مهووس بك الفصل الخامس والعشرون

1
لاتعرف لماذا ظلت اوركيد تنظر للساعه وكانها بأنتظار شئ... لتحدث نفسها باستنكار هل تنتظر عودته...! لا بالتاكيد ولكنها فقط تريده ان يعود لتخرج من هذا المنزل الذي تركها به وحيدة واوصد الباب عليها وكأنها مسجونه.....لن تبقي به اكثر لذا فور عودته ستخبره بأنها موافقة علي الطلاق وليذخب كل منهم بطريقه فيكفي انه تزوجها رسميا لذا لن تخفي حملها وستستطيع تربيه طفلها كأي امرأه مطلقه ..... خرجت الي الشرفة وهي تحيط ذراعها بذلك الوشاح الثقيل بسبب بروده الجو لتشرد بالسيارات التي تمر أسفل هذا العلو الشاهق تفكر بما مضي ...! لقد أخطأت كثيرا حينما انقادت خلف مشاعرها وصدقت انه يحبها ولكن هذا كان دون ارادتها فهي كانت تكن له هذا الإعجاب السري بينها وبين نفسها كلما اتي الي اسامه أخيه...! ولاتنكر انه حينما التفت اليها بنظرات إعجاب طارت من السعاده ووافقت علي اي شئ يقربها منه حتي وان كان زواج عرفي بالسر .... ضغطت علي يدها بقوة كم كانت ساذجة لتصدق كلامه وغبيه لتفعل فعلتها...،! انه لم ولن يحبها ولولا تدخل أدهم لما تزوجها بيوم من الايام فلابد وانه يحتقرها لأنها سلمت نفسها له بتلك السهوله بمجرد عقد عرفي .. خفضت عيناها تجاه بطنها لتتذكر كلماته لها... انا استحاله اخلف من واحدة زيك انه محق فهي رخصت نفسها كثيرا ...... ولكنه انقذها وانقذ جنينها لماذا فعلها اذن ان كان لايريد طفل منها....... هل اشفق عليها..؟! ربما او هذا مايجب عليها اقناع نفسها بأنه السبب الوحيد لإنقاذه لها والا تفكر بأي سبب اخر حتي لاينجرح قلبها مرة اخري فهو لا يحبها وان يحبها ولن يكن لها اي مشاعر....! انه منذ أن عرفته وهو يخفي مشاعره خلف قناع وجهه الجليدي.... نظراته تقول شئ عكس مايشعر به لذا لن تتساءل سبب فعلته ولا سبب تركه بها بهذا المنزل ولا اي شيء... فقط عليها التفكير بمستقبل طفلها وتنظيم حياتها بعد الطلاق ،.... عادت لتنظر للساعه من جديد... لقد انتصف الليل بالتاكيد لن يأتي مثل اليومان الماضيين عادت مجددا لغرفتها لتتمدد علي فراشها ولكنها سرعان ماقامت من مكانها و خرجت من الغرفة حينما استمتعت لصوت المفتاح يدور بالباب.... شهقت بصدمه وخوف ماان رأت حارس عمر يدخل من الباب وهو يسند عمر الذي خارت قواه ...لتسرع ناحيته قائلة بقلق : في أية ماله عمر؟ اخفض الحارس عيناه ووضع عمر علي الاريكة قائلا بخفوت : مش عارف يامدام... البيه وصل تحت بالحالة دي... قال عمر بغضب غلف صوته الواهن : روح انت يا شاذلي خرج الرجل لتسرع تجاهه بقلق تنظر لحالته السيئة ووجهه المليء بالكدمات ... عمر اية اللي عمل فيك كدة...اية اللي حصل ؟ قال باقتضاب وهو يغمض عيناه : مفيش اسرعت تحضر بعض القطن والمطهرات لتداوي جروحة ولكن ماان اتجهت ناحيته حتي ابعد يدها ألتي امتدت تجاهه بجفاء قائلا : مالكيش دعوة بيا غص حلقها واشاحت بعيناها التي لمعت بها الدموع لتترك الأشياء من يدها وتسرع الي غرفتها وهي تلوم نفسها علي اهتمامها به... وهو ايضا لام نفسه علي كثيرا علي طريقته السيئة معها فهي أرادت مساعدته وليس ذنبها انه غاضب مما فعله رجال أدهم به ...!! ولكن كعادته ارتدي قناعه الجليدي وهز راسه بعدن اكتراث ثم بصعوبه شديدة قام من مكانه واتجه الي غرفته ليحاول اخذ دوش لعله يريح عضلات جسده المحطمه.... لقد تمادي كثيرا بفعلته مع زوجه أدهم لاينكر ويعرف انه استحق مافعله رجاله به بل توقع الأكثر ولكن لسبب ما يجهله فقد تركه رجال أدهم ... ربما تدخل أخيه لايعرف... حتي انه لم يري أدهم والذي توقع ان يأتي بنفسه للثأر منه... تنهد بضيق من حالته السيئة فهو بالرغم من اي شئ لم يكن عليه أن يفعل مافعله لأول مرة يشعر بالحنق من طيشة واندفاعه ولكن ماذا يفعل وهو يكره أدهم حد الجنون واجباره علي الزواج بتلك الفتاه زاد من حقده تجاهه اكثر ليقرر الانتقام..... ولكنه لايعلم هل ينتقم من أدهم ام من نفسه... تلك النفس التي تحمل اثام كثيرة جعلت منه شخص مكروه مندفع وطائش.. وحيد... حتي أخيه يبتعد عنه لكثرة مشاكله .... سخر من نفسه وهو يغلق المياة ويحيط خصرة بالمنشفه هل استيقظ اخيرا ضمير الشيطان.... هل حينما رأها غارقة بدماؤها بذلك الصغف وقله الحيلة أسفل قدمه حينما انهال عليها ركلا شعر بدونيته ومقدار حقارته.... هل تلك النظرة الممتنه بعيناها حينما علمت انه انقذ جنينها وكانه بطل وليس من تسبب بهذا من الاول جعلته يحتقر نفسه اكثر... لايعرف.... لايعرف شئ فقط يعرف ان هناك شئ ما بداخله لم يعد راضي عن تصرفاته....!! ...ارتدي بنطال قطني وترك نصفه العلوي عاري بالرغم من برودة الجو الا انه لايشعر بها بسبب الغضب الذي يغلي بداخله...!! .... توجه الي الفراش ليتمدد عليه بصعوبه يشعر بألم شديد بكامل جسده بعد مافعله به رجال أدهم....تقلب يحاول إيجاد وضع مريح ولكن الأمر كان صعب لذا اعتدل جالسا ليفتح احد الإدراج ويخرج منه احدي الحبوب المسكنه يبتلعها ويحاول ان ينام اغمض عيناه وتلك الدوامات السوداء بدأت تحيط به شيئا فشيئا ... .......... .... تنهد يوسف بارتياح وأسرع تجاه نهي يحضنها ويقبلها.... ذكية... ذكيه يانهي فعلا أدهم وصل لغزل واتصل بيا طمني عليها ابتسمت بسعاده : بجد : اه ياروحي.... تخيلي كانت كل ده في بيت الساحل بتاع أدهم عقدت حاجبيها: ساحل في عز الشتا قال يوسف ; مجنونه....! : المهم انها كويسة هز راسه ; اه الحمد لله.. كلمتني وواضح انهم اتصالحوا لان صوتها كان مبسوط : اهم حاجة فهمتها ان انا قلت الكلام ده علي أدهم عشان ترجع : اه...متقلقيش ........ وانا مالي وماله يصحي ولا لا حدثت اوركيد نفسها بغيظ وعادت لغرفتها مجددا تنهر نفسها عن قلقها عليه لأنه لم يخرج من غرفته منذ الامس ... ولكن هل يمكن أن يكون مازال نائم منذ الامس لقد حل المساء وهو لم يخرج من غرفته... جلست علي طرف الفراش تبعد تفكيرها عنه فربما يكون غادر حينما كانت نائمة... مدت يدها لتتناول دواءها ليغزو تفكيرها مجددا فهو بالرغم من اي شئ انقذ جنينها... قامت من مكانها واتجهت الي اخر الرواق حيث غرفته...تخبر نفسها بأنها فقط ستتاكد ان كان بخير او لا وتنصرف.... طرقت باب الغرفة بضع مرات ولكن بلا اجابه.... ربما يكون غادر بالفعل ترددت بضع لحظات قبل ان تدير مقبض الباب بهدوء وتدخل الغرفة التي كانت غارقة بالظلام ماعدا ذلك الضوء، البسيط المنساب من تلك الاباجورة بجوار الفراش الذي بدا واضحا نوم شخص فوقه.... كادت ان تسدير وتغادر فقد اطمئنت انه نائم ولكنها استمتعت لانين مكتوم صادر منه توجهت ناحيته حيث كان ممد علي ظهره لتقع عيناها علي وجهه الأحمر الذي يلمع بحبات العرق الغزير ... انحنت ناحيته لتتفحصه وقد بدا واضحا انه مريض بالحمي...مدت يدها بدون تفكير لتتلمس حرارته لتجدها مرتفعه للغاية سحبت يدها وهي تنظر تجاهه بقلق فهو مريض للغاية .....نظرت لوجهه الشاحب ولملامحه المتألمه بضع لحظات وهي لاتدري ماذا تفعل.... هل تتركه علي حالته ام تساعده.... ؟! تساعده بعد كل مافعله بها.. ؟! هزت راسها وهي تتذكر حقارته معها وضربه وتهديد لها حتي انه ابعدها ودفع يدها بجفاء بعيدا عنه حينما حاولت مساعدته بالأمس،.... انه لايسحتق... ؟! فركت يدها بتوتر قبل ان تغادر الغرفة وتتركة لتعود اليه مجددا فضميرها لايسمح لها بتركه وهو بهذه الحالة حتي وان كان لا يستحق فهي ستساعده لانه مريض بلا حول ولاقوة ليس اكثر... اسرعت للمطبخ لتحضر اناء عميق وتفرغ به الماء البارد واتجهت لغرفته لعمل كمادات باردة له لتحاول إنزال حرارته المرتفعه ..... عادت للغرفة لتجلس بجواره علي طرف الفراش وتعتصر تلك المنشفة الصغيرة وتضعها فوق جبينه لينتفض من مكانه ماان لامست المنشفة الباردة جسده الساخن ... حاول ابعاد يدها التي تضع المنشفة فوق جبينه ولكنها تبثتت يدها و تابعت ماتفعله..... ولكن لم تأتي الكمادات باي نتيجة فقد ظل علي حالته كلما ابعدت المنشفة عنه عادت حرارته لشدتها.... دارت حول نفسها بتوتر وهي تنظر لحالته التي تزداد سوء، وقد شحبت ملامحة...... ماذا تفعل وحتي ليس معها هاتف لتطلب الطبيب...عمر.. خرج صوتها بصعوبه وهي تنادي اسمه لأول مرة بعد ماحدث بينهم.... عمر.. ضربت بخفة علي وجهه لعله يستفيق ولكنه ظل بهذيانه... اتجهت مجددا للخارج تبحث عن أي دواء خافض للحرارة ولكنها لم تجد شئ لتعود للغرفة مجددا وتتابع عمل الكمادات وهي تحدث نفسها اعمل اية ياربي... حرارته مبتنزلش اعمل اية.... أضافت مكعبات الثلج للماء وعادت لعمل الكمادات لتمر عليها ساعه وهي بجواره تتناوب وضع الكمادات الباردة علي جبينه وعنقه .... مدت يدها لجبينه مرة اخري لتجد الحرارة انخفضت قليلا... ..... نظرت الي صدره العاري الذي لاحظته الان لتقول بحنق... مالازم يجيلك برد... مجنون اكيد لازم يتعب حد ينام كدة واحنا في عز الشتا.... تستاهل قالتها بحنق وهي تنظر الي حالته السيئة لتتوقف عيناها لدي تلك الكدمات التي ملئت جسده تتساءل عن سببها وانا مالي اصلا.... يحصله اللي يحصله ويستاهل كل اللي يجراله. اية يااوركيد هتنسي كل اللي عمله فيكي والجيحم اللي عيشك فيه.... ولا صعب عليكي عشان تعبان... شوية ويقوم ويرجع تاني البني ادم البارد الجبار اللي ضربك وكان هيموتك اوعي تنسي ده... انتي بتساعديه بس عشان ربنا إنما هو ميستاهلش.... هكذا ظلت تحدث نفسها وهي تضع الكمادات فوق جبينه الي ان نظرت للون شفتاه التي تحولت للزرقة بينما ارتجف جسده أسفل الغطاء السميك لتتجه للخزانه الضخمه الموجودة بأحد ارجاء الغرفة تفتحها لتخرج منها احدي ستراته وتتجه ناحيته تحاول الباسها له بمجهود شاق وهي ترفع جسده الثقيل وتدخل ذراعيه بالستره.... ليلامس جسده الساخن جسدها فتبعده عنها سريعا ولم تعد تتخيل ان تلمسه مجددا بعد ندالته معها التي نستها لوهله ماان عالجها قبل أيام...! زفرت بياس تفكر بحل فهي لن تتركة علي تلك الحاله والحمي ترعي بجسده..... اسرعت تجاه سترته التي كان يرتديها بالأمس لتبحث بجيبوبه عن هاتفه وسلسله مفاتيحه لتتجه الي باب الشقة وفورا اسرع الشاذلي حارسه ناحيتها ايري وجهها الممتقع.... خير يامدام عاوزة حاجة؟ هزت راسها : عمر تعبان اوي... هات دكتور بسرعه اومأ لها بانصياع ; حاضر ياهانم... اتفضلي سيادتك وانا هبعت السواق يجيب دكتور علي طول عادت لتجلس بجواره وتضع يدها علي جبينه تتلمس حرارته مجددا.... ...... .... حاولت غزل تجاهله وهي تخرج من غرفتها وتتجه الي المطبخ تجهز شئ لتتناوله... بينما يكاد صبر أدهم ينفذ وهي تتجاهله علي هذا النحو منذ الامس فقد ظن ان الامر سهل ككل مرة وأنها سرعان ما ستتجاوز غضبها منه ولكنها تلك المرة عنيدة وهو لايستطيع الا ان يلتزم بوعده لها.... ربما يتحايل علي الوضع كما فعل بتعطيل السيارة لبقاءهم سويا وربما يحاول التقرب اليها ولكن طالما هي لاتريد لم يخلف وعده لها....! توقف لدي باب المطبخ لحظة ينظر اليها باشتياق كبير يجتاح جوانبه.... يالهي الاتشعر مثله..؟! الاتشتاق اليه.. ؟! كيف تستطيع الإبتعاد عنه ومجافاته بتلك الطريقة.... ؟ لقد كاد يفقد عقله ليلة امس وهي بالغرفة المجاورة له وهو لايستطيع اخذها في حضنه انها معه بنفس المنزل ولايستطيع الاقتراب منها....! لاحظت وقوفة ولكنها ظلت علي حالتها ليقترب منها ويقف خلفها تماما مستنشق عبيرها قبل ان تكتم غزل أنفاسها وتحاول السيطرة علي دقات قلبها التي تشتت بسبب قربه لتستجمع شجاعتها واتمسك بموقفها فهو سبحاول التأثير عليها لذا استدارت تنظر اليه بجمود : احنا مش في بينا اتفاق؟،! هز كتفه متظاهرا بالبراءه : وانا عملت اية..؟ انا جعان وجيت اشوفك بتعملي اكل اية ؟ رفعت حاجبها تجاهه : ياسلام : طبعا... عادت لتنظر الي الطعام الذي تقلبه لتتبعثر أنفاسها ماان شعرت به يخطو الخطوة الفاصله بينهما وصدره يلتصق بظهرها هامسا :تعرفي ان دي اول مرة هأكل من ايدك... حاولت الالتفاف ولكنها تراجعت عن الفكرة حتي لايري مقدار ضعفها لقربه لتقول : لسة الأكل مخلصش ممكن تستني برا وانا لما اجهز الاكل هنادي عليك ابتسم بداخله فهو تعاند ولكن لن تلبث طويلا امام حبها واشتياقها له والذي لايقل عن حبه واشتياقه لها..... ....: هساعدك قالها وهو يقف بجوارها قائلا : تحبي اعمل معاكي اية؟ ... يالهي اعليه أن يكون بتلك الروعة والمثالية وهو بجوارها ليحبط جميع محاولاتها للتمسم بموقفها ويجعله بهذة الصعوبه....!! مد يده بالشوكة تجاه فمها وعيناه تنظر اليها ليجعل الرفض مستحيل لتفتح فمها وتأكل من يده لتندفع اليها ذكرياتها برفقته.... حنون لطيف محب ومراعي يدللها كثيرا انه أدهم ذاك الذي تعشقه وهو امامها الان وكأن الاخر تبخر ولم يعد له وجود... انه يؤثر عليها وادهم الاخر موجود بالتاكيد وسيظر بأول موقف لذا عليها الاتتراجع الا حينما تتأكد ان الاخر ذهب بلا رجعه.....!! ..... .... نظرت اوركيد تجاه ذلك الطبيب صديق عنى والذي احضره شاذلي بينما وقف يفحصه لينظر نحوها قائلا : حمي شديدة... انا اديته حقنه هتنزل الحرارة مع استمرار الكمادات وياريت لو دوش بارد لو استمرت الحرارة ... الأدوية دي هياخدها ولازم تغذيه كويسة وميتحركش من السرير .... بكرة هعدي اطمن عليه اومات له قائلة: متشكرة يادكتور ابتسم : العفو ولو في اي حاجة اتصلي بيا فورا .... خرج الطبيب ليوصله الشاذلي ويذهب لإحضار الأدوية لتعود اوركيد اليه.... مرت بضع ساعات مضنيه واوركيد تمرضه الي ان بدأ يستفيق.... بتثاقل شديد فتح عيناه التي تنقلت يمينا ويسارا ببطء يستوعب في اي مكان هو ولا ماذا حدث لتتوقف عيناه علي اوركيد التي كانت واقفة بجوار فراشه... عقد حاحبيه قائلا بصوت متعب : مالك في أية.... اية اللي حصل قالت بتوتر.. انت تعبان من امبارح.. وانا... وانا.. يعني قصدي الدكتور قطب جبينه بشدة لايتذكر شئ : دكتور؟! دكتور اية؟ أخبرته بماحدث ليندهش من احضرها له الطبيب ولكنه اخفي دهشته وظل صامت. لتقول بخفوت : حاسس بأية دلوقتي اغمض عيناه بوهن قائلا : عاوز انام... نظرت الي وجهه الذي عاد للاحمرار مجددا لتقول بتوجس وهي تقترب منه وتتضع يدها علي جبينه : انت سخنت تاني لاينكر انه تفاحيء بلمسة يدها الناعمه لجبينه ولكنه لم يستطع فتح عيونه لتقول : لازم تقوم تاخد دوش بارد فتح عيناه بانزعاج.... دوش،بارد في الجو ده.. حرام عليكي هزت كتفها : الدكتور اللي قال... وبعدين ده احسن ليك بدل ماتفضل سخن كدة هز راسه واغمض عيناه : لا.. انا مش قادر اقوم من السرير اساسا وعاوز انام قالت بنفاذ صبر ; يعني تفضل نايم والتعب يزيد... ولاتقوم تاخد دوش وتبقي كويس نظر اليها وقد تخيل مقدار العذاب بالنزول أسفل المياة الباردة في ذلك الصقيع ليقول ; انا عارف انك عاوزة تنتقمي مني بس حرام عليكي انا تعبان فعلا نظرت اليه باستنكار لحظة ثم قالت بتهكم :وانا هنتقم منك بدوش بارد ابتسامه عابثه ارتسمت علي شفتيه بالرغم من تعبه ليقول : امال هتنتقمي مني ازاي هزت راسها : ولا هنتقم ولاحاجة.... انت بطل شغل عيال وحاول تقوم تاخد دوش عشان تخف جذب الغطاء علي نفسه قائلا : لا انا هنام وهبقي كويس : بس .... قاطعها : متتعبش نفسك معايا... روحي اوضتك عشان متتعديش مني تنهدت مطولا من عناده ثم خرجت ولكنها توجهت للمطبخ لإعداد طعام له فهو لم ياكل شئ منذ الامس.... ........ .... شرد أدهم بها يتأملها بينما جلست تنظر من خلال الزجاج للبحر الواسع الممتد أمامهم ليتذكر أيامهم بهذا المنزل ولكنها كانت تجلس بحضنه وليس بعيدا كاليوم.... قام من مكانه وذهب ليجلس بجوارها قائلا : فاكرة ياغزالتي الايام اللي قضيناها هنا ظلت صامته ليقترب اكثر ويكمل بنبره هادئة :انتي اكيد فاكرة كل لحظة حلوة قضيناها هنا زي ماانا فاكر.... عبيت ملامحها ونظرت اليه قائلة : لا مش فاكرة حاجة ومش عاوزة افتكر حاجة مرر انامله برقة علي وجنتها قائلا بحب ; كدابة... انتي فاكرة واستحاله تنسي اي حاجة حلوة بينا التفتت اليه بحدة قائلة : ولية انت مش بتفتكر ان بينا حاجات حلوة قبل ما تضيعها بتصرفاتك زفر بنفاذ صبر فهي لاتنفك وتعود لهذا العتاب الذي لاينتهي...: غزل... خلاص بقي انسي اللي حصل واعتبريه خناقه وعدت زمت شفتيها بغضب ونظرت اليه والي نبرته نافذة الصبر لتقول : خناقة وعدت...؟! ياسلام هو دة كل الموضوع بالنسبالك مسح وجهه بعصبيه قائلا : اه ياغزل... احسنلك يكون الموضوع مجرد خناقة وننساها.. عشان انا مش عاوز افتكر ولااي حاجة من اللي فات.... ازدادت نبرته انفعالا واكمل : مش،عاوز افتكر انك هربتي من البيت في نص الليل ولا اني اكتر من اسبوع معرفش عنك حاجة... مش ،عاوز افتكر ان أسهل حاحة عندك عنك تسيبيني ولا اي حاجة من اللي عيشته وانا هموت من القلق عليكي وانتي لوحدك... تابعت انفعاله بنظرات بارده تخفي الجحيم الذي استغر بداخلها فهو كما هو لن ولن يتغير.....! الان فقط تأكدت بأنها محقه بتمسكها بموقفها فهو لم يتعلم شئ مماحدث ومازال يري نفسه فقط وهي لا شئ إلا تابع له.... هو قلق وهو خاف عليها وهو لايعرف عنها شئ.... كل شئ متعلق به هو فقط.... حتي انه لم يفكر بالاعتذار جل مايريده هو تجاوز تلك الليلة حتي لايعترف بخطاه...! قالت ببطء : وانا؟ عقد حاجبيه متساءلا : انتي اية ؟ : انا فين من كل اللي قلته.... انا اللي لجأت ليك وخذلتني... انا اللي شكيت فيا واتهمتني... مديت ايدك عليا وحتي..... اشاحت بوجهها وهي تتذكر تلك الليلة كما هو يتذكرها جيدا ليقول بأسف : قلتلك ننسي ياغزل لية مصممه نفتح في اللي فات؟ : عشان انا مش بزارا هضغط عليه انسي... ولاانا شايفة ان في حاجة اتغيرت فيك عشان انسي... : عاوزاني اتغير ازاي...ابقي بارد مثلا... . اية بلاش اغير عليكي... التفت اليها ثم قال بجدية : غزل طلعي كل الأفكار دي من دماغك وآفتكري اني بحبك....بتعصب شوية جايز.... بس طول مانتي.مش بتعملي حاجة تضايقني عمري مابزعلك....تعالي نرجع بيتنا وننسي اللي حصل واللي كان جزء، كبير سببه انك خبيتي عليا قالت باندفاع : خفت منك... لو كنت هتسمعني كنت قلتلك نظر اليها لحظة ثم قال بمغزي : يبقي كان عندي حق في خوفي عليكي لما كنت بمنعك تخرجي لوحدك... تنهدت بيأس تنظر اليه بعدم تصديق فهو حاله ميؤوس منها ..... ....... ..... : حمد الله علي سلامتك ياعمر قالها وائل الطبيب صديقه ليقول عمر ; الله يسلمك فحصة الطبيب قائلا : لا الحمد لله حالتك اتحسن اوي..... نظر الي اوركيد قائلا: بصراحة الفضل للمدام لولا انها لحقتك بالكمادات كانت حالتك اتدهورت.... اختطف عمر نظره لاوركيد التي احمر وجهها ماان اكمل وائل : انا مصدقتش انك اتجوزت... اية ياسيدي خايف نحسدك علي حس اختيارك للمدام ولااية نظر عمر لاوركيد ليبتسم وائل قائلا : عموما مبروك...مع انها متأخرة هل لمحت نظرة غيرة في عيون بينما تابع الطبيب مدحه لها... هزت راسها وتظاهرت بعدم الاكتراث وهي توصل الطبيب للخارج.... .......... ..... زفر أدهم بضيق فهي عنيده حد الجنون وكلما تحدث معها ينتهي الأمر بمشاجرة فماذا يفعل... ؟! نظر اليها بدهشة حينما دخلت غرفته ولكنها لم تنظر تجاهه بل نظرت تجاه سترته الملقاه علي الاريكة لينظر اليها أدهم بعدم فهم حينما حملت تلك الستره لترفع اليه عيناها بانتصار وهي تقول : انت عندك حق ياادهم..... انا افتكرت كل أوقاتنا مع بعض هنا.... وافتكرت حاجة مهمه اوي.... نظر اليها بتساؤل لترفع له سلسة مفاتيحة الذهبيه قائلة : افتكرت الجراج بتاعك اللي تحت.... تلك الصغيرة...! ارتسمت ابتسامه ماكرة علي شفتيها بينما اكملت : مش محتاجين نستني بكرة عشان نرجع.. العربيات تحت كتير.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
 .... .......! اية رايكم وتوقعاتكم....
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !