حب بطعم الانتقام ....الفصل الثالث عشر
الأربعاء 11 مايو 2022
0
دخلت نجلاء الغرفة لتتفاجيء بزاهي تساعد شريف ليتمدد علي الفراش.... انتي بتعملي ايه هنا..؟
تجاهلتها زاهي فهي بعد مافعلته بجلال مصدومه ضائعه لاتعي شئ.... قال شريف بصوت متحشرج ; زاهي أنقذت حياتي يانجلا
هزت نجلاء راسها بسخريه : أنقذت اية..؟!
جاية تضحك عليك بعد ماجوزها ضيع كل حاجة..
هتف شريف بحدة : بس يانجلا.... التفت لزاهي التي كانت الدموع متجمعه بعيونها فهي السبب بكل شئ والجميع سيلقي اللوم علي جلال بسببها.... : مش مهم اي حاجة يابنتي... جلال اغلي عندي من اي حاجة
التقت عيناها بعيون ذاك الرجل الذي لم تكره بحياتها احد مثله لتبعدها علي الفور وتغادر الغرفة..... فهل يتحول الي ملاك.... ؟! حتي لو فهذا لا يمحي ذنوب الماضي وحتي ان ساعدته فليس معناه انها سامحته....!!!
قالت نجلاء بغضب : يعني اية مش مهم. .. ؟! وبعدين ايه بنت السواق اخدتك في صفها
نظر شريف لنجلاء بغضب : مش عاوز اسمع كلمه عليها .... بقولك أنقذت حياتي بعد اللي عملته فيها وفي ابوها
: عملت كدة اكيد عشان تداري علي عمله جوزها اللي اكيد قاصدها
قال باستنكار : ابني هيقصد يدمرني
: عشان خاطر مراته يعمل اي حاجة
: الا انه يبيع ابوه
لوت شفتيها باستنكار : وانت فجأه افتكرت انك ابوه ياشريف..... اييية هتنسي الكارثة اللي احنا فيها وتشوف علاقتك بابنك
اشاخ بوجهه بغضب ; الكارثة دي كارثتي انا لوحدي.... محدش له دعوه بيها...
: يعني اية...
قال بانفعال : يعني فلوسي انا اللي ضاعت.... ودلوقتي اطلعي وسيببني لوحدي
تمدد شريف في فراشة بعد ان ساعدته زاهي يحاول استيعاب مايحدث حوله.... اخته واقوالها..... وتلك الفتاة التي دمرها.... انها من انقذنه وهو من فعل بها كل هذا بالماضي ..!! .. وليس هذا فقط بل انه كان يخطط لها ولابنها لهذا المصير ....!
ليتذكر مافعله قبل عده ساعات هذا الصباح حينما اتصل بأحد رجاله لتنفيذ خطته لاجبار جلال علي اعاده املاكه باختطاف زوجته وابنه
: عذب..
: افندم ياشريف باشا
:في موضوع عاوزك تنفذه بالحرف..
قال عذب : تفاصيلك ياباشا؟
: هتنفذ هنا عندي في البيت
قال عذب ببلاهه ; هااا
قال شريف : اللي سمعته.... جلال والباقيين هيبقوا في الشركة كمان كام ساعه انا هقلل الحراسة علي البوابه ومش هيبقي في البيت غيري انا وكام شغاله في الدور اللي تحت
هتدخل انت ورجالتك... تخطف الولد الصغير وأمه وتخليهم في مخزن من المخازن لغاية ماابلغك تعمل اية
قال بعدم تصديق.... انت بتقول اية ياباشا
.... لا كدة خطر اوي
هتف شريف بحدة : خطر في أية ياحيوان انت؟!
: ادخل بيت سيادتك ازاي ؟!
: ماهو عشان كدة مضمون..... انا مرتب كل حاجة...
زم شريف شفتيه بخزي فهو جعل البيت فارغ ليسهل عمليه اختطافها هي وابنها في حين ان فعلته كادت تتسبب في موته حينما باغتته الازمة القلبيه وكان وحده ولولا وجودها كان لفظ أنفاسه الأخيرة......!!
....لايعرف شريف ماذا حدث ولا ماذا أوقف عذب ولكنه سعيد فلم يكن سيسامح نفسه ان حدث مكروة لها او لحفيده بعدما ظهر معدنها الأصيل وقت ضعفه... لم تثأر منه مع انه يستحق.. بل ساعدته وانقذت حياته..!! سخر من نفسه هل تذكر انه حفيده الان.... الهذا الدرجة الثروة اعمته عن تلك الحقيقة..... ؟! لا... انه لم يكن يخطط لان يصيبهم ضرر وخصوصا زين فهو ابن ابنه مهما كان..... هو فقط أراد الضغط علي جلال ليعيد ثروته........!! وجد تبرير كما فعل قبل سنوات مع جلال حينما ابعده عن المرأه التي يحبها ظنا منه انه يحميه...!
..... يجب أن يتحدث مع ابنه ويخبره بندمه علي ماحدث بينهما....لايهم ضياع الثروة ولكنه لايريد فقدان ابنه ..... حاول أن يقوم من مكانه وهو يضع يداه علي قلبه الذي يؤلمه داخل جنبات صدره .... لتدخل سالي باهتياج بعد ان علمت ماحدث : كل حاجة ضاعت خلاص....! ؟
تجاهل ثورتها قائلا بوهن : ساعديني ياسالي اقوم.... عاوز اشوف جلال... اطلبي حسن يوصلني الشركة حالا.... عاوز اتكلم مع ابني
اهتاجت سالي بغل وحقد..... تتكلم معاه في أية.....بقولك ابنك ضيع كل حاجة.... ربنا ياخده
قال بغضب : سالي....!! انتي بتدعي علي اخوكي
هتفت بحدة : بلا سالي بلا زفت..... انت حالا تتصرف... ثروتنا لازم ترجع باي طريقة..... بلغ عنه انه اخد كل حاجة غصب عنك واستغل حالتك الصحية وكدة كل العقود اللي مضاها هتبقي باطله
اتسعت عيناه بعدم تصديق : انتي بتقولي ايه.... عاوزاني اسجن ابني
قالت بجبروت صدم شريف : مايتسجن ولا يروح في ستين داهيه مش احسن ماثروتنا تضيع.....
قال شريف باستنكار مصدوم : انتي ازاي بتقولي كدة علي اخوكي،....
قال بتهكم : اخويا... اخويا الغبي اللي ضيع ثروتنا..... انت عارف الشرط الجزائي كام
زمجر بغضب : مالكيش دعوة
قالت باستنكار ; يعني اية ماليش دعوة.... انا ليا في الثروة دي زيه بالظبط
قال بانفعال شديد وتعالت أصواتهم بارجاء المنزل ; لما اموت ياسالي تسألي عن حقك مش دلوقتي...... اااااه قالها شريف وهو يضع يداه علي قلبه الذي لم يتحمل كل تلك الصدمات.... فكل من حوله لايهتمون سوي بالمال والثروة
اااه.... مش قادر اتنفس
قالت سالي بجبروت وهي تري ابيها يتألم ولكنها لاتهتم ; قوووم ..... قوم نفذ حالا اللي قلتلك عليه ... اتصل بوحيد يعمل البلاغ
نظر اليها بصدمه وهو يصارع ذلك الألم الذي اشتد علي صدره.... ابنته تتركه ليموت ولا تهتم لوجعه ومن تنفذه هي زاهي ... زاهي التي فعل بها أفعاله المشينه.... ابنته تريد أن تسجن أخيها ولاتهتم لاحد غير لنفسها ومستعده لفعل اي شئ فقط لأجل الثروة
صرخ فيها من بين نبضات قلبه الواهن :اطلعي برا.. مش عاوز اشوف وشك.....
كان ادم قد وصل قبل قليل ليبلغ عمه بآخر التطورات وانتهاء المحنه باعجوبه ليستمع لتلك الأصوات العاليه..... ركض للغرفة ليري شريف في حاله سيئة بينما سالي تصيح وتصرخ..... انت لازم ترجع كل حاجة منه...اتصرف والا مش هسكت... .
هتف فيها ادم بحدة : انتي اتجننتي... ازاي بتكلمي عمي بالطريقة دي
; مالكش دعوة انت
..هتف شريف بغضب : طلعها برا ياادم مش عاوز اشوف وشها
هتفت بحدة : مش طالعه قبل مااعرف هتعمل اية .. ولعلمك لو مقدمتش البلاغ هقدمه انا وهفضحكم
: براااااا.... امشي
سحبها ادم من ذراعها بقوة ليدفعها خارج الغرفة لتمسك بها نجلاء : تعالي هنا اية اللي بتعمليه ده
قالت باهتياج ; امال عاوزاني اعمل اية.... وابن ال.... ضيع كل حاجة بغباوته....
قالت نجلاء من بين شفتيها بغيظ : مفيش حاجة راحت...
اتسعت عيناها بعدم تصديق : انتي بتقولي اية ؟
قالت نجلاء بغضب ; اللي سمعته ياغبيه..... ادم لسة مبلغني.... جلال اتصرف وقدر يهرب من موضوع الشرط ده.... وبغباءك وغبائي كشفنا نفسنا قدام شريف.... ودلوقتي انتي خليتي ابوكي يشوفك طماعه ومش فارق معاكي حاجة غير الفلوس.... فضحتي نفسك قدامهم كلهم..... دلوقتي هيسيب كل حاجة لجلال وخصوصا بعد ماانقذ الشركة وبنت السواق مراته انقذته .....!!
......... بقلم رونا فؤاد
....
قال شريف بعدم تصديق : انت بتقول اية ياادم.
: زي ماسمعت ياعمي..... الحمد لله جلال اتصرف واتفق مع الشركة الأمريكية ودفعت التعويض بدالنا...
Flah back ا
اختلت كل الموازين ماان آفاق جلال بعد انتهاء موعد امضاء العقود لتبدا الشركة علي الفور باخذ الإجراءات ضدهم........ اعتصر عقله يبحث عن حل وهو يقود بلاهدي فماحدث ضربه موجعه لشركاتهم ان تدفع قيمه ذلك الشرط الجزائي....!!
تحدث الي محاميه بعد ان وصل لفكره ربما تنقذهم ان تمت: وحيد تعالي علي العنوان ده فورا....وهات معاك العقود
كان قد وصل الاوتيل حيث ينزل الوفد الأمريكي والذي قد سبق وعرضوا عليه نفس الشراكة ولكن بشروط مختلفه جلال كان يراها افضل ولكن والده أراد الربح السريع .... تحدث الي موظفة الاستقبال : بلغي مستر جون ان جلال المهدي يريد مقابلته
ابتسم الرجل ذو الأربعون عاما بسعادة بعد حديث مختصر بينه وبين جلال لشرح الوضع ليقول :ظننتك لاتريد شراكتنا مستر جلال
قال جلال بثقة ; انا رجل بالسوق.. ابحث عن أفضل عرض مقدم لي
: وهل نحن الأفضل
: ليس كثيرا ولكن قانون السوق يفرض علينا النفع المتبادل....... اريد تدخلكم مقابل الشراكة بيننا
قلل جون بثقة : بالطبع... عقدنا سيحميكم وسيدفع تعويض الشركة الاخري بدلا عنكم....
في المقابل ستكون شراكتنا ....
قال جلال : عظيم... ويمكن ان نتنازل عن البعض من مكاسبنا مقابل لهذا الاتفاق
هز الرجل راسه : بالتاكيد لا مستر جلال... فهدفنا ليس الربح بمقدار ان تفتح لنا شراكتكم أسواق جديدة...... فسوق الحديد بمصر تابع لعائلة المهدي منذ سنوات طويلة... فيكفينا ان نكون جزء منه وعن نفسي اتحدث.... اعتز بشراكة رجل مثلك يعرف جيدا أين يضع قدمه.....!
..... بقلم رونا فؤاد
اتسعت عيون وحيد بعدم تصديق وهو يري توقيع تلك العقود
هذا الغبي شريف... معه ابن كجلال بهذه العقليه التي استطاعت اخراجة من تلك السقطة بربح اكبر وشراكة افضل مما كان يسعي اليها وهو كان يبعده عن اداره اعماله.....!
انتهي ادم من أخبار شريف بدخول جلال لهذا الاجتماع المنعقد ليتفاجيء الجميع بعد ان ظنوا ان أمرهم انتهي.....
قال محامي الشركة الخصم : العقود صحيحة ياجلال بيه .... انتم تأخرتم بالتوقيع وهذا تسبب بمشاكل يجب التعويض عنها
قال جلال بثقة : تعويض طبعا.... ندفع تعويض وليس شرط جزائي وقيمته بأخر بند بالعقد
بوغت الجميع فهو تلاعب بالألفاظ بالبنود لصالحهم ليكمل بثقه : اقرا البنود ...... كما اننا اتفقنا مسبقا مع الشركة الأمريكية وهي ستدفع التعويض بدلا عنا.... وليس الشرط الجزائي.....
لمعت عيون جلال بالنصر بينما قفز ادم مهللا .. معلم....!!
هب صالح وعامر واقفين بابتسامه واثقة : عفارم عليك ياابن عمي..... تعويض وليس شرط جزائي.....
قال عامر : اية ياجلال انت لو قاصد تتأخر مكنتش هتنجح كدة....!
هز راسه بأسي مرددا : لو قاصد فعلا ..!!
وقد عاد لواقعه وفقد الانتصار لذته حينما تذكر كيف استخدمته زوجته لتثأر من ابيه....
Back
قال ادم لشريف : شفت بقي ياعمي جلال عمل اية....
لمعت الدموع بعيونه : فهاهو ابنه من دمره بيده.. هو من بناه الان ....!
: هو فين..... جلال فين.. ؟
قال ادم.... كان راجع ورايا بعد ماخلصنا توقيع العقود .... اكيد بيطمن علي مراته وابنه.... كان شكله تعبان ومتضايق النهاردة كان يوم صعب
قال شريف بوهن : طيب اسندني يااادم.... خدني اشوفه... انا لازم اتكلم معاه
: طيب خليك مرتاح وانا هخليه يجيلك
هز راسه وتمسك بيد ادم : لا... انا عاوز اروحله... تهدجت أنفاس شريف وهو يقول :لازم اعتذرله علي كل اللي عملته فيه... هو ومراته.... انا كنت عاوز اخطف ابنه ومراته... لم يكمل كلمته التي نزلت كالصاعقه علي ادم و ماان خطي شريف بضع خطوات للخارج حتي انسلت يداه من بين يد ادم وسقط علي الارض....... تعالي الصراخ بارجاء المنزل.... !! ليتزامن مع آخر كلمه نطقها جلال :انتي طالق يازاهي....
ليتركها ويركض يري ماحدث......
... حاول شريف فتح عيونه يريد أن يري ابنه ولو لآخر مرة ويعتذر منه ولكنه لم يستطع لتبتلعه تلك الدوامات السوداء
...
.......
.. تعالت صافرة الإسعاف التي نقلت شريف للمشفي لتوقظ زاهي التي كانت ماتزال غارقة بصدمتها..... لقد تركها...!
كانت تعرف انه لن يسامحها ولكنها لم تتوقع أن يتركها بتلك البساطة وهو من حارب من أجلها.... لقد طلبتها منه كثيرا ولم ينفذها والان يفعلها بتلك البساطة.... مجرد كلمه نطقها كانت أشد من ان يغرس سكين بقلبها.... ،!!
نادمة أشد الندم علي خيانتها لثقته ولكن دون ارادتها... فقط أرادت الانتقام لابيها...!
انهارت باكيه فحتي هذا لم تستطع فعله.... لم يكن الأمر بتلك البساطة....!! انها روح بني آدم تزهق فكيف تحتمل ان تعيش بذنب كهذا الايكفيها ماتحمل من ذنوب....!!
بعيون تغشاها الدموع كانت زاهي تحمل طفلها وتغادر ذلك المنزل الذي لم يحمل بين جنباته لها إلا كل ذكري مريرة.....!
ركعت علي الارض بجوار قبر ابيها تبكي بحرقة وتتلو كلمات الأسف والاعتذار ...... مقدرتش يابابا.... سامحني.... معرفتش اخد حقك... بالرغم من اللي عملوه بس مقدرتش.... مش عارفة ازاي بالسهوله دي عمولها.... سامحني يابابا حاولت انتقملك عشان ارتاح بس اتعذبت اكتر...انا خنت ثقتك وثقته... ضيعتك وضيعته... انا بتعب وبموت كل لحظة يابابا.. سامحني عشان اعرف ارتاح واعيش...انت كنت أطيب واحن اب في الدنيا مكنتش، تستاهل مني اللي عملته.. بس غصب عني يابابا كنت بحبه.... ازداد بكاؤها حرقة وهي تضم زين لصدرها ; ولسة بحبه ومقدرش اعيش من غيره.... انا غلطت وضيعتك وضيعت نفسي وحياتي زمان وبقيت ضايعه من بعدك... ودلوقتي ضيعته وبرضه مش عارفة اعيش وارتاح...انا مش عارفة اعمل اية ومش عاوزة حاجة غير انك . تسامحني يابابا... سامحني علي اللي عملته وسامحني علي اللي معرفتش اعمله .......تحشرح صوتها بالدموع وغابت بنوبه بكاء حاره افاقت منها علي تلك اليد التي تربت علي كتفها.... رفعت راسها لتنظر من خلال عيونها التي غشتها الدموع لتلك المرأه العجوز التي كانت تقرأ الفاتحة لزوجها وجذبها صوت زاهي المنهار لينفطر فؤادها لحالتها .... قالت بحنان : حرام عليكي يابنتي انتي كدة بتعذبيه.....
قالت زاهي ببكاء يمزق القلوب : غصب عني..... معنديش حد اكلمه غيره.... نفسي يسامحني...
:هيسامحك يابنتي.....
:تفتكري
:طبعا يابنتي.... ادعيله ودعاكي هيوصله.....هو اكيد حاسس بيكي وزعلان لزعلك
مدت لها يدها بحنان : قومي يابنتي.... اسم الله عليكي... قومي عشان ابنك اللي علي ايدك ده حرام ...
ضمت زاهي طفلها اليها وقامت تمسك بيد تلك المرأه التي صممت ان توصلها لمحطة القطار لتتجه الي الإسكندرية ......!!
...........
...... بقلم رونا فؤاد
وقف جلال امام العناية المركز و لايعرف حتي لماذا هو واقف فهذا الرجل دمر كل ماهو حلو بحياته..... حتي انه اضاف برصيد أفعاله السيئة ماعلمه قبل قليل من محاولته لخطف ابنه وزوجته..... ولكنه أبيه بالنهاية.... ليسخر بمراره فأبيه واخته طعنوه بظهره..... وحتي زوجته هي من خدرته وطعنته هي الاخري .... انه بعالم كله كذب وخيانه... ظنها هي الوحيدة التي سيهرب بها من ذلك المستنقع القذر لتغدر به بالنهاية مثلهم .....!! الجميع كان يخطط وينفذ من وراء وراء ظهره ليتذكر مؤامرة ابيه التي عرفها من ناصر.....
....
عرف ناصر بخطة شريف مع عذب وحاول الوصول لجلال ولكن حارس جلال الذي كان برفقته بالشركة اخبره ان هذا مستحيل الان بعد انقلاب الأوضاع
: انا لازم اوصل لجلال باشا يا علي بأي طريقه
: ياناصر انسي الدنيا مقلوبه....
ليجتهد ناصر ويحاول ان يتصرف هو فليس أمامهم متسع من الوقت.....
: نعمه.. اسمعي..........
شهقت نعمه وناصر يبلغها بالوضع قائلة:طيب ياناصر هتتصرف ازاى.. ماتبلغ الباشا
: مش عارف اوصله يانعمه ولازم اتصرف انا....
ان شاء الله مش هيوصلوا لباب البيت... انا بقولك لو انا والرجاله فشلنا هتتصرفي زي ماقلتلك .... مش بعيد حرس شريف يبقوا معاهم مش عاوز اثق في حد..
: ماتبلغ البوليس ياناصر
قال باستنكار ; هبلغ عن ابو الباشا....
لا... انا كل دوري احميهم وبس .... احنا هنعمل كمين انا ورجالتي وان شاء الله هنخلص منهم قبل مايوصلوا..... المهم انتي جنب الهانم والباشا الصغير متسيبيهومش لحظة
توجهه لرجاله قائلا :
اسمعوا يارجاله... مرات جلال باشا وابنه امانه في رقبتنا... اللي هيقرب منهم هيعدي علي جثتنا الاول
قص ناصر علي جلال قبل قليل بتلك المؤامرة.... متقلقش ياباشا مسكناهم وحطيتهم انا والحاله في مخزن أكتوبر... لغاية ما سيادتك تشوف هتعمل معاهم اية...
اومأ جلال له وهو لايندهش تلك المحاولة من ابيه....! ليتفاجيء اكثر بما اخبره به ناصر عن إنقاذ زاهي لأبيه...!
ألم تكن تريد أن تنتقم...! ؟
خرج الطبيب قائلا : حالته استقرت بس هيفضل في العناية المركزة
.....
بخطي مهزومه خرج جلال من المشفي يقود بلاهدي.... يتذكر كل مامر عليهم ..لم يستغرب الخيانه من ابيه بالرغم من انها قتلته حينما جاءت منها ..... يلتمس لها العذر بكل مافعلت ولكن قلبه لايجد لها أي عذر في خيانته وطعنه بظهره واستغلاله لتصل لانتقامها ..... ابتسامتها كانت مزيفه كلامها حبها كل شئ مزيف لتحصل علي انتقامها......
.... ضياع هو مايصف حالته... كل ماحوله حتي الهواء ملوث بالكذب والخيانه
......
...........
: مالها زاهي.... انتفض صوت عاصم بقلق وهو يجيب علي اتصال اخته بينما كان جالس برفقه نور التي حاولت إخفاء نظراتها الحزينه... فحتى ان انفصل عن زوجته فهاهو ينتفض قلقا عليها...
: طيب انا هرجع حالا ياعليا
حاولت أن تكون نبرة صوتها طبيعيه وهي تساله. : اية ياعاصم خير؟
قال وهو يعتدل واقفا ويضع بضعه أوراق ماليه علي الطاوله : متأسف يانور لازم اسافر اسكندرية حالا
اومات له ليغادر ويختطف قلبها الذي يتمرد علي عقلها الذي طالما اخبره انه لاامل....!
......
... بقلم رونا فؤاد
نظر عامر للهاتف وعاود الاتصال بها بقلق... لتجيب اخيرا.... اية ياعليا قلقتيني عليكي مش بتردي ليه..؟
: ابدا.. بس... أصل زاهي، ... اختنق صوتها بالبكاء : زاهي جت وحالتها وحشة اوي بعد ماجلال طلقها كنت معاها بحاول اخليها تهدي
قال بدهشة : زاهي....طلقها... انتي بتقولي اية ياعليا
استمع عامر اليها لتترتب الأوضاع براسه فهاهو عرف سبب تأخر جلال وتلك الكارثة التي كانت علي وشك الحدوث وبالتاكيد سبب اختفاء جلال بعد خروجة من المشفي حينما استقرت حاله شريف
ليقول بضيق : لييه بس عملت كدة... ده جلال كان ناوي ياخدها ويبعدو عن كل ده.... ليييه بس اتسرعت؟
هتفت علياء بغضب : اهو بقي ياعامر اللي حصل... وبعدين لية يطلقها..... كانت عملت اية يعني..... ماهي استحملت منه كتير ومفكرتش تطلق منه.... بصراحة زودها اوي ماهو عارف انها موجوعه من اهله
قال عامر بعدم رضي : يعني تغدر بيه بالطريقة دي ويسكت... دي خدرته ياعليا
: لا.... بس برضه متوصلش للطلاق
تنهد عامر ; اكيد جلال اتسرع... جايز من الصدمه.... بس عموما هو بيحبها واكيد هيردها بس يهدي
لوت شفتيها : وهي هتفضل في الحاله دي لغاية ماسيادته يهدي،...هما انتو كدة يارجاله تعملوا فينا كوارث وعلي غلطة صغيرة نعملها تعلقوا المشنقه
قال عامر ; الله..... وهو انا ذنبي اية
قالت بغضب :مش ابن خالك ده...
: وانا مال اهلي
: طيب خلاص إتكلم معاه
: حاضر...
: دلوقتي
: دلوقتي ازاي ياعاليا... ؟
: شفت بقي انك في صفة
: ياستي ولا في صفة ولاحاجة... بالعكس انا زعلان عشان زاهي اوي وعارف انها معذورة في اللي عملته.... بس هو كمان معذور... ده طبعا غير انه هيتجنن لما يرجع البيت وميلقهاش
قالت بعصبيه ; وهو انت عاوزها تقعد في بيته بعد ماطلقها كمان
: ياستي... وانا مال امي بتتعصبي عليا ليه..
: انت مش سامع اللي بتقوله
: انا كل اللي بقوله.... كانت المفروض تستناه لما يرجع وهو اكيد كان هيكون هدي وفكر بعقل وكان هيردها إنما اكيد هيتجنن زيادة لما يلقي انها اخدت الولد وسابت البيت وخصوصا انه طلقها كرد فعل للي عملته يعني مجرد مايهدي كان الموضوع جايز يتحل
زفرت بضيق : طيب وبعدين.... دي حرام متدمرة.... مش كفاية كل اللي حصلها كمان يسيبها ويطلقها
: متقلقيش انا هتكلم معاه لما يرجع.... .... انتي بس اهم حاجة خلي زاهي تتفاهم معاه بالعقل عشان خاطر ابنهم قبل أي حاجة.... وهو اكيد هيهدي ويفهم الوضع وأنها مكانتش تقصد
: تفتكر ياعامر
: طبعا ياروحي ومتقلقيش وغلاوتك عندي هكلمه ومش انا وبس... انا وآدم .. بس يهدي ويرجع ونتكلم معاه احنا كلنا في صفها وعارفين انها معذورة ... انتي مش متخيلة الوضع عامل ازاي...الشركة كانت هتفلس وكمان حاله عمي اللي وقع ده وفي العناية المركزة .... ... ..
:انت مش بتقول جلال قدر يعوض الخسارة
: اه طبعا... دي معجزة كان اذكي من الكل ومضي مع شركة اكبر
: يعني اهو زاهي ملهاش ذنب
: وانا قلتلك هو زعلان عشان الفلوس.... هو زعلان من اللي عملته فيه. ... برضه ياعاليا في واحدة تعمل كدة في جوزها
: معذورة... موت ابوها بالطريقة دي كان صعب عليها اوي...
: عارف... وكمان جلال معذور... اتصدم في كل اللي حواليه
.... بقلم رونا فؤاد
قالت زاهي من بين دموعها بعدم تصديق : انتي بتتكلمي جد ياعاليا
: ايوة يازاهي... عامر قالي ان جلال الحمد لله عرف يخرج من الورطة دي
ابتسمت وانهمرت دموعها بنفس الوقت وهي تقول بامتنان : الحمد لله... الحمد لله...
ربتت عليا علي كتفها قائلة : متقلقيش كل حاجة هتتصلح
: تفتكري ياعلي هيسامحني...
: اكيد...
تعالي رنين هاتفها لتقول... ده جلال...
قالت عاليه : طيب ردي عليه اكيد عاوز يعرف انتي فين.... وانا هدخل اطمن علي زين..
جاءها صوته الغضب : انتي فين ؟
قالت بصوت متحشرج : في اسكندرية.... قاطعها بغضب... وانتي مين سمحلك تسافري... ؟!
ابتعلت لعابها بصدمه فهي لم تتوقع هذا الغضب والثورة بصوته... :مكانك لغاية مااجيلك
كانت تلك كلماته المقتضبه لتغلق زاهي الهاتف وتطفر الدموع بعيونها فقد توقعت عتاب منه وليس مجرد أوامر غاضبه ...
......
....
صفق جلال باب السيارة بعنف بعد ان اوقفها بفناء ذلك المنزل واندفع يطرق الباب بعنف.... كانت زاهي بالتاكيد تتوقع قدومه... تعرف انها أخطأت بحقه وانه لم يستحق منها ان تغدر به بتلك الطريقة ولم يكن عليها ان تدع الانتقام يعمي عيونها لذا دورها بأن تتفهم موقفه ورد فعله العنيف بطلاقها ...هذا ماتحدثت به مع عاليا طوال الساعتين الماضيين لتهديء وتتقبل رد فعله علي غلطتها... انها تستحق انتقامها ولكن دون استغلاله...!
بينما جلال طوال الطريق وهو يغلي فهي ركضت لتحتمي بعاصم... الاتكفي فعلتها...؟!
ابعد حزنه ووجع قلبه جانبا واكتفي بنظراته الغاضبه ماان رآها امامه ليقول :انتي بتعملي اية هنا ..؟! وازاي تاخدي ابني وتسيبي البيت من ورايا
تجمدت الدموع بعيونها وهي تنظر اليه لتري ذلك الغضب بعيناه التي تخبرها.... الا تحاول فهي امام طريق مسدود....!! ابعدت عيناها عن عيناه التي تحاصرها بتلك النظرات المليئة بالاتهام وتلك الطريقة الجافه التي يتحدث بها اليها..... لتقول لنفسها ان طلاقه لها لم يكن مجرد رد فعل او لحظة انفعاليه بل هو قصدها....انه لم ولن يسامحها واتخذ قراره ولم يعد يريدها بحياته .... اشاحت بوجهها قائلة : انت مش طلقتني..
قال بانفعال : وكنتي عاوزاني اعمل اية بعد اللي عملتيه.... بتغدري بيا ..!! وبتخدريني وعاوزاني استأمنك علي حياتي بعد كدة....
هز راسه بأسي : انا اصلا مش مصدق انك تقدري تعملي كدة بعد كل اللي بينا... بعد ما وهمتيني انك نسيتي وبدأنا حياة جديدة مع بعض.....!! اتاريكي ولا نسيتي ولاحاجة وكنتي لسة بتخططي عشان تنتقمي...!
خفضت عيونها دون قول شئ فما الجدوى من التبرير.... امسك ذراعها بقوة هاتفا : ...وبعدين لما انتي عاوزة تنتقمي اوي كدة مسبتيش شريف يموت ليه... ها.... مااخدتيش حق ابوكي منه لية وجريتي انقذتيه
نزعت ذراعها من يده ونظرت اليه بتحدي قائلة : كنت هتعمل اية لو سبت ابوك يموت.... قول.... ؟ كنت هتعيش معايا ولا كأن حاجة حصلت... كنت هتنسي زي ماكل شوية تقولي انسي ...... حط نفسك مكاني وقولي كنت هتعمل اية
هتف بحدة : حطيت... وسكت... عرفت الي عملتيه في سالي وسكت.. اخدت من شريف كل حاجة عشانك وقفت قدامه واتحديته.... جايز لو حطيت نفسي مكانك واثق اني مش هنسي وهنتقم.... بس اللي واثق منه اكتر اني استحاله استخدمك في انتقامي..... استحاله اغدر بيكي ..!!. انا مش متخيل انك توصلي لكدة.... خطط ومؤمرات ... نايمه في حضني وانتي بتفكري ازاي تغدري بيا وتستغليني ... اثق فيكي ازاي بعد كدة
تحشرجت الدموع بحلقها فهو محق بكل مانطق به فكم تري نفسها حقيرة رفعت عيناها نحوه قائلة بصوت مختنق بالدموع : .صدقت بقي ان كان عندي حق لما قلتلك اننا مينفعش نكمل مع بعض.
زمجر قائلا بعصبيه وهو يمسك ذراعها بعنف ; كان ينفع قبل اللي عملتيه.... بس انتي اللي صممتي تهدي كل حاجة.... عشان انتقامك حرقتي حياتنا
طفرت دموعها قائلة : هما اللي بداؤ
امسك ذراعها قائلا بغضب : بس انتي اللي فتحتي في اللي فات يازاهي...انتي اللي غدرتي بيا.... انتي اللي وجعتيني وانا بفكر دلوقتي ان كلامك وابتسامتك وحبك ليا كان كدب وتمثيل عشان توصلي للانتقام ... انتي للأسف اللي جرحتيني اوي اكتر منهم لاني متوقعش انك اللي تطعني في ضهري وتستخدمني بالطريقة دي،
هزت راسها ونكست عيونها : عارفة اني غلطت
قال بجمود يخفي انهيار قلبه : يبقي تتحملي نيجة غلطتك
كبحت انهمار دموعها وتحاملت علي طعنه قلبها لتنظر اليه قائلة : اتحملتها وانت طلقتني عشان الغلطة دي ...
هز راسه وضغط علي قبضه يده وهو يقول بجمود: انتي اللي اخترتي تضيعي كل اللي بينا...
هزت راسها ووضعت حجر علي قلبها تنتظر كلماته التاليه فهي لن تتوسل بعد مانطق به فواضح انه اتخذ قراره ولن يتراجع...ليقول
: بس متنسيش انك لسة ام ابني.... وان في زين لسة بينا وهو مالوش ذنب في اي حاجة...
توقعت ان يردها بتلك اللحظة ولو من أجل طفلها ولكنه اكمل بجمود : انا مش هحرم ابني من أمه ولا ابعده عنك... زين هيفضل معاكي بس في المكان اللي انا احدده
عضت علي شفتيها بقوة تمنع دموعها من الانهمار فتلك النهاية بينهما بلارجعه لتقول بصوت حاولت أن يكون بلامشاعر : يعني اية ؟
: يعني انا اللي اقرر ابني يبقي فين واظن انك عارفة ومتأكدة ان بيت عاصم اخر مكان هبقي عاوز ان ابني يكون فيه
نظرت اليه قائلة : ابني هيكون في المكان اللي انا فيه
رفع حاجبه باستهزاء : وبيت عاصم هو المكان اللي هتكوني فيه
هزت راسها ; انا مقلتش كدة.... انا هبقي هنا فترة مؤقته لغاية مااظبط اموري وبعدها هوفر مكان.... قاطعها : ابني هيعيش في بيتي..... ناصر هياخدك دلوقتي يوصلك لفيلا برج العرب مش عاوز اعرف انك فكرتي ولو تفكير تجي هنا تاني...
: معتقدش ان من حقك تتحكم فيا بعد ماطلقتني
رفع حاجبه يطالعها بنظرات غاضبه وهو يقول بتحذير : من حقي اعمل اي حاجة انا عاوزها..... لو مش عاوزاني اخد ابني منك احسنلك تنفذي اللي اقول عليه...
.........
...
قال عاصم بانفعال حينما علم ان جلال اخذ زاهي وزين : انتي ازاي تخليها تروح معاه
قالت عليا : وفيها اية ياعاصم ...
: فيها انه مطلقها... مكنش ينفع ياخدها
:معلش ياعاصم... بلاش تتدخل انت بالذات......
: يعني اسيبها لوحدها وبلاش اقف جنبها
: حاليا قربك جايز يضرها... لأن جلال بيغير عليها جدا وموضوع طلاقهم طبعا هيخليه يتضايق زيادة من قربك..
: انا ميهمنيش غير زاهي
قال علياء بدهشة : عاصم.. انت بتحب زاهي؟
هز راسه بدهشة : اية اللي انتي بتقوليه.. انتي اتجننتي ياعليا... لا طبعا
: امال متضايق ليه؟
: خايف عليها زي مابخاف عليكي.... مينفعش اسيبها تقف لوحدها قصاده
تنهدت علياء قائلة : معلش، ياعاصم.. انا بس كنت بسأل
: مش محتاجة سؤال... انا من اول يوم وانا معتبرها زيك بالظبط..اه. انا بحب زين وكان نفسي يفضلوا معانا ويبقي ابني زي مااتمنيت بس عمري مافكرت في زاهي.... ولا في غيرها.. خصوصا بعد طلاقي استحاله أظلم واحدة معايا وانا مش بخلف
قطبت عليا جبينها : اية اللي بتقوله ده ياعاصم ... لا طبعا وانت عشان واحدة طلعت أنانية ومصبرتش معاك تبقي خلاص مش هتتجوز تاني.... مشكلتك مش مستحيلة ياعاصم والدكاترة اكدوا انك في احتمال كبير تبقي اب مع العلاج
تنهد بشجن :مش،مستعد اظلم واحدة معايا علي احتمالات
: لو بتحبك مش، هيفرق معاها...
نظر اليها لحظة لتهز راسها مؤكدة :وانت عارف انها بتحبك وفعلا مش، هيفرق معاها
; مستحيل اظلمها.... نظر بعيدا واكمل : كفايه اني بقالي سنين بظلمها
:ياعاصم نور بتحبك ومش بتتمنى حاجة الا انك تكون معاها.. يعني موضوع الولاد ده..... قاطعها عاصم : عليا انا واخد قراري مش، هتجوز تاني .. متتكلميش في الموضوع ده... وبعدين انا اصلا بفكر اني راجع تاني دبي.... ،!!
.........
...
كانت نظرات ذلك الرجل العربي تتفحص سالي وهو يقول بثقة : موافق ان اتنازل عن اموالي ...انتي مقابل الفلوس....!!
اتسعت عيون سالي لتهب واقفة : انت مجنون.... اية اللي بتقوله ده
قال بهدوء : سالي هانم... انا رجل أعمال... ادير صفقات ناجحة..... وضعت ملايين بشركتك وخسرتها لذا يجب أن ابحث عن حل ... انا اقضي اجازة بمصر اسبوع كل بضعه اشهر تكونين فيها تحت أمري.... نظر اليها بنظرات متفحصه فهي امرأه جميلة بالرغم من اي شئ كما وأنها من عائلة مشهورة وليست مجرد فتاه عادية ممن يقضي معهم اوقات مقابل المال...فاكهه تعجبه وقرر ان يتذوقها
قال بهدوء : ... اعتقد عشرة ملايين مقابلك صفقة اكتر من رابحة..... سانتظر ردك
اما ان تقضين ليلتك في السجن واما أن تقضيها معي.
.........
... بقلم رونا فؤاد
وقفت زاهي امام تلك النافذة الزجاجية شارده بحزن.. هل انتهي حبه لها واصبحت بالفعل مجرد ام ابنه....لقد مر اسبوع منذ أن احضرها لهذا المنزل لتعيش فيه برفقه ابنها...
انحني وقبل جبين زين قائلا : هبقي اجي اطمن عليك كل كام يوم يابطل....
اعتدل واقفا دون أن ينظر اليها قائلا : نعمه هتفضل معاكي وهتلاقي قدام الباب ناصر لو محتاجة اي حاجة هيبقي معاكي... انصرف وتركها دون أن يودعها حتي... الهده الدرجة اصبح يكرهها.. ؟!. اسبوع مضي ولم تراه... وكم اشتاقت له حتي اوجعها قلبها وفقد طعم كل شئ
.... لم يكن جال جلال افضل فهو كالاله طوال هذا الأسبوع..... انهي كل الأعمال التي كانت معلقه ووقع علي تلك الأوراق وأعاد كل شئ لأبيه.... بدأ بنقل اعماله مع حاتم الريدي للاسكندرية وبقي بأحد الفنادق.... . يعمل طوال اليوم ليعود منهكا يلقي نفسه علي الفراش يستدعي النوم لعيونه دون تفكير فيها ولكن عبثا فكيف ينام وتلك البروده تسيطر علي قلبه المجروح منها بشدة والذي بالرغم من وجعه ونزيفه الا انه يأن اشتياقا لها...!
......
نظر شريف لعامر الذي اخبره برغبته بترك كل شئ والعمل مع جلال ... انت كمان هتسيبني ياعامر
: معلش ياخالي... كدة احسن.
هز شريف راسه برجاء : طيب اتكلم معاه ياعامر.... قوله ابوك ندمان وعنده استعداد يعمل اي حاجة بس تسامحه
: معتقدش جلال هيسمع حد... علي الاقل الفترة دي
هز شريف راسه باستسلام ليتذكر اخر مرة حاول أن يجعلة يتراجع عن قراره : جلال اسمعني
قال بلهجه قاطعه : مش، عاوز اسمع حاجة... كفاية اللي سمعته وشفته منك سنين.... انا مشفتش اب قادر يدمر ابنه زيك....
اجتاح الضعف نبره جلال لأول مرة وهو يقول :ارحمني انت خلاص وصلت للي كنت عاوزة وهديت بيتي وبعدت عنها .... ودمرتني.. كفاية بقي
قال شريف بصدمه ; طلقتها...
هتف جلال بغضب : مش هو ده اللي كنت عاوزة
: لا ياابني.. انا غلطان وخلاص مش عاوز حاجة غير انك تسامحني انت ومراتك
نظر اليه جلال بسخريه مريرة : ايييه... في خطة جديدة ياشريف بيه ناوي تعملها عليا
قال شريف بخزي ; يابني اسمعني
قال جلال بحدة : انا مش عاوز اسمع منك الكلمه دي تاني... شركاتك رجعتلك خلاص وبالنسبالي اعتبرني ميت....!.
........بقلم رونا فؤاد
...
دعست نورا مكابح السيارة حينما أوقف ادم سيارته بالعرض امامها
هتفت بحدة : انت مجنون
قال وهو يفتح باب السيارة ويمسك بذراعيها ينزلها : اه مجنون.... كنتي بتعملي اية عنده....
نزعت ذراعها بحدة منه : وانت مالك?
قال بجدية : نورا.....رجوع لسالم مش، هيحصل...
نظرت اليه بتهكم : نعم..!!... وانت مالك اصلا
رفع حاجبه قائلا : مالي انك بتاعتي انا.....
سخرت : والله
:اه.... واسمعي بقي انتي مش هتتجوزي حد غيري ده علي جثتي...
وخدي بالك ان انا والزفت ابن اعمك ده اصلا مش ناقصين عداوة فمتزوديهاش وتخليني اطلع اقتله حالا
هزت كتفها بعدم تصديق :لا ده انت اتجننت رسمي....
: اه...واحسنلك يانورا متجننيش زيادة وتوافقي نرجع لبعض
: قلتلك مستحيل...
: مش مستحيل... هتسامحيني...
رفعت حاجبيها باستنكار; هسامحك بالعافيه والجنان اللي بتعمله دلوقتي.... واللي بيأكدلي انك زي ماانت متغيرتش... طايش!!
اغاظته كلماتها ليقول بتحدي : اه هتسامحيني.... عشان انتي بتحبيني زي ماانا... وياستي لو عاوزة ورد وانزل علي ركبتي قدامك عشان تسامحيني مستعد
ابعدت عيناها عنه وهي تتمسك بموقفها قائلة : بتحلم...!!
.........
....
اسرعت زاهي لغرفة طفلها الذي تعالي بكاءه
لتجد وجهه احمر بشده ويبكي بلا توقف.....
انتفضت بقلق حينما وضعت يدها علي وجنه زين الحمراء بشده لتجد حرارته مرتفعه.... ضمته اليها بخوف واضح وهي تقول بحزن... اية ياحبيبي مالك....
اسرعت تمسك بالهاتف وتتصل به بلا تفكير بينما لمعت الدموع بعيونها كلما تعالي بكاء طفلها......
أجاب جلال بجمود : في أية؟
سالت الدموع من عيونها وهي تقول ببكاء:
زين سخن اوي... الحقني ياجلال
تغيرت نبرته الجامجة للقلق وهو يقول : اهدي كده وفهميني في أية
: بقولك زين سخن وتعبان..
: طيب انا هجيب الدكتور وجاي علي طول ...
..... بقلم رونا فؤاد
.. بالفعل لم تمر نصف ساعه ووجدته يدلف من الباب وخلفه الطبيب...
التاع قلبه لرؤيه عيونها باكيه وهي تضم زبن اليها تبكي كما يبكي....
حمل الصغير من بين ذراعيها وجلس الي الفراش بجواره بينما انحني الطبيب لفحصه...
تعالي بكاء زين ليحمله جلال بجنان يربت علي ظهره حينما انتهي الطبيب من فحصه قائلا : اطمن ياجلال بيه..... عنده احتقان بسيط في الحلق وده من تغيير الفصول... انا هكتبله شوية أدوية مع الكمادات هيبقي كويس
اومأ له جلال... ليتابع الطبيب : هيبقي محتاج ياخد تطعيم موسمي
:مفيش مشكله
:سيادتك تجيبه العيادة في اي وقت
هز راسه ليأخذ الروشته من الطبيب ويخرج برفقته يوصله ويرسل احد لإحضار الأدوية...
عاج للغرفة ليجدها جالسة تحتضن زين وتمرر يداها بحنان علي راسه....
نظر زين بعيونه الجميلة الباكية لأبيه ليقترب جلال منه يحمله... تركته له وهي تزم شفتيها بأسي فهو حتي لم ينظر اليها......
قطع جلال الغرفة ذهابا وايابا يحمل زين بحنان ويهدهده الي ان نام اخيرا.... انحني ووضعه بفراشه وقبل جبينه ليتاكد ان حرارته انخفضت .....
كانت زاهي جالسه وراسها منكسة للاسفل وحزن وكأبه مسيطرة علي قلبها...!
خرج من غرفة طفله لتعتدل واقفة تنظر اليه ولكنها اصطدمت بنبرته الجافة الخاليه من المشاعر وهو يقول : بقي كويس... حرارته نزلت
جفاءه مزق قلبها لتحاول كبت الدموع بمقلتيها بينما تابع : هبقي اجي بكرة اطمن عليه
تركها وسط غيمتها الكئيبه وانصرف....!!
...
.........
...
في أية ياناصر؟
: عاوز الهانم يانعمه
خرجت اليه زاهي
فقال ناصر بتهذيب : جلال باشا مبلغني اخد سيادتك لعياده الدكتور عشان تطعيم الباشا الصغير
اذن هو لن يأتي....!! واضح كيف انه اصبح لايريد رؤيتها حتي....!
انتهي تطعيم زين وكانوا بطريق عودتهم حينما تعالي رنين هاتف ناصر الذي توترت ملامحه ماان استمع لتلك الكلمات.... أوقف السيارة جانبا واستئذن منها : متأسف ياهانم هعمل مكالمه...
تجاهلت الأمر ولكن استمعت لصوت ناصر وهو يقول بجديه ; جلال بيه في حاجة مهمه لازم تعرفها......... ابتعد ناصر فلم تستمع لباقي المكالمه :
سالي هانم طلعت بيت...............
القي جلال الهاتف بغضب مستعر ... انا جي
ماان عاد ناصر للسيارة حتي قالت زاهي ; ناصر في أية؟
قال وهو يتظاهر بعدم الفهم ; ابدا ياهانم مفيش
قالت بجديه : بسألك في أية.... ماله جلال؟
: مفيش، ياهانم
قالت بحزم ; لو مقلتش حالا انا هروحله وافهم بنفسي...
قال ناصر بتعلثم : ياهانم
: انطق ماله جلال
.قال ناصر بتعلثم : هو مش الباشا.... دي... دي سالي هانم .. وصلني من رجالتي ان سالي هانم............ بعد ان أخبرها قال بتحذير
ياهانم انا مقلتش حاجة ليكي ابوس ايدك.... لو جلال باشا عرف اني قلت حاجة زي دي هيخلص عليا
: متقلقش ياناصر..... بس انا عاوزة اطمن عليه
: هطمنك ياهانم اول مااعرف حاجة
لم تصدق مااستمعت اليه وهي تدور حول نفسها بقلق اهوج.....ماذا سيحدث...... ماذا سيفعل جلال بشئ كهذا..... ماذا ان تهور جلال وقتلها.... سيضيع نفسه بالتاكيد.... لا... ستموت قلقا عليه..... هل تذهب اليه.. ؟
لا... عليها ان تخفي معرفتها بشئ كهذا.....!
......
صفعات متتاله كانت تتلقاها سالي بلاهواده من جلال بعد ان وجهه عده لكمات لهذا الرجل ماان اقتحم تلك الشقة ووجد اخته جالسة برفقته ولكنه وصل قبل ان تتدنس كليا سقط الرجل مغشي عليه.... ليسحبها من شعرها بقوة ويلقيها أرضا لتقول من بين دموعها باستعطاف.... جلال اسمعني..... زمجر بغضب جحيمي ; اخرسي يافاجرة ياكلبه يازباله..... مش لاقي لفظ اقوله عليكي.. ياو.... ...
اقذر واحده متعملش اللي عملتيه... يابنت ال.....
قالت ببكاء عنيف ; انا معملتش حاجة
ركلها باحتقار : رايحة تبيعي نفسك ياواطية.
: مكنش قدامي حل.... كنت هتسجن
: ماتتسجني اشرفلك ... ياش......
: انت وعامر وبابي اتخليتوا عني
: وانتي كنتي عملتي ايه عشان نقف جنبك
طول عمرك أنانية وقلبك اسود...قذره وزباله.....
: جلال.... . انا اختك
هتف بصوت جهوري وهو يمسكها من خصلات شعرها بقوة ; اخرررسي ياو.....
انا هقتلك
قالت بتوسل : لا ياجلال ابوس ايدك..... عشان ولادي
: وهو انتي تعرفي ولادك اصلا..... دول خسارة فيكي.... اه يابنت الكلب ياوس.... مش عارف اعمل فيكي اية ولااية.... لولا خايف علي الراجل اللي متستهاليوش كنت ذبحتك... بس عامر ذنبه اية يعيش بسمعتك وولادك يعيشوا بعارك....
سحبها بقوة من شعرها والقاها بسيارته وهو يقول
كلمه واحدة وتنفذيها..... انتي تطلبي تطلقي من عامر ومن غير نقاش وحتي ولادك تسيبهم وتنازلي عنهم .... ولو فكرتي مجرد تفكير بس تاذية ولا تقربيله هقتلك فاهمه ....
دفعها بقوة امام بوابة المنزل هاتفا ; غوري من وشي....
...........بقلم رونا فؤاد
...
ارتجفت اوصالها وهي جالسة تنظر لحركة الساعه التي تمر ببطء، شديد..... تريد أن تطمئن عليه وتتساءل عما حدث.... طمئنها ناصر انه اخذ اخته من منزل هذا الرجل وانصرف ليهديء قلبها قليلا ولكنها لن ترتاح الاحين ان تراه...! ليتها تكون بجواره بهذا الوقت وهي تعلم جيدا انه بأمس الحاجة اليها.... الايكفيه كل تلك الصدمات لينصدم باخته بتلك الطريقة... رفعت عيناها التي لمعت بالدموع تنظر لسواد الليل الحالك فهذا انتقام ربنا الذي يمهل ولايهمل..!
ابدا لاتشعر بالشماته ولكن تشعر بالعدل مع ان تحقيقة اصاب حبيبها بالصميم.... ولم تتمني يوما ان يوضع بمثل هذا الموقف ابدا..... اسرعت للنافذة حينما استمعت لهدير تلك السيارة بالفناء لتنزل الدرج بسرعه.... التقت عيناها بعيناه التي ملئها الحزن والوجع وتمنت لو يسمح لها أن تأخذه بحضنها ولكنه قال بصوت خالي : انا جيت اطمن علي زين
اخفت مشاعرها الحزينه من أجله وهي تقول;ده بيتك تجي في اي وقت..
هز راسه وأسرع يذهب لغرفة طفله حتي لا تبدو عليه صدمته اكثر لينحني امام فراش طفله ينظر اليه وتلمع الدموع بعيونه قائلا بصوت هامس منكسر....ابوك اتكسر اوي وخلاص مش قادر يقف علي رجله....
دمعت عيون زاهي التي وقفت خلف الباب تستمع اليه وماكسرها اكثر وحدته ولجؤءه لصغيره يخبره بمقدار وجعه والمه الذي لن يستطيع التحدث به مع أي شخص آخر....
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
.
تابعة لقسم :
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك