الثامن عشر .... لم اعد تلك الحمقاء

2
انتصف الليل ومراد يلتهم سجائره الواحدة تلو الاخري ليفكر بطريقة اولا يخرجها بها من ذلك الموقف ثم يأتي وقت الحساب..! عبث بهاتفه ليقول بلهجة إمرة : فريد .. عاوز واحدة تدخل الحجز ليلة وهدفع الرقم اللي تحدده. ... تنملت ندي في نومها وهي تشعر ببرودة الفراش بجوارها لتفتح عيونها ولاتجد مراد بجوارها ... اعتدلت جالسة تنظر في ارجاء الغرفة تبحث عنه... لم تجده فغادرت الغرفة تجاه غرفة زين ولكنه لم يكن هناك لتتوجهه لمكتبه... كان ممدد جسده علي الاريكة الجلدية الوثيرة بمكتبه ويضع يده علي عيناه وهو غافي اتجهت نحوه لتجلس علي ركبتيها إمامه وتمرر يدها بين خصلات شعره الناعمه... فتح عيناه ببطء ليجدها تمرر يدها بحنان فوق تعابير وجهه العابسة... مالك ياحبيبي؟ داعب شعرها بخفة قائلا :مفيش.. :مفيش ازاي وانت بقالك يومين ساكت وسرحان... وحتي مطلعتش تنام جذبها لتجلس بحضنه ودفن راسه بعنقها يشتم رائحتها الذكية وهو يقول : معلش ياروحي شوية مشاكل في الشغل مررت يدها برفق علي ظهرة قائلة :طيب ماتحكيلي هز رأسة نافيا: متشغليش دماغك... : بس يا..... قاطعها حينما اقترب من شفتيها يقبلها بعمق متذوق طعم شفتيها باشتياق... مررت يدها بخصلات شعره واغمضت عيناها مستمتعه بقبلته التي تبعها باخري واخري جعلت عيناه تلمع برغبته التي اشتعلت بها لينحني نحوها يحملها ويصعد بها لغرفتها .. ..... فتح الشرطي تلك البوابة الحديدية دافعا بتلك المرأة للداخل وأعاد غلقها مجددا.... توقفت تلك المرأة وسط غرفة الحجز التي كانت بمنتصف الثلاثينات من عمرها جميلة بنظرات قوية وايضا شريرة.... دارت بعيناها بارجاء المكان قبل ان تتوقف عيناها لدي هدفها... تلك الفتاه ليلي ...!! هتفت احدي المسجونات : زيزي..! ابتسمت الفتاه لتسرع نحوها الاخري :الحجز نور يازيزي قالت زيزي بضحكة عاليه ; منور بأهله ياناني :اية... جاية في أية؟ قالت وهي تنقل نظراتها علي تلك الفتاه المنكمشة باحد الاركان.... جاية في مصلحة وهطلع علي طول وكزتها الفتاه بكتفها بتساؤل : مصلحة..!! اشارت زيزي براسها تجاه الفتاه ثم لباقي السجينات لتهز ناني راسها قائلة بضحكة خليعه : متقلقيش يازيزي امان... كلهم ولا شايفين ولا سامعين حاجة.. بس متنسيناش في الحلاوة :عيوني... هتلاقوا الحلاوة الحلوة اوي عندكم لماااخلص سارت زيزي بخطوات ثابته تجاه ليلي التي لاحظت نظرات تلك الفتاه لها والتي اخافتها... تفاجأت بها تنحني نحوها فجأه وتجذبها من ملابسها لتوقفها علي قدمها... صرخت بفزع : في أية... ؟ امسكتها بقوة قائلة بتحذير : صوتك ميعلاش يابنت انتي بدل ماادفنك مكانك نظرت لها ليلي برعب فقد كانت تعني كلماتها خاصة حينما رأت الجميع يشاهد دون تدخل وهذا يعني انهم معها ولن ينقذها احد قالت بخوف : طيب انا... انا عملت اية.. امسكتها زيزي من خصلات شعرها بعنف قائلة وهي تهزها بقوة :من الاخر كدة انتي غلطتي مع ناس كبار اوي وغالين عليا ولازم تتأدبي علي غلطتك دي حاولت تخليص خصلات شعرها وهي تصرخ بألم لتصفعها زيزي بقوة وتوقعها أرضا فيما بدأت ناني وبعض زميلاتها بالغناء لإخفاء صراخ ليلي... قالت زيزي بتهديد : اسمعي يابت انتي سيرة مرات مراد باشا اللي جبتيها علي لسانك دي تنسيها خالص انتي متعرفيش هو ممكن يعمل فيكي اية..؟ والصبح قدام وكيل النيابة تكوني قايلة الحقيقة بدل ماورحمه امي تطلعي من هنا علي المشرحة عدل.. فاهمه.. .... .... اقتربت ندي بهدوء من مراد الغارق بالنوم لتجلس بجواره وتداعب خصلات شعره برفق توقظة.. :حبيبي قوم بقي احنا الضهر تقلب في الفراش للجهة الاخري قائلا بنعاس :سيبيني انام شوية ياندي احتضنته من ظهره وأخذت تمرر يداها علي ذراعه قائلة بنعومه : لا.. قوم بقي انا وزين مستنينك علي الغدا لم يستجيب لتنحني فوقه تنشر قبلاتها علي كل انش بوجهه.. حبيبي قوم ياكسلان أحاطها بذراعه وجذبها لتقع بين احضانه هاتفا وسط ضحكتها : هتفضلي مزعجة...! داعبت وجنته قائلة بدلال : مزعجة بس هز راسه وطبع قبله علي وجنتيها قائلا :مزعجة وجميلة.. تابعت بدلال : بس طبع قبله اخري علي جانب شفتيها :واحلي واحدة شفتها... تابعت بدلال اذابه : بس قبلة اخري واكمل :وعمري قبلة اخري وتابع :وحياتي... وروحي... اغدقها بقبلاته وعشقت دلاله لها لتستند لصدره العاري متنهده بسعاده :انا بحبك اوي يامراد قبل راسها ; وانا بموت فيكي ياقلب مراد.. :طيب يلا بقي عشان انا جعت اوي قال بمكر وهو يدفن راسه بعنقها :انا كمان جعان اوي : طيب يلا ننزل قال وهو يلتهم جلد عنقها الناعم : لا انا هاكل هنا... قالها وبدأ بتذوق كل جزء فيها دامغا عليه علاماته ليتلون جلدها الأبيض بعضاته علي طول عنقها فيما تابعت شفتاه طريقها لشفتيها التي لايرتوي منها.. ، ... .. بعد تناول الغداء جلست ندي علي طرف حمام السباحة وهي تضع قدمها بالماء وتحركها كالاطفال فيما سبح مراد حاملا زين علي ظهره.... ضحكت بسعاده لضحكات زين التي ملأت المكان مستمتع بالماء وبملاعبه مراد له... وضعه مراد علي كتفه لتتعالي ضحكة زين الجميلة وتلتقط لهم ندي بعض الصور الرائعه ... سبح مراد نحوها واضعا زين بين ذراعه القوية وكتفه.. : اية ياروحي مش عاوزة تنزلي الميه هزت راسها ومازالت ضحكتها تنير وجهها الجميل : لا ياحبيبي انا مبسوطة وانا شيفاكم كدة.. اومأ لها وناولها زين لتسرع بتجفيفة والباسه ملابسه... بكي زين حينما أخذته ندي من مراد ليستند مراد بذراعه القوية الي طرف حمام السباحة و يخرج منه ويحيط خصره بالمنشفه حاملا زين الباكي منها ليهدهده... حبيب بابي بيعيط لية توقف زين عن البكاء فور حمل مراد له لتقول ندي : لا انا كدة هغير.... ده بقي بيحبك اكتر مني.. أحاط كتفها بذراعه وضمها اليه قائلا :وانا بحبكم اكتر من نفسي... رفعت اليه عيناها :بجد يامراد... يعني انت مكنتش متضايق لما عرفت ان جبتلك ولد وانك اتربطت بيا باقي العمر قطب جبينه قائلا بسرعه :لا طبعا... انتي ازاي تفكري كدة اصلا ..انتي و زين احلي حاجة حصلت في حياتي... انا نفسي يكون عندي ولاد كتير مش زين بس طبع قبله علي جبينها وعلي جبين زين :بحبك يامجنونه.. انتي و الدويري الصغير ده... نقلت نظرها بينهما لتهز راسها ضاحكة بنعومه ;هو فعلا النسخة الصغيرة منك... ....... ... في اليوم التالي كان جالس بمكتبه حينما اتاه اتصال من محاميه : خير يااسامه : خير طبعا يامراد بيه.. كل حاجة مشت زي ماسيادتك كنت عاوز والبنت اعترفت قدام النيابه انها كانت بتكذب وأنها اصلا متعرفش مدام ندي وملهاش اي علاقه بيها... ابتسم مراد بثقة : تمام يااسامه... تابع انت باقي التحقيق وابقي بلغني باللي هيحصل ... بعد لحظات اتصلت به سالي سكرتيرته قائلة : فريد عاوز يقابل حضرتك ومعاه واحده قال مراد : دخليه فورا دخل فريد اولا ثم تبعته زيزي التي كانت تنظر حولها بانبهار ليقول فريد :مراد باشا... دي زيزي اندفعت الفتاه التي لمعت عيناها لوسامته وهيئته الرجولية لتقول بهيام : اتشرفت ياباشا أشار لها لتجلس قائلا وهو يستند لمقعده الوثير : برافو عليكي... عجبتيني يازيزي نفذتي بالحرف قالت بثقة ومازالت تتامله : امال ياباشا هو انا تلميذة.. أخرجت من ملابسها هاتف وضعته امامه قائلة :وده بقي هدية مني ياباشا نظر له مراد بتساؤل لتقول:ده تليفون البت اللي كان عليه صورها مع الهانم.. اومأ لها مراد وهو ياخذ الهاتف وأشار لفريد قائلا : اديها اللي تطلبه يافريد هزت راسها : لا يا باشا انت بتشتمني... اعتبره عربون محبه ضحك مراد قائلا : لا.... كله الا المحبه خلينا في الشغل ضحكت بخلاعه : لية بس ياباشا قال وهو يعبث بهاتفه : الشغل احلي قالت بمغزي : ماهو انت مجربتش المحبه تجاهل تلميحها الغير بريء ليتحدث بهاتفه:عماد اعمل عقد بعربيه موديل السنه للمدام اللي هتجيلك مع فريد دلوقتي اجتاحت السعادة وجهها لتهتف بعدم تصديق : عربيه.... بس ياباشا ده كتير غمز لها قائلا :مش قلتلك الشغل احلي ضحكت مجددا وهي تنحني نحوه : كل حاجة منك حلوة ياباشا داعب لحيته وأشار لفريد : خد زيزي علي المعرض وخلص ليها كل حاجة.. مدت يدها لتصافحة بدلال : متشكرة ياباشا ومش محتاج اقولك لو احتجتني في اي حاجة انا سدادة :انا طبعا اللي مش محتاج اقولك... لو لسانك الحلو ده نطق بحاجة... هتفت تقاطعه: من غير ماتقول ياباشا... ده انا اقطعه قبل ماانطق بكلمه... ..... . بطريق عودته فتح مراد هاتف تلك الفتاه ليري عدة صور لها برفقة ندي في احد الأماكن وبالتاكيد هو تلك المرات التي تشاجر معها بسبب خروجها المتأخر... ولاينكر انه غضب بشده فهي فقط لتتحداه اوقعت نفسها بتلك الورطة وتعرفت بأشخاص لايجدر بها الاقتراب منهم اوقوعها بمشكله لولا تدخله لكانت تواجهه هذا الاتهام.... زاد من سرعه سيارته يحاول إفراغ غضبه من تصرفاتها الطائشة ويهديء نفسه مبررا لها بأنها ماتزال صغيرة وعليه ان يسامحها بغلطة بالتاكيد لم تقصدها والمهم ان الامر انتهي.... فتح نافذه السيارة ليلقي بالهاتف محطمه آلاف القطع ويتابع طريقه مقررا ان يتجاوز عن تلك الغلطة من أجلها ومن اجل تلك السعاده التي يعيشها برفقه عائلته الصغيرة ولايريد لخطأ غير مقصود ان يعكرها.، ..... .... زفر سيف بغضب اول مرة تراه به لتحاول سلمي التحدث : ياسيف افهمني قال بحدة :افهم اية..؟. افهم انك بقالك شهرين بتماطلي في ميعاد جوازنا افهم انك عماله تخترعي في أسباب وهميه تهربي بيها مني قالت بتبرير متعلثم : لا طبعا مش بخترع .. انا بقولك ان الامتحانات قربت.... قاطعها بغضب: وهو مين اللي كان بيأجل كل شوية لغاية ماالامتحانات قربت مش انتي وبعدين امتحانات اية وانتي اصلا مش بتروحي الكلية ولا بتذاكري : ياسيف.... قاطعها بحزم : سلمي انتي عاوزاني ولا لا قالت بتأكيد : طبعا ياسيف.. : يبقي حالا تقولي سبب واضح لتاجيلك كل شوية والا هفهم انك عاوزة تنهي اللي بينا صمتت لحظة ثم قالت وهي تفرك يدها : خايفة ياسيف قطب جبينه مرددا ; خايفة..!! من اية؟ : بصراحة من وقت الحادثة وانا خايفة جدا... خايفة من كل حاجة... خايفة اخرج لوحدي... خايفة اروح الكلية... خايفة كل ماافكر اني هسيب البيت واسيب ماما وبابا وابقي في بيت جديد لوحدي امسك بيدها قائلا برفق : لوحدك..!! .. وانا رحت فين....ظلت صامته ليرفع ذقنها نحوه قائلا بحنان : مش عاوزك تخافي من اي حاجة وانا موجود.... انا جنبك علي طول وعمري ماهسيبك.. ... .... وقف مراد امام المرأه يهندم من ربطة عنقه ويرمق ندي المستنده بظهرها علي الفراش بنظراته المعجبه بها وقد استيقظت للتو بهذا القميص الذي يكشف جسدها الفاتن وخصلات شعرها التي تماوجت حول وجهها الجميل.. قالت بابتسامه... صباح الخير ياحبيبي ابتسم لها وانحني نحوها يقبل شفتيها : صباح النور ياروحي.... مررت يدها علي وجهها تبعد اثار النوم قائلة :انت نازل بدري لية ياحبيبي داعب شعرها بخفه : معلش ياروحي عندي ميعاد مهم.... وابقوا اتغدوا انتوا ياندي عشان عندي شغل لغاية بليل داعبت عنقه بتقطيب جبين : هتتاخر هز راسه وهو يقبلها مجددا : لا.... ابتسمت له ليتجه نحو طاولة الزينه يتناول ساعته الانيقة ليرتديها فاصطدمت يده بصندوق خشبي كان عليها فسقط وتناثرت محتوياته..... نظر علي الارض ليري بعض القطع الذهبيه والمجوهرات واغراض خاصة بندي كانت بداخله تجاهل الأمر للحظة ولكن تسمرت نظراته علي تلك العلبه التي كانت بين الأغراض... انها علبه دواء يعلم محتواها جيدا ولكنه تمني لو كانت معلوماته خاطئة وهو ينحني ليتناول تلك العلبه بيده ليقرا اسم الدواء.... نظرة قاتله وجهها نحو ندي التي ارتجفت اوصالها وهي تري كل انش بجسده قد اشتعل بالغضب لتبتلع ريقها بتوتر منتظره رد فعله... رفع العلبه امام وجهها هادرا وهو يسحق أسنانه بغضب : مانع حمل..!!.... انتي بتاخدي مانع حمل؟ بتوتر اجتاح جسدها هزت راسها ليسالها وهو يقترب منها كالنمر الذي يستعد للانقضاض علي فريسته : لية.. ؟ فركت يدها وقد تعالت دقات قلبها وهي تقول مبررة : خايفة...!! خايفة تسيبني زي زمان... قاطعها بصوت ارعبها ; بعد كل ده لسة مش واثقة فيا.... بعد كل ده لسة خايفة امسك ذراعها بعنف وهو يكمل : بعد كل اللي بينا.... بعد كل الحب اللي اعترفلك بيه... بعد كل المرات اللي طلبت منك تسامحيني وقلتي انك نسيتي وسامحتي ... كان يتحدث بغضب مرعب ولكنه كان كشخص طعن بقلبه بسهم قوي... كان يتألم بقوة... يتمزق بداخله وهو لايعرف سبب لفعلتها... ربما كان يتفهم هذا في البداية ولكن بعد كل هذا الحب الذي عاشاه سويا لايصدق انها ماتزال لاتثق به ولاتريد ان تحمل بطفل منه مرة اخري... طفرت الدموع من عيونها وحاولت قول شئ لعله يتفهم موقفها الضعيف ولكن كل ماكانت تفكر به أن لا تنجرح مرة اخري.... تعرف انها أخطأت وانه لايستحق منها ان تغدر به بتلك الطريقة ولكن ماذا تفعل بعقلها الطائش وقلة خبرتها التي تدفعها دوما للوقوع بالأخطاء... : مراد افهمني.. هتف بها بحدة ; افهم اية.... كان ممكن افهم اول ما رجعنا لبعض إنما دلوقتي ملكيش اي مبرر.... زادت قبضته عنفا علي ذراعها ليقول بفحيح : كنتي عارفة اني هموت علي ولاد منك.. قلتلك قبل كدة كتير وانتي مفكرتيش تقوليلي انك بتاخدي الحبوب دي.... ضحك بسخرية : ده انا فكرت اروح لدكتور اشوف لية محملتيش الشهور اللي فاتت اتاريكي قاصده ومش عاوزة تخلفي مني هزت راسها بألم : لا.. يامراد انا هشرحلك هدر بقوة : اسكتي مش عاوز اسمع اي كلمه منك .... ........ قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !