مهووس بك الفصل الثاني والعشرون

6


اغلقت الهاتف وكل انش بجسدها ينتفض من تهديد ذلك الحقير.... ستخبر أدهم عنه... ستخبره و... و..... تلجم تفكيرها وهي تراجع كلمات ذلك الحقير.... لا أدهم كما قال لن يتفاهم ولن يسمع....! 
عقد أدهم حاجبيه حينما دخل الغرفة ووجد وجهها شاحب بتلك الطريقة وهي ماتزال ممسكه بالهاتف جلس بجوارها 
قائلا :... اية ياحبيبي كنتي بتكلمي مين؟ 
 هزت راسها بتوتر وهي تضع الهاتف جانبا... ابدا.. دي سلمي كذبت...!!
كذبت ولكن دون إرادتها قد هربت كل شجاعتها حينما فكرت برد فعله وبغيرته العمياء...! 
 في الصباح التالي نظر أدهم نحوها بينما جلسوا يتناولون الافطار بتساؤل عن سبب حالتها وشرودها منذ الامس ... ليناديها وهي شاردة : غزل. غزل التفتت نحوه  : ها : اية ياحبيبي سرحانه في أية؟
هزت كتفها وهي تحاول السيطرة علي اعصابها المتوترة منذ الليلة الماضيه بعد محادثه هذا الحقير.. انها لم تذق طعم النوم من التفكير... تريد أن تخبر أدهم بماحدث  ولكنها تخاف كثيرا ايضا ... لن يفهم وسيتهور بالتاكيد... تخاف من غيرة أدهم ولكنها تخاف اكثر من تهديد ذلك الحقير ولن يحميها منه سوي زوجها.... انها تتمزق ولاتعرف مالصواب لتفعله... عليها ان تهدأ اولا وتستجمع شجاعتها ثم تقرر ما ستفعل...! 
 يجب أن تخبر أدهم حتي لا تضع نفسها تحت تهديدات هذا الحقير ومؤكد انه سيصدقها هي ولن يتركه ينجو بفعلته.... هنا عادت لتفقد شجاعتها مجددا خوفا علي أدهم ماذا ان تهور بسبب كلمات عمر هذا ربما يضربه او يقتله..... هزت راسها بخوف..... لا لن تتحدث مع أدهم فهو لن يفكر بمنطقيه ستتحدث مع اروي وربما أخيها.... او سليم ستفعل بالتاكيد اي شئ لتتخلص من ذلك الحقير ولكن أدهم لا ....!! 
 التفتت لادهم الذي عقد حاجبيه ينظر نحوها  بقلق :مالك ياغزل انتي تعبانه؟
هزت راسها : لا... انا... انا بس متوترة شوية عشان الامتحانات قربت مرر يداه بحنان علي خدها
قائلا : ياروحي ان شاء الله هتنجحي... متقلقيش ......
ضحك عمر بصخب وهو يلقي بهاتفه فهي لا تجيب عليه بعد ان ارعبتها مكالماته طوال يومين يحاول ان يلعب علي وتر خوفها من ادهم.... 
ليقول بتوعد : انتي لسة شفتي حاجة.... ده انتي هتدفعي تمن اللي عمله أدهم فيا.....!!
 حسنا اليوم ستخبر أدهم بكل ماحدث فلم يعد بإمكانها الصمت اكثر وقد تلفت اعصابها خلال اليومان الماضيين وعمر هذا الكلب لايتوقف عن الاتصال بها وإرسال الرسائل اليها ...... التفتت تجاه ماهيتاب التي كانت تتحدث اليها بينما يدخلون سويا الي احد معارض أدهم لاختيار سياره كما اتفقوا سويا من قبل قالت ماهي : ... انا كلمت مراد يقابلنا هنا عشان يقولي رأيه هزت غزل راسها بعدم تركيز لتشير ماهيتاب لاخيها مراد الذي تقدم منهم مصافح غزل بتهذيب... : ازيك ياغزل اومات له :  ازيك يامراد توقفت غزل علي بعد بضع خطوات تفكر بينما انشغلت ماهيتاب واخيها باختيار سيارة وقد نزل شريف الغزولي مدير المعرض مرحبا بهم بعد ان هاتفهم أدهم للاهتمام بزوجته وصديقتها.... قالت ماهيتاب وهي تشير لاحدي السيارات الرياضيه الانيقة :اية رايك في دي ياغزول؟ ابتسمت غزل قائلة  : حلوة قال مراد وهو يشير لسيارة اخري  : ولا دي احسن ياغزل قالت غزل : يعني... انا شايفة ان الاتنين حلوين ضحك مراد قائلا : اية الدبلوماسية دي... ؟ قالت غزل: مش دبلوماسية... بس الاتنين فعلا حلوين بدأ مراد يشرح لها الفرق بين السيارتين ... بصي ياستي اللي اختارتها ماهي حلوة بس صغيرة و الموتور.... و..... و... تدخلت ماهي بالحديث ليضحك ثلاثتهم علي الفرق بين الرجل والمرأه باختيار نوع السيارة ليدخل أدهم المعرض بتلك اللحظة وتتغير ملامح وجهه ماان رأي غزل تضحك مع مراد.... :أدهم بيه نورت.... قالها شريف مدير المعرض وهو يتوجه ناحيته ليلتفت الجميع نحوه وأولهم غزل التي ابتسمت له وتوجهت ناحيته لتتبعها ماهي و مراد سيطر علي انفعاله وهو يصافح الجميع قال مراد بمرح : كويس انك جيت ياادهم تعالي بقي فهمهم اية الأهم في العربية.. الشكل ولا الامكانيات اصل الستات دماغهم غريبة في العربيات قالت ماهي ضاحكة  : الحقي ياغزل دول هيتفقوا علينا ضحك الجميع بينما قالت غزل : مش انتي اللي عاوزة رأي مراد يبقي تثقي في اختياره نظر اليها أدهم لحظة وهي تدافع عن مراد بينما قال مراد بسعادة :شايفة رأي صاحبتك ... ثقي في اختياري وخدي اللي اختارتها قالت ماهي : لا انا هاخد رأي أدهم.. نظر أدهم تجاه السيارتين ثم قال : بصراحة ولا دي ولا دي.... شريف اشار لشريف : عاوز ال x7  للهانم تشوفها وصلت السيارة ليرفع مراد حاجبه بانبهار ماان رأي السيارة ليغمز لادهم قائلا : عندك حق ياادهم.... بس دي انا اللي هاخدها.. وانتي ياماهي خدي العربيه اللي تعجبك... .... بسعاده غادرت غزل برفقه أدهم بعد ان اعطي تعليمات بإنهاء إجراءات السيارتين لماهيتاب واخيها التي احتضنت غزل وطارت من الفرحة قائلة : جوزك gentleman فعلا ياغزول... لدي ركوبها السيارة برفقته ابتسمت له غزل قائلة : مرسي ياادهم علي اللي عملته مع ماهي هز كتفه دون قول شئ لتلاحظ تغير ملامح وجهه... أدهم مالك؟ هز راسه وعاد ليركز علي الطريق قائلا باقتضاب: انتي تعرفي مراد الرماح؟ قالت : ماهو اخو ماهيتاب قال بعصبيه : عارف.... وهو انتي اخوات صحابك كلهم تعرفيهم قالت بجبين مقطب فهاهو عاد للغيرة التي بلا داعي : لا.. بس ده شفته معاها كذا مرة في النادي واتعرفت عليه نظر اليها ثم عاد لينظر الي الطريق مجددا..... يغار فماذا يفعل؟  رآها تتضحك معه وتضايق بشده..؟ يعرف انه مخطيء بالغيرة الزائدة ولكن هذا حب زائد لذا برره لنفسه..... وعليها ان تتفهم هذا شاءت ام ابت زفرت غزل بضيق وهي تنظر الي وجهه المتجهم منذ عودتهم لتقول بعصبيه وهي تدخل خلفه الي مكتبه ... ممكن افهم في أية ياادهم؟... مكشر لية من وقت ما رجعنا... قال وهو يخلع سترته ويلقيها علي الاريكة بانفعال : انتي عارفة قالت بغضب وهي تتوقف امامه: عارفة اني معملتش حاجة تضايقك بالطريقة دي التفت اليها بحدة : وانا اتضايقت ياغزل... مجرد وقوفك وضحكك معاه ضايقني.. قالت بدفاع : انا مكنتش واقفة معاه لوحدي وكنا بنتكلم عادي : وتتكلمي معاه لية اصلا : وأية المشكله ولا المفروض اني متكلمش مع حد :اه طالما عارفة ان ده بيضايقني.... بس لية... لازم تضايقيني وخلاص ممكن بقي لو سمحتي تسيبيني لوحدي لغاية مااهدي نظرت اليه لحظة ليبعد عيناه نحوها وهو يزفر بضيق فزمت شفتيها باحباط وغادرت الغرفة... الم يختار توقيت افضل.. لقد قضي علي اي تفكير لها باخباره عن عمر... إن كان شئ تافهه كهذا جعله بتلك الحاله فماذا ان أخبرته بشأن عمر...!! ........... .... بتوجس نظرت اوركيد لعمر الذي اوصد الباب خلفه وتقدم ناحيتها وتلك النظرة العابثة تتراقص بعيناه....!! قال بصوت خبيث وهو يتقدم ناحيتها : نورتي بيتي..... يامراتي...! تراجعت للخلف  خطوة ونظراته ترعبها فهي لا تتناسب مع كلماته البارده وهو يتقدم ناحيتها كالذي يستعد للانقضاض علي فريسته  :  ياتري مبسوطة يااوركيد  هانم بعد ما وصلتي للي انتي عاوزاة واتجوزتك رسمي ظلت صامته وعيناها مشتته تنظر تجاه يداه التي يقبض عليها بغضب بينما صوته بارد كأنيابه التي يخفيها خلف وجهه البريء ... :طبعا لازم تبقي مبسوطة.... مش،بقيتي مرات عمر السيوفي.... . هههههه ضحك بصخب واكمل : لا وكمان هتخلفي مني صرخت بمفاجاه حينما أمسكت يداه بها بقوة يقربها نحوه ليخشن صوته وتطفر القسوة من ملامحه التي زال عنها قناع البرود بينما يقول بفحيح بجوار اذنها : بتحلمي...! انتفض قلبها من الرعب ماان وضع يده فوق بطنها يعتصرها بقوة قائلا :  ... انا استحاله اخلف من واحدة زيك قالها ودفعها بقوة لتسقط علي الارض وتسقط معها دموعها المتألمه ماان ركلها بقوة في بطنها .....!! .......... ...... شعر أدهم بقليل من الارتياح ماان شهد علي زواج عمر واوركيد الذي تم قبل قليل بحفل بسيط بمنزل عائلتها كما اتفقت هي وعمر... يعرف بطيش عمر ولكنه كان مضطر من أجل اوركيد ان يتمم ذلك الزواج.... .... نظر اليه اسامه قائلا ; برضه مصمم متفهمنيش حاجة ياادهم : مفيش حاجة تفهمها : يعني عمر يتجوز بالسرعه دي شئ طبيعي : ولية لا؟ :  بالرغم من اني لغاية دلوقتي مش فاهم حاجة بس ماشي ياادهم هصدقك : مفيش حاجة يااسامه.... الفكرة ان اوركيد غاليه عندي ورحبت بالفكرة لما عرض عمر عليها الجواز فشجعته ياخد الخطوة بسرعه .......... ... استيقظ أدهم حينما غزت اشعه الشمس الغرفة ليستدير ناظرا  لغزل التي نامت بعيد عنه بطرف الفراش... وهو لم يحاول الاقتراب منها فهو غاضب وبشده من عدم تفهمها لغيرته والتي أصبحت امر مسلم به لن يحاول تخفيفيها او اخفاؤها بل عليها تقبلها والتصرف علي أساسها.....! تنهد مطولا قبل ان ينحني نحوها ينظر لوجهها ويجاهد رغبته بتقبيل طرف شفتيها والاعتذار منها بعد ان أصر علي التمسك بموقفه بحقه بالغيرة عليها ليبعد وجهه عنها ويذهب للاستحمام..... توقف امام المرأه يعقد رابطة عنقه حينما فتحت غزل عيونها علي رنين هاتفها المتعالي نظر أدهم نحوها  من خلال المرأه حينما انتفضت من مكانها ماان تعالي رنين هاتفها لتسرع تغلقه وتلقيه بجوارها.. سألها باقتضاب : مين بيتصل؟ اشاحت بوجهها قائلة بخفوت : سلمي : ومردتيش ليه؟ قالت وهي تحاول أن تخفي توترها : عادي.. لما افوق هبقي اكلمها نظر اليها لحظة ثم تناول اشياؤه وغادر دون قول شئ اخر .... لتخفض غزل عيناها بحزن فهو يتجاهلها ولا يتحدث معها... يعاقبها علي غيرته الغير مبررة... لقد مر يومان وكلاهما لا يحدث الاخر... وهو يشعر بوجود خطب ما تخفيه عنه تلك الاتصالات التي لاتجيب عنها تقلقه وتجعل الشك يتسرب لقلبه ... قلبه الذي ولأول مرة يقسو عليها....!! لماذا لم يصالحها ككل مرة لماذا لم يعتذر ويبرر غيرته تلك المرة لماذا يشعر انها المخطأه لأنها تعرف بغيرته ولم تراعيها بينما غزل تعرف كل هذا وتشعر بالوجع منه فهو يبتعد عنها ويعاقبها من أجل لاشئ...! يعاقبها لمجرد حديث عادي في حدود الاحترام المتبادل  بينها وبين اخ صديقتها.... تنهدت وهي تشعر بهم ثقيل يجثو علي صدرها... مكالمات ذلك الحقير لاتتوقف وهي لاتجيب عليه ولكن مجرد سماعها لرنين هاتفها اصبح يقتل اعصابها... أدهم من قررت أن تلجأ له يعاملها بجفاء شديد ويحبط اي محاوله لها بالتشجع لاخباره ... يارب اعمل اية.... انا خايفة اوي عاوزة اقوله بس خايفة من رد فعله... هيصدقني ولا هيصدقه... لازم اقوله ........ انتفضت من مكانها حينما اسمتعت لصوته الخبيث لتتسع عيناها بعدم تصديق لوقاحته وهي تراه واقف خلفها ماان خرجت من باب الكليه قائلا : مفيش ازيك ياعمر... الف مبروك مثلا علي الجوازة اللي البيه جوزك دبسني فيها احمر وجهها غضبا وتجاهلت حديثه الذي لم تفهمه لتسير بضع خطوات تجاه سيارتها ولكنه اسرع ليقف امامها يسد الطريق قائلا ; لية المعامله دي طيب.... ده جوزك هو اللي بدأ و انا بخلص حقي منه مش اكتر.... حلوة اوي نظرات الرعب في عنيكي وانتي خايفة أوري جوزك الفيديو اللي عربيتك فيه تحت بيتي... نظرت اليه باشمئزاز هاتفه بغضب ; امشي من قدامي ياحيوان انت حالا بدل... قاطعها ببرود قائلا : بدل مااية.... هتعمليلي اية ياحلوة...؟ قالت بشراسه وهي تدفعه من امامها : هعمل كتير اوي لو فكرت تقرب ناحيتي تاني اوعي تفتكر اني خايفة منك... انا خايفة علي جوزي اللي ميستاهلش يضيع نفسه في حشرة زيك صفقت باب سيارتها خلفها وأسرعت تديرها و تبتعد بالنفاس لاهثه.... . ركنت السيارة وكل انش بجسدها ينتفض لقد تجرأ ذلك الحقير واتي الي كليتها.... لم تعد تستطيع أن تصمت اكثر من هذا ستخبر أدهم.. اتخذت قرارها بلا رجعه...! ....... قطعت الغرفة ذهابا وايابا بانتظار عودته وكل بضعه دقائق تنظر لساعتها... لقد انتصف الليل وهي بانتظارة وهو لم يعد .... لقد اتخذت قرارها ستخبرة وليحدث مايحدث المهم الا تضع نفسها تحت رحمه منعدم الأخلاق هذا الذي يتلاعب باعصابها.... خرجت للشرفه ليلفحها الهواء البارد حينما سمعت هدير سيارته بالفناء لتعود مجددا الي الغرفة بانتظار صعوده ولكنه لم يصعد علي الفور بل اتجهه لمكتبه ليخرج بضعه ملفات ويضعها علي مكتبه وأهمها ذلك الملف الذي احضره له احدي رجاله من شركة الاتصالات ... عضت علي شفتيها حتي كادت تدميها وهي بانتظار صعوده. وحينما لم يصعد استجمعت شجاعتها لتنزل اليه فهي بالنهاية لم تفعل شئ  تخاف منه..... ..أمسكت هاتفها الذي سجلت عليه تهديدات ذلك الحقير لتنزل لادهم وهي تؤكد لنفسها انها لن تحتاج الي الإثبات بالتسجيل وان زوجها يثق بها وسيصدقها لاتعرف لماذ ا اخذت تؤكد لنفسها هذا الكلام طوال نزولها الدرج بالرغم من ان قلبها يخبرها بالعكس ... رفع أدهم عيناه عن الملف الذي اخرجة للتو من حقيبته حينما توقفت غزل لدي الباب... ليقول: غزل..! اية الي مصحيكي لغاية دلوقتي؟ اقتربت لتتوقف لدي مكتبه قائلة : عاوزة اتكلم معاك... انت مشغول هز راسه قائلا : اتكلمي.... في أية؟ : ممكن نطلع نتكلم فوق نظر اليها بتوجس ثم اومأ لها قائلا : ماشي اطلعي وانا طالع وراكي علي طول اقلقه صوتها ووجهها الممتقع والذي أصبح بلا لون ليمد يده يجمع الملفات من فوق مكتبه ويعيدها الي حقيبته الموضوعه علي المقعد بسرعه لتقع احدي الملفات من فوق مكتبه... انحنت غزل تجمع الأوراق التي تناثرت بينما قال أدهم وهو يمد يده نحوها  : .. سبيبهم عشان ظهرك اعتدلت غزل واقفة وبيدها بضعه اوراق وضعتهم علي المكتب ليجمع أدهم باقي الأوراق بنفس اللحظة التي تسمرت غزل مكانها وقد اجتذب نظرها ذلك الرقم المطبوع باحدي الأوراق....انه رقم هاتف.... انه رقم تعرفه ... انه رقم هاتفها...!! عقدت حاجبيها بينما تنظر لتلك الأوراق قبل ان ترفع عيناها تجاهه ببطء وهي تشير لتلك الورقة مرددة بتساؤل وعيناها تقرأ ماهو مكتوب تلك الأرقام والأوقات ;  ... ده.. ده رقمي... مكالماتي....!! نظرت اليه بعدم تصديق : انت بتتجسس عليا ياادهم... اخذ الأوراق من يدها قائلا بجمود : لا : امال اية ده ؟ قال وهو يشيح بوجهه : عادي قالت بعدم تصديق : عادي انك مش واثق فيا : مين قال كدة؟ : تصرفك اللي بيقولك كدة : لا طبعا انا..... نظرت لعيناه وقاطعته بحدة : انت بتشك فيا مش كدة ابعد عيناه عن عيونها فهو سيكذب ان قال لا فهي بتلك الايام الاخيرة جعلت الشك يتسرب لقلبه بدء من حالتها الغريبة لتلك المكالمات التي لاتجيب عليها  لوت شفتيها بخزي مرددة : واضحة مش محتاجة سؤال التفت اليها قائلا بجمود :  حقي اعرف مين اللي بيتصل بيكي كل شوية وانتي مش بتردي طول ماانا موجود  ... متوترة بقالك فترة..... مش بتردي علي التلفون.... بطلتي تروحي الكليه.... اية كل ده ومش عاوزني اشك طفرت دموع الخزي من عيونها فهو يعترف بأنه لايثق بها ويبرر شكه بها.. قالت بصوت مختنق بالدموع :  هقولك ... أخبرته بماحدث بخوف لاتنكره من غضبه الذي ربما له تبرير وهو غيرته ولكنه غضب عارم شديد يزداد مع كل كلمها تنطق بها شفتيها المرتجفه... شعرت ،بصقيع داخل قلبها وهي تري تلك النظرات بعيناه... تلك النظرات المليئة بالشك والغضب يعرف بحقارة عمر ولكنه لم يتخيلها ان تصل لزوجته.... سيقتله....!! ازداد بكاؤها وهي تقول :  ده كل اللي حصل والله انا.... امسك ذراعها بقوة وقد اعماه الغضب : مقلتيش ليا لية من الاول قالت بدموع : خفت زمجر بها غاضبا : انتي بتعملي حاجة غلط عشان تخافي عقدت حاجبيها بعدم تصديق : انت بتقول اية قال بفحيح ويداه اقبض علي ذراعها : بقول ان اللي بيخاف يبقي غلطان نزعت ذراعها من يده بقوة : لا مغلطتش .. بس خفت منك ومن رد فعلك... كنت خايفة متصدقنيش... خفت اشوف في عنيك النظرات اللي شايفاهم دلوقتي... اللي كلها شك واتهام ازدادت دموعها انهمارا : كنت خايفه منه بس انت خوفتني اكتر اني اجي واحكيلك.... نظر لحالتها المنهارة ليكبح لهيب عيناها الغاضبه وهو يسحق أسنانه لايعرف كيف يفكر قائلا ;  اطلعي فوق وسيبيني دلوقتي نزلت الدموع ساخنه من عيونها حينما حادثها بتلك الطريقة لتعرف ان الشرخ بعلاقتهم قد حفر عميقا وتصدعت دروبهم ... نكست راسها بخزي مؤلم فهو لم يقف بجوارها حينما لجأت اليه فأخرجت هاتفها من جيبها لتضعه علي طرف مكتبه قائلة : ابقي شوف تسجيل المكالمات هتعرف اني مكدبتش عليك ... كنت متخيلة انك هتصدقني ومش محتاج إثبات ....... بثورة وغضب اهوج ازاح ماعلي مكتبه وهو يستمع لصوت ذلك الحقير يهدد زوجته ليندفع خارجا تجاه سيارته وهو لايري، من احتراق راسه بالغضب... نادي حارسة : شاااهين.... تعالي انت ورجالتك ورايا اسرع رجاله يركبون السيارة ويقودون خلفه بسرعه مماثله لتصدر اطارات سيارته صريرا حادا ماان اوقفها أسفل منزل عمر....!! ...... قالت سماح بدهشة : ياهانم انتي خارجة دلوقتي قالت غزل وهي ترتدي معطفها : اه... خلي رمضان يطلبلي تاكسي البقاء برفقته لم يعد خيار متاح لها...! لذا ستغادر...! .... قال أدهم بغضب عارم حينما لم يجد عمر بمنزله : عاوزك تقلب الدنيا انت ورجالتك لغاية ماتجيبه فاهم ياشاهين : اوامرك ياادهم بيه.... .... بألم شديد حاولت اوركيد فتح جفناها الثقيلان ولكن الألم بجسدها كان يزداد وهي تشعر ببطنها تتمزق من الألم ... لينظر عمر اليها بنظرات تشفي قائلا :  هسيبيك مرميه كدة لغاية ماتتربي وتعرفي جزاه اللي يجبر عمر السيوفي علي حاجة.... عشان تبقي تجري تتحامي في أدهم كويس.... ...... تركها وخرج صافقا الباب خلفه بقوة ليتهاوي راسها علي الارض وهي تشعر بروحها تكاد تفارق جسدها فذلك النذل الحقير ضربها حتي فقدت جنينها لتشعر بألم شديد قبل ان تنزف بغزارة ..........!! .......... .... عقد حاجبيه بغضب وهو ينظر بارجاء الغرفة الخاوية... سماح... سماااح : افندم ياادهم بيه : فين الهانم ؟ قالت بتعلثم : ... هي.. هي خرجت : خرجت... خرجت فين؟ : معرفش يابيه هي خلتني اطلب ليها تاكسي.. وو : انطقي : كانت عاوزاه يوصلها لمحطة القطر بتلك الساعه وبتلك  الحالة كان عثوره عليها سهل.... تركته هذا كل مافكر به وهو يقود بسرعه كبيرة للحاق بها ليجدها جالسة لاحد المقاعد بانتظار و صول قطارها الي الإسكندرية تضم معطفها فوقها وتمسح دموعها وهي تتذكر كل ماحدث لها بقصتها الخرافية التي بدأت بأمير وسيم يحقق لها السعادة بنظرة من عيناه لتنتهي بجرح بقلبها بنظرة شك واتهام لن تغفرها له التفتت نحو تلك الأقدام التي تقترب نحوها وعيون تنظر اليها لايعرف أدهم ايغضب منها ومن تركها للمنزل ام يجذبها لاحضانه رفقا بحالتها التي هي عليها وقد نالها الكثير  خلال الأيام الماضيه..... ظلمها...! يعرف انه ظلمها وتمادي بظلمها ليس تلك المرة ولا المرة السابقة ولا السابقة وإنما منذ أن رآها ووقع بحبها وهو يظلمها... يظلمها بحبه الذي اصبح يشبه خيوط العنكبوت يحيط به قلبها وعقلها وحياتها... يقيدها اليه بكل قوته ويعرف جيدا انه بتلك الطريقة يبعدها عنه اكثر....! غالب مشاعره وتمسك بموقفه الغليظ فهي أخطأت حينما اخفت عنه منذ البداية وازداد خطأها بتركها للمنزل : انتي اية الي جابك هنا؟ : رايحة اسكندرية رفع حاجبه بغضب : وده لية ؟ التفتت اليه ناظرة لعيناه : عشان تطلقني تماوج الغضب بعيناه من نطقها لتلك الكلمه لتكمل بحدة : خلاص مفيش حاجة تربطنا ببعض بعد اللي حصل سحق أسنانه وهو يقول : انتي شايفة كدة؟ هزت راسها ليتجاهل حديثها الارعن قائلا بلهجة امره : قومي هزت راسها دون قول شئ لتزداد حدة أنفاسه :سمعتي انا قلت اية ياغزل.. قومي معايا قالت وهي تشيح بوجهها عنه : لا... قلتلك انا مسافرة وطلقني :وانا قلت هتيجي معايا بدل ماافقد اعصابي واخدك بالعافيه التفتت اليه قائلة باصرار : لا مش جاية معاك بعد اللي عملته.... انت شكيت فيا ومصدقتنيش وانا معنديش استعداد اكمل حياتي معاك بعد اللي عملته تزلزل كيانه بعد سماعه لتلك الكلمات تنفصل عنه.... لاتعيش معه.... احترق عقله وقلبه بكلماتها ليمسك ذراعها بقوة : امشي معايا احسنلك حاولت انتزاع ذراعها من يده :قلت مش راجعه معاك انا راجعه لاخويا يحميني منك ... انا خلاص مش عاوزة اعيش معاك تاني. ... مش،عاوزة اعيش،مع واحد بيشك فيا طول الوقت... مش عاوزة اعيش معاك تاني ياادهم طول ماانت كدة... قال بغضب : وانا قلتلك قبل كدة معندكيش اختيارات... هتعيشي معايا حتي لو غصب عنك : انت ازاي قادر تبقي كدة... قال بحدة : قلتك قبل كدة بعدك بيجنني وببقي انسان تاني... ارجعي معايا وانا ارجع تاني أدهم اللي تعرفيه.. قالت بصوت مختنق بالدموع : انا للاسف معرفكش....طلقني ياادهم وكل واحد يروح لطريقه امسك ذراعها بعنف وسحبها خلفه قائلا :مش عاوز اسمع الكلمه دي تاني اوعي تفتكري اني ممكن اسيبك تبعدي عني أو أن في حد يقدر يبعدك عني... لو بتحبي اخوكي فعلا بلاش تخليه يقف قصادي عشان هو اللي هيدفع التمن هتفت به بحدة وهي تحاول انتزاع يدها منه : انت ازاي قادر تبقي بالجبروت ده... العالم مش علي مزاجك قال وهو يدفعها بحزم داخل السيارة ويركب بجوارها ليقود بسرعه عائدا لسجنها  :كل ده عشان عاوز مراتي متبعدش عني قالت بصوت مختنق بالدموع : لا عشان عاوز تملك مراتك.... اوقف السيارة بالفناء قائلا بلهجة إمرة  : انزلي مسحت دموعها بظهر يدها ونظرت اليه بتحدي : لا مش نازلة مش هرجعلك ولا هعيش معاك تاني قال باصرار ممزوج بغضب شديد : هترجعي ياغزل غصب عنك او بمزاجك هترجعي وهتعيشي معايا.... قلتلك قبل كدة ملكيش اختيارات.. اتفضلي انزلي واطلعي فوق هتفت بحدة وهي تبعد يده عنها : قلتلك لا مش راجعه بيتك ده تاني وهتطلقني ياادهم ولو عملت اية عمري ماهرجعلك هتف بتحذير شرس : متتحدنيش ياغزل تجاهلت تحذيره هاتفه : انا اعمل اللي انا عاوزاه انت ملكش كلمه عليا بعد كدة : لا ده انتي اتجننتي علي الاخر.... انا مش هحاسبك علي كلامك ده دلوقتي عشان حالتك بس لصبري حدود :وانت مين عشان تحاسبني قلتلك طلقني... سحق أسنانه بغضب : متنطقيش الكلمه دي تاني احسنلك ياغزل صاحت فيه بحدة : انت اللي متتحكمش فيا تاني.... انا مش مراتك بعد اللي عملته انت فاهم اندلعت النيران بعيناه ليضع يده خلف ظهرها ويحملها متجاهل تململها ورفضها للعوده ليصعد بها الدرج ويدفع الباب بقدمه يغلقه ليضعها فوق الفراش قائلا بغضب : انتي مراتي وهتفضلي مراتي بمزاجك او غصب عنك دفعته بقوة في صدره تبعده عنها  لتصيح به باندفاع : لا مش مراتك وانت اللي غصب عنك هتطلقني.... وعمرك ماهتقدر تغصبني علي اني اعيش معاك صفعها بقوة ولم يعد يستطيع التحكم اكثر بغضبه : قلتلك مش،عاوز اسمع كلمه طلاق دي تاني انهمرت الدموع من عيونها الجميلة ووضعت يدها علي خدها الملتهب الما من صفعته القوية لا تصدق انه صفعها وهو لم يصدق فعلته ولكن كلماتها  واصرارها عليها افقدته تعقله  ليمسك ذراعها بعنف قائلا بشراسة : لولا انك حامل كنت وريتك يعني اية اغصبك تعيشي معايا وحاسبتك علي كل كلمه نطقتيها قالت وهي تنظر لذلك الوحش المتجلي بنظرات عيناه : انا بكرهك... دفعها للخلف وهو يجاهد السيطرة علي تلك النيران التي تزيد اشعالها بكلماتها التي لاتدرك كم تستفزه وهو لايريد ان يريها المزيد من غضبه لينحني نحوها قائلا : لية بتعملي كدة... لية بتستفزيني ؟!! ابعدت راسها للخلف خوفا منه ليعقد حاجبيه بضيق ويضع يده برفق فوق خدها الأحمر ليحاول تهدئة نبرته الغاضبه قائلا بعتاب  :لية خليتيني اعمل فيكي كدة... انا عمري مافكرت أمد ايدي عليكي احاط خصرها بخشونه واكمل :انا مجنون بيكي ياغزل... كلامك عن الطلاق والبعد بيجنني وبيخليني افقد اعصابي اقترب منها ليدفن راسه بعنقها ويتنفس رائحتها مطولا وكأن حياته عادت له وهي بين ذراعيه ولكنها كانت جامده تاركه لدموعها العنان لاتعرف اي درب سلكته بحياتها لتقع بحب رجل مثله...يتخذ من حبه لها مبرر ليكون متملك اناني بتلك الطريقة رجل دمر قلبها وصدعه بشروخ لاتداويها كلمات بشكه بها والان يخبرها بمقدار حبه وهوسه بها  ...!! يعرف انها لم تسامحه ولكنها تحبه وستغفر له... ولايدري انها أقسمت الا تسامح او تغفر... همس لها بكلمات الحب والاشتياق ولكن جرح قلبها كان أعمق ولن تداويه كلمات بعد ان رأت وجهه اخر له لم تعهده قبل ان يكسر قلبها منذ قليل حينما لجأت اليه وشك بها ... ارتشف من شفتيها ولكنها ظلت جامدة بين ذراعيه لأول مرة تشعر بحبه نيران تحرق جسدها... لاتريد اقترابه ولكنه اقترب ليثبت لها انها ملكه.... لاتريد العوده له ولكنه اعادها ليثبت ان بكل شئ هو صاحب القرار... وصل الي نشوته فهو يعشقها ويعشق قربها ولكنه لا يدري انه وصل معها لطريق صعب او ربما نهاية الطريق....! .. حاول وجاهد ان يرضيها ولكنها لاترضي..... قدم همسات الاعتذار والحب ولكنه بالنسبة اليها كان يثبت ملكيته اكثر....! انتهت قصتها الخياليه لتجد نفسها مقيدة بخيوط حب خفيه الي قلب رجل مهووس بها...! .. مع خيوط الشمس كانت تغادر دون النظر خلفها وهي تتذكر استسلامها له وعدم مقاومتها لغزوه لمشاعرها بتملكه الضاري.....!!
قراءه ممتعه بقلم رونا
ايه رايكم و توقعاتكم 
 غزل سابت أدهم.. ؟
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !