جبل الجليد ( الفصل الثاني )

2


صرخت حور برعب وسليم يسحبها بقوة الي جناحهما وسط وقوف ابيها واخيها مكتوفي الأيدي ولم يهبوا لنجدتها فور رؤيتهم لها وهي بين يديه.... لتقاومه بكل قوتها فهي لن تستسلم يجب عليها المقاومة والهروب من يده التي تقبض علي خصرها بقوة وتركض لوالدها ليحميها منه .. ازدادت مقاومتها له بجنون وهياج شديد لتتمسك بسور الدرج الخشبي رافضه الصعود معه وهي تهتف : سبيني ....! سيبني يا ابن ال ك***
اشتعلت عيناه غضبا من تطاولها عليه ليمسك بكلا يديها يقيدهما و ينحني نحوها يحملها قائلا بهسيس مرعب
 : انا هوريكي ازاي تطولي لسانك عليا
 : فهد الحقني 
 صرخت بانهيار تنادي أخيها حينما دخل بها الي تلك الغرفة الواسعه ليلقيها بعنف علي ذلك الفراش الحريري لترتعب اوصالها وهي تراه يقترب منها قائلا : محدش هيلحقك مني.....  انتي خلاص بقيتي مراتي بموافتهم كلهم 
 هزت راسها بعنف لتدفعه بعيدا عنها بهستيريه خائفة منه حد الياس تكرهه حد الجنون كل انش بها يرتجف بخوف منه لتهتف برعب : مستحيل يوافقوا ....فهد مش هيسيبك وهيقتلك
 ارتسمت ابتسامه ساخرة علي جانب فمه فهي مازالت معتقدة ان احد سيخلصها من قبضته .....
دفعته بكل قوتها حينما احست بانفاسه تدنو من وجهها الناعم 
لتهز راسها بقوة وتدفعه بعيدا عنها بيأس وهي تضربه علي صدره بكلتا يديها ليستقبل سليم ضرباتها بهدوء وكانها لاتفعل شئ، في حين تابعت شفتاه تقبيل وجهها المغطي بدموعها الحارة لتشعر بانها ستنهار ولن تتحمل لحظة اخري من هذا الكابوس فهي ستموت من قهرها ان اجبرها اكثر من ذلك ليخرج صوتها الباكي بقهر... ارجوك متعملش كدة : لازم أأكد لهم انك بقيتي مراتي هزت راسها حينما فهمت قصده وازدادت شهقاتها الراجيه حينما شعرت بانفاسه الساخنة تنزل تجاه عنقها تحرقها لتغرس اظافرها بعنقه ووجهه بقساوة لم يبالي بها ولم تبعده مقاومتها الضارية ولو انمله لتتدفق دموعها بجنون وهي تترجاه بعد ان خارت قواها ... ارجوك سيبيني... بلاش تعمل كدة غصب عني هموت نفسي خرجت أنفاسها متقطعه مقهورة تخبره بمقدار الانهاك والضعف الذي وصلت اليه يفكر بأنه يكفي انهيارها فهي لن تتحمل المزيد وهو لايريد جعلها زوجته بالاجبار ليبتعد عنها ببطء متطلع اليها باحتدام قائلا : انا هبعد دلوقتي عشان كفاية عليكي اللي حصلك النهاردة مش هتستحملي اكتر من كدة... وحقي كدة كدة هاخده دلوقتي او بعدين اغمضت حور عيناها تلتقف أنفاسها غير مصدقه انه اطلق سراحها اخيرا....! ماان ابتعد عنها حتي تكومت علي نفسها ولم تجرؤ علي النظر ناحيته فقط تبكي بقهر وخوف تهذي باسم ابيها واخيها تتساءل لماذا لم يأتوا لإنقاذها حتي الآن..؟ اغلقت عيناها ولم تعد تحتمل المزيد لتغفو بانهاك ومازالت دموعها تحرق وجنتيها... لم يغادر الغرفة وإنما ظل واقف بجوار النافذة يتطلع اليها من حين لآخر وقد كانت ترتجف كورقة الشجر في ليلة عاصفة يبعد اي احساس بالشفقة تجاهها فقد احترق طوال عشر سنوات بانتظار تلك اللحظة..! التي يثأر فيها لاخته.. فقد كان فارس ابن عمه يحب وهج اخته بجنون ولم يحتمل رفض ابيها بزواجه بها فقد كانت في السادسة عشر وقتها ولم تكن لتحتمل العيش مع فارس المشهور بقوة شخصيته الصعبه وعنفوانه لذا رفضه.... ولكن فارس ضرب عرض الحائط بكل التقاليد وصله الدم وفي احد الليالي دخل للمنزل واختطف وهج وتزوجها غصب عن الجميع واخذها وابتعد بها... ليقرر سليم اذاقة عمه من نفس الكأس التي ذاقها والده فانتظر عشر سنوات طوال ليختطف حور بنفس الطريقة ويتزوجها... .... ماان رآها غفت حتي غادر الغرفة نازلا لوالده الذي كان جالس في البهو .. نظر الي ابنه مستفهما: طمني ياسليم.. البنت طلعت... قاطعه سليم وقد فهم مقصد ابيه: اطمن يابابا كله تمام هز راسه بفخر قائلا : جبت حق اختك ياسليم :بس هنسلمهم فرح بأيدينا :: احنا اللي هنسلمهالهم قدام الناس ... ماخدوهاش غصب عننا زي ماعملنا مع بنتهم اومأ له سليم ليردف أرسلان : عموما خلاص احنا وصلنا للي احنا كنا عاوزينه وعدنان حس باحساسي لما ابنه اخد وهج عشان كدة مش عاوزك تضايق حور هي بنت عمك وبقت مراتك وان شاء الله تجيبلي الحفيد اللي مستنيه. بقلم رونا فؤاد عاد سليم مجددا للغرفة لينظر لها وقد نامت ودموعها ماتزال علي وجنتيها ليقترب منها ويتاملها قليلا كم تبدو خائفة تضم جسدها الصغير علي نفسها وكانها تحميه ليمد اصابعه ليمسح دموعها ويتمدد بجوارها. . ، تحرك فهد بخطوات غاضبه امام الرجال الجالسون فيما جلس عدنان علي احد المقاعد بانهاك فمازال صوت ابنته يتردد في اذنه وهو يتسال عن حالها الان.... ؟ : ازاي يابابا توافق نسيبهم ياخدو حور.... صمت عدنان بانكسار و لم يجيب ليكمل فهد متوعدا :كلها كام ساعة واختك هتبقي في أيدي ياسليم...مش هرحمها بعد بضع ساعات.... فتحت حور عيونها المتورمة من كثرة البكاء ببطء وتلقائيا اخذت تتذكر ماحدث فور رؤيتها لسليم الجالس بجوارها لتنظر له برعب فماحدث لم يكن حلم....! و ماان اقترب منها حتي اجهشت بالبكاء ليحاول ضمها اليه يهدئها ولكنها أخذت تضربه علي صدره بانفعال بكل غضب وقهر هاتفة.:.. ابعد عني.. انا بكرهك ... صاح بغضب.. اهدي قالت بهياج : مش ههدي ياحقير... سيبني ورجعني لأهلي.. امسك ذراعيها بعنف قائلا : لمي لسانك ومتخلنيش اتهور عليكي... انتي خلاص بقيتي مراتي وبموافقة اهلك صرخت به : كداب.. بابا استحاله يسيبني لواحد زيك تحدث بتحذير :لو مسكتيش هتندمي علي كل كلمه نطقتيها هدرت بقوة زائفة : مش هسكت غير لما تطلقني وتسبيني ارجع بيتي : بيتك بقي هو ده.. ومش عاوز اسمع كلمه طلاق علي لسانك تاني فاهمه.. انا ساكت عليكي كل ده عشان مقدر اللي انتي فيه بس انا صبري قليل من دلوقتي تخلي بالك من كلامك عشان بعد كدة متلوميش غير نفسك نظرت له بكراهية شديدة ممزوجه بالاحتقار وهي تهز راسها ليمسك بخصلات شعرها قائلا بصوت قاسي ارعبها. :مش عاوز اشوف النظرة دي في عنيكي تاني.. فاهمة حاولت تخليص خصلات شعرها من يده رافضه الخضوع ليقبض عليها أكثر قائلا : انطقي.. فاهمة ولا لا انسابت دموعها بقهر لتستسلم بألم وهي تردد بصوت مخنوق :فاهمه ترك خصلات شعرها واقترب منها مقبل وجنتها رغما عنها متمتم بقساوة :برافو عليكي تملصت من بين قبضته وركضت تجاه الحمام الملحق بجناحها لتبكي بانهيار وحرقة شديدة... لاتعرف كم مضي عليها بالداخل وهي غارقة بدموعها التي انهمرت مع انهمار الماء البارد علي وجهها لتخرج اخيرا بخطي بطيئة لاتعرف متي سينتهي مصيرها المجهول..؟!. نظر الي هيئتها المشعثة حينما خرجت قائلا ; في هدوم عندك في الدولاب جبتهالك يلا غيري هدومك قالت بانكسار : مش عاوزة منك حاجة قام تجاهها وامسك ذراعها قائلا بتحذير : اسمعي الكلام احسنلك جذبت ذراعها من يده..ابعد عني و سيبني في حالي شدد قبضته علي ذراعها قائلا ; انا مش قلتلك تاخدي بالك من كلامك بدل ماتندمي نظرت له بكراهية وهتفت بتحدي :انت اللي هتندم وغصب عنك هتسبيني.. فهد وبابا استحالة يسبوني لواحد حقير زيك ضحك بصخب لاستفزازها فاشتعلت اعصابها وهو يقول : انتي لسة مستنيه حد يخلصك مني.. تعالت أنفاسها الغاضبة ليكمل :عدنان الهاشمي سابك ليا امبارح مقابل حياة اخوكي فارس...والنهاردة كتب كتاب فهد علي فرح وحتي آدم مشي ومفكرش يدافع عنك وهيتجوز بنت عمته ...نظر اليها واكمل :... مبقاش ليكي غيري.. ضربته بكلتا يديها تصرخ فيه بغل وحقد غير مصدقه ماسمعت فابيها لن يتخلي عنها بتلك السهولة.. كداب.. بابا لايمكن يوافق وفهد لايمكن يتخلي عني.. هيجي وهيقتلك ويرجعني بيتي و ادم استحاله يتجوز غيري امسك ذراعها بقوة المتها وهدر بغضب :لو جبتي سيرته علي لسانك تاني هقطعهولك نظرت له باشمئزاز قائلة.. انا بكرهك وبقرف منك ترك يدها ودفعها بعيدا.. وهو انا اللي بحبك اوي... انا اتجوزتك عشان اذلك واذل عيلتك.. عشان اكسر ابوكي واخوكي كل مايشوفوكي في حضني غصب عنهم امتلأت عيناها بنظرات الكراهية والاحتقار له وهي تقول : هموت نفسي قبل ماابقي في حضن واحد زيك نظر اليها بلامبالاه وتركها وغادر الغرفة لتترك العنان لدموعها التي كبحتها امامه ... فهي ضحية لحرب لاتدري عنها شئ... قدمها ابيها قربان لخطأ أخيها الذي ستعيش تدفع ثمنه ذل وهوان مع هذا القاسي... رفعت راسها التي وضعتها علي ركبتها تبكي بصمت حينما سمعت لدقات علي الباب دخلت بعدها تلك الفتاة بابتسامة هادئة تقول: ممكن ادخل اومات لها لتتقدم منها وتنظر لها بشفقة من رؤيتها لعيونها المتورمة من كثرة البكاء لتربت علي يدها برفق استغربت حور من وجود تلك الفتاة الرقيقة بتلك العائلة والتي لاتشبهه أخيها ابدا فهي طيبة القلب ورقيقة ظلت جالسة معها تحاول التهوين عليها ولكن لاشئ بإمكانه التهوين عليها خاصة حينما عرفت ان هذا أصبح مصيرها بعد امر جدها ببقاءها زوجه لسليم وزواج أخيها فهد بفرح وآدم بسما لتردد بضياع مازالت غيرمصدقة ان أخيها وابيها تخلوا عنها وان حياتها لديهم ليسا اكثر من اتفاق وان ادم استبدلها بتلك السهوله بأخري :انا هموت لو فضلت هنا اكتر من كدة.. حاولت فرح تهدئتها ولكنها انهارت ببكاء يقطع القلوب لتقول فرح : ياريت في أيدي حاجة اعملهالك ياحور بس زي مانتي شايفة انا كمان هتجوز اخوكي اللي اكيد بيكرهني غصب عني ومقدرتش اقول لا مقدمناش غير اننا نقبل بمصيرنا . اغروقت عيناها بالدموع :عمري ماهقبل.. مش هعيش معاه غصب عني.. انا ههرب رددت فرح برعب.. اوعي تعملي كدة.. سليم لو عرف مش هيرحمك.. : انا مش خايفة منه... وههرب نظرت اليها فرح برجاء:متعمليش كدة ياحور وارضي : يبقي هموت نفسي ارحم ليا هتفت.. لا لا ياحور... اوعي تعملي كدة... سليم مش وحش ومسيرك تحبيه في يوم من الايام ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها فهل بإمكانها ان تحب هذا الوحش بيوم من الايام.؟! انحبس الهواء برئتيها حينما سمعت لصوت خطوات تقترب من الغرفة لتهب فرح واقفة وهي تتمتم ماان رات والدتها تفتح الباب قائلة : انا همشي دلوقتي وهبقي ارجعلك تاني.. توقفت فرح امام والدتها التي قالت بتساؤل :اية اللي جابك هنا يافرح نظرت لها بارتباك قائلة.. انا.. انا كنت بطمن عليها : سيبيها ويلا روحي جهزي نفسك رمقتها تلك المرأة بنظرات كارهة بادلتها اياهم حور.. لتقول وفاء وهي تتطلع لهيئتها الباكية والغير مهندمه : مش هتفضلي تعيطي طول العمر... انتي عروسة ابني الوحيد مش هسمحلك تنكدي عليه... قالت حور بغضب : ربنا ياخده واخلص منه قالت وفاء بحدة : اخرسي.. يارب انتي وعيلتك... اوعي تدعي علي ابني مرة تانية تدخلت فرح : معلش ياماما حور اكيد مش قصدها.. قالت وفاء بغضب : متدافعيش عنها ويلا خليها تلبس حاجة كويسة وتضبط نفسها انصرفت وفاء وهي ترمق حور بنظرات الوعيد لتعود مرة اخري لبكاؤها الصامت تنعي نفسها وماحدث لها ربتت فرح علي كتفها وهي تقول: معلش ياحور.. هي ماما صعبه شوية بس طيبة.. لم تجيب لتذهب فرح تجاه الخزانه الضخمه التي بالغرفة وتخرج منها ثوب باللون الوردي تضعه امام حور وهي تقول برفق: تعالي يلا خدي دوش وغيري هدومك وان شاء الله كل حاجة هتبقي كويسة بقلم رونا فؤاد وقفت حور امام المرأه تنظر لعيونها الباكية بقهر فهل ماحدث حقيقة ام انه كابوس وقريبا سيأتي ابيها لاخذها من هذا السجن... دخل سليم الغرفة ليجدها واقفة امام المرأه تبكي وهي تمشط خصلات شعرها الفاحم...القت الفرشاه من يدها ومسحت دموعها بظهر يدها فور رؤيتها له يدخل الغرفة واتجهت لتجلس علي الفراش ولكن يده امتدت اليها يوقفها... دفعته بكلتا يديها بعيدا عنها ولكنه لم يتزحزح وقربها اليه رافعا وجهها اليه يجبرها علي النظر لعيناه التي التقت بعيناها لأول مرة وهو يتطلع اليها باعجاب مقتربا منها يحاول تقبيلها لتبعده عنها قائلة بانفاس لاهثة :ابعد عني.. تركها فجأه لتترنح للخلف وكادت تقع لولا ان يداه القوية أمسكت بها مجددا ولكنه تلك المرة قربها له ليلتصق جسدها بصدره القوي غير عابئ بمقاومتها ليقربها منه رغما عنها مقبل جبينها وهو يقول :مش هبعد ياحور .... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !