التاسع عشر .. حب بطعم الانتقام

0
قال الطبيب مدير المشفي لأدم موضحا : يافندم ده مجرد إجراء متبع... احنا لازم بتكتب تقرير عن الحاله وقت دخولها المستشفي ولو حبت تاخد إجراء.... قاطعه ادم بهدوء ;إجراء اية بس يادكتور ...المدام وقعت من علي السلم مش اكتر هز الطبيب راسه قائلا بعدم اقتناع فهو ليس بمن لن يعرف الفرق بين سقطة من علي الدرح وبين الضرب ولكنه لن يدخل مستشفاه بعدواه مع عائلة المهدي لذا قال بوسطيه : مفيش مشكله... المدام تفوق ولو حبت تاخد نسخة عن التقرير مفيش مشكله ولو محبتش..... قاطعه ادم بحزم ; مش هيبقي في اي مشكله .......... .. .... دخل جلال بخطي متخاذله الي غرفتها ليس لدية القوة للنظر اليها بعد مافعله بها جثا جلال علي ركبتيه بجوار فراشها ينظر لوجهها الشاحب وقد ارتسمت عليه اثار صفعاته الوحشيه... كره نفسه وهو يري فداحة مافعله بها... شفتيها المجروحة...! وجهها المرتسم عليه اثار اصابعه... عنقها المليء بالعلامات الزرقاء... ليقبض علي يداه بقوة لا يلوم احد سوي نفسه.... فهو ظلمها .... لقد حكم عليها دون أن يعطيها فرصه لتدافع عن نفسها وسلم بالأمر من الوهله الاولي.... اندفع خلف غيرته العمياء بلا تفكير..... لمعت الدموع بعيونه وهو يمسك بيدها المعلق بها السيرم المغذي ليقول بوهن :مش هتسامحيني ابدا...!! شعرت به لتفتح عيونها ببطء تحاول استيعاب ماحولها ولم يبدر لذهنها شئ سوي انها فقدت طفلها لتنهمر دموعها بهستيريا صامته ماان وقعت عيناها عليه بجوارها....! تدفقت اليها أحداث الساعات الماضيه لتنهمر دموعها بهيستريا وتحاول تحريك جسدها المنهك لتبتعد عنه ماان رأته بجوارها... لاتريد رؤيته ولاتريده بجوارها انها تخاف منه وتكرهه و لم تعد تثق به... لم تعد تري سوي صفعاته....! نظراته...! كلماته...! اتهامه المهين لها ...! فقسوته التي اختبرتها الساعات الماضيه لن تنساها بسهوله... انه قتل جنينها...!! تعالت شهقاتها وارتجف جسدها بقوة ماان اندفعت اليها تلك الأحداث متسلسلة لتتوقف لدي تلك الذكري لفقدانها جنينها ليسرع جلال يحاول تهدئتها ولكن ماان اقترب منها حتي ازدادت تشنجاتها لتصيح بألم ووجع من بين دموعها... انت موتت ابني... ابعد عني.... انت موتت ابني... ابعد انا.. بكرهك..... حاول الإمساك بجسدها المترجف كورقة شجر في ليلة خريفية ضاريه وهو يقول بصوت معذب يطمئنها ويخبرها ان الطفل بخير ... ابننا عايش يازاهي.. محصلوش حاجة.... ابننا بخير صاحت بهستيريا وخوف من اقترابه فلم تعد تراه الا كوحش همجي لايحل شئ سوي بقوته وسطوته.... انت كداب.... كداب... ابعد عني مش عاوزة اشوفك.. انت موته... حاول الإمساك بيدها لتتوقف عن حركتها الهستيريه وهو يقول : زاهي ابننا بخير..اهدي يا حبيتي .. هزت راسها لاتصدقه وهي تتذكر نظراته المخفيه وضربه العنيف لعاصم بتلك الوحشيه...كلماته الجارحة.... صفعاته القاسيه... اهانته له..... كل ماحدث وكل مافعله تدفق بقوة الي عقلها مع تدفق دموعها..... تحركت بجسدها المتألم لتبتعد عنه من وسط بكاؤها وصراخها الهستيري الذي يخبره كم انها بالفعل تكرهه و ترفض اقترابه..انه يكذب عليها.. لقد رأت النزيف بنفسها.. انه كاذب لقد فقدت طفلها علي يده وهو يكذب عليها الان ..! هرعت الطبيبه والممرضات لغرفتها علي صوت صراخة الغاضب بهم حينما عجز عن تهدئتها و وجد حالتها تزداد سوء وقد خاف ان تؤذي نفسها او حملها .... أمسكت الممرضات بيدها وبدات أحداهما بتجهيز تلك الحقنه المهدئة لها ولكن الطبيبه اشارت لها أن تتوقف لتقترب من زاهي التي تعالي نحيبها علي جنينها لتقول الطبيبة بصوت مهديء : ابنك بخير توقفت زاهي عن الحركة ورفعت عيناها المغروقه بالدموع غير مصدقه لتهز الطبيبة وجهها بسماحة وتقول مؤكدة : اطمني ابنك بخير... صمتت لحظة قبل ان تتابع رد فعل زاهي التي بدأت تهديء لتكمل الطبيبة : انا مش عاوزة اديكي مهدئات تاني عشان سلامه البيبي.... الممرضات دلوقتي هيسيبوا ايديكي وانتي هتهدي لوحدك.. كان جلال الذي كان واقف يتابع مايحدث بقلب معذب فكل هذا من صنع يداه.. هو من جعلها بتلك الحالة... هو من كاد ان يقتل طفله ... لتشتعل نيران الندم بداخله لمجرد تخيل شعوره بالذنب ان كان اصاب طفله مكروه.....!! كلما نظرت اليه كان يزداد بكاؤها ليخرج جلال وعيناه زائغه وقلبه متحطم ليقول بهذيان لادم الواقف بالخارج ; خايفة مني... مش عاوزة تشوفني قال ادم بدون رأفه : حقها بعد اللي عملته..! هز جلال راسه مصدقا علي كلمات ابن عمه ليستند الي الحائط ويضربه بقبضته يتجرع الندم علي اندفاعه....! ... ..تابعت الطبيبة اقترابها من زاهي التي انسابت دموعها بصمت وخفضت عيناها تنظر لبطنها بعدم تصديق... أمسكت الطبيبة بيد زاهي ورفعتها ووضعتها برفق فوق بطنها قائلة بصوت هاديء .. البيبي بخير.... اهدي عشان هو كمان يهدي... اغمضت زاهي عيناها وحركت يدها برفق فوق بطنها غير مصدقه تلك المعجزة.... لتشير الطبيبة للممرضات بتركها والانصراف... قالت الطبيبة لزاهي التي ابتسمت كطفله من بين دموعها غير مصدقه ان جنينها بخير... قالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء : عايش.؟! هزت الطبيبة راسها لتنهمر دموع زاهي مجددا بقوة وهي تردد بعدم تصديق... الحمد لله قالت الطبيبه بابتسامه : دلوقتي كمان هسمعك نبض البيبي وهخليكي تشوفيه عشان تطمني هزت راسها بابتسامه من وسط شهقاتها ودموعها لتضع الطبيبة السائل البارد علي بطنها برفق وتبدأ بتحريك الجهاز فوق بطنها.... ابتسمت بسماحة قائلة : علي فكرة هي بنت انهمرت دموع زاهي بسعاده ممزوجه بألم ووجع من قلبها الدامي لتقول الطبيبه : لا بقي مش عاوزين عياط خالص.... التوتر مش كويس عشانك خالص الفترة الي جاية.. هزت زاهي راسها وفقدت السيطرة علي نزيف عيونها لتقول الطبيبة : انتي مش خايفة عليها هزت زاهي راسها لتكمل الطبيبة : يبقى نهدي خالص عشان الضغط يتظبط وانقباضات الرحم تقل هزت راسها موافقه ولكن ليس بيدها شئ فحديث الطبيبة الحنون ورؤيتها لطفلتها وتذكرها لكل ماحدث جعل من المستحيل عليها ان توقف دموعها لتهز الطبيبة رأسها باستسلام وتحقنها بأحدي المنومات وتخرج ..........! ماان خرجت الطبيبة من غرفتها حتي تقدم منها جلال قائلا بقلق .. : حالتها اية ؟ قالت الطبيبة ببرود وهي تجاهد لتخفي غضبها من هذا الرجل والذي لابد وانه تسبب بتلك الحالة لزوجته... : حالتها لسة مش مستقرة زي ماسيادتك شايف....احنا قدرنا نوقف النزيف ولكن مازال في خطر علي الجنين بسبب انقباضات الرحم.... . محتاجة راحة تامه بعيد عن أي توتر وعشان كدة انا همنع اي حد انه يكون معاها لغاية ماتهدي خالص قال باستنكار وقد فهم تلميح الطبيبة : يعني اية ؟! رفعت عيناها آلية بتحدي قاءلة : يعني وجودك بيسبب لها توتر هي مش هتستحمله الفترة دي قال بحدة وقد اغضبه حديث تلك الطبيبة : انتي هتمنعيني ادخل لمراتي؟ قالت باصرار : اه... لما يكون وجودك بيضرها تجاهل جلال ادم الذي امسك بكتفه يحاول ان يهدئة وتابع بغضب : مش هتخافي علي مراتي اكتر مني قالت باصرار : والله انا الدكتورة بتاعتها وانا اللي مسؤله عن حالتها ولو حصلها اي حاجة انا هحملك المسؤلية... وبعدين انا مش عارفة المستشفي ازاي سكتت علي حالتها مع ان واضح اوي انها اتعرضت لعنف.... نظرت اليه بمغزي وأكملت : وطبعا واضح من مين...!! تدخل ادم ماان راي اشتعال نظرات جلال الذي كاد يفتك بتلك الطبيبة سليطة اللسان ليقول بهدوء : المهم تبقي بخير يادكتوره .... اتفضلي انتي ومحدش هيضايقها نظر اليه ادم بتحذير ماان فتح فمه ليتحدث قائلا : وبعدين بقي ياجلال ماتهدي يااخي هنتخانق في المستشفى كمان ... : دي بتمنعني ادخلها : معلش ياجلال... هي ادري بحالتها : يعني اية؟ التفت اليه ادم قائلا بغيظ من ابن عمه ومن افعلاه المتهورة : يعني انت اكيد عارف ان وجودك حاليا زاهي مش هتقبله يبقي سلامتها اهم من تحكمك قال جلال باصرار ; هاخدها مستشفي تانية... قال ادم باستنكار : وتعرضها للخطر.... صمت جلال ليقول ادم بجدية : لو سمحت ياجلال كفاية اللي حصلها بسببك ...... انا قابلت مدير المستشفي ومنعت اي اجرااء مش، عاوزين مشاكل نظر جلال لأدم بعتاب : عارف انك في صفها واني استاهل القتل علي اللي عملته..... خفض عيناه وتابع بغصه حلق : بس انا . عاوز اشوفها واطمن عليها ياادم... لازم اتكلم معاها...عاوز اتأسفلها وأطلب منها تسامحني تنهد ادم مطولا وهو يري حالته السيئة التي تشفع لسوء فعلته ليقول وهو يربت علي كتفه : بكرة ياجلال تكون ارتاحت وحالتها اتحسنت ..... ............ انصدمت ملامح علياء مما سمعت له من عامر لتقول بعدم تصديق : انت بتقول اية.....؟! احتقنت ملامحها بالغضب والقلق وهي تردد ... انت بتقول اية..... وهي فين ... ؟زاهي فين. ؟ عمل فيها اية الحيوان ده قال عامر بتحذير : عليا.. ؟! هتفت بحدة : عليا اية وزفت اية..... ؟ هو بيعمل فيها كدة لية.... لية كل شوية يعذبها بطريقة شكل.... ابن عمك ده مش بني آدم.... ده حيوان ميستاهلهاش رفع عامر حاجبه بغضب وقال من بين اسنانه:عليا وبعدين متتكلميش عنه كدة قالت بغضب : امال اتكلم عنه ازاي بعد اللي عمله قال عامر بالقرار : هو جلال غلطان... بس يعني معاه شوية عذر.... بيحبها وبيغير عليها اتجنن ومبقاش عارف بيعمل اية قالت علياء باستنكار : بس كدة ؟!! هو ده الموضوع.... هتف عامر ; ايوة ياعليا ولو سمحتي الدنيا بينهم مش مستحمله اصلا التفتت اليها علياء : هو باللي عمله هد اللي بينهم... ولعلمك بقي ياعامر لو زاهي مطلبتش منه الطلاق بعد اللي عمله انا اللي هخليها تعملها قال عامر بعدم تصديق : انتي اكيد اتجننتي... : اه اتجننت... مابالك بقي بالغلبانه دي حالتها اية.... اشاحت بوجهها قائلة : اوعي بقي من قدامي وخليني اروح اطمن عليها... وعلي اخويا... عاصم فين هو كمان هز راسه : اطمني كويس بس في المكتب عشان مش هيروح البيت يقلق نور عليه زمت شفتيها وزفرت بغضب تتبرطم علي جلال بخفوت ليهز عامر راسه ويتجه الي غرفة الأطفال لتوقفة ; انت رايح فين؟ : رايح اخد الولاد وزين اوديهم بيتي عشان تروحي لزاهي قالت بتهكم : وتسيبهم مع الشغاله..؟! مش كفاية اللي جرالنا من ورا الشغالات.... : امال هعمل اية ياعليا مش لازم اروح اشوف جلال انا كمان : سيبهم وروح انت : اسيبهم ازاي قالت بحدة : زي الناس.... انا هتصرف وهو يعني فالحين اوي انتوا... الف حارس وشغاله وفي الاخر برضه حصل اللي حصل ضيق عيناه ناظرا اليها بغضب من حدتها معه ليقول : عليا.... انا ساكت عشان عارف انك زعلانه علي زاهي وعاصم والا..... قاطعته : والا اية يااستاذ عامر زفر بغيظ ليستدير مغادرا وهو يقول : انا همشي بدل مااتعصب عليكي صفق الباب خلفه لتتجه للأطفال تعدهم وهي تحدث نور بالهاتف لتذهب الي بيتها وتترك الأطفال برفقتها وتوصيها بهم وتتوجه سريعا لزاهي المشفي بعد ان هاتفت أخيها واطمئنت عليه فهو رحل يستطيع الاهتمام بنفسه بينما زاهي بحاجتها..... حاول عامر أبعاد جلال عن أنظار علياء التي اطمانت علي حاله زاهي التي ستظل تحت تأثير المنوم حتي الصباح ........ ... دخل جلال حينما أكدت له الممرضه انها نائمه ليسير تجاه فراشها بهدوء وينحني طابعا قبله أودع بها اسفه وندمه القاتل بها فلايوجد كلمات يستطيع التعبير بها عن ذلك الندم وتأنيب الضمير ألذي يشعر به ليبقي طوال الليل جالس علي ذلك المقعد بجوار فراشها ........ ... حل صباح جديد لترمش زاهي بوهن بعيونها المتورمة من أثر البكاء قبل ان تفتحها..... كان جلال جالس علي المقعد بجوارها وقد اسند راسه علي طرف الفراش وغرق بالنوم ممسكا بيدها بين يديه.... رفع رأسه ماان شعر بها تسحب يدها من يده بحده وتحاول ابعاد جسدها عنه...نظر الي عيونها التي تطالعه بنظرات مشمئزة كارهه ليقول بتعلثم وقد علت أنفاسه المتوترة : زاه.. زاهي حبيتي عاملة اية دلوقتي ابعدت عيناها عن عيناه التي تنظر اليها باستجداء قائلة : اطلع برا حاول الاقتراب منها قائلا : زاهي.. انا اسف... انا مش عارف انا عملت كدة از ..... قاطعته بحدة وهي تبعد نفسها للخلف حينما اقترب ; قلتلك اطلع برا.... مش عاوزة اشوفك.... امشي... اطلع برا..... تعالي صراخها وطفرت الدموع من عيونها فبأي حق يأتي اليها الان بعد مافعل.. لاحظ بداية نوبتها وحاول تجاهلها ليحاول مرة اخري التحدث ولكنه ماان وجد الدموع تنساب من عيونها وتحاول التحرك من السرير يقول وهو يمنعها خوفا عليها وعلي طفله... هطلع....اهدي.. اهدي وانا هطلع يازاهي... خرج بوجهه خائب الرجاء محطم وملامح بشعه مرتسمه علي وجهه الضائع ليهز عامر راسه ويتقدم منه قائلا : اديها وقت ياجلال... لم يقل شئ بل تهاوي جالسا علي المقعد يفرك وجهه بعصبيه لايعرف كيف بإمكانه ان يصلح غلطته مادامت لاتعطي اي فرصه لشرح موقفه.... ......... .... احتضنتها علياء : زاهي حبيتي... حمد الله على السلامة هزت راسها بوهن : الله يسلمك... مسحت دموعها وقالت بصوت مبحوح ; زين فين؟ :متقلقيش عليه.....انا سايباه مع نور هو وولاد عامر لغاية مااطمن عليكي وارجع اخده و هيفضل معايا لغاية ماتخرجي بالسلامه.. متخافيش عليه غص حلقها واغروقت عيناها بالدموع وهي تقول: وعا... عاصم.. عامل اية ؟ ابتسمت علياء وربتت علي يدها : متقلقيش عليه.. كويس... المهم انتي لازم تهدي ومتفكريش حاليا في اي حاجة عشان ابنك شقت الابتسامه طريقها عبر دموع زاهي المنهمرة علي وجنتيها لتقول وهي تضع يدها فوق بطنها ; بنت... رفعت علياء حاجبها بابتسامه : بجد... بنوته هزت راسها لتقول عليا: يبقي يلا بقي بطلي عياط عشان البنت الحلوة اللي هتجبيها شبههي طبعا انسابت دموع زاهي لتقول علياء بقلق :زاهي حبيتي انتي كويسة هزت راسها واختنق صوتها بالدموع لتقول بين أحضان علياء : زعلانه.. زعلانه منه اوي ... زعلانه علي عمري اللي ضاع معاه...وفي الاخر بعد كل اللي بينا يشك فيا... رفعت عيناها تجاه علياء قائلة : انتي عارفة انا كان ممكن اسامحة في اي حاجة عملها فيا الا دي... حتي لما طلقني من جوايا متجرحتش منه زي المرة دي في اي موقف مش بيفكر ولا يعمل حساب للي بينا فجأه بيبيع كل حاجة وينسي حبنا وحياتنا... زمان لما باباه قاله اني وحشة سابني ومكلفش نفسه حتي يعرف الحقيقة ولما رجع صدق اني ممكن اتجوز غيرة ودلوقتي برضه صدق اني ممكن اخونه.... انا مش ممكن اسامحة ابدا هزت زاهي راسها لتربت علياء علي يدها وتمسح دموعها قائلة : كفاية عياط يازاهي... كفاية ياحبيتي هزت زاهي راسها وهي تردد بعقلها كلام علياء فبالفعل يكفيها بكاء فهو لايستحق بكاؤها....! طرق ادم الباب وفتح الباب لينظر بضع لحظات لزاهي وعلياء قائلا : ممكن ادخل... انا وعامر عاوزين نطمن عليكي هزت راسها ليبتسم ويتقدم منها قائلا : حمد الله على سلامتك قال عامر بابتسامه : عاملة اية دلوقتي هزت راسها : الحمد لله بعد قليل استأذن عامر الانصراف : هسيبك ترتاحي نظر لعلياء قائلا : يلا تعالي اوصلك في طريقي ودعتها علياء : هجيلك بليل... خدي بالك من نفسك بعد خروجهم تنهد ادم مطولا ثم قال بهدوء : زاهي... انا عارف انك مش عاوزة تشوفيه وان اللي عمله مالوش اي مبرر..وصدقيني انا اخر واحد ممكن يدافع عنه في اللي عمله ومش هضغط عليكي واقولك حالته وحشة اد اية بس فعلا هو هيموت من الندم علي اللي عمله... انتي مشفتيش هو برا عامل ازاي انسابت دموعها ليربت علي كتفها قائلا : اعذريه يازاهي.... جلال بيحبك وبيغير عليكي لوت شفتيها بسخريه فعن اي حب يتحدث بعد مافعل ليتابع برجاء : اديلة فرصه علي الاقل يطمن عليكي... اللي حصل طبعا هو غلطان فيه.. بس اديلة عذر ولو بسيط.. من كتر حبه فيكي عمل كدة... اديلة فرصه وسامحيه احتقن وجهها بالغضب قائلة : لو اخر يوم في عمري مش هسامحه : لو شفتي حالته هيصعب عليكي.... مش جلال خالص اللي تعرفيه اشاحت بوجهها : انا فعلا معرفهوش دخل جلال بتلك للحظة لتصيح به متجاهله وجود ادم ; برا مش عاوزه اشوفك قال باصرار : زاهي اهدي انا بس عاوز اتكلم معاكي .... قالت بغضب : قلت برا مش عاوزة اشوف وشك تجاهل اهانتها ليتقدم منها قائلا باصرار : مش قبل ماتسمعيني خرج ادم ليترك لهم المجال لترفع زاهي رأسها اليه بكبرياء وتقول بنفاذ صبر : عاوز تقول اية؟ اقترب من فراشها ونظر لعيونها التي جاهدت لإخفاء الدموع بها فلن تظهر اي ضعف امامه بعد اهانته لها.... زاهي... انا عارف اني غلطت في حقك وانا اسف وندمان علي اللي عملته... انا مش عارف انا عملت كدة ازاي... غصب عني الغيرة عمتني.... قدري موقفي لما شفته جنبك اتجننت... زاهي انا بحبك وبغير عليكي من الهوا وخصوصا منه... سامحيني ياحبيبتي واتاكدي اني عملت كدة من كتر مابحبك... عارف اني مهما اتأسفت مش كفاية بس قدري موقفي ... امتلئت عيناه بالاسف والندم : انا اسف يازاهي وهل تستطيع أن تتقبل اعتذاره حتي وان المها قلبها لرؤيته كسيرا لتلك الدرجة ... لا لا تستطيع ولا تجد له عذر او مبرر فهو حتي لم يسالها... قابلت نظراته بنظرات جامده وكأن كل مانطق به لايؤثر بها لتقول بثبات : خلصت كلامك هز راسه بضعف لتقول بثباب : اخرج برا.... واخر مرة هقولك مش عاوزة اشوفك تاني... ........ نظر عامر بطرف عيناه لعلياء ليعود مركزا مرة اخري علي الطريق قائلا : طبعا سخنتيها عليه.. ؛ التفتت اليه قاءلة: لا طبعا سكتت... بس عشانها هى... حالتها وحشة ومش مستحمله وبعدين هي مش طايقاه اصلا مش محتاجة اقولها حاجة زفر قائلا ; حقها..! : ياسلام : ايوة طبعا... انا مش معني دفاعي عنه اني موافق علي اللي عمله... بس بقول معذور... راجل وبيغير علي مراته لوت شفتيها بغيظ : كله من الشيطانه مراتك.... قبض بيداه بقوة علي المقود لتقول بسخرية : وياتري بقي جلال بيه عمل فيها اية بعد كل اللي عملته احتدمت نيران الغضب بداخله قائلا : لسة...! حسابها لسة جاي... ولو مش من جلال هيبقي مني.... كل اللي فرق معانا امبارح نطمن على زاهي.... انا هوصلك واطلع علي القاهرة اشوف خالي لانه عاوزني ضرورى.... ...... ...... بالطبع اخفي شريف عن عامر ماحدث لوالدته علي يد سالي حتي يقرر ماذا سيفعل بعد كل ماعرفه......! ..... قالت سالي بعدم تصديق لابيها: بابي انت هتسيبهم ياخدوني هز شريف راسه بصرامه ليسحبها الضباط وسط مقاومتها وصراخها دخل شريف غرفة اخته التي كانت مصدومه بعد ان أخبرها الاطباء انها أصيبت بالشلل جراء سقوطها من علي الدرج.... نظر لحالتها ولكنه منع اي رأفه من الاقتراب لمشاعره فهي تستحق تلك النهاية : نجلاء انا عارف ان اللي حصلك صعب... بس ده اكيد عقاب ربنا نظرت اليه نجلاء دون قول شئ ليكمل بعتاب; انا مش عارف انا قصرت معاكي في أية انتي او بنتي عشان تعملوا كدة....!! انا قاسي وشديد وجبار وكل اللي كان يهمني اجمع ثروة واحافظ عليها بس معاكم انتم لا... انتي وسالي كنتوا حاجة تانية عندي... لية تعملوا فيا كدة وفي ابني اللي اتدمر بسببنا كلنا.... اه انا كنت غلطان لما فكرت ابعد البنت دي عن طريق ابني والشيطان صور لي اللي عملته بس كنتوا انتوا الشياطين دي.... كل اللي عملته كان بسبب تخطيطك انتي وسالي.... هي اللي قالتلي ان البنت مش كويسة وبتستغل جلال.. هي اللي ورتني الراجل اللي كان مع زاهي.... هي اللي خلتني اسيب محمود يموت بالطريقة دي لما ملت دماغي بكلامها عن طمعه هو وبنته فيا وفي ثروتي..... انتوا اللي خليتوني اشوف البنت دي وابوها انهم أعدائي وانتقم منهم كده.... واهو ربنا انتقم مننا كلنا نظر اليها بازدارء واكمل بتحذير : لو فتحتي بقك بكلمه عن اللي حصل او اللي سمعتيه من جلال ابنك هو اللي هياذي... مش بعيد لما يعرف بخيانتها يقتلها ويروح في داهية وصدقيني هي مش فارقة معايا ياريتها تموت وارتاح منها بس عامر اغلي بكتير عندي منها وخايف عليه كفاية انه استحملها السنين دي.... عامر وآدم وصالح ويحي دول ولادي اللي مخلفتهومش إنما سالي دي شيطانه واخدت جزاؤها انا هسيبها تموت في السجن وانتي هتعيشي برضه طول عمرك مسجونه في الكرسي ده... وقف قائلا ; انا اكراما للاخوه اللي بينا هخليكي تعيشي في بيت معززة مكرمة بس مش عاوز اي علاقه ليكي بيا او بحد من ولادي وأولهم عامر فاهمه.... ..... ...... اسبوع مر وهو خارج غرفتها يسترق النظر اليها بساعات الليل وهي نائمة يهذي بكلمات الندم والاسف لعلها ترأف بحاله ولكنها يوما بعد يوم تزداد ثبات علي موقفها فلم يعد هناك اي سبيل بينهما بعد ان قطع كل السبل بفعلته هو لا يثق بها فهو وشكه الدائم بها وعدم ثقته بها من وضعهم بهذا لطريق المظلم الذي اوصلهم للنهاية....! هب جلال واقفا بعد ان هدرت الدماء بعروقه فور رؤيته لعاصم امامه ; انت بتعمل اية هنا تدخل عامر سريعا : جلال اعقل واهدي.... جاي يطمن علي بنت خالته سخر جلال بحدة : ولا البيه جاي يصطاد في الميه العكرة.... علي جثتي يدخلها قال ادم مهدئا : وبعدين ياجلال.. لوي عاصم شفتيه قائلا : علي فكرة انا من اول ماشفتك وانا بستغرب ازاي واحدة زي زاهي تقع في واحد زيك باخلاقك وطبعك... واحدة زيها عاوزة واحد يحبها ويهتم بيها مش كل شوية يظلمها بانانيته واندفاعه اندلعت النيران من عيون جلال الذي قال بتهكم ; وانت بقي الواحد ده قال عاصم باستفزاز : في غيري كتير.... انا مجرد اخوها وهفضل طول عمري في ضهرها.... كل ماهتكسرها هتلاقيني واقف جنبها... تشفي عاصم في نظرات جلال المحترقة ليكمل باستفزاز اكبر ; وعلي فكرة لو حبت تسيبك هكون اول واحد واقفلك سحق جلال أسنانه وقبض علي قبضته بقوة يحاول ان يتحكم باعصابه حتي لايحطم فك عاصم وهي يقول بتحدي وإصرار بتحلم.... علي جثتي اسيبها.....!! ..... قالت زاهي بعدم تصديق :عاصم انت بتدافع عنه.؟! هز راسه ليقول بموضوعيه فهو بالخارج أراد استفزاز جلال ولكن بداخله يعرف انه متأكد من ان جلال يحبها ويعشقها ومافعله غيره حمقاء لااكثر : انا راجل زية ومديلة العذر قالت باستنكار : عذر انه يشك فيا.... ؟! : اسمعيني يازاهي قالت بنبرة قاطعه : مش، عاوزة اسمع حاجة.. عاوزاك تنفذ طلبي وترفعلي عليه قضيه طلاق...!! ......... كلاسد الثائر قطع جلال الممر ذهابا وايابا وسط نظرات عامر وآدم المتشفيه فهاهو عاصم بغرفتها وهو بالخارج لايتجرأ علي الدخول اليها.... سحق أسنانه : مش هيرتاح الا لما اخلص عليه... قال عامر : ماتهدي بقي يااخي : انا تطردني ومش عاوزة تشوف وشي والبيه معاها قال عامر بتحذير : جلال خد بالك من كلامك... انت عارف ان مفيش حاجة من اللي في دماغك وحقه يطمن علي بنت خالته : عارف ان مفيش زفت.... بس مبطيقش اشوفه ناحيتها : لا بقي اتعود عشان هي لسة اصلا مسامحتكش علي عملتك السودا... يبقي تسكت وتتعود زفر جلال بالنفاس غيورة حارقة وعاد لينظر بحدة تجاه الباب ماان خرج عاصم بخطوات بطيئة ونظرات متحدية لجلال قبل ان يغادر لتفلت الضحكة من ادم قائلا : تستاهل...!! بقلم رونا فؤاد ............ ... ماان خرج عاصم حتي فكر لحظات بكلام زاهي... هاودها وقال انه سيفعلها ولكنه بالتاكيد لن يرفع لها تلك القضيه....يريد أن يجعلها تعاقبه ولكن ليس بتلك الطريقة.... فكر لحظة ثم هاتف ادم وأخبره بماحدث ليوصل لجلال نيتها لعله يحاول مجددا الاعتذار لها.....! ....... ... اندفع جلال بغضب تجاه غرفتها ولكن ماان فتح الباب والتقت عيناه بعيناها حتي تدفقت اليه ذكريات فعلته بها ليتحكم باعصابه ويتجاهل نظرات البرود بعيونها وهي تقول:عاوز اية... ؟ اقترب من فراشها وانهمرت النظرات الراجية من عيناه وهو يقول : عاوزك تسامحيني... زاهي حبيتي انا اسف... سامحيني لاتنكر ان رؤيتها له بتلك الحاله مزقت قلبها فقد كانت ذقنه طويلة غير مشذبه علي غير عادته.. وافتقد وزنا وبدت علامات التعب والإرهاق علي عيناه التي غلفتها نظران نادمه ولكن مهما شعرت بالالم من أجله لن تسامحة او تنسي وكأن شيئا لم يكن نظرت اليه وقالت بهدوء لم يتوقعه : لا عقد حاجبيه لتكرر ضاغطة علي حروفها وقلبها المتألم من أجله : عمري ماهسامحك تعالت أنفاسه الغاضبه بينما نظرت لعيناه بتحدي وإصرار قائلة : طلقني قال بدون تفكير : مستحيل قالت بشراسة : وانا مستحيل اعيش معاك تاني بعد اللي عملته... ولو مطلقتنيش بمزاجك هتطلقني غصب عنك استفزته كلماتها بشدة فكور قبضته بغضب يحاول التحكم باعصابه فهو لايريد ان يغضب عليها ويعرف انها تستفزة لتثأر منه ليقول من بين أسنانه : انا هسكت عشان عارف اني استاهل كل اللي بتعمليه... وهقبل منك تعملي اكتر من كدة بس اعرفي كويس ان طلاق عمره ماهيحصل لو انطبقت السما علي الارض... والاحسن متفكريش اصلا في موضوع القضيه والكلام الفارغ ده عشان انتي عارفة كويس انا مين واقدر اعمل اية مش هخاف من حته قضيه هبلة زي دي.... غلطت واعتذرت ومن حقك تطلبي مني اي حاجة اعملها عشان ارضيكي بس تطلعي موضوع الطلاق من دماغك عشان مش هيحصل.... ،! اية رايكم..... عامر وآدم وموقغهم من جلال زاهي هترجعله ولا لا جلال صعب عليكم وهو ندمان.. ؟ بس مش هيتغير طبعا زي ماهو عصبي ومجنون..... اقتباس تعالت أنفاسه الغاضبه حينما فتح باب الغرفة ولم يجدها بها...!!
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !