التاسع عشر ...لم اعد تلك الحمقاء

8
حاولت ندي التحدث معه ولكنه تركها وانصرف فان ظل لمدة أطول لن يضمن رد فعله تجاهها... لماذا فعلت شئ كهذا؟ لماذا جرحته بتلك الطريقة؟ لقد شعر بأنها كانت تخدعه طوال الفترة الماضية وهي تخبره بأنها سامحته وتجاوزت الماضي وهي لم تنسي ولم تتجاوز شئ وإنما تنام بين ذراعيه وهي مازالت تشك به ولم تعطيه الثقة... زاد من سرعه السيارة وهو يضرب المقود بقوة.... غبي... غبي عمرها ماسامحتك ولا هتسامحك ابدا...! .... انتصف الليل وهي تحاول الاتصال بهاتفه المغلق دون جدوي..... دمعت عيناها مجددا وهي تتذكر ماحدث وقلبها لايحتمل مجرد التفكير بأن تلك نهاية سعادتها معه... لعنت غباءها الآلاف المرات لفعلتها الغير محسوبة.. انها تحبه وتعشقه وتريد منه بالتاكيد أطفال لماذا فعلتها...؟! لاتعرف ولم تفكر..! كان يجب عليها ان توقف تناولها لتلك الحبوب او علي الاقل اخباره بذلك الشعرة بالخوف الذي ينتابها بين الحين والآخر بأن يتركها مجددا... انهمرت دموعها الساخنه تحرق وجنتيها وهي تفكر بأن مخاوفها تحققت وهاهو سيتركها... ولكن بسبب مافعلته اشارت الساعة للثانية فجرا ولم يعد...!! اكلها القلق عليه فهاتفه مغلق واتصلت بعمتها وعرفت انه لم يذهب اليها... حاولت عمتها معرفة سبب صوتها الحزين ولكنها لم تخبرها... ... .... تمدد مراد علي الفراش ووضع يداه علي عينه يحاول النوم ولكن عبثا فمازال الغضب مشتعل بداخلة بل واشد ضراوة... لقد قرر الإبتعاد ليبيت تلك الليلة بأحد الفنادق لعله يهديء ولكنه لم يفعل وهو لايجد اي مبرر لفعلتها تلك خاصة من وراء ظهره... ربما لو واجهته واخبرته بمخاوفها لكان تحدث معها وحاول أبعاد هذا الخوف وطمئنتها لكانت حصلت علي اقترابه وحرصه عليها أكثر.... ربما حتي لو أخبرته بعدم رغبتها بالحمل مرة اخري لكان ضغط علي نفسه وتفهمها وتقبل فهو لم يكن ليغصبها علي شئ لاتريده ولكن فعلتها تلك... لا... لا يمكنه حتي تقبلها... ولا تغتفر..! خرج للشرفة يدخن بشراهه حتي خيوط الصباح الاولي وقلبه وعقله يشتعل مثل سيكارته..، ... .... بكت بشدة بين أحضان عمتها التي ربتت علي كتفها : انا قلقانه عليه جدا ياعمتو قالت حسناء مهدئة : متقلقيش ياندي... : ياعمتو ده مرجعش البيت من امبارح وتليفونه مقفول : معلش تلاقيه بيبعد شوية لغاية مايهدي :هو كلم اونكل عثمان هزت راسها : لا ياحبيبتي بس هيروح فين هو بس متضايق شوية من اللي حصل قالت ببكاء : غصب عني ياعمتو مكنش قصدي أبدا اضايقه... انا بس كنت خايفة ومش عارفة اتصرف ربتت حسناء علي كتفها بتفهم : عارفة ياحبيبتي... ومراد فاهم كدة كويس بس غصب عنه أي راجل في مكانه هيضايق لما يعرف ان مراته مش عاوزة تحمل منه ... :خفت يسيبني تاني زي زمان قالت حسناء بهدوء : كنتي اتكلمي معاه وقوليله علي احساسك ده بدل ماتعملي كدة من وراه وبعدين ياندي ياحبيتي مراد بيحبك انتي وابنه اكتر حاجة في الدنيا ومش عاوز اي حاجة تبعدكم عن بعض بدليل اللي عمله مع البنت اللي اتهمكتك كدب من كام شهر... رفعت ندي عيناها تجاه حسناء بعدم فهم لتبدء حسناء باخبارها عن ماحدث ولم يخبرها به مراد... :يعني هو حتي مفكرش يقولك ولا يضايقك بحاجة زي دي عشان بيحبك :انا... ليلي كانت عاوزة.... قاطعته عمتها : انتي غلطتي انك عرفتي بنت زيها من الاول ياندي والله اعلم لو مراد مكنش أتدخل كان اية اللي حصل عضت أصابع الندم بشده علي غباءها وتسرعها فلو كانت علي الاقل تحدثت معه لما تركها...! ....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !