الفصل الخامس

4


لم تفهم شيئا من تلك المحاضرة فقد غرق عقلها بالتفكير.... لماذا بعد ان تخلصت من عذاب قلبها المعقول بحبه عاد الان مرة اخري ليعذبها... لقد كان جرح قلبها نازفا لوقت طويل بعد ان تركها ذلك الصباح وهي من ظنت ان حلمها تحقق اخيرا وانه سيبادلها حبها الذي طالما كنته له بين طيات قلبها لتستيقظ علي هذا الوجع من كلماته لأبيه الذي مازال يتردد باذنها : قولها ان ابنك استغلها...!! الهذه الدرجة كانت بالنسبة له مجرد نزوة عاشها ليلة وتركها دون أن يكلف نفسه عناء أخبارها بحقيقة مشاعره نحوها... الايكفي مانالته من عذاب تلك السنوات ليعود الان يزيد من معاناتها وهي تتظاهر امام الجميع بأنها بخير حتي لاتري نظرات الشفقة في عيونهم بعد ان تركها بتلك الطريقة... اخذت نفس عميق وجمعت كتبها لتقود سيارتها عائدة للمنزل ومازال عقلها وقلبها في صراع احتدم حينما صرخ عقلها بقراره بالانفصال.... ذلك الانفصال الذي سيعيد لها كرامتها التي لم يعير لها وزنا حينما سخر من حبها له بتلك الطريقة واعتبرها طفله لاترقي لتكون زوجه مراد الدويري... وقلبها الذي خانها الان وتراجع وهو يري الانفصال ليس اختيار فكم تبدو حتي الكلمه ثقيلة علي قلبها ولايحتملها.... ولكنها ستخضع قلبها لارادتها فهي ستتركه كما تريد لتجعله يتذوق نفس احساسها حينما تركها... فكم كان مرير احساس انك لاشئ.... مرير احساس النبذ الذي ذاقته علي يده .!! حتي لم يحاول ولو مرة محادثتها... لا يجب ان تتراجع عن قرارها لقد تراجعت من قبل حينما فكرت باجهاض ذلك الحمل اول ماعرفت به ولكنها سرعان ماتراجعت عن تلك الفكرة وندمت لمجرد التفكير بها..! وأتت بزين للحياة ولم تحب شئ في الحياة مقدار ذلك القرار الذي لم تكن لتتخيل حياتها بدونه فهو تلك الهدية التي أهداها مراد لها بعد كل تلك الجراح..! شهقت بصدمه ودعست المكابح بسرعه حينما ظهرت تلك السيارة امامها ولم تلاحظها لترتد بقوة اثر ذلك الاصطدام القوي..!!... ... ..بقلم رونا فؤاد ذرع عثمان البهو ذهابا وايابا بتوتر وهو يتنقل من النظر بساعته الي ضغط ازارار الهاتف بعصبيه لتساله حسناء بهلفة وهي تفرك يدها : اية يا عثمان برضه مش بترد هز كتفه بياس لتقول: انا خايفة يكون جرالها حاجة...... قال عثمان : خلي السواق يجهز العربية انا خارج ادور عليها دلف مراد الي المنزل بتلك اللحظة ليري ابيه وعمته وذلك التوتر بادي علي وجوههم ليسال بقلق : في أية مالكم؟ قال عثمان بصوت اجش وهو يعيد الاتصال بها : ندى اتاخرت نظر مراد في ساعته انها ماتزال الثامنه ليقول عثمان:كلمتني من ساعة وقالتلي انها عشر دقايق وتكون في البيت ولغاية دلوقتي مرجعتش ومش بترد علي تليفونها......انا خارج ادور عليها بدا التوتر جليا علي وجهه وهو يسأل ابية : هي كانت فين ؟ : في الجامعه اومأ له قائلا : خليك انت يابابا وتحرك تجاه الباب ليوقفة والده: انت رايح فين؟ قال مراد وهو يرفع هاتفه ليتحدث به : متقلقش يابابا انا هدور عليها واطمنك.. اسرع لسيارته وهو يتحدث لفريد رئيس حرسة : هات رجالتك وتعالي ورايا ... أشار لهم :دوروا علي عربيه مدام ندي .. قاد باتجاه الطريق المؤدي للجامعه وهو مازال يجري اتصالاته ببعض قيادات الشرطة ليصله الخبر خلال في دقائق قليلة بأن سيارتها اصطدمت بسياره اخري ..... أوقف سيارته وترجل منها بسرعه باتجاه ذلك التجمع حول تلك السيارات المتوقفه وعيناه تبحث عنها بهلع ... : ندي التفتت لذلك الصوت المتلهف لتجده مراد يقترب منها بقلق سافر ودون ان يعطيها فرصة للتحدث تجده يجذبها اليها وعيناه تتفحصها قائلا بقلق : انتي كويسة في حاجة حصلتلك.... فتحت فمها لتتحدث ولكن الكلمات ماتت علي شفتيها حينما وجدت نفسها بين ذراعيه.... الهذه الدرجة قلق عليها ليتخلي عن رصانته ويضمها اليه وسط ذلك الجمع... ببطء ابعد وجهها لينظر اليها وقد احمر وجهها بشده ليربت علي شعرها برفق غير مبالي بتلنظرات حولهم ليقول :اية اللي حصل.. ؟ أشارت نحو ذلك الرجل سائق السيارة النقل التي اصدمت بها قائلة : معرفش طلع قدامي فجأه و ... قاطعها ذلك الرجل بصوت حاد : والله ياباشا هي اللي كانت سايقة بسرعه ومش عاجبها وبتزعقلي قالت بغضب: انا عربيتي اللي ادمرت انت مش شايف..... قال الرجل وهو ينظر لهيئة مراد القوية: انا عاوز اعمل محضر واضمن حقي أشار مراد للرجل ليصمت فيما التفت اليها لتذهب لسيارته المتوقفه جانبا لتهز راسها قائلة : انا مش... قال بنبرة خفيضة لاتسمح بالمناقشة:روحي العربية القت نظرة علي سيارتها المحطمة وزفرت بضيق ثم ذهبت وهي تضرب الأرض بقدمها نظر مراد للسائق الذي هتف ; انا مش هتنازل عن حقي ياباشا قال مراد بهدوء : هدفعلك تكاليف تصليح عربيتك وزياده تهلل وجهه الرجل ليقول : متشكر ياباشا توقفت سياره رجال مراد ليترجل منها فريد الذي قال له مراد : فريد خد الاسطي معاك وشوف طلباته... وابعد عربيه مدام ندي عن الطريق اومأ فريد له بطاعه لينهي مراد الموضوع بلحظات ويعود اليها كانت ندي تتابع مايحدث وهي تهز قدمها بعصبيه متجاهله ألم راسها... فهي لم تكن تريده ان يأتي و يتدخل بشؤنها .. لاتنكر ان وصوله انقذها من جدالها العقيم من هذا السائق و الذي أصر علي أخذها للقسم ولكنها لن تعترف ابدا فهي كانت ستحل الموضوع بوجوده او بغير وجوده... فور دخوله للسيارة توقعت ان يلقي عليها اللوم لذا تحفزت وقالت باندفاع :علي فكرة انا كنت اقدر احل الموضوع لوحدي ومكنتش محتاجة ...... ل... بهتت الكلمات علي شفتيها حينما وجدته يقترب منها ويبعد خصلات شعرها عن وجهها ينظر اليها بقلق قائلا : بتوجعك..؟ نظرت له باستفهام ليوقف يده علي ذلك الجرح المتورم بجبينها... ليضع يده عليه يتفحصه بحرص.! انزعجت من لمسه يده لوجهها التي جعلت دقات قلبها تتسارع وهي تراه بهذا الهدوء والقلق البادي في عيناه عليها.. الن يغضب عليها.؟ الن يحملها اللوم..؟ فقط يهتم بها.!! أدار سيارته قائلا : خلينا نروح المستشفي نطمن عليكي قالت بحدة : انا كويسة قابل حدتها برفق : مش هنخسر حاجة كانت ماتزال مندهشه لهذا الهدوء والاهتمام الذي يعاملها به حينما أصر علي اصطحابها للمشفي للاطمئنان عليها ليسال الطبيب الذي فحصها باهتمام: خير يادكتور : متقلقش يامراد بيه هي كدمة بسيطة هكتب بس مسكن مش اكتر للانسة عشان.....اخفت ابتسامتها علي تعابير مراد المنزعجه وهو يقاطعه قائلا بنرة قوية : تقصد المدام... تعلثم الطبيب الشاب ليعدل من وضع نظارته الطبيه قائلا : متأسف يامراد بيه... كتب الطبيب الروشته بارتباك وناولها لمراد الذي تفاجأت به يمسك بيدها ويصطحبها للخارج وسط سبابه لهذا الطبيب هل تبدو صغيرة لتلك الدرجة... .... ادخلها للسيارة ثم استدار ليركب بجوارها وقاد بها عائدا للمنزل..... خفف من سرعه السيارة ماان دخل من بوابة الفيلا.. همت ندي النزول ماان أوقف السيارة ليباغتها حينما امسك بيدها ورفعها لشفاهه مقبلها بتلك النعومه قائلا : حمد الله على سلامتك.. سحبت يدها منه بسرعه وقد ارتجف كل انش بها حينما شعرت بانفاسه الساخنه علي بشرة يدها الناعمه لتصعقها وتسري الكهرباء بجسدها وقد انقلب عالمها وهو يعاملها بتلك الطريقة التي طالما حلمت بها..... ولكن بالوقت الخطأ فقد فات الأوان!! بقلم رونا فؤاد بخطي سريعه متعثرة دلفت للداخل فيما تابعها مراد بنظرات ماكرة فهي مازالت تحبه ولكنها تكابر... تنهد بارتياح لتفكيره بأنها مازالت تكن له نفس المشاعر ومازال يحمل نفس تأثيره عليها وهو يتبعها للداخل ليسرع عثمان وعاليه نحوها بقلق وقد رأوا تلك الضمادة علي جبينها : ندي حبيتي اية اللي حصل ؟ أخبرتهم بما حدث لتحتضنها حسناء برفق قائلة : الحمد لله انها جت سليمة قطبت جبينها قائلة : سليمة اية ياعمتو.. دي عربيتي اتدمرت.... قاطعها عثمان قائلا بحنان وهو يربت علي كتفها : فداكي الف عربية يانودي هجيبلك احسن منها التفتت حسناء تجاه مراد قائلة : الحمد لله انك وصلتلها بسرعه يامراد.. زمت شفتيها بضيق فهاهي فرصته ليتدخل ويشيد بعمله البطولي فعبست ملامحها قائلة : علي فكرة انا كنت هعرف اتصرف... هو بس اللي راجل غبي ومصمم اني اللي غلطانه قال عثمان : وانتي لية تتناقشي معاه اصلا ياحبيتي افرضي كان تتطاول عليكي... قال مراد برفق : خلاص يابابا المهم سلامتها... يلا ياعمتو خديها تطلع ترتاح عم الهدوء لحظة فهل هذا مراد من يتحدث..!! نظر له عثمان بدهشة فيما اتسعت ابتسامه حسناء فكم تحب أن يسلك مراد ذلك الدرب في علاقتهم بدلا من الشد والجذب.. ... بقلم رونا فؤاد .... اخذت دوش واستبدلت ملابسها ثم اسرعت لغرفة زين فهي لم تراه منذ الصباح ... حينما لم تجده توجههت تلقائيا لغرفة مراد وهي تشحن غضبها ضده ...! فهي تحرص كل ليلة علي إطعام طفلها بنفسها وتجهيزه للنوم ولااحد سواها يقوم بتلك المهمه حتي المربية..... توقفت مكانها وكبحت غضبها حينما رأته جاثو علي ركبتيه امام صغيره الذي وضعه علي مقعده وبدأ باطعامه وهو يدندن له بأحد الاغاني بابتسامه واسعه ... التفت لها ومازال محتفظ بابتسامته قائلا: عاملة اية دلوقتي ؟ أجابت باقتضاب : كويسة اطعم زين ملعقه اخري من طعامه وهو يلاعبه لتقول:ممكن تديهولي وانا هكمل توقعت ان يرفض بشده لتجده يتراجع خطوة ويشير لها قائلا : اتفضلي.. بس لو سمحتي اكليه هنا عشان عاوزة ينام معايا النهاردة قالها بنبرة مهذبه لاتقبل الرفض لتتنهد بغيظ من داخلها فأين ذهب تسلطه جبروته.. ؟! جلس علي طرف الفراش يتابعها بينما تطعم زين الذي كان ينظر بعيناه الجميلة تارة لها وتاره لأبيه ليؤلمه قلبه وهو يتخيل ان لم يكن يعلم بوجوده حتي الآن هل كانت لتظل علي عنادها ولاتخبره ويكبر زين بدونه..!! مجرد التفكير ضايقه ليقطب جبينه ألم تفكر بأنها تعاقب طفلها قبل ان تعاقبه هو...! حملت زين بعد ان انتهت من اطعامه وتنظيفه ليستعد للنوم لتسير بيه بخطوات بطيئه تساعده علي النوم ولكن زين تنمل من بين يديها بضع مرات ليقوم مراد تجاهها قائلا : هاتيه ياندي كانت نبرته لاتحمل لهجه أمره كما اعتاد لتعطيه له وهي لاتجد سبب للرفض ولكنها اغتاظت من تلك العلاقه التي تنمو بينه وبين ابنه دون ارادتها فهي لاتريده ان يشاركه حب طفلها..... لامست يداه ذراعها وهو ياخذ الطفل منها لتبعد يدها بسرعه تخشي ان يري ارتباكها كلما اقترب منها حتي لايعرف انه مازال يحمل تأثيره عليها تكره قلبها الضعيف امامه.... لم تقل شئ بل تركت زين له وغادرت الي غرفتها فلو تحدثت ستبدو متلعثمه وهي لابد أن تعود قوية امامه وليست تلك الحمقاء التي اعتاد.! ... ...... نظر سيف لتلك الدعوة التي ارسلها له مراد لافتتاح شركته يشعر بالضيق فهل تجاهل مراد سنوات صداقتهم ليهمشها لهذا الحد حتي انه لم يكلف نفسه عناء الاتصال فيرسل له دعوة رسميه...!... .... ...... طوال الليل وهي تكبح رغبتها في الذهاب للاطمئنان علي زين حتي لايظن مراد انها تذرع الحجج للذهاب اليه لذا مع أول خيوط الشمس غادرت غرفتها لتطمئن علي طفلها.. طرقت الباب فلم تجد إجابة لذا عادت لتطرق مرة اخري فأجابها صوته الناعس : ادخل فتحت الباب ودخلت لتجده يعتدل جالسا... بحثت بعيناها عن زين لتجده غافي بجواره .. تلاقت عيناها بعيناه التي كانت تتطلع اليها وقد تبعثرت خصلات شعرها العسليه حول وجهها وقد وضعت روبها الحريري فوق بيجامتها ذات الرسومات الكرتونية ليشتاق لتلك الايام التي كانت توقظه بها كل صباح بعاصفه مرحها ومقالبها .. لتتسمر عيناه علي ملامح وجهها الجميل ومازال يحمل اثار النوم ليتذكر قبلتها التي كان يبدء بها كل صباح.. غبي لقد كانت ملكه وبعناده اضاعها من يده...! :كنت عاوزة اطمن علي زين قبل مااروح الكلية ابتسم لها وكأنها بحاجة لسبب لمجيئها ليقول وهو يمرر يده بحنان علي راس هذا الملاك النائم : تعالي اقتربت بهدوء لتجلس علي طرف الفراش الاخر وتنحني بهدوء تقبل جبينه ثم تنظر لمراد وهو يمرر يداه علي وجهه يحاول أبعاد النوم عن عيناه : عرفت تنام منه؟ اومأ لها : اخد عليا بسرعه ونام.... افلتت منها الكلمات وهي تتأمل صغيرها وهو واضع يداه أسفل وجهه كما يفعل مراد وهو نائم : شبهك اوي لما بتنام نظر لعيناها بنظره حب اول مرة يرمقها بها.. ابعدت عيناها عنه فقد تأخر كثيرا لينظر لها هكذا حتي انها لم تعد تهتم.! فهم ماقصدته وهي تشيح بوجهها ولكنه لم يتضايق فهو متوقع انها لن تسامح بتلك السهوله لذا اوقفها حينما همت بالمغادرة : ندي.. التفتت له ليقول : اجهزي و استنيني هوصلك الكلية استدارت تجاه الباب قائلة بعدم اكتراث : لا متشكرة هاخد عربية اونكل عثمان .. كان قد غادر الفراش واتجه ناحيتها ليقول : بلاش عناد. انا خايف عليكي تسوقي وانتي لسة تعبانه .. قلت هوصلك في سكتي لفت ذراعها حول صدرها قائلة باصرار:انا مش عيلة صغيرة عشان تخاف عليا اقترب منها ووقف امامها لتتراجع حتي التصق ظهرها بالباب خلفها لينحني نحوها قائلا بغزل :لا انتي صغيرة... وحلوة كمان تسارعت دقات واحمرت وجنتيها وهو يتطلع اليها هكذا ولاتنكر انها أحبت هذا المراد الذي تحول اليه منذ امس ولكنها لن تستسلم بتلك السهولة همس بجوار اذنها :وحشتيني... شعرت به ينحني نحوها وقد اغمض عيناه ينتوي تقبليها فكم اشتاق شفتيها...وهي ايضا ولكنها استجمعت قوتها... ليتفاجيء بها تدفعه وتتملص منه وتسرع خارجا.. : غبيه.. غبيه.. عنفت نفسها بغيظ فأين شراستها امامه لماذ لم تصفعه فور اقترابه منها لماذا وقفت امامه وهو يتغزل بها...مازالت نفس الحمقاء العاشقه له... فهاهو وصل منذ يومان ليمحي بمنتهي السهولة سنتين من العذاب بمجرد بضع كلمات ونظرات مهتمه لها.... ... . .... عاد مراد ليجلس علي طرف الفراش ليحمل زين الذي استيقظ لتوه وهو يقول باحباط : وبعدين بقي في مامه سيادتك العندية دي يااستاذ زين ضحك له الصغير وكأنه يفهمه ليقول: اضحك.. حقك ماهو هي دي اللي هتربي مراد الدويري علي اخر الزمن.. بقلم رونا فؤاد .. .... تطلعت علي هيئتها في المرأه بعد ان وضعت القليل من احمر الشفاه لتنظر لنفسها برضي وتتناول حقيبتها وتنزل الدرج..... تطلعت نحو مراد الذي كان بانتظارها أسفل الدرج لتخفي سريعا ابتسامتها من رد فعله علي ملابسها التي تعمدت ان تبدو هكذا لتثير غضبه ... تجاهلت نظراته التي ركزها فوقها وهو يراها قد ارتدت تلك التنورة القصيرة التي تحدد منحنيات جسدها وذلك القميص الحريري فوقها وقد انسدل شعرها علي كتفها فيما تركزت عيناه علي احمر الشفاه الذي صرخ بقوة فوق شفتيها..... حاول ظبط أنفاسه المبهورة والغاضبه بنفس الوقت فهي اثارته لاقصي درجة بجمالها الاخاذ ولكنه بنفس الوقت مشتعل غضبا منها وهي تنوي الخروج بتلك الملابس ليراها سواه ... حاولت أن يبدو صوتها باردا وهي تقول : انا جاهزة يلا عشان اتاخرت علي المحاضرة.. رفع حاجبه قائلا : انتي بتروحي الكليه كدة.. قالت بعدم اكتراث: كدة اللي هو ازاي؟ بدأت نبرته تبدو غاضبه بالرغم من محاولته إخفاء غضبه : كدة اللي هو كدة...... اية اللي انتي لابساه ده؟! نظرت له بتحدي:والله دي حاجة متخصكش تخلي عن رصانته ليهدر بغضب : ندي.. متستفزنيش هتفت بحدة : انت اللي متدخلش في حاجة متخصكش....! امسك ذراعها بعنف : لا يخصني... حاولت تخليص ذراعها منه وهي تقول:لا ميخصكش.. واوعي سيب ايدي ترك يدها قائلا بلهجة إمرة : طيب يلا اتفضلي غيري هدومك مش هتخرجي كدة قالت بحدة ساخرة : وانت مين اصلا عشان تقولي اعمل اية ومعملش اية بلغ الغضب مبلغة به وهي تدفعه ليخبرها بأنه لن يقبل بأن تخرج زوجته هكذا فتجيب بأنه ليس زوجها لتعود لطلبها الطلاق وهو لن يسلك ذلك الطريق ليهدر بقوة : انا ابن عمك وابو ابنك وجوزك وقبل كل ده راجل مقبلش انك تخرجي كدة.... اتفضلي غيري هدومك زمت شفتيها بغيظ قائلة : لا قال باصرار : يبقي مفيش خروج قالت بعصبيه : وانت هتمنعني ازاي هز كتفه قائلا ببساطة : كدة اتجه نحوها يباغتها بحملها وصعود الدرج بها... حاولت التملص من بين يديه : اوعي انت اتجننت.. ولكن قبضته القوية لم تسمح بها ليصل لغرفتها ويدفع الباب بقدمه لينزلها أرضا وسط تذمرها ويستدير بسرعه موصد الباب... اتسعت عيناها وهي تراه قد اوصد الباب عليهما لترفع سبابتها امام وجهه قائلة :افتح الباب احسنلك جلس علي الاريكة واضعا قدم فوق الاخري بلامبالاه لتغتاظ منه قائلة : بقولك افتح الباب : غيري اللي انتي لابساه الاول هتفت بعصبيه : قلت لا :وانا مش هفتح... خلينا قاعدين كدة قالت بتهديد: هصرخ وانادي اونكل عثمان وعمتو ارتسمت ابتسامه عابثة علي جانب فمه وهو يقترب منها لتتراجع بدورها حتي وصل اليها قائلا بمكر : هتقوليلهم اية. ؟ حاولت التحدث بقوة وهي تقول:هقولهم انك قفلت الباب عليا.... أحاط خصرها بيده وقربها الي صدره وسط دقات قلبها المتسارعه ليقول بعبث:مااقفل الباب عليكي.... اقترب منها اكثر وعيناه مستمتعه بارتباك عيناها لاقترابه منها : انتي نسيتي انك مراتي..... ارجعت راسها للخلف مبتعده عنه وهي تهتف:قلتلك نسيتك ومش عاوزة افتكرك .. همس بجوار اذنها : كدابة... قطبت جبينها بغضب ليعود هامسا : انتي لسة بتحبيني واكتر من الاول.. تململت من بين يديه التي تحيط بخصرها وهي تهتف : بيتهيالك... انا بكرهك ازاد من قبضته حول خصرها وانحني نحوها ينظر لعيونها الغاضبه وهو يقول : وانا بحبك.. تجمدت مكانها وتوقفت عن مقاومته للحظة حينما سمعته يقول تلك الكلمه... يحبها.! اخيرا.. بعد سنوات من الانتظار تسمعها منه.. اغمضت عيناها بقوة غير مصدقه انه واخيرا نطق بتلك الكلمه التي طالما حلمت بسماعها منه...! بقلم رونا فؤاد كان مراد غارق بتامل تعبيرات وجهها حينما اعترف لها بحبه لتفتح عيناها ببطء ناظره آلية وهو يرمقها بنظرات الحب والاشتياق لتبادله بنظره فسرتها نبرتها القوية وهي تقول:متأخرة قطب جبينه يستوعب مانطقت به للتو لتكمل : متأخرة اوي يامراد...! هزت كتفيها بسخرية : اية فاكر لما هتقولي بحبك بعد كل ده هقولك وانا كمان .... لا غلطت اوي يامراد لو كنت حسبتها كدة.... عشان انا مبقتش البنت الصغيرة اللي شايفاك فارس أحلامها... لا البنت دي كبرت وشافتك انك مش اكتر من واحد اناني مش شايف غير نفسه في حين ان هي كانت شايفاك كل دنيتها .. البنت دي اتجرحت اوي لما سبتها بالطريقة دي.... البنت دي لقت نفسها حامل من اكتر واحد جرحها في الدنيا... البنت دي كانت بتستني كل يوم طول سنتين تفكر تسأل عنها حتي لو مرة... البنت دي قتلتها نظرة الشفقة في عين باباك كل يوم وهي بتمثل انها كويسة وهي اصلا مش عارفة اذا كانت كويسة ولا لا.. هي بس بتحاول تفهم هي اية اللي عملته غلط عشان تبعد عنها وتسيبها غير انها كانت بتحبك.. كان وجهه ساحة من التعبيرات وهو يستمع اليها وهي تتحدث اليه بهذا الألم ليري فداحة خطاه ليحاول ضمها اليه قائلا بأسي : ندي... انا اسف ... انا هعوضك عن كل اللي فات بس انتي اديني فرصة... ابعدته عنها تنظر له بتحدي : كنت انت اديتني فرصة زمان.. ولافاكرني هنسي سنتين عذاب لمجرد انك اسف خفض عيناه بألم فهي محقه ليقول: عندك حق بس انا مستعد اعمل اي حاجة تطلبيها حتي من غير تفكير قالت بكبرياء: طلقني يامراد دي الحاجة اللي انا بطلبها هز راسه قائلا :متعجزنيش ياندي.... اطلبي اي حاجة غير دي اشاحت بوجهها وهي تقول : وانا مش هسامحك يامراد مهما عملت : للدرجة دي قالت بقوة : واكتر من الدرجة دي زم شفتيه بضيق وقد وصلا لطريق مسدود ليأخذ نفس طويل ويزفره ببطء يقول بعدها : طيب ممكن نأجل اي كلام بينا عن موضوع الطلاق ده شوية لغاية مانعرف نفكر بهدوء ونوصل لقرار ونتعامل مع بعض كأصحاب عشان خاطر زين علي الأقل بعدها هعملك اللي انتي عاوزاه صمتت لحظة بعدها هزت راسها قائلة : موافقة بس بشرط : شرط اية؟ : متدخلش في حياتي مسح وجهه بغضب ولكنه تحدث بهدوء : مش هتدخل من غير سبب رفعت اليه عيناها المتمردة وهمت بالتحدث ليقول بنبرة حازمة : يعني لبس زي ده انسي انك تخرجي بيه... اقترب منها قائلا بمكر : الا لو انتي لبساه ليا انا مش ممانع اغتاظت منه لتشيح بوجهها ساخرة : ليك انت... مستحيل.. رفع حاحبة بتسلية لتهتف : يلا اتفضل اطلع برا عشان اغير هدومي اتاخرت جدا التفت ليغادر منتصرا كعادته فهو يعرف بأنها تحبه ولكنه جرح كرامتها بشدة لذا تتمسك بالطلاق لذا اخذ هدنه هو أفضل حل الان لتشعر بأنها انتقمت منه وبنفس الوقت لا يخضع
لطلبها الطلاق.. بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !