(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
كلما اختطف نظرة إلي ملامح وجهها التي انحفرت السعاده علي تقاسيمها يسري بداخل وجدانه شعور هائل بالسعاده وكأنه حقق نصر رهيب .... رؤيه السعاده تتراقص بعيونها وتلك الحمرة التي تشربت بها وجنتها
ويداها التي تفركها بهذا الخجل والتوتر تجعله يشعر بسعاده مطلقه أنه استطاع أن يرسم السعاده علي وجهها بعد أن حفر الحزن ملامحها لوقت طويل بعد ما مرت به .... فكم ينشطر قلبه بينما يراها بتلك المسالمه والطيبه
ويري أنه قصر في حقها كثيرا ولم يمد لها يده ليساعدها عن النهوض وتركها بتلك الهوه السحيقة تنازع وحدها حتي انطفأ وهج روحها .....ليته حاول قبل تلك السنوات ...اختطف نظرة أخري إليها بينما كانت عيناها تلمع بالسعاده وهي شارده لا تتخيل انها تعيش لحظات كتلك ....تنهد وعاد لينظر الي الطريق يعدها بينه وبين نفسه أن يعوضها عما مضي ... لقد عقلها وتوكل ...ماحدث يؤثر عليه نعم فهو رجل بالنهاية ولكن رؤيه إنجازه في مسح ذلك الحزن وابداله بتلك السعاده تجعله يشعر بمدي إنجازه....ظلمها حينما تجاهل وجودها واراد القدر أن يدرك قيمتها لهذا الوقت الذي ربما يكون هو الوقت المناسب لها أيضا ...
نظر لابتسامتها التي تكلل وجهها بينما يقف بالسيارة أسفل المنزل لتضع يدها علي المقبض لتفتح الباب ولكنها وجدته يضع يده فوق يدها لتتمهل لتجده ينزل قبلها ويتجه الي بابها ويشير لها أن تنزل ويمسك بيدها بينما يدخلون لمدخل العمارة ....تقافزت دقات قلبها وشعرت بشعور غريب يسري بكيانها بينما يدها بين يداه ...راودت تلك الفراشات معدتها وجاهدت أن تتحكم في ابتسامتها التي تكاد تقفز من وجهها بينما بخجل شديد تركت له يدها ....
ضغط فريد علي زر المصعد بنفس لحظه خروج جارهم دكتور عبد الحميد الذي يقطن بالطابق الأرضي ....
:سيادة المستشار
التفت فريد إليه بابتسامه بينما يسير ذلك الرجل الاشيب مرتدي روبه الديشامبر قائلا بنبره راقيه : مساء الخير يا سياده المستشار
قال فريد بتهذيب : مساء الخير يادكتور ....بلاش مستشار دي حضرتك مربيني
ابتسم الرجل قائلا : لا برضه المقامات محفوظه ...التفت الي ورد قائلا : ..ازيك يابنتي
أومات بتهذيب : اهلا بحضرتك
قال باعتذار : متاسف اني وقفتك بس كنت عاوز منك خدمه....تسمحلي اخد من وقتك دقايق
اوما فريد قائلا : اه طبعا
قالت ورد وهي تسحب يدها من يد فريد : هطلع انا
نظرت لها عيناه المشاكسه بينما تهرب منه من جديد ولكن تلك المرة السبب جارهم ......دخلت المصعد بينما بدأ جارهم الطبيب يتحدث لفريد : الواد حفيدي حسام شقي ولعبي...النهارده اخد عربيه أبوة من وراه والرخص اتسحبت منه ....
ابتسم فريد ليكمل الرجل : وطبعا لو ابوة عرف....هيطربق الدنيا علي دماغه
ابتسمت فريد بينما كل ما فكر به بتلك اللحظه أنه يريد أن يصعد خلفها ...لقد وعدته أنهم سيتحدتون بعد الحفل ....ولكن جاره الطبيب لا يتوقف عن الحديث
ضحك الطبيب باحترام ليقول : انا هشد ودانه عشان ميكررهاش...بس اتمني تكلم حد في المرور يرجع الرخصه
ليوميء فريد بتأكيد : اه طبعا
اسرع فريد الي المصعد لياتيه صوت اياد وهاجر الذين وصلوا خلفهم بينما تعمد اياد أن يتمهل في طريق العوده ليجتذب معها الحديث الذي صدته هاجر
قالت هاجر لفريد حينما وجدته يضغط رقم منزله : انت مش داخل معايا
هز رأسه قائلا : لا ياجوجو هطلع انام
أومات هاجر ليقول لهما : تصبح علي خير يااياد
: وانت من اهله ....انا هدخلها وانزل علي طول
اوما فريد وأكمل بالمصعد بينما نزلت هاجر واياد
التفتت له هاجر حينما وجدته يسير برفقتها الممر المؤدي للباب لتقول : انت رايح فين ..؟!
قال اياد بابتسامه هادئه : هوصلك
زفرت قائله ،: خلاص وصلتني
هز رأسه وهو يشير لها ،: ماهو هوصلك للباب عشان اطمن انك دخلتي
زفرت بحنق : هتوه مثلا
هز رأسه ببرود : هرن الجرس
لوت شفتيها : معايا مفتاح
: بجد
أومات ونظرت له : يلا بقي اتفضل
ابتسم بهدوء اغاظها ليقول ،: طيب ياجوجو انا همشي دلوقتي بس هعدي عليكي بكره ناخد زين ونخرج
احتقن وجهها بالغضب : اولا أنا مش جوجو ..ثانيا انا مش فاضيه
تجاهل كل ما نطقت به لتتفاجيء به يميل ناحيتها
ويقبل وجنتيها قائلا : سلام ياقمر
دفعته بارتباك ما أن لامست شفتاه بشرتها لتزجره بحنق وغيظ ....قليل الادب
غمز لها واتجه للمصعد والإبتسامة تجتاح وجهه
بينما حشرت هاجر المفتاح بالباب بحنق وهي تتبرطم كيف يتجرأ ويقبلها ...
........
نظرت ورد لتلك الكلمات التي سطرتها في هذا الدفتر بأيدي مرتعشه مازالت تشعر بلمسته ...ابتسمت وهي تقرا تلك السطور التي كتبتها من قلبها ( مش ممكن اتخيل اني اعيش يوم اسعد من النهاردة ... مفيش كلام ممكن يعبر عن اللي حاسه بيه ومع ذلك عاوزة اكتب كل تفصيله حصلت النهاردة عشان افضل فكراها مع اني اشك اني ممكن انسي ولو لحظه من اللي عيشته معاه .... ازاي قدر يخطف قلبي بالطريقه دي ... عمري ما اتجرأت افكر فيه خصوصا بعد اللي حصل ليا ..دايما كنت بشوف أنه كتير اوي عليا ولو بس باللي عمله معايا ...النهارده قالي بحبك ...قالي حبيتك ياورد... ومستني ارد عليه ....مستعجل يعرف ردي وعلي اد استعجاله ده ما مفرحني علي اد ماانا خايفه .... خايفه اوي بس يقاوم عشان النهارده انا حاسه اني اتولدت من جديد )
ظلت تقرا تلك الكلمات التي ركضت لتكتبها فور دخولها للمنزل لتغلق الدفتر وتحتضنه ثواني قبل أن تفتحه مجددا وتفر صفحاته لتمزق تلك الصفحات التي دونت بها وجعها وقهرها ودموعها ....لم تكن تشكي لاحد سوي دفترها ولكن اليوم لاتريد أن تتذكر تلك الأيام لذا مزقت تلك الصفحات وتمنت لو تستطيع فعلا تمزيق تلك الصفحات من حياتها كما مزقتها من الدفتر .....!!
استمعت لصوت المفتاح بالباب لتسرع الي فراشها تلقي نفسها فوقه وتسحب عليها الغطاء ..... لا يتحمل قلبها المزيد فليمهلها القليل من الوقت حتي تستوعب ما تعيشه
...!
نظرت هايدي الي هاجر التي دخلت من الباب تتبرطم لتسألها : مالك في ايه ؟!
ألقت بحذائها بحنق وتحركت لغرفتها : مستفز ....حركات عيال
ضحكت هايدي علي حنق اختها : هو عمل ايه ..؟!
لم تقل شيء بل حاولت فتح سوسته فستانها بضيق ليس من اياد بل من نفسها أكثر لأنها تستجيب له ولكنها ابدا لن تعترف
شاكستها هايدي : قولي ياجوجو
زفرت هاجر : افتحي الفستان وسيبيني في حالي
قالت هايدي ضاحكه :وماله حالك ياقمر .....اوعي يكون اياد مسك ايدك. تاني
التفتت لها هاجر والنيران تخرج من رأسها : باسني قليل الادب ...!!
....
فتح فريد الباب لتتسع ابتسامه فهاهي هربت من جديد
دخل الي غرفتها لتزداد ابتسامتها حينما رأي اهتزاز جفونها التي تضغط عليها بينما تتظاهر بالنوم
ازداد خفقان قلبها بجنون حينما شعرت به يتقدم و يجلس علي طرف الفراش بجوارها
......تمسكت أكثر بإغلاق عيونها حينما شعرت به يقترب ليهمس بجوار أذنها بنبره لعوب بينما فهم ما تفعله : طبعا اول ما سمعتي صوت المفتاح جريتي وعملتي نفسك نايمه
انفلتت دقات قلبها الذي يكاد يقفز من بين ضلوعها بينما ابتسامته الماكرة تتابع تحركات ملامحها باستمتاع .....ليكمل : ورد انا عارف انك مش نايمه
فتحت عيونها قائله ببراءه : عرفت منين؟!
انفجر ضاحكا عليها لتنظر له بعيونها الجميله فيغمز بشقاوة : وكيل نيابه بقي
ضحكت هي الأخري لينظر لها وتختطف ضحكتها قلبه فيغيب كلاهما بلحظه من حديث العيون قطعتها بينما خفضت عيونها وقالت وهي بتعلثم :
هو... هو عرفت منين ..؟!
رفع وجهها إليه بطرف اصابعه لتنظر إليه بينما قال : عشان واثق أن بعد اللي قولته ليكي مش هيجيلك نوم
صدق ليحمر وجهها بشده بينما سألها : بتهربي مني ليه ياورد ؟!
لم تقل شيء بينما انحشرت الكلمات في فمها فهي ابدا لاتستطيع مجاراته في وصف مشاعرها كما يفعل بكلامه ومشاعره ....مال ناحيتها وأكمل بينما تحركت يداه برقه الي خصلات شعرها يبعدها عن جانب وجهها : خايفه اقولك نفذي وعدك ليا اننا هنتكلم بعد الحفله
بعثرت لمسته لشعرها مشاعرها ولامست كلماته قلبها الذي يدق بجنون لتضيع بقوة وسط بحر عشقه ....فمازالت تتعلم أن تضع قدمها بالماء بينما هو يسبح بمهاره ...تفهم موقفها ليكمل بحنان ومازالت يداه تملس علي شعرها : انتي قولتي هتردي علي كلامي وانا مستني الرد ...متهربيش مني تاني ياورد وقوليلي حاسه بأيه ...
نظرت له تحاول أن تتحدث بينما صبره المعدوم يحثها أن تتحدث ولكنها غير مستعده ..... اخيرا استطاعت أن تقول شيء لتقول بتوتر : انا مش بهرب
نظر لها بتطلع : امال ....
حاولت أن تتحدث : اصل ....اصل كنت ..
شعر بأنه ضغط عليها ليسحب نفس عميق قبل أن يبتسم لها برفق ويعطي تكمله لكلامها الضائع ...كنتي هتقوليلي نتكلم بكرة مثلا
أومات سريعا بينما يبتسم لها وهي كطفله صغيرة كذب والدها من أجلها لتتسع ابتسامته وهو ينظر إليها ليقول : طيب مش كنتي تقولي كدة بدل ما تهربي وتعملي نفسك نايمه
صمتت بخجل لتتفاجيء به يميل ناحيتها ويهمس بمكر : ايه كنتي خايفه اقولك تعالي نامي جنبي
اتسعت عيناها وخفق قلبها بقوة ليمرر يداه برفق شديد علي جانب وجهها فتغمض عيونها بإستسلام للمسته ليقول بصوت اجش من فرط انفعاله :
علي قد ما انا بحلم باليوم اللي تكوني جنبي فيه مش بس جنبي في اوضه واحدة وسرير واحد لا في حياتي كلها ياورد بس هستني....
نظرت له لينظر لعيونها : هستني لغايه ما تقوليلي علي كل اللي حاسه بيه
........
...
اتجهت هاجر الي غرفه والدتها حيث ينام زين لتجد هانيا جالسه بجواره تعبث بهاتفها
سالت اختها : زين عيط وانا مش موجودة
هزت هانيا رأسها وانحنت تقبله قائله : لا خالص بالعكس صحي شويه بعد ما خرجتوا بس اول ماااخدته في حضني نام
أومات وانحنت تقبل طفلها بينما تؤنب نفسها لأنها خرجت بدونه لتنظر لها هانيا بدهشه لملامح وجهها الحزين ...مالك ياجوجو
هزت هاجر كتفها : مفيش
: طيب هتنامي
أومات لتقول هانيا ...طيب انا هطلع اقعد مع هديل وهايدي
.........
قلبت هديل في هاتفها تنظر إلي صور الحفل لتقول لهايدي : كنتي طالعه زي القمر يادودو
نظرت هايدي لها بعدم تصديق فهي تعلم أنها ليست فائقه الجمال لتبادلها هديل نظرة مستنكرة من رؤيتها لنفسها علي هذا النحو : انا مش فاهمه انتي ليه شايفه نفسك كدة ....امال انا اقول لنفسي ايه
التفتت لها هايدي بجديه قائله : تقولي لنفسك خلي عندي اراده وتمشي علي الرجيم صح وتروحي الجيم
نظرت لها هديل برفض بينما تقضم تفاحه : جيم ورجيم ....كتير عليا
اختطفت هايدي من يد هديل تلك التفاحه مزمجره : ولا كتير ولا حاجة ...بطلي بقي اكل واعملي اللي بقولك عليه
انتهزت هديل الفرصه وهي تري هاله تأتي من نهايه الرواق ناحيتهم لتقول : طيب لو عاوزاني انزل جيم واعمل دايت..... انتي كمان اقلبي الشغل اللي خالد جايبه
قالت هاله باستفهام : شغل ايه ..؟!
نظرت هايدي لأختها بغيظ لتخبر هديل والدتها عن فرصه العمل التي قدمها خالد لأختها بقصد حتي تضغط عليها خاصه وهي لا تري سبب لرفضها
قالت هاله : طيب دي فرصه حلوة اوي ياهايدي
قالت هديل بحماس : قوليلها ياماما
نظرت لها هايدي بغيظ : اه ياماما ..بس يعني انا مش عاوزة اشتغل
قالت هاله باستنكار : ليه يابنتي طالما فرصه كويسه ....
هزت كتفها ولم تجد رد لتقول هاله : هقولك نفس اللي قولته لأختك ....خدي فرصك من الدنيا ...ربنا بعتلك فرصه حلوة لشغل ومستقبل ترفضي ليه
.......
...
لم تنام ورد بينما تتمسك بكلماته ....تفتح الحياه ابواب السعاده لها علي مصراعيها ولكن لماذا هي متردده ...!!
خائفه ...نعم خائفه
خائفه أن تسير وراء الامل بعد أن فقدته ...خائفه أن تتعلق بالحياه بعد أن زهدتها طوال العامان الماضيان ...!!
ولكن هل ستسمح للخوف أن يسلب اعوام أخري من حياتها ....أعطاها هذا السؤال دفعه مجددا لتتذكر كل وعودها لنفسها أن تحاول استعاده نفسها ....وهاهو سيقف بجوارها ....تلك المشاعر الجميله التي ولدت بينهما بهذا الوقت تحديدا ليس هناك دافع اقوي منها لتتجاوز خوفها وتتغلب عليه. ....أنه بانتظار حديثها ولكن عن أي حديث يتحدث....؟!
هل يريد الحديث بالماضي ...ام يتجاوز الماضي نحو مستقبل ....؟!
هل يريد منها أن تخبره بما سبق وأخبرته به عن ذلك اليوم ....لا ..لا أنه حتي لم يتطرق لتلك الذكريات المؤلمه .. طال تساؤلها بينما تفكر عن أي حديث ينتظر واي حديث بالأساس ستستطيع أن تتحدث به معه ....!!
........
...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
احساسها هو كان الحديث الذي ينتظره فريد ....!
لايريد أن يدفعها لأن تتحدث عن شيء إلا ما تشعر به
يريد أن يستمع إليها ....أنه عاش عامان بما شعر به تجاهها .....كان بالبدايه يقدم لها يد العون من ضمير رجل اباه ذرع بداخله مباديء أهمها العدل .... عمه أنشأه علي نصره المظلوم ووالدته ذرعت بقلبه الرفق بالضعيف مهما بلغت قوته ....امتزجت كل تلك الأسباب والمشاعر ليقرر الزواج بها بدون تردد بينما هو مؤمن أن ماحدث لها قد يحدث لأي فتاه وربما اخوته ....وليكن منصفا أكثر بحقها قرر أن يجعلها تشعر بأن ماحدث لها لا ينقصها لذا حاول بدء حياه طبيعيه برفقتها ولكنه الآن يري ان تلك الخطوة لم تكن محسوبه مهما كانت نواياه إلا أنها لم تكن مستعده لها قط والان يشعر بالامتنان أنه لم يكمل تلك الخطوة بينما كانت ستمثل اكبر ظلم عليها ....كانت ستضغط علي نفسها لترد له جميله ولن تفهم ابدا أن أقدامه علي تلك الخطوة كان فقط من أجلها ......عاش حياته دون أن يترك لها مساحه بها والان أيضا يري كم كان غير منصف بتلك الخطوة ولكنه أيضا كان يريد أن يدع لها مساحتها حتي لا يضغط عليها ....لم يفكر بأسباب لاسئلته لماذا لم يحاول التقرب منها أو التحدث معها ليذوب جليد سنوات حتي غابت وشعر بغيابها ...ونبت حبها بقلبه وهذا لم ينكره ابدا بل صارحها بها لذا هو منصف للغايه بحق نفسه ومتصالح مع نفسه بأنه كان غير. منصف معها لذا يريد أن يعرف ماهيه شعورها تجاهه بينما كانت مثله بجواره سنوات وقبلت بتلك المساحه المعدومه
...........
قالت هاله : يلا اتصلي
هزت هايدي كتفها : بكرة ياماما
قالت هاله بإصرار : دلوقتي يا هايدي ...كلمي فيروز بدل ما اكلمها انا
: ماما الوقت اتاخر
: كلميها
اتصلت هايدي بفيروز لتقول بتعلثم : اصل ...يعني مش معايا رقم خالد وكنت عاوزة أقوله اني موافقه اشوف موضوع الشغل
بغضون دقائق كان خالد يتصل بها ما أن هاتفته فيروز ليقول بسعاده : كنت حاسس انك هتوافقي
: ماما قالتلي انها فرصه كويسه
: طبعا ياهايدي
أومات ومرت لحظه صمت بينما انشرحت ملامح وجهه خالد فهاهي بدأت تتحرر من تلك القضبان المزيفه ليقول ،،: بكرة هعدي عليكي أن شاء الله واخدك ونروح الجامعه
..........
....
اغلق خيري الهاتف بينما لايتوقف عن الاتصال بهاتف رائف المغلق بقلق زائد
بينما اسرع ذلك الشاب بأنفاس مقطوعه يصيح وهو يرن جرس الباب بقوة : الحق ياحج خيري
اسرع خيري يفتح الباب بلهفه : في ايه يافرج
قال فرج وهو يلهث : رائف بيه ...
هتف خيري بقلب لهيف بينما خرجت حنان من غرفتها بقلق : ماله رائف
قال فرج : شويه حراميه طلعوا علي عربيته ياحج .....
اسرع خيري هاتفا : هو فين ....انطق فين
؛ في المستشفي ياحاج ...
..............
......
مرر امير يداه علي خصلات شعره بينما غامت عيناه بالتفكير والذكريات .... كان شاب طائش حينما اقدم علي تلك الفعله الشنعاء والتي لم يتعمدها ولكنها كانت وليده لحظة انفعال لم يتمالك نفسه بها ....!!
استغلها وغدر بها ليتسأل ما سيكون رد فعلها عن عودته ...!!
هل حديث رائف عنها صحيح ... ولماذا يكون كذب إن كانت بالفعل تزوجت من فريد ..!
فريد الذي كان دوما ما يذهب لعمه القاطن بنفس منزلها ....فرك وجهه ..رائف محق ...خدعت الجميع ببرائتها ..!!
لماذا يشفق عليها إذن أن كانت مخادعه ....ارجع رأسه للخلف وهو يؤكد لنفسه انه لم يعد ذلك الشاب الغر وانما شخص آخر ....شخص آخر لن ينخدع ببرائتها ولا براءه رائف ...يعرف جيدا أنه استغل الأمر كله ليبعده من طريقه ...والان سيعود .....سيعود ويأخذ حقه من الجميع ....!!
.........
...
قال الطبيب الذي انتهي من تجبير ذراع رائف وتقطيب بعض الجروح بجسده
: الحمد لله الاصابات بسيطه بس هيكون في المستشفي لغايه بكرة تحت الملاحظة عشان خبطه رأسه
اوما خيري ليقترب من ابنه بلهفه بينما لم تتوقف حنان عن ذرف الدموع
: حمد الله علي السلامه يا ابني
قال خيري : حمد الله علي سلامتك يارائف
اوما رائف بوهن لتقول حنان : كانت الفلوس تروح في ستين داهيه ازاي تتخانق معاهم
هز رائف رأسه : عاوزاني اسيب شقي عمر ابويا
ربت خيري علي كتفه : فداك ياحبيبي
اوما رائف بابتسامه واهنه بينما اكمل صورة البطل بفعلته
........
....
اشرقت الشمس ومعها اشرقت ملامح الجميع ....اشرقت ورد التي قررت أن تحاول ...اشرقت هاجر التي اقنعت نفسها انها فعلت هذا من أجل ابنها ....اشرقت هايدي بينما رأت في عيون الجميع أن الحياه لا تقتصر علي سن أو جمال في بدئها ....اشرقت هديل وهي تقرر للمره الالف أن تبدأ من جديد وحقا هي مؤمنه إنه لا يفرق عدد المرات قدر قدرتها كل مرة علي البدء من جديد بحماس وكأنها اول مرة دون فقدان الأمل ...اشرقت هاله لرؤيه بناتها سعداء ...اشرق فريد بأمل في احساس شق قلبه وخرج منه لها هي وحدها دون عن باقي النساء ليدرك أن ماحدث قد حدث فقط ليجمعهما القدر وكم هو جميل لتفكيره دوما بالجانب الجيد للبشر ليحكم بعدل وإنصاف ....اشرق رائف وهو يري نجاح خططه التي يري بها حرب للقضاء علي اعداء اختلقها لنفسه ليخفي نقصها ...اشرق أمير وهو يري عودته ومواجهه الجميع ....وهاهو اشراق خالد لرؤيتها
ابتسم لها بينما ارتدت اللونين الأبيض والاسود كعادتها بسيطة ولكنها تخطف قلبه
: صباح الخير
ابتسمت وهي تصافحه : صباح النور
التفتت له بينما تحرك بالسيارة : تعبتك معايا ياخالد
ابتسم وهو يتطلع إليها : انا مش عاوز حاجة غير انك تتعبيني
ابتسمت بوجل وشغلت نفسها بالنظر لهاتفها ....احيانا تري نظراته وتلميحاته ولكنها ترفض مجرد الوقوف والتفكير بها ....أنه أصغر منها باعوام...مستحيل أن يكون معجب بها هو فقط يجاملها كأخت كبيرة له يحمل لها تقدير واحترام
.........
....
قالت هاله لهاجر : اخواتك لسه نايمين
قالت هاجر : هانيا صحيت وهديل لا
أومات هاله وهي تكمل اعداد الافطار : طيب خلي هانيا تطلع لورد وفريد ...اتاخرو ليه النهارده
ضحكت هاجر وهي تطعم زين : فين التاخير يالولو..الساعه لسه تسعه
أومات هاله وهي تنظر للساعه المعلقه بالمطبخ لتقول : عندك حق ...جايز عشان هايدي نزلت من شويه فكرت الوقت اتاخر
أومات هاجر قائله : ربنا يوفقها في الشغل ده
هزت هاله راسها برجاء : يارب
ابتسمت لزين وحملته تلاعبه وهي تقول : يارب اشيل ولاد فريد كمان ياهاجر
تمهلت هاجر وهي تقول بابتسامه هادئه : مستعجله اوي يالولو
حملت هاله زين ووضعته علي ساقها تلاعبه بينما جلست الي طاوله المطبخ قائله : فين بس ياهاجر مستعجله ده بقالهم سنتين متجوزين
التفتت هاجر لوالدتها قائله : بس تعرفي ياماما أن ساعات بحس علاقه فريد وورد غريبه شويه
عقدت هاله حاجبيها باستفهام: غريبه ازاي
: يعني بحس انهم مش زي اي زوجين ...اقولك انا اول مرة احس انهم متجوزين امبارح وانا شايفه فريد مهتم بيها وبيتكلم معاها
قالت هاله بتفكير : يعني هو انا كمان حاسه اخوكي متغير الفترة دي ...بس بقول جايز يعني هو جد شويه وهي بتتكسف فمش بيحب يكسفها قدامنا وخصوصا اني بحسها عيله صغيره يمكن اصغر من هانيا
ضحكت هاجر : ياريت كل الحموات زيك يالولو ياقمر
قالت هاله بمغزي : علي أساس فريال مش زيي
حاولت هاجر التهرب لتقول هاله : اياد قالي أنه هياخدك انتي وزين تخرجوا
قالت هاجر بتملص: اه ...بس انا حاسه مرهقه وهعتذرله
هزت هاله راسها برفض : لا ....
نظرت لها هاجر لتكمل : هو عاوز يفسح زين زي ما اتفسحتوا امبارح
.........
ورد.....ورد
أتاها صوته بينما بقيت بغرفتها تتشاغل بترتيب الخزانه تحاول استجماع شجاعتها لتتحدث معه
اتجهت لغرفته حينما ناداها لتدخل
كان واقف أمام طاوله الزينه ينظر في الادارج ليلتفت إليها حينما دخلت ليقول بابتسامه : صباح الخير
ابتسمت له برقه : صباح النور
: معلش ياورد ...كان في ورقه كنت كاتب فيها شويه حاجات وحطيتها هنا شوفتيها
صمت ولم يكمل كلامه بينما اجتذبت عيناه خصلات شعرها المنساب علي طول ظهرها الذي ظهر من خلال الحملات العريضه لذلك الفستان البيتي ذو اللون الاصفر المشرق كما حال وجهتها هذا الصباح
.......فهمت ورد ما قاله لتذهب الي طاوله الزينه وتفتح أحد الإدراج غافله عن نظراته إليها..... لاول مرة يراها ترتدي لون كهذا دوما ماترتدي الاسود الرمادي اما اصفر....فهو جديد كما شيء بها
: الورقه
انتبه إليها ولكنه تعمد النظر بعيونها تلك التي تخفيها عنه قائلا : متشكر
تلكأت يداه وهو ياخذ الورقه من يدها لتلامس بشرتها الناعمه فيري الحمرة تسري بوجنتها بينما شعر بتلك الرعشه التي سرت باوصالها باستمتاع أصبح يحبه وهو يراققب برائتها وخجلها وهو يتعمد أن يفعلها ليري تأثير عليها
تحركت لتخرج لتجده يمسك بيدها يوقفها : رايحه فين؟!
قالت بخجل : ...هغير هدومي عشان ننزل
جذب يدها يقربها إليه : مستعجله ليه ؟
حاولت أن تتخلص من خجلها وتعلثمها أمامه : عشان متتاخرش علي شغلك
هز رأسه وتطلع لعيونها بقليل من الشرود : إجازة
نظرت إليه : ايه
: انا إجازة النهارده وقاعد معاكي
حاولت سحب يدها من يده ليبتسم ويكمل بمكر : مالك ...شكلك زعلانه اني قاعد إجازة
هزت راسها سريعا : لا
أدركت فعلتها ليبتسم بينما سألها بخبث: لا ايه ...مبسوطة اني قاعد معاكي
سحبت نفس عميق تحاول تهدئه دقات قلبها : اه ...قصدي احسن ...يعني عشان ترتاح
نظر لها لحظة ثم تفاجات به يميل ناحيه وجنتيها يقبلها برقه : طالما عاوزة راحتي يبقي ننزل نفطر وبعدين نطلع نتكلم ....اتفقنا
......
..
قدم خالد هايدي قائلا : هايدي اللي كلمت حضرتك عنها يادكتور سعد
اوما الرجل الاشيب بتهذيب : اتشرفت
قالت هايدي برقه،: الشرف ليا
جلست ليقول خالد بفخر : دكتور سعد شاف الملخصات اللي بتعمليها لدينا ياهايدي وصمم يضمك لهيئه التدريس خصوصا لما عرف انك من أوائل دفعتك
..........
...
أمسكت ورد الاطباق بشرود في حديثه أو بالاحري حديثهم المرتقب ليسقط أحد الاطباق دون إرادتها محدث ضجيج قوي بينما يتحطم لاشلاء ..
......
قالت هاله بقلق وهي تحدث خيري الذي أخبرها باقتضاب عن حادثه رائف
: ازاي متقوليش ياخيري
قال خيري : محبتش اقلقك وخصوصا أنه الحمد لله كويس
: انا هلبس وجايه المستشفي اطمن عليه
قامت بنفس لحظة استماعها لصوت تحطم الزجاج ليترك فريد القهوة من يده ويهب بفزع تجاه المطبخ وخلفه والدته وإخوته ....
صرخت هاله بهلع وهي تري الدماء تغطي ساق ورد التي تحطم فوقها الطبق ...اسرع فريد يمسك بها بينما انفلتت الدموع المتألمه من عيونها ليصيح بأخته. وهو يحملها للخارج : نادي دكتور عبد الحميد بسرعه ياهانيا
..
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
تحفه يا رونا تسلم ايديك
ردحذفااااه رووووووعه اوى اوى اوى
ردحذفروعه يا رونا
ردحذفتحفة
ردحذفجميله جدا الروايه
ردحذف♥️♥️♥️
ردحذفتجنن 😍
ردحذف