها ...مش قولتي امبارح أن عندها تطعيم
اومات وصال قائله : اه بس مفيش لزوم تيجي ولا حاجه ....انا خلاص عند الباب وكمان الصحه قريبه
قال هادي بإصرار : اسمعي الكلام يا بت الناس .....هي مش بنتي ولازمن اقوم بكل مشاويرها
قالت وصال باحتدام بينما لا تريد منه أن تعتمد علي أحد : وبنتي برضه وانا عاوزة اعمل مشاوريها وبعدين لو محتاجه حد كنت قولت لدياب ولا جدي ولا حتي ماما
قال هادي برفق : ربنا ما يحوجك لحد ودي مش حوجه يا ام ملك ......مشاويرها نعملها سوا اتفقنا
قبل أن تقول وصال شيء :
انا بلبس يا وصال كلها مسافه السكه واكون عندك
..........
...
تعلقت عيون نانسي بالطريق الذي يمر بجوارها بسرعه تضاهي سرعه القطار الذي وجدت نفسها علي متنه بينما لم تطاوعها قدمها للصعود الي منزل عائلتها ...!
ليست بحاله تسمح لها بسماع كلمه ( انتي اللي اختارتي)
نعم ستكون أول رد من والدها الذي وقف أمام تلك الزيجه وقد رأي ما تعاضت عن رؤيته من تمسكها بهذا الرجل أكثر من تمسكه بها !
غص حلقها بينما توالت المواقف والتي بها كان موقفها ثابت ...تحبه منذ أن أصبحت تعرف معني كلمه حب ....أنه ابن خالتها الذي نشأت علي حبه
تمسكت به وسعت لأن تكون له بينما هو الآن تدرك بأنها كانت له مجرد زيجه ...!
نعم لم يحبها أو ربما احبها ولكن ليس بقدر حبها له
فهي تراه الشيء الوحيد الذي ينقصها بهذا العالم وهو يري عالم كبير هي شيء من ضمنه لذا فوجودها من عدمه لا يفرق كثيرا بينما هي وضعته اهم شيء بحياتها فلم تعد تعرف ماذا تفعل في غيابه !!
........
.....
جلست وصال بالحديقه تنتظر هادي الذي لم يتأخر كثيرا وكان بعد ربع ساعه أمامها .....
اسرع يوقف سيارته لتقوم وصال من مقعدها بمنتصف الحديقه وتتجه ناحيته وهي تسير بهدوء بعد أن نامت طفلتها واخيرا
باندفاع اسرع هادي يقترب ويميل ليأخذ ملك من بين ذراعيها لتهتف وصال بانزعاج لم تقصده : ايه يا هادي ؟!
قال هادي ببراءه:
هصبح عليها
قالت وصال متنهده بضيق بعد أن فتحت ملك عيناها : كانت نايمه يا هادي وانا ما صدقت تنام بدل ما تعيط في الطريق
قال هادي برفق وبساطه وهو يحملها منها : ولا يهمك انا اسكتها
ضاقت وصال من نفسها لتقول له باعتذار : معلش اني اتنرفزت بس انا ما بصدق تنام شويه
اوما لها وقال ببساطه : ولا يهمك
........
......
أسرعت ثناء تجفف يدها ما أن استمعت لصوت توقف سياره علوان بالخارج والذي ما أن دخل حتي أخذ ينادي : ثناء .....بت يا ثناء
أسرعت ثناء ناحيته تقول : ايوة يا حاج
ابتسمت له قائله : حمد الله على السلامه يا حاج ...نورت بيتك
ابتسم لها علوان وقال برفق : تسلمي
نظر حوله يسألها بينما أخذت من يده حقيبته الصغيرة : البنات لساتهم نايمين
هزت راسها بينما تسبقها خطواته الي غرفته : اه يا اخويا
وضعت الحقيبه علي طرف الفراش واسرعت تخرج له ملابس نظيفه بينما تقول : ادخل اتسبح علي ما اكون جهزت الفطار
أوقفها علوان قائلا وهو يفتح الحقيبه ؛ استني يا ثناء
نظرت له بتوجس خشيه ان تكون ضايقته : خير يا اخويا
ابتسم برفق وهو يخرج تلك العلبه القطيفه الحمراء الكبيرة من الحقيبه ويمد يده لها : خدي دي
ببطء مدت ثناء يدها الي العلبه بينما تنقل عيناها بينه وبين العلبه باستفهام ازداد حينما فتحتها ووجدت عقد مجدول من حبات الذهب : ايه ده يا حاج
ضحك علوان مليء فمه : هيكون ايه يابت ....ماهو قدامك عقد
قالت ثناء بتعلثم بينما تزحف الابتسامه الواسعه الي شفتيها : شايفاه يا حاج ....انا قصدي لمين ؟!
رفع علوان حاجبه وتلفت حوله قائلا بمشاكسه : لهو في حد غيرك معانا
هزت راسها بينما هدر قلبها بقوة وهي تقول بتعلثم ويدها تمتد الي العقد تتلمسه : قصدي ده ليا انا يا حاج
اوما علوان ولا ينكر أن فرحتها التي تخشي أن تبديها وخزت قلبه ..... تزوجها كما تزوج قبلها الكثير ومن كثره ما مر عليه من نساء طامعات في ماله فقط أخذ حذره منها وكان يتعامل معها باقتضاب ...يعطيها ما تحتاج وهي لا تطلب من الاساس فهو رأي كم أنها مختلفه وتستحق لذا وجد نفسه يريد أن يكافئها خاصه بعد وقفتها بجوار عائلته مؤخرا واثبات كم أنها امراه من بيت جيد
لمست يداه يدها وهو يمد يداه الي العقد يرفعه من فوق الارضيه الحريريه للعلبه لترفع ثناء عيناها ناحيته فيري جمال وهدوء لم يلحظه من قبل
سرت رجفه خفيفه علي طول ظهر ثناء حينما أدارها علوان ومد يداه حول عنقها يلبسها ذلك العقد الذي بعد أن أغلقه مال ليطبع قبله علي جانب عنقها الناعم وهو يهمس لها : مبروك عليكي
أغمضت ثناء عيناها بينما تعالت دقات قلبها التي قرعت كالطبول وقد كانت تلك اول مره تشعر بها بتلك المشاعر التي لم تعرف لها وجود من قبل .... فتاه من منزل بسيط تقدم لزواجها رجل اكبر منها بكثير حتي أنها بسن ابنته ووافق ابيها لأنها من وجه نظره تاخرت بالزواج بعد أن تجاوزت العشرون ببضع سنوات وهي وافقت ولم تسأل أو تعترض ..... عاشت معه تلك الأشهر كما اعتادت فقط تسمع وتطيع وتتصرف بتهذيب وتربيه عائلتها لها فكانت هادئه مطيعه....أحبت بناته وعاملتهم بالحسني بينما لم يأتي لعقلها شيء آخر ولماذا تعاملهم بسوء وهي تشعر بأنهم مثل إخوتها الصغار .....عاشت معه حياه كريمه فلم يضايقها أو يعنفها وكان يحضر كل طلباتها التي لم تكن شيء وهي عاملته هو وبناته بالحسني كما عاملها ولكن مشاعر أو حب لا تعرف شيء عنه فهي أمراه عرفت ما عرفت عن الزواج منه فكانت علاقتهم عاديه لذا كانت تلك القبله تحمل شيء مختلف ....شيء جديد بدأ علوان يشعر به تجاه تلك الفتاه !
انساقت الي يد علوان التي أدارها به نحوه لتنظر إليه .....اهتزت نظراتها واندفعت الحمره الي وجنتها المنتخفه حينما شعرت بيداه تحيط بخصرها لترفع عيناها ناحيته بينما بالكاد وصلت إلي منتصف صدره
: ثناء ......التقت عيناهم بعد أن طافت عيناه بملامحها التي كانت وكأنه يراها لاول مره : انتي طلعتي حلوة وانا مكنتش شايف
عصت علي شفتيها بينما لاول مره تسمع منه كلمه غزل لتزداد دقات قلبها بينما ازدادت وتيره حلو كلماته : باين كنت اعمي عشان الجمال ده كله قدامي ومكنتش شايفه
خفضت عيناها بخجل بينما تقول سريعا : بعد الشر عنك يا حاج
قال علوان بمشاكسه وهو يرفع ذقنها بطرف إصبعه : ما تقولي علوان
هزت راسها وعادت تخفض عيناها من جديد بخجل محبب : لا ...لا اتكسف
ضحك علوان وهز رأسه : انا جوزك ...بتتكسفي مني عاد
هزت راسها وقالت بخجل : برضه ...العين متعلاش عن الحاجب
تنهد علوان وقال بجديه : ولا قصدك اني كبير ....قبل أن تقول شيء وجدته يمسك بيدها ويجلس علي طرف الفراش ويجلسها بجواره قائلا : انا كبير عنك بكتير يا ثناء ودي اول مره افكر كده ....حقك عليا لو ظلمتك بجوازتي بس اهو اتعودنا علي كده
نظرت له وعقدت حاجبيها بينما تابع باعتراف : اول مره اشوف انك صغيره انتي أو اللي قبلك بس زي ما قولتلك عوايد فارغه ....عموما يا بت الناس انا خلاص اتجوزتك وحق ربنا مشوفتش منك الا كل خير وعشان كده بقولك حقك عليا مره تانيه بس برضه شوفت نسوان كتيره كل واحده طمعانه اكتر من اللي قبلها وعشان كده قولت اعمل ناصح عليكي
كانت تستمع له بصمت لتجد ابتسامه هادئه ترتسم علي طرف شفتيه بينما يعترف : بس انتي طلعتي انصح واهو لقيت قلبي بيميل ليكي
قبل أن تستوعب كان يميل ناحيتها ويقبل وجنتها بحنان : من النهارده لو موافقه نفتح صفحه جديده .... هحاول اعوضك عن فرق السن بيننا
وانتي لو مش قابله قولي ليا وانا افارقك بالمعروف يا بت الناس
.........
....
تأثرت ملامح هادي وكأنه هو من يأخذ تلك الحقنه
التي غرستها الممرضه بساق ابنته والتي سرعان ما بكت بحضن وصال التي ضمتها لها بحنان ليجد نفسه يحيط كلتاهما بذراعه بينما يقول بحنان جارف : معلش يا ريتني انا
ضحكت وصال علي تأثر ملامحه بينما يمد يداه برفق يمسح تلك الدمعه التي انسحخبت علي حد ابنته الناعم : معلش شويه وهتسكت
قال هادي وهو يفتح لها باب السياره : هو ده تطعيم ايه
ولازم يعني
اومات له : طبعا ....ده تطعيم الشهرين
في جدول تطعيمات للاطفال وله مواعيد كل فتره
قال هادي وهو يهز رأسه : اي وقت قولي ليا وانا معاكي
انطلق بالسياره وهو يراجع ما قالته .....شهران !!
مر بتلك السرعه شهران !
توقف لدي بوابه المنزل لتفتح وصال الباب بجوارها وتهم بالنزول قبل أن يوقفها هادي : وصال
قالت وهي تلتفت له : نعم
تردد وهو يفكر بصياغه لسؤاله : يعني هو مش آن الأوان
فهمت سؤاله لتقول بتسويف : أن شاء الله
اوما هادي وقال دون أن يقبل بالتسويف : ونعم بالله
بس يعني اهو شهرين وانا .....قاطعته وصال وقالت بجديه بينما انتبه الان أنه فات شهران : انا قولتلك هرجع .....كام يوم احس اني قادره اعتمد على نفسي عشان انا لسه بحتاج ماما وبهيه يساعدوني
قال هادي سريعا : اجبلك اللي يخدمك وانا اساعدك
قبل أن تجيب عليه التفتت تجاه دياب الذي خرج من باب المنزل ليقول بقلق وهو يراها تحمل ملك :
في ايه يا وصال ...مالها ملك
قالت وصال بهدوء : ابدا ملك كان عندها تطعيم
قال دياب بانزعاج : ومقولتيش ليا ليه
قالت وصال ببساطه : مرضتش اقلقك بدري واصلا كنت هروح لوحدي ومش هقلق حد بس هو صمم
رفع هادي حاجبه باستنكار : حد !!!
انا ابوها
قال دياب بهدوء ليحتوي الموقف : تسلم يا هادي
ربت علي كتف وصال وتابع : بالشفا يارب
تعالي رنين هاتف وصال لتحاول أن تمد يدها الي جيبها ليسرع هادي ياخذ ملك منها ...عقدت حاجبيها وهي تري المتصل : نانسي
نظر هادي ودياب إليها بينما تقول : لا لا خليكي عندك وانا هخلي حد يجيبك يا نانسي
أغلقت ونظرت إليه أخيها قائله :
دياب ..... نانسي في المحطه ينفع تروح تجيبها لو سمحت
اوما دياب وسرعان ما عرض هادي المساعده :
خليك اروح انا ....نظرت له وصال بطرف عيناها ليقول سريعا : قصدي يعني أنا اهو في العربيه
قال دياب : تشكر ....انا هروح بس هي شكلها ايه دي
قال هادي قبل وصال : انا عارف شكلها ..خليك انت يا ابو مصطفي هروح انا ....!
جاءه صوت دياب الكبير يتساءل : رايح فين يا هادي ..لسه بدري ..ادخل افطر معانا
قال هادي بتهذيب : تسلم يا معلم فطرت ...انا هروح اجيب مرات ابن عم وصال من المحطه
نظر دياب الكبير الي وصال باستفهام : مين يا وصال ؟
قالت وصال بابتسامه : نانسي يا جدي فاكرها
هز دياب رأسه وقال بتذكر : اااه .....صاحبتك بتاعه المستشفي
تبرطم هادي وهو يتجه الي سيارته : مرات الساقع
.......
نظرت نانسي تجاه هادي وقالت بامتنان: شكرا تعبتك
هز هادي رأسه وقال بلياقه بينما يوقف السياره امام بوابه المنزل : مفيش تعب .. اتفضلي
خرجت وصال لاستقبال نانسي التي اتسعت ابتسامتها وسرعان ما هتفت : جدو دياب ....عامل ايه وحشتني اوي
تغيرت ملامح دياب من هذا الود الزائد من تلك الفتاه ليحمحم بحرج : تشكري يا بتي ...اتفضلي
امسكت وصال ضحكتها بينما استغرب هادي من هذا الود حينما شاكست نانسي دياب الكبير: بقولك وحشتني يا جدو قولي وانتي كمان يا نانسي
حك دياب الكبير أنفه بحرج ونظر الي وصال التي همست له : بتهزر يا جدي
........
......
وضعت فله أمام حميده الأفطار بوجه عابس لتنظر إليها حميده قائله : اقعدي ولا هتفضلي واقفه
قالت فله وهي تزيد من عبوس ملامحها : اقعد ليه ؟!
قالت حميده وهي تهز كتفها : عشان تفطري هيكون عشان اتملي في جمالك
قالت فله وهي تشيح بوجهها : لا يا حاجه ولا تتملي في جمالي ولا اسمع منك كلمتين انا فطرت خلاص
نظرت لها حميده ورفعت حاجبها : في ايه يا بت مالك
قالت فله بغضب محبب : انا مش بت ولو علي مالي انتي عارفه في ايه
لم تغضب حميده التي اعتادت طبع الفتاه لتقول متبرطمه: معلش عرفيني يا ست فله
قالت فله وهي تلوي شفتيها : من غير تريقه يا ست حميده .....تنهدت بثقل استغربته حميده : في ايه يا بت مالك وكأنك شايله جبل هموم ...لهو انتي عندك هموم من الاساس
قالت فله بحنق : امال خاليه يعني يا ست حميده ....ولو علي همي انتي عارفاه كويس بس عامله نفسك مش واخده بالك ....قبل أن تنطق حميده بشيء كانت فله تتابع وهي تنعي حظها : ال عشمتيني بالحلق خرمت انا وداني واهو شهر يجر الشهر ولا حس ولا خبر ولا كأنك معشماني في موضوع جوازي
انفرجت اسارير حميده ما أن عرفت لتضع يدها علي يد فله وتجذبها لتجلس بجوارها وتقول برفق : بقي هو ده كل همك
اومات فله وقالت بسخط : وده قليل يا ست حميده
اومات حميده قائله بحنان : قليل ومقدور عليه ...وبعدين يا بت قصدي يا فله لهو انا عمري قولتلك حاجه ومعملتهاش
قالت فله باندفاع : قولتي هتجوزيني
قالت حميده بتأكيد : وهجوزك باذن الله ....انا بس زي ما انتي شايفه مش عارفه اتكلم مع هادي كلمتين وهو دماغه مش فيه من النكد الي بينه وبين مراته
لوت فله شفتيها وهي تعقد ذراعيها حول صدرها بينما تقول باندفاع معهود بها : وانا مالي
رفعت حميده حاجبيها باستنكار لتهز فله راسها وتتابع : ايوة مالي انا ومال النكد اللي بينهم ....الدكتورة ليها في النكد وابنك مطاوعها ...مصمصت شفتيها بينما تتابع : هو حد يلقي جوز زي المعلم هادي ويقول لا .....اهي بتتبطر علي نعمه ربنا ...إنما أنا
وضعت يدها علي خدها وتابعت تنعي نفسها : انا ياعيني عليا غلبانه وراضيه بقليله
التفتت الي حميده وتابعت : يبقي ذنبي ايه بقي جوازتي انا تقف
قالت حميده برفق: ولا هتقف ولا حاجه ....اديني بس كام يوم واول ما اشوف المعلم رايق هكلمه
زفرت فله متبرطمه : مبيروقش ....المعلم مبيروقش
اوف بقي
وكزتها حميده في جنبها هاتفه : اوف في عينك بتنفخي في وشي يا مضروبه
قالت فله وهي تلوي شفتيها كالاطفال ؛ من غلبي
قالت حميده بحنق : طيب قومي بدل ما اطلع انا غلبي فيكي ...قومي يا مضروبه
..........
....
نظرت وصال الي نانسي بتأثر بينما تتابع اخبارها بما حدث : انا اسفه اني جيت كده يا وصال بس ملقتش مكان تاني اروحه ومكنتش قادره اتواجه مع بابا ولا اشوف ماجد فلقيت نفسي جايه ليكي
قالت وصال برفق : متقوليش كده يا نانسي ...وضعت يدها فوق يده نانسي وتابعت : اهلا بيكي في أي وقت
ابتسمت لها وتابعت: ربنا يعلم انا بقيت بعتبرك زي اختي
اومات نانسي وقالت بابتسامه من بين دموعها : وانا كمان ....هزت كتفها وتابعت : اصلا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه ...تنهدت وتابعت باعتذار : انا بكره نفسي كل ما افتكر انا كنت بتكلم عنك ازاي
قالت وصال برفق : متفتكريش اللي فات ....خلينا في دلوقتي
تنهدت نانسي بثقل وقالت : دلوقتي ...!! .دلوقتي انا بندم علي حاجات كتير وأولها حبي لماجد
نظرت إلي وصال وتابعت بأسي : ازاي مكنتش شايفه حقيقته كل ده ....ازاي كنت شايفاه مثالي اوي كده
قالت وصال ببساطه : محدش فينا مثالي وماجد زيه زي غيره عنده عيوب ....انتي بس عشان متضايقه منه بتقولي كده
هزت نانسي راسها وقالت بشتات: تفتكري يا وصال ....تفتكري أنه بس انسان عنده طموح وانا ظلمته
هزت راسها و تابعت قبل أن تقول وصال شيء : بس لا ....ده مش طموح ...حاولت أن تصف حاله ماجد : ماجد وكأنه لقي فرصته اللي كان بيدور عليها واتحول لإنسان استغلالي معندوش استعداد يشوف اي حاجه الا أهدافه اللي عاوز يحققها ومش مهم يخسر ايه في المقابل ....بحس أنه خسر نفسه و حتي صورته في عيني ...الماديات بقت اهم حاجه عنده حتي اني بقيت احس انه بقي بخيل جدا في كل حاجه حتي مشاعره بقي اله عشان يجيب فلوس ويوصل لهدفه
نظرت إلي وصال وتابعت بعتاب : ياريتك ما اخدتيه في العياده
قالت وصال بتفهم : انا كنت مجرد سبب يا نانسي للفرصه اللي جت له... بيا أو من غيري كان هيلاقي فرصته
تنهدت وتابعت بإقرار : ماجد شاطر وخلينا متفقين أنه بدأ من خلالي بس حاليا مكمل عشان هو شاطر ومحدد هو عاوز ايه وده مش عيب
اومات نانسي وقالت باعتراف : منكرش يا وصال ده بس
العيب أنه سامح لطموحه يخسره كتير .....ماجد دكتور مش تاجر عشان يحسب كل حاجه ....وماجد بقي يحسب كل حاجه زياده عن اللزوم
زمت شفتيها وتابعت بتردد : اسفه يا وصال بس هو دايما في حاله مقارنه بينه وبين باباكي .....شايف أن والدك الله يرحمه كان ممكن يحقق حاجات كتير لو اتخلي شويه عن مبادئ من وجه نظره ملهاش لازمه .....شايف أن والدك لو كان وظف نفسه صح كان بقي حاجه تانيه
تنهدت وصال وقالت بغصه حلق : بابا الله يرحمه عمل اللي كان يرضي ضميره كان شايف أنه دكتور مش تاجر وماجد مش زي بابا وانا نفسي مش زي بابا كل واحد فينا وله شخصيه وطبع
اومات نانسي توافقها : عندك حق بس ده اللي ماجد مش فاهمه
تعالي صوت مهجه تقاطع حديثهم بينما تقف علي الدرج الحجري : يلا يا بنات الغدا جاهز
قالت وصال برفق : يلا تقوم نتغدي ومتفكريش حاليا في حاجه الا انك تهدي
قالت نانسي بحرج : اسفه يا وصال بجد اني جيت كده
قالت وصال بلياقه : متقوليش كده .....ربتت علي يدها وتابعت : اقعدي معانا كام يوم لغايه ما تبقي احسن
قالت نانسي بحرج : مش هتقل عليكم
هزت وصال راسها قائله : لا خالص متقوليش كده ...انتي منورة
نفس الجمله كررها دياب الكبير بينما جلس في مقدمه تلك الطاوله الكبيرة التي امتدت أمامهم وحملت فوقها اشهي وأطيب انواع الطعام التي تفننت مهجه في عملها ليمسك دياب الكبير بهذا الديك الرومي ويفتحه ليضع بطبق نانسي قائلا بترحيب : منورة يا بتي
قالت نانسي بامتنان : ده نورك يا جدو ...تسلم ايدك
قال دياب الكبير وهو يبتسم لابنته : تسلم ايد مهجه
اومات مهجه بابتسامه بينما تضع المزيد أمام نانسي بكرم : بالهنا والشفا
أخذت بهيه تطعم مصطفي وعلي بصبر ودلال بينما اخر ما تذكره هو نفسها بين الحين والآخر تضع لقمه بفمها ولكن دياب لم تمر عليه ليضع هو الطعام بفمها .... جو أسري جعل الحنين والافتقاد يسري بصدر نانسي ووصال وكل منهما تري في مشهد ما تحتاج إليه .....هادي كان سيفعل مثل دياب ويطعمها وهو يضع ابنتهم علي ساقه كما فعل دياب وماجد ربما يكون لديه من العطف ما يحتوي به حزنها ويداوي افتقادها لطفل أو يصبر عليها كما فعل دياب
ارتشفت نانسي القليل من كوب الشاي الذي وضعته أمامهم مهجه بالحديقة بعد ان انتهي الطعام لتتفاجيء وصال بنانسي تهتف وعيناها شارده تجاه دياب الذي أخذ يلاعب أطفاله هو وبهيه بجانب الحديقه : اخوكي حلو اوي يا وصال
بدت المفاجاه علي ملامح وصال لتضحك نانسي وتعيد جملتها بعد تصحيحها : قصدي يعني شخصيته حلوة ....تنهدت وتابعت ؛ ماشاء الله....انا يعني من كلامك عنه ولما شوفته بيعامل مراته كده بقول الكلام ده
اومات وصال وابتسمت : اه دياب طيب اوي وحنين كمان
ابتسمت نانسي قائله : باين ....عقدت حاجبيها وتابعت : باين أنه مهتم بمراته حتي مع أن ده تالت طفل ليهم
هزت وصال راسها ونظرت تجاه أخيها وبهيه ثم عادت تنظر تجاه نانسي قائله : لا ده اول طفل
نظرت لها نانسي باستفهام : ازاي ؟!
.......
.....
عقد ماجد حاجبيه وسرعان ما تعالت نبرته وهو ينادي علي نانسي بينما يطوف بارجاء المنزل مجددا : نانسي ...نانسي
لم تأتي اليوم العياده وقد توقع غضبها بعد ماحدث ليله الامس ولكن هل تركت المنزل ؟!
......
.........
التفتت مهجه تجاه نانسي قائله : عاوزة حاجه يا بنتي
نظرت نانسي بارجاء الغرفه التي جهزتها لها مهجه وقالت بامتنان : شكرا يا طنط تعبتك
قالت مهجه بسماحه: مفيش تعب يا حبيتي
خرجت وتركت وصال برفقه نانسي التي قالت مجددا بحرج : وصال بجد انا مش عارفه اقولك ايه
قالت وصال برفق : متقوليش حاجه .....نظرت لها وتابعت بجديه: الحاجه الوحيده اللي تقوليها هو مكانك لماجد عشان ميقلقش
قالت نانسي بأسي : ده لو سأل عني اصلا
وبالفعل هاهو اليوم مضي ولم يسأل باعتقاد أنها ذهبت لمنزل عائلتها دون أخباره إذن أعلنت الحرب فليكن !!
..........
....
نظر دياب الكبير تجاه باب الغرفه حينما وقفت وصال لديه وطرقته قائله : ممكن ادخل يا جدي
اوما دياب وقال بحنان : تعالي يا وصال
وضعت وصال الشاي أمام جدها وقالت بود : عملت شاي لحضرتك وقولت نشربه سوا
ابتسم دياب الكبير قائلا : كمان شاي ...تسلم ايدك
قالت وصال وهي تسحب نفس عميق وتزفره ببطء : جدي كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع
بفطنه فهم من مجيئها وعملها الشاي ليقول بابتسامه مرحبه: قولي يا نن عين جدك
قالت وصال وهي ترفع اصبعها : هما موضوعين .....ولا تلاته ...تلت مواضيع
اوما دياب الكبير وقال بحنان : قولي كل اللي عندك يا نن عين جدك
تشجعت وصال لتقول : جدي انا ...انا همشي بكره
عقد دياب حاجبيه وتغيرت ملامحه : تمشي فين ....حد ضايقك ولا داس ليكي علي طرف
هزت راسها سريعا : لا خالص .....انا ...انا زي ما اتفقت معاك قبل كده ..هرجع البيت
زم دياب الكبير شفتيه وسحب نفس عميق قبل أن تخرج نبرته محتده: متفقناش وقتها يا وصال ... انا سكتت وقولت اهو الايام هتعدي والكلام هيتغير
نظرت وصال تجاه النافذه ونقت حلقها من الاسي بينما تقول باعتراف : ومفيش حاجه اتغيرت ولا هتتغير يا جدي
قال دياب الكبير باحتدام : عشان كل واحد فيكم واخده الكبر ومش عاوز يقدم خطوه ناحيه التاني
قالت وصال بينما تمسكت بعدم النظر بعيون جدها : حتي لو كده يا جدي فأنا مش هاخد الخطوه دي ابدا
قال دياب الكبير برفق يعفي كبرياء حفيدته من الحرج : شاوري ليا انك موافقه ترجعي له وانا اخليه ياخد الخطوه والف خطوه كمان
هزت وصال راسها برفض : لا يا جدي ...التفتت له وتابعت : انت يعني أنا وطالما هو شايف كده ونفذ قراره يبقي انا كمان مش هرجع في قراري
هتف دياب الكبير بسخط : مش عناد هو عاد يا وصال ....يابتي الراجل قدم كتير مفيهاش حاجه يعني
قاطعته وصال برفض : لا يا جدي
نظرت إلي جدها وتابعت بجديه : انت ترضهالي ...ايه يا جدي هنتحايل عليه
هز دياب رأسه هاتفا : لا ....بس اهو من بين السطور هيفهم أن الباب موارب وهو اللي يحايل
اشاحت وصال برأسها هاتفه : يفهم أو ميفهمش خلاص يا جدي هو حر
قبل أن يقول دياب الكبير شيء كانت وصال تضع يدها فوق يده وتقول برجاء : عشان خاطري يا جدي سيبني اعمل اللي يريحني واهو انا جنبكم ....تنهدت وتابعت : انا محتاجه استقر وأشوف هعمل ايه في حياتي بعد كده
قال دياب بموافقه لم تلامس داخله : ربنا يريح قلبك يا بتي
ابتسمت وصال له ليقول بتعقيب : هجرب امشي بشورتك مع اني طول عمري امشي بشوره دماغي وبس
قالت وصال بامتنان : شكرا يا جدي
نظرت له بتردد وتابعت : الموضوع التاني
اوما لها دياب لتقول بتردد : جدي .....انا عاوزة نرجع لهادي حاجته
عقد دياب الكبير حاجبيه باستفهام : حاجه ايه .....قصدك ....اومات وصال دون أن تدعه يكمل : اه يا جدي ...الأرض والتلاجات وباقي حاجته ....مفيش داعي ناخد منه حاجه
قال دياب الكبير بإسقاط : الحاجه اللي فكرك انا طمعان فيها
نظرت وصال للأرض بحرج ليتابع دياب بإقرار : طالما فتحتي الموضوع يبقي اقولك ....انا اخدت منه الحاجه اولا عشان يتأدب بحق كذبه عليا و حق ربنا مش هنكر طمعت
نظرت وصال له لحظه ثم عادت تنظر للأرض ليتابع دياب : بس مطمعتش في مال ..انا الحمد لله عندي كتير وهفوت ليكم كتير من بعدي
قالت وصال برفق : بعد الشر عنك
اوما دياب قائلا : تسلمي .....تنهد وتابع : المهم ....طمعت اني افضل الكبير ...كبير في كل حاجه ...كبير البيت والسوق وعبد الباسط ميغركيش أنه يبان طيب بس انا وهو بيننا مصانع الحداد وهو واقف ليا في شغل التصدير و الناحيه الوحيده اللي اقدر ادخل منها هي هادي ....وعشان كده اخدت الجنينه وصممت اشارك هادي في التصدير بس هو عامل خاطر لعبد الباسط وانا كل ما كان هادي يعاند اعند معاه واضغط عليه اكتر
تلاقت عيناه بعيون وصال لينظر لها باعتذار : اهو عرفتي أولها وآخرها
قالت وصال بتقبل لاعترافه بخطأه : ماشي يا جدي وطالما انت اتكلمت بصراحه انا كمان هتكلم بصراحه ....حقه ترجع له حاجته ...خلاص يا جدي مفيش سبب تضغط عليه انت غلطت انك اخدت منه حاجه هو مش عاوز يديها وهو غلط أنه وافق
ولو علي شغل التصدير انا هخليك تصدر
نظر لها دياب الكبير ورفع حاجبه : هتضحكي عليا عاد
هزت راسها وقالت بتفكير : لا خالص ....حكت راسها وتابعت : هو يعني مفيش حاجه تتصدر الا الفاكهه والخضار
قال دياب الكبير: كاري
اومات وصال وقالت بفطنه : اه بس ليه متوسعش كارك ده زي ما هادي بيعمل ....مجددا حكت راسها وهي تتابع : عندك الاعشاب الطبيه ياجدي .... والورد
في حاجات كتير بس خليني ادرس الموضوع واتكلم مع صيادله وكميائين وافهم الموضوع كله ووعد مني هتفتح سوق تصدير تبقي انت ال king بتاعه
لمعت عيون دياب الكبير بحماس : ايدي علي كتفك .. ضحك وتابع : والمكسب كله بتاعك ...انا مش عاوز فلوس أنا عاوز راسي تبقي براس عبد الباسط
ضحكت وصال وقالت بحماس : هتبقي اكبر كمان
ابتسم دياب لها لتقول بتأكيد : بس هنرجع لهادي حاجته
اوما دياب الكبير ضاحكا : كلي بعقلي حلاوة ...ماشي يا دكتورة ...ها بقي ايه الموضوع التالت
قالت وصال بينما بدأت الابتسامه تتلاشي من فوق ملامحها : عاوزة ازور بابا واخد ملك يشوفها
زم دياب الكبير شفتيه وقال باقتضاب : حقك يا بتي ....وماله بس تبقي قولي لهادي وانا اخدك وقت ما تحبي
قالت وصال باستغراب : أقوله ؟!
اوما دياب الكبير قائلا : الأصول يا بتي
..........
......
تمطأ علوان بكسل وفتح عيناه علي ذلك الصوت الرقيق يناديه : صباح الخير يا علوان
ابتسم بسعه قائلا : يسعد صباحك يا عيون علوان
قالت ثناء بخجل : تسلم ...يلا قوم عشان نفطر سوا
اوما علوان قائلا : حاضر
غادر الفراش الذي أخذت ثناء ترتبه ليتنهد بسعه بينما اختارت أن تبقي معه وكم هو بحاجه لان تكون بجواره بعد أن ضاع عمره باختيارات خاطئه
...........
..
لم يخفي هادي ابتسامته حينما أخبره دياب الكبير بعوده وصال ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه حينما وضع دياب الكبير أمامه تلك الأوراق
: ايه ده يا حاجه
قال دياب الكبير وهو يرفع رأسه بكبرياء مدته به حفيدته : حاجتك يا هادي ...
قال هادي بنظراته مشتته وخوف سري بعروقه من تلك المقدمه : معلوم يا حاج ...بس ليه ؟!
قال دياب الكبير بهدوء : معادش ليهم عازه ....اهو كل حاجه اتعرفت وخلاص ...واهي بنتك جت بالسلامه وانت وراحتك تكتب ليها مالك أو متكتبش دي حاجه تخصك
قال هادي وهو يبتلع ببطء : ايوة يا حاج ...بس دي حاجه وصال وانا بالرضي كتبتهم ليها
قال دياب الكبير بكبرياء احب التحدث به وهو يري هادي أمامه بهذا الخوف من فقدها : وهي وصال اللي قالت الحاجه ترجعلك
التفت هادي تجاه وصال بينما تابع دياب : واهي وصال جت
اعتدل دياب الكبير واقفا : بالاذن انا
فتح هادي الحديث ما أن جلست وصال في المقعد المقابل له : ليه ؟!
قالت وصال باقتضاب : عشان ده الطبيعي
نظر هادي الي عيونها التي تجافي عيناه وقال بحنين: بس الأرض دي كانت مهرك
لم تدعه وصال يكمل حديثه : مش عاوزاها ولا عاوزه حاجه تفكرني باللي حصل ....انت كتبت كل ده لسبب معين والاحسن منتكلمش تاني فيه ....ابتلعت وتابعت : وكمان عاوزة اتكلم معاك في العياده سواء هنا او في مصر والعربيه
عقد هادي حاجبيه وصال باستنكار : دول كمان عاوزة ترجعيهم
قالت وصال وهي تسحب نفس عميق : العربيه خدها والعياده اللي هنا انا هرجع اشتغل فيها بس ممكن نتفق علي ايجار وعياده مصر...قاطعها هادي باستنكار شديد : حيلك حيلك يا دكتورة .....ايه ترجعي العربيه وايه تدفعي ايجار ...ضرب الطاوله بقبضته وتابع بانفعال : الحاجه دي انا جبتها لمراتي وعملتها عشانها ومش عاوز حاجه منهم ترجع ليا ولا هاخد منهم حاجه
تلاقت أعينهم بينما بلحظه انفعال كادت تنكشف كل مشاعره التي جعلت المشاعر تجيش بصدرها ويعلو صوت عتابها القاسي : زي ما اخدت من اللي قبلي
سددت له نظره قاسيه بمغزي بينما تتابع : مش اخدت من مراتاتك اللي قبلي كل اللي جبته ليهم
انتفخ صدر هادي وزم شفتيه بقوة بينما انفجر بها وقد فاض الكيل من لومه وعتابه : اه اخدت منهم .....اعتدل واقفا واستند بكلتا يداه علي الطاوله وهو يميل ناحيتها وينظر لعيونها ويجبر عيناها علي النظر إليه وهو يهمس أمام وجهها الذي كان علي بعد انش منه : بس مش هاخد منك حاجه عشان انتي مش زيهم ....كل حاجه جبتها ليكي كانت عشان انا عاوز اشوف الفرحه في عينك ولما شوفتها اعتبرت فرحتك هي تمن الحاجه
اهتزت أنفاسها لتلامس وجهه بينما هدر قلبها بقوة من وقع كلماته ومن قربه ومن رائحته التي تغلغلت داخلها واوقظت مشاعرها كما اوقظت مشاعره التي سيطر عليها بصعوبه واجبر نفسه علي التراجع قبل أن يطبق على شفتيها بشفتاه ليقول وهو يستدير ليغادر : تمن الحاجه وصل من زمان يا بنت الدكتور !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم



أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك