( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
مالت دنيا تهمس تجاه إذن احسان بينما عيناها تتطلع تجاه تلك السجينه التي أتت الي الزنزانه قبل بضعه ايام وكل يوم منهم وهي علي تلك الحاله فقط جالسه بصمت وعلي عيناها نظرات عجيبه تكون مخيفه احيانا بينما تتمتم ببعض الكلمات التي لا يسمعها أحد وبيدها عروس صغيره تمشط شعرها .... لم يفهم أحد حاله تلك المراه ولم يقترب منها أحد بعد أن نال كل من اقترب منها نظره مخيفه انبثقت من عيناها ثم صراخ بعدها تعود هادئه ما أن يبتعدوا عنها ثم تتابع تمشيط شعر اللعبه الصغيره
التفتت احسان تجاه دنيا باهتمام : بتقولي ايه يابت ؟!
وكزتها دنيا : هششش احسن تسمعك
اومات احسان التي تابعت باهتمام همس دنيا : زي ما بقولك كده .... انا سامعه حكايتها والسجانه سهام بتحكيها للشاويش
ازدادت نبرتها خفوتا بينما تتابع : كان عندها بت وحيده وبيقولوا زي فلقه القمر شعر ايه وبياض ايه وحلاوة ايه وهي كانت بتخدم عند جماعه طرف البلد متيسرين وكانوا مش حارمينها من حاجه وهي كانت بتخدمهم بعنيها قوم ايه بقي البت كبرت وكل يوم تحلو عن الي قبله وبدأت العرسان تخبط علي باب امها وفي نفس الوقت كانت بت الجماعه اللي بتخدم عندهم محدش بيقولها انتي فين وامها يوم عن يوم تسأل ازاي نصيب بنتها مجاش مع أن اي حد يتمني يناسب جماعه زيهم
تمصمصت دنيا بشفتيها بينما عيون احسان تتطلع الي المرأه من حين لآخر وكل أذنها صاغيه باهتمام لتلك الحكايه الغريبه التي تابعتها دنيا : في يوم وليله بعد ما البت كانت البلد كلها بتتكلم عن جمال البت بقت البلد تتكلم عن حالها اللي اتقلب.....تمصمصت دنيا مجددا قبل أن تتابع بتنهيده : البت صابها المرض ومحدش عارف عندها ايه امها بقت تجري بيها كل يوم علي الوحده الصحيه والبت مبقتش تاكل لقمه وتفضل في بطنها ولا حد عارف عندها ايه ....ده حتي الست الكبيره اللي كانت بتشتغل عندها اخدتهم مصر عشان الدكاتره تعالجها والبت علي حالها يومين تخف وترجع تاني تترمي في فرشتها زي الخرقه مفيهاش نفس .....الوليه ياعيني عليها بقي برج من دماغها هيطير وهي شايفه البت اللي حيلتها بتروح منها لغايه بقي ما مخها راح منها خالص لما واحده من أهل البلد قالت لها يمكن بتك معمول ليها عمل واخدتها لشيخ من المشايخ والراجل قالها أن بنتها معمول ليها عمل والوليه قبل ما تفرح أنها عرفت باللي حصل لبنتها وقلب حالها رجعت البيت لقت بنتها فارقت الدنيا
ضربت احسان صدرها بيدها: ماتت
اومات دنيا والتفت إلي احسان قائله : تعرفي يا بت يا احسان مين اللي طلع عامل ليها العمل
اومات احسان بشرود بينما بدأت دقات قلبها تزداد علي ذكر تلك السيره التي اخذتها الي ما فعلته بشروق وكيف قلبت كيانها
انتظرت احسان سماع الاجابه لتبتسم دنيا باستهزاء : الوليه اللي كانت بتشتغل عندها ام البت
اتسعت عيون احسان وعادت تنظر إلي تلك المراه لتهز دنيا راسها وتتابع بسخريه : شوفي الوليه القادره اللي كانت عامله نفسها ملاك وبتاخد البت الدكاتره تطلع هي اللي عامله فيها كل ده وكل ده ليه ال عشان بنتها واقف حالها وبت الشغاله بيجيلها عرسان .....فركت دنيا يدها وتابعت ::النار قادت في قلبها من الغيره وقالت يعني بت الخدامه احسن من بنتي في ايه وعملت ليها عمل بالمرض ووقف الحال
نظرت دينا تجاه احسان لتري ارتجافه جفونها حينما تابعت : متحملتش وراحت في ليلتها دخلت علي البت الاوضه ونزلت فيها ضرب بأيد الهون
قفز قلب احسان من موضعه وتراجعت بظهرها الي الخلف بينما أجبرت عيناها علي الابتعاد عن النظر إلي تلك المرإه التي نظرت كلاهما نفس تلك النظرة المخيفه
قالت احسان بلهفه : و البت راحت فيها ؟!
هزت دنيا راسها : لا اهي بين الحياه والموت بتنازع
لوت شفتيها وتابعت : بس بكره افكرك هتموت ...دي ضربتها بأيد الهون
اهتزت نظرات احسان مجددا حينما نظرت لهم المرأه لتهمس لدنيا : بت يا دنيا دي بتبص ناحيتنا
قالت دينا بخفوت : متخافيش دي دماغها مش فيها ..
هزت احسان راسها بخوف لتشدد عليها دينا : يابت بقولك مش درايه بالدنيا ....عقلها راح مع بنتها
وضعت دنيا يدها علي خدها وقالت بينما تهز راسها : يا ساتر علي دي حكايه ...جسمي انتفض لما سمعتها
قالت احسان متنهده : ومين سمعك
التفتت دنيا لها ورفعت حاجبها : مستغربه يابت ...عليا الشويتين دول إذا حال ماكنتي جايبه رجل هادي بالسحر
قالت احسان بجهل : معلوم بس ده عشان حالي مكنتش عاوزة اأذي حد
ضحكت دنيا ساخره : وصاحبتك اللي كنتي بتسقيها السحر ده كان ايه
نظرت احسان بحده تجاه دنيا : زي اللي كنتي هتعمليه لبهيه يا معدوله
قالت دنيا وهي تهز كتفها : بس معملتهوش
قالت احسان بمعايره : اه يا حنينه يادوب بس كنتي هتقتلي اختك
احتقن وجه دينا بالغل : عشان سرقت فلوسي
تبادلت كل منهم الاتهامات لتتعالي أصواتهم وتجتذب نظر المراه وعلي الفور كل منهم همست للاخري أن تلزم الصمت خاصه حينما اقتربت منهم قدورة
أشارت لدنيا : وسعي يا معدوله كده شويه اقعد معاكم
جلست قدورة لتقوم دنيا من جوارها : مالك يا بت قومتي ليه
قالت دنيا وهي تهز كتفها : مش عاوزة اقعد معاكي لهو انا ناقصه يا اختي
لم تفهم قدورة لتنظر الي احسان : مالها دي ؟!
قالت احسان وهي تهز كتفها : معرفش
زفرت قدورة وهتفت بإحسان : اهو بقيتي انتي وهي صحاب وانا الغريبه
قالت احسان وهي تنظر بطرف عيناها تجاه قدورة : يا اختي أنا ولا صاحبتك ولا صاحبتها هي بس الحبسه اللي مخلياني ابص في وش واحده فيكم
رفعت قدورة حاجبها : الله الله .... بقي مش عاوزة تبصي في وشي
زفرت احسان هاتفه بحقد : اه يااختي ولا ناسيه اللي عملتيه فيا وغدرك بيا
قالت قدورة وهي تضحك بشماته : لا يا بت علي اساس انك مكنتيش ناويه تغدري بيا ...لا تعايرني ولا اعايرك
وكزتها وتابعت : الخلاصه غوري من جنبي يلا يا بت انا اللي مش عاوزة ابص في وشك
.........
...
قضمت وصال شفتيها للحظه بغيظ قبل أن تقوم مسرعه خلف هادي الذي دخل المنزل وهو يحمل ابنته
التفتت نانسي تجاه وصال التي مرت من أمام المطبخ بخطوات مسرعه لتلاحظ حميده أنها تركت ما بيدها وتأهبت لمغادره المطبخ : رايحه فين ؟!
قالت نانسي وهي تمسك بالمنشفه تجفف يدها : هشوف وصال مالها شكلها بتشد مع هادي يا طنط
قالت حميده وهي تمسك ذراع نانسي بلطف : مالنا ومال وصال والشد والجذب اللي بينها وبين جوزها
قالت نانسي بينما اهتزت نظراتها من مغزي كلمات حميده : انا مش قصدي أتدخل يا طنط ....انا بس خايفه عليها
اندفعت الكلمات الغاضبه من لسان حميده : خايفه عليها من ايه عاد ....لهو ابني قتال قتله ولا من المطاريد
قالت نانسي باستدراك وهي تهز راسها : لا خالص يا طنط ....مش قصدي والله
تنهدت نانسي ونظرت إلي حميده باعتذار : انا اسفه ....تنهدت مجددا وابتلعت رمقها أكثر من مره قبل أن تقول وهي ترسم ابتسامه باهته علي طرف شفتيها : اقولك ايه يا طنط .....نظرت إلي حميده وتابعت : اصل وصال دي بقت صاحبتي اوي وبقت اقرب ليا من اختي وعمر ما في حد قرب مني واتعامل معايا بطيبه زيها مع اني اول ما عرفتها كنت وحشه جدا معاها وبالرغم من كده وقفت جنبي وبتعاملني زي اختها
نظرت إلي حميده وتابعت : انا عارفه انك جايز شايفه اني حشريه بس والله انا بس بسرعه اخدت عليكم واعتبرتكم اهلي وعشان كده بتعامل من قلبي من غير ما افكر ووصال اتعودت منها أنها بتقبل مني ده
ترفقت حميده بنانسي لتتمهل قبل أن تقول : وماله يا بتي لما تبقوا صحاب ...نظرت لها وتابعت : بس لكل شيء حدود واللي بين الراجل ومراته مينفعش نتدخل فيه ولا ايه
اومات نانسي وقد شعرت بقليل من الخجل الذي اقصته حميده وهي تغاير الموضوع قائله : يلا بقي وريني همتك و احشي جوز الزغاليل دول
........
...
التفت هادي تجاه وصال التي دخلت خلفه بخطوات غاضبه وباندفاع هتفت : ينفع اللي عملته ده ....اقول لنانسي ايه انا دلوقتي بعد ما خليته يعرف مكانها
نظر لها هادي باستنكار : وهي كانت مستخبيه اياك
هزت وصال كتفها هاتفه : معرفش بس جايز مكانتش عاوزه يعرف مكانها
مجددا ازداد الاستنكار بنظرات هادي : وده ليه ؟!
قالت وصال بحنق : قولتلك متخانقه معاه وهو لسه فاكر دلوقتي يدور عليها ..... كان لازم يعرف غلطته
فرك هادي وجهه وهتف بنفاذ صبر : يعرف منها مش منك ...مالك عاد تقولي له وتعاتبيه ...فيها لسان اطول منها تقوله اللي هي عايزاه
زفرت وصال بحنق بينما غاظها كونه محق وهو يعيد حديثه : مهما يكون اللي بيناتهم هما يحلوه إنما احنا ملناش دخل فهاني يا بنت الناس
اشاحت وصال بوجهها الذي انتفخ بالغيظ بينما كان أكثر حكمه منها وهو يتابع : لو هي علي حق تقف قدامه وتاخد حقها مش تستخبي منه وتجيب عليها الغلط ...ليها أهل مؤكد يجيبوا حقها ولا أهل الواد الساقع فين تشكي لهم منه ... انتي مش من بقيه اهلها عشان تاخدي علي كتفك مجياب حقها
هل سيفهم أن أخبرته ما شعرت به بتلك اللحظه بعد ما قاله لتلتفت إليه ببطء بينما غص حلقها وهي تقول بخزلان : اه مش من بقيه اهلها بس حاسه باللي هي حاسه بيه .....ازدادت حشرجه صوتها بينما تتابع : حاسه معني أنها تكون لوحدها مع أن عندها أهل زي ما بتقول
تعكرت ملامح هادي ولم يحتاج لفطنه ليفهم مغزي كلماتها التي أصابته بالصميم......هزت راسها وتابعت : انا مش هخزلها زي ما اهلها والبني ادم اللي اتحدتهم عشانه واتجوزته خزلها وكلهم خزلوها ....!
تتحدث عن نانسي ام عن نفسها ...لا يحتاج لسؤال من حراره الكلمات التي خرجت من بين شفتيها ليطأطأ رأسه للحظه قبل أن يرفعها ويتطلع إليها بينما حجبت عنه نظراتها وأشاحت بوجهها حتي لا يريد دموعها ليرفع يداه تجاه كتفها بعفويه بينما يقول بحنان : جدعه يا دكتورة ....أدارها ناحيته وتابع بمؤازره وهو ينظر إلي عيناها : اقفي جنب صاحبتك انا مقولتش حاجه ابدا
انا كل اللي قولته أن لو في عتاب يبقي بينها وبين جوزها
...........
....
ابتسمت بهيه لأبيها الذي جاء حينما ارسلت في طلبه
: يسعد مساك يا ابويا
أخذت من ابيها ما أحضره لها لتقول بتهذيب : ليه يا ابويا تعبت نفسك
قال علوان بحنان : شويه حلويات ليكي من البلد أصلي كنت بخلص هناك شغل لما كلمتيني
ابتسمت له وقالت بمشاكسه : اوعي تكون نسيت فتحيه
ضحك ابيها قائلا : ودي حاجه تتنسي ده انا جايب من كل حاجه علبتين لأجل فتحيه لوحدها
قالت بهيه بابتسامه : ربنا يخليك ليا يا ابويا
نظر لها علوان وتأملها قليلا قبل أن يقول : من قلبك يا بتي
اتسعت عيون بهيه وقالت بعتاب : كده برضه يا ابويا وانا ليا مين غيرك
قال علوان متنهدا : جدك وعمتك ودياب ...قاطعته بهيه قائله : بس ماليش اب غيرك ...خفضت عيناها وتابعت : جايز كنت بزعل منك يا ابويا لأجل ما انت كنت كل يوم تدخل علي اخواتي مرات اب بس انت ابويا اللي ماليش غيره
ربت علوان علي كتفها برفق : ولا انا ليا غيرك وغير اخواتك يا غاليه
تنهد وتابع : ولو علي جوازاتي اهو كنت شايف أن ده الصح لأجل ما واحده تاخد بالها من اخواتك ومن البيت
قالت بهيه وهي تتغاضي عن كل ماحدث : اهو اللي حصل يا ابويا حصل وخلاص ودلوقتي الحمد لله ربنا كرمك بثناء....بت طيبه اوي يا ابويا وبت حلال وقفت معانا ولا كأنها اخت
قال علوان موافقا : في دي عندك
ابتسمت بهيه وتشجعت لما ستقوله لأبيها لتأخذ نفس عميق قبل أن تقول : حيث كده يا ابويا لو طلبت منك انك متزعلهاش في يوم هتقول ايه
قال علوان بابتسامه هادئه : هقولك وازعلها ليه طالما معملتش حاجه مجددا أخذت بهيه نفس عميق قبل أن تقول بتوجس : ويعني لو حاجه كده حصلت وجائز زعلتك برضه متزعلهاش
عقد علوان حاجبيه باستفهام : حاجه ايه ؟
قالت بهيه سريعا وهي تهز كتفها : مفيش حاجه انا بقول مثلا يعني
اوما علوان بعدم فهم : ماشي يا بتي مش هزعلها ...المهم كنتي عاوزاني في ايه
خفت صوته بينما يتابع باستفهام : دياب زعلك
هزت راسها سريعا ليضحك علوان مشاكسا : ولو زعلك يعني كنتي هتقوليلي
اومات بهيه بابتسامه ليربت ابيها علي كتفها : ها كنتي عاوزاني في ايه ؟!
تمهلت بهيه قليلا قبل أن تقول ببطء وهي تتطلع الي وقع الخبر علي ملامح ابيها : اصل ...اصل يعني ....هو ياابويا ...ابتلعت وهي ترتب حديثها : اصل يعني كنت عاوزة اقولك مبروك ثناء حامل
اتسعت عيون علوان بصدمه جعلت قلب بهيه يدق بقوة بينما تتابع بسرعه : والله ياابويا انا فرحت اوي وكمان اخواتي هيفرحوا وجدي وعمتي كلنا هنفرح وثناء غلبانه وطيبه وصغيره وحقها يكون ليها عيل و...و ....أخذت تتحدث بسرعه بينما نصف حديثها لم يصل لأذن علوان الذي كان يستوعب ما قالته ابنته والذي عبر عنه بسؤال واحد : مقالتش ليا ليه ؟!
قالت بهيه بتعلثم : خافت تزعل منها
اوما علوان بصمت وقبل أن تتساءل بهيه عن شيء كانت تلتفت تجاه الباب حيث دخل جدها
: يا مرحب يا مرحب ..... ايه يا بوي توك ما افتكرت تسأل عن ابوك ..بقالك اسبوع محدش شافك
قال علوان بتبرير : معلش ياابويا كنت في مصر بخلص شغل
اوما دياب وجلس لينظر الي بهيه باستفهام عن ملامحها التي تعكرت بينما جاء جدها قبل أن تختم حديثها مع أبيها وتعرف رد فعله
نزلت مهجه ترحب باخيها: مرحب يا علوان. ....انت هنا من بدري
قال علوان بشرود : من شويه
قالت مهجه سريعا : يبقي نتعشي كلنا سوا
اعتذر علوان بلياقه : معلش يااختي خليها مره تانيه يادوب اروح
قال دياب بعتاب : ما تقعد نتعشي كلنا يا خال
ربت علوان علي كتفه قائلا : بألف هنا يا دياب
نظر إلي أبيه قائلا : بالاذن يا ابويا
اوما دياب الكبير له قائلا : اذنك معاك يا علوان
............
.....
نظرت نانسي تجاه وصال التي قالت بأسف : انا عارفه انك متضايقه وجايز مكنتيش عاوزة تشوفيه بس هادي سبقني وقال له إنك هنا
قالت نانسي وهي تهز كتفها : عادي يا وصال كده كده كنت لازم نتواجه
اومات وصال قائله : عندك حق .....اصلا مفتكرش أنه هيضايقك واكيد هيعتذر عن اللي عمله
نظرت لها نانسي وقالت باستفهام : وده كفايه ؟!
هزت وصال كتفها قائله : اكيد لا بس يعني اهو هتتكلموا ويعرف غلطته واكيد هيوعدك ميكررهاش
استغربت نانسي عقل وحكمه وصال بتلك اللحظه لتسألها : انتي شايفه أن مشكلتي مع ماجد غلطه
عقدت وصال حاجبيها لتتابع نانسي بنظره عميقه : لا يا وصال ...مشكلتك انتي مع هادي غلطه إنما مشكلتي مع ماجد طبع
التقت نظرات كلاهما لتتابع نانسي : الغطله تتصلح باعتذار وبوعد بس الطبع مش بيتغير مهما حاولنا برضه بيغلب ....ماجد مغلطش معايا ماجد اتصرف بطبعه وخالتوا اتصرفت بطبعها طبعهم اللي انا كنت عارفاه وفضلت اقاوح واقول هيتغير عشاني
مجددا كررت كلماتها لوصال التي شردت تحلل كلماتها : الغلطه حاجه والطبع حاجه يا وصال !.
........
.....
فتحت دنيا عيناها والتفتت الي الفراش بجوارها بينما استمعت لانين خافت من بين شفاه احسان التي كانت تحلم بكابوس وخيل لها أن شروق تقتص منها كما فعلت تلك المرأه لتنفلت منها صرخه قويه قبل أن تهب جالسه مكانها تتلفت حولها بفزع وتستوعب أنها كانت تحلم من برطمه النساء حولها : قلقتي نومنا الله يقلق راحتك
اقتربت منها دنيا باستفهام بينما تري وجهها الغارق بالعرق وصوت أنفاسها المتلاحقة والتي بالكاد تلتقفها: مالك يا بت في ايه ؟!
قالت احسان بأنفاس لاهثه: كابوس يا دنيا كابوس .....شروق كانت بتضربني بأيد الهون
تفلت دنيا علي جانبها هاتفه : تفي من بوقك يابت ومتفسريش الحلم
ودي ايه اللي فكرك بيها
قالت احسان وهي تمسح عرقها : افتكرتها لما حكيتي حكايه الوليه دي
نظرت كلتاهما تجاه المراه التي لا تنام بينما مازلت تمشط شعر العروسه
اعتدلت قدورة جالسه مكانها ونظرت إليهم : مالك يا معدوله منك ليها
قالت دنيا وهي تشيح بوجهها : ابدا احسان كانت بتحلم بكابوس
مالت تجاه قدورة وهمست : الا قوليلي يا ست الشيخه لهو فعلا ممكن الأعمال تموت حد
عقدت قدورة حاجبيها وبوغتت بسؤال دنيا : بتقولي ايه يابت
مصمصت دنيا شفتيها هاتفه : بقول يا ست الشيخه فين اسيادك تطلعنا من هنا ولا انتوا بس متقدروش الا علي الاذيه
...........
....
نظرت حميده تجاه ماجد من أعلي الي اسفل بينما أخذت حفيدتها علي ساقها وجلست باحدي المقاعد الخشبيه في الحديقه بينما تقدمت وصال خلف هادي الذي فتح الباب الخارجي لماجد ووقف أمامه
كلاهما لا يطيق الاخر وكان هذا واضح من اقتضاب سلام كل منهما
نظر ماجد تجاه وصال وقال بعتاب : كده يا وصال متقوليش ليا من الاول أنها عندك ....قبل أن ترد وصال أو يتابع ماجد عتابه كان هادي يهتف بنفاذ صبر : مراتك جوه ادخل لها عاتبها براحتك
التفتت وصال تجاه هادي وتمهلت قبل أن تتحدث بينما تشير الي ماجد : اتفضل يا ماجد
دخل ماجد لتشعر وصال بيد هادي تمسك ذراعها بينما يهتف من بين أسنانه : اتفضل وخلصنا مش هتروحي وراه
زفرت وصال بحنق : ايه اللي بتقوله ده ..... وايه المقابله اللي بتقابل بيها ابن عمي دي اصلا
تابعت حميده جدالهم ولكنها لم تتدخل بل تابعت ملاعبه حفيدتها .....قال هادي ببرود : وهو كنت قولتلك قبل كده اني بطيقه ما انتي عارفه اللي فيها يبقي مستنيه مني أخذه بالحضن مثلا
قالت وصال بحنق : مستنيه تتعامل معاه احسن من كده ده ضيف برضه وقبل ما يكون ضيف ده ابن عمي
لوي هادي شفتيه بابتسامه خبيثه : الا قوليلي يا ام ملك ....هو ابن عمك ده له جميله عليكي
عقدت حاجبيها باستفهام بينما لم تدرك لاول وهله معني سؤاله : مش فاهمه
قال هادي بتمهل : يعني لو عملك جميله أو له فضل عليكي قوليلي اردها له
قبل أن تفتح فمها تابع : ماعدا علاجه لمرات ياسين عشان وقتها خد واجبه وزياده
مجددا لا تفهم وصال مغزي تلك المقدمه لتهتف بنفاذ صبر : هادي ما تتكلم علي طول انا مش فاهمه حاجه
قال هادي بغضب ليس منها ولكن من تذكره لكل موقف لهذا المدعو ابن عمها : يعني ابن عمك ده أولها موقفش جنبك لما ابوكي مات ولا فكر يقول لابوه عيب لما حب ياخد بيتك منك وبعدها كنتي قدامه مع الغرب ولا فكر يسأل مين دول وغيرها كتير وآخرها اللي مش محتاجه ذكاوه عيل صغير لما سمعت الحكايه وان الحاج دياب وصاحبتك هما اللي جريوا بيكي علي المستشفي عرفت انه ساقع أو بالمختصر كده ماهواش راجل دمه حامي ومن الاخر كده حمقتك عشانه وكلامك ابن عمي ابن عمي ده مالوش داعي عشان ده ابن عم بالاسم كده فهمتي واتكلمت علي طول
اخيرا قالت حميده شيء بينما وقف كل منهما ينظر للآخر لحظات بصمت : تعالي يا وصال اقعدي وانت يا هادي تعالي خد مني ملك علي ما اعمل للضيف واجبه
شردت وصال وعقلها يراجع كل كلمه قالها ...كيف لم تفكر بشيء كهذا .....؟!
كيف لم تسأل اين كان ماجد حينما احتاجت له ؟!
كيف وهي بذلك الذكاء وتلك الفطنه غفلت عن تلك التفاصيل ؟!
........
...
كما كان الوصول بارد بالنسبه لماجد وهادي كانت المغادره بنفس البرود بينما كانت احضان حاره بين وصال ونانسي التي أجل ماجد اي نقاش بينهم لحين عودتهم للمنزل واكتفي بقوله ( لما ترجع نتكلم مامتك هتموت من القلق عليكي !)
تريد أن تصرخ وتتساءل اين قلقه ...اين لهفته حتي اين عتابها الذي وجدت حرارته تبرد وتبقي مجرد غصه بحلقها !
........
...
نظرت وصال الي حميده وغلبتها غصه حلقها بينما للتو ودعت نانسي وهاهي حميده هي الأخري تغادر لتجد قلبها يلتهب بحراره الوداع
: خليكي كام يوم يا طنط
قالت حميده بمشاكسه : ال يعني حبيتي قعدتي يا مرات ابني
قالت وصال بصدق : كنتي ماليه البيت عليا انتي ونانسي
ابتسمت حميده لها وربتت علي كتفها قائله : البيت مليان بحسك وبحس المحروسه ملك. ..نظرت بطرف عيناها تجاه هادي الواقف لدي الباب بانتظار والدته : وبحس ابوها
كالعاده لم تعقب وصال لتهز حميده راسها وتقول وهي تميل تقبل الصغيره : يلا بالاذن
.........
.....
توقف هادي بسيارته أمام منزل والدته التي لم تتوقف طوال الطريق عن تقريعه الذي تقبله بصمت : ماهو طول ما انت بعيد هي هتفضل تنكش فيك وانت تنكش فيها وكلمه تجر كلمه تجر خناقه ...ايه يا هادي صدرك بقي ضيق ليه ما تعدي ياابني لها وتراضيها بكلمتين ...اهو احسان وسيرتها غارت في ستين داهيه هتفضلوا ليه موقفينها ما بيناتكم
هزت راسها وتابعت : ياابني لهو كان ايه اللي حصل لده كله امال لو كنت متجوز عليها
ضيقت عيناها والتفتت الي ابنها وتابعت : واد يا هادي ...انت عملت فيها حاجه تانيه ومش عاوز تقول
انتفخ صدر هادي بالحنق بينما هو نفسه ردد لنفسه كل ما يقوله من حوله حتي تمكن منه اليأس بينما كل من حوله يحدثونه أن الحل بيده وكأنه من يماطل بفتح باب عودتهم ولا يدركون أنها الوحيده التي بيدها الأمر فهو لا يستطيع مجددا أن يسير بطريق أصبح يعرف نهايته فهي بكل الاحوال ستصد اي محاوله له ليقول مغاير الموضوع : واد !!
هتفت حميده بغيظ : ايوة واد وهتفضل واد في عيني ولا كبرت عليا
قال هادي بهدوء : كبرت وشعري شاب يا امه ولا مش شايفه
قالت حميده برفق وحنان وهي تمرر يدها علي خصلات شعره التي تخللتها بعض الشعيرات البيضاء : هتفضل في عيني عيل صغير وكل اللي اتمناه تبقي مبسوط وانا شايفه انك وهي مش مبسوطين
غلبتها العبرات التي تزاحمت بصدرها: حقك عليا يا هادي والله كل اللي عملته عملته بغشوميه وفاكره أنه صالحك
قال هادي برفق متجنب اي عتاب يبقي بالمزيد من الحزن بينهم : ولا يهمك يا امه ..عارف كل اللي بتقوليه
قالت حميده باعتذار : يعني مسامحني
هز رأسه وسرعان ما ابتسم بينما طارت فله حرفيا من فوق الدرج الحجري وهي تركض تجاه حميده : ست حميددددده
قال هادي ضاحكا وهو يرحب بأي شيء يزيح غمامه الحزن من فوقهم : اهي جتلك اللي لا كانت علي البال ولا الخاطر
ما أن التفتت حميده ناحيتها حتي كانت فله تفتح باب السياره وتحتضن حميده : وحشتيني اوي يا ست حميده .....كده برضه تغيبي عني
قالت حميده بابتسامه مشاكسه : لهو انا غبت شهر ده كلها يوم
قالت فله بعتاب : كتير يا ست حميده ....انا اتعودت علي قعدتك معايا وشخطك ونطرك فيا
ضحك هاني بينما قرصتها حميده بذراعها : انا يابت بشخط وانطر
اومات فله : ايوة وبتتأمري عليا كمان
قبل أن تقول حميده شيء كانت فله تحتضنها هاتفه : بس علي قلبي زي العسل
أسرعت تفتح باب السياره الخلفي وتأخذ اشياء حميده قائله : يلا بقي ندخل نشرب الشاي بتاع العصاري
اومات حميده ونزلت لتسير مستنده الي يد فله
قال هادي وهو يدير سيارته : عاوزة حاجه يا امه اجيبها وانا راجع
قالت حميده : عاوزة سلامتك يا حبيب امك
همست فله سريعا : قولي له علي عشري
وكزتها حميده بتوبيخ : هيجيبه يعني معاه وهو راجع يا مضروبه
زفرت فله متبرطمه : خليني كده جنبك زي إزاره الخل
.........
....
تعالت نبره ماجد الذي رفض أن يكون موضع اتهام :
عملت ايه .....كل ده عشان عندي طموح عشان و مش عاوز افضل محلك سر
نظر تجاه نانسي باحتدام وتابع : انتي متعرفيش اللي عشيه وانا بكبر وقدامي تجربتين ابويا وعمي وكل واحدا منهم متخرج من كليه قمه زي ما بيقولوا وفي الاخر واحد كان مش لاقي تمن العلاج والتاني تحت رحمه وظيفه الحكومه ومستني مرتب اخر الشهر وآخرها معاش مش بيكفي كام يوم .....زفر وتابع بغضب شديد وغيره لازمته طوال حياته : طول عمري متفوق ومن أوائل دفعتي بس مكاني محلك سر و
زمايلي كل واحد منهم بقي عنده عياده وعمل اسم ومنهم اللي اتعين في الكليه ...نظر لها وتابع :
عارفه ليه ؟!
ازداد الحقد بنبرته بينما يتابع : عشان انا ابويا معندوش منصب يعيني بيه في الكليه و أفقر من أنه يعمل ليا عياده
تغضنت نبرته بالحسره وتابع : العياده اللي جوز وصال ببساطه عمل ليها بدل الواحده اتنين ....
نظر إلي نانسي وتابع بمزيد من الاسي : انتي عمرك ما هتحسي باحساسي وانا دلوقتي بدأت اثبت نفسي وانسي كل اللي عيشته .......تغضنت نبرته بمزيد من الحقد وتابع : احساسي وانا واقف مكاني مع اني اقدر بس للاسف مفيش معايا فلوس ومستقبلي محتاج فلوس والا هكون زي ابويا وعمي اللي عاش ومات من غير ما يحقق أحلامه وبنته ببساطه حققتها لما اتجوزت راجل زي المعلم ...سخر وتابع : واحد ميسواش زيه وقف يعاير ابويا قدامي
نظر لها وتابع بمزيد من السخريه : تفتكري وصال اصلا اتجوزته ليه و لو واحد زيه جاهل وفقير كانت هتبص له
بوغتت نانسي بكل ذلك الذي يحمله ماجد في قلبه : ردي عليا كانت هتتجوزه لو مكانش غني
قالت نانسي بصوت باهت :
بتحبه
هز ماجد رأسه وهتف برفض : لا
لا عشان هو معاه فلوس ....فلوس عملت لها بدل العياده اتنين ...فلوس ركبتها احسن عربيه ...فلوس خلتني أنا وغيري نشتغل عندها ...فلوس تخليها تحقق كل احلامها
إنما هو ولا حاجه ...مجرد واحد جاهل مغرور وقف يتعالي علي مهندس زي ابويا عمره ما يعرف يوصل لربع اللي وصله
ابتلعت نانسي وقالت بثقل : كل ده في قلبك من ناحيته ...للدرجه دي بتكرهه
اوما ماجد باعتراف : بكرهه وبكره دياب لما بشوفهم احسن مني بفلوسهم
قالت نانسي بغصه حلق بينما اهتز بدنها من تلك الصورة المرعبه الي رأته عليها : بطبعهم مش بفلوسهم
غلبتها العبرات بينما تتابع : ماهو انت بقي معاك فلوس بس من كتر ما انت خايف تروح منك مبقتش تستمتع بيها .....مستخسر يكون عندنا طفل وبتحسب كل حاجه ...ايه لازمه الفلوس لو مش هتحقق بيها احلامك زي أن يكون عندك طفل
صاح ماجد بانفعال : حلمك انتي مش حلمي انا !
امسكت نانسي بدموعها وسرعان ما اولته ظهرها وهي تكبح حشرجه صوتها الذي امتليء بالدموع بينما تنطق بقرارها الذي لايوجد أمامها سبيل سواه : طالما احلامنا مش واحده يبقي كمان طريقنا مش واحد ...طلقني يا ماجد !
وكأنه كان ينتظرها وكأنها كانت تحتاج لجرح اخر
وهي تستمع إليه يعقب دون لحظه تفكير واحده أو حتي استيعاب لما طلبته : حاضر
لم يتمسك بها لم يعتذر لم يعترف اصلا بأنه مخطيء لذا ليس عليها أن تبكي انفصالهم بل تبكي نفسها التي كانت تري كل الإشارات وتجاهلتها والقت بنفسها في طريق حب من طرف واحد وقبلت بالفتات وكل شعارها كان أنه سيتغير حتي دون أن يعدها بذلك !!
........
نظر دياب بدهشة الي بهيه التي اكلها قلبها قلقا علي ثناء وسرعان ما طلبت من دياب أن يأخذها لمنزل ابيها
: ابوكي ...ليه ؟!
قالت بهيه بارتباك : ابدا ....هزت كتفها وتابعت : يعني بقول أخذ شويه حلويات لفتحيه
قال دياب بعدم فهم : مش قولتي ابوكي جايب لإخواتك
اومات بهيه قائله : اهو زياده
قال دياب بعدم فهم : مالك يا بهيه ما تفهميني ....ابوكي فيه حاجه
قالت بهيه بشرود : عاوزة اطمن علي ثناء
عقد حاجبيه باستفهام: مالها
قالت بهيه بقلق : حامل
أخذ دياب لحظات يستوعب ما قالته بهيه قبل أن تظهر أسنانه بينما اتسعت ضحكته ...نظرت له بهيه بغيظ : بتضحك علي ايه يا دياب ....قولت ايه يضحك !
امسك دياب ضحكته قائله وهو يحك ذقنه : ابدا يا بهيه ...انا بس يعني بستوعب....خالي وعيل صغير
قالت بهيه بغيظ : وفيها ايه
قال دياب ليهدئها : مفيهاش يا بنت خالي ...أمسك بيدها يجلسها بجواره : تعالي بس اقعدي وفهميني ...انتي زعلانه عشان جايلك اخ
هزت بهيه راسها : لا وهزعل ليه ده انا فرحانه عشان ثناء
قال دياب باستفهام : امال مالك طالما انتي فرحانه
قالت بهيه بضيق : خايفه ابويا يضايق ثناء والبت زي ما شوفتها طيبه وغلبانه وكانت خايفه منه موت وانا كنت لسه هاخد منهم وعد ميزعلهاش بس انت وجدي رجعتوا ومرضتش اقول حاجه قدامكم لغايه ما ابويا اللي يقول لجدي
اوما دياب بتفهم وقال برفق ليهدئها : متخافيش عليها خالي طيب ومش هيعمل حاجه وكمان مش بعيد اصلا يفرح
نظرت له بهيه بشك : تفتكري يا دياب
اوما دياب قائلا : افتكر اوي ....يلا تعالي نامي ومتفكريش في حاجه الا انا وبس
نظرت له بهيه بطرف عيناها هاتفه : والله انت رايق يا دياب
قال دياب متنهدا براحه : ومروقش ليه يا بهيه ما الحمد لله ربنا مريح قلوبنا اليومين دول
تنهد وتابع بأمل : بس لو اطمن علي وصال وترجع لهادي يبقي فضل ونعمه كبيره من ربنا
........
.....
ازداد الكمد بقلب وصال التي تضايقت من وحدتها خاصه بعد ذهاب نانسي وحميده والان هاهي مكالمتها مع نانسي أضافت إليها المزيد من الحزن بعد أن بكت نانسي وهي تفيض لها بكل ما حدث
أرادت أن تواسيها وإرادت أن تخبرها أنها تسرعت بطلب الطلاق فقط ليس لأنه لم يكن القرار الصحيح بل لمواساتها ولكنها لم تستطيع فهي أخذت قرار صحيح واضح وضوح الشمس حتي أن عائلتها لم تجادلها به
وهنا مجددا كانت المفارقة فليس هناك جدل ولا محاوله للصلح في حاله مثل حاله نانسي وماجد بينما بينها وبين هادي لم تصل يوما لقناعه أن البعد افضل لها وأن وصلت لها بعقلها جادل قلبها عكس نانسي التي أخذت قرارها باتفاق تام بين عقل وقلب تقبل جرحه بينما لا يوجد امها طريق آخر ....!
.........
....
وضعت ثناء الشاي أمام علوان بينما لم تتوقف عن الحركه هنا وهناك تضع الطعام وتوضب الطاوله وتضع الحلوي وتقدمها للفتيات الجالسات أمام التلفاز
: الشاي يا حاج
من صمته أيقنت أن بهيه لم تخبره لترتاح قليلا من التفكير في رد فعله الذي أخذ علوان قليلا قبل أن يظهره وكأنه مازال يستوعب ...انتبه علوان بعد كل تلك الساعات أنها لا تتوقف عن الحركه وكأنه نسي وضع المرأة بحاله كتلك لتتفاجيء ثناء به يهتف بها : ما تقعدي واقفه علي رجلك ورايحه جايه من صباحيه ربنا
ابتلعت ثناء برهبه من نبرته التي خرجت دون إرادته حاده قليلا ولكن من خوفه عليها الذي لم تدركه لتقول بتعلثم : ماهو يا حاج بشوف طلبات البنات
هتف علوان بها : البنات كبار يوكلوا حالهم
نظر إلي بناته قائلا : مش كده ولا ايه يا بنات
قالت فتحيه وهي تلوك الحلوي الشهيه بفمها : ايوة يا ابويا
ابتسمت وتابعت : حلوه قوي يا ابويا العزيزيه هات ليا منها تاني
اوما علوان وعاد يتطلع تجاه ثناء التي جلست علي طرف الاريكه تضم يدها الي ركبتها
: ماكلتيش ليه يا ثناء ؟!
قالت ثناء بينما لم تحضر لنفسها طبق : بالهنا يا حاج هبقي اكل بعدين
قالت فتحيه وهي ترفع يدها بقطعه حلوي تجاه فم ثناء : خدي حته يا ابله ثناء دي حلوة اوي
قالت ثناء برفق : تسلمي يا عيوني بألف هنا علي قلبك
قام علوان من مكانه لتتسع عيون ثناء بمفاجآه حينما وجدته ممسك بطبق ملئه بالحلوي ووضعه أمامها
قامت سريعا تأخذه من يده : تسلم ايدك يا حاج ...ليه كده تعبت نفسك ماهو الحاجه قدامي
أشار لها علوان قائلا برفق بينما لا ينكر أن استكثارها لأي شيء علي نفسها ضايقه: كلي مع البنات
ابتسمت ثناء وجلست لحظه قبل أن تقول سريعا : وهي تقوم تجاه الطاوله تقرب له طبقه : اتفضل يا حاج
قال سريعا وهو يأخذه من يدها : اقعدي يابت ما الحاجه قدامي همد ايدي ولا انا مشلول
قالت ثناء سريعا : بعد الشر عنك يا حاج ...
جلست وأخذت طبقها وهي تتطلع حولها عن ايه شيء ناقص تفعله وكأن جلوسها وراحتها عليها حرام
ليوقفها علوان : وبعدهالك ما تقعدي يابت
قالت ثناء : هغسل الصحون
قال علوان متنهدا : بعدين ....أشار إلي المسرحيه التي تتابعها الفتيات باهتمام : اتفرجي علي التليفزيون مع البنات
عادت ثناء لتجلس وببطء اراحت ظهرها للخلف شيئا فشيئا بينما بدأت تستعذب الراحه لتنفرج اساريرها وتضحك كطفله صغيره علي تلك المشاهد بينما انهمك علوان بمشاهدتها هي .....!!
..........
.....
نظرت مجيده الي ابنها بكمد : يعني برضه مصمم توقع بيني وبين اختي اللي مستحيل تبص في وشي بعد ما نويت تطلق بنتها
قال ماجد ببرود : هي اللي طلبت
قالت مجيده بحنق : وانت حالا ما وافقتها ما كنت سايسها حبتين ولو علي عمليه الأنابيب اللي عايزاها عليه قالت إن ابوها كسب فلوس قضيه التعويض وكانت هتيجي منه ويدفع هو التكاليف ...انت اتسرعت يا ماجد
زفر ماجد الذي لم يأخذ لحظه يجلسها مع نفسه ويفكر في عواقب قراره الذي كل من أبيه وأمه فسره من رؤيته فهاهو أبيه ينطق اخيرا : المهم تتفق معاها علي تفاصيل الطلاق ولا ناوي تدفع المؤخر اللي ابوها صمم يكتبه وانت سمعت كلام امك ومعارضتش عشان اختها
نظرت مجيده له بحنق هاتفه : وانا كنت يعني اعرف أنه هيطلقها
زفر مجدي هاتفا : اهو هيطلقها وتقولك قايمه ومؤخر ونفقه ...يلا قابل وكل اللي حوشته هيروح منك في الطلاق
انتبهت مجيده بينما أشار لها مجدي : انتي تتكلمي مع اختك وتقولي لها نطلع بالمعروف ...تاخد حاجتها وتمشي وكده كده هي مش حاضنه يعني ملهاش حق في الشقه اللي لسه ابنك بيدفع اقساطها
قالت مجيده برفض : وهو هيكون ليا عين اكلم اختي ؟!
قال مجدي بإصرار : هيكون عشان مصلحه ابنك
..........
....
لم تشبع مهجه من ملك التي منذ أن جاءت وصال قبيل الظهر حتي المساء لم تبارح حضنها بينما وصال وجدها لا يتوقفون عن الحديث الذي اجتذب انتباه دياب ليتجه إليهم مشاكسا : الله الله بقي البيت مفيهوش الا جدك من ساعه ما جيتي وانتوا قاعدين واحنا ولا علي بالك
ضحكت وصال وقالت بدلال : انتوا كل اللي هاممكم ملك فقولت اقعد انا مع جدي حبيبي
ضحك دياب قائلا : منستغناش عنك يا ام ملك بس هي حقها تاخد شويه دلع
قالت وصال بابتسامه : اهي عندكم دلعوها براحتكم وانا جدي بيدلعني
ضحك كلاهما ليجذب دياب المقعد ويجلس قائلا : ها بقي بتتكلموا في ايه ؟
قال دياب الكبير وهو يرفع حاجبه ويشير الي جهاز الكمبيوتر المحمول الذي وضعته وصال أمام جدها وأخذت تشرح له الكثير والكثير : اهو تعالي اقعد انت يمكن تفهم
نظرت وصال لجدها ورفعت حاجبها : كل ده يا جدي ومش فاهم ....أشارت له وتابعت : ده انا كل حاجه في موضوع التصدير قولتها
قال دياب الكبير وهو يغلق الكمبيوتر وينظر لها : كل اللي قولتيه مفهمهوش انا اللي أفهمه تقوليلي هات ياجدي وانا اقولك كام وتخلصي انتي كل حاجه والاقي نفسي راس براس مع عبد الباسط
رفعت وصال حاجبها ونظرت لأخيها الذي همس : ايام تعلقي علي عبد الباسط بكلمه ..قولي حاضر
نظرت وصال لجدها وقالت بشرح : ماهو يا جدي الموضوع مش فلوس بس . . يعني لازم نبدا وطبعا هناخد شويه وقت علي ما المنتج بتاعك ياخد اسم والمصدرين يطلبوه
قال دياب الكبير برفض : شوفي اي حاجه و النهارده قبل بكره اناطح مع عبد الباسط في السوق
قبل أن تهتف وصال بالرفض لتلك البساطه التي يتحدث بها جدها أنارت تلك الفكره برأسها : يعني انت عاوز تصدر بسرعه يا جدي
اوما جدها لتقول وصال بابتسامه ماكره: يبقي الحل في ايد خالي
عقد دياب الكبير حاجبيه كما حال دياب : علوان
اومات وصال له قائله : هو مش خالي عنده مزرعه مواشي وشغال فيها
اوما دياب الكبير ونظر باهتمام الي وصال التي تابعت : شغل المزرعه ايه ....مش لحمه ولا بيع وشراء بس اكيد فيه لبن ومنتجات واكيد يعرف موردين وناس كتير
قال دياب الكبير وهو يحك ذقنه : معلوم ماهو كل شويه يسافر مصر ومن هنا لهنا
قالت وصال بابتسامه : يبقي لسه اسم واسمه هيخليك تصدر وانت ودياب تدخلوا السوق ده من باب خالي وفرصه تشتغلوا مع بعض والدنيا بينكم تبقي احسن
لمعت عيون دياب الكبير بينما نظر دياب الي أخته وقرص وجنتها قائلا : اه يا بت الذكيه ...يعني كل ده ومحدش فينا فكر فيها
ضحكت وصال قائله : يعني عجبتك الفكره
نظر دياب الي جده بطرف عيناه وقال بمغزي : المهم تعجب جدك
قال دياب الكبير موافقا : وماله موافق ...ابعت لعلوان يجي
قال دياب وهو ينظر في ساعته : الوقت اتاخر يا جدي ..خلينا بكره الصبح
اوما دياب الكبير لينظر الي وصال التي قامت : رايحه فين ؟!
قالت وصال بابتسامه وهي تميل تقبل وجنه جدها : همشي يا جدي
قال دياب برفض : خليكي يا بتي
قالت باعتذار : معلش يا جدي كده كده كل شويه انا عندكم
اوما ليقوم دياب مع أخته يوصلها .....اسرع ذلك الرجل المهيب يقوم من جوار بوابه المنزل ويتجه الي سياره دياب التي توقفت : معلم دياب أنا اهو جيت زي ما طلبتني
تذكر دياب ليهز رأسه للرجل بينما نظرت له وصال باستفهام وهو يقول : ماشي يا رفعت ....رفع إصبعه أمامه وتابع وهو يشير إلي بوابه المنزل : مش عاوز نمله تهوب ناحيه البيت والدكتورة في حمايتك
أشار الرجل الي دياب وهو يهز رأسه : في عنيا يا معلم
نظرت وصال الي أخيها الذي فتح بوابه المنزل الخشبيه وجعلها تتقدمه: مين ده يا دياب !؟
قال دياب برفق : واحد من رجالتنا هيفضل قدام الباب عشان ابقي مطمن عليكي
قالت وصال وهي تهز راسها : مفيش داعي ....ده البيت جنبكم وجنب هادي مفيش حاجه
أصر دياب قائلا : معلش عشان ابقي مطمن
اومات ولم تجادل بينما غفت الصغيره علي ذراعها ليقبلها دياب قائلا. : تصبحي علي خير
ظنت أنها ستنام بعمق بينما نامت صغيرتها منذ عودتها من منزل عائلتها ولكن لم يطرق النعاس جفونها وبقيت مستيقظه تتطلع الي جوانب المنزل الذي عم عليه السكون
.........
....
فردت فله الغطاء فوق حميده التي تنهدت براحه قائله : حقه يابت يا فله الواحد ميرتاحش الا في سريره ....معرفتش أنام امبارح
قالت فله بفضول : لسه كفا الله الشر ...اصلا انتي روحتي بيت المعلم ليه ....هو رجع للدكتورة
حكت ذقنها وتابعت بلا توقف : لا رجع ايه ماهو نايم في اوضته لحاله اهو ..ها بقي احكيلي
قابل حديثها صمت من جهه حميده لتنظر لها فله : ست حميده ...ست حميده
لم تتلقي ردا بينما غرقت حميده بالنوم الذي رحبت به علي الاستماع لحديث فله التي تابعته مع نفسها وهي تغلق النور وتتجه للخارج : اهو نمتي يا ست حميده وانا اقعد اسال نفسى ايه اللي حصل
تنهدت وتابعت : امتي بقي الاقيني قاعده معاك يا عشري وبتسمع كلامي وتاخد وتدي معايا كده
.........
.....
انتفضت وصال من مكانها علي ذلك الصوت لتقوم مسرعه ودقات قلبها تنتفض بين جنبات صدرها ما أن استمعت لهذا الضجيج الاتي من الحديقه الخلفيه
أسرعت تحمل صغيرتها الغافيه وتضمها الي صدرها بخوف وهي تسير باقدام هلاميه خارج الغرفه
بينما تتطلع بتوجس إلي الخارج ....قادتها قدميها الي المطبخ لتفتح بابه ببطء وهي تنادي : رفعت ....رفعت
مع النداء الثاني كان الرجل من الخارج يرفع صوته بينما سرعان ما دار حول المنزل ما أن سمع لصوت ذلك الضجيج : متخافيش يا دكتورة
فتحت الباب وهي تلتقف أنفاسها بينما تعالي صوت الرجل الخشن وهو يزجر تلك القطط التي تشاجرت واوقعت حاويه القمامه مصدره ذلك الضجيج
: دي البسبس يا دكتورة متخافيش
اطمأنت وصال لتهز راسها له ولكن سرعان ما عقدت حاجبيها حينما وجدته يدفع أحدي القطط بقدمه : بتعمل ايه ...حرام كده
قال الرجل بينما يدفع مجددا بهذا القط المسكين والذي نال ما ناله من باقي القطط : بهشه بعيد
أوقفته وصال قائله وهي تنظر برحمه للقط المجروح : حرام عليك ده متعور
أشارت له : خلاص سيبه وروح انت
اتجهت للداخل تعيد ابنتها الي فراشها ثم عادت الي القط لتحمله وتدخله معها الي الداخل وتغلق الباب
طيبت جروحه وهي تداعب فراءه المتسخ برفق بينما استكان القط أسفل يدها الرحيمه
التي ربتت عليه ثم وضعته أرضا وقامت الي الثلاجه تحضر له شيء لياكله
جلست تتطلع إليه بابتسامه بينما يأكل بنهم ولكنه سرعان ما رفع رأسه وتطلع حوله بوجل حينما تعالي بكاء ملك لتضحك وصال قائله : متخافش
حملت صغيرتها واخذتها الي المطبخ حيث جلس القط المسكين مكانه بعد أن اكل
: ايه رايك يا ملوكه في الضيف ده ؟!
لاعبت ابنتها باحدي ذراعيها بينما مررت يدها الأخري علي فراء القط : ايه رايك نسميه ايه بقي ؟!
.........
.....
: ولا مليم !!
نظرت عليه الي ابنتها التي تابعت بحزم وهي تشير الي والدتها التي كانت تتحدث مع اختها بالهاتف : قولي لها مش هتنازل علي ولا مليم من حقوقي
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباس من الفصل القادم
تمهل عبد الحميد قبل أن يقول : معلم هادي ....في حاجه حصلت في السجن ولازم اقولك عليها !!!



أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك