الواحد والعشرون ... لم اعد تلك الحمقاء

3
وقفت تودع عمتها بالخارج التي ركبت السيارة برفقة رؤوف لتقف ندي بجوار عمها الذي كان أكرم يحدثه : طبعا ده بعد اذنك ياعثمان بيه هز عثمان راسه : مفيش مشكله يااكرم ده احنا هنتعبك :ولاتعب ولاحاجة انا تحت أمرها في اي وقت هو انا مش، زي اخوها :طبعا التفت أكرم تجاهها قائلا :انا استأذنت من عثمان بيه هبقي اعدي عليكي اشرحلك اللي مش فهماه ابتسمت بارتباك فشئ كهذا سيزعج مراد بالتاكيد... للحظة كادت ان ترفض ولكنها سرعان ما تذكرت بروده تجاهها لتوميء لاكرم :مرسي هتبعك :مفيش اي تعب انصرف أكرم لتلاحظ نظرات مراد نحوها وتتجاهلها تماما فان كان يحبها ويغار فكان عليه أن يتمسك بها بدلا من تمسكه بغروره وانانيته... كان يجب أن يفهمها ويحتويها بدلا من الإبتعاد عنها .. لتوليه ظهرها بعدم اهتمام وتسير برفقه عمها للداخل... القي نحوها نظراته الغاضبه وهو يركب سيارته ويصفق بابها بعنف مغادرا للفندق ... بمنزل رؤوف ترجل من سيارته وفتح الباب لحسناء التي تعالت دقات قلبها وكانها فتاة صغيرة ستتزوج لأول مرة... بينما رؤوف كان يخطو خطوة وراء خطوة يخطوها خلف حسناء بتوتر مربك لاعصابه وهو يقودها الي غرفتهما... فتح لها الباب وتركها تتقدمه ليقف بضع لحظات يحاول تهدئة اعصابه المتوترة ويتحكم بارتباكة قبل ان يدخل خلفها مغلق الباب بهدوء... ابتسم برقة لحمرة خجلها التي اجتاحت ملامح وجهها الهاديء....ثم توجهه ناحيتها و اقترب منها لتفرك حسناء يدها بتوتر ودقات قلبها تتعالي تكاد تسمعها.....خاطبها رؤوف مناديا اسمها بنبرة هادئة رزينه :حسناء بتوتر جارف نظرت نحوه ليتطلع لملامحها الجميلة الهادئة قبل ان يمسك بكفها بين يديه ويرفعه لشفتيه يقلبه قبله احترام ومحبه لتنظر اليه حسنا براحة من سماحته ورقته البادية علي هيئته الراقيه ... قال بود : عاوز اقولك انك هتبقي مبسوطة معايا... انا عارف انك عندك ذكريات وحشة من الماضي بس معايا هتنسي كل ده تطلعت له ليكمل بود : انا معجب بيكي من زمان وكنت بحلم كتير باليوم اللي تبقي فيه مراتي.... خفضت عيناها بخجل ليبتسم لها ابتسامه عذبه وهو يردد : انتي جميلة اوي ياحسنا ابتلعت بتوتر وداخلها شعر بالامتنان لحصولها علي شريك يعوضها عن تلك الأيام التي قضتها برفقة زوجها الاول... .... ..... تجاهلت ندي تفكيرها بمراد الذي لايتوقف فلماذا تفكر به وهو يتجاهلها علي هذا النحو... يجب أن تتابع حياته كما يفعل هو... يجب أن تتوقف عن إيقاف حياتها من أجله... يجب أن تهتم بنفسها وابنها وحياتها بعيدا عنه. .. ستهتم بمذاكرتها ومستقبلها وتحاول إيجاد سعادة طفلها بعيدا عنه فهي ليست تابعا له ستثبت له انها حقا لم تعد تلك الصغيرة الحمقاء... .... في اليوم التالي ذهبت لسيف لتتحدث معه بشأن سلمي صديقتها فقد مر اسبوع ولابد انه قد هدأ الان... قال بنربة قاطعه :ندي لو سمحتي الموضوع انتهي : لا ياسيف سلمي بتحبك وانت عارف كدة... هي بس متلخبطة شوية محتاجاك جنبها مش تبعد عنها صمتت لحظات فهم خلالها من الحزن الذي غلف صوتها في ماتريد قوله وكأنها توجهه كلامها لمراد وليس له... :عشان خاطر حياتكم ياسيف... اسمعها وحط نفسك مكانها قبل ماتحكم عليها تحدثت معه طويلا تحاول جعله يتراجع عن تفكيره بأن سلمي لاتحبه وتقنعه بأنها محقه تنهد مطولا وهز راسه اخيرا قائلا : ماشي ياندي هشوف : لا هتنفذ ياسيف... هتتكلم معاها وتشاركها احساسها وتفكيرها وتوصلوا لحل مع بعض تطلع لها لحظة ثم قال بمغزي : ولو طلبت منك نفس الطلب هتنفذيه قطبت جبينها بتساؤل : انفذ اية؟ : هتفضلي سايبه جوزك الغبي ده لغاية امتي ابتسمت ساخرة : علي فكرة هو اللي سابني مش انا.. زم سيف شفتيه بضيق من صديقه الغبي الذي لايكف عن جرح تلك الفتاه... ٠: انتي عارفة طبع مراد هزت راسها ومن ادري منها بطبعه الاناني المغرور... اكمل بتبرير : بس كمان عارفة هو بيحبك اد اية .... نظرت له بتهكم ليقول : ده صاحبي وانا عارفة... بيحبك بس بيعاند : خليه يعاند براحته ياسيف... هو اصلا مبقاش فارق معايا :لية بتقولي كدة ياندي؟ : خلاص ياسيف اللي بيني وبين مراد انتهي انا مش عاوزة اتكلم في حاجة ليها علاقه بيه..... كانت تلك الكلمات هي مااستمع له أكرم الذي دلف مكتب سيف بتلك اللحظة التفت له سيف ممازحا : اهلا يادكتور..... اخيرا افتكرت ان ليك ابن خاله ابتسم أكرم يحاول ان يتظاهر بعدم سماعه لحديث ندي عن مراد الذي اسعده بشدة : مشغول شوية ياسيف.... التفت تجاه ندي بابتسامه : ازيك ياندي... اية الصدفة الحلوة دي ابتسمت له : اهلا يادكتور :مش قلنا بلاش دكتور دي اومات له وتوقفت لتقول : هستأذن انا اوقفها أكرم قائلا : اية ده هو انا جيت عشان تمشي.... ولا اذا حضرت الشياطين هزت راسها : لا انا كدة كدة كنت ماشيه.. عندي محاضرات :طيب استني نمشي سوا انا كمان رايح الكليه قطب سيف جبينه يحاول فهم مايفعل أكرم والذي لاحظ بالتاكيد اهتمامه بندي وسؤالة المتكرر عنها ليقول له :وانت يااكرم جيت في أية عشان تمشي اخرج أكرم من جيبه مظروف قائلا وهو يناوله لسيف:جيت اديك الورق اللي كنت عاوزة من المحامي عشان المنتجع وكنت همشي علي طول.. وبالمرة اوصل ندي في طريقي قالت ندي باعتراض: لا يادكتور خليك.... انا معايا السواق قال وهو يقودها للخارج : اعتبريني السواق بتاعك النهاردة أفلتت ضحكتها الناعمة ليتهاوي قلبه بتلك اللحظة... فهي أخبرت سيف منذ لحظات بأنها لم تعد تريد مراد بحياتها فهاهي فرصته...!! اتصلت بناجي السائق وهي بطريقتها للمصعد : معلش ياعم ناجي روح انت قال باعتراض : بس ياهانم مراد بيه مأكد عليا مسبش سيادتك.... اغتاظت من مجرد سماع اسمه فهولن يتحكم بها بعد الآن قالت بلهجة إمرة :قلت روح ياعم ناجي طوال الطريق وهو يسترق النظر لندي الجالسة بجواره بهدوء سألها ليكسر الصمت : زين عامل اية؟ : الحمد لله :لطيف جدا ربنا يخليه ليكي ابتسمت له ليكمل وهو ينظر لها :بس صغيرة اوي عشان تبقي مامي هزت كتفها دون قول شئ ليكمل :بس مامي جميلة احمر وجهها خجلا من مجاملته اللطيفة لتقول بحرج ;مرسي يادكتور :انا بقول الحقيقة علي فكرة مش بجامل تمنت ان يصلا سريعا لتتهرب من كلماته اللطيفة لها والتي لاتنكر بأنها بالرغم من تهذيبها الا انها ضايقتها وشعرت بأنها تخطيء بحق مراد لمجرد سماع تلك الكلمات... ماان اوقف أكرم سيارته بحرم الجامعه حتي نزلت ندي مسرعه وهي تشكره وتسير مبتعده... تنهدت ودخلت محاضرتها بذهن شارد تتذكر تلك الفتاة بالفندق و التي تتذكرها جيدا...! انها شاهيناز النجار..! لقد كان يضحك عليها بالسابق ويخبرها بأنه يعمل معها وهي لسذاجتها صدقت ولكن الجميع يعرف علاقته بها والتي لم تكن بريئة بالمرة.....!! وهي رأته برفقتها بالفندق هذا اليوم.. لقد كان برفقتهم شخص آخر ولكنه عاد ليلتقي بها علي كل حال..! انها تشعر بتأنيب الضمير لسماع كلمه واحدة مجامله من أكرم فكيف يستطيع هو فعل هذا بقلب وضمير مرتاح..؟! ... ...... ... ككل يوم جاء مراد بالمساء لرؤيه طفله والبقاء معه قبل ان ينام...كان المنزل هاديء فوالده اصبح يتجنبه تلك الأيام ولايلتقي به فيبقي بغرفته وعمته تزوجت وكذلك لم يري ندي منذ أن جاء للمنزل ولم يسأل فهي بالتاكيد غاضبه بغرفتها... جلس الي مكتبه وزين بحضنه ينهي بعض الأعمال علي حاسوبه..... بعد فترة خفض عيناه ليجد ان زين قد غفا بين احضانه وهو يعمل لينحني نحوه يقبل وجنته وينادي زهرة بهدوء :اوامرك يامراد بيه ناولها زين برفق ; خدي زين اوضته عاد مجددا ليجلس خلف مكتبه يطالع حاسوبه باهتمام للحظات قبل ان ينظر لساعته ويجدها تجاوزت العاشرة.... أغلق حاسوبه ووضعه بالحقيبه الخاصة به ليغادر...! خرج من غرفة المكتب متوجها لسيارته المتوقفه بالخارج ليجد ناجي السائق الذي عينه لندي جالس بالفناء :ازيك ياناجي :بخير يامراد باشا سأله مراد : واخد بالك من الهانم ياناجي تعلثم ناجي وابتلع لعابه بصعوبه فهو لدية أوامر من مراد الايفارقها لحظة واليوم لسوء حظة خالف الأوامر وتركها وحدها رفع مراد حاجبة بتساؤل لرؤيه ارتباك ناجي : في أية ياناجي؟ قال بارتباك :اصل... اصل يامراد باشا.. الهانم هي اللي قالتلي اروح هتف بحدة : تروح... تروح يعني اية؟ .... اخبره بماحدث ليصيح مراد بغضب :يعني هي لسة مرجعتش قال ناجي بارتباك : معرفش... هي من الضهر قالتلي اروح كالعاصفة عاد مراد للمنزل ليستشيط غضبا حينما عرف من زهرة ان ندي لم تعد بالفعل... ....... ارتبكت ندي وهي ترفض بتهذيب طلب أكرم الذي دعاها للجلوس باي مكان خارجا ...ليقول بتبرير : انا مش قصدي اي حاجة ياندي انا بس كنت حابب اشرحلك جزء من ال theories اللي انتي مش فهماها اومات له : عارفة... بس يعني حضرتك عارف ان وضعي ميسمحش.. معلش يادكتور مش هينفع اخرج برا الجامعه هز كتفه : خلاص ياستي خلينا جوا الجامعه... تعالي نقعد في مكتبي ترددت قليلا وهو شعر بهذا ليدرك بأنه تسرع لإظهار إعجابه بها اذا عليه الايخيفها منه لذا سيلتزم بالشرح لها لا أكثر بعد إلحاح منه توجهت برفقته ليبدا بشرح العديد من الأشياء لها برفق وأسلوب مبسط ليمر الوقت عليها دون أن تشعر...! جمعت كتبها وهي تقول : ياخبر انا اتاخرت جدا : تناول مفاتيحه واشياؤه قائلا : طيب اتفضلي عشان اوصلك :لا.. مفيش داعي انا تعبتك جدا النهاردة :وانا تعبت في أية يعني... وبعدين انتي ناسية انك مشيتي السواق بتاعك الصبح احمر وجهها خجلا من معاملته اللطيفة لها والتي لم تتخطي حدود التهذيب...! فهو قضي الساعتان المنصرمتان بالشرح لها ولم يقل اي شئ خارج عن ذلك النطاق مما اراحها وابعد تلك الأفكار عن رأسها بأنه معجب بها لتتنهد بارتياح فهي تريد أن يكونا أصدقاء ليس اكثر...! .... .. كان مراد كالاسد الهائج فور اخبار زهرة له بأن ندي لم تعد ليصيح بصوته الجهوري بزهرة التي قالت بتبرير : اكيد عندها محاضرات متأخرة :روحي من قدامي مد يده ليلتقط هاتفه من جيت سترته ولكنه لم يجده فعاد الي مكتبه يبحث عنه بنفس لحظة سماعه لهدير سيارة بالفناء.... نظر من خلال النافذة الضخمه ليستعر الجحيم بعيناه فور رؤيته لها تنزل من سيارة أكرم....!! ماان دلفت من الباب حتي وجدت ذراعها اسيرة قبضه يده القوية التي جذبتها بعنف.. .. :ااه... هتفت بألم ليصيح بغضب متجاهلا المها :كنتي فين ياهانم لغاية دلوقتي مع البيه حاولت تخليص ذراعها من يده ليشدد من قبضته عليها أكثر حتي شعرت باصابعه تنغرس بلحمها وهو يطالعها باعين مشتعله بالغضب صاح بصوت ارعبها : انطقي.. اية اللي جابك معاه ؟ قالت بألم : كنت في الجامعه.... ووصلني.. هدر بغضب جامح :ويوصلك لية... ؟ مش معاكي سواق طالعها بتهكم غاضب : السواق اللي مشتيه عشان البيه يوصلك هتفت بغضب :اوعي سيب ايدي... انت اتجننت صاح بقوة : اه اتجننت... لما الاقي مراتي راجعه في الوقت ده مع راجل تاني لازم اتجنن صاحت بحدة : راجل اية يامجنون انت.... ده الدكتور بتاعي وابن اونكل رؤوف قعد يشرحلي شوية حاجات ولما لقي الوقت اتأخر صمم يوصلني ابتسامة ساخرة ارتسمت علي شفتيه : يشرحلك..! وهو الدكتور الفاضل بيشرح لكل الطلبة ولا ده سبيشيال ليكي عيل برياله انا هتضحكي عليه هتفت بحدة : مراد احترم نفسك انا مسمحلكش جذبها بقوة من ذراعها لتصطدم بصدره ويقرب وجهه ناحيتها قائلا بفحيح : بيتهئالي لو في حد لازم يحترم نفسه مش انا اكيد.... طالعها للحظة بنظراته التي اخافتها : انتي اللي تحترمي نفسك ياهانم وتفتكري انك ست متجوزة... وضعت يدها علي صدره تبعده عنها وهي تزمجر بغضب : انا محترمة غصب عنك... : وهي المحترمة بتخلي اي حد يوصلها وعندها سواق وجوز لو بتحترمه وتعمله حساب كانت تستأذن منه... ... بقولك اية ياندي انا لغاية دلوقتي صابر ومستحمل اللي بتعمليه وبقول لسة عيلة صغيرة بس اذا كنت المرة اللي فاتت عديتها لك لما عرفتي البنتين الأوساخ دول من ورايا فالمرة دي انا مش هعديها... انا مش بقرون عشان تمشي علي حل شعرك ... اظاهر انك اتدلعتي زيادة وانتي لاقيه الكل بيدافع عنك ويقول صغيرة ..بس انا اللي غلطان عشان سايبك تعيشي حياتك ولاكأن ليكي راجل تعمليه اعتبار بس من دلوقتي الوضع ده هيتغير وهعرفك كويس اوي انتي متجوزة مين...! طفرت الدموع من عيونها من كلماته وهتفت بصوت حاد قوي: طلقني يامراد.. اتسعت عيناه المشتعله بالغضب وخيم الصمت للحظات قبل ان تعيدها مجددا بصياح:طلقني... طلقني وصلح الغلطة دي كلها... قال وهو يسحق أسنانه بغضب جامح : اطلقك عشان تروحي تتجوزي المعجب الولهان... لا ياندي نجوم السما اقربلك هتفت بحدة لاذعه وهي تحاول دفعه بعيدا عنها : أخرس....واوعي تقول عني كلمه انت سبتني سنين وانا حافظت عليك وعلي اسمك... انا واحدة محترمة غصب عن واحد زيك كان كل يوم في حضن واحدة شكل وبيضحك عليا طول الوقت قطب بغضب :مين قالك الكلام الفارغ ده؟ اية البيه بيخترعلك اسباب عشان يبقي عندك سبب تطلبي مني الطلاق هتفت باشمئزاز : مش محتاجة حد يقولي... تقدر تنكر علاقتك بشاهيناز اللي كنت بتقولي زمان ده شغل... زاغت عيناه لحظة قبل ان يستعيد نظرته الحادة وهو يتطلع لها فيما هتفت بغضب : طلقني عشان انا مش عاوزاك في حياتي اكتر من كدة سيبني بقي وكفاية ضيعت السنين دي من عمري معاك... انا تعبت ومش قادرة اكمل اكتر من كدة.... انت زي مانت انانى مغرور مش شايف غير نفسك...حلال ليك تعرف عليا واحدة وجاي تتهمني بكلام فارغ عشان بس الدكتور اهتم بمستقبلي.... حلال ليك انك تبعد عني وترجع وقت مايعجبك وبعد كل ده جاي تسبتني تاني وحتي مسمعتش أسبابي.. عاوز تعرف انا مش عاوزة اخلف منك تاني لية يامراد... هقولك .. اخلف ولد تاني عشان تلوي دراعي بيه زي زين... انت كل اللي عاوزة نفسك وحياتك بس... فكرت فيا في مستقبلي في اللي كنت بحس بيه وانا حامل في زين.. اللي جاي تقولي بعد كل ده اني مش اد مسؤوليته.... زين اللي قلتلي هو اللي بيني وبينك وكأن ليك الحق فيه اكتر مني ... بأي حق جاي تقول كدة.. بأي حق جاي تحاسبني وانت اللي كنت مع الهانم من كام يوم... بأي حق ليك عين تتكلم معايا اصلا وتقولي اعمل اية ومعملش اية..... كنت اهتميت بيا ولا سألت عني... انت ملكش اي رصيد عندي يسمحلك انك تكون في حياتي اصلا.... ابعد عني انا بكرهك يامراد محدش في حياتي اذاني ادك كان يستمع لكلامها دون قول اي شئ ولكن أنفاسه الغاضبة كانت تحرق وجهها وتصم آذانها فقط كان يطالعها بأعين مندهشه غاضبه لتطالعه بأعين تتحداه بشراسه وهي تكمل بتحدي: طبعا انت الأمر الناهي وصاحب القرار ومش هتطلقني وبتلوي دراعي بالولد ماشي ... بس من دلوقتي اعرف كويس اوي ان انت اللي نجوم السما اقربلك مني يامراد...! وغصب عنك هتطلقني عشان لو معملتش كدة انا هموت نفسي لم يصدق ان من تحدثة بتلك الطريقة وتكيل له تلك الكلمات هي ندي... ندي صغيرته هي من تحمل له كل تلك المشاعر....هي من تحمل كل هذا الغضب بداخلها والقادر علي ان يحرق كل شئ : انتي اتجننتي نزعت ذراعها من قبضته ورمقته بنظراتها الغاضبه : اه اتجننت ولو الصبح ملقتش ورقة طلاقي انا هموت نفسي اندفعت لغرفتها تتماسك حتي لاتنهار فهي نفسها لاتصدق مانطقت به... اندفع بغضب شديد يقود سيارته بجنون وسيارة حرسة خلفه.... سيقتل أكرم بالتاكيد هو السبب بكل ماقالت .. هو من جعلها تتمرد عليه وعلي حبه الذي طالما كنته له.. انه لاحظ نظراته لها..... وهو من مليء راسها بتلك الأفكار تجاهه.. حسنا انها محقه بكل ماقالت هو اناني مغرور ولكنها كانت تحبه بالرغم من كل هذا...! نعم تحبه بالرغم من كل صفاته وأفعاله ولكن اليوم تخبره بأنها تريد أن تتحرر منه وان يبتعد عن حياتها والا ستقتل نفسها... الهذه الدرجة.. ؟! .... فزع رؤوف علي تلك الأصوات المتعاليه بالأسفل فقد ليقطب جبينه يسأل حسناء :في أية.؟ غادر باتجاه الاسفل بسرعه وحسناء خلفه لتتفاجيء بمراد الذي اقتحم المنزل هو وحراسته بلا اي تفكير يصيح بصوته الجهوري باكرم الذي نزل بعدم فهم وغضب من صياح مراد الذي ماان لمح أكرم حتي اندفع نحوه يمسكه من تلابيبه : عاوز اية من مراتي... :مراد.... هتفت حسناء بهلع وهي تحاول ابتعاده عنه ليقول رؤوف بتساؤل وهو يحاول احتواء الوضع الذي يبدو خطير : في أية يامراد؟ ابعد أكرم يد مراد عنه ليقول بغضب جحيمي : اسأل ابنك اللي بيحوم حوالين مراتي... هتف رؤوف بعدك تصديق ; انت بتقول اية يامراد.. أكرم استحاله يعمل كدة التفت لابنه يسأله : أكرم الكلام ده صحيح صمت أكرم ليندفع مراد بتهديد: ابعد عن مراتي احسنلك... ندي خط أحمر لو جيت جنبها تاني همحيك من علي وش الأرض دفعه بقوة وغادر بخطوات غاضبه ليتوجهه رؤوف تجاه ابنه : تعالي يااكرم عاوزك انسحبت حسناء لغرفتها فيما قال أكرم :بابا قبل ماتقول حاجة... انا مش صغير وعارف انا بعمل ايه كويس قاطعه رؤوف بغضب :ولما انت مش صغير عملت كدة لية... مش قلتلك قبل كدة تبعد عن ندي..... دي ست متجوزة قطب بغضب : مش بتحبه :ولابتحبك.... اية يااكرم.. يادكتور يامحترم اية اللي جرالك : بحبها هتف بغضب : بقولك متجوزة... ترضي علي نفسك واحد يعمل مع مراتك اللي بتعمله خفض عيناه لايواجهه عين ابيه ليقول رؤوف بهدوء : يااكرم..ندي مش ليك... ندي بتحب مراد بالرغم من كل اللي بيحصل بينهم ده ابو ابنها..... ادي نفسك فرصه وانساها لان اللي بتعمله ده غلط مينفعش اصلا تفكر فيها مجرد تفكير... عيب عليك انا مربتكش علي كدة ... .. بخوف واضح اتصلت حسناء بندي التي أجابت بصوتها إلباكي لتقول حسناء بهلع : اية اللي حصل ياندي... مراد جه هنا وهدد أكرم... قصت ندي علي عمتها ماحدث لتعرف سبب تهجم مراد علي أكرم بتلك الطريقة قالت ندي ببكاء : انا بكرهه ياعمتو ومش عاوزة اشوف وشه تاني... لو مطلقنيش هموت نفسي صاحت حسناء برعب :لا ياندي اوعي تفكري في كدة... وحياة ابنك ياحبيتي اوعي تعملي كدة.. انا الصبح هكون عندك وانا وعمك هنشوف حل معاه قالت بانهيار : هتخليه يطلقني هزت راسها : هخليه يعمل اللي يريحك... بس اهدي كدة ونامي ولو بتحبيني طلعي الأفكار دي من دماغك.. اوعديني ياندي انك مش هتعملي اي حاجة لغاية مانتكلم مع بعض ابتلع غصة حلقها :حاضر يا عمتو .... عاد رؤوف للغرفة ليري وجهه حسناء المشبع بالقلق لتخبرة بما قالته ندي... انا خايفة عليها اوي يارؤوف : طيب كلمي مراد... فهميه ان أكرم ميقصدش اي حاجة وهيبعد عن ندي اومات له ليربت علي يدها برفق قائلا :انا اسف ياحسنا عن اللي حصل... ...... ظل يقود بلا هدف طويلا وهو يشرب من زجاجة الفودكا التي بيده وكلمات ندي تتردد باذنه... عقله وقلبه يعرفان انها عانت كثيرا ويحق لها ان تريد الإبتعاد عنه ولكنه لايستطيع ان يبتعد... انه يحبها بجنون جعل كل تعقله يذهب.. انه يكاد يجن لمجرد تفكير انها لم تعد تحبه كالسابق. .. يعلم بأنه السبب لتصل لتلك الحالة وانه يبعدها عنه بتصرفاته الفظة معها ولكن ماذا يفعل..! كان منتصف الليل حينما عاد مراد لمنزل ابية لا لن يتركها تبتعد عنه شاءت ام أبت هي له.. له هو فقط..! انتفضت ندي من مكانها حينما فتح مراد باب غرفتها بقوة ووقف يطالعها بنظرات غاضبه ضمت قدمها اليها تطالعه بخوف وتشبثت بغطاء الفراش بأصابع مرتشعة تخشي ان يكرر فعلته السابقة ويعاشرها دون ارادتها ليعاقبها...! شعر بتسارع أنفاسها وقتلة خوفها منه ولكن ماذا يفعل فقد أطلقت غيرته شياطينه سحق أسنانه وهو يهدر بها بتحذير : اسمعي بقي انتي تنسي كل الكلام اللي قلتيه من شوية عشان طلاق مش هطلقك وبعد عنك مش هبعد... مش هتخلصي مني ابدا ياندي الا بموتي انحني نحوها ولفحت أنفاسه المشبعه برائحة الخمر وجهها وهو يكمل : انتي بتاعتي انا وملكي من اول مافتحتي مش هسمحلك تسبيني ولا تبعدي عني.. انا بانانيتي وغروري وكل الصفات الوحشة اللي فيا بحبك ومستحيل ابعد عنك .. اعتبريني نصيبك الاسود اللي مفيش منه خلاص....عاوزة تخلصي مني يبقي تموتيني مش تموتي نفسك رددت بخوف من هيئته الغاضبه : انت سكران هز راسه : اه سكران.... .عاوزاني انسي ازاي انك قلتي بتكرهيني .. عاوزاني ابقي عامل ازاي وانتي بتقوليلي هتموتي نفسك لو مطلقتكيش وبعدت عنك ... امسك ذراعها بقوة ونظر بعيونها الخائفة منه قائلا :مش هتعملي كدة ياندي.. اوعديني انك مش هتعملي كدة لانت نبرته واقترب منها اكثر وهو يكمل : انا عارف انك بتحبيني وعاوزاني اتغير... هحاول بس حاولي انتي كمان تقبليني زي مانا... ارجعي حبيني زي زمان ياندي... متبعديش عني لما بتبقي جنبي ببقي انسان احسن وانتي جربتي... انا اسف اني قلتلك الكلام ده بس غضب عني... الغيرة جننتني...... عاوزك ياندي ... عاوزك ليا وعاوز ولاد كتير منك... عاوزك تحبيني انا زي مانا..... انا مقدرش اعيش من غيرك ومش هسمحلك تبعدي عني انهي كلماته وجذبها لاحضانه ليحيطها بذراعه بقوة كادت تحطم عظامها وهو يدفن راسه بعنقها مرددا :متبعديش عني... انا بحبك همس بصوته المخمور وقد تملك السكر من راسه الذي استكان علي عنقها وتثاقلت أنفاسه فاردكت انه لم يعد مستيقظا ونام بسبب ثمالته الشديدة.... حاولت التحرك والابتعاد عنه ليشدد من ذراعيه حولها ويرتمي بجسده علي الفراش فوقها... هامسا بنبره ناعسه :متسبنيش قالت وهي تحاول ابعاده : مش هسيبك.. بس قوم لم يتحرك من فوقها بل شدد من ذراعيه حولها... تضاربت مشاعرها وهو قريب منها لهذا الحد وتشعر بدقات قلبه فوق قلبها وجالت بعيناه علي ملامح وجهه التي تعشقها ولكنها لن تنسى وتعود بتلك السهوله فهو جرحها كثيرا .. مدت يدها تحاول أبعاد ثقل جسده عنها ليهمهم بارهاق : انتي مش قلتي مش هتسيبيني... خليكي جنبي انا عاوز انام... تنهدت بقله حيلة فهو قد قلب كل أفكارها بلحظة....همست له : طيب ممكن تروح تنام في اوضتك همس بتعب وهو يشدد من ذراعه التي تحيط خصرها :مش قادر اقوم.. باعجوبه ابعدته من فوقها لتقوم وهي تمد يدها نحوه : انا هساعدك... بالكاد استطاع ان يري من بين جفناه المغلقان ليراها واقفة امامه بجسدها الفاتن النحيل ليضحك بثماله وهو يقول :فاكرة انك هتقدري تقوميني... تابع ضحكاته العالية التي عكست مدي ثمالته وهو يحاول النهوض بصعوبه وجسده يترنح لتسرع ندي اليه بتلقائية تسانده حتي لايقع ليتكأ بذراعه علي كتفها لحظة قبل ان يلقي بثقل جسده باكمله عليها لترتجف قدماها من ثقل جسده الذي عاد ليقع علي الفراش خلفه... اقتربت منه تطالع وجهه المرهق الذي لمعت فوقه حبات العرق لتمد يدها تمسحها عن وجهه ماان شعر بنعومه يدها فوق وجهه حتي جذبها بكل قوته لتقع بجانبه علي السرير لتشهق بصدمه وهي تجده ينام محتضنها... م.. مراااد قالت بتعلم :هششسس... عاوز انام في حضنك قال كلماته بنعاس ثم أراح راسه علي صدرها وحاوط خصرها بذراعه واغمض عيناه لتنتظم أنفاسه سريعا ويغرق بالنوم تاركا اياها بتلك الدوامه المتشابكة من الأفكار والمشاعر...!!.. ...... كانت تشعر بدقات قلبه فوق قلبها وتمرر يدها بخصلات شعره الفاحمه وهي تتذكر كل ماقاله لها.... يريدها ان تحبه كالسابق.. الايدري انها تحبه اكثر من السابق... انها تعشقه انه بدمها إدمان لاتستطيع التخلص منه مهما حاولت... كل ماتريده هو أن ياخذها باحضانه ويخبرها بأنه يحبها كما فعل الان....!! تسللت اشعه أشعة الشمس من النافذه الزجاجية ليفتح مراد عيناه بانزعاج والصداع القوي يفتك براسه... رفع راسه التي توسدت صدرها ليقطب جبينه ويرجع راسه للخلف ليري ندي النائمه وقد تبعثرت خصلات شعرها الحريرية حول وجهها الجميل.... ابعد يده التي تحيط خصرها ليستند عليها وهو يعتدل جالسا يحاول ان يتذكر ماحدث...! دلك راسه بسبب هذا الصداع اللعين لتعود عيناه نحو ملامح وجهها النائم بتلك البراءه ليشعر بالضياع وهو لم يعد يدري مايفعله...! انه يحبها ولايريد ابتعادها بالرغم من كل أفعاله تجاهها والتي تدفعها للابتعاد ولكن ماذا يفعل بطباعه الصعبه والتي لايستطيع تغيرها مهما حاول.... تنهد بارهاق قبل ان ينحني نحوها ويقبل وجنتيها الجميلة بحذر لايريد ان يوقظها ثم قام من جوارها بصعوبه... .. توقف أسفل المياة البارده يدلك راسه بقوة ليفيق... خرج بعد دقائق ليتناول احد المسكنات وهو يرتدي ملابسه يريد أن يغادر دون ان يواجهها علي الاقل الان فأن عادت لحديثها معه كالامس فهو لا يستطيع أن يستمع لرفضها له أو اطلبها الطلاق مجددا... ...! انقضي النهار وهو جالس شارد خلف مكتبه لايدري ماعليه فعله...ولا يدري رد فعلها علي ماقاله بالأمس ... لقد كان يعي كل كلمه قالها بالرغم من ثمالته.... انه بالفعل يحبها ويعشقها ولايحتمل ابتعادها عنه.... يعرف بأنه اناني وهو يطالبها بأن تنسي كل مامضي ولاتتذكر سوي حبها له.... اناني بطلبه منها ان تتقبله كما هو ولكنه يحبها هذا هو مبررة الوحيد لانانيته معها.. .... .... تدري شاهيناز جيدا انها تلعب بالنيران بتلك اللحظة لتتحدث بهاتفها : ها عرفت هتعمل اية؟ : متقلقيش ياهانم اغلقت هاتفها و دلفت لمكتب مراد بخطاها المتمايلة وهي تقول : مساء الخير يامراد عقد حاجبيه لرؤيتها قائلا بغضب : اية اللي جابك ياشاهيناز؟ تجاهلت غضبه قائلة : لية بتتعامل معايا كدة يامراد قال بضيق : وعاوزاني اعاملك ازاي..؟ هزت كتفها قائلة بمغزي : يعني تعاملني بطريقة احسن من كده اكراما للي كان بينا القي القلم من يده قائلا بحدة :وهو اية اللي كان بينا يخليني احترمك... مش قلتلك تنسى احسنلك جلست علي المقعد المقابل لمكتبه متجاهلة كلماته الاذعه وهي تقول : انا فعلا نسيت.... ولعلمك انا جاية هنا عشان شغل مش اكتر رفع حاحبة يطالعها وهي تتظاهر بالعملية قائلة : مش المفروض النهاردة قطع الغيار هتوصل من ألمانيا واحنا هنشرف علي تسليمها المخازن ردد باستهزاء : احنا.. ؟! : انت ومروان وانا بما اني مساعده مروان فطبعا جزء من شغلي اني اكون معاكم .... يعني اطمن يامراد اللي بينا شغل وبس زي ماانت عاوز نظر نحوها لحظات بعيناه الثاقبه فهو يعرفها جيدا وهي ليست بمن تتخلي بسهوله عن ماتريد... هز راسه بعدم اقتناع لتكمل بخطتها :مش يلا يامراد... .... ٠خرجا سويا من المصعد وهي تحاول ان تبدو جادة بأنها لاتريد سوي العمل حتي لايشك بها لتتوقف لحظة بجوار سيارتها قائلة :لو مش هتضايق احنا ممكن نروح بعربيتك لاني مش قادرة اسوق نظر اليها مراد يحاول فهم ماترمي اليه .... فهل ستتقرب منه بالسيارة.... ؟ يبدو أنها لن تقتنع الا بالطريقة الصعبه.. اومأ لها لتركب بجواره ولكنه اندهش لرؤيته لها لاتفعل شئ فقط تتظاهر بالاطلاع علي الأوراق التي بيدها ........ كعادته قاد مراد سيارته الفارهه بسرعه ليذهب حيث مخازنه.... ابتعلت شاهيناز بتوتر وقد جاء دورها لترفع احد الأوراق نحوه تسأله بشئ لتشتت انتباهه عن الطريق بنفس لحظة توقف تلك السيارة المسرعه امامه فجأه... ضغط مراد المكابح بسرعه لتصدر الإطارات صوت صرير قوي قبل ان تصطدم سيارته بتلك السيارة بقوة....!!. ....... ..... انتفض عثمان علي صوت ندي المفزوع وهي تركض تجاهه ببكاء : مراد.... مراد عمل حادثة وفي المستشفي.. كاد قلبها ان يتوقف حينما رن هاتفها لتجد احد يبلغها بأن زوجها قد تعرض لحادث وتم نقله للمشفي.... لاتعرف كيف مرت عليها تلك الدقائق حتي وصلت هي وعمها الي المشفي. وكلماته امس تتردد باذنها :هتخلصي مني بموتي هزت راسها بقوة وانهمرت دموعها بصمت وهي تدعو الايصيبه مكروه دلف عثمان الي المشفي ليسأل بهلع عن مكان ابنه.. : مراد الدويري اللي عمل الحادثة من شوية قالت موظفة الاستقبال وهي تطالع الحاسوب الذي امامها : غرفة ٤٠٥ تهاوي قلب الاثنان حتي وصلا للغرفة وقد حجبت الدموع الرؤية عن عيون ندي التي لم تتوقف عن البكاء منذ ذلك الاتصال لاتتخيل ان يصيبه مكروه....! ... لم يصيبه اي مكروة سوي كتفه الذي تضرر من أصر فتح الكيس الهوائي وبعض الكدمات بصدره.... كان مراد يتحدث مع الطبيب الذي انتهي من تجبير كتفه : حمد الله على السلامة يا مراد بيه تناول مراد سترته قائلا : الله يسلمك يادكتور :خصرتك برضه مصمم تخرج من المستشفي أشار مراد بكتفه قائلا : الموضوع بسيط مش محتاج اني افضل هنا اومأ له الطبيب :زي ماسيادتك تحب... انا هخلص الإجراءات انفتح الباب فجاة بنفس اللحظة واندفعت منه ندي المنهارة بلا اي تفكير فقد تبخر كل غضبها منه بلحظة ولاتريد شئ سوي ان تراه بخير ليجدها مراد بين ذراعيه ودموعها تغرق قميصه... مراد... انت... انت كويس هذا مااستطاع تبينه من خلال شهقاتها المتعاليه فيما طالعه والده بقلق : اية يابني اللي حصل : ابدا يابابا... حادثة بسيطة ... أحاط ندي بذراعه السليمه لايستطيع اخماد ضربات قلبه المتعاليه لرؤيتها قلقه عليه بتلك الحالة لينسي كل ماحوله سوي انه يعشقها... قال بحنان وهو يمرر يداه علي كتفها :اهدي ياحبيتي انا كويس بعد لحظات رفعت راسها تنظر اليه وتتفحصه لتتاكد من انه بخير.... كان هناك جرح علي جبينه وذراعه المعلق بتلك الجبيرة.. : انتوا عرفتوا ازاي... انا نبهت محدش يبلغكم قال عثمان : حد اتصل بندي وبلغها انك عملت حادثة اومأ مراد له : انا بخير وكنت خارج حالا محبتش تقلقوا : يابني مش تستني نطمن ليك : انا بخير بابابا ومفيش اي حاجة هز عثمان راسه قائلا : زي ماتحب.. انا هروح اخلص الإجراءات توقف لتحاول ندي مساعدته فتتفاجيء به يحيط كتفها بذراعه السليمه ويقبل اعلي راسها هامسا : لو كنت اعرف انك هتقلقي عليا كدة كنت عملت حادثه من زمان اغروقا عيناها بالدموع قائلة : بعد الشر عليك ياحبيبي رفع حاجبه يسألها بمكر : يا ايه...؟ ابتسمت لها برقتها المعهودة : ياحبيبى..... اية اول مرة تعرف اني بحبك.... ؟ ابتسم لها بعذوبه : يعني مسمحاني ... قبل ان تفتح فمها تجيب دخلت احد الممرضات تقاطعهم قائلة : الهانم اللي كانت معاك في الحادثة طالبه سيادتك ... توقف العالم حولها بتلك اللحظة وهي تستمع لكلمات تلك الممرضة التي دخلت للتو.. تغيرت ملامح وجهه وبالتاكيد كان يتوقع ملامح وجهه ندي التي كانت تتطلع نحوه بصدمه وتساؤل ربما اجابته لن تغير شئ ولكنه قال بتبرير وهو يطالع عيون ندي المليئة بالاتهام :دي.. دي مساعدة مروان شريكي كنا رايحين المخازن وقت الحادثة... قاطعته بسؤالها . : هي مين؟ تعمد الايقول اسمها بالبداية واختصرها بمساعده مروان ولكن الآن عيناها التي توجهه له الاتهام تطالبه بمعرفة هوية الفتاة ليقول بصوت حاول الايكون مكترث : شاهيناز رددت بأليه خلفه وهي تهز رأسها: شاهيناز..! ..... : ندي... اسرع خلفها وهي تغادر الغرفة فهي بالتاكيد فهمت الأمر بصور خاطئة فقط لمعرفتها بأنه كان بالسيارة مع شاهيناز وقت الحادث... الي اين كان ذاهب وماذا كان يفعل لايهم.. لانه لن يقول الحقيقة... ضغطت زر المصعد بعصبيه متجاهله نداءه عليها.... : ندي انتي فاهمه الموضوع غلظ قالها وهو يدخل معها للمصعد لم تقل شيئا للحظات وهي تحاول أن تخمد تلك النيران المشتعله بقلبها وعقلها.. التفتت اليه ببرود استفزه : والله السبب ميهمنيش في اي حاجة.... انت حر وانا كمان حرة قالتلها واندفعت خارج المصعد لتقابل عمها الذي نقل نظره بينهم : في أية مالك ياندي؟ : مفيش يااونكل طوال الطريق للمنزل وهي تتجنب النظر اليه فيما هو فاضي بقوة فلم يكن بحاجة لاي شئ يفسد علاقتهم اكثر .... تلك الحقيرة سيريها بلاشك..! ........ .... قال مروان بعصبيه : برضه نفذتي اللي في دماغك تظاهرت بعدم الفهم : قصدك اية يا مرون هدر بحدة : قصدي انتي عارفاه كويس.... بس انا حذرتك كتير وقلتلك اني مش عاوز اخسر شراكتي مع مراد : يا مرون انا مش فاهمه حاجة قال بغضب : لا.... فاهمه كل حاجة وقاصده تعملي الفيلم ده كله عشان مراته تعرف انكم كنتم مع بعض وتشك فيه حاولت الإنكار ليندفع بغضب :... فكرك مراد غبي ومش هيعرف كدة..... بس انا بقي مش هستناه يعرف انا هقوله بنفسي لاني حذرتك كتير ومش مستعد اخسر كل حاجة بسبب واحدة زيك ..!! ..... اطمئن عثمان علي ابنه وغادر لتشيح ندي بوجهها هي الاخري وتتجه للباب... ندي توقفت دون النظر اليه ليقول : رايحة فين؟ قالت ببرود : هنام ولا عندك مانع سار بضع خطوات باتجاهها ووضع يده السليمه علي كتفها برفق : ممكن افهم مالك... احنا مش كنا خلاص اتصالحنا هتسيبني وتنامي بعيد لية ابعدت يده عن كتفها بجفاء : اية هتضحك عليا تاني... كنت معاها وربنا عمل كدة عشان ابطل هبل قال بهدوء وهو ينظر اليها :كل اللي في دماغك ده غلط.... كانت معايا نشوف المخازن في شغل... هخليها تقولك الكلام ده... قاطعته بحدة : ومين قال اني ممكن اتكلم مع واحدة زيها قال بحنان: ولاانا ممكن ابص لواحدة غيرك صدقيني ياندي هزت راسها قائلة : لا عقد حاحبيه مرددا : يعني اية ؟ التفتت له ولفت ذراعها حول صدرها :يعني مش مصدقاك .... ولو عاوزنا نرجع زي مابتقول اثبتلي رفع حاجبه بتساؤل : اثبتلك ازاي ؟ هزت كتفها بعدم اكتراث : معرفش...دي مشكلتك وحلها انت... انا قلتلك شرطي عشان نرجع اثبتلي انك مخنتنيش :انتي بتعجزيني يعني نظرت له قائلة ببرود : ولااعجزك ولاحاجة... عن اذنك قال بعصبيه : رايحة فين؟ : رايحة انام زفر بضيق فهو تربي علي يدها بمافيه الكفاية تعرف انه بحاجة اليها وتعذبه وتطلب منه المستحيل فكيف بعقلها سيثبت شئ كهذا....! : استني.. استوقفها بنبرته الرجوليه تركت مقبض الباب والتفتت له ببرود دون قول شئ لتتفاجيء به يقول : تعالي ساعديني... رفعت حاجبيها مردده : نعم تظاهر بالجمود : اللي سمعتيه...مش انتي مراتي ولا هجيب واحدة من برا تساعدني اقلع زفرت بضع مرات فهي تعرف بأنه يستغل الوضع لصالحة.... ظلت مكانها ليردد بانزعاج : يلا بقي عاوز انام اقتربت منه تتظاهر بالبرود فهي ستساعده بخلع ملابسه وتغادر .... سيطرت علي ارتعاشة يدها وهي تفك ازرار قميصه الواحد يلو الاخر فيما تشعر بانفاسه الساخنه علي وجهها الناعم تعرف انه يستغل الفرصة ليقربها اليه بتلك الطريقة لتضعف امامه ولكنها لن تنخدع وتنساق...ظهرت عضلات صدره العاري لتتوتر اكثر وقد لامست يدها جسده الساخن وهي تنزع هذا القميص عنه لتشعر بالكهرباء تسري بجسدها...القت القميص سريعا وابتعدت لتجده يطالعها بأعين ماكرة وهو يقول :والبنطلون..! هتفت بغيظ : نعم.! أشار لكتفه المعلق ببراءه لتمد اصابعها تفك حزامه الجلدي وتبعه الازرار ثم السحاب لتبعد عيناها عن عيناه الماكرة التي تتابع حمرة وجهها التي انفجرت به ليهمس بتسليه بجوار اذنها : مكسوفة من اية اول مرة تشوفيني قالع دفعته بكلتا يديها بغيظ ليقهقه عاليا وهو يقول : تعالي بقي ساعديني اخد شاور عقدت حاجبيها بغيظ : والله...! ده انت بتلكك بقي هز راسه ببراءه :متخافيش ماليش اي نيه وحشة.... انتي شايفة اني هقدر استحمي ودراعي كدة يعني.....قطب جبينه وتظاهر بالضيق : محتاج اخد دوش ياندي .... يلا بقي لم تخدعها براءته فهو خبيث ماكر بالتاكيد.... ملأت له المغطس بالماء الساخن ونادته ليدخل الي الحمام متظاهرة بإعداد المناشف له لتتجنب خلعه لما تبقي من ملابسه...! استمعت لصوت ملامسة الماء لجسده.... لتلتفت له وهو يقول: يلا كملي... بدأت بوضع سائل الاستحمام علي جسده لتفركه له بأيد متوترة بين ابتسامته الماكرة وتاوهاته المتسمتعه بملامستها لجسده...! بخبث شديد قربها اليه لتتناثر المياة عليها لتشهق بمفاجاه وقد ابتلت ملابسها والتصقت بجسدها الذي افترسته عيناه... زمت شفتيها بغيظ : عاجبك كدة... هدومي اتبلت غمز لها بمكر وهو ينظر اليها بوقاحة :عاجبني طبعا لمعت براسها تلك الفكرة....فتناولت زجاجة الشامبو ووضعت الكثير منها علي شعره بغته لتحترق عيناه بقوة.. ندي..! :مش بغسل شعرك قالتها متظاهرة بالبراءه..... انتظرت ليقوم من المياة لتعطيه المنشفة وهي تدير وجهها بعيدا... أحاط خصره بها وخرج ليجلس علي الفراش فينا توقفت امامه مباشره وهي تجفف شعره بالمنشفه وتلبسه احد التيشيرتات.... اشتعل كل انش بجسده وطالعها بأعين راغبه وقد التصقت ملابسها بجسدها المثير ليمد ذراعه السليمه يحيط خصرها يقربها اليه ولكنها كانت منتبهه جيدا لتبتعد عنه بالوقت المناسب قائلة بتشفي وهي تري نظرات الاحباط بعيناه :تصبح علي خير... . قراءة ممتعة بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !