مهووس بك الفصل التاسع والعشرون

1
: انا عاوزة اطلق منك وحالا... ولو معملتش كدة هموت نفسي... انت فاهم قالت كلماتها وأطلقت لدموعها العنان لتركض لغرفتها تبكي بقهر علي نفسها من قسوته.... بينما تسمر مكانه لحظة يري انهيار حياتهما كما يري انهيارها الان لتصفعه بالحقيقة بقوة وهو انه عجز عن فهمها وابعدها عنه ...... انه بالفعل من تسبب بكل هذا الدمار بحياتهما... الان فقط رأي جسامه خطأه بحقها... الان فقط اعترف بخطأة وادرك انه لن يحافظ عليها بحياته بالتحكم بها بل بحبها وحنانه عليها..... ألم يكفي ما عانته الليلة ليزيدها بجفاءه وقسوته عليها.... غبي بدلا من أخذها بين احضانه وطمأنتها.... غلطه بحقها فادح ولا يغتفر ولكن هل جاء اعترافه متأخرا... هل جاء بعد فوات الاوان وخسرها للأبد.... اسرع يركض خلفها ليدخل الي الغرفة..... حيث كانت تبكي بشدة وهي تضع ملابسها بعشوائية سريعه بتلك الحقيبه الكبيرة فهي لن تبقي معه لحظة اخري.. فلم تعد تحتمل المزيد .....! اسرع ناحيتها يقول برجاء .. لا... ياغزل امسك يدها يحاول ايقافها وقد تحطم كل غرورة ماان شعر بأنه سيفقدها ليقول باستجداء ... غزل.. حبيتي متسبنيش ... نزعت يدها من يده صارخه ببكاء : متقولش حبيبتي... انت مبتحبنيش اللي بيحب حد مش بيعذبه وانت مش بتعمل حاجة غير انك تعذبني...... انت مش شايفني ولا حاسس بيا... كل حاجة نفسك وبس... كل اللي بتفكر فيه أدهم زهران وبس إنما أنا لا... انا مجرد وسيله بتحقق بيها اللي انت عاوزة.... انا بنت عجبتك واتجوزتها وخلاص ... اخدتها من بيتها ومن حضن اخوها وحياتها الحلوة عشان ترميها في حياتك.... حياتك اللي كلها شك وغيرة وتحكم وانانية.... عيشتني في فيلا بملايين بس حدودي فيها الاوضه دي.... عندي عربيه خرافيه بس ممنوع اركبها..... دولابي مليان هدوم بس كلها تتلبس هنا في البيت ده.... دخلتني كليه بكام الف جنيه بس ممنوع اروح..... كل حاجة اديتهالي كان ليها تمن....حتي انت... برضه قربك مني له تمن... تقرب وتحبني وتخليني اسعد واحدة في الدنيا طول ماانا بسمع الكلام.... كلامك انت..! غير كدة بتبقي واحد تاني.... مسحت دموعها المنهمرة كالشلال بظهر يدها وتابعت بانهيار اكبر تلقي في وجهه كل مايجول بخاطرها بينما كان أدهم واقف مكانه عيناه زائغه وتلك الغصه بحلقه تؤلمه من كلامها الذي تعني كل حرف به ويوجعه قبل ان يوجعها لايستطيع النطق بحرف: غلطت لما خبيت عنك بس انت اللي وصلتني لكدة.... خلتني جبانه خفت اقولك وانا عمري ماكنت جبانه... خلتني واحدة تانية..... هددتني بأخويا وبأبني بتستخدم كل حاجة حلوة في حياتي عشان تضغط عليا.... سبت حياتي وأهلي عشانك وكنت راضيه عشان بحبك وعاوزاك تبقي مبسوط.. بس انت عمرك ماكنت راضي ولا مبسوط .. دايما بتحاول تحسسني ان اللي بعمله مش كفاية....... دايما شاكك في حبي ليك وحاسس اني ممكن اسيبك فبتحاول تسجني... مع انك مش محتاج تعمل كدة... عشان انا كنت بحبك وعمري ماهسيبك... كنت بحب أدهم اللي كان بيشوف غزل.... البنت اللي كان بيدور علي فرصة يتكلم معاها وبيتحجج باي حجة عشان يشوفها..... غزل اللي كنت بتبعت ليها ورد واللي سبت حفلتك ورحت بيتها في نص الليل.... غزل اللي من وقت مادخلت حياتها مكانتش شايفة حد غيرك... نظرت لعيناه بعيون باكية مزقت اوصاله وتابعت : بس بعد ما اتجوزنا خنقتني وخنقت حبي ليك.... كل مرة كنت بتشوف نفسك وبس من غير ماتراعي مشاعري كنت بتموت حبي ليك... هزت راسها بألم ووجع وهي تري كل ذكرياته الحلوة والتي تحولت لأخرى مره حزينه لتقول بغصه حلق مؤلمه : ياريتني ماشوفتك ولا قابلتك.... انا بكرهك ياادهم.... صرخ قلبه ماان استمع لتلك الكلمه التي لن يحملها بيوم من الايام كما هي فقد نطقها لسانها ولكن عيناها المتوجعه تخبره بمقدار حبها له والذي عذبها بقوة لم تعد تستطيع احتمالها.... بدون تفكير جذبها لاحضانه وقد لمعت الدموع بعيناه يكره نفسه لما اوصلها له.... هل كان غرورة يمنعه من رؤية انانيته التي فاقت الحدود... أكانت تحمل بداخلها كل هذا الوجع والألم وهو لايري انه أخطأ قال بصوت مخنتق وهو يشدد ذراعه حولها : وانا بحبك.... بحبك ياغزل ومقدرش اعيش من غيرك ولا لحظة.... حاولت ابعاده عنها وهي تهتف من بين دموعها : لا انت مبتحبنيش قال باصرار دافيء وهو يحاول إعادتها لحضنه : لا... بحبك....بحبك وعمري ماقصدت اعمل كل اللي بتقوليه.... مش انتي اللي تقولي انا انا بحبك ولا لا.... جايز اتصرفت بطريقة غلط بس ده مش معناه اني مبحبتكيش ابتعد قليلا ورفع وجهها اليه لينظر بعيناها بندم قاتل : انا اسف علي كل اللي عملته وعلي كل الوجع اللي خليتك تعيشيه....انا مقصدش منه أي حاجة وتهديدي بيوسف او سليم كان كلام...اي كلام بقوله من يأسي عشان متبعديش عني انا اسف... سامحيني ياغزل انا غلطت وغلطت كتير كمان بس ده كان غصب عني.... كنت بحبك بجنون وشايف ان بالطريقة دي بحافظ علي حبك ليا....مشاعري اترجمت غلط ووصلتني لرد الفعل ده انا عمري مااقدر اوجعك ولا حتي ازعلك....انا كنت هموت وانا بسمع من رمضان باللي حصل... خفت عليكي وخوفي خلاني اقول الكلام ده.... عاد ليقربها منه ويدفنها بين احضانه مجددا هامسا ببحه صوته الرجوليه : انا بحبك ياغزل وحياتي مبقاش ليها طعم غير لما دخلتي فيها .... علي قد ماانتي ندمانه انك دخلتي حياتي علي اد ماانا ندمان علي عمري اللي عشته قبل ماا اقابلك... اوجعتها كلماته وتالم قلبها بنبرة صوته الراجية التي لم تعهدها به وهو يقول : متبعديش عني.. انا مقدرش اعيش من غيرك.... اديني فرصه وانا هخليكي تسامحيني.... بس متسبنيش ياغزل... وحياة سليم عندك بلاش تمشي.. رفع عيناها الباكية ليمد انامله برقه يمسح دموعها : متعيطيش... دموعك دي غاليه عندي اوي ومكنتش اتخيل اني ابقي سبب فيها .....انا اسف.... ! هل نطقها اخيرا.... ؟! نطقها بكل هذا الندم والحزن..... تماوجت بحور عيناه القاتمه بضياع امامها.... تعرف انه يعني كل كلمه نطق بها وتعرف ان كل ماحدث بينهما لم يكن اكثر من سؤ تصرف منه بسبب طبعه الصعب... انحني نحوها لينظر بعيناها اكثر وهو يقول بتمني: انا مش راجل وحش ياغزل.... انا راجل مش مصدق ان واحدة زيك بتحبه.... راجل امه قالتله انه مينفعش يتحب غير عشان فلوسه وبس.... اتخدعت خمس سنين في واحدة استغلت اني عاوز طفل وقتها كان ممكن اتجوز عليها بس فضلت لآخر وقت مش عاوز اجرحها.....انا راجل فضل سنين يجرح ويوجع اكتر واحد بيحبه وبيخاف عليه في الدنيا وهو ابويا واكتشفت بالصدفه انه ميستاهلش معاملتي الوحشة ليه وانه مخنش امي.... هو كان زيي تاية وبيدور علي الحب نظرت بصدمه موجعه اليه وهو يخبرها بماحدث بينه وبين امه ليكمل بألم : غزل انا ضايع ومش عارف انت بعمل اية.... حتي يوسف اندفعت وظلمته بس ده غصب عني..... انا غصب عني ببعد وبجرح كل اللي الناس بتحبني بجد وبدفعهم تمن مالهمش ذنب فيه.... انهمرت دموعها بينما تستمع لنبرته التي يشوبها الحنو والضعف الذي لم تعهده به وهو يكمل :.انا دفعتك تمن غلطات امي و شيري وانتي مالكيش ذنب غير اني حبيتك ....انا يمكن قاسي ووحش واناني واخدتك من حياتك ورميتك في حياتي.. بس انتي اغلي عندي من حياتي وعمري ماهفرط فيكي ولااطلقك.... لو عاوزاني ابعد همشي ومش هتشوفي وشي بس بلاش طلاق... انا مستحيل اضيعك مني بعد مالقيتك.... انهي كلماته وانحني ناحيتها يقبل راسها مطولا ويمسح بانامله دموعها الغزيرة... هامسا : بحبك ....... ..... فتحت اروي عيونها بارهاق لتجد اسامه جالس، بجوارها ينظر اليها... قطبت جبينها بدهشة من نظراته المتأمله لها.. : اسامه.... في أية؟ مرر انامله برقة علي وجنتها قائلا : صباح الخير... مازالت مندهشة... اسامه انت كويس..؟ ابتسم لها قائلا بحب : كويس اوي اعتدلت جالسه تنظر الي نظراته بدهشة لينحني ناحيتها يلتقط شفتيها بين شفتيه يقبلها بنعومه.... بادلته قبلته ليحيط خصرها بذراعيه يقربها نحوه لتطول قبلتهم طويلا قبل ان تنظر اليه قائلة وهي تحيط عنقه بذراعيها : ياتري اية سبب الرومانسية دي الصبح كدة داعب وجنتها برقه قائلا : سببها ان شكل سيادتك حامل نظرت اليه بعيون متسعه قبل ان تخفض عيناها تجاه بطنها ثم تنظر اليه مجددا... حامل..!! هز راسه : لو انا عارف مراتي كويس يبقي هتطلعي حامل صمتت لحظة تستوعب كلماته ليبتسم لها :كل اللي بيحصلك ده من الحمل.... انا متأكد أشار للاختبار الذي وضعه بجوارها علي الكمود قائلا : اتاكدي... ابتسمت له واسرعت تاخذ الاختبار لتتاكد وهذا الرجل مازال يفاجئها بحبه لها.... حتي انه يعرفها اكثر من نفسها...... ....... ............ فتح أدهم عيناه حينما شعر باستيقاظ سليم ليرفع راس غزل برفق من فوق صدره ويضعها علي الوساده ليتسلل بهدوء من الفراش وهو يحمل الصغير الذي كان قد استيقظ..... انحني ناحيته ليحمله هامسا : شششش مش عاوزين نصحي مامي... نظر اليه الصغير بعيناه العسلية الجميلة والتي تشبه عيونها التي اكتسحت قلبه من اول نظرة ليدير راسه ناظرا اليها وهي نائمه بعد تلك الليلة الطويلة المرهقه والتي مازال لايصدق نهايتها فقد انخلع قلبه من بين ضلوعه حينما كان علي وشك ان يخسرها ولم يعد بيده فعل شئ فلا يستطيع اجبارها علي الحياة معه بعد كل ماقالته له وبعد كل ما فتحت عيونه عليه من اخطاءه.... ليسير بضع خطوات تجاه الباب وهو متاكد انه يخرج برا حياتها لولا صوتها الذي أوقف دقات قلبه حينما نطقت بأسمه : أدهم استدار ناحيتها ببطء يخشي كثيرا ماسيسمعه ليتبخر خوفه ماان نظرت لعيناه قائلة : متمشيش يالهي اممكن ان يكون قد توقف قلبه عن الخفقان بتلك اللحظة... لن تطرده خارج حياتها... ستسامحه وتعطيه فرصه... حسنا لن يتساءل.... وكل مافعله هو أنه وجد نفسه بلحظة يدفنها بين ضلوعه ويدفن وجهه بعنقها يستنشق رائحتها وكانها الحياة بالنسبة له... كان عناقه لها قوي لدرجة انها شعرت به يسحقها بين ذراعيه... تألمت من عناقه ولكنها كانت بحاجة للبقاء في حضنه كما هو بحاجة لاحتضانها بالضبط ليصمت كلاهما غارقين بهذا العناق الطويل الذي دام حينما نظر اليها بعيون راجيه طالبا منها ... ممكن تنامي في حضني... ليس بحاجة لان يسأل فهي بحاجة لحضنه مثله بالضبط لتنام براحة بعد كل هذا الجفاء والبعد بينهما..... ابتسم لها حينما هزت راسها ليقبل وجنتها بحنان قائلا بخفوت :هروح اجيب سليم واجي... العالم بالنسبه له لايعني شئ وهي وطفله بين ذراعيه يحيطهم بحماية وحنان لتدفن غزل نفسها بين ذراعيه رافضه اي تفكير سوي فكرة انها تحب هذا الرجل بكل مافيه ولم تعد تستطيع الإبتعاد عنه..... .. قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !