مهووس بك الفصل الخامس

8

الفصل السابق

انتي طالق تجمدت ملامح وجهها وهزت راسها بعنف وهي تمسك بذراعه .... لا يا أدهم...متعملش كدة
 ابعد يدها عن ذراعه بعنف لتتمسك به وتنهمر الدموع بهستريا من عيونها : أدهم.... انسي موضوع الأطفال ده وخلينا مع بعض.. انت مبسوط معايا وانا كمان... 
 قال باحتقار : اخرسي واطلعي برا مش عاوزك في حياتي تاني تمسكت به وهي تقول بهستريا ; لا يااهم.... انت عاوزني ومتقدرش تعيش من غيري....احنا الاتنين شبه بعض عشان كدة جوازنا نجح السنين دي كلها....
 سحبها من ذراعها بقوة وفتح الباب ليدفعها خارجا : برااا..... مش عاوز اشوف وشك تاني
 ارتدت أثر دفعته لها لتنظر له بوعيد من بين دموعها : هتندم علي اللي عملته فيا..... عمرك هتلاقي واحدة تتحملك زيي.... انا بس الي بتحمل عصبيتك وجنانك 
 صفق الباب بعنف وارتمي علي المقعد يتنفس سريعا وهو يكره كل يوم قضاه مع تلك المرأه التي تظنه لا يستطيع العيش بدونها.... ولكنه المخطيء فهو من صمت علي أفعالها لتظن صمته ضعف وحاجة اليها.... 
 مر الليل طويلا لياتي الصباح ويقف أدهم يتنفس بعمق مطولا امام المرأه ينظر لانعكاس صورته وهو يشعر بأنه قد تأخر كثيرا لأتخاذ هذا القرار..! 
لم يكن عليه أن يدع واحدة مثلها بحياته ابدا ولم يكن عليه أن يدخلها اصلا لحياته فقد جعلتها اكثر برودة وجمود ليصل اليوم لتلك الحالة...!
 نظر لعيناه القاتمه وكم تبدو جامدة بلا اي تعبير لتغزو تلك العينان ذوات العسل الصافي مخيلته... ياالله كم تبدو جميلة تلك العينان البريئة وكم تبدو أجمل صاحبتهما... ابتسامه خفيفة ارتسمت علي شفتيه ماان تذكر مشاكستها له ولذلك الطفل ليتذكر ضحكته التي كاد ان ينساها برفقة تلك المرأه شيري .....!
 لقد أضاع الكثير من عمره برفقتها وليس عليه اضاعه المزيد فقد انتهت صفحتها للأبد ... عليه أن يعود ادهم زهران ذلك القوي الشغوف الذي عهده... ذلك الذي كان يحلم برفقه والده قبل سنوات ويخبر والده بكل تلك الأحلام 
Flash back 
 : طيب قول معرض عربيات ياادهم مش مصنع 
 هز ادهم راسه بابتسامه واثقة : مش مصنع بس يابابا... لا ده اكبر مصنع كمان 
 ربت والده علي كتفه : طيب يلا وريني شطارتك.... 
Back 
 فتح عيناه وهو يتذكر ابيه.... لقد كان حنونا ويحبه هو واخته كثيرا ولكن مشكلته تكمن بالنساء فقد أرهق والدته بخيانتها... لقد كان ذلك داءه الذي بلا دواء ... لقد حطم قلب والدته مرارا حتي اخيرا انفصلت عنه ولكنه ظل علي علاقته به وباخته كما علاقته الطيبة بوالدته حتي بعد انفصالهما.... ولكن والدته لم تنسي جرحة بها وكلما نظرت لعيون أدهم التي كانت تشبه عيون والده كثيرا جعلته يقطع لها هذا الوعد الذي أضاع بسببه سنوات عمره برفقة من لاتستحق...! ستتفهم والدته بالتاكيد انه لم يخن وعده لها وانه حاول جهده بالرغم من ان شيري لم تكن تستحق ولكنها علي اي حال كانت زوجته ولكنه وصل للنهاية ولم يعد لدية المزيد ليقدمه....وهو لن يقدم المزيد بل سيأخذ المزيد من تلك الدنيا..... لا انه لم يعد يريد تقديم اي شئ ... انه يريد أن يحصل علي كل شئ.... علي الحب والاهتمام والدفء والمتعه والسعاده ... يريد أن يأخذ لا ان يعطي فقط..... يريد أن يعوض ماعاش محروم منه تلك السنوات... سينعم بالحياة من اليوم وصاعدا....!! 
 لمعت عيناه باصرار وعزم لقد خسر كثيرا سواء بعمله او حياته ولكنه اقوي من الخسارة وسيستطيع تعويضها..... 
طرقت اروي التي كانت تحترق لمعرفه ماحدث بينه وبين شيري الباب ولكنها لم تقوي علي السؤال بالأمس فهو يبدو لايريد التحدث ... لذا طرقت علي باب غرفة أخيها الذي قال بنبره الثابتة : تعالي ياا روي
 ابتسمت له وقد وقف يهندم من بدلته الكحلية الانيقة لتنظر اليه باعجاب قائلة : صباح الخير علي احلي أدهم في الدنيا 
 قبل وجنتها قائلا بابتسامه : صباح الخير يا حبيبتي 
 ابتسمت له قائلة : كتفك عامل اية دلوقتي؟
 : احسن كتير 
 هزت له راسها وهي تقول : مش كان الأحسن ترتاح النهاردة في البيت 
 :مش هينفع يااروي عندي شغل كتير وكمان عاوز اطمن علي رجالتي اللي في المستشفي 
 : اه مفهموم... هما عاملين اية؟ 
 : عم كمال خرج وهيثم هيخرج النهاردة... يوسف بس اللي ممكن يفضل كام يوم كمان
 قالت بدون تفكير : لطيفة اوي اخت يوسف اللي قابلتها دي.... كان اسمها اية... ؟ 
 : غزل... نطقها بنبرته المخمليه لتخفي اروي سريعا ابتسامه عيناها فهو تذكر اسمها سريعا بالرغم من انه في الغالب لايهتم بمن التقي.... هزت راسها وحاولت الا تبدو مهتمه وهي تقول وعيناها متركزة علي تعابير وجهه أخيها : اسمها غريب.... وحلو.. 
 هز راسه وتناول ساعته الانيقة ليضعها بمعصمه 
لتقول : هي بتدرس ولا بتشتغل...
 عقد حاجبيه بتفكير : اعتقد كدة في كلية هندسة
 توقفت اروي خلفه تنظر اليه بالمرأه قائلة : بجد... طيب حلو دي مهندسة زيك..
 رفع أدهم عيناه الثاقبه تجاه اخته لتسرع لإخفاء نظرتها التي فهمها علي الفور ليعبث بخصلات شعرها قائلا : ولية زيي؟ 
 هزت اروي كتفها : يعني.... 
 غمز لها قائلا بمكر : يعني انسي اللي بتفكري فيه... دي صغيرة اوي عليا... 
 هنا اندفعت اروي سريعا قائلة :ولا صغيرة ولاحاجة ياادهم .. دي عندها عشرين سنه... يعني مش صغيرة... ثم انت اصلا مش كبير اوي كدة انت اي واحدة تتمناك وكمان انا شايفاها... وضع أدهم اصبعه علي شفاه اخته قائلا :شششش... بطلي زن يااروي علي الصبح كدة 
 :اصل ياادهم البنت دي..... قاطعها مجددا : قلت بطلي زن ويلا بقي سيبيني عشان اتاخرت عندي شغل كتير
 رسمت ابتسامه سمجة علي شفتيها قائلة :هسيبك دلوقتي بس بليل نكمل كلامنا
 هز راسه وابتسامه علي شفتيه وغادر وهو يردد :زنانه 

 مع ذلك الصباح الأثر وانعكاس الشمس الذهبيه فوق صفحة مياة البحر الصافيه كان أدهم بخطي قوية واثقة ينزل من سيارته متوجهها لمقر شركته العقارية بالإسكندرية... 
 وبداخله عزم علي غلق كل الصفحات الماضيه من حياته وبدأ صفحة جديدة سيعود بها لسابق عهدة... أدهم زهران.! 
 ليبدا باعطاء اوامره لندي سكرتيرته.... : ندي عاوزك تحددي ميعاد اجتماع مع شركة التأمين... واعمليلي اجتماع كمان نص ساعه مع المهندسين... وحالا ابعتيلي استاذ مهاب المحامي.... وسعد من الحسابات
 اومات له : حاضر ياادهم بيه 
 أشار لها لتنصرف لتساله : ابعت القهوة لسيادتك دلوقتي 
 ; اه ياريت.. 
 بعد لحظات طرق الاستاذ مهاب محامي أدهم الخاص الباب ليصافحه : حمد الله علي سلامتك ياادهم بيه 
 : الله يسلمك يامتر.....اتفضل اشار له ليجلس
 ليقول أدهم بجديه : أبدا خد إجراءاتك القانونية مع شركة التأمين عشان نشوف تعويض الحريق ندي هتحدد معاهم ميعاد للاجتماع
 ; حاضر ياادهم بيه انا بالفعل جهزت العقود بتاعتنا واخدت صورة من المعاينه المبدئية للحادثة واللي أفادت ان الحريق نتج عن ماس كهربائي وده طبعا هيغطيه التأمين
 هز راسه قائلا : عظيم.... واي جديد بلغني بيه 
 : تمام ياادهم بيه 
 : في حاجة كمان هتعملها..... شيري الخولي انا طلقتها... عاوزك تتابع باقي الإجراءات وتشوف موضوع النفقة والمؤخر.... وعاوزك تسحب منها العربيات وحساب البنك بتاعها تقفله والفيلا تسيبها.... بس بشنطة هدومها...!! 
 مش عاوزها تاخد حاجة غير النفقة والمؤخر.. فاهم يامهاب 
 اخفي مهاب سريعا دهشته من ذلك الجمود الذي يتحدث به عن طلاقه ليهز راسه : تمام ياادهم بيه
 : عاوزك تخلص كل حاجة من غير شوشرة.....وزي ما قلت مش هتاخد غير النفقة والمؤخر 
 هز راسه بتأكيد ليشير له أدهم بالانصراف ليدخل اليه سعد مدير الحسابات بعدها فيبدا أدهم مباشرة في إعطاء أوامرة : عاوز حصر بالخساير وعاوزك تشغل ال it عشان يعملوا back up لكل الملفات اللي كانت علي الأجهزة اللي اتحرقت 
 : اوامرك ياادهم بيه 
 : وعاوزك النهاردة تصرف تعويض مناسب لكل اللي اتضرروا في الحادثة وتصرف شهرين مرتب لكل الموظفين وتسدد حساب المستشفي كامل... وتعويض خاص ليوسف وهيثم وعم كمال... بأسرع وقت
 : ساعتين واكون منفذ ياادهم بيه
 : تمام ياسعد... وعاوزك تكون مع المهندسين اللي هيشتغلوا بتجديد المعرض بميزانية مفتوحة وتوافيني بأي جديد...
انتهي مع المحاسب ليبدا أدهم باجتماع اخر مع المهندسين قائلا : عاوز استلم المعرض والمخازن كمان اسبوعين احسن من الاول... عاوز تصميم جديد ومحصلش قبل كدة... يكون ملفت ومبهر... ومعاكم ميزانية مفتوحة... المهم استلم قبل ما الاسبوعين يخلصوا حاول أحدهم الاعتراض : بس ياادهم بيه اسبوعين وقت قليل جدا قال أدهم بنبرة لاتقبل المجادله : اسبوعين ياباشمهندس حسن .... اومأ حسن قائلا : تمام ياادهم بيه
 انصرف ليبدا بعدها أدهم بالتحدث مع ندي التي دخلت اليه قائلة : حددت لسيادتك ميعاد مع مدير الشركة بكرة الساعه عشرة 
 : تمام..... عاوزك ياندي تنظمي كمان اسبوعين من دلوقتي افتتاح المعرض مرة تانية.. عاوزة event البلد كلها تتكلم عنه.... كلمي اكبر organizers واتقفي معاهم...عاوز حفله مفيهاش غلطة ياندي دونت ندي المطلوب منها قائلة : حاضر يا ادهم بيه 
 انصرفت ندي ليتهاوي علي مقعده بارهاق اخيرا ولكن بداخله نشاط وعزم كبير.... .... 
 : اية يااادهم من الصبح مش عارف اكلمك 
 قالها اسامه الذي دخل للتو... قال أدهم وهو يرجع راسه للخلف باريحيه: تعالي يااسامه
 جلس اسامه ليبدا أدهم بأخباره عن تطورات العمل ليقول : اسبوعين ياادهم قليل اوي 
 : ولا قليل ولاحاجة..... انا كمان اتفقت مع توكيل ألمانيا هتنزلي كام موديل حاجة لزوم el advertising وال image, بتاعة الشركة كل حاجة هترجع احسن من الاول واهو كله هيزود الsales بتاعتنا وال image بتاعة الشركة هتتحسن كتير
 هز اسامه راسه قائلا : عظيم ياادهم ربنا معاك
 : هبقي محتاجك تتابع الشغل في القاهرة لاني هبقي الفترة اللي جاية هنا 
 : مفيش مشكله... انا كنت هرجع بكرة... بس اروي هي اللي عاوزة تفضل معاك كام يوم لغاية ماتتطمن عليك 
 تذكر محادثته مع اخته صباحا ليقول بابتسامه : انا بقيت كويس... خدها معاك وانت مسافر يااسامه وحياتك عشان زنانه اوي وكمان عشان متسيبوش البنات لوحدهم 
 ضحك اسامه قائلا :تمام.... وشيري هتفضل هنا معاك 
 قال أدهم بعدم اكتراث : انا طلقتها... 
 اتسعت عينا اسامه : اية.. ؟ 
 : طلقتها يااسامه اية الغريب في كدة... 
 : مش مستغرب ولاحاجة... القي الملف الذي كان بيده بعصبيه وهو يكمل
 : مش عارف اية اللي كان مبقيني عليها اصلا وبعدين انا اديتها فرص كتير ضيعتها
 اومأ له اسامه وهو ينظر لعيناه التي التمعت بهذا الشغف القديم ليبستم له قائلا : عندك حق ياادهم انت اديتها فرصها وزيادة
 اومأ له وتناول هاتفه ومفاتيحة قائلا : انا هعدي علي المستشفي اطمن عليهم قبل مااروح
 : تمام بس ياريت كمان تخليهم يغيروا علي جرح كتفك ......... .............
 نظرت شيري بصدمه لمهاب الذي سلمها ورقة طلاقها من أدهم وابلغها بكل ماامره أدهم به لتقطب جبينها قائلة ببطء : هو قالك كدة؟ 
 خفض عيناه قائلا : ايوة ياهانم.... انا اسف بس خلال ساعه تكوني سبتي الفيلا واي حاجة.. زي ماادهم بيه امر
 صعدت لغرفتها سريعا لتطلب رقم أدهم الذي لم يجب عليها بالتاكيد لتتصل بابيها لعله ينقذها من هذا الموقف ليقول بأسف : وانا اعمل اية ياشيري... مفيش اي حاجة بأسمك عشان تطالبيه بيها.. 
 قالت بغضب : يعني اية يابابي... خلاص انا خسرت كل حاجة ؟ 
 : يعني خلاص ياشيري.... ارضي بالأمر الواقع كل حاجة راحت قالت بهياج : لا مش هرضي.. ولا هسمحله يعمل فيا كدة.... 
 قال والدها بنبرة حازمة : وانا بقولك ترضي ياشيري...
 : ياباب.... قاطعها والدها : شيري انا اه عاوزك ترجعي لادهم.... وعشان كدة بلاش تعملي عداوه مع أدهم... متقطعيش كل الطرق بينكم يمكن لما يهدي يرجعك 
 علي مضض اقتنعت بكلام ابيها لترسل تلك الرساله النصيه لادهم وهي تغادر المنزل (انا هستني نرجع لبعض في يوم من الايام... انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك وده قدر ربنا ياريت تراجع نفسك ومتظلمنيش)
 ابتسمت وهي تضغط علي زر الإرسال.. تعرف انه لن يغض بصره عن تلك الرسالة ولا عن كلماتها التي ستلامس أخلاقه وقلبه الذي يخفيه خلف قسوته فهي بالرغم من كل عصبيته وقسوته الا انه عادل ولايرضي الظلم واكبر دليل هو إرساله لها لتجري تلك العمليه بالرغم من كل مافعلت لتتنهد بضيق لو فقط يتنازل وينسي امر ذلك الطفل الذي ظهر فجأه لكان كل شئ بينهما جيد فهو رجل تحلم به أي امرأه وهي ليست مستعده بعد للتنازل عنه....! .

 اسرعت نهي تجاه يوسف الذي بدأ يحرك عيناه بوهن لتصيح بفرح : يوسف... يوسف حبيبي حمد الله على السلامة هز راسه ولم يخرج صوته لتسرع تنادي احد الاطباء الذي بدأ بفحصة وازاله ذلك الأنبوب من فمه ليقول بهدوء، : حمد الله علي سلامتك يااستاذ يوسف... حاسس بأية 
 اومأ له يوسف ليخرج صوته متحشرجا : الله يسلمك يادكتور....
وضع يوسف يده علي عنقه :في وجع جامد هنا 
 اومأ له الطبيب قائلا : اللي انت حاسس بيه طبيعي جدا... ده جرح في المريء من أثر دخول الأنبوب وخروجة ان شاء الله خلال يومين هيروح الألم ده خالص 
 التفت تجاه الممرضة ليدون لها بعض الأدوية ثم قال : ياريت يامدام بلاش كلام كتير عشان يرتاح
 : حاضر يادكتور .... 

 اتسعت عينا اروي بسعاده وهي تقول : انت متأكد يااسامه انه طلقها :يعني ههزر في حاجة زي دي... ايوة طبعا 
 قالت بسعادة : احسن تستاهل.. الحمد لله انه خلص منها.. انا قلبي كان حاسس لما لاقيته رايق كدة الصبح
 : اروي ميصحش كدة... وبعدين ياريت متعمليش كدة قدام أدهم عشان ميضايقش انك فرحانه في طلاقه 
 : ولا هيضايق ولا حاجة... بالعكس اعتقد انه هيبقي مبسوط جدا بعد ما الزفته دي خرجت من حياته
 : عموما انا حذرتك يااروي وانتي حرة... مال تجاهها وداعب وجنتها قائلا : مش نرجع بقي 
 هزت راسها : لا ياحبيبي انا عاوزة افضل معاه كام يوم.. أصل انا الصبح اتكلمت معاه في موضوع غزل
 قطب جبينه بتساؤل : غزل.. مين غزل.. ؟
 قالت بلهفة : غزل اخت يوسف.. البنت اللي شفناها يوم الحادثة
 هز راسه : ااه افتكرت... 
 :من يوم ماشفتها وانا حاسة انها هتكون لادهم 
 اغمض اسامه عيناه قائلا بغيظ : الخاطبه اروي اشتغلت... 
 : الله.. وانت زعلان لية.. مش انت بنفسك قلتلي نفسك يتجوز اهو انا بساعده 
 : انتي كدة ياحبيبتي بتدخلي في حياته... 
 قالت بتبرير : اخويا وخايفة عليه 
 : اللي كنتي خايفة منها خلاص خلص منها وطلقها.. انتي مالك بقي يتجوز مين؟
 : ويعني هستني لما واحدة شبه الزفته دي تدخل حياته ويتجوزها : وانتي تضمني منين ان البنت دي كويسة.
 : باين عليها... شكلها طيبة ولطيفة.... وبعدين بصراحة انت عرفت عنها كل حاجة اتسعت عيناه : اية ؟ 
 هزت راسها بابتسامه واثقة : سهل جدا... خليت واحد من hr عند أدهم يجيبلي معلومات عنها.... طلعت بنت كويسة اوي هي واخوها... اردفت تحكي لزوجها كل ماعرفته عن غزل ليردد بعدم تصديق
 : انا مش مصدق انك واخدة الموضوع جد اوي كدة
 : وفيها اية... اخويا ونفسي يبقي مبسوط 
 : أدهم مش هيبقي مبسوط ابدا لو عرف باللي انتي عملتيه... 
 : لية بقي ان شاء الله
 : عشان باللي عملتيه انتي بتقوليله انت مش بتعرف تختار وانا هختارلك...نظر اليها وقال بجدية :اروي اياكي تقولي حاجة من دي لادهم وياريت اصلا متتكلميش معاه في اي حاجة لو البنت عجباه سيبيه هو يتصرف بلاش تتدخلي
 فتحت فمها لتتحدث ليقول بنبرة قاطعه: خلصنا يااروي.... اوعي تقوليلو حاجة عن اللي عملتيه 
 قطبت جبينها قائلة : بس يااسامه : مفيش بس... عاوزة تقربيه منها اتعرفي عليها عادي بلاش شغل المخبرين اللي عملتيه ده 
 باقتناع هزت راسها قائلة : عندك حق ياحبيبي... انا اسبوع كدة وارجع اسكندرية تاني واروح ازورها واحاول أقرب منها واتعرف عليها داعب وجنتها قائلا : ايوة كدة.... يلا بقي جهزي الشنطة عشان نرجع... البنات وحشوني .......... 

دخل أدهم الذي حضر للاطمئنان علي يوسف والباقين الي الطبيب قائلا... طمني يادكتور؟ 
 : حالته اتحسنت كتير.... كلها اسبوع ويقدر يخرج... وبالنسبه لعم كمال خرج النهاردة وهيثم كمان كلها يوم و يخرج ... الحمد لله ربنا لطف بيهم
 : متشكر يادكتور .... ....... 
 اتجه لغرفة هيثم للاطمئنان عليه ثم توجه ليوسف .. طرق الباب قبل ان يدخل بابتسامه حينما وجد يوسف جالس للفراش : حمد الله علي السلامة يايوسف 
 قال بوهن : الله يسلمك يامستر أدهم.... 
 قامت نهي قائلة : اتفضل يامستر أدهم 
 صافحها بتهذيب وجلس .. ليقول يوسف : انا متشكر علي وقفتك معايا.. 
أجاب ادهم بهدوء :انا معملتش حاجة... انا اللي المفروض اشكرك علي اللي عملته يايوسف.... 
 : ده واجبي يامستر أدهم
 انفتح الباب فجأه لتدخل منه غزل باندفاع تجاه يوسف تحتضنه وهي تصيح : حمد الله علي السلامه ياحبيبي 
 تألم يوسف حينما اطبقت عليه بتلك الطريقة لتتراجع قائلة : انا اسفة يايويو بس انا مصدقتش لما الدكتور قالي انك فقت وبقيت كويس
 ضمها يوسف اليه بحنان : الحمد لله 
 داعبت وجنته : كدة تخضني عليك
 داعب شعرها بمزاح قائلا : عاوز تقنعني انك بتحس ياواد ياغزال زفرت غزل بضيق والتفت لتشكي لنهي من يوسف لتتسمر مكانها حينما التقت عيناها بتلك العينان التي لمع بها الضحك على ماقاله يوسف ليحمر وجهها غيظا ماان رات أدهم الذي كان يجاهد لكبت ضحكته... ضيقت عيناها ناظرة ليوسف بغيظ وهي تتمتم : كدة برضه ... لفت راسها مرة اخري وابتسمت لادهم قائلة : يوسف بيحب يهزر... اومأ لها قائلا وهو يخفي ضحكته 
: اكييد قالت نهي ليوسف بتوبيخ 
: حتي وانت تعبان بتغلس عليها 
 ضحك يوسف ببراءه : وانا قلت اية؟ 
 رفعت حاجبها قائلة : فعلا... ؟! امال مين واد غزال 
 ضربها يوسف علي مؤخرة راسها بخفه : انت الواد غزال هيكون مين زمت غزل شفتيها بوعيد ; ماشي يايوسف لما نروح 
 مرت بضع دقائق بعدها طرق الطبيب الباب ودخل لفحص يوسف ليخبرهم بضرورة تركه ليرتاح ليستأذن أدهم بينما تقول نهي لغزل :انا هبقي معاه النهاردة ياغزل 
 : بس يانهي ومالك 
 : معلش يازوز خليني ابقي جنبه 
 هزت راسها لتكمل نهي : مالك عند نشوي اختي ياريت وانتي مروحة تعدي تاخديه انتي عارفة انه مش بيحب ينام غير معاكي 
 ; حاضر 
 ارجعت خصله شعرها خلف اذنها وهي تخرج من المصعد الي باب المشفي حينما وجدت أدهم امامها قائلا : اتفضلي هوصلك
 قالت بحرج : لا مفيش داعي اتعبك
 قال وهو يهز راسه : الوقت اتأخر... اتفضلي 
 فتح لها باب السيارة لتبتسم تلقائيا : بتضحكي علي اية ؟ سألها أدهم وهو يركب بجوارها لتقول : اصلك gentleman وانت بتفتحلي باب العربية... خلاص محدش بقي يعمل كدة رفع حاجبه وهو يضحك : للدرجة دي 
 قالت : ايوة طبعا... انت عمله نادرة 
 ضحك مجددا وهو يقول ساخرا : اختلاف أجيال بقي التفتت اليه والي نبرته لتقول : مش للدرجة دي يعني.. انت عندك كام سنه؟ نظر اليها خطفه ثم عاد ليركز علي طريقه وهو يقول : ٣٦ هزت كتفها : مش كبير ولا حاجة... انت اللي مكبر نفسك عاد لينظر اليها مجددا لتكشر تعابير وجهها قائلة : مكشر كدة... وجد اوي أفلتت ضحكته علي تعابيرها ليقول ساخرا :امشي اضحك يعني طول الوقت هزت كتفها قائلة بمرح :ولية لا..؟... مش بدل ماانت عامل فيها جدا بالتكشيرة البشعه دي رفع حاجبه مرددا : عامل جد!! ....و بشعه!! هزت راسها : اه بشعه اوي.... انا لو موظفه عندك هخاف منك قال بمرح وهو يهز راسه :انتي لو موظفة عندي كنت رفدتك من زمان علي لسانك ده قالت بلهجة مسرحية : واهون عليك تقطع عيشي ياحضرة المدير ضحك علي نبرتها المسرحيه : حضرة المدير..!! ده انتي قديمة اوي أفلتت ضحكتها الناعمه لتلمع عيون أدهم وهو يتأملها بينما تتراقص خصلت شعرها البندقى حول وجهها الجميل...! ليشعر بخفقه شاردة من خفقات قلبه وهو يتأمل جمال تلك الفتاه التي اجتذبته فعليا منذ أن وقعت عيناه عليها...... عاد ليركز نظره علي الطريق حتي لا تلاحظ نظراته اليها وبعد قليل أوقف السيارة لدي منزل نشوي اخت نهي حيث اشارت له غزل لتنزل وتغيب قليلا قبل ان تنزل وهي تحمل مالك الصغير ابتسامه كبيرة ملأت وجهه أدهم وهو يري مالك ليقول : اهلا يابطل.. عامل اية؟ هز مالك وجهه بخجل وهو يضحك له وماهي الا لحظات حتي مد يده تجاهه ليحمله أدهم ... نظرت غزل لادهم الذي وضع ابن اخيها بين احضانه وركب به السيارة ليقود بيد بينما يحتضن مالك باليد الاخري : خليني اخده عشان تعرف تسوق هز راسه وقبل راس الصغير قائلا : مش مضايقني بالعكس ...... بقلم رونا فؤاد .... قالت لنفسها بغيظ : بس انا متضايقة.... نعم.. انها منذ أن اوصلها أدهم قبل ساعتين وهي متضايقة وبشدة من نفسها ومنه ومن كل شئ... من تلك الثورة الغريبة من المشاعر والأفكار التي لاتتوقف بداخلها منذ أن عادت للمنزل .... من كيانها الذي ينقلب كل مرة تلقاه بها وتعجز عن التوقف عن التفكيربه..... من تلك التخيلات التي حاولت قمعها بداخلها وهي تتذكره وهو يحمل ابن أخيها لتتخيلة لحظة زوجها وطفلها... يالله ياغزل..صاحت بنفسها... اية اللي بتفكري فيه ده.... تنهدت غزل وهي تهز راسها : انتي اكيد اتجننتي... بتفكري فيه ليه اصلا... شدت خصلات شعرها وهي تحدث نفسها مجددا : بطلي بقي تفكير فيه وارجعي تاني لحياتك هو اصلا استحاله يبصلك...! .. عن أي استحاله تتحدث وهي لم تبارح خياله منذ الامس... ليس الامس فقط وإنما منذ أن التقاها ولكن الفرق انه تلك المرة ترك العنان لخياله وتفكيرة ليتذكرها كيفما يشاء وبداخله نشبت تلك الرغبه بامتلاكها ولم يعد يلوم نفسه كما كان يفعل بل بدأ بابعاد اي صوت داخله يرفض اقترابه منها...... لما لا ان كان يفكر جديا بالزواج منها.... أشعل سيكارة اخري واسند راسه للخلف يسأل نفسه : اتجوزها.... بالسرعه دي... اخذ نفس مطولا من سيكارته : ولية لا... حلوة وشدتني ليها من اول ماشفتها... لترتسم ابتسامه علي شفتيه ماان تذكر ذلك اللقاء ووقوعها بين ذراعيه لتغزو مشاعر غريبة جسده الذي تعالت حرارته ماان تذكرها وهي بين ذراعيه وتلك العيون الجميلة تنظر اليه... ... زفر بضيق وهو يفكر هل تثيرة بتلك الطريقة لمجرد التفكير بها.... اية ياادهم اللي جرالك انت عمرك ماحسيت كدة ناحية اي واحدة.... نفث دخان سيكارته واكمل بشرود : يمكن عشان كدة عجبتني.... حسستني بحاجات عمري ماحسيتها..... صوت ضعيف بداخله طرح ذلك السؤال البغيض :وهي ممكن توافق عليك..؟ متنساش فرق السن بينكم وانك كمان كنت متجوز... سحق سيكارته ودخل أسفل الدوش لعل المياة تزيل تلك السخونه التي علت برأسه ماان تخيل انها ترفضه...!! انه يعرف جيدا انها خطوة كبيرة وعليه الا يتسرع بها ولكن ماذا يفعل وهي قلبت حياته وأصبح عقله وتفكيرة يدور حولها يطالبه بها بأسرع وقت.. لذا بدون تفكير اتخذ قراره بأنها ستصبح له... فقط لو يري القليل من موافقتها .... ..... بقلم رونا فؤاد وقفت غزل مكانها بدهشة... انت... ؟!! ابتسم لها بهدوء : اسمها صباح الخير بتعلثم وجبين مقطب تتساءل عن سبب تواجده أسفل منزلها منذ الصباح...قالت : صباح الخير ... انت بتعمل اية هنا ؟ قال وهو يمثل عدم الاكتراث : جيت اوصلك.. قطبت جبينها بعدم فهم ليقول بتبرير :بما ان يوسف تعبان وطبعا سيادتك مأخدتيش العربية فاعتبريني بدل يوسف لغاية مايخف وهو يرجع يوصلك كل يوم سحق أسنانه وهو يغلق الباب بعد ان ركبت السيارة مرددا لنفسه : زيي يوسف... انت غبي ياادهم.. هتعتبرك زي اخوها يعني ...لماذا نفذت كلامه بلاجدال وركبت معه.... لماذا هي صامته كالصنم الان.... التفتت اليه تريد رؤيه عيناه ولكن نظارته الشمسية حجبتها عنها لتعود لتلك الدقات الغبيه التي تغزو قلبها من جديد والتي لاتشعر بها الا حينما تقف امامه... انها بالفعل متحيرة وخائفة مما تشعر به تجاهه.. انه يعتبرها كأخته وهي غبيه تنزلق قدماها بمشاعرها المعجبه به.... نظر اليها بطرف عيناه يستغرب صمتها الذي لم يعهده لتتفاجيء به يقول : محاضراتك الساعه كام... ؟ قالت بهدوء : تسعه نظر لساعته ثم قال بمغامرة : لسة بدري... تحبي نفطر سوا لاتفهم شئ ولا سبب ماتشعر به الآن ولا سبب قبولها لدعوته بل والاستمتاع جدا بالحديث معه... حبتيه..!! اتسعت عيناها بذعر ورددت بلسان ثقيل ; بحبه التفتت سلمي صديقتها الجالسة بجوارها في المحاضرة قائلة بدهشة : غزل بتقولي حاجة هزت راسها بسرعه ودقات قلبها تقرع كالطبول.. انها لاتتذكر شئ من هذا الافطار سوي تلك العينان التي أصبحت تنظر اليها أعمق وتجذبها اليه وكأنه مغناطيس قوي... كلما خفضت عيناها عادت لتنظر اليه من جديد وبالرغم من حديثهم العادي الا ان الابتسامه لم تفارق وجهها وقد أسندت وجهها بيدها تنظر اليه... هل يمكن أن تحب انسان فقط من اول نظرة... انها حتي لاتعرف عنه شئ... ؟! انها لم تحبه بالتاكيد.... ربنا تكون معجبه به وكيف لا وهو رجل وسيم قوي واثق بنفسه لا يشبه احد قابلته من قبل فكل من حولها اتفهه من ان تنظر إليهم...هزت راسها تعنف نفسها علي تفكيرها فعليها ان تتوقف عن تفكيرها الغبي ولاتراه مجددا فقد اصبح خطير الاقتراب ورؤيه هذا الرجل الذي تنزلق قدماها بسرعه في هوي ومشاعر لم تعهدها... هكذا مافكرت به وانتو تنفيذه وهي تتابع تلك المحاضرة بذهن شارد فلم تنتبه لأي كلمه...... جمعت اشياؤها وحملت حقيبتها وهي تقول لنفسها فليذهب التفكير العقلاني للجحيم...! انه بالخارج ينتظر...!!! لاتفهم شئ من أفعالها التي تتنافي مع تفكيرها الذي كان منذ قليل بعدم رؤيته مجددا لتجد نفسها تهرع اليه ماان حادثها بنبره الرجولية يسألها ان كانت قد انتهت في الخامسة كما أخبرته هذا الصباح ليقول : انا واقف برا مستنيكي .......... غبيه.....!! غبي....!! كلاهما ينهر أفعاله وتفكيره المتناقضان ولكن تلك الدوامه الغير منطقيه من المشاعر التي تجذب كلاهما منذ اول لقاء جعلت كل شئ متناقض ولكنه متنافض بحلاوة تجعلهم دون ارادتهم يستسلموا لهذا اللقاء بينهم والذي يتحجج به أدهم كل مرة.... فقد مضي اسبوع وهو يتذرع بتوصليها الي امتحاناتها حجة لرؤيتها والحديث معها كل مساء تنوي الإبتعاد ومع الصباح تنزل اليه بابتسامه لاتستطيع اخفاءها ودقات قلبها الغر تتراقص فرحا من هذا الاهتمام وتلك الكلمات الرقيقة التي تسمعها منه ومن نظرة عيناه نحوها والتي تخشي ان تفسرها انه ايضا معجب بها....! بينما هو كل مساء يترك لخياله العنان وهو يفكر بها... تلك الكتله من الحياة النابضة بكل الألوان... تلك الصغيرة الفاتحة للحياة ذراعيها علي وسعهما بل وتمسك يده بيدها... لقد تغير كثيرا هذا الأسبوع بالرغم من انه مجرد سبعه ايام.... الا انها سبعه ايام من النشاط والشغف والضحك وحب الحياة مجددا....!. ..... ..... بقلم رونا فؤاد لم تستطع ندي إخفاء دهشتها وهي تتساءل :ورد..! هز راسه وهو يرتشف قهوته : اه عاوزك تبعتي بوكية كبير للعنوان ده بعدم تصديق نفذت مااخبرها به علي الفور وبداخلها رغبه كبيرة في فهم مايحدث فهل ذلك الصارم... يرسل ورد لأحد...! لابد أن هناك سر في الأمر ......... :عجبك الورد؟ تعالت دقات قلبها وهي تستمع لنبره صوته المخمليه لاتعرف كيف تخرج صوتها لتقول :حلو اوي شعر بابتسامتها من خلال صوتها ليقول :الامتحانات خلصت والنهاردة اجازة ... مشفتكيش الصبح بس مقدرتش مصبحش عليكي لالا... سيقفز قلبها من بين ضلوعها الان... هل هي تحلم ام انها بالفعل تعيش احد تلك الروايات التي تقرأها... اهكذا تكون بداية قصة الحب... ايمكن ان تجلس ساعات تحدق بتلك الوردات الجميلة وصوته فقط هو مايتردد في اذنها...!! ايمكن ان يكون شعورها متبادل بهذا الإعجاب.... ام انها مجرد مشاعر مراهقة تنتابها..؟! ........... : ادهم بيه.... التفت لعمر منظم الحفل الذي كان يحدثة منذ وقت بينما هو شارد... استعاد ثباته قائلا :ايوة ياعمر معاك : انا يافندم بقترح نعمل الحفله في فيلا الساحل بتاعه سيادتك... هتبقي تحفة اولا بسبب تصميمها ثانيا الجو تحفة والبحر هتدينا مساحة كبيرة اوي نبدع فيها هز راسه قائلا : لا... شوف اي أوتيل علي البحر... وبلاش بيتي بالتاكيد ان ذلك المنزل له مكانته في قلبه ولايحب ان يقتحم احد خصوصيته به ليقول عمر... زي ماحضرتك تحب.. : تمام كمل انت وبلغني بالجديد.... ...... ... هل يمكن أن يكون اليوم موحش لتلك الدرجة دون رؤياه ....! بالرغم من سعادتها بخروج أخيها من المشفي هذا الصباح الا ان قلبها حزين فقد انتهت الامتحانات ولم يعد هناك حجة ليوصلها كما أن أخيها قد خرج من المشفي.... لتشعر بوحدة وفراغ كبير وشعور قاتل بالوحشة دون رؤيته ...... شعوره لم يكن اقل منها بالتاكيد فالبرغم من انهماكه بالعمل الا انه لم يستطع ابعادها عن تفكيره طوال اليوم..... ، سألتها نهي : غزل مش هتتعشي هزت راسها : لا يا نهي هنام قطبت نهي جبينها قائلة : مالك في أية يا زوزو شكلك مش عاجبني النهاردة : ابدا...مفيش نظرت نهي لباقة الورد التي انتبهت اليها قائلة بمكر ; مين جاب الورد الحلو ده تعلثمت غزل وهي تقول : ده... ده... ده مستر أدهم... رفعت نهي حواجبها بدهشة : مستر أدهم...!. قالت غزل بتبرير : باعته ليوسف بس عجبني فأخدته ضحكت نهي وهي تقول : ماشي ياستي خرجت نهي وهي مازالت مندهشة ولكن ابتسامه تهادت لشفتيها فهل يمكن أن يكون أدهم معجب بغزل .... ... .... ان كانت تعتبر كل مامضي قلب حياتها اذن ماذا ستعتبر اليوم بعد حديثها معه...!! باكرا في صباح اليوم ... كان يوسف أخيها الجالس بالفراش كما أمره الطبيب بالبقاء اسبوع اخر للراحة ولكنه كعادته شغوف بعمله فقد كان امام حاسوبه طوال اليوم... قالت نهي : طيب ماتبعت غزل نظر اليها يوسف قائلا : لية ياحبيتي ؟ : ابدا ياحبيبي .... غزل كانت نازلة مع اصحابها من شوية... مفتكرش هتقول حاجة لو طلبت منها يعني توصل الملف في طريقها هز راسه قائلا لغزل :غزل حبيتي ممكن اطلب منك طلب... هزت راسها بتأكيد : اه ياحبيبي : في شوية ورق مهم عاوزك توصليه لمستر أدهم وهل تستطيع الرفض...؟! رفعت عيناها لنهي التي اخفت ابتسامتها فظنها صحيح وهناك شئ بين أدهم وغزل وهي تعمدت ان تجعلها تذهب لرؤيته... وهي تراها شاردة الايام الماضيه... لقد مرت أربعة أيام طويلة لم تراه فيها اخفت لمعه عيونها وهي تقول : اه طبعا... هلبس حالا...... قلبت خانتها راسا علي عقب وهي تختار ملابسها... تريد أن تبدو جميلة... وايضا لاتريد ان يعتقد انها جميلة... تقصد انها لاتريده ان يفهم انها تتعمد ان تبدو هكذا... يوووه هزت راسها لتوقف سيل أفكارها وارتدت ملابسها بسرعه..... بقلم رونا فؤاد .... ... نظرت ندي الي غزل بنظرات تقيميه قائلة ببرود : في ميعاد؟ هزت غزل راسها قائلة : لا... : متاسفة مستر أدهم مشغول ومش، بيقابل حد رفعت غزل حاجبها بغيظ : وانا بقولك بلغيه اني عاوزة اقابله ضروري قالت ببرود : اسفة.. زفرت غزل بغيظ من تلك الفتاه لتمسك هاتفها وترسل رساله ناظرة لتلك الفتاه بتوعد... لحظات وانفتح ذلك الباب الخشبي وخرج منه أدهم بجسدة الضخم وهالته الرجولية بتلك البدله الانيقة التي يرتديها وملامح وجهه المتجهمه وهو ينظر لندي التي وقفت سريعا حينما قال :مدخلتيش الآنسة لية قالت بارتباك.. مستر أدهم.... قاطعها بنظرة قوية من عيناه وهو يلتفت لغزل قائلا بترحيب : غزل... اهلا ابتسمت ليقترب بضع خطوات قائلا : اتفضلي قادها لتدخل الي مكتبه وهي تنظر الي ندي نظرة انتصار شريرة لم تعهدها في نفسها بينما نظر أدهم لندي قائلا بنبرة خافته ولكنها قوية : لو اللي حصل ده اتكرر تاني هتلاقي نفسك برا قالت بتعلثم : يامستر ادهم . مكنش في ميعاد قال بنبرة محذره : تبلغيني وانا اقول فاضي ولا لا... تركها لتتنفس بتوتر ودخل خلف تلك التي اشتاق اليها حد الجنون وهو يمنع نفسه من رؤيتها طوال الايام الماضية بصعوبه يريد أن يتأكد ان كانت يتوافق عليه أن تقدم لها او لا قبل ان تزداد مشاعره ارتباكا..... ابتسمت بتوتر وهي تقول : متاسفة.. اني بعت المسج... يعني.. أصل.. يوسف كان بعت معايا ورق مهم وهي رفضت تدخلني ف... قاطعها وهو يقول بابتسامه هادئة : مفيش اي مشكله....نورتي ابتسمت وعيناها تنظر بانبهار لمكتبه الانيق ذو الاطلاله المباشرة علي البحر : تشربي اية؟ : ولا حاجة.... انا بس.. يعني اتفضل الورق تناول منها الملف ووضعه علي المكتب بعدم اكتراث ثم رفع سماعه الهاتف ليطلب لها مشروب...ثم اتجه اليها قائلا برقه : عاملة اية ياغزل ؟ رفعت اليه عيناها التي اشتاقت تفاصيله حد الجنون : كويسة... وانت.. ؟ نظر الي عيونها الجميلة التي اشتاق اليها قائلا : بصراحة مش كويس قطبت جبينها لتقول باهتمام : كتفك تعبك قام من مقعده وجلس في المقعد المقابل لها ليكون علي مقربه منها بينما قال بنبره مرحة ولكن لها مغزي : لا... بس كان في واحدة شقيه ببدأ بيها يومي وبقالي اربع ايام مشفتهاش اشتعلت وجنتها بالاحمرار لتتعالي دقات قلبه لرؤيته خجلها الذي قتله يريد التهام تلك الخدود الحمراء بشفتيه.... ابتلع لعابه ماان انزلقت عيناه لشفتيها الوردية ليوقف علي الفور تفكيره الذي سيدفعه لاشياء سيئة ان استمر به ..... لم تكد تستوعب ماقاله ليكمل بنبره الرجولية نداءها لتنظر اليه : غزل... رفعت عيناها لتنظر اليه ليقول : تعرفي ان اسمك حلو اوي....صمت لحظة ثم تابع وعيناه تجتذب عيناها : ومش اسمك بس... انتي كمان حلوة ارتبكت عيناها ولكن ابتسامه شفتيها ملأت وجهها بينما اكمل بصوت عالي وكأنه يذكر نفسه : بس صغيرة.....!! 
 قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. من اكثرالروايات اللي بحبها

    ردحذف
  2. باقي الرواية ما نزلت ؟

    ردحذف
  3. فين باقى الروايه ظاهر لحد الفصل الخامس فقط

    ردحذف
  4. رووووعة ..بدايات قصة حب ناعمة ..

    ردحذف
  5. الفصل السادس مش لاقياه

    ردحذف
  6. فين الفصل السادس وباقي الرواية يا رونا

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !