روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
: ليه ؟!
رفعت هايدي راسها تجاه أخيها الذي وقف باعتداد امامها بقامته المديده بينما رأي ان كلام والدته صواب وانه بدلا من أخذ المواقف ضد بعضهم هو واخته عليهم التواجهه وانهاء الأمر
بعدم فهم نظرت هايدي له ليكرر سؤاله وهو يضغط علي حروفه : ليه ياهايدي ...؟! اقترب منها وعيناه تتطلع الي ملامح وجهها بينما يكمل سؤاله ويوضحه : ايه اللي يخلي واحده زيك توافق علي جواز من ....قطع كلامه وجعل سؤاله أكثر شمولا : مش من رائف بس.....لا
من واحد مش مناسب ليها عموما
اهتزت نظرات هايدي وسرعان ما هزت كتفها قائله بهروب من اجابه واضحه : عادي يافريد ...ايه عيب رائف؟!
عقد فريد حاجبيه باحتدام قائلا : انا ماليش دعوه بعيبه ولا ميزته ...انا ليا بيكي انتي ...سألتك سؤال واضح ...ايه اللي يخليكي توافقي علي واحد مش مناسب ليكي ......احتدت نبرته أكثر وهو يشيح بيده مكملا : انا ممكن افهم موقف ماما إنما موقفك انتي مش فاهمه ....
أخيها محق وليس لديها أي اجابه مناسبه سوي عنادها ورغبتها في إثبات كل كلمه نطقت بها لخالد أنه لاشيء وان كلامه لم يعني لها أي شيء ...
ربنا في وقت من الأوقات شعرت أن رأئف هو المناسب لها بينما كونها شارفت علي الثلاثون هو كان كل ما تراه بنفسها ...ولكن بعد تلك الآفاق الجديده التي فتحها لها مجال عملها علي يد خالد لم تعد تراه من الأساس
سحب فريد نفس مطولا واقترب من أخته ليجلس بجوارها وتلين نبرته وهو يقول برفق : ليه ياهايدي ....؟!
أظن أنك مش محتاجه اني اقول ليكي أن رائف مش شبهك ولا هو ده الزوج المناسب ليكي ...
رفعت هايدي راسها لتنظر الي أخيها الذي تابع بجديه : مش هو ده الزوج اللي استنيتي السنين دي عشان يشاركك حياتك ....
امسك ذقنها برفق وتابع بحنان : هايدي حبيتي
انتي وهاجر وهديل و هانيا مش بس اخواتي ...انتوا بناتي انا عارفكم اكتر من نفسي وعشان عارفك عارف كويس اوي انك مش بتقولي اه زي اي بنت اتاخرت شويه في الجواز وقالت اه لأول عريس ...انتي رفضتي تتجوزي بطريقه عرض الفاترينه وانا احترمت قرارك وعمري ما جبرتك علي جوازك من اي شخص مع انهم كانوا مناسبين جدا ....انتي كنتي عاوزة واحد تشاركيه حياتك وانا معاكي جدا في ده ....الجواز مش سنه الحياه زي ما بيقولوا الجواز شركه بين اتنين بيتشاركوا كل حاجة ...حياتهم ..يومهم ...تفاصيلهم ...ضحكهم ...زعلهم ...وجعهم....كل حاجة حلوة ووحشه بتكون شركه وشركتك مع طرف غير مناسب هتكون خسرانه وانا محبش ابدا انك تخسري .....
محق فريد في كل كلمه نطق بها .... تألم قلبها الذي ظن أنه وجد من يشاركه حياته ليصطدم بأنه مخادع كاذب تلاعب بها ...الالم والوجع والصدمه جعلتها لا تدري التصرف الصحيح وكلام فريد أعاد إليها اتزان أفكارها فحتي لو خالد مخادع فهو لا يستحق أن تخطو خطوة كتلك دون أن تكون واثقه منها مائه بالمائه ....نعم تعرف رائف ابن خالها ولكن لا تعرف رائف كرجل ستشاركه حياته لذا عليها أن تكون عقلانيه قبل أن تتخذ قرار كهذا كما قال أخيها .....
اعترف فريد هو الآخر بخطأه في حق أخته بالموافقه أو الرفض بعيدا عن رأيه برائف ليقول :
هايدي انا جايز اكون غلطت لما قولت أنه قراري وإن مفيش ليكي رأي بس ده كان من خوفي عليكي .....
أومات قائله : عارفه يافريد
ربت بحنان علي جانب وجهها وتابع : فكري ياحبيتي قبل ما تاخدي قرار زي ده عشان متندميش وقت ما تقابلي الشخص الصح بس يكون في الوقت الغلط واوان الرجوع في القرار فات ....وكأنه يتحدث عن نفسه حينما أخطأ بحق نفسه وحق ورد وهو يختار طريق خطأ وشخص خطا حينما تزوج ندي بالسر
حينما طال صمت فريد الذي غام بذكرياته عن اسوء قرار اتخذه ..... فركت هايدي يدها بقليل من الخجل بينما تقول بتوضيح : انا مقصدتش اي حاجة باللي قولته عن جوازك انت وورد
نظر إلي خجل وندم أخته التي قالت : انت عارف غلاوة ومعزه ورد عندنا ....انا بس قولت كلام سخيف لحظه عصبيه وجرحتها من غير قصد ...
غص حلق فريد لتنفلت الكلمات من شفتيه بأسي وهو يهز راسه : وكأن الدنيا مفيش عندها غيرها تجرحه ....مش لوحدك اللي جرحتيها ياهايدي
عقدت هايدي حاجبيها بعدم فهم بينما اجتاح الذنب قلب وعقل فريد من كلام أخته عن ظلمها لورد كما ظلمها هو
وضعت هايدي يدها علي يد فريد ونظرت له بقلق : مالك يافريد ....جرحت ورد في ايه ؟! انت اصلا عمرك ماضايقتها ولو بكلمه ....ابتسمت وتابعت : ياريت كل الازواج زيك
ازدادت وطأه الذنب بقلبه بعد كلمات اخته ... الكل يراه زوج مثالي وهو ليس لأكثر من رجل خائن وكاذب . . كم كان بحاجة لمن يشاركه بحمل هذا الذنب لتنفلت من صدره تنهيده حاره ويبوح لأخته بمكنونات صدره .....لم تصدق هايدي ما نطق به فريد الذي توقع تقريع حاد وكان يرحب به ليخلص نفسه ولو قليلا من عقده الذنب ولكن هايدي تعرف جيدا أن اللوم والعتاب لم يعد له مكان بينما قد ترك السهم القوس وانطلق .....
خرج صوتها مترددا فمازالت غير مصدقه مانطق به بينما تري مقدار امتعاض ملامحه شعورا بالذنب : ليه يافريد ؟!
حقا لا يستطيع اجابه علي سؤال كهذا
لتغيم عيناه بالذكريات بينما لن يتخذ من ورد شماعه يعلق عليها غلطته ويعفي نفسه من الاعتراف بالذنب فهو من اتخذ القرار وتزوجها ولم يفكر وقتها بالعواقب التي لم يدركها إلا حينما وقع بحب ورد
...نعم لم يكن في حسبانه حينما تزوج بورد أن حياتهم ستكون هكذا وظن أنها ستنسي ماحدث كما فعل هو وتبدأ معه من جديد ولكنه مع ذلك لا يلومها ابدا ... ليله زواجهم اختلت كل خططه ولكنه أيضا من نطق بتلك الكلمات والوعود أنه لن يقترب منها وكلما فكر أن يقترب كان يردعه وعده لها ...أحيان كثيره كان يتمني لو تعفيه هي من وعده وتعطيه ولو اشاره بأن يخالف هذا الوعد ولكنها لم تفعل وهو لم يفكر بالضغط عليها واحترم وعده لها .....صوت خافت بقلبه يردد أنها من تركته ليسير بالظلام حينما أغلقت الباب الوحيد المنير أمامه ....ولكنه سرعان ما يسكت هذا الصوت ولا يلقي عليها بأي لوم ويعترف بمنتهي الشجاعه أنه من أنساق خلف مغريات الحياه بزواجه من ندي ليجد نفسه برفقه الشخص الخطأ وبالرغم من أنه سرعان ماصوب الخطأ وتركها حينما عرف أن ورد هي الشخص المناسب له ولقلبه وحياته ولكن هاهو يعيش وهو يحمل هذا الذنب فوق أكتافه ...كلما وقع في حبها أكثر كلما ازدادت وطأه ذلك الحمل فوق أكتافه أكثر ....كلما أخبرها أنه لم يحب سواها ولم يري سواها يجتاحه مزيج من التأنيث واللوم والاحتقار وينعت نفسه بالكاذب ويخور دفاع قلبه أنه بالفعل لم يحب ولم يري سواها حتي وان كان برفقه امراه أخري .....ندي كانت مرحله بحياته يريد نسيانها وتجاوزها ...شهوة ورغبه سرعان ماخبت ولم يعد يتذكرها اما ورد فهي تلك التفاصيل الصغيرة التي يحفظها عن ظهر قلب.....أنها رائحه الياسمين العطره التي تداعب أنفه ماان يلامس خصلات شعرها ...أنها تلك النظره الخجوله التي تتطلع إليه علي استحياء ...أنها تلك الملامح البريئه ...تلك الضحكه التي تجعل الشمس تشرق ....صوتها الجميل ....خجلها وبرائتها ...سماحتها وطيبه قلبها ....وجودها الغايه بالراحه في حياته .....أنه يعجز عن وصف احساسه به فمهما قال يشعر أنه قليل عليها وهو بالرغم من كل هذا لم يكن يراها بينما كانت بجواره ومليء حياته دون أن يدري واستسهل البحث عن شخص يمليء فراغ لم يكن حقا موجود ان كان قد بحث جيدا .....لم يكن عليه أبدا السقوط تلك السقطه التي كلما فكر بالثمن الذي سيدفعه ثمنها يندم اشد الندم ....!!
الف سؤال وسؤال دار برأس هايدي ....وكلهم يحملون نفس المعني ..كيف استطاع خيانتها بينما تري قشره الأمر ...أن زوجه اخيها امراه جميله صغيرة تحمل الكثير من المميزات فلماذا يخونها زوجها خاصه رجل كأخيها ليس بشخص دوني أو شهواني .....لن ولم تفهم ابدا حقيقه وضعهم والتي حتي وان لم يتخذها فريد ذريعه أو عذر إلا أنها بكل الاحوال قادته الي طريق خاطيء ....! لم تكن بينهم حياه زوجيه بأي ركن من أركانها وورد بينما أغلقت علي نفسها بتلك القوقعه ولم تعطي له أي فرصه للاقتراب ومحاوله مساعدتها تركته فريسه للفراغ العاطفي والجسدي وندي عرفت كيف تدخل وتحاول مليء هذا الفراغ ....!
كانت ماتزال الصدمه مؤثرة علي ملامحها ولكنها اشفقت علي حالته حينما سألته : ناوي تقولها؟!
رفع فريد رأسه الي أخته لتري انصدام ملامحه وروعها من مجرد معرفه ورد بشيء كهذا : اقولها ؟! لا طبعا مستحيل
بالتأكيد لا يستطيع فعلها ..فهو سيدمرها أن عرفت بشيء كهذا
فهمت هايدي من رفضه أنه سيظل يخفي الأمر لتتنهد بحيره ....نعم أوقات كثيرة يكون اخفاء بعض الأمور افضل ولكن انكشافها بعد ذلك يتسبب بكارثه لتحاول إقناعه بعقلانية : انا عارفه أنه صعب عليك تقولها حاجة زي دي ....بس يافريد ورد ممكن تعرف في يوم من الايام ووقتها هيكون الموضوع اصعب ...وقتها علاقتكم وحياتكم هتدمر
تحدث بضياع : ولو اعترفت ليها هكون بدمرها وبقضي علي حياتنا ....ورد هتتكسر لوعرفت
قالت هايدي بحيرة متألمه من أجل أخيها : لما تعرف منك هيكون احسن ما تعرف من برا
عقد حاجبيه بقوة لهذا الاحتمال : هتعرف منين ؟!
هزت هايدي كتفها : مش مهم منين يافريد ...مفيش حاجة بتستخبي ومسيرها تعرف ..انا رأيي انك تختار وقت مناسب وتقولها
هز رأسه برفض تام ....ليس بعد ما قطع تلك المسافه بعلاقتهم يدمرها بيده ...ليس بعد أن وعدها أنه سيكون بجوارها يطعنها
تابعت هايدي بجديه : فريد ...انت اكيد عملت كدة لسبب حتي لو مش عاوز تقوله ليا ..اكيد كان في سبب ....قولها يافريد بدل ما تخبي عليها ....ورد هتسمع عذرك وهتسامحك
نظر لها بشك لتشجعه قائله : اكيد يافريد هتسامحك...حتي لو زعلت منك شويه واخدت موقف انت هتحاول تعمل المستحيل وتخليها تسامحك
تنهد لتمسك هايدي يده بتشجيع : كفايه أنها تشوف في عينك انك ندمان زي ما انا شايفه دلوقتي
نظر لها فريد برجاء لتبتسم له برقه : انت تستاهل أنها تسامحك وهتسامحك ....ورد طيبه
تنهد بضيق قائلا : انا مش عارف ازاي عملت كدة
رفع عيناه الي أخته وتابع : انا ندمان جدا ولو رجع بيا الزمن لا يمكن اعمل كدة
ربتت هايدي بحنان علي علي كتفه : هتفهمك وهتسامحك
نظر لها لتبتسم وهي تقول : يلا تعالي نخرج عشان اعتذر لها
اعتدل واقفا وهو يقول : يلا
........
...قطب جبينه حينما خرج هو وهايدي ليجد إخوته جالسون برفقه هاله التي كان قلبها يدق بقلق وترقب علي اولادها لذا سرعان ما كانت هايدي تقول بابتسامته وهي تحتضن ذراع أخيها : مالك يالولو وشك مخطوف كدة ليه .....انا وفري زي الفل
ابتسمت هاله بشك بينما تريد أن تعرف الي اين وصلو بقرارهم ليقول فريد وهو يلتفت حوله : هي ورد فين ؟
قالت هديل : طلعت
اوما ليقول : طيب انا هطلع ..تصبحوا علي خير
هزت هانيا رأسها سريعا وهي تقوم من مكانها : لا تصبحوا علي خير ايه و تطلع ايه .....و السهرة يافري
نظر لها فريد لتكمل هديل بإصرار : والله ما يحصل .... ده احنا عاملين سهرة تحفه عشان نودع هاجر
وكزتها هاجر : مالكيش دعوه بيا ....مش عملتوا الحفله خلاص بقي
هزت هديل رأسها : لا والسهره كمان ....دي اخر ليله نشعر فيها كلنا
نظرت إلي فريد قائله بسرعه : خليك يافري و انا هطلع اجيب ورد
قال فريد وهو يوقفها : لا خليكي انا هطلع لها
هزت هانيا رأسها قائله بابتسامه ماكرة : لا يافريد باشا انا عارفه انك هتزوغ
هز فريد رأسه قائلا : لا يالمضه
نظرت له بشك وهي تمسك بذراعه : لا شكلك هتزوغ
ضرب مؤخرة راسها بخفه : يابنتي لا هاخد دوش واغير هدومي واجيب ورد وانزل
مررت يدها علي وجهه بسماجه : ودوش ليه..... انت زي القمر اهو
عقد فريد حاجبيه وهو يخلص ذراعه من أخته الصغيره بينما التصقت به كالعلقه : يابنتي مش هزوغ قولت ....انا من الصبح لابس الهدوم دي عاوز اغيرها.... اوعي بقي وبطلي زن
قالت هديل بسماجه مماثله : طيب يبقي نطلع احنا ناخد ورد وانت خلص وانزل
نظر لها فريد بغيظ هي وهانيا ليقول : لا .....قولت هنزل انا وهي
رفعت هديل حاجبها بخبث بينما تقول : الله بقي..... ايه ياسيادة المستشار انا ملاحظة انكم بقيتوا
بتقعدوا في بيتكم كتير الفترة دي ....ما كنتوا عندنا طول اليوم ايه اللي جد
وكزتها هاله بكتفها موبخه : وانتي مالك ....
ربتت علي كتف فريد بحنان قائله : اطلع ياحبيبي انت براحتك ولو عاوز تنزل تسهر مع إخوتك انزل ولو تعبان ريح انت ومراتك
همست هاجر لهايدي بمرح علي كلمات هاله : لولو هتموت علي الحفيد وأخواتك مش سايبين فرصه لفريد
ضحكت هايدي لتقول لهاجر : بصي شكله هيولع فيهم ....
قال فريد لاخوته : اوعوا بقي وبطلوا زن شويه
افسحت الفتيات الطريق لفريد الذي اتجه الي الباب لتتبعه تحذيرات هانيا وهديل : احنا هنطلب البيتزا علي ماتنزلوا ....
.........
...
نظرت فيروز الي خالد الذي كان يقود بشرود بينما لايري أمامه ولايسمع شيء إلا كلماتها التي لم تفارق أذنه منذ أن نطقت بها ...دعس المكابح سريعا لتكاد تصطدم فيروز بقوة في المقعد لولا حزام الامان لتنظر بقلق الي ابنتها وتطمئن عليها ثم تنظر إلي أخيها بعتاب
زم خالد شفتيه باعتذار : متاسف يافيروز
ربتت علي كتفه بحنان بينما تري مقدار الانزعاج والألم علي ملامحه: ايه اللي حصل ؟!.
هتف خالد بضياع وقهر وهو يهز كتفه : بتقولي كلامي لعب عيال اصلا مسمعتهوش
غص حلق أخته ليضرب خالد المقود بيده بقوة هاتفا من جوفه المحترق : للييييييه ...ليه قالت الكلام ده . ...استحاله يكون من غير سبب ...لا لا ....
قالت فيروز مهدئه : اهدي بس ياحبيبي
نظرت إليه وتابعت بتردد : انت كدة عملت اللي عليك وقولت علي حقيقه مشاعرك ...وهي ....قاطعها خالد برفض لما ستقوله : وهي كمان كان في قلبها ليا نفس المشاعر
حاولت فيروز التحدث : بس ياخالد كلامها ...قاطعها بحنق شديد : كلامها له سبب .....هز رأسه بينما يكاد عقله يفقد صوابه وهو يتابع : مكنش ده رأيها لما كانت معايا ....لا ...اكيد في سبب ....اكيد في سبب وانا هعرفه ..
.......
: ازاي
التفت امير الي ورد التي رفعت عيناها الباكيه إليه والتي بالرغم من الدموع التي كانت تملئها الا انها كانت تتطلع له بقوة وتحدي وهي تكمل سؤالها : ازاي هتخليه يبعد.عني ....؟!
لم يتوقع امير ما قالته بعد.تهديده لها أن تترك فريد ليرفع حاجبه بترقب
لتستند ورد بيدها الي الحائط خلفها وتعتدل واقفه وهي تستدعي كل قوتها لتتشعشع ملامحها بالاشمئزاز والاحتقار وهي تتابع : هتفتري عليا بكذبه ولا تقرير مزيف زي اخوك ...ولا هتقوله اني كنت طمعانه فيك ....!!
ظل امير صامت بينما انصدم من مواجهتها له
لترمقه ورد بنظره احتقار وهي تقول : مش هيصدق .....
عقد امير حاجبيها لترفع ورد رأسها بأعتداد ممزوج بالثقه وهي تكمل : فريد وقف جنبي واتجوزني و عطاني اسمه قدام الناس كلها عشان صدقني ..... اغتلت ملامح امير لتتابع ورد بلسان واثق : عمره ما قال ليا كلمه واحده تضايقني ولا عمل اي تصرف يزعلني ... حبني وهو عارف أن قذر زيك قرب مني
نظرت له باحتقار من أعلي لاسفل وتابعت : تفتكر أن راجل زيه عمل كل ده .....ممكن يصدق كلام حشرة زيك ....!!
رفع امير يداه باندفاع ليصفعها ولكن بنفس اللحظه تجمدت ملامحه حينما تفاجيء بقبضه ورد تمسك بيده قبل أن تهوي علي وجهها ..... أمسكت ورد بيده بكل قوتها ودفعته بعيدا عنها هاتفه : براااا .....نظرت له باشمئزاز وتابعت بسخط: خذ ماضيك القذر وحقارتك واطلع برا بيتي وحياتي واحسنلك متفكرش تقرب انت او اخوك ناحيه اي حد من عيلتي ...رفعت اصبعها بوعيد وتابعت : عشان وقتها هاخد تاري منكم ولو فيها موتي ياامير ....
الصدمه لجمت لسانه وجعلته يفقد ترتيب أفكاره لينساق الي يدها التي دفعته بقوة للخارج وصفقت الباب ....ظل مكانه متجمدة لحظه قبل أن يسرع يتلفت حوله وينزل مسرعا قبل أن يراه فريد فلم يحن وقت المواجهه بعد ....!!
جثت ورد علي الأرض و صدرها يعلو ويهبط بقوة بينما تركت لدموعها العنان لتبكي بقوة جعلت جسدها كله يرتجف من فرط الضغط الذي تعرضت له ...ذلك الحقير ماذا فعل بها .....تلاعبوا بها ...لم يقترب منها وكلها كانت خدعه من رائف ام أنها خدعه جديدة كالتي خدعها رائف بها قبل سنوات flash back
اندفعت لرأسها تلك الذكريات بينما تلك الممرضه تحاول تهدئتها : اهدي ومتعمليش لنفسك فضايح.....
ابن خالتك اللي جابك هنا فضل ساعه مع الدكتورة وطلع معاه تقرير. انك مش مغتصبه ولا حاجه ....للحظة برق الامل بداخلها لتهز المراه الضخمه كتفها بينما تتابع بخبث : وقال إنكم متجوزين عرفي ......
اتسعت عيون ورد الباكيه لتهز رأسها بقوة ....محصلش ...كداب .....كداب ....فين الدكتورة دي ....قولي فين
أمسكت المراه بجسد ورد لتوقف هياجها بينما تكمل : يابنتي اسمعيني ....انتي كدة بتفضحي نفسك
وعشان ابقي صريحه معاكي مهما عملتي التقرير مكتوب فيه انك جايه في حادثه دماغك وأنك اصلا مش بنت مش اغتصاب ولا حاجة ......هزت ورد رأسها بقهر لتضع المراه يدها علي كتفها وتتابع : اهدي بقي .....خلاص ربنا سترك و خلاص احنا اصلا ميخصناش متجوزة ولا لا
تفاجات برائف يدخل الي الغرفه بينما ظنت أن من افتري كل ذلك الافتراء بتلك الحكايه المزيفه هو امير
أشار رائف للمراه : روحي انتي
: انت ...!!
قال رائف دون مقدمات : اسمعي من غير لف ودروان ....اللي حصل هتنسيه
نظر لها بخبث وتابع : انا مش هقولك انتي روحتيله بمزاجك ولا غصب عنك مش فارق معايا .....ازدادت نبرته خبثا وهو يتابع : كل اللي فارقلي ابوكي قالب الدنيا عليكي ياحرام
اهتزت شفاه ورد التي ظلت دموعها تنهمر بصمت بينما يتابع ذلك الحقير : دلوقتي قدامك حاجة من اتنين...
تليفون صغير نقوله انك عملتي حادثه وجابوكي المستشفي ولا تليفون نقوله اللي حصل..
ازدادت نظراته خبثا بينما يتابع بحقارة: بس اللي حصل في الورق والمستندات ...... هز رأسه بأسف مصطنع وتابع : للاسف انا دخلت المكتب لقيتك مع اخويا..... بمزاجك قامت خناقه بيني وبينه وانتي اتدخلتي عشان تدافعي عنه ....زقك وقعتي واتخبطي....
لم تصدق ورد مقدار الحقارة والظلم والجبروت ليكمل رائف اخر تهديده : واه ...لعلمك امير سافر وهرب بعد ما رتب معايا كل ده .....يعني مهما تعملي مش هتقدري تثبتي حاجه لو فتحتي بوقك بكلمه .....لوي شفتيه وتابع : ده طبعا غير ياعيني الفضيحه اللي استاذ مختار ميستاهلهاش......أطلق ضحكه ساخره وتابع قبل أن ينصرف : يادكتورة
Back
...ازداد ارتجاف جسد ورد التي تعالت شهقاتها وهي تتذكر هذا الماضي المؤلم ...لقد نالت الكثير من الظلم ولم تستطيع أن تدافع عن نفسها ...ولولا وقوف فريد بجوارها لا تعرف مالذي كان من الممكن أن يحدث لها ....كانت لتكون اسفل يد ذلك الحقير ومستسلمه لتهديده ....أسندت راسها للحائط وانسابت الدموع من عيونها بغزارة ..ماذا يريدون منها ....؟!
......
..........
قاد امير سيارته بغضب شديد وهو لا يتوقف عن ضرب المقود بحنق....تلاعب به كما يتلاعب بعروس ماريونيت ....ذلك الحقير تلاعب بالجميع للوصول لهدفه
...أبعده عن طريقه وازاحه بينما يعرف أبيه أنه سارق ....هددها وأبعدها عنه وجعلها تتزوج برجل آخر ....والان كان سيكون سببا في تدميره لها للمرة الثانيه .....زم شفتيه بقوة وهو يضغط أسنانه هاتفا : حسابك تقل اوي يارائف ....
........
....
قالت سريعا بصوت ناعم ما أن أجاب رائف اخيرا علي مكالمتها : رائف
هتف رائف بحنق : بتتصلي كتير ليه ..؟!
قالت هناء بدلال : وحشتني
لوي رائف شفتيه مزمجرا : اقفلي انا مش فاضيلك
هزت هناء راسها بعصبيه بينما لم تعد تراه مؤخرا ...
نظرت لها صديقتها التي كانت تسير برفقتها لتسألها : مالك ياهناء؟!
قالت هناء وهي تتشدق بقطعه اللبان التي تلوكها بين أسنانها : ابدا يا نعمه ....رائف ...متغير معايا معرفش ليه ..؟!
نظرت لها نعمه باستفهام : متغير ازاي يابت ...يكونش ناوي يخلع منك
هزت هناء راسها سريعا : لا يخلع ايه ..ده بيموت فيا
حتي شوفي جاب ليا ايه اخر مرة
نظرت نعمه الي تلك الاساور الذهبيه التي لمعت بيدها وتفاخرت هناء بهم لتقول نعمه بابتسامه : امال ايه بقي حوار متغير معاكي
قالت هناء بخبث : حكايته مع البت هند مش مريحاني قالت نعمه سريعا : وانتي ايه اللي مخليكي تسكتي ....انتي عينك متنزلش من عليه ولا من عليها
مش طول الوقت قاعده في البيت
قالت هناء وهي تلوي شفتيها : ومقعدش في البيت ليه ولا غاويه شقي ...هو بيديني اللي انا عاوزاه
تمصمصت نعمه قائله : خليكي قاعده لما واحده من بنات المصنع تلف عليه
انتبهت هناء لتقول : تصدقي عندك حق ...انا من بكرة مش هنزل عيني من عليه
.......
....
نظر الدكتور عبد الحميد الي ايهم لبضع دقائق قبل أن يسأله : حاسس بشعور افضل بعد ما بدأت تمشي زي ما نصحتك
سحب ايهم نفس عميق وزفره ببطء بينما ظل يتطلع الي أحد اللوحات العميقه المعلقه فوق الحائط بينما جذبه بشده هذا القارب المتوقف تماما بوسط تلك البحيرة التي أحاط بها الظلام وقد حجب ذلك الجبل الشامخ تلك الشمس خلفه وترك القارب في وسط الظلام....
لامست اللوحه شيء بداخله وكأنها تعبر عنه بينما هو بالضبط كهذا القارب واقف وسط الظلام ولا يري نور الشمس حيث يحجبه ذلك الجبل من الهموم الجاثي فوق صدره ....
تحدث الدكتور عبد الحميد مجددا : استاذ ايهم
انتبه ايهم ليلتفت الي الطبيب الذي أعاد.سؤاله فهز ايهم رأسه قائلا : اه .... حاسس ان نفسي بقي افضل
نظر الطبيب الي المغلف الذي حوي نتائج التحاليل ليقول : وتحاليلك كمان كويسه جدا
أومأ ايهم واعتدل واقفا ليقول عبد الحميد : علي فين يااستاذ ايهم ....لا الموضوع مخلصش
نظر ايهم الي الطبيب الذي بدأ بتدوين روشته طبيه ليناولها الي ايهم : ده نظام حياه حضرتك هتمشي عليه لمدة شهر وهشوفك كل شهر مرة
نظر ايهم الي تلك الورقه التي دون فيها الطبيب بعض نصائح بينما وصل الي سبب حاله ايهم وهو أنه يمر بحاله اكتئاب طويله الأمد حتي انها اصبحت تمثل حالته الصحيه .... عرف من صديق ايهم الذي أوصاه به بعض النقاط عن حياه ايهم التي توقفت تقريبا بعد موت ابنه ليحاول قدر استطاعته مساعدته دون الضغط عليه ليتكلم طالما لا يريد ....شدد عبد الحميد علي يد ايهم : ده دوا اوعي تستهتر بيه ومتنفذهوش ياابني
أومأ ايهم بينما قرأ الطبيب ما يدور برأسه ليكمل : اوعي تكون فاكر أن الخروج كل فترة ده رفاهيه ...لا ده نفس عشان نقدر نعيش وسط ضغوط الحياه ...
لما نتفرج علي فيلم ولا مسرحيه نضحك بيها شويه بتكون بتعمل refresh لحياتك وتشحن طاقتك عشان تقدر تكمل .....اسمع كلامي ياابني وخد الدوا النفسي عشان متحاجتش لاقراص دوا
أومأ ايهم بابتسامه للطبيب الذي بالفعل كان الشخص المناسب بهذا الوقت
........
مسحت ورد دموعها بظهر يدها واسرعت الي الحمام حينما استمعت لصوت مفتاح فريد يدور بالباب ....بسرعه كانت تدير مقبض المياه وتخلع ملابسها وتدخل لتقف اسفل المياه البارده التي جعلت جسدها يرتجف لحظه قبل أن يصمد في مواجهه هذا الصقيع لتغمض عيناها بعزم أن تصمد أمام تلك الضربات التي تتلقاها الواحدة تلو الأخري ...لن تستسلم ابدا وتنكسر مجددا ....!!
استمع فريد الي صوت المياه ليتجه الي الغرفه يجهز لنفسه ملابس حتي تنتهي ورد من استحمامها ...
نظرت الي انعكاس صورتها في مرأه الحمام الكبيرة وتحاول اخفاء اثار دموعها كما ستخفي مقابلتها لهذا الحقير ....!!
عقدت حزام روب الاستحمام وأحاطت شعرها بمنشفه صغيره واتجهت الي الباب الذي ما أن فتحته حتي كان فريد سرعان ما يجذبها الي حضنه ويغدق جبينها بالقبلات...اسف ....حقك عليا ياحبيتي
أنسابت دموعها دون إرادتها بينما تري أنها من عليها الاعتذار له لانها ستخفي عنه أمر كهذا ولكنها تخشي أن يندفع بفعل يدمر مستقبله تجاه امير الذي لا يستحق ....نعم أمثاله لا يستحقون أن تتوقف الحياه من أجلهم بل المضي قدما هو ما يسحقهم
زاد فريد من ضمه إليها حينما شعر بدموعها تلامس صدره ليقول برفق : هشش .....متعيطيش حقك عليا
رفعت وجهها الباكي من حضنه قائله : انا مش زعلانه ...هايدي مقالتش حاجة غلط .....اصلا انا السبب .
امسك فريد بوجهها ورفعه إليه ليقول بحنان : السبب في ايه ياورد ......بلاش تحملي نفسك اللوم في أي حاجة
قبل راسها ليقول : اوعي تزعلي من هايدي
هزت راسها سريعا : لا طبعا هي اصلا مقالتش حاجة ... المهم انتوا اتصالحتو
أومأ لها قائلا : اه
تهادت الابتسامه لوجهها : يعني خلاص مش هتتجوزه
أومأ فريد متنهدا : لا ..اتفقنا أنها تفكر بس انا واثق أنها هترفض
تنهدت ورد بداخلها وهي تتمني أن ترفض هايدي وتدحر هذا الشر بعيدا
ربت فريد علي وجهها بحنان ليقاطعهم رنين جرس الباب .....من بين بقايا دموعها افلتت ضحكتها علي تغير ملامح وجهه فريد الذي برطم بسباب لاذع حينما تعالي رنين الجرس ....
لم يتجه ليفتح وظل واقف مكانه لتساله : مش هتفتح
هز رأسه ليقول من بين أسنانه : لا ..
: جايز حاجة مهمه
هز رأسه قائلا : دي هانيا أو هديل مفيش غيرهم بيستعجلونا
نظرت له باستفهام ليقول : عاوزينا نسهر معاهم
أومات بحماس : طيب ياريت
لمعت النظره العابثه بعيناه بينما يقول : ما صدقتي أي حاجة تهربك مني
غزت الحمرة وجهها لتخفض عيناها عن عيناه التي تحركت ليتأمل ملامح وجهها ببطء نازلا الي عنقها الظاهر من فتحه روب الاستحمام الذي انحسر الي اعلي ركبتها وأظهر ساقيها الممشوقتان ....
هتفت هديل الي هانيا بهمس : كفايه بقي وخلينا ننزل ...لو فريد فتح هينفخنا
قالت هانيا وهي تهز راسها :عندك حق .....تعالي ننزل
ركضت الفتاتان وهم يضحكون لتقول هاله : هانيا خدي طبق الحلويات ده نزليه لعوض
قالت هانيا : خلي هديل
قالت هديل سريعا وهي تبعد عيناها عن طبق الحلوي الشهي تحاول التمسك بإرادتها : لا ابوس ايدك بلاش انا
ضحكت هانيا واسرعت تأخذ الطبق من والدتها وتنزل به لحارس العقار
..........
عضت ورد علي جانب شفتيها بينما سرت تلك الرجفه بجسدها حينما دفن فريد رأسه ببطء في عنقها يداعب بشرتها بطرف انفه المنتشيه برائحتها العطره قبل أن تشعر بشفتاه تطبع عده قبلات رقيقه ويقربها إليه أكثر لتغمض ورد عيونها وتترك جسدها ينعم بحضنه الأمن
لتقرب نفسها منه أكثر وتتنفس بهدوء وهي بحضنه الذي تريد أن تحتمي به من كل ماحولها ....داعبت السعاده أوصال فريد حينما شعر بها تريد الاقتراب منه كما يتمني ...!! تحولت كل رغبته لحنان ليضمها إليه ويحيطها بكلتا ذراعيه ويسند رأسها فوق صدره الذييدق بثبات .....كانت بحاجة إليه بشده بتلك اللحظة بينما ذراعيه كانت الامان بالنسبه لها
.............
....
ضحكت هانيا قائله بمرح : يووه ياعوض قولت هانيا ...هانيا مش هاني
ضحك عوض لتقول هانيا بمرحها المعتاد : يلا قول ورايا ..هانيا
قام عوض من مكانه قائلا : دكتور عبد الحميد
التفتت هانيا بابتسماتها الحلوة للطبيب جارهم : مساء الخير يااونكل
تفاجات بأيهم برفقه الطبيب لتبتسم : مساء الخير
أومأ ايهم وتعلقت عيناه بابتسامتها التي دوما ما تزين شفتيها : مساء النور
...........
...
داعب فريد خصلات شعر ورد التي استكانت بحضنه لحظات طويلا ليهمس بمشاكسه : بقولك ايه ياروردتي
...ما تعملي نفسك نايمه ونزوغ من السهرة
رفعت وجهها إليه ليداعب طرف أنفها قائلا بعبث : ونسهر احنا هنا سهرة احلي
أخفت ضحكتها الخجوله من جرأته لتهز راسها : لا ...كله الا هانيا
رفع حاجبه : بقي كدة
أومات ليمرر فريد أطراف أصابعه برقه حول عنقها قائلا : ده انا هقطع علاقتي بيهم
ضحكت ورد ليفلتها فريد قائلا : هدخل اخد دوش واطلع ننزل سوا
..........
.....
وقفت ورد امام المراه ترتدي ملابسها ولم تسمح لتلك الابتسامه أن تغيب عن شفتيها ..يكفي حزن ووجع وقهر ...ستعيش حياتها ولن تلتفت الي الماضي
اتسعت ابتسامه فريد الذي سرعان ما كان يحيط خصرها بذراعه ويلصق ظهرها بصدره دافنا رأسه بعنقها
استسلمت ورد لعناقه الحميم بابتسامه فتاه تريد قرب حبيبها ...لم يكن هناك من هو اسعد منه بينما يشعر بها ترحب باقترابه وكانت ورد هكذا بعد ما حدث ...تشعر بحاجتها لامانه بعد كلام امير بينما تريد أن تبعد ذلك الشعور بالخوف الذي يتغلغل بكيانها أن فكرت أن رائف استغل فقدانها للوعي وهو من قام باغتصابها .....وشعور اخر بالندم أنها استسلمت لتلك الحقيقه التي وضعها رائف برأسها ....وشعور بالأمل أن بالفعل لم يقترب منها أي من كلاهما ......مشاعر كثيرة استنزفت قلبها الذي تعب ويريد الراحه ووجد راحته بين ذراعي ذلك الرجل
..........
...
نظر عبد اللطيف الي صمت ابنه قائلا : عرفت أن منال دخلت المستشفي
أومأ ايهم بصمت ليتنهد عبد اللطيف : صعبت عليا
اراد ايهم الصمت ولكن أبيه لم يصمت ليتابع : انا هروح ازورها بكرة
التفت ايهم الي ابيه قائلا : بابا لو سمحت انا مش عاوز كلام في الموضوع ده ....
نظر عبد اللطيف لابنه ليقول ايهم بحزم : انا مظلمتهاش يابابا ...مظلمتهاش ابدا
ازدادت نبرته حده ليتابع : اه جايز زي ما بتقول محبتهاش بس مكهرتهاش..... عادي مشكل الأزواج لازم يبقوا عبد الحليم حافظ وانا اصلا عمري ما اعترفت بحاجه اسمها حب زي بتاع الاغاني ....كنت زي اي راجل بيحترم ويقدر مراته ومكنتش عاوز منها اكتر من أنها تحافظ علي بيتي وابني ...اييييه الغلط االلي عملته ابني دفع تمنه ....ايييه
امتقعت ملامح عبد اللطيف بينما القي ابنه كل الحقيقه أمامه ... لم يخطيء بشيء ...نعم ...!!
.........
...
صرخت ورد حينما رأت ذلك المشهد المرعب
واغمضت عيونها وسرعان ما دفنت وجهها في كتف فريد الجالس بجوارها علي الاريكه الوثيره وعلي الجهه الأخري هديل التي اتخذت من كتف أخيها الآخر مسند لرأسها بينما باقي الفتيات وهاله مندمجون بشده بمتابعه احداث هذا الفليم الخاطف للأنفاس. .....ما أن رفعت ورد رأسها حتي كانت سرعان ما تقبض علي ذراع فريد ولم تستطيع النظر إلي ذلك المشهد ليضحك فريد وهديل التي قالت وهي تلقي بالفشار بفمها : ايه يارورو قلبك الخفيف ده.....
نظرت لها ورد بغيظ: ده الوحش اكل نص الفيلم ....
ضحكت هانيا قائله : ولسه هياكل النص التاني ..اتفرجي اتفرجي
ضحكت الفتيات لتتعالي صرخات أحد الابطال بينما يهاجمه الوحش ....قالت ورد وهي ترفع عيونها ببطء من كتف فريد ...خلاص اكله
قال فريد بمكر : اه خلاص
نظرت ورد لتري البطل بمنتصف فم ذلك الديناصور المرعب وسرعان ما راودها الغثيان بينما تري ذلك المشهد المرعب ....
اسرعت تركض للحمام ليقوم فريد مسرعا خلفها بقلق ولم يظن أنها بالفعل تأثرت من الفيلم .....طرق الباب : ورد حبيتي افتحي
اعتدلت ورد واقفه بينما أفرغت ما في معدتها لتغسل وجهها بالماء البارد وتحاول استجماع نفسها
قالت هاله بابتسامه متأمله بينما خرجت ورد مترنحه وهي تجفف وجهها ....حامل صح ياورد...؟!
نظرت لها ورد بخجل قائله : لا بس شكل الديناصور وهو بيأكل الراجل كان صعب اوي
قالت هاله وهي تهز راسها : لا ديناصور ايه ..... انا متأكدة انك حامل ..
قوليلي حاسه بأيه
قالت ورد ببراءه: مش حاسه بحاجة ....انا بس قرفت من شكل الدم
قالت هاله بجديه وهي تربت علي كتف ورد : ماهو ياحبيتي الحمل في أوله كدة ...تبقي قرفانه من اي حاجة اسمعي الكلام انا متأكدة انك حامل
اتسعت ابتسامه فريد الماكرة علي ورد التي وقعت فريسه تأملات هاله .... لتنظر له ورد برجاء أن ينقذها
ليقول فريد : وانا متاكد اكتر منك يالولو أنه بس الفيلم
عقدت هاله حاجبيها ليحيط فريد كتفها سريعا ويكمل : بس وعد مني أن شاء الله قريب اوي نفرحك بالخبر ده
اتسعت ابتسامه هاله وكذلك ورد التي خفضت عيونها سريعا بخجل ليوميء فريد لهاله ويكمل وهو يغمز لورد : ادعيلي انتي بس يالولو
تنهدت هاله : ربنا يكرمك ياحبيبي بالذريه الصالحه ...
همس فريد بمكر بجوار اذن ورد : الدعوه جت في وقتها ....
قال فريد لورد...يلا
أسرعت هانيا توقفهم : يلا ايه .... والفيلم
قال فريد بوعيد. : ماهو كله من الفيلم بتاعك....كنت منزلها زي الفل شوفي حصلها ايه
ضحكت هديل بمشاكسه : يافري هي اللي رقيقه زياده عن اللزوم ....ايه يعني الديناصور اكل بتاع عشرة خمستاشر واحد ...لوحت بيدها ولمعت نظرات الغيظ بعيونها وهي تكمل : ياسلام لو الديناصور ده ينط علي اللي في بالي وياكله
ضحكت هانيا قائله : اكيد كابتن هاشم
ضيقت هديل عيونها وتابعت بنظرات شريرة : اه يا نونو...وبعدين مش يأكله بس .. لا ده يقطمه حته حته ويقزقز فيه علي مهله
عقد فريد جبينه : ياساتر ...ايه الغل ده يابنتي كان عملك إيه الراجل ....ده حتي وقف جنبك
لوت شفتيها : اسكت بقي يافري ومتغظنيش....ده بغل وبارد
شهقت ورد حينما حملها فريد بينما يقول : هسيبكم انتوا مع الديناصور وهاخد الغلبانه ام قلب ضعيف دي واطلع
ضحك الجميع لتقول هاله بحنان : تصبحوا علي خير ياولاد
صعد فريد وهو يحمل ورد التي لم تمانع الدلال والحب منه لأول مرة بينما شعرت أنها عانت كثيرا وتستحق هذا التعويض
........
...نظرت هاجر الي صمت هايدي التي كلما رأت ورد وحب فريد لها غص حلقها وهي تتخيل صدمتها حينما تعرف بفعله أخيها .....وجدت بتلك القصه مهرب مناسب لتناسي ما فعلته مع خالد ....
قالت هاجر : مالك ياهايدي ساكته ليه ؟!
هزت هايدي كتفها : ابدا ....بفكر
قالت هاجر بجديه : بتفكري في طلب رائف
هزت هايدي كتفها بينما بالفعل الامر لم يتعدي كونه كان للثأر من خالد ...
.........
....انزلها فريد برفق من بين ذراعيه لتتوقف ورد بجواره وعيناه لا تفارق النظر لعيونها وهو يفتح الباب ...وضع يده خلف ظهرها وقادها للداخل بينما عيناه تهيم فوق ملامحها .... مع كل خطوة كان صدرها يعلو ويهبط ...تدري ماهو القادم ولا تريد المزيد من الترقب والأفكار .....تريد أن تتخلص من كل الماضي وهي تضع ساقها علي اول درجه في حاضرها برفقته ولم يكن فريد بأقل منها رغبه في نسيان كل شيء إلا أنها بجواره ومعه ....ترددت خطوتها لحظة أمام باب الغرفه ولكن ذراعيه التي حملتها لم تدع أي مجال للتردد ....سار بها فريد حتي وصل الي طرف الفراش وجلس عليه بينما ما يزال يحيطها بذراعه ومتمسك بها بحضنه .....نظر إلي عيونها بحب وشغف ورغبه لتتحرك مشاعرها بينما يداه تحيط بظهرها بحميميه لتخفض ورد عيونها بينما لم تعد تقوي علي النظر لعيناه....رفع فريد أنامله برقه ليتلمس برقه خصلات شعرها فتغمض ورد عيونها بارتجاف من لمسته ...همس فريد بجوار أذنها بأنفاس ساخنه: مغمضه عنيكي ليه وحرماني ابص فيهم
تمتمت بارتجاف وهي تفتح عيونها فلم يصل همسها إليه....ابتسم فريد وتحركت يداه من خصلات شعرها الي ملامحها يتلمسها برقه شديده وهو يقترب حتي امتزجت أنفاسهم ....برفق جذب راسها إليه بينما يداه الأخري تحيط بها يدفعها بصدره .....تجاوبت أنفاسها مع أنفاسه التي اقتربت حتي اختطف كل أنفاسها وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه وبحنان ورفق شديد كان يدعها ترحب باقترابه منها الذي قدر ما كان ينتظره بشوق ولهفه قدر ما كان حريصا مراعيا لها ولمشاعرها ....ولكن بتلك اللحظات لم تشعر ورد بالخوف منه بل بالعكس كانت تحتمي به من اي خوف يراودها ....أنها في اامن مكان ...بين ذراعيه .....!!
كلما اقترب ازداد شغفه ورغبته أكثر والتهبت نيران تمنيه لها ليتمهل قدر استطاعته خوفا عليها من ان يؤذيها أو يجرحها دون أن يقصد ....كان قربه منها يمثل ليله بالاندلس لا تصفها كلمات ...تعمقت قبلاته وازدادت جرأته بينما يتلمس الطريق لجسدها الذي تجاوب مع فنون عشقه ....خلع فريد التيشيرت الذي يرتديه وجذبها الي حضنه يدقنها بين ضلوعه بينما تحركت يداه الي مقدمه ثوبها يحل ازراره الواحد يلو الآخر ... شعر باناملها تضغط علي ظهره العاري حينما ابعد ملابسها ليضمها إليه ويطمئنها بلمسته الرقيقه التي حملت حنان العالم وهو ينسيها تلك الذكريات المريرة التي ارتسمت بمخيلتها ويرسم مكانها ذكريات حلوة مليئه بالحب والاحترام والحنان...حب وليس بمرض كالذي يكنه امير لها والذي جعله يتجرد من إنسانيته وهو يجردها من حقها كإنسان بالرفض أو القبول .....دفن فريد رأسه بصدرها بيننا تسارعت دقات قلبه بقوة وهو يوشمها بأسمه لتزداد سرعة أنفاسه لهذا الشعور الذي شعر به بتلك اللحظة وحاول تكذيبه ...لا يمكن أن يكون صحيح.....!!
لا يمكن أن يكون بالفعل هو أول من لمسها ...!! كان عقله ما يزال مخدرا بفعل نشوته وجاهد لاستجماعه ولكن
قبل أن يطرح عقله اي سؤال كانت ورد تبعده من فوقها وتركض باتجاه الحمام وهي تحيط جسدها بالغطاء الحريري ومعه تأكدت شكوك فريد وهو يري أمامه تلك القطرات من الدماء ولكنه هز رأسه بقوة لا يستوعب ليظن عقله ظن اخر ويركض في أثرها مخالف اي منطق ظنا منه أنه اذاها .....
جثت ورد علي الارضيه الرخاميه تبكي بقوة ويرتجف كامل جسدها.....تبكي انكسارها وحسرتها وضياع سنوات من عمرها وهي تعيش بتلك الكذبه ....
تبكي ضعفها ورضوخها أمام ظلك وجبروت رائف وامير وأمثالهم بينما يستبيحون التلاعب بمصائر الناس بتلك الطريقه ....أدار فريد مقبض الباب بقلب لهيف ولكنه كان موصد ليطرق علي الباب ..ورد افتحي ياحبيتي
استجمعت صوتها المختنق بالدموع لتقول وهي تفتح المياه. : ثواني
طرق بإصرار : افتحي دلوقتي ياورد
قالت برجاء : لو سمحت
طرق فريد وهو يهتف بإصرار : لو سمحتي انتي افتحي خليني اطمن عليكي
أنسابت دموعها بقوة مع كلماته الرحيمه كما أنسابت المياه فوق جسدها تغسل سنوات من الكذبه التي عاشت بها .....بأقدام مرتجفه تقدمت من الباب الذي لم يتوقف فريد عن طرقه وهي تترقب القادم واصبح لا مفر من قول الحقيقه .....نعم الحقيقه هي كل ما يريد فريد سماعه ولكن ليس مقابل جرحها ....
فتحت قفل الباب بأيدي مرتعشه ليفتح فريد الباب سريعا وبخطوة واحده كان يجذبها إليه ليحيط جسدها الصغير المرتجف بذراعيه ويتركها تبكي .....بكت ورد مطولا حتي أفرغت كل ما بداخلها ولم يضغط فريد عليها وانما ازداد ضغطه علي نفسه واعصابه التي تحترق فعليا لمعرفه الحقيقه ....برفق شديد حملها واتجه بها الي الاريكه ليجلسها ويجلس بجوارها....نظر لعيونها وبرفق مسح دموعها وامسك بيدها بين يديه بحنان وهو يجنب أي نزعه ذكوريه بداخله فهي بحاجة إليه الآن ....سألها برفق شديد : اذيتك...؟! وجعتك
هزت راسها دون قول شيء ليهمس مجددا بقلق :
تحبي نروح لدكتور ..؟!
هزت راسها وقالت بصوت خافت : انا كويسه
أومأ لها وترك لحظة من الصمت تمر قبل
ان يقول بصوت هاديء بينما يضغط كامل أعصابه المتعجله لسماع الحقيقه : ورد ايه اللي حصل يومها ...؟!
اهتزت نظراتها ....ليكمل وهو يطمئنها بنظراته : قوليلي ياورد علي كل اللي حصل .....
تسارعت دقات قلبها بقوة لينظر الي عيونها برجاء أن ترحمه فلم يعد يستطيع التحكم باعصابه أكثر هامسا :
عاوز اعرف .....حقي ياورد افهم ...؟!
نعم حقه أن يعرف كل شيء ...!!
استمع لها بكل ذرة في كيانه الذي اشتعلت به النيران حينما رأي مقدار الحقارة لتلك اللعبه التي حاكوها خلفها ......وصلت لاصعب جزء من اختبار الحقيقه وهي تخبره بلقاءها مع امير وكم خافت وقتها من رؤيتها لقبضته التي ضمها بقوة وهو يسألها بينما يخشي من انفلات أعصابه وهو يعرف أن هذا الحقير دخل منزله وهددها : مقولتيش ليا ليه؟!
همسات لشفاه مرتجفه : خوفت ..!!
إشارة يده ولها أن تصمت ذرعت الرعب بكيانها ولكن لم يكن رعبها بشيء أمام تلك اللحظة حينما وجدته يرتدي ملابسه ويذهب الي الباب لتضغط جسدها الذي خارت كل قوته وتتجه خلفه .تسأله بتبرع مبحوحه ....انت رايح فين ؟!
لم يجيب بلسانه ولكن اجابتها نظرات عيناه التي اشتعل بها الجحيم وهو يغادر ......!!!
........
...
ضرب امير ذلك الكيس الرملي بقوة وهو يفرغ شحنته به ....مايزال الوقت باكرا علي الانتقام من رائف ....!!
أوقف فريد سيارته مصدرا صرير قوي أمام رائف الذي خانه الحظ وهو يضعه أمام فريد حيث وصل بنفس اللحظة أسفل منزله ...فريد!!
لم يمهله فريد المزيد لنطق شيء آخر وسرعان ما كان يسدد له بضع لكمات قويه جعلت الدماء تسيل من أنفه بينما يهتف به مزمجرا ....اخوووك فين ...؟! انطق !!!
حاول رائف تخليص نفسه ولكن فريد لكمه بقوة مجددا ...انطق اخوك فين ...؟!
تدخل حارس العقار ليدفعه فريد بعيدا ويعاود الاطباق علي تلابيب رائف الذي قال بأنفاس لاهثه مراوغا ...معرفش ....معرفش!!
سدد له فريد لكمه قويه ليسقط رائف أرضا فيميل فريد عليه هاتفا باحتقار ...حسابنا مخلصش ....ورحمه ابويا هسففك التراب انت واخوك بس أوصله ....!!
اسرع فريد يغادر لينحني الحارس في محاوله منه لمساعده رائف الذي دفعه بعيدا عنه واعتدل واقفا وهو يمسح الدماء عن وجهه ويخرج هاتفه يتصل بأمير الذي تظاهر أنه مازال يصدق كذبته
: فريد بيدور عليك ...؟!
قال أمير ببرود مصطنع ....قولتله علي مكاني
قال رائف : لا
أومأ أمير ببرود : كويس
هتف رائف بحنق : هو ايه اللي كويس ...بقولك بيدور عليك وكان هيموتني
ايييه برودك ده ولا هتسبيني ادفع انا تمن غلطتك
التوت شفاه امير بمكر فذلك المخادع يظن أنه الاذكي
: خلاص يارائف هتصرف
قال رائف بارتجاف: وانا ؟!
قال أمير ببرود : انت ايه .....اطلع البيت وانا هتصرف
..........
....
انكمشت ورد علي نفسها حينما استمعت لاصطدام صوت المفاتيح بالطاوله الزجاجيه لتهرع إليه فتري مقدار ثورته ....قالت بصوت مرتجف : ايه اللي حصل ؟!
لم يقل شيء بل فك ازرار قميصه بأيدي غاضبه وهو يتجه الي الغرفه تابعت ورد خطواتها خلفه لتقول بصوت مختنق بالدموع ...انا عارفه اني حملتك كتير اوي فوق طاقتك ....فريد كفايه تتحمل مني اكتر من كدة وطلقني ....!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
اي الروايه الجامده دي كل الروايات احلي من بعض
ردحذفمستنينك يارونا😘😘😘
ردحذفبارت أكثر من رائع
ردحذفالى مرت بيه ورد والكدبه الى عاشت فيها خليتها شخص ضعيف حاسه انها متستحقش الفرح ورد اتعذبت كتير
ردحذف🔥🔥🔥
ردحذف