مهووس بك الفصل السادس والعشرون

2
حينما رأي أدهم الاصرار بعيناها هز راسه وأبعد عيناه عن عيونها بأسي فهي مصممه علي الإبتعاد ليقول ببطء : ماشي ياغزل الصبح هنرجع نظرت الي نبرته وكانت علي وشك التراجع ولكن عليها ان تتمسك بموقفها كما يفعل هو فبعد كل هذا مازال مصمم انه لم يخطيء وان الحل الوحيد لمشكلتهم ان تنسى هي ماحدث.. حتي انه لم يسألها عما ضايقها منه ولا ماتريده منه أن يغيره....فقط كل مايريده ان تنسي وتعود اليه... ككل مرة هي من تتنازل وهو لا كأي رجل لايريد الاعتراف بخطأة فقط عليها أن تتجاوز الموقف وتنتهي المشكله....! وهي ترغب ايضا بتجاوز كل الخلافات بينهما لذا كل مرة كانت ترضي بأول محاولة له بمصالحتها وينتهي الأمر ولكن مع كل مرة تصمت فيها يزيد عناده وغرورة لذا لن تتجاوز تلك المرة فهو لم يثق بها وان صمتت سيكررها ...! ...... تنهد أدهم بضيق وهو لايعلم ماذا يفعل معها ولايصدق مقدار عنادها الذي من وجهه نظره بلاسبب... يحبها ويغار ماذا في ذلك...؟ لماذا تراه متحكم ويلغي شخصيتها وحتي ان كان متحكم فلماذا لاتقبل ذلك مادام انه يفعل الصالح لحياتهما... صغيرة عنيده..! خرج الي الشرفة يدخن سيكاره باحباط فهو لايستطيع تنفيذ وعده وجعلها في بيت وحدها بعيد عنه.. .. كما لا يستطيع التراجع عن كلمته لها..... نفث دخان سيكارته بغضب لايعرف ماذا يفعل ويفكر كم كان مخطيء حينما ظن انه سيستطيع اكتساب غفرانها ككل مرة...فتلك المرة مختلفه وهي متمسكة بعنادها لاقصي درجة وهو كلما حاول التمسك بهدوءه يفقد اعصابه ويعود معها لنقطة الصفر وينتهي الأمر لمشاجرة.... . لقد حول تلك الرقيقة الناعمه الي اخري عنيده وهو ليس اقل منها عنادا وغرورا يصعب عليه التنازل وايضا لايعرف عن ماذا يتنازل...؟ انه حتي الآن لايري انه أخطأ بشئ بل انه صبور لاقصي درجة مع عنادها .... تنهد مطولا وهو يحدث نفسه... محاولة اخيرة لن تضر وبعدها لايعرف ولايريد ان يفكر فيما سيحدث ان رفضت وتمسكت بموقفها .... لأن ان رفضت اخر محاوله له فكل طريق له سيكون أصعب من الاخر... الاول ان ينفذ وعده ويبتعد عنها الي ان تهدأ وستكون له فرصه معها في النهاية بالرغم من انه سيحترق وهي بعيده .... والاخر ان يعيدها اليه بالقوة ولاينفذ وعده وهنا ستكون له دون ارادتها في البداية ولكن بالنهاية سيخسرها للأبد....! تنهد وهو يضع تلك الوردة بجوار فراشها وينحني يطبع قبله رقيقة علي جانب شفتيها يتمني ان تجدي محاولته الأخيرة نفعا فالبنهاية هو يحبها وهي تحبه ولكنه العناد....! اشتاق اليها حد الجنون ولكن فليصبر فهي ستتدلل قليلا وينتهي الأمر ...... .......... فتح عمر عيناه المتعبه حينما شعر بتلك الأنامل تطرق علي كتفه توقظه... نظر الي اوركيد التي كانت توقظه قائلا بصوت اجش :في أية؟ قالت وهي تحمل ذلك الطعام الذي اعدته اليه. قائلة بخفوت :. اصحي عشان تاكل قال بجمود فهو لايريد اهتمامها حتي لايشعر بدونيته اكثر : مش عاوز حاجة... قالت وهي تضع الصينيه بجواره : لازم تاكل عشان تاخد الأدوية نظر اليها حينما اولته ظهرها واتجهت لتحضر ادويته ليحدث نفسه بتهكم : انت الشيطان الوحيد في كل القصص ياعمر... اهي طلعت ملاك وبتهتم بيك بعد كل اللي عملته فيها.... بعد قليل استمع لرنين جرس الباب وبعد لحظات عادت اوركيد قائلة : الحارس بتاعك برا وعاوزك قال باقتضاب : دخليه دخل الشاذلي للغرفة وخلفه اوركيد... ليقول الشاذلي :سلامتك ياعمر باشا قال : الله يسلمك... في أية؟ : سالي السكرتيرة بعتت الورق ده عشان سيادتك تمضيه اخذ الورق من يده وحاول ان ينحني ليحضر قلم من احدي الإدراج فأتجهت اوركيد نحوه وانحت تفتح الدرج وتخرج منه القلم لتقع عيناه علي ذلك الفستان القصير الذي ترتدية وقد كشف عن جزء كبير من ساقها ماان انحنت تحضر القلم ليرفع عيناه المحذره تجاه الشاذلي الذي خفض عيناه سريعا ناظرا للارض... وقع الأوراق بسرعه بأعين غاضبه واعطاها لحارسة : خد قالها لشاذلي الذي اخد الأوراق قائلا وعيناه ماتزال بالأرض : تأمر بحاجة تانية ياعمر باشا قال بلهجة غاضبه : روح انت سارت اوركيد خلفه ليوقفها عمر والذي نظر بأعين غاضبه لذلك الفستان مجددا... استني عندك رايحة فين؟ التفتت اليه بتساؤل... ليندفع بغضب يتنافي مع بروده المعتاد : انتي ازاي تفتحي الباب وانتي بالمنظر ده نظر اليه بدهشه حيث أشار لذراعها العاري وقدماها المكشوفة فهو لم يعلق من قبل علي شئ ترتديه لمح نظرتها المندهشه والتي اغاظته اكثر ليقوم من الفراش بلحظة ويتجه نحوها ممسك ذراعها بقوة : اية اللي مش عاجبك في كلامي حاولت انتزاع ذراعها من يده : وفيه اية لبسي....! وبعدين ده كان الراجل اللي بيشتغل عندك يعني استحاله يبصلي قال بغضب :ولاهو ولا اي مخلوق تاني يقدر يبص لمرات عمر السيوفي اخر مرة تلبسي كدة قدام حد... .... شدد قبضته علي ذراعها : .... اللبس ده ميتلبسش تاني انتي دلوقتي شايلة اسمي وهتتتعاملي علي الأساس ده ... فاهمه ضغط علي يدها بقوة : انطقي فاهمه انتزعت يدها من يده و هزت راسها وانصرف سريعا من امامه والدموع تلمع بعيونها .......... ...... شخص قاسي بارد يتعامل معها بطريقة سيئة دوما فلماذا تبقي برفقته...! هزت اوركيد راسها تؤكد لنفسها ان هذا الزواج يجب ان ينتهي...! ....... ..... فتحت غزل عيناها لتبتسم بسعاده ماان وقعت عيناها علي تلك الوردة الحمراء الموضوعه بجوار فراشها ... اعتدلت جالسة لتتناولها بسعاده ولكنها مالبثت لحظة وتلاشت ابتسامتها حينما رأت تلك الورقه أسفل الوردة....!! هل ظن انها بتلك الطريقة ستتراجع ام انه سيزيد من عنادها اكثر....! ........ كان أدهم جالس في غرفته واضعا ساق فوق الاخري يدخن سيكارة وينظر في بعض الأوراق بيده حينما فتحت غزل الباب ودخلت بقسمات وجهه عابسه... أطفأ سيجارته ونظر اليها ينتظر رد فعلها لترفع الورقة امامه قائلة :اية ده.. ؟ قال بهدوء : انا عارف انك بتحبي البيت ده عشان كدة كتبته ليكي اقترب منها قائلا : واول مارجع القاهرة هخلي مهاب يسجلك العقد ابتعدت عنه خطوة قائلة بعصبيه مفرطة : وانت فاكر لما هتكتب الفيلا دي بأسمي هنسي وارجع ليك وكأنك معملتش حاجة.... لمع الغضب بعيناه لعصبيتها وتحدثها معه بتلك الطريقة... بينما نظرت الي عيناه بتحدي زاد من غضبه و تابعت وهي تمزق العقد : انا مش شيري ياادهم عشان تشتريني بفلوسك غلت الدماء بعروقه حينما واجهته بحقيقة انه يريدها ان تنسي وترجع اليه بأي ثمن ناهيك عن ذكرها لشيري لينفجر غاضبا وكانه طفل صغير علي وشك ان يحرم من لعبته : امال عاوزني اعمل اية..... عاوزني اعملك اية اكتر من اللي عملته انفجرت بغضب هي الاخري : عاوزاك تعترف انك غلطت.... اشاح بوجهه بحدة : انا مغلطتش قالت باصرار : لا غلطت ياادهم... غلطت وبتبرر عدم ثقتك فيا انها حب وغيرة مع ان في فرق كبير بين الغيرة وقله الثقة... انت اتجسست علي تليفوني .... غلطت في حقي وجرحتني ليلتها ...مديت ايدك عليا... كل دة ومغلطتش قال بحدة : اه.. مغلطتش ياغزل.... انا راجل وحقي اغير علي مراتي واعرف عنها كل حاجة.. انتي شايفاه قله ثقة انا شايفه غيرة .... وبرضه حقي اقربلك والمسك زي مانا عاوز.... لو في حاجة واحدة غلطت فيها اني مديت ايدي عليكي وانا عملت كدة لأنك استفزتيني بكلامك... يعني انتي كمان غلطتي وغلطك اكبر مني لأنك انتي من الاول اللي خبيتي عني ان حشرة زي عمر بيهددك : خفت منك... قال بجمود : اي ان يكون رد فعلي كنتي تستحمليه اهون من انك تبقي تحت رحمه كلب زي ده... ومع ذلك برضه كان ممكن الموضوع يخلص لغايه كدة بس لا...ازاي هربتي وسبتي البيت من ورايا ومش مرة واحدة لا مرتين ... لو حاسبنا بعض يبقي حسابك هيبقي تقيل اوي معايا ياغزل...وانا لغاية دلوقتي ساكت ومقدر ان الحمل جايز يكون مأثر عليكي وبديكي العذر تزعلي لأني بتعصب عليكي... .... بس متزوديهاش عشان انا صبري خلاص نفذ... انا كدة ومش هتغير ياغزل من وقت ماشفتك وانا اتغيرت بقيت واحد تاني.... بغير من الهوا.... طول ماانتي في بيتي ببقي مش عاوزك تخرجي ولا تكلمي ولاتشوفي حد غيري... مجنون.... مهووس.... مش فارقة المهم ان ده بيريحني وخصوصا بعد ما واحد زي الكلب ده اتجرأ عليكي ده خلاني اتمسك برأي اكتر من الاول يبقي تعقلي وتحاولي تحترمي غيرتي عشان منفضلش طول الوقت نتخانق انصدمت بحديثه الذي يقطر انانيه وتملك لتقول بتحدي : انا عاقله كويس اوي.... ولو اللي بتقوله ده بيريحك فأنا مش مرتاحة ابدا ظل صامت لتنظر اليه بتهكم : بس طبعا راحتي مش مهمه...والمهم راحتك... . صح؟ قال بجمود ; وانا جيت علي راحتك في أية...؟ اعتقد اني راجل كويس وزوج اي واحدة تتمناه بحبك و بهتم بيكي وكل طلباتك أومر قالت بغضب : بتعمل كل ده وانا في ايدك.... في اوضتك بس.. اول مابحاول يبقي ليا رأي او شخصيه بعيد عنك بتتجنن وتتحول لبني ادم تاني... زفر بحدة بالغة.... انتي لية مصممه تبقي ضحية..... قصرت في أية انا معاكي؟ .... انا بحاول اعملك اي حاجة ترضيكي بدات تشعر بألم شديد أسفل بطنها ولكنها تجاهلته قائلة بحدة : .... وانا كمان برضيك بأي تمن وجيت علي نفسي كتير.. بس تعبت ومش هقدر استحمل مجرد التفكير في كلامك اللي كله عنك انت وانا انفذ وبس .... ، قال بنفاذ صبر ; وآخره اللي بتعمليه .... عاوزة اية عشان نقفل الموضوع ده كبحت دموعها من طريقته التي لن تتغير بل تزداد سوء ; مش عاوزة حاجة.. غير انك تنفذ اتفاقنا استشاط غضبا : متلويش دراعي انتي عارفة اني ممكن اخدك و ارجعك البيت غصب عنك بس انا مش، عاوز اوصل معاكي للنقطة دي المها جبروته عليها لتقول بشراسة : لو عملت كدة مش هتشوف وشي تاني...ههرب منك والمرة دي عمرك ماهتعرف توصلي زمجر بغضب وهو يرفع يداه يكاد يصفعها ولكنه أوقف يداه في الهواء هاتفا بغضب :متستفزنيش غص حلقها وطفرت الدموع من عيونها لتوليه ظهرها قائلة بنبرة لاتقبل الجدل : طلقني استشاط غضبا من كلمتها فأمسك ذراعها بعنف يديرها نحوه قائلا بقسوة : واضح انك مصممه تستفزيني وتخرجيني عن شعوري... كفاية بقي انا خلاص صبري نفذ قالت بتحدي : بقولك طلقني قال بغضب شديد وهو يضغط علي ذراعها ;.. كلمه طلاق دي مش، عاوز اسمعها تاني... والكلام الغبي بتاع ننفصل وماليش دعوه بيكي وتعملي اللي انتي عاوزاه ده تنسيه خالص لانه مش هيحصل لو انطبقت السما علي الارض قالت بغضب شديد : هيحصل وبعد اللي قلته مستحيل اعيش معاك لحظة واحدة ازدادت نظرة عيناه قساوة وقال بجدية : يبقي تتنازلي عن ابني رفعت عيناها نحوه بعدم تصديق ليقول بقسوة : لو خلاص مش عاوزني انا كمان مش، عاوزك ولا هتمسك بيكي اكتر من كدة...بس ابني انا عاوزة ومتمسك بيه عاوزة تطلقي معنديش اي مانع... ..بس ورقة طلاقك قصاد تنازلك عن الولد وده اخر كلام عندي تركها وخرج صافقا الباب خلفه بعنف يلعن غضبه الذي اعماه ولم تراعيه لتظل تضغط عليه حتي اخرج طباعه السيئة امامها قراره نهائي ولن يرجع فيه حتي لو كان خطأ فهل ظنت انه بلا كرامه ليظل متمسك بها وهي ترفضه بكل مرة.. حسنا لقد أخرجت اسوء مافيه فلتري اذن نتيجه فعلتها ...... ! ..... .... صرختها جعلته يركض عائدا صاعدا الدرج ليجدها جاثيه علي الارض تبكي بقوة ويدها تحيط ببطنها تصرخ من شده ألم ركلات طفلها التي اخذ يسددها لها بلا رحمه نسي كل ماحدث منذ دقائق وأسرع ناحيتها: غزل... غزل حبيبتي مالك؟ دفعت يده بعيدا عنها ماان اقترب منها لتقول وسط دموعها المتألمه : ملكش دعوة... بيا انهمرت دموعها المتألمه ليتجاهل رفضها ويحطها بذراعيها يساعدها علي الوقوف قائلا بقلق : أهدي بس ياحبيبتي وقوليلي حاسة بأية ازدادت دموعها انهمارا وهي تدفع يده بعيدا فكلماته ماتزال ترن بأذنها : متقولش حبيبتي.... انت عاوز تاخد ابني.... ابعد عني تجاهل حديثها المنفعل وهو يري بقلق حالتها السيئة ومد يده يمسح حبات العرق الغزيز التي لمعت علي وجهها قائلا بحنان وهو يمسك بوجهها بين كفيه : طيب قوليلي حاسة بأية؟ تألمت بشده لتعتصر عيونها الباكيه ولم تعد تستطيع احتمال الألم : ااه..... هموت... ااه.. في وجع جامد اوي هز راسه بتوتر دب في اوصاله وهو يري العرق يتصبب من جسدها لينحني نحوها يحملها قائلا : معلش ياغزل استحملي... هاخدك علي المستشفي حالا شكلك بتولدي... حاولت أن تبعده عنها ولكن المها كان أكبر من أن تحتمله....! نزل بها درجات السلم للرخامي ووضعها في السيارة ودار حول نفسه بحيرة يحدث نفسه ; مستشفي اية... مفيش اي مستشفي قريبه... اعمل اية...... حاول السيطرة علي توتره وركب السيارة لينظر لوجهها المتألم وعيونها الباكيه قائلا بعتاب : شايفه عنادك ياغزل وصلنا لأيه ..... اعمل اية مفيش مستشفي قريبه.... عضت علي شفتيها تكتم المها الذي مزق قلبه ليمسك يدها قائلا باسف : انا اسف ياحبيبتي مقصدتش انا بس خايف عليكي.. بكت وهي تحيط بطنها بيدها قائلة بوهن شديد: انا خاااايفة ياادهم.... خايفة اوي نفض توتره ومسح دموعها بيده وربت علي كتفها بحنان : متخافيش انا جنبك ومش هسيبك قالها وانطلق بالسيارة بسرعه تجاه ذلك المشفي الذي يبعد ساعتين كما أشار له جهاز تحديد الموقع ليضغط بقوة علي دواسة الوقود بسرعه فائقة ويده علي يدها يطمئنها فهو مضطر الإسراع قدر استطاعته لانقاذها خاصة مع شحوب وجهها بتلك الطريقة..... بالفعل وصل في ساعة ونصف مع سرعته الكبيرة ليسرع المسعفين نحوه حينما حملها أدهم للداخل لتري بعيناه تلك النظرة التي تخبرها كم يحبها ويموت قلقا عليها قبل ان تغمض عيناها ويدها بين يديه يرفض تركها..... حينما نظرت اليه بعيونها الجميلة قائلة بصوت ضعيف : انا خايفة ياادهم متسبنيش جاهد ليخفي لمعه الدموع بعيناه ليته يستطيع أن يكون مكانها ولايستمع لتلك الكلمه منها فكم يصعب عليه أن تكون خائفة وهو بجوارها ولايستطيع ان يفعل شئ لها تدخل الطبيب بهدوء : متخافيش يامدام... كلها ساعه وتخرجي ان شاء الله وابنك معاكي رفع الطبيب عيناه تجاه أدهم الذي ظل ممسك بيدها والكلمات مختنقه بحلقه يجاهد حتي لايبكي : لو سمحت يابيه خلينا ندخلها العمليات التأخير مش في صالحها قال الطبيب لينحني أدهم تجاهها ويقبل جبينها قبله طويلة هامسا : انا جنبك متخافيش... ......... ...... قطع أدهم الممر الطويل امام غرفة العمليات ذهابا وايابا وأعصابه تحترق حرفيا قلقا عليها... يبدو أن ولادتها ليست سهله فقد مضت ثلاث ساعات ولم يخرج احد لطمأنته...!! كلماتها وصوتها ونظراته له تمر امام عيناه تخلع دقات قلبه الذي ينفجر قلقا بداخل صدره... توقفت تلك السيارة أمام المشفي ونزل منها دكتور منير الطلخاوي الذي استدعاه أدهم فور وصوله المشفي لانه من يعرف بحاله غزل ليسرع الطبيب الوقور الي داخل المستشفي الذين اسرعوا الترحيب به فور علمهم بمن يكون فهو من أكبر الاطباء بالبلد ليسرع منير تجاه أدهم قائلا :متقلقش ياادهم بيه قال باعصاب مرهقه : بقالهم ٣ ساعات جوه يامنير... قال الطبيب وهو يذهب ليتجهز : متقلقش حالا هدخل واطمنك لم يكن هناك داعي لوجود منير يعرف ذاك جيدا فهي بين ايدي أطباء لايقلون مهارة عنه ولكنه فضل ان يدخل ليطمئن أدهم الذي يكاد يجن لولا أن انفتح الباب وخرج منه منير متنهدا بابتسامه... ليسرع تجاه أدهم متلهفا بقلق سافر: اية يامنير طمني هي عاملة اية؟ : بالرغم من صعوبه الولادة لان وضع الجنين كان خطير الا ان الحمد لله عدت علي خير و بقت كويسة... ابتسم واكمل : وابنك كمان بخير اجتاحت السعادة والراحة ملامحه ولولهه تسمر مكانه وهو يستمع لتلك الكلمه.. ابنك.! ليرفع عيناه التي ماتزال غير مصدقه تلك الكلمه ليسأله : وهي... غزل... غزل كويسة ؟ اومأ له منير قائلا : كويسة ياسيدي متقلقش.. : ينفع اشوفها.. سأل أدهم منير : حاليا مش هينفع لأنها لسة تحت تأثير المخدر... شوية هتفوق ننقلها اوضه تانية وتقدر تتطمن عليها.... كان أدهم واقف في الرواق مستندا براسه الي الجدار حينما وصل يوسف ونهي يركضون ماان هاتفهم أدهم ليقول يوسف بلهفه : اية الاخبار ؟ : الحمد لله هي والولد كويسين قالت نهي بسعادة : الف مبروك وحمد الله على السلامة : الله يسلمك يانهي متشكر : طيب هي غزل فين؟ : شوية والدكتور هينقلها أوضة ونقدر نشوفها بعد قليل كانت اروي واسامه يصلون خلفهم لتقول اروي بسعاده جارفة وهي تحتضن أخيها : الف مبروك.... مبروك ياحبيبي ابتسم لها : الله يبارك فيكي احتضنه اسامه مهنئا : مبروك ياصاحبي... ابتسم له وسأل اروي : جبتي الهدوم اومات له بحماسة وهي تشير لتلك الحقائب التي تحملها هي واسامه : جبت كل حاجة... ... بس هو فين البيبي ياادهم... هموت واشوفة قال أدهم بابتسامه : في الحضانه... : طيب هروح انا ونهي نديهم الهدوم بتاعته لغاية ماغزل تفوق دلف سليم المشفي بخطوات ترتجف بسعاده ماان اتصل به أدهم وأخبره لتشع من قسمات وجهه وهو يحتضن ابنه وتلمع الدموع بعيونه ; مبروك ياابني. مبروك ياادهم اخيرا تحقق حلم ابنه ووهبه الله الطفل الذي كان ينتظره من سنوات..... .... بعد قليل دخل أدهم الي غرفة غزل التي كانت تحاول فتح عيونها ليقترب أدهم من فراشها وابتسامه ممتنه علي شفتيه وهو ينظر اليها بحب شديد فهي لم تعد زوجته او حبيبته فقط بل ام طفله..... طفله الذي ينتظره منذ سنوات...! فتحت غزل عيناها بوهن ماان استمعت لنبره صوته التي لاتخطئها ابدا قائلا بحنان وهو ينظر لوجهها الشاحب ... حمد الله على السلامة ياحبيتي خرج صوتها بوهن.. : الولد ابتسم لها قائلا : كويس... : شفته؟ هز راسه : لا... كنت عاوز اشوفك واطمن عليكي انتي الأول.... ابتسم واكمل ; هخليهم يجيبوه نشوفوا .... برقة وحنان حمل أدهم الطفل الذي كان جميل بدون مبالغه بوجنتان متوردتان وشعر اسود غزير يشبه والده كثيرا ليطبع أدهم قبله حانيه علي جبينه قبل ان يضعه بين ذراعي امه التي حملته بسعاده لاتعرف كيف تصف ذلك الشعور وهي تنظر لهذا الصغير الجميل ..... وكذلك كان الجميع فبدون مبالغة كان ذلك الطفل سبب سعاده الجميع.... يوسف ونهي واوري بالتاكيد وهي تري سعاده أخيها وكذلك سليم الذي لاتصف سعادته كلمات ولم يرد ان يسعد وحده لذا التقط صوره لذلك الصغير الجميل واراسلها لمها التي رق قلبها وهي تقرأ كلمات سليم حفيدك جه بالسلامه يا مها قالت اروي بسعادة وهي تحمل الصغير بين ذراعيها : حبيب عمتوو .. زي القمر.. حلو اوي ابتسمت غزل بينما قالت اروي ; قررتوا تسموه اية؟ قال أدهم وهو ينظر لغزل : سليم.. اجتاحت السعادة ملامح سليم ليس فقط لانه سماه علي اسمه وإنما من أجل علاقتهم التي عادت جيدة.. ..... .... بقيت غزل بضعه ايام بالمشفى تتلقي الحب والاهتمام من الجميع واخرهم والذي لم تتوقعه هو دخول مها الي غرفتها تحمل باقة من الورد قائلة بود : حمد الله علي سلامتك تجمد أدهم مكانه لحظة بينما اسرعت اروي ناحيه والدتها قائلة : مامي حمد الله على السلامة نظرت مها لادهم الذي تغيرت ملامح وجهه خاصة وهو يتذكر اخر لقاء لهم قبل سفرها لتقول بخفوت : مبروك ياادهم اومأ لها قائلا : الله يبارك فيكي تدخل سليم لكسر الصمت قائلا وهو يحمل الصغير من يد غزل بعد ان حصل علي الأذن : منها شوفي يامها جميل ازاي ابتسمت مها بسعاده وهي تنظر لملامح ذلك الصغير الجميلة لتقول بتاثر : شبه أدهم وهو صغير ابتسم سليم قائلا : وكمان قمر لمامته... ..... : كنتي فين؟ هزت اوركيد كتفها : كنت في الشغل؟ قال عمر بغضب : شغل اية؟... ومين سمحلك اصلا انك تنزلي من البيت... اية متجوزة طرطور ياهانم و هتمشي علي حل شعرك احتدت ملامحها : انا مسمحلكش.... : انا اللي مش هسمحلك : وانت مين عشان تسمحلي ولا متسمحليش : جوزك ياهانم ولانسيتي : لا مش ناسيه... ياريت انت اللي متنساش جوازنا ده جه ازاي قال بغضب : جه زي ما جه... المهم انك بقيتي مراتي وشايلة اسمي وغصب عنك تحترمي ده : انا محترمه قال بتهكم وهو ينظر اليها بمغزي جرح قلبها :واضح كبحت تلك الدموع بعيونها واسرعت تجاه غرفتها تدخل وتقفل الباب خلفها لتترك لدموعها العنان و تبكي بقوة شديدة فهو يراها رخصيه سلمت نفسها له بينما عمر ضرب الحائط بقبضته بقوة شاعرا بالندم الشديد لحديثه اليها لتلك الطريقة....! ..... ..... كبحت الدموع في عيونها واشاحت بوجهها بينما انحني أدهم يطبع قبله مطوله علي جبين سليم الصغير قبل ان ينصرف مغادرا لتترك غزل لدموعها العنان فقد كانت ضربه اخري موجعه لقلبها حينما قرر ان يسافر فور عودتهم من المشفي...... بينما أدهم قرر السفر لاداء العمره ليشكر الله علي طفله وايضا فرصة للابتعاد ليهدأ كلاهما... تفكيره منطقي وعقلاني ولكن بالنسبه لها اوجع قلبها وضغط علي كبرياءها فهو من يبتعد بعد كل ماحدث.... ولكن أدهم لم يفكر هكذا بل هي من بدأت حينما ابدت عدم رغبتها في العودة الي المنزل برفقته وهو لم يجادل كثيرا بل تحدث بعقلانيه دون ان يحاول ارجاعها عن رأيها فلن يعيد اي مشاجرة بينهما مرة اخري ليقول بهدوء : رجوعك البيت مالوش علاقه ياغزل... عاوزة تبعدي معنديش مانع ولا هغصب عليكي... هتفضلي في البيت انتي وابني لأن من حقي انا كمان ابقي جنب ابني زيك... ومتقلقيش هبقي بعيد خالص عنك وعشان تتطمني انا كمان مسافر اسبوعين يعني مش هتشوفيني خالص... دق قلبها بقوة وشحبت ملامحها فهل تخيلت ان يعتذر مثلا ماان ذكرته بماحدث بينهم قبل ولادتها والذي جرحها ولم تنساه لتتفاجيء به يتحدث لهذا البرود وكانه يخبرها انها لاشئ بالنسبه له.... فقط ابنه..! : انا عينت مربيه عشان تساعدك ومعاكي سماح ونادية... لو في اي حاجة اتصلى بيا كبرياؤها منعها من ان تتراجع او تتساءل عن سفره او وجهته ولكنها عرفت من اروي التي بالتاكيد رأت ان الامر ليس مجرد سفر لاداء فريضه بسبب ذلك الحزن الواضح بعيون غزل مهما حاولت انكاره ..... ..... قال أدهم لأبيه : مكنش في داعي توصلني يابابا المطار رمضان معايا : انا عاوز كدة ياادهم وكمان مها عاوزة تجي تسلم عليك وتقابلنا في المطار : مكنش في داعي يابابا : دي امك برضه ياادهم.... مهما حصل بينكم وبعدين واضح انها ندمانه علي الكلام اللي قالته وعاوزة تصلح ده هز أدهم راسه فهي بالفعل تحاول أن تحادثه بود وحب ولا تنكر فرحتها برؤيه ابنه قال أدهم : بابا مش هوصيك علي غزل وسليم قال سليم وهو يحتضنه : متقلقش عليهم : اوعي ماما تضايق غزل وانا مش موجود : متقلقش ....... تنهدت اروي وهي تنظر لغزل قائلة : طيب ياغزل ماتكلميه قالت غزل : لا هزت اروي راسها بعدم رضي : وآخره العند ده اية.. هتفضلي مصممه قالت غزل : مصممه واكتر من الاول اشمعني هو مصمم انه مغلطتش ومستكبر يشوف انه غلط في حقي... لية أسهل حاجة عنده يبعد قالت اروي بحياديه : هو بعد.... لما انتي طلبتي ده.... لية بعد ولاده ابنكم صممتي تفتحي تاني المشكله : عشان المشكله متقفلتش يااروي.... طول ماهو شايف انه مغلطتش هترجع المشكله بينا تاني وتالت تنهدت اروي بحيرة قائلة : بس ياغزل كلامك وتصميمك كان صعب : وهو كلامه وتهديده ليا انه ياخد ابني كان اية؟ قالت بتبرير : قالك كدة عشان ترجعي في قرارك : خلاص يااروي ولاارجع ولايرجع.... براحته... لو هو مش عاوز يتنازل انا كمان مش هتنازل ولوفاكر بسفره انه بيضغط عليه غلطان عشان طول ماهو شايف انه مغلطش انا كمان هفضل مصممه على رأي : انتوا الاتنين العناد بينكم وصل لمرحله صعبه اوي... : هو اللي وصلني لكدة... مكنش هيخسر حاجة لو اتنازل شوية عن غرورة وشاف اد اية هو ظلمني وجرحني..... نظرت الي طفلها بأسي وأكملت : خلاص يااروي البعد احسن لينا احنا الاتنين قالت اروي بنفي ; لا طبعا... بعد اية اتنوا متقدرش تعيشوا من غير بعض... هو أدهم لما يرجع اكيد هيصالحك وهتشوفي : مش مهم يصالحني ....المهم يتغير ........... .... وضعت غزل صغيرها الجميل بفراشه وجلست علي المقعد بجواره تهزه بهدوء وهي شارده تفكر.... اسبوعين....! قال اسبوعين فقط.... لماذا اذن لم يعود وقد مرت ثلاث اسابيع.... لقد تحملت هذان الأسبوعين بشق الأنفس .. تقبل ببعده ولكن علي الاقل تريد أن تراه تكاد تموت شوقا اليه... لا يصبرها الا هذا ذلك الصغير الذي يشبهه اباه كثيرا...! ........ وضع أدهم توقيعه علي ذلك العقد بابتسامه واسعه مع تلك الشراكة الجديدة التي جاءت بقدوم طفله... ليصافحة الشيخ سعد النوري قائلا : عمل موفق : ان شاء الله : كان بدنا تفضل معنا اكتر اخي أدهم : كفاية اوي... ابني وحشني ياشيخ : ربنا يباركلك فيه والسنه الي جاية يكون معاك في موسم الحج : ان شاء الله ... مهما حاولت إظهار الجمود والاختباء خلف جدران الغرفة تمنع نفسها من الإسراع اليه والارتماء بين ذراعيه لم تكن ستقاوم الاحينما رأت عيناه بلا اشتياق لها.... انه يحتضن طفله دون ان يوجه اليها اي نظره او كلمه الا السلام ... ألم يشتاق اليها خلال تلك الأسابيع .؟ ألم يحترق بنيران الاشتياق مثلها ..؟ . يالهي أين نظراته اليها.... فقط يحتضن طفله وهي حتي لاينظر نحوها سوي نظره خاطفه ويسالها عن حالها بمجامله... نظرت اليه بطرف عيناها لتري اشتياق قلبها لملامحه التي ازدادت وسامه.... هل سيظل هكذا ألن ينظر اليها.... ؟! التفت اليها قائلا : غزل انا هاخد الولد ينام معايا النهاردة عشان واحشني كانت ماتزال بصدمتها لتلك النظرة البارده بعيناه..... لتصدمها اكثر نبرته الباردة تجاهها... بينما أدهم يجاهد ليبدو بهذا الثبات فإن كانت لاتريده ومصره علي موقفها حسنا فليكن يعرف انه أخطأ بالبداية ولكنها أخطأت حينما عاندت معه بدلا من يتجاوزا خلافهم سويا وقد كانت الفرصة مناسبة بعد ولادتها حيث جمعتهم تلك اللحظات سويا ليتفاجيء بها ماتزال تتحدث عن الانفصال والابتعاد.... حسنا فليكن لها مااردات ... ... 
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 
 اية رايكم وتوقعاتكم..
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !