الثالث و العشرون ...لم اعد تلك الحمقاء

2
جلست زيزي بالسيارة برفقة فريد تدخن سيجارة بانتظار ماسيحدث تاليا.... التفتت تجاه فريد قائلة :الا.... قولي بقي يافريد انت بتشتغل مع الباشا من زمان ؟ اومأ لها قائلا : من سنين... : طيب ماتقولي بقي هو الباشا ده اية سكته؟ : مالوش سكة يازيزي متحاوليش... ضحكت بخلاعه : كل الرجاله ليهم سكة....جايز هو سكته صعبه شوية بس اكيد له سكه.... هو متجوز من زمان؟ : متجوز من كام سنه من بنت عمه كانت صغيرة وقبل ماابوها يموت اتجوزها مراد باشا عشان ورث بقي... اسم العيلة.... يطمن عليها اهو المهم لقيناه بين يوم وليلة متجوزها قالت زيزي بهيام : يابختها..!!.... دي امها اكيد دعيالها.. حد يطول يتجوز واحد زيه نفث فريد دخان سيكارته وضحك قائلا : قولي اللي يكون في عونها.... ماانتي معذورة مااصلك مقابلتيش الباشا زمان... كان كل يوم مع واحدة شكل : وهي بقي اللي عقلته؟ هز كتفه : الله اعلم... بس من ساعة مارجع من السفر وربنا هداه : شكلها اية بقي مراته؟ : مدام ندي حلوة يازيزي وطيبه اوي...والباشا بيموت فيها التفت اليها قائلا بمكر : عشان كدة متحاوليش يازيزي بدل ماتبقي اخرتك مع وحشة لوت زيزي شفتيها : يعني مفيش امل : املك تنفذي طلباته وبس ودماغك مترحش لحته تانية..... غمز لها واكمل : وبعدين مانتي شفتي الباشا كريم ازاي... بلاش بقي تخليه يقلب عليكي وتشوفي الوش التاني عضت علس شفتيها : لا... بعد الشر...خلينا في وشه اللي زي القمر ده جاءته بتلك اللحظة رساله علي هاتفه ليقول :يلا يازيزي... البت وصلت اومات له وغادرت بخطواتها المتهادية الي داخل قسم الشرطة.... حيث احتجزت شاهيناز بتهمه مخله بالآداب برفقة بعض الفتيات المشبوهه...!! أخرجت بضعه أوراق ماليه ووضعتها بيد ذلك العسكري لتهمس له ببضع كلمات باذنه ليرد : .. ماشي بس بسرعه ابتسمت له قائلة : عنيا هما خمس دقايق ابتعد بضع خطوات لترفع شاهيناز عيناها الباكية تجاه زيزي التي وقفت تنظر اليها بتشفي... انتي مين وعاوزة مني اية؟ ربتت زيزي علي كتفها قائلة : انا اللي بأيدي تطلعي من هنا علي بيتك او علي القناطر.. قطبت شاهيناز جبينها قائلة بلهفة : اطلع من هنا... ازاي اشارت زيزي بسبابتها تجاه تلك الفتاتان ذوات الملابس الخليعه قائلة :دول اللي اتقبض عليهم معاكي مش كدة اومات لها شاهيناز بانهيار : انا معرفهمش واول مرة اشوفهم مضغت زيزي علكتها قائلة : ولا حد هيصدقك .... الا لو انا خليتهم يصدقوكي اشارت إليهم قائلة :.. هما هيدخلو دلوقتي للظابط باشارة مني يقولوا انك كنتي معاهم او انهم ميعرفوكيش واول مرة يشوفوكي ابتلعت شاهيناز لعابها قائلة ببطء :مرااد اللي عمل كدة ... خايف انفذ تهديدي قالت زيزي وهي تنفخ دخان سيكارتها باحتقار : وانتي مين عشان تهددي الباشا اصلا... بصي حواليكي ياحلوة شوفي انتي مرمية فين.... قالت بتوسل : انا مستعدة اروحله واتاسفله بنفسي وهبعد عنه وعمري ما هعمل حاجة تضايقه.. بس اطلع من هنا ابعدتها زيزي عنها قائلة : ولا تروحي ولا عاوز يشوف وشك تاني.... هو كان ناوي يأدبك صح ويعملك ملف آداب محترم... بس انا قلتله بلاش دي ولية برضه ياباشا... بلاش تصيغ مستقبلها غمزت لها قائلة : مع ان يعني مستقبلك اصلا ضايع ومقضياها.... بس انا اتحايلت عليه و انتي عارفة حنيه قلبه... وافق يخليها بس قرصة ودن : بجد.. قاطعتها زيزي بتحذير : بس يكون في علمك لو شافك في طريقة تاني لو حتي صدفه متلوميش غير نفسك ياحلوة... اومات بطاعة : حاضر.. حاضر بس اخرج من هنا : هتخرجي... بس برضة يتعمل معاكي الواجب.. اتسعت عيناها بخوف : قصدك اية؟ ضحكت زيزي بخلاعه : يعني يومين كدة تتربي في الحجز ... اصل بكرة وبعدة النيابة اجازة... القت زيزي بسيجارتها وداستها بكعب حذاءها العالي قائلة : عشان تبقي تتعلمي الدرس علي الاخر... سلام ياحلوة.. ......... .... هز مراد راسه وهو يتحدث بهاتفه : تمام يافريد... وكزته زيزي بكتفه ليتعلثم فريد قائلا : اصل.. اصل ياباشا زيزي كانت عاوزة تسلم علي حضرتك ضحك مراد من تلك التي لاتيأس قائلا : قولها سلامها وصل.... ووصل ليها سلامي بالشيك اللي معاك يافريد قالت زيزي بلهفة : ها.. قالك اية؟ ضحك فريد قائلا : بيسلم عليكي قالت باحباط : يعني مش هشوفه اخرج الشيك من جيبه قائلا :خدي الفلوس يازيزي وافتكري اللي قلتهولك كويس عضت علي شفتيها : ماشي.. مسيرة يجي : بتحلمي...!! ..... .... بالتاكيد تحلم فعيناه لم تعد تري اي أمراه سواها.. انها تلك الصغيرة الفاتنه التي سرقت قلبه وعقله وفقد اهتمامه باي امرأه اخري وكأن عيناه لاترى سواها... اغمض عيناه وابتسامه طفيفة ارتسمت علي جانب فمه وهو يتذكر ابتسامتها الحلوة ووجهها الجميل بكل تعبيراته... يعشق جبينها المقطب كلما نظرت اليه وهي تتظاهر بعدم الاهتمام به طوال اليومان الماضيان فيما وجدت عيناه الماكرة تفهمها جيدا ويعرف انها تهتم به لأنها تحبه ....! انتهي من شاهيناز وعاقبها علي فعلتها والتي جعلت ندي تشك به عن قصد ليطوي تلك الصفحة تماما...! انهارت شاهيناز طوال هذان اليومان وكلما فكرت بالوعد والثأر تتذكر تلك الارضيه الباردة والجدران القبيحة التي تجلس بها... حتي مروان أظهر رغبته في عدم رؤيتها مجددا وبالتاكيد سيفعل مابوسعه للحفاظ علي شراكته مع مراد .. لقد خسرت كل شئ بسبب غباءها وحقدها وهي المخطئة لاتنكر ذاك خاصة بعد كل تحذيرات مراد لها..! .... عاد مراد مساءا للمنزل ليجد ابيه جالس يلاعب زين الذي استدارت راسه تجاه مراد فور سماعه لص.. قال بهدوء مساء الخير يابابا : مساء النور يامراد مد يده ليحمل زين ويقبل وجنته الجميلة :حبيبي وحشتني ملأت الضحكة وجهه الصغير الذي اخذ يتمتم بإسمه...ليلتفت مراد حوله قائلا : أمال ندي فين يابابا؟ : في اوضتها بتذاكر خلاص امتحانها كمان اسبوع اومأ له قائلا : ربنا معاها نظر له عثمان لحظة ثم قال : من قلبك قطب مراد جبينه باستنكار : اكيد يابابا انت عندك شك اني بحبها وعاوز مصلحتها هز عثمان كتفه : امال بنت شريف النجار كانت معاك يوم الحادثة لية قص مراد علي ابيه ماحدث ليكمل : والله يابابا ده اللي حصل... مفيش بيني وبينها ولابين اي واحدة حاجة غلط... انا بحب ندي وبس واستحاله ابص لحد غيرها... جايز بنختلف كتير انا وهي بس ده مش معناه اني مبحبهاش :يعني لو جرالي حاجة هبقي مطمن عليها ليقول مراد : بعد الشر عليك يابابا ربنا يديك طوله العمر : علي كل حال يامراد انا عاوز أوصيك عليها ندي مش بس بنت اخويا.. لا انا طول عمري يعتبرها بنتي عاوزك تاخد بالك منها وتحافظ عليها... شجعها تبقي ناجحة عشان تعوض السنين اللي اتعذبت فيهم معاك... اوعدني يامراد : اوعدك يابابا... ندي هتبقي طول عمرها في عنيا.. ربت عثمان علي يد ابنه الذي ابتسم له : ربنا يخليك لينا يابابا :عاوز كمان اطلب منك طلب : خير يابابا :عاوزك تحسن علاقتك برؤوف المسيري... عشان خاطر عمتك مينفعش الراجل كل مايجي مترضاش تقابله... وبعدين الراجل اعتذر عن أفعال ابنه .. يعني خلاص مفيش سبب للحساسية بينكم اومأ مراد وزفر مطولا قائلا : ماشي يابابا حاضر اعتدل عثمان واقفا وهو يقول : تمام... انا هطلع ارتاح... : وانا كمان هاخد زين عشان ينام تصبح علي خير يابابا :وانت بخير يامراد .... ... كانت ندي غارقة وسط الكتب والأوراق التي افترشتها علي سريرها ليدخل مراد اليها بعد ان وضع زين بفراشه ... ابتسم لفوضويه شعرها الذي تهدلت خصلاته من تلك الكعكة التي عكصت بها شعرها قائلا : انتي لسة سهرانه اومات له بارهاق : اه.. عندي مذاكرة جلس بجوارها قائلا : اساعدك في حاجة؟ رفعت حاجبيها باحباط ليتطلع لتلك الكتب المعقده المفتوحة امامها وينظر إليهم بعدم فهم لتلك المعادلات والمصطلحات الطبيه أفلتت ضحكتها علي عقده حاجبيه فيما يتطلع بكتبها ليزفر قائلا : ويعني كان لازم صيدله... مالها إدراة أعمال ولا هندسة كان زماني فاهم حاجة .. التفت اليها قائلا... انتي فاهمه حاجة ياندي ؟! قطبت جبينها كالاطفال قائلة : بحاول افهم... انت بس بطل تحبطتني بقي... اومأ لها قائلا : حاضر... جلس معها قليلا ثم تركها لتكمل مذاكرتها لتتفاجيء به يعود بعد قليل وهو يحمل كوبين من القهوة السويسرية التي اخترقت رائحتها انفها... قالت بسعادة ... دي عشاني؟ اعطاها كوبها قائلا بمزاح : لا عشاني... انا قلت اساعدك باي حاجة فعملتلك قهوة تفوقك : عملتها بنفسك؟! اومأ لها فرفعت حاجبيها بعدم تصديق.... مراد.! بيعمل القهوة..!! : وفيها اية يعني..؟ غمز لها واكمل : مش مراتي حبيتي خفضت عيناها من عيناه التي تقتلها بسحره الذي يوجهه ناحيتها برقته ومغازلته الدائمة لها...تناولت رشفة منها قائلة : متشكرة ابتسم لها قائلا : وكمان مش هسيبك تسهري تذاكري لوحدك هقعد جنبك اشتغل ابتسمت له وعادت لكتبها فيما وضع حاسوبة امامة وفتحه وبدأ يعمل... غرقت في مذاكرتها فيما غرق هو بتأملها وقد عجز عن التركيز في شئ سواها..... مرت ساعتان تمطأت بعدهم ندي بكسل وقد بدأت جفونها ترتخي لتستسلم للنوم... ناداها مراد برفق.. ندي مممم.. همهمت دون فتح عيونها ليبعد تلك الكتب من امامها ويمددها برفق علي الفراش.. أغلق الانوار واستدار ليغادر ولكن دفء الفراش بجوارها كان أكثر اغراء ليجد نفسه يتمدد بجوارها ويمد يده يجذبها ليجعلها تتوسد صدره ويحطها بذراعيه مستنشقا رائحة شعرها الجميلة...! ابتسم حينما شعر بها ضمت نفسها لصدره اكثر ليقبل جبيها مطولا ثم يستسلم لسلطان النوم ....! .... ..... شعرت بذلك الشيء الصلب الذي ينبض تحت راسها لتفتح عيناها ببطء وترفع راسها تجاه مراد الذي كان يحاوطها بذراعه... حاولت أبعاد ذراعيه من فوقها لتقوم ولكنه شعر بها فجذبها اليه أكثر ودفن راسه بعنقها هامسا :خليكي في حضني قالت وهي تحاول التملص من ذراعيه : انت اية اللي نيمك جنبي اصلا همس بنعاس : شششس... بطلي كلام وكزته بصدره بغيظ :اوعي .خليني اقوم... هز راسه وشدد ذراعيه حولها ووضع ساقه فوقها يحاوطها... لسة بدري خليكي في حضني شوية قالت بغيظ : اوعي كدة... حضنك اية..؟ ؛.. انت ماصدقت ولافاكرني نسيت فتح عيناه ينظر اليها بغيظ من افسادها لتلك اللحظة الرومانسية قائلا : في أية ياندي علي الصبح انتي مش هتتغيري ابدا.. في واحدة تصحي جوزها كدة هتفت بحنق : امال عاوزني اصحيك ازاي؟ بمكر مال نحوها ليقبلها ولكنها كانت منتبهه له لتضع يدها علي صدره توقفه : والله...؟! قال ببراءه : كنت هعلمك ازاي تصحيني : لا متشكرة مش عاوزة اتعلم... وبعدين انا كدة ومش هتغير ولو عاجبك أحاط خصرها بذراعه قائلا بهيام وهو يبعد شعرها عن وجهها الجميل : عاجبني والله عاجبني.... كل حاجة فيكي عجباني حاولت إخفاء تلك الابتسامة عن ثغرها ليكمل غزله لها والذي بدأ يؤتي بثماره ليمرر يداه برفق علي شعرها : شعرك الطويل.. عنيكي الشقيه الحلوة... خدودك اللي فيها الغمازتبن دول... شفايفك... تطلع نحو شفتيها واكمل بهمس وهو يقترب منها :شفايفك اللي هموت وادوق طعمهم كل يوم الصبح زي زمان... تاهت وتشتت تفكيرها بكلماته وغزله الذي اسر قلبها لتشعر بانفاسه الهامسة وهو يردد : فاكرة يانودي.. بوسة الصبح بتاعة زمان اومات له لتجد نفسها بين ذراعيه يذكرها بتلك القبله التي فتحت مشاعرها قبل سنوات لتتذكر اول قبله لها بين ذراعيه لتندفع كل مشاعر الحب الذي كنته له طوال تلك السنوات... ترك شفتيها واسند جبينه علي جبينها لحظة قبل ان يتطلع لعيونها ويسالها بنبره متلهفة : خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض ننسي كل اللي فات... انا عارف اني غلطت كتير وظلمتك كتير.. بس بحبك.. بحبك اوي.... ..... ..... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !