الفصل الرابع

3




امسك ذراعيها يمنعها قائلا بضيق : لا مش هتاخدية ياندي ... انا مش هحاسبك علي اللي قولتيه دلوقتي ولا هحاسبك انك خبيتي عني ابني الفترة دي كلها عشان مقدر انك زعلانه بس متزوديهاش... انا عنيد متضطرنيش اني انا اللي اخد منك الولد واحرمك منه... انا راجع عاوزكو انتوا الاتنين.. تهديدة الواضح لها أشعل غضبها لتقول بحنق: وانت مين عشان تحاسبني اصلا .. اوعي تفكر اني لسة ندي العيلة الصغيرة لا تبقي غلطان زين ده ابني ومتقدرش تاخدة مني وانت اللي تعمل حسابك انك لو مطلقتنيش انا هخلعك في المحكمة وشوف بقي سمعه مراد الدويري هتبقي ازاي لما مراته تخلعه..... بدا وجهه ساحة من التعبيرات البشعه وهو يستمع لتهديدها الصلب ونبرتها القوية التي لم يعتادها منها ليمسك بذراعيها بقوة اخافتها مزمجرا : انتي بتهدديني تمسكت بقوتها ونظرت له بتحدي: امال انت بس اللي من حقك تهددني اومأ بنبرة قوية واثقة :طيب انا بقي مش هطلقك ياندي وابقي وريني هتخلعيني ازاي ... رفعت إليه عيناها لتري مقدار الغضب و التصميم بعيناه التي واجهتها بتحدي مقررة أن تثبت علي موقفها ولاتضعف .. ... زمت شفتيها بغضب تحاول منع نفسها من الانفجار بوجهه لتتجه لأخذ ابنها ليوقفها بغضب من تحديها له فهو يعلم بمحبتها له فلماذا تفتعل المشاكل وتتحداه وهي تدرك بأنه عصبي وعنيد ولن يجديها تحديها له أي فائدة سوي إثارة غضبه وهو لايريد الغضب عليها بل يريد تعويضها عما بدر منه ....مد يده يحمل الطفل منها قائلا :سيبيه معايا شوية... انا لسة مشبعتش منه لم ينتظر ردها ليمد يده يحمل الطفل منها متجاهل حنقهاوغضبها منه لينحني يقبل وجهه زين بحنان ويحمله متجها به الي الفراش ليتمدد عليه ويضعه فوق صدره يلاعبه ليمد زين يده الصغيرة يلامس وجه مراد الذي أخذ يهمس له بكلمات حانيه وقد تناسي كل غضبه امام هذا الملاك الذي تعالت ضحكاته .... خرجت صافقه الباب خلفها بعنف ونزلت لمكتب عمها وكل خلية بجسدها تنتفض بالغضب فهو حتي لم يفكر بالاعتذار لها فكم هو اناني مغرور لايري حجم خطأه بحقها حينما تركها وابتعد وقبلها حينما اقترب منها وهو يعلم بأنه لايحبها .... لقد توقعت منه اعتذارا خاصا يجعلها تتقبل العودة آلية ولكنه لم يفعل بل يهددها ويتوعد لها.. رفع عثمان عيناه نحوها حينما دخلت مكتبه وهيئتها لا تبشر بالخير لتهتف به : انت مش قلت انك هتقف معايا ومش هتخليه ياذيني تاني.... اهو راجع بيهددني وعاوز ياخد ابني قام من خلف مكتبه واتجه نحوها قائلا بحنان:طبعا ياحبيتي بس انتي اهدي وفهميني أية اللي حصل ..؟ بدأت باخبار عمها بما حدث لتجد عمتها حسناء تنزل إليهم بعد ان اخبرها مراد بما حدث بينه وبين ندي وقد استشاط غضبا ليعلنها لعمته : حذريها ياعمتو ان لو صممت علي اللي في دماغها وطلبت الطلاق مش هتشوف ابنها تاني قالت حسناء بهلع : لا يا مراد.. اية اللي انت بتقوله قال باصرار :اللي سمعتيه ابني مش هيعيش بعيد عني... كفاية انكم كلكم شاركتوها في كدبها عليا وتخبيتها ابني عني قالت مدافعه : وهو انت كنت اهتميت ولاسالت عنها اصلا ليس هو من يعترف بخطأه لذا هز كتفه قائلا بجمود ; اللي حصل حصل... غلطت وهي كمان غلطت وانا مستعد انسي وابدا معاها من جديد ونربي الولد بينا.... هتعند بقي معايا يبقي تتحمل نتيجه عندها حاولت حسناء تهدئة الوضع : يامراد الأمور مش هتتحل كدة.... ندي بتحبك طول عمرها وانت عارف بس هي زعلانه من اللي عملته انت جرحتها اوي لما سبتها وسافرت وطول المدة دي مسألتش عنها اومأ لعمته :ماشي ياعمتو... تشوف اية يرضيها وانا اعمله انما تهددني كل شوية لا اكمل بتحذير : بلاش تتحداني احسن عشان متندمش ...... لحقت حسناء بندي في مكتب عثمان لتقطب جبينها قائلة :لية بس توصلي الموضوع بينكم لكدة ياندي وانتي عارفة ان مراد عنيد.... شفتي اهو عند معاكي قالت بحدة : يعند ولا ميعاندش ميهمنيش ويوريني هيعمل اية لما هرفع عليه قضيه الخلع هزت حسناء راسها بزعر : انتي اتجننتي ياندي قالت باصرار : لاانا عقلت والنهاردة مش بكرة هروح للمحامي قالت مهدئة : اهدي بس وبلاش قرارات في لحظة غضب مراد اكيد مقصدش حاجة من اللي قالها هو بس محروق اننا خبينا عليه موضوع ابنه هدرت بغضب : وانا متحرقتش طول السنتين دول بعد اللي عمله... لما هو مبيحبنيش مطلقنيش لية... قبل يعيش معايا لية وهو عارف انه مش بيحبني.... قال عثمان بهدوء : ياحبيتي مانا حكيتلك اللي حصل وقلتلك اد اية هو مكنش عاوز يأذيكي... وحاول كتير بس ربنا أراد وصدقيني ياندي مراد بيحبك... بس هو اللي مكنش واخد باله سخرت : بيحبني.!! لا طبعا هو عاوز ابنه هزت حسناء راسها : لا طبعا.. بيحبك هو قالي كدة ... وبعدين ماهو لو كان راجع عشان ابنه بس كان طلقك وكدة كدة هيشوف الولد بس هو عاوزكو انتوا الاتنين قالت بسخط : بس انا مش عاوزة... وزي ماسابني زمان وانا محتجالة انا هسيبه دلوقتي.... كلها كام يوم والدعوة بتاعة القضيه توصله ... زم عثمان شفتيه بامتعاض : انا مش موافقك ياندي في اللي انتي عاوزة تعمليه هدرت ياستنكار : يعني اية يااونكل.... انت عاوزني ارجعله بعد اللي عمله هز راسه قائلا : لا... انا مقلتش كدة.... لو مش عاوزة ترجعيلة موافق بس ترفعي عليه قضيه وتتحديه بالطريقة دي لا طبعا مش موافق عشان هتخسري كتير...مراد عنده جيش محامين هيخلوا النتيجه لصالحه حتى وانا واقف معاكي ضده خصوصا ان مفيش سبب يخليكي تخلعيه... هتفت بغضب : كفاية اني بكرهه هز راسه يحاول التحدث بهدوء يثنيها عن تفكيرها الذي لن تجني منه سوي إثارة غضب مراد... : اهدي بس ياندي وفكري براحة وخدي قرار.... وانا هتكلم معاه ونحاول نوصل لحل لو قرارك النهائي انك عاوزة تنفصلي عنه انا هخليه يطلقك من غير شوشرة تدخلت حسناء ياستنكار : انت بتقول اية ياعثمان انت هتوافقها علي اللي في دماغها : حسناء دي حياتها وحقها تقرر هزت راسها بعدم رضي : مش حياتها لوحدها في طفل مالوش ذنب هيتظلم في النص بينهم وبعدين مش مراد لوحده اللي غلطان .... انتي كمان ياندي غلطتي في حقه لما خبيتي عنه انه اب اغاظتها دفاع عمتها عنه لتقول : انتي بتدافعي عنه ياعمتو بعد اللي عمله : ياندي ياحبيتي غلط ورجع يصلح اللي عمله لية بقي العند والمشاكل ضربت الأرض بقدمها : يصلح اية وازاي وهو اصلا مش معترف انه غلطان... ياعمتو مراد اناني رجع بعد ماوصل للي هو عاوزة وبالصدفه لقي ابن وزوجه هبله مستنياه ليه بقي ميكملش الصورة اللي عاوزها بيهم....لو كان بيجبني زي مانتي بتقولي كان اهتم حتي يعرف اية اللي حصلي بعد ماسافر وسابني انا اللي حياتي وقفت بعده سابني وانا عندي ١٨ سنه وحامل... محستش اي احساس غير اني منبوذة منه حتي مكلفش نفسه لحظة يتاسف فيها انه سابني ..... دلوقتي بعد ما وقفت علي رجلي وبدات اعيش حياتي انا وابني جاي ياخد حياتي تاني علي الجاهز... لا اسفه لو وافقت هبقي فعلا عبيطة...! خفضت حسناء عيناها بحزن فيما ربت عثمان علي كتفها برفق قائلا : حقك ياندي.... مراد غلط في حقك كتير ولازم يكفر عن غلطته...! قالت باصرار : يبقي يطلقني هو ده التكفير اللي انا عاوزاه بقلم رونا فؤاد ........ غادر المنزل بخطوات غاضبه فهو لم يكن يتوقع أن تتغير ندي بتلك الطريقة فقد كانت تلك الفتاة المطيعه التي تعشقه وتلاحقه لتتحول الآن لتلك الشرسة التي تهدده بالابتعاد ولكن ماذا كان يتوقع منها وهو جرحها بتلك الطريقة. .ضرب المقود بيداه يتنهد بضيق فهو أخطأ حينما لم يعطي نفسه فرصة معها واضاعها منه بسبب عناده. .... لقد قضي ليلة بالجنه برفقتها تلك الليلة فلم يشعر بسعاده مثلما شعر معها ...حتي انه لم يقرب سواها طوال الفترة الماضية تهرب كثيرا من السبب وتعلل بأنه منشغل ولكنه فور رؤيته لها لدي عودته تاكد انها السبب ...لقد احبها ...!! زفر بضيق وهو يتذكر آخر حديث بينهما.... خاصة حينما صعد اليه والده هذا الصباح وتحدث معه بشأن انفصالهما... : بابا انا قلت مش هطلقها يعني مش هطلقها : هتغصبها تعيش معاك يعني قطب جبينه بانزعاج : اغصبها..!! للدرجة دي بقت كرهاني . : اللي انت عملته مش شوية تنهد مطولا : هعوضها هز عثمان راسه : فكرك هتقدر : ندي بتحبني هي بس زعلانه اني سبتها الفترة دي.. : كان زمان يامراد.. ندي اتغيرت انزعج كثيرا من كلام والده الذي اضاف : انا زمان ظلمتها انا وابوها لما جوزنهالك وانت مش بتحبها مش هظلمها تاني... طلقها يامراد اشتعلت عيناه بالغضب : انت بتقول اية يابابا : اللي سمعته يامراد هي خلاص مش عاوزاك ومتقلقش لو علي ابنك.... قاطعه مراد بملامح منزعجه : بابا لو سمحت مش عاوز اتكلم في اي حاجة دلوقتي.. تركه عثمان وانصرف ليفكر مراد بأنه الآن قد قضي علي فرصه معها ليلوم نفسه لأنه لم يتحملها وبدأ بتهديدها ليخرج شراستها تجاهه .... لقد اخطيء حينما تعامل بتلك الطريقة معها فإن أراد استعادة حبها عليه أن يدعها تخرج غضبها منه ويتحملها حتي تنسي امر هذا الانفصال ... بقلم رونا فؤاد ترجل مراد من سيارته الفارهه أمام مقر شركته الجديد التي تبدو عليها أمارات الثراء الشديد بمبناها زجاجي الفخم واروقتها الرخامية والمناظر البديعة الممتدة علي مرمي البصر وقد احتوت مجموعه من أروع واندر السيارات الفارهه .... أبتسم له خالد مساعده :نورت يا مراد بيه قال له وهو يتابع طريقه للداخل :متشكر يا خالد ها طمني ايه الأخبار :كله تمام ...كل حاجة جاهزة الافتتاح اللي أن شاء الله هيكون زي ماسيادتك متوقع ...دي قائمة بأسماء المدعوين سيادتك تأكد عليها ويبقي كله تمام تناول منه تلك الاوراق ونظر لأسماء أكبر رجال الأعمال ليوميء له :تمام يا خالد استند لمقعده الوثير ينظر حوله بسعاده لما حققه ووصل إليه لتقفز صورتها الفاتنه أمامه يفكر بأن كل هذا لا شيء ان لم تشاركه بها ... ...بقلم رونا فؤاد .....
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رووووووووعة جميلة جدااااا..... ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. من أروع الروايات بدأت بخيانة للمشاعر قلب مظلم قبل قلب برئ هل يخرج هذا القلب من ظلامه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !