السادس والعشرون والاخير ...حب بطعم الانتقام
الاثنين 29 أغسطس 2022
0
كلما شعرت زاهي بالخوف وهي تستعد لدخول غرفة العمليات كانت ابتسامه جلال المطمئنه تهدئها ويده تربت علي يدها بحنان... نظرت لعيناه حينما بدأ الطبيب بتخديرها لتقول له بصوت مهزوز : جلال.... انا خايفة
امسك بيدها وطبع قبله طويلة علي جبينها هامسا...متخافيش انا جنبك ومش هسيبك....
هزت راسها بابتسامه باهته ليربت علي شعرها بحنان قائلا : ان شاء الله هتقومي بالسلامه
بعد قليل بدأت ترخي اهدابها الكثيفة حينما سري مفعول المخدر بجسدها لتهمس له قبل ان تغمض عيونها : جلال..... خلي بالك من زين...
.......
وقفت سالي تنظر الي تلك الطفله التي غطي وجهها البريء جهاز التنفس الذي تعالي طنينه بالغرفة لتمر صورة أطفالها امامها ليرتجف قلبها لأول مرة اشتياق لهما..... انها حتي لم تتساؤل عن حالهما.... خرجت من شرودها بتنهيده طويلة علي صوت الطبيب الذي خلع سماعته الطبيه ووضعها علي كتفه واتجه اليها قائلا : ازاي تسيبها توصل للمرحلة دي
عقدت حاجبيها بتساؤل... حالة اية؟
قال الطبيب بانفعال ; التهاب رئوي شديد مع داء الربو اللي عندها طبعا واضح سوء اهتمام....
قالت سالي بتعلثم : اصل... أصل
قال الطبيب بحدة : اصل اية يامدام..؟!
... دي طفله صغيرة حياتها في خطر بسبب عدم اهتمام امها بيها
طالعها الطبيب بغضب وخرج من الغرفة فلم يدع لها المجال لتخرج به غضبها من طريقته الفذه فبأي حق يتهمها بعدم الاهتمام والتقصير
دخلت الممرضة قائلة بتعلثم.... الحسابات طالبه حضرتك يامدام....
قالت الفتاه : يافندم.... اسفة بس لازم دفعه من تحت الحساب
تذكرت سالي انها بدون نقود او حتي هاتف او اي شيء لازم شفتيها بضيق لحظة.... قبل ان تقول : كام ساعة والفلوس هتكون في حساب المستشفى
قالت الفتاه بتعلثم : بس يافندم
هتفت سالي بحدة : مفيش بس.... البنت دي هتتعالج ويتعمل لها كل اللازم و قولتلك اي فلوس مطلوبه قبل الصبح هتكون في حساب المستشفي..
: يافندم... دي إجراءات المستشفي
صاحت سالي بحدة وهي تضرب المكتب بقبضتها.... اجراءات اية.... بقولك البنت هتتعالج يعني هتتعالج..... انتي مش عارفة انا مين.... قاطع كلامها الغاضب ذاك الصوت الاتي من خلفها متسائلا : في أية... ؟اية الصوت العالي ده؟
كان ذلك الصوت للنائب الإداري للمشفي الدكتور أمجد دويدار لتقول الفتاه : مفيش يادكتور.... المدام بتعترض علي إجراءات الدخول
التفتت سالي تهتف بحدة : إجراءات اية اللي تمنع طفله انها تتعالج..... صمتت حينما التقت عيناها بعيون ذلك الطبيب الذي كان يعنفها قبل قليل....لتتذكر أفعاله واتهامه لها بالاهمال لتصمت وتزم شفتيها بغضب وتولية ظهرها ناظرة للفتاه مجددا قائلة بلهجة إمرة وهي تخلع سلسلتها الثمينه وتضعها امام الفتاه موظفه الحسابات قائلة : دي تمنها اكتر من ١٠٠ الف جنيه
نظرت الفتاه للطبيب الذي قال بهدوء : مفيش اي داعي... مروة رجعي للمدام السلسلة وقيدي مصاريف علاج البنت علي حسابي ..... قاطعته سالي بحدة : لا طبعا ...
التفتت للفتاه : نفذي اللي بقولك عليه.... خليها معاكي لغاية ماادفع الفلوس المطلوبه
قال الطبيب : مفيش داعي... انا هتكفل... قاطعته سالي بحدتها وعنجهيتها المعهوده : وانت تتكفل لية..... لو سمحت خليك في شغلك ومتتدخلش، في حاحة متخصكش
اشارت للفتاه بلهجة إمرة....اعملي اللي بقولك عليه...... انا سالي المهدي... والبنت دي لو متعالجتش انا هقلب المستشفي.. فاهمه...
احتقن وجهه امجد بالغضب قائلا : اي ان مين تكوني يامدام انا مسمحلكيش انك تهددينا.... والبنت هتتعالج... مش عشانك ولا عشان تهديدك
... ده عشان هي طفله وحقها تتعالج وملهاش اي ذنب في إجراءات عقيمه....
خرج صافقا الباب خلفه بعنف لتنظر الفتاه لذلك الغضب الذي احتاج ملامح سالي قبل ان تغادر هي الاخري بخطي عاصفه....
......
عادت لغرفة الطفله لتسبقها خطوات ذلك الطبيب مجددا الذي اندفع لغرفة الطفله ماان طلبته الممرضة بسرعه التي وجدت حالة الطفله تسوء....
وقفت سالي متسمرة مكانها تنظر لهذا الطبيب ومساعدته يحاولون إنقاذ الطفله التي
هربت دماء وجهها وتحول للزرقه وهي تجاهد لاتقاف أنفاسها.....
بعد مجهود مضني انتهي أمجد من إسعاف الطفله التي نامت تحت تأثير المخدر.... أملي علي الممرضه بضعه أدوية لتعطيها الطفله ومواعيدها قائلا : لو حالتها ساءت تاني استدعيني فورا
توجه لباب الغرفه حيث كانت سالي ليقول بمغزي ونظرات كلها اتهام : اعتقد بدل ماكنتي تهددينا نعالج بنتك كان الأفضل تكوني بتراعيها وتاخدي بالك منها
قالها وانصرف لتقف سالي مكانها بغيظ تريد ان تعنف ذلك البغيض.......
........
....
حاول جلال أن يتجاهل توصيتها له بزين وهو يري تخبط الاطباء بعد نصف ساعه من إجراء العمليه يشعر بوجود خطب ما حينما بدأ التوتر يسود بالاجواء ويطلب منه الاطباء
مغادرة غرفة العمليات...!! ....
........
تفاجيء ادم و شريف بالاطباء يحاولون إخراج جلال الثائر من غرفة العمليات
وهو يصيح بصوت جهوري :لو مراتي حصلها حاجة مش هرحمكم....
قال احد الاطباء وهو يحاول إخراجه : ياجلال بيه اخرج خلينا نشوف شغلنا
امسك جلال بتلابيب الطبيب بغضب جحيمي اشتعل قلقا علي زوجته وهو يقول بصوت مخيف : هقتلك لو جرالها حاجة.. انت فاهم
تدخل بعض الاطباء والممرضين ولكن
كانت اللكمات من نصيب كل من يقترب منه
فاسرع شريف وادم تجاهه بقلق اهوج يحاولون تخليص الاطباء من يده....
قال ادم وهو يكتف كلتا يديه : اهدي ياجلال..... اهدي وسيبهم يشوفوا شغلهم
وهل يعرف كيف يهديء وحياته بالداخل يكاد يفقدها.... ضرب الحائط بقبضته عده مرات بقوة ليمسك شريف بيده التي كاد يكسر عظامها من قوة اصطدامها بالحائط : ..
اهدي يابني... هتبقي كويسة ان شاء الله...
دمعت عيونه وهو يتذكر كلماتها... خد بالك من زين...!
اختلع قلبه ومرت عليه الدقائق بطيئة للغاية وصورتها تجتاح اوصاله تمزقها لتتقافز دقات قلبه يتضرع لله ان يحفظها ولا يدع قلبه يذوق لوعه فراقها....!!
..........
عقد أمجد حاجبه وهو ينظر لاوراق دخول تلك الطفله المشفي ليعض علي شفتيه ويدرك مقدار الخطأ الذي ارتكبه.....!!
تردد لحظة قبل ان يتقدم من سالي التي كانت جالسة علي احد المقاعد بهذا الرواق الخالي اترفع راسها تري من صاحب تلك الخطوات التي تترد وسط هدوء المشفي قبيل الفجر لتجدة ذلك الطبيب البغيض...
حمحم قائلا بصوت رخيم : تسمحيلي اقعد
اندهشت من نبرته المهذبه لتشير له دون قول شئ....
جلس قائلا ; انا متأسف اني اتهمتك بالتقصير مكنتش، اعرف انها مش بنتك
التفتت اليه لتشتبك عيناها بتلك العيون الصافيه كأنهار العسل وهو يكمل بهدوء :انا متضايق من انفعالي عليكي وفعلا محرج اني ضايقتك بكلامي مع انك كنتي بتقدمي مساعده لطفله في ظروفها
هزت راسها بتفهم : مفيش مشكله...
ارتسما ابتسامه هادئة علي شفتيه وهو يمد يده اليها قائلا : انا أمجد دويدار
مدت يدها قائلة : وانا سالي
اكتفت باسمها تلك المرة فهي لم تعد تريد أن تكون سالي المهدي... بل امرأه ببداية جديدة كما يراها ذلك الطبيب كإنسان وليست مجرد شيطان بقلب اسود
لتقول ; هي دنيا حالتها اية؟
قال وهو يهز راسه : للأسف حالتها صعبه.... بدأ بشرح حاله الطفله لها بمهنيه ليكمل ; طبعا احتمال ان النوبه دي تتكرر وارد جدا بعد الإهمال الشديد في حالتها وأنها متعالجتش من الاول
: انا مكنتش اعرف حاجة عن حالتها والا كنت خليت دكتور يتابعها
قال بتفكير وهو يتطلع امامه : عموما هي لو عملت العمليه حالتها هتتحسن
قالت بابتسامه : فعلا؟
هز راسه : ايوة... بس طبعا العمليه بتبقي مكلفه جدا
قالت بحماس : مفيش مشكله انا هتكفل بكل المصاريف... بس حضرتك قولي اية الإجراءات
: تمام اتفضلي معايا مكتبي اقولك كل التفاصيل و الإجراءات
...........
....
... تنهد الطبيب براحة وخرج مسرعا يطمئن جلال الذي كان واضع راسه بين كفيه ييأس
..الحمد لله سيطرنا على النزيف
قال جلال بعدم تصديق : يعني.. يعني بقت كويسة
: اطمن ياجلال بيه الهانم حالتها استقرت وهننقلها غرفة عادية
قال جلال بسعاده : متشكر يادكتور...
قال ادم من بين أسنانه.... بعد اية بتشكره ....! الله يكسفك ضارب نص دكاترة البلد ..
التفت ادم لشريف الذي تنهد بسعاده قائلا ; خلي بالك ياعمي بسبب ابنك المستشفيات هتطردنا بعد كدة
قال شريف بابتسامه وهو يربت علي كتف ابنه : انا هروح اعتذر لمدير المستشفي وانت ادخل شوف مراتك.
..
..
......
ترددت سالي قليلا قبل ان تطلب رقم ابيها من هاتف المشفي : بابي..... انا سالي
قال شريف بلهفه : اية ياحبيبتي مالك؟
قالت سالي ; انا بكلمك من مستشفي....
قال شريف بقلق : اية اللي حصل ياسالي ... انتي كويسة ؟
: انا كويسة يابابي اطمن.... . بس ..
بس... لو سمحت كنت عاوزاك تبعتلي حد من حسابات الشركة...
شرحت له ماحدث ليقول بلا تردد :
حاضر ياسالي.... انا هبعتلك حالا وحيد يخلص معاكي كل حاجة
:متشكرة يابابي
لاحت ابتسامه علي وجهه شريف غير مصدق ان من تحدثت معه قبل قليل هي ابنته.. ،!
.......
...
ماان تقدم جلال من باب غرفة زاهي حتي تقابل بتلك الطبيبة التي كانت تعالج زاهي سابقا لتنظر اليه لحظة قبل ان تتحلى بالشجاعه قائلة : جلال بيه.... اسمحلي.. انت محتاج تتعالج
قال بصدمه ; نعم
قالت الطبيبه بجرأه : اللي سمعته....!
هزت كتفها وسارت وهي تتبرطم بخفوت : ايده سابقه عقله...
انفجر ادم ضاحكا وهو يري جلال يعض علي شفتيه بغيظ من تلك المرأه...
.......
جلست سالي الي مكتب أمجد تمليء تلك الأوراق الخاصه بحاله دنيا فأنسابت خصلات شعرها الاسود علي جانب وجهها مجتذبه عيون أمجد الذي تأمل جانب وجهها الفاتن تلك العيون ذات الاهداب الكثيفة وانفها الدقيق وجانب شفتيها الممتلئة.... ابعد عيناه وابتلع لعابة ينهر نفسه عن متابعه تأملها فالك اول مرة يفعلها فهو بعد وفاة زوجته قد اكتفي من جنس النساء ووهب نفسه للعمل.... وها قد مرت عليه السنوات وهو بتلك القناعه حتي ان عيناه لم تعد تميز وجهه او ملامح اي امرأه لتأتي هي تجتذب عيناه دون ارادته.... لقد كان ينتوي خنقها قبل ساعات ولم يكن يري ملامحها بينما الان وهي جالسه بهدوء اختطفت اهتمامه....
أعادت خصلات شعرها خلف اذنها ورفعت عيناها اليه لتختطف عيناه فكم هي جميلة تلك العيون التي تملكها تلك المرأه.....!!
ابتسامه هادئة ارتسمت علي شفتيها الورديه وهي تعطيه الأوراق قائلة : كدة دنيا هتقدر تعمل العملية
قال بعدم تركيز : ااه... اه طبعا.
هزت راسها واعتدلت واقفه ليختطف نظرة مطوله لها وكانه يحفظ ملامحها قبل ان تغادر.. طيب انا هستأذن
وجد نفسه يهب واقفا ; لو رايحة تطمني علي دنيا ... انا كمان رايح
هزت راسها ليشير لها بتهذيب لتتبعه....
ارتجفت شفتيها لحظة حينما وقفت امام ذلك الطبيب بالمصعد والتفت عيناها بعيناه لتتيارع أنفاسها لاتفهم سبب ماتشعر به كلما التقت عيناها بعيناه..... فتلك اول مرة تمر بمشاعر كتلك.... لاتعرف عنها شئ....! نظراته لها مختلفه عن مااعتادته من نظرات الإعجاب بها من الرجال حولها....
..........
حمحم أمجد قائلا ; انا مستعد اخصص يوم من كل أسبوع للأطفال في الملجأ افحصهم... عشان محدش يوصل لحاله دنيا
قالت بحماس : ياريت يادكتور... انا اتفاجئت ان المكان مفيش فيه غير دكتور واحد
..... انا كنت بفكر ان مجموعه دكاترة تشرف علي فحص الأطفال دول ونشوف حالتهم
قال بحماس مماثل : فعلا فكرة كويسة.... أمراض كتير لما بتتعالج في سن صغيرة بتكون افضل
: يبقي تساعدني انك ترشحلي افضل دكاترة متخصصه تتابع حاله الاولاد
: اكيد.....
اشتبكت عيناه بعيونها ليندفع ; انتي ملاك ياريت كل الناس كدة
انصدمت سالي بالحقيقه المتواريه خلف كلماته لتفيق وتعود لواقعها لتسخر قائلة : ملاك مرة واحدة....!!
متتخدعش يادكتور
لم يفهم شئ.... بينما توقف المصعد لتخرج سالي وتتوجه لغرفة دنيا وهو خلفها
........
...
حمل جلال طفلته بعيون لامعه من البكاء لتقول زاهي بابتسامه : جلال حبيبي.... مش لايق عليك الدموع
قبل جبينها قائلا بامتنان ;في لحظة زي دي الدموع حاجة بسيطة
فرت الدمعه من عيناه ليقول بصوت نادم ; سامحيني يازاهي اني مكنتش جنبك
نظرت لعيناه قائلة : وانت جنبي اهو ياحبيبي
قبل يدها قائلا : وهفضل طول عمري جنبك
ومش هسيب ايدك ابدا
قالت وهي تنظر لعيناه : وعد
قال بابتسامه : وعد ياحبيبتي
......
.....
في المساء
اجتمع في غرفتها الجميع لتهنئتها... ليجلس جلال علي طرف الفراش بجوارها يحمل طفلته ولايتوقف عن التطلع بوجهها البريء وجهه زاهي الذي لم تفارقة الابتسامه وهي تراه يحبها ويحنو عليها بتلك الطريقة :
قال ادم مشاكسا بمرح ; لا والله دلوقتي عاملي فيها حنين ولطيف...
نظر لزاهي واكمل : لعلمك بقي يازاهي جوزك ضرب نص دكاترة المستشفي
رفعت زاهي حاجبيها بعدم تصديق ليهز ادم راسه قائلا : ايوة... حتي اسأليه
قال جلال بغيظ : ماخلاص بقي ياسخيف...
التفتت اليه متساءلة :جلال انت عملت كدة فعلا؟
قال بابتسامه ; غصب عني ياحبيبتي كنت قلقان عليكي..
همس عاصم من بين أسنانه : لو كل واحد قلق علي مراته ضرب الدكتور مش هنلاقي دكاترة
ضحك كل من بالغرفة لتضع زاهي يدها فوق يد جلال وتنظر اليه ليقول جلال بابتسامه من بين أسنانه : انا هسكتله عشان خاطرك
قالت علياء وهي تحمل زينه : زي القمر يازاهي... شبهك
نظرت زاهي للطفله التي عاد جلال ليحملها قائلة : لا دي شبهه جلال
. ابتسم لها جلال ليقول شريف : فعلا
قال عامر وهو يهز راسه : للأسف
قال جلال : سكتي جوزك بدل مااقوم اغير ديكور وشه
ضحكت علياء قائلة : لا خلاص وعلي آلية
التفتت لنور قائلة : هتعرفوا امتي نوع البيبي يانور....
:كمان شهر
قال عاصم بابتسامه : انا نفسي في بنت وهسميها زاهي
قال جلال بغيظ وهو ينظر لزاهي ; شفتي بقي الاستفزاز ....
التفت لعاصم قائلا : وتسمي بنتك علي اسم مراتي ليه؟
قال عاصم وهو مستمتع باستفزاز جلال :الاسم عاجبني ياسيدي.... عندك مانع
: اه عندي...
تدخل شريف قائلا : سيبوها لوقتها ياولاد
قال عامر لزاهي بمرح : عاملين زي الضراير...
....... قال جلال بغيظ : شكلي هقوم اضربهم كلهم....
داعبت زاهي وجنته بابتسامه : اهدي ياحبيبي... عاصم بيهزر
قبل يدها والتفت إليهم قائلا : ... بقولكم اية متشكر اوي انكم جيتك ويلا بقي اتفضلوا عشان زاهي عاوزة ترتاح
.......
هدأ الوضع بعد انصراف الجميع وذهب جلال الي الحضانه ليطمئن علي ابنته وبالتاكيد ترك ابنه زين برعايه شريف الذي أصر ليعود بعدها لغرفتها... قالت زاهي حينما وجدته يوصد الباب ويتوجه ناحيتها :جلال حبيبي انت مش هتروح؟
هز راسه وخلع سترته وجلس بجوارها بارهاق : لا ياحبيبتي مش هسيبك.....
: هتتعب كدة..... انت هنا من بدري روح ارتاح وتعالي الصبح
هز راسه قائلا وقبل جبينها قائلا : . هنخرج سوا .. كلها يومين تلاته ونرجع بيتنا
ابتسمت له لتنظر عيناه لملامحها التي بدي عليها التعب الواضح فقد عانت كثيرا بولادتها ليقول بامتنان : حمد الله علي سلامتك ياعمري وحياتي ..
: الله يسلمك ياحبيبي
شبك يده بيدها لتسند راسها علي كتفه وهي تقول بسعاده :جلال..... انا بحبك اوي....اكتر من نفسي... أمسكت وجهه بين يديها الناعمه تنظر بعيناه قائلة : كنت خايفة اوي اموت واسيبك انت وزين
قبل راسها قائلا :بعد الشر عليكي ياروحي... يارب انا وانتي لا
: لا ياحبيبي متقولش كدة...... جلال ياحبيبي انا مقدرش، اعيش من غيرك ولا لحظة واحدة
: ولا انا يااغلي حاجة في حياتي....
وضعت راسها علي صدره ليحيطها بذراعه قائلا بمرح ; بس حلو موضوع السبع شهور ده.... تعرفي لو مشينا بالمعدل ده هتجيبيلي الخمس ولاد اللي انا عاوزهم بسرعه
رفعت حاجبيها بعدم تصديق : نعم..
هز راسه بابتسامه مشاكسه : اه... كل سبع شهور تجيبي واحد
ضحكت قائلة : انت ماصدقت صح
داعب انفها قائلا ; اه
: ومين قال بقي اني هجيب خمس ولاد
قال جلال ; انا
: لا ياحبيبي..... كدة كفاية اوي
: لا ياروحي مش كفاية....
داعب خصلات شعرها بيده واكمل : شوفي بقي.... شريف المهدي الكيان الضخم دده بني اسمه وامبراطوريته وسلمها لخمس رجاله انا وولاد عمى وانا بقي ناوي ان شاء الله اعمل اسم وامبراطوريه اكبر منه واسلمها لخمس رجاله... ولادي.!! .. والبرنسيس زينه دي بقي تبقي الدلع كله
ضحكت بنعومه : انت مجنون.... يعني كمان مقرر يكونوا ولاد
قال بحنان : ياروحي هاتيلي ولاد وبنات براحتك... ان شالله عشرة
: لا ياحبيبي بتحلم.... زين وزينه وكويس اوي كدة
قال بتحذير : يازوزو متستفزنيش...
ضحكت ليقبل راسها ويحيطها بذراعه لحظة قبل ان يقوم من مكانه ويحمل احد باقات الورد ليخرجها خارج الغرفة ويعود مجددا لتساله زاهي : بتعمل اية.. ؟
: مش عاجبني قلت اشيله من قدامك
ضحكت بنعومه فهي باقه الورد التي احضرها عاصم لتقول : بالعكس حلوة اوي
هز راسه : لا... مش حلو وريحته كمان مش حلوة....
ضحكت مجددا لتسند راسها علي كتفه قائلة :بس بجد ياجلال كبر دماغك شوية. مع عاصم....
: هو اللي بيستفزني
: علي فكرة هو طيب اوي
قال باقرار اندهشت له : عارف...
نظرت اليه ليكمل : ايوة ياستي عارف انه شهم وطيب ومحترم وده اللي غايظني
ابتسمت له قائلة : ياحبيبي ماانت كمان طيب وشهم ومحترم ووسيم ولطيف....
اتسعت ابتسامته لتكمل بحب ; ياحبيبي انا عمري مااقدر اشوف اي راجل غيرك..... اينعم يعني عصبي شوية... بس برضه بموت فيك وبحبك في كل حالاتك
: وانا بموت فيكي ياعمري....
: قوم بقي هات الورد
: لا الصبح هجيبلك محل ورد مش بوكية
...
.......
...
كما اتفق أمجد مع سالي مضي شهر وهو يمر علي المشفي يوم خصصه كل أسبوع للمتابعه الأطفال هو وبشعه أطباء أصدقاءه كعمل خيري لصالح الملجأ الذي أخذته سالي علي محمل الجد وبدات تعمل كثيرا علي تطويره وتقديم حياة افضل لهؤلاء الأطفال
..... تكررت اللقاءات بين سالي وامجد الذي استغرب كثيرا لصورتها التي أصبحت لا تفارق خياله بكل مرة يلتقي بها فيها.....!
سالي ايضا اصبحت تحب ذلك الطبيب وتحب الحديث معه وترتاح له كثيرا.... بدأت تشعر بسعاده وتغير واضح لحياتها التي امتلئت بطموح وخطط مستقبليه لهذا الدار وقد ساعدها شريف الذي احب مااصبحت عليه ابنته ليقدم لها كل العون.....
انتهى أمجد من مرورة علي هؤلاء الأطفال ليذهب الي مكتب سالي التي دعته لتناول القهوة برفقتها.....!!
لا يعرف لماذ شعر بتلك النغزة بقلبه حينما قامت سالي من مكتبها تركض لذلك الرجل الوسيم الذي اطل بهيئته لمكتبه وهي تهتف بابتسامه واسعه ... جلال...
قام أمجد من مقعده ووقف يحاول السيطرة علي ذلك الشعور السئ الذي انتابه ولايعرف كيفيه تفسيرة... قالت سالي :جلال...
اقدملك دكتور أمجد مسؤل عن برنامج رعاية الأطفال
مد دلال يده قائلا ; جلال المهدي....
لم يستطع أمجد منع ابتسامته العريضه التي ظهرت حينما عرف بهويه هذا الوسيم....
لاحظ جلال وجهها المرتاح عكس اخر مرة رآها بها حينما وضعها بهذا المكان لينظر اليها بعدم تصديق حينما قالت بصدق : مبروك علي البيبي
اومأ لها قاءلا : الله يبارك فيكي....
عاملة اية
الحمد لله.
: .. بابا بلغني باللي عملتيه للبنت...
ضحكت بخفه قائلة : وطبعا مكنتش مصدق
نظر اليها لتهز راسها : ولا انا كمان.... بس تعرف انت كان عندك حق لما حبتني هنا... انا عاملة زي الأطفال دي بالضبط بكتشف نفسي وحياتي لأول مرة.... بتعرف انا مين وعاوزة اية....
جلال.... نظر اليه لتقول بأسف : مفيش اعتذار ولا اي كلام ممكن يمحي ولو ذره صغيرة من اللي عملته.... بس... بس انت بالرغم من كل ده مسبتنيش ووقفت جنبي مع اني متستاهلش
فجأه ارتمت بين ذراعيه تبكي ; انت احن وأطيب اخ في الدنيا....ربنا يخليك ليا
ربت علي شعرها بحنان ومسح دموعها التي استغربت من نفسها كيف اصبح قلبها رهيف بتلك الدرجة لتقول وهي تغاير الموضوع : جلال... علي فكرة انا مش ملاك
ضحك بخفه قائلا ; عارف..... ومين قال انك كدة...
قالت بابتسامه : متتغرش بالعياط بتاعي .... انا لسة شريرة زي ماانا
ضحك قائلا ; واضح...
: طيب اية.... ؟ هتسيبي كدة
: عاوزة تسيبي الملجأ
; لا..... انا عاوزة اشوف ولادي
صمت بضع لحظات يفكر ثم قال
حاضر... بس متبقيش انانيه ياسالي وتاخديهم من عامر بعد مااقلم حياته هو وعلياء علي وجودهم
هما مش لعبه وقت ما تعوزيهم تاخديهم ووقت ماترميهم تسيبيهم
قالت بتعلثم : بس هما..
هز راسه قائلا ; عارف ولادك...
بس ولاد عامر كمان.... وهو اللي اهتم بيهم السنين دي....
اسمعي ياسالي الاول شوفي هتعملي اية في حياتك لغاية ماتستقري وبعدين نشوف موضوع الولاد وعموما عامر مش هيمانع ابدا تشوفيهم وقت ماتحبي....
..........
....
عاد وابتسامه واسعه مرتسمه علي وجهه... ششششش قالت زاهي وهي تشير لزينه التي غفت بصعوبه لينحني طابعا قبله علي راسها قبل ان يتوجه للاستحمام.... خرج ليجدها واقفة تصفف شعرها الامع ليقف خلفها طابعا قبله علي كتفها العاري قبل ان يرفع تلك الزهرة الرائعه امامها والمصنوعه من الأحجار النفيسة والتي علقت بسلسلة ذهبيه ثمينه.... الله حلوة اوي ياجلال.. علقها بصدرها قاءلا : مش احلي منك ياروح قلب جلال
..... حملها واتجه بها الي الفراش ليقبل شفتيها قبله عاصفه وهو يقول ; بكرة انا عاملك حفله بمناسبة سبوع البرنسيس زينه
....دي حفله girls only ليكي انتي انبسطي براحتك ياحياتي....
...... عاد أمجد لمنزله ليخلع سترته وقميصه ويتمدد علي الفراش بارهاق وعقله لايتوقف عن التفكير بها بطريقة أصبحت تزعجه خاصه حينما وقعت عيناه علي صورة نهي زوجته الراحلة ليعتدل جالسا ويمسك بالاطار الزجاجي الذي يحمل صورة للمراه الوحيده التي طالما تربعت علي عرش قلبه لينهر نفسه ان التفكير بها مجددا...!!
قال ادم بضيق وهو يتطلع حوله لهذا الحفل الذي أقامه جلال.... لقد انقسم لجزء خاص بالفتيات وتعالت منه أصوات الضحك والموسيقى بينما الجزاء الخاص بهم صامت والكل يتطلع للأخر.... اية ياجوجو الحفله الناشفه دي ؟
ضحك جلال قائلا : وعاوزها تطري ازاي
غمز ادم ; مش كنت جبت صافي ترقص ...
ضحك جلال قائلا :انت محرمتش.... لو نورا سمعتك هتخلي ليلتك سودا....
كانت زاهي بقمه السعاده بهذا الحفل الذي شعرت وكأن جلال يهديها لها لتسعد....
تعالت ضحكات الجميع فكل فتاه منهم تحتفل ايضا وليست فقط زاهي.... علياء بسعاده غامرة وهي وجدت الحب اخيرا برفقة زوج حنون كعامر.... نورا وقد داوي ادم جروح قلبها الذي حطمه بخيانتها.... نور وهبها الله هدية صبرها لحبها سنوات لعاصم الذي يستحق كل خير...
حتي ليلي تلك الصديقة التي ارسلها القدر في طريق زاهي لتقف بجوارها وكذلك مها ومي .....كانت ليلة جميلة سعد بها الجميع احتفالا بقدوم زينه الجميلة....!
...........
...
كانت ماتزال أصوات الاغاني تتردد في اذن زاهي التي عادت لغرفتها تدندنها بعد ان اطمانت علي أطفالها.... فتح جلال الباب بهدوء ليراها تتمايل وتدندن انغام تلك الأغنية....
التهبت حواسة وهو واقف يتأمل تمايل خصلات شعرها الطويل علي ظهرها الرشيق ليقترب منها بخطوات بطيئة مأخوذا بسحرها ...
شهقت حينما شعرت بيداه علي خصرها ... خضتني ياجلال
ضحك قائلا ; سلامتك ياقلب جلال
التفتت اليه بابتسامه زادت من جمال وجهها وهي تقول : مرسي ياحبيبي علي الحفله الحلوة دي....
: المهم انك مبسوطة ياروحي..
: مبسوطة اوي ياحبيبي.... تنهدت واسندت راسها علي صدره قائلة : كل حاجة في حياتي بقت زي الحلم الجميل
رفع ذقنها اليه وقبل طرف شفتيها : انتي بس احلمي وانا احققلك كل أحلامك..
: ربنا يخليك ليا ياحبيبي
قبل يديها قائلا بحنان : ويخليكي ليا ياروحي
ابتسمت له وعادت لتنظر لانعكاس صورتها بالمرأه وتتابع تصفيف شعرها لتلمع عيناه الراغبه بالشغف....
قالت زاهي بابتسامه : انت بتبصلي كدة ليه
: معجب..
: والله
دفن راسه بعنقها يقبل جانب عنقها قائلا :.. وحشتيني
: جلال بس بقي بطل قله ادب
أحاط خصرها بذراعيه وتابع طبع قبلاته علي جانب عنقها الناعم قائلا بانفاس راغبه : ماانا مبطل بقالي شهر ونص....
أفلتت ضحكتها قائلة : .... ده انت عاددهم
انحني ليحملها لتحيط عنقه بذراعيها ليقول بحب .. عاوز دايما اشوف ضحكتك الحلوة دي
نظرت بعيناه وهي تحيط عنقه بذراعيها قائلة :ضحكتي دي انت السبب فيها ياحبيبي...
: شفايفك اللي تجنن دي بقت عاوزة تتأكل علي الكلام الحلو ده
ضحكت ليلتقط شفتيها بين شفتيها يلتهمها بنهم جاذبا اياها لاحضانه لتحيط زاهي عنقه بذراعيه ليتمادي بقبلته وتمتد يداه لتتخلل خصلات شعرها الناعم يعبث بخصلات بينما يداه الاخري امتدت لتعبث بمنحنيات جسدها
الذي لايمل منه يستكشفة كل مرة وكانها اول مرة...كدت زاهي يدها تمررها بخصلات شعره لتلتهب مشاعره علي يد تلك الفاتنه التي اغمضت عيونها وتركته يسحبها
الي عالمه الخاص بلمساته السحرية التي اججت مشاعرها التي تعشقه.....
....
......
أسندت سالي راسها الي ظهر فراشها شاردة تفكر بأمجد الذي سيطر علي تفكيرها لتعترف اخيرا انها اشتاقت اليه.... لقد مضت بضعه اسابيع لم تراه فيهم حتي انه ارسل احد أصدقائه لفحص الأطفال الاسبوعي... تنهدت بثقل الهذه الدرجة لم يعد يريد ان يراها حينما وجد كلاهما ان شعوره متبادل بذلك الإعجاب...
لتتذكر حينما اعترف لها باعجابة وانجذابه لها لتهلع وتتوتر مشاعرها التي لأول مرة تشعر بتلك المشاعر التي جعلتها تخاف كثيرا ان يعرف امجد حقيقتها.... فهم أمجد يومها ارتباكها انه رفض لينسحب من حياتها نهائيا....!
في البداية ظنت ان هذا هو الصواب... فهو بكل الاحوال سيترك حياتها حينما يعرف كم هي انسانه عكس تماما التي يظنها... ولكن بمرور الايام ازدادت تلك الفجوة المريره بداخل قلبها اشتياقا له....!
قامت من مكانها وارتدت ملابسها بعد ان اتخذت قرارها...!!
.......
.... انتهى أمجد من مرورة المسائي، علي مرضاه ليعود الي مكتبه يدفن تفكيره وسط
العمل حتي لا يأخذه اليها..... كيف فكر من الأساس بشيء كهذا....!! امرأه مثلها بالتاكيد لن تقبل برجل مثله... مجرد طبيب وهي ابنه الملياردير شريف المهدي.....! ..
قاطع تفكيره تلك الطرقات علي الباب.... ادخل
أدارت سالي مقبض الباب وقفت تنظر اليه لحظة ليقوم من مقعده ببطء وتتقافز دقات قلبه اليه فكم اشتاق لهذا الوجه الجميل وتلك الابتسامه الفاتنه التي ارتسمت علي ثغرها الوردي... ممكن اخد من وقتك دقايق
سيطر علي انفعال مشاعره ليقول : اه طبعا اتفضلي ياسالي هانم
عقدت حاجبيها مردده : هانم...!...
نظر اليها لتندفع بصوت هاديء قائلة ; بقالك فترة مش بتجي الملجأ..
هز راسه وحاول ابعاد عيناه المشتاقه عن عيونها قائلا : ابدا بس كنت مشغول شوية...
: مشغول ولا مش، عاوز تشوفني
رفع عيناه اليها لتشتبك بعيونها بحرب من النظرات المشتاقه بين كلاهما الهبت حواسهما ليقول اخيرا ... مكنتش عاوز افرض نفسي عليكي اكتر من كدة
: انت لية بتقول كدة ياامجد .... ؟!
: عشان اتجرأت وفكرت فيكي من غير ماأحسب الفارق بينا.... قاطعته : فارق اية ياامجد.... لا طبعا انت غلطان لو فكرت كدة...
نظر اليها بتوجس : يعني انتي ممكن توافقي تربطي بواحد زي
: انت اللي تقبل واحدة زيي ياامجد....
فركت يدها وتابعت بتعلثم : أمجد انت متعرفش عني حاجة
نظر اليها بتساؤل قائلا : لو تقصدي موضوع طلاقك وولادك فالموضوع ده مش فارق معايا.... انا كل اللي يهمني انتي وبس وولادك هعاملهم زي ولادي... صدقيني....
قالت بثقل : أمجد انت متعرفش عني حاجة.... انا مش الست اللطيفه الحنينه الي شفتها بتنقذ طفلة يتيمه.... انا...
جلس في المقعد المقابل لها قائلا : مش عاوز اعرف غير اللي انا شايفه
سالي.. انا بعد مراتي الله يرحمها مفيش واحدة قدرت تدخل قلبي زي ماانتي عملتي
تنهدت بعذاب قائلة : عشان انت اتعرفت عليا في ظروف خلتك تشوفني ملاك ..... أمجد... انت لو عرفت انا عملت اية في حياتي ودمرت اد اية اقرب الناس ليا هتكرهني...
قطب جبينه ناظرا اليها لتخفض عيناها وتعض علي شفتيها بتوتر قبل ان تخبره بماضيها...!!
............
.....
فتح جلال عيناه بانزعاج علي صوت زاهي المنفعل .... قووم...
انتفض جالسا ينظر اليها بقلق ... اية ياحبيتي في أية مالك؟
قالت بغضب : في انك نايم ومريح دماغك وانا مش عارفة انام ساعتين علي بعض بسبب بنتك اللي مش مبطله عياط
قام من مكانه واتجه اليها ليحمل زينه من بين ذراعيها... طيب هاتيها واهدي بس وفهميني في أية... مالها زينه.. ؟
رفعها بين ذراعيه قائلا بدلال : البرنسيس زينه عامله دوشه ليه...
زفرت بغيظ حينما هدا بكاء الطفله لتقول : اهو كله بسببك.... انت تفضل شايلها وبتدلعها طول اليوم ومعايا انا ونعمه تصرخ وتعيط...
ابتسم لغيرتها من دلاله لصغيرته ليداعب وجنتها قائلا : احنا بنغير ولااية يازوزو ..
ابعدت يداه... اوعي كدة...
وضع صغيرته علي احدي ذراعيه واحتضن كتف زاهي بذراعه الاخري قائلا بحنان : تعالي بس واهدي ياروح قلبي....
نامت زينه بين ذراعي ابيها ليضعها بفراشها ويعود الي زاهي ليجذبها الي حضنه قائلا بحنان : مالك متعصبه لية..؟
نظرت اليه بجبين مقطب دون قول شئ
ليمرر يداه علي شعرها قائلا : مش عاوزة تقولي لجلال حبيبك اية اللي مضايقك
أحاط خصره بذراعيها قائلة : مفيش.... متزعلش مني اني اتنرفزت
قبل راسها قائلا : مقدرش ازعل منك ياروحي...
طيب تحبي اجيبلك شغاله تانية تساعدك مع نعمه
هزت راسها : لا..ياحبيبي
: شوفي اللي انتي عاوزاه يريحك
ازدادت يداها حول خصره قائلة : عاوزاك تبقي جنبي... انت مشغول اوي الفترة دي انا تقريبا مبقتش، اشوفك
: حقك عليا ياروحي.... الشغل كتير اوي الفترة دي... بس وعد مني هفضي نفسي عشانك...
.......
عقد أمجد حاجبيه واحتقان وجهه بالغضب هاتفا بسالي : اية اللي بتقوليه ده.... انتي ازاي متخيلة اني اقبل بحاجة زي دي
قالت بتعلثم : أمجد.. انا... انا مش قصدي.. قاطعها بحدة : اية اللي مش قصدك في ان الهانم عاوزة تصرف عليا
: انا مقصدتش كدة ابدا.... انا قلت نتشارك في مستشفي كبيرة انت بخبرتك.... قاطعها بغضب ; وانتي بفلوسك..... مش كدة
نظرت اليه ليطالعها بنظرات غاضبه ممزوجه بالخذلان.... طبعا انا مش لايق بأسم سالي هانم المهدي وعاوزة تقدمني لابوها اني صاحب مستشفي.....
قاطعته برجاء : أمجد لو سمحت مفيش داعي للي بتقوله ده.... انت عارف اني بحبك ومش بفكر كدة ابدا.... انت المفروض اكتر واحد عارف انا اتغيرت اد ايه
: عارف.... بس مش عارف انتي لية فكرتي في كدة
: عاوزة اريحك ونبني حياتنا
: انا مرتاح... وهبني حياة مناسبة تليق بينا.... سالي انا عارف انك اتعودتي علي مستوي حياة معين ومعايا هتتخلي عن حاجات كتير
بس انا مش هقبل ابدا اكون الراجل اللي مراته تصرف عليه.. فكري كويس قبل ماتاخدي قرار.....
: من غير ماافكر ياامجد... انا مش عاوزة في حياتي غيرك
...
نظر اليها شريف لحظة قبل ان يعقد حاجبيه قائلا : تتجوزي..!
هزت راسها : اه يابابي بعد اذنك.
قال باستنكار : عاوزاني أوافق ان بنت شريف المهدي تتجوز من دكتور معندوش غير مرتبه.. واكيد طمعان فيكي
نظرت لابيها بعدم تصديق لما نطق به ....
ليزجرها شريف : اية ياسالي ساكته لية... كلامي غلط
: ايوة يابابي.... أمجد انسان كويس وبيحبني وعمره ما هيكون طمعان زي ماحضرتك بتقول..
: وأية اللي خلاكي متأكدة كدة
زاغت عيونها لاتجد شئ قوله ان تحدث ابيها بمنطق الثروة...لتخبره بما حدث بينهما اخر مرة ليهز شريف راسه ويتأكد انها لم تعد سالي القديمه وأنها بالفعل تغيرت...
ليقوم شريف من مقعده وينظر اليها مطولا قبل ان يتنهد قائلا : اية احساسك وانتي مكان اخوكي... حاسة اد اية الثروة ملهاش قيمه قصاد اللي قلبك اختاره
نظرت الي ابيها الذي نظر مطولا لوجهها قائلا ... سالي ده اخر درس ليكي اطمنت انك اتعلمتيه ... الفلوس مهمه اه... بس مش كل حاجة.... العيلة اهم.... وطالما انتي واثقة من اختيارك ولو الراجل ده كويس ويسعدك ويستاهلك انا معنديش اي مانع تتجوزيه...
لاحت ابتسامه مهزوزة علي شفتيها : بجد يابابي...
: طبعا... حددي معاد اقابله واتكلم معاه
.........
...
تردد جلال قليلا قبل ان يقول لأبيه : تفتكر عامر هيقبل انها تتجوز...
: وفيها اية ياجلال ماهو اتجوز
..... حقها تبدأ هي كمان حياة جديدة... انا قابلت دكتور أمجد واتكلمت معاه وانا شخصيا موافق....
: تمام خلينا نتكلم مع عامر
.......
........
نظر عامر لوجهه علياء الذي لم تستطيع إخفاء ملامح الخزن منه ليقول : علياء انتي زعلانه
ظلت صامته ليكمل ; انتي عارفة ان كل اللي ضايقني في الموضوع ولادي مش سالي
عارفة ومقدرش ألومك بس انا انسانه وحقي ازعل لما الاقيك متضايق اوي كدة انها هتتجوز
: مش متضايق... بس... بس
التفتت اليه ; بس اية ياعامر... انت قلت انها مش فارقة معاك... زعلت ليه لما عرفت انها هتتجوز.... ولا غيران
هز راسه : لا طبعا.... انا.. انا بس بفكر في ولادي... وده حقي اعرف مين هيبقي مكاني...
هتفت بحدة : مفيش حد مكانك... سالي هتتجوز زي ماانت اتجوزت
: عليا افهميني.... انا كنت خايف علي ولادي وخصوصا انها عاوزاهم يعيشوا معاها لما تتجوز حقي اقلق من الراجل اللي هتتجوزة
الولاد متعلقين بيكي بس هي امهم...
ابعدت يداه عنها ونظرت اليه تتبسم صدقه ليقول : متزعليش مني.... غصب عني اعصابي فلتت لما عرفت انها هاتحوز بس عشان ولادي والله .. علياء انتي مكنتيش كدة
هتفت بحدة : وبقيت كدة... عشان بغير عليك
: عارف واسف اني ضايقتك
........
جذبها جلال لتجلس علي ساقه لتبعد يداه حول خصرها قائلة بغيظ : اوعي كدة ياجلال ...... مش كل شوية تضحك عليا لما اقولك علي موضوع الشغل
قال ببراءه : انا بضحك عليكي
: ايوة... واوعي كدة بقي... مش هتتضحك عليا زي كل مرة
أحاط ها بذراعه وداعب خصلات شعرها قائلا ;طيب هو انا بعمل اية
قالت بجبين مقطب : بتفضل تعمل كدة... وتضحك عليا
قال بمكر وهو يتطلع لوجهها الغاضب: كدة اللي هو اية..... ؟يعني مثلا باكل الشفايف الحلوة دي كدة
جل... ابتلع أعتراضها بين شفتيه التي تناولها بنهم هامسا : شششش
............
...
مر شهر ليحل ذلك اليوم الذي اقامت به مجموعه المهدي حفل ضخم احتفالا بذلك المشروع الخيري الضخم والذي ضم دار كبيرة للأيتام ومدرسة ومشفي ومجتمع متكامل للأطفال.....
طرقت زاهي بكعب حذاءها بخطوات غاضبه تسير الي جلال الواقف برفقه رجال الأعمال لتأخذه بعيدا هاتفه بعدم تصديق : اية اللي جاب دي هنا
نظر الي تلك الراقصة المشهورة التي حضرت الحفل قائلا ببراءه : جاية تشارك في العمل الخيري
ضيقت عيناها بغيظ : والله... رقاصه في حفله أطفال....
:وفيها اية.... دي حفله كبيرة وفيها ناس كتير من الوسط ده
غمز لها وقال بمرح ; انا قلت نفرفش
قالت بغيظ ; تفرفش....!!
ده انا هقتلك.... لولا أن احنا قدام الناس انا كنت وريتك علي العمله الزفت دي
.... اتفضل مشيها حالا
ضحك علي وجهها الغاضب لتزجرة زاهي طوال الحفل بنظرات الوعيد......
..........
.....
قال جلال بشماته لعاصم : مبروك ياعاصم.... عرفت انك هتجيب ولد
نظر اليه عاصم ليكمل بخبث : ابقي وريني هتسميه زاهي ازاي
تعالت ضحكات الجميع وقد أصبحت تلك الضحكات والأوقات السعيدة مايجمع تلك العائلة الكبيرة بكل لقاء.....
........
...
جذبها جلال الي صدره العاري ليمرر يداه برقة علي ظهرها بعد ان قضي ليلة ممتعه برفقتها لتقول زاهي : الا قولي ياجلال... اية مزاجك في الرقاصات
ضحك بصخب قائلا : هما اللي بيجروا ورايا
وكزته بصدره ; والله
; طبعا ياروحي... تنكري ان جوزك راجل وسيم والستات بتموت فيه...
وبعدين خايفة من ايه.... ماانتي عارفة اني بموت فيكي ومقدرش ابص لغيرك.....وخلاص تبنا الي الله.... سمعتنا راحت
قالت بغيظ : سمعتكوا.... يابتاع الراقصات
جذبها لتقع فوق صدره العريض قائلا بخبث وهو يدفن راسه بعنقها : طيب اية... مفيش رقصه...!
.....
قطعت الغرفة ذهابا وايابا تحدث نفسها
لا... لا مش معقول... حامل... ده انا بقيت أرنب...!
دخل جلال الغرفة ليعقد حاجبيه بدهشة متساءلا:... زاهي ياروحي انتي بتكلمي نفسك
قالت بغيظ : اه.. كله منك ومن عمايلك
قال بدهشة : وانا عملت اية..
مدت يدها اليه باختبار الحمل هاتفه بغضب : اتفضل...
.... انا حامل...... أرنب انا كل كام شهر ابقي حامل....
اجتاحت الابتسامه والسعاده وجهه : بجد ياحبيبتي ... مبروك
ابعدت يداه التي احتضنها بها : اوعي كدة
جذبها لحضنه قائلا : هو ده اللي مضايقك
قالت بغضب ; ايوة.... قلتلك اخد حبوب وانت مرضتش
جلس واجلسها علي ساقة بين ذراعيه ; ياروحي تعالي بس وبلاش نرفزة
: اوعي كدة وإياك تقربلي تاني
قال وهو يداعب وجنتها الحمراء : عارفة يازوزو... كنت فاكر ان الستات بتبالغ في موضوع الهرمونات
بس اكتشفت ان عندهم حق...
غمز لها وأضاف : بس هي بدأت بدري اوي معاكي...
لكمته بكتفه : طيب اوعي من قدامي بدل مااطلعها عليك........ وانت فارق معاك ايه
انا اللي كل كام شهر ابقي اد الفيل...
: احلي فيل
: اوعي مش هتضحك عليا
: طيب قوليلي بس اعمل اية عشان ارضيكي.. ياروحي انا مبسوط اوي انك حامل وعجاباني زعلانه لية بقي ....
مرر يداه علي خصلات شعرها بحنان قائلا ; طيب انتي مش كنتي عاوزة تشتغلي انا موافق
رفعت حاجبيها تتطلع آلية تتبين صدقه
ليهز راسه قائلا .. اه... نروح للدكتور نطمن عليكي وعلي البيبي ولو قال اوك انا معنديش مانع... المهم تبقي مبسوطة
.......
.....
....
النهاية
فاضل خاتمه.....!
اية رايكم عموما في الرواية
يارب تكون عجبتكم
اكتر اتنين حبيتوهم....!
.....
تابعة لقسم :
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك