الثاني والعشرون ....لم اعد تلك الحمقاء
الخميس 14 يوليو 2022
0
استند بظهره الي ظهر الفراش وطيف ابتسامه مرتسم علي شفتيه يتذكر ضحكتها المتشفيه به ويتقبلها بكل رضي فلتعذبه كما تريد طالما هي معه لايهتم...!!
لاينكر بأنه مازال يشعر بهذا الجرح باعماق قلبه لرفضها الإنجاب منه ولكنه اعترف بانها محقة في خوفها.... فقد كان عليه أن يتفهم مشاعرها ويحاول ان يحتويها ويساعدها ان تتجاوز خوفها لا ان يضغط عليها أكثر...!. عليه أن يبذل مجهود في إثبات حبه لها قبل ان يطالبها بأي شئ...!
نعم هو يعرف جيدا بأنه رجل اناني صعب الطباع ولكنه متأكد من انها تحبه بكل صفاته لذا كما تفهمته والتمست له الأعذار دائما كان عليه تفهمها... لم يكن عليه أن يعاملها علي هذا النحو ابدا...!
ان قلبها الغر الصغير قد شب علي حبه وقلبه لم يعرف الحب سوي علي يدها لذا عليه أن يحافظ علي حبها
ان كان يريدها ان تبقي علي حبه بقلبها يجب أن يتفهم مشاعرها وماتمر به بعد ان خذلها وسبب جرح لاينتسي...!.. ستسامحه بالتاكيد ولكن عليه أن يعمل ويظل يعمل علي ذلك..!
....
استيقظت حسناء باكرا كعادتها لتستمع لرؤوف يتحدث بالهاتف : وامتي حصل ده؟.......
عقدت حاجبيها : في أية يارؤوف.؟
تردد قليلا ثم أخبرها بماحدث..!
.......
فتحت ندي عيناها بارهاق علي صوت المنبه الذي ظبطته قبل موعد دواء مراد....اقنعت نفسها بأنها لاتهتم به وهو لايستحق بالتاكيد اهتمامها ولكنها تفعل هذا بدافع الواجب فقد تذكرت اهتمامه بها أثناء مرضها لذا ستفعل ماعليها....!
فتحت الباب بهدوء لتجده مستغرق بالنوم.. ابعدت عيناها التي بدأت بالتطلع له باشتياق بينما ملامحه بهذا الاسترخاء وقد انسدلت خصلات شعره الفحميه علي جبينه العريض ...! مدت يدها ترفع تلك الخصله عن جبينه لتري ذلك الجرح الممتد بجانب حاجبه.. مررت يدها برفق علي ذلك الجرح ولكنها سرعان ماعبست بملامحها وهي تتذكر مافعله معها الفترة الماضيه... حتي لايظن بأنها تهتم فيجب ان يعلم انها لم تعد تهتم له وتعذبه كما عذبها ... جلست بجواره ومدت يدها نحوه تهزه برفق وهي تهتف به ليفيق :... انت... انت .. قووم عشان تاخد الدوا
فتح مراد عيناه بصعوبه يسألها بخمول :في أية ياندي مالك؟
قالت بملامح عابسة : ماليش.. قوم عشان تاخد الدوا
عاد يسألها بنعاس : دوا اية... الساعه كام
زفرت بضيق :الساعه سته ميعاد الدوا بتاعك
فتح عيناه يطالعها للحظات وهي تنظر له بهذا العبوس قبل ان يسألها بمغزي :وانتي صاحيه بدري كدة مخصوص عشان تديني الدوا
قالت بجفاء :انا مش بعمل كدة عشانك...انا بعمل كدة عشان ربنا إنما لو عليك انت فأنت اخر واحد افكر اهتم بيه
تضايقت هي مما قالت للحظة فيما اغمض هو عيناه قائلا بوهن : متشكر علي اهتمامك... بس مفيش داعي تتعبي نفسك انا هبقي اخد ادويتي بنفسي
زمت شفتيها وشعرت بالذنب لنبرته الواهنه تكره جرحة بتلك الطريقة ولكن ماذا تفعل ليشعر بجرحه لها ويتوقف عن جرحها...
هزت راسها قائلة بعدم اكتراث مصطنع :بس انا مراتك ولازم اهتم بيك ولانسيت
قالت كلماتها بلامبالاه قبل ان تتوجه للثلاجة الموضوعه بجانب الغرفة تخرج منها العصير وتسكب له كوب منه
فيما ابتسامته عادت لترتسم علي جانب شفتيه فهي مازالت تلك الطفله الصغيرة التي لاتعرف ان تضايق احد....! تريد جرحه ولاتقوي علي ذلك...انها صغيرة بريئه جميلة مجروحة وتريد ايلامه ولكنها لاتستطيع بالرغم من كل ماتفعله....
أمسكت بالكوب وتوجهت نحوه ليلاحظ ماترتدية ويتطلع نحوها باعجاب لثوبها الليلي القصير ذو اللون الاسود وخصلات شعرها التي تمردت حول وجهها ووجنتها المنتفخة أسفل عيونها الناعسه ...!
وضعت الكوب علي الكمود بجواره واخرجت احدي حبات الدواء ومدت يدها تعطيها له قائلة : قوم يلا خد الدوا
حاول أن يعتدل ولكنه استند علي كتفه المصاب لتنزعج ملامحه بشده....!
:خد بالك.. صاحت وهي تقترب منه فلم تجد بدا من مساعدته التي استغلها وهي بهذا الجمال.... اقتربت منه ووضعت يدها خلف ظهره والأخرى احاطت بها عنقه لتساعده علي النهوض الذي كان مهمه شاقه ناضلت لاكمالها وهي تلهث بانفاس متلاحقه للمجهود الكبير الذي تبذله برفع جسده الضخم...
:ااه... انت تقيل اوي.. ساعدني شوية وحاول تقوم معايا
بالتاكيد لم يكن ليفوت فرصه اقترابها منه
بهذا الشكل ليتعمد ان يرخي جسده متظاهرا بعدم القدرة علي التحرك لتقترب وقد راح يدفن راسه بثنايا عنقها وصدرها ويده الاخري تحيط بخصرها تقربها اليه اكثر ويستنشق رائحتها الجميلة بنشوه آفاق منها علي صوت ندي الغاضب وقد فهمت مكره...و ابعدته عنها وطالعته بغضب : انا غلطانه اني جيت جنبك اساعدك اصلا
قال ببراءه وهو يستند لظهر الفراش :وانا عملت حاجة...
: امال كنت بتعمل اية دلوقتي.. ؟
هز كتفه ببراءه : مكنتش بعمل اي حاجة...
زفرت بضيق وامسكت بكوب العصير تقربه له مع الدوا :طيب يلا خد العصير
باستكانه وضعف مصطنع قال :مش قادر امسك بأيدي حاجة
نظرت له بغيظ وفهمت لعبته الماكرة ولكن ليس لديها بديلا لتقرب يدها من شفته تضع حبه الدواء بفمه لتشعر بشفتاه تلثم اناملها ببطء وهو يتلتقط حبه الدواء منها... اسرعت تبعد يدها التي توترت كل اعصابها بسبب مايفعله...! تناولت كوب العصير وقربته من فمه ليرتشف منه القليل قبل ان تعيده مكانه ليقول بنبره ناعمه : شكرا
تلاقت عيناها بعيناه التي لاتقوي علي مقاومتها لتشعر بيداه تمسك بيدها يقربها لشفتيه يطبع عليها قبله رقيقة ومازالت عيناه
تتأملها...
التفت لتغادر ولكنه جذبها ناحيته ينظر اليها باشتياق :ندي
زفرت بضجر : عاوز اية ؟
: صدقيني انا عمري ماخنتك.... قاطعته بحدة :كداب... كنت بتخوني زمان طول الوقت
تعلثم بتبرير : من وقت مابقيتي مراتي فعلا مقربتش من واحدة غيرك
:ولما هو كدة كانت بتعمل معاك اية وقت الحادثة
: شغل... صدقيني شغل
لوت شفتيها باستنكار : وانت من كل الناس ملقتش غير دي تشغلها معاك
: مش معايا... بتشتغل مع مروان الرماح
وضع كفها بين يده واكمل : دي الحقيقة صدقيني
نزعت يدها من يده قائلة بتهكم : وانت مصدقتنيش لية لما أكرم وصلني.....
نظرت له بتحدي وأكملت ; تحب اقولك الكلام اللي قولته ليا وقتها..
; ندي... قاطعته بحدة : قلتلك اثبتلي
قال بنفاذ صبر : ودي اثبتها ازاي
:معرفش..
قال بهدوء وهو يمسك بيدها مجددا : طيب خلينا نتكلم براحة
زفرا بضيق ; نتكلم في أية
اجلسها بجواره ليقول بنبره ناعمه : انا عارف اني غلطت وضايقتك كتير... بس ده من حبي وغيرتي عليكي... ندي غصب عني اتجننت لما لاقيتك بتاخدي الحبوب دي واي راجل مكاني هيعمل كدة.... بس انا عرفت غلطي خلاص وموافق نصبر شوية علي موضوع الولاد ده وصدقيني كنت هسمعك وهعملك كل اللي انتي عاوزاه لو بس اتكلمتي معايا من غير ماتعملي كدة من ورايا... اللي عملتيه جرحني اوي ياندي
:وانت طول عمرك بتجرحني... لو سمحت يامراد مش عاوزة اتكلم في اي حاجة دلوقتي
....
انخلع قلب حسناء التي علمت بحادث مراد ليجدها تندفع من الباب الغرفة بقلق سافر توجههت نحوه : مراد... حبيبي مراد..
تفحصته بقلق وهي تقول : انت كويس ياحبيبي
ابتسم لها ويده مازالت ممسكه بيد ندي التي حاولت الإبتعاد ولكنه لم يسمح لها
قال لعمته ; انا كويس متقلقيش ياعمتو..
:مقلقش ازاي بس ياحبيبي ده انا اول ماعرفت من رؤوف وانا اتجننت
نظرت لندي الواقفة ويدها ماتزال بيد مراد بابتسامه قائلة : كدة برضه ياندي انتي وعثمان تخبوا عليا
: معلش ياعمتو محبناش نقلقك.. وبعدين اهو كويس قدامك
جلست حسناء بجواره وعيناها مازالت تتفحصها قائلة : كويس اية ياندي انتي مش شايفاه...
ضحكت ندي بنعومه علي دلال حسناء الدائم له والتي سألته وهي تمرر يدها علي خصلات شعره :اية ياحبيبي اللي حصل؟
هز رأسة : ابدا حادثة بسيطة... واحد وقف قدامي فجاءة
قالت بعتاب : اكيد كنت سايق بسرعه يامراد
قالت ندي بتهكم له مغزي :او جايز مش مركز في الطريق ومركز في حاجة تانية
باغتها برفعه ليدها وتقبيلها مرة اخري قائلا : عندك حق ياروحي.... كنت سرحان فيكي طبعا
سحبت ندي يدها من يده بغيظ فهل يسخر منها قائلة : فيا ولا في الهانم بتاعتك
قالت حسناء باستنكار : لا ياندي مالكيش حق ابدا.... مراد مش كدة
قالت بسخريه : ده كدة بعينو ياعمتو... انتي بس اللي دايما تدافعي عنه
: انا..!
ضحكت ندي قائلة : طبعا هو في حد مدلعه غيرك
ضحك مراد بخفه قائلا : انتي ياروحي كمان بتدلعيني
قالت ندي باستنكار : انااا
هز راسه مؤكدا : طبعا .... مش صاحية مخصوص تديني الدوا وكمان هتجهزيلي الفطار بنفسك
رفعت حاجبيها : نعم... فطار اية اللي أجهزة
قال ليغيظها : فطار لجوزك حبيبك اللي تعبان اللي اكيد مش، هياكل من ايد الشغاله
تدخلت حسناء بابتسامه : ربنا يخليكم لبعض..بس خليني انا انزل اجهزلكم الفطار
ابتسم لها مراد قائلا : ربنا يخليها ليا ياعمتو...بس معلش انا نفسي اكل من ايديها
انتي مش متخيلة كانت هتموت من القلق عليا ازاي ...
هتفت ندي بغيظ : ولا كنت قلقانه ولاحاجة.... كفاية عليك قلق الست شاهيناز
تركته وغادرت بغيظ فيما التفتت له حسناء بتساؤل... :مين شاهيناز دي يامراد.... اوعي تكون زي ماندي بتقول
هز رأسة : لا طبعا ياعمتو عمري ماابص لواحدة غيرها....من اول ماخليت جوازنا حقيقي ومقربتش لواحدة غيرها....صدقيني ياعمتو... حاولت بس لقيت نفسي مش عاوز ولاشايف غيرها.. هي وبس ...
انتهي من أخبار عمته بماحدث لتقول : طيب ماتجيب البنت دي تحكي لندي علي اللي حصل
قال بتهكم : وانت فاكرة ندي هتصدق....!
.... ابتسامة واسعه احتاجت وجهه ندي التي استمعت لحديث مراد وعمتها لتهز راسها بسعادة من كلامه وتؤكد بوعيد لنفسها : مصدقة بس هعذبك زي ماانت طول عمرك معذبني
....
...
بعد قليل حملت زين وتوجهت الي غرفته ليراه...
اتسعت ابتسامته الحنونه فور رؤيته لابنه وأسرع يتحامل علي كتفه المصاب ليحمل صغيره الذي اخذ يتمتم باسمه... قربته له ندي لتضعه بجواره علي الفراش قائلة : بلاش تشيله عشان كتفك
: عاوز اخده في حضني
حملت زين وانحنت نحوه لتضعه بحضنه ليباغتها مراد بضمهم هما الاثنين بذراعه السليمه بقوة
.. :مراد..! قالت بتحذير
قبل وجنتيها المنتفخة : قلب وعيون مراد
ابعدت يده عنها ووقفت قائلة : متحاولش مش هتضحك عليا زي كل مرة...
: انا مش بضحك عليكي انا بحبك
قالت بعناد : لا بتضحك عليا... كام يوم وبترجع تاني مراد القديم..
زفر مطولا وهو ينظر اليها تلك العنيده التي سيجن علي يدها بالتاكيد
.....
......
ابتسم سيف لسلمي قائلا : يعني مش هترجعي في كلامك تاني
هزت راسها بنفي : لا... الامتحانات تخلص ونتجوز علي طول
.....
....
بعدم تصديق أجابت علي مكامله مراد بصوتها الناعم... :مش مصدقة نفسي... مراد باشا بنفسه بيكلمني... ده انا قلت نسيتني
:لا يازيزي منستكيش
ضحكت عاليا ليضحك مراد هو الاخر علي ضحكتها الرقيعه... اؤمرني ياباشا.... اية شغل ولامحبه
:مااحنا قلنا يازيزي الشغل احلي بكتير
: بصراحة ياباشا كله منك حلو انا تحت امرك
: عاوزك في موضوع مهم... هبعتلك فريد يجيبك واقولك
:اوامرك ياباشا...
أغلق الهاتف والقاه جانبا بابتسامه منتصره فقد حذرها اكثر من مرة وهي مصرة الاتاخذ تحذيرة علي محمل الجد..!
....
......
تصنعت شاهيناز عدم الفهم... انااا لا طبعا وانا هعمل حاجة زي دي ليه
وضع مراد قدم فوق الاخري مرددا ببرود :عشان تخليها تشك فيا
:لا طبعا يامراد
اقتربت منه قائلة بنعومه : انا قلتلك ان موافقة ابقي معاك وموضوع جوازك مش فارق معايا..
رفع حاجبه يطالعها ببرود :معايا... ولا مع مروان
:لا ياحبيبي مروان ده اية... انت طبعا
انحنت ناحيته قائلة بصوت هامس :وبعدين انت اللي اضطريتني اعمل كدة...عشان تغير عليا
ابعدها باشمئزاز : اغير علي مين... انتي مين اصلا
هتفت بغيظ : انا شاهي اللي كنت في حضنها سنين ولانسيت .... لعلمك بقي يامراد لو انت نسيت فأنا هفكرك...
طالعته بتحدي ووعيد : ومش هفكرك وبس ده انا هفكر حرمك المصون واشوف رأيها اية في صورك معايا.....
حك ذقنة ونظر اليها ببرود لتكمل تهديها : مش انا اللي ترميني وتفضل عليا عيلة صغيرة
بلحظة امسك مراد فكها بعنف قائلا :قلتلك متجبيش سيرة مراتي علي لسانك الو*** ده
:لما نشوف هتفضل مراتك ولا لا لما تشوف صورك في حضن واحدة تانية
تابع الضغط علي فكها بعنف واكمل وهو يسحق أسنانه ; مراد الدويري مبيتهددش... وافتكري اني حذرتك كتير...!
دفعها بعنف خارج مكتبه وابتسامه ماكرة علي شفتيه فهو لم يكن سيؤذيها بهذه الطريقة لآخر لحظة ولكنها من بدأت بتهديده.....!
...
..... خلاص تقريبا بارت كمان وتخلص
رايكم وتعليقاتكم اية...
مراد مجنون... بس لطيف..
ندي هي هي نفس الحمقاء...! قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
تابعة لقسم :
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك