ورد فريد ... الواحد والثلاثون

14



 روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

مراااام ...

اسرعت مرام الي هاشم الذي كان ينفث النيران 

قالت بنبره هادئه :  نعم ياهاشم 

التفت لها بهجوم وسألها دون مقدمات :  هديل كانت تقصد ايه ..؟!

عقدت حاجبيها متظاهرة بعدم الفهم: هديل مين ...،؟!

أتقدت عيون هاشم بغضب : مرااام....

هزت مرام كتفيها بينما هوي قلبها بساقها وقد أدركت الان عواقب لعبتها الدنيئه لتقول : قصدي مش فاهمه... ايه اللي بتقوله ده ...؟! يعني ايه قصدها ايه 

هتف هاشم بنفاذ صبر : دخلت اوضتي ازاي 

توقع أنها ستكذب بالتأكيد وقد كانت لحظات قبل أن تقول وهي تهز كتفها متظاهرة بالدهشه : معرفش ....هي كانت في اوضتك ؟! 

زفر هاشم بغيظ ودفعها بطرف يده من أمامه ليتجه بخطوات غاضبه الي الشاشات التي تعرض تسجيل الكاميرات ...

ابتلعت رمقها مرام بتوتر بالغ. تفكر بأجابه مناسبه 

قال هاشم بحنق وهو يشير الي التسجيل حيث رأي مرام تتجه إليها وتتحدث معها : اهو ....واقفه بتتكلمي معاها ...كنتي بتقولي ليها ايه ؟! 

قالت مرام وهي ترمش بعيونها : هكون بقولها ايه ..قولتلها تستناك زي ما انت قولت .....

عقدت جبينها بتمثيل بينما بدأت تهدأ حينما لاحت تلك التقطيبه علي جبين هاشم لتتابع : انت بتقولهىت اوضتك ...

يبقي ام.دهلت تستناك 

زم هاشم شفتيه بغضب واضح : داخله تستناني وهي بتغير هدومها 

هزت مرام كتفها ونظرت له بخبث قائله : والله انا معرفش .....بس واضح انها فاهمه بتعمل ايه ..؟! 

اشتعلت حرائق بعيون هاشم من معني كلمات مرام لينفجر لها بصوت جهوري :  

اخرسي ....تعرفي تخرسي خالص

احتدت ملامح مرام لتقول :  

في ايه ياهاشم مالك ...انت بتزعقلي

هتف هاشم بغضب وهو يكور قبضته : 

في اني مش عاوز اشوف وشك هنا تاني 

انصدمت ملامح مرام التي رددت بعدم تصديق : انت بتطردني

اوما هاشم بعصبيه : اه اتفضلي برا 

مش عاوز اشوفك هنا تاني 

هتفت مرام بدفاع عن نفسها : ليه ياهاشم 

...كنت عملت ايه انا ....روح شوفها هي ....ابتعلت كلماتها أمام نظره هاشم الحارقه بينما كادت قبضته تكسر عظام ذراعها وهو يزجرها : حسك عينك تجيبي سيرتها علي لسانك .....

هتفت مرام بألم وهي تحاول تخليص ذراعها : طيب ياهاشم بس سيب دراعي

ترك ذراعها لتتقهقر للخلف بينما يقول بسخط : لمي حاجتك وبرا 

قالت مرام برجاء : هاشم انت عارف اني محتاجة للشغل مينفعش تطردني

زم شفتيه وتمسك بموقفه : يبقي كان الأولي تحافظي عليه 

قالت بدفاع مزيف عن نفسها : انا معملتش حاجة ....اصلا انا مالي ومالها 

هاشم رأسه بإصرار : لا عملتي ..جايز انا مش عارف انتي عملتي ايه ....بس متاكد انك دبرتي كل ده لهدف معين في دماغك 

حاولت إقناعه ولكنه لم يتراجع ....يدرك من مواقفها السابقه أنها بالتأكيد دبرت لها هذا الفخ ......


........


جثت هايدي علي ركبتيها وهي تمسك بجنبها تتلوي من الالم لتركض هاله بقلب لهيف علي صراخها وكذلك اخوتها  ....هايدي 

..هايدي مالك ياحبيتي 

التفتت هاله الي هديل  : كلمي فريد يلحقنا .....

اسرع فريد ينزل الدرج وخلفه ورد بنفس لحظة صعود دكتور عبد الحميد جارهم الذي أخبرهم بضرورة ذهاب هايدي للمشفي .....!!

.....

...

اسرعت فيروز الي غرفه خالد الذي كان يلقي نظره أخيرة الي هيئته قبل أن يتحرك الي منزل هايدي 

: خالد ..هايدي في المستشفي 

هوي قلب خالد بقدمه ليلتفت الي أخته بصدمه : بتقولي ايه ؟!

قالت فيروز بكلمات متلعثمه : هانيا اتصلت بيا دلوقتي وقالت لي ان هايدي تعبت فجاه ولازم تعمل عمليه الزائده 

اسرع خالد الي سيارته يقود بسرعه الي بينما البري أمامه من القلق عليها ....!! 

......

.....

تحرك فريد ذهابا وايابا في الرواق امام باب غرفه هايدي حيث يعانيها الأطباء بينما ظلت هاله وهاجر برفقتها وجلست هانيا وهديل و ورد جالسون بالخارج علي المقاعد الموجوده بالرواق......وضعت ورد رأسها بين يدها تحاول التحكم بتلك الغصه المؤلمه بحلقها وهي تتذكر صوت ندي  الذي مازال يتردد بأذنها ويخترق قلبها ...!!

بتلك اللحظة شاء القدر أن تسمع تلك المكالمه وخصوصا تلك الكلمات ....بتلك اللحظة التي أعلن فيها قلبها الغفران لخطيئته ترددت تلك الكلمات وكأنها إشارة لها  ....!!

نظر فريد بطرف عيناه الي ورد والتي واضح من ملامحها ما فهمته من تلك المكالمه ليحتقن وجهه بالغضب بينما كاد أن ينفجر وهو يفكر بمقدار العقاب الذي تلقاه بسبب خطأ واحد .....

تدمرت حياته بسبب هذا الخطأ ومهما حاول إصلاحه تأتي عاصفه اقوي مما قبلها وتهدم كل ما فعله ....!!

رفع فريد رأسه حينما وصل خالد الذي قال 

بقلب لهيف : هي فين ....طمني يافريد ؟! 

قال فريد وهو يشير الي الغرفه : بيجهوزها للعمليه 

قال بقلق : هي كويسه 

قال فريد بتمني ؛ أن شاء الله هتبقي كويسه 

اسرع خالد الي الغرفه ليوقفه فريد وكذلك الممرضه التي كانت تخرج من الغرفه : علي فين يااستاذ ؟!

قال خالد برجاء : هدخل اطمن عليها 

قالت الممرضه : هي بتجهز للعمليه مينفعش تتدخل لها 

..!!

...........

...

مسحت داليا دموعها ونظرت إلي خالتها قائله : انا غلطت  ياطنط ؟! 

قالت دريه بعقلانية : أيوة طبعا غلطتي .....ازاي تطلبي الطلاق ياداليا ...هو ده اللي اتفقنا عليه ؟!

عادت دموع داليا لتفيض من جديد بينما تقول بيأس : مقدرتش ياطنط ...صعب اوي اني احط قلبي ومشاعري وعقلي في تلاجه ....

ربتت دريه علي كتفها بحنان ؛ عارفه ياداليا ...بس ياحبيتي مكنش لازم تطلبي منه الطلاق 

هتفت داليا بانفعال  : امال اعمل ايه ....افضل مع واحد عمره ماحبني...

انفلتت الكلمات من فم دريه : ما كنتي فاضله معاه  ياداليا 

اهتزت نظرات داليا من مواجهه تلك الحقيقه التي حاولت دريه تخفيفها بينما تقول :   ياحبيتي مقصدتش...انا بس قصدي انك كنتي مع نائل طول الشهور دي وانتي عارفه طبعه ...وضعت يدها فوق يد داليا وتابعت بهدوء :   ...ياداليا انا متأكدة أن 

نائل بيحبك وان اللي اسمها ندي دي مجرد نزوة في حياته وهيفوق منها اول مايعرف حقيقتها 

ارتفعت زاويه فم داليا بسخرية مريرة بينما كان هذا نفس الكلام الذي جعلها توافق علي الزواج به ....الامل الزائف أنه يحبها ولكنه فقط مأخوذ بمرأه الحب العمياء بندي 

لتقول : لا ياطنط ....أنا مش هكذب علي نفسي اكتر من كدة بحاجة غير الواقع ....ندي سواء كويسه أو وحشه إلا أن نائل بيحبها بدليل أنه مترددش ثواني أنه يردها من غير حتي ما يفكر فيا ....هزت كتفها وتابعت بصوت مختنق بالدموع : ده غير أنها ام ابنه 

زمت دريه شفتيها بأسي من أجل تلك الفتاه التي لا يعرف ابنها قيمتها لتقول : ماهو انتي أن شاء الله هتكوني أم ولاده 

هزت داليا كتفيها : ربنا اكيد له حكمه اني محملش.. ..

نظرت إلي خالتها وقالت باستسلام: عشان نائل مش هيكون ليا 

قالت دريه بعقلانية : بطلي يأس  يا داليا و افهمي ...ندي عمرها ما حبت نائل انتي بتحبيه  ولازم تحاربي عشانه

رفعت عيونها إلي خالتها لتقول بإقرار : بحبه ....بس هو 

عمره ماحبني....احارب ليه عشان واحد عمره ما حبني 

..... !!


أوقفته الممرضه : مينفعش تتدخل يافندم ....

قال خالد برجاء : انا خطيبها ...هشوفها ثواني بس 

هزت الممرضه ليحاول خالد إقناعها بكافه الطرق 

ولكن تلك المراه الخمسينيه كانت لا تتزحزح لتقول اخيرا بينما ترفقت بحالته  : اسمع بقي ياحضره الضابط انت كدة معطلني ....خليني ادخل لها وهي كلها خمس دقائق وهتروح علي العمليات وهتشوفها ...ماشي 

نظر لها خالد لتتبسم له وتقول : أقف هناك مع اخواتها وهي طالعه 

بعد قليل خرج السرير النقال حيث رقدت فوقه هايدي وسارت بجوارها هاله تمسك بيدها ....اسرع فريد إليها ليضع يداه علي رأسها بحنان ...سلامتك ياحبيتي 

قالت بألم : الله يسلمك 

قفز خالد بجوارها ليمسك بيدها : سلامتك ياحبيتي  

ابتسمت هايدي له ولكن سرعان ما كان فريد يجذب يده بعيدا عن يدها مزمجرا : اتلم ياخالد 

قال خالد بمشاكسه : ما كنت هتلم وابقي خطيبها رسمي ...بس اعمل ايه في حظي الزفت 

نظر لعيون هايدي قائلا : ينفع كدة ...حبكت الزائده النهارده يعني ..ياعيني علي حظك ياخالد

حاولت هايدي الضحك ولكنها لم تستطيع من الالم لينظر لها خالد بحنان ويتجرا ليمد يداه تجاه شعرها : معلش ياحبيتي سلامتك 

انتفخ صدر فريد وزفر بضيق : ماتلم ايدك يا حضره الضابط بدل ما المها انا 

ضحك الجميع من بين قلقهم  ....اتجه الطبيب إليهم ليقول للتمريض : في ايه واقفين كدة ليه

...اتحركوا

اسرع خالد يوقفهم :  لا لا ...لحظة يادكتور 

التفت الطبيب إليه بدهشه : خير يافندم ...

المريضه لازم تدخل العمليات دلوقتي عشان الزائده 

قال خالد وهو يخرج تلك العلبه القطيفه من جيبه : معلش الزائده تستني ثواني ...

وسط دهشه الجميع كان يضع دبلته بيد هايدي التي نظرت له بوهن ولا تستطيع أن تضحك من قوه الالم ....أشار إلي أحدي الممرضات ...زغرطتي

لم تتواني تلك المراه عن إطلاق الزغاريد ليزجرها احدي الأطباء : ايه اللي بتعمليه ده ياعنايات ؟!

قالت المراه بخجل : حضرة الضابط قالي زغرطتي ومقدرش اقول لا ....

ابتسم خالد الي هايدي ومال ليقبل يدها ولكن صوت فريد أوقفه قبل أن يفعلها ....ايه يا خويا ...داخل بقلب اوي تبوس ..ارجع مكانك بدل ما تدخل تتخيط في العمليات اللي جنبها 

قال خالد بمشاكسه: ينفع ادخل معاها طيب 

زم فريد شفتيه ليتراجع خالد سريعا من أمامه .....!!

انقبض قلب فريد وغامت عيون هاله بالدموع ما ان دخلت هايدي خلف تلك الأبواب التي تقود الي غرفه العمليات ليسرع فريد إلي أمه يضمها إليه بحنان ويقبل راسها ...هتبقي كويسه ..أن شاء الله هتبقي كويسه 

تنهدت هاله : يارب 

أمسكت هديل بيد ورد لتتطمئن وبجوارهم تجلس هانيا تضع راسها علي كتفهم لتمر ساعه بطيئه علي الجميع .....بخطوات مسرعه كان اياد يلحق بهم بعد أن عرف من هاجر ....اتجه إلي فريد وخالد ثم وقف الي جواره هاجر ودون تفكير كان يحيطها بذراعه ويربت علي كتفها بحنان : متقلقيش هتبقي كويسه أن شاء الله

ظل واقف اياد ممسك بيد هاجر يطمئنها وكم احتاج فريد إليها بتلك اللحظة لتمسك بيده ولكنها كانت حاضره غائبه .....كانت جسد جالس معهم بلا روح ....!!

نظر فريد إليها ولكنها لم تنظر إليه ابدا ولو نظرة طوال تلك الساعه ....بعد قليل  كانت عائله خالد تلحق بهم ويخرج الطبيب ليطمئنهم أنها أصبحت بخير 

..........

.....

نظرت رهف الي والدتها بعيون مبهورة : ايه ده ياماما 

ابتسمت نشوي بحنان لابنتها وربتت علي شعرها بينما تفتح لها ذلك الكيس المليء بالحلويات التي لم تتذوقها من قبل ....ابتلعت رهف لعابها بشهيه وهي تنظر إلي تلك الحلوي لتبتسم لها والدتها قائله : كلي ياحبيتي ....

اسرعت رهف تفتح أحدي الشيكولاتات تتذوقها بنهم لتنظر نشوي بقلب معتصر لابنتها التي عاشت معها بهذا الفقر المؤلم ولم تتذمر يوما ..كانت دوما فتاه  مهذبه قنوعه لا تطلب منها أو تحملها فوق طاقتها ....لم تكن تطلب العاب مثل باقي الاطفال ولا تلك الحلوي حتي الطعام ترضي دوما بقليله.....شهدت كم كانت والدتها تتعذب من أجل حفنه اموال سرعان ما يستولي عليها ابيها منها لذا لم تكن يوما عبئا عليها .....

قالت رهف ببراءه وهي تمد يدها إليها بتلك الحلوي : خدي ياماما دوقي دي حلوة اوي

ربتت نشوي علي يدها بحنان : لا ياحبيتي كلي انتي بالهنا والشفا

قالت رهف بإصرار : عشان خاطري ...اصلا دول كتير اوي هيكفونا انا وانتي 

قبلت نشوي وجنتيها الناعمه قائله : كلهم عشانك يا حبيتي .....كلي اللي في نفسك والباقي شيليه لبكرة

أومات رهف بحماس لتقوم نشوي من جوارها وتتجه لاستبدال ملابسها فتوقفها كلمات ابنتها : الشغل الجديد بتاعك حلو اوي ياماما ....نظرت إلي والدتها وقالت بابتسامه : انا كنت بدعي ربنا دائما أن بابا يرجع عشان ترتاحي بس دلوقتي هدعي انك تفضلي في الشغل ده ابتلعت نشوي لعابها ببطء من كلمات ابنتها لتهز راسها راسها دون قولي شيء ....وقفت اسفل المياة البارده تستحم وتزيل إرهاق اليوم الذي يستحق ما دامت تري سعاده ابنتها والتي علي الفور تذكرت كلماتها ....كأي طفله أخبرتها أن ابيها سافر منذ زمن ودمت ما كانت تسال عنه 

حتي يأست وأدركت أنه لن يعود لتستسلم وتكف عن السؤال عنه .....أغلقت نشوي صنبور المياه القديم الذي أصدر صرير مزعج ليس أكثر من ازعاج أفكارها ..... لقد رأته اليوم بينما يصعد الي مكتبه المهيب بهيئته الكامله ووسط حاشيته من العمال والموظفين ....الا يفكر بها يوما أو بالمصير. الذي عاشته ؟!

سؤال لم تستطيع منع نفسها من سؤاله بينما تري دون إرادتها تلك الحياه التي يحياها بينما ابنته بالكاد تأمل بضع لقيمات ....لا تهتم لنفسها فقد حصلت علي نصيبها. انما ابنتها هي من تريد لها أن لا تعيش نفس الحياه ...ماذا سيفعل أن عرف أن له ابنه

اتسعت عيون نشوي بصدمه لهذا السؤال...هل كان هذا أثر كلام سعاد ....!! هزت راسها سريعا لا ...لايمكن أن يعرف شيء كهذا ...سبؤذي طفلتها ...فقط بالافلام يعترف الاب بابنته ويطلب العفو ..إنما في الواقع سيفعل المستحيل لتظل بالظلام الذي جائت منه .....!!

عكصت شعرها اعلي راسها واتجهت الي المطبخ لتعد الطعام لتتبعها زوجه ابيها ....

تهكمت بشفاه ملتويه : تو ما افتكرتي أن البيت في ناس عاوزة تأكل

كعادتها تجنبت اي شجار لتقول وهي تضع ذالك الاناء علي الموقد : معلش ....نص ساعه والاكل يكون جاهز 

خرجت شاديه وجلست علي الأريكة تتطلع الي زوجها البغيض وهو ينفث دخان سيجارته ككل مساء ......

وضعت نشوي الطعام أمامهم ونادت ابنتها 

: يلا يا رهوف...العشا ياحبيتي 

قالت رهف من خلف الباب حيث دخلت تستحم : حاضر ياماما ..بلبس

خرجت رهف ترتدي قميص قطني خفيف وتضع المنشفع فوق راسها المبلل لتقول والدتها وهي تفسح لها المجال : كلي يا حبيتي .

بدأت الفتاه البريئه تتناول طعامها دون أن تدرك تلك النظرات التي توجهت إليها من عيون تلك المراه ....!!

......

..


كانت ليله طويله حتي اطمأن الجميع  علي هايدي ...

بقيت هاله برفقتها وأخبرت فريد أن يعيد اخوته للمنزل وأخذ اياد هاجر وغادرو ....بينما بقي خالد في الاسفل جالس بكافيتريا المشفي ولم يذهب لمنزله 

.......

..

أوقف فريد سيارته أسفل المنزل اتكون ورد اول من تغادر بخطوات مسرعه ......ليتنهد فريد بتعب وهو يتطلع الي ما ينتظره ....

التفت إلي هديل التي كانت توقظ هانيا الغافيه بجوارها

ليقول : هديل  هاتي هدومك انتي وهانيا واطلعوا ناموا عندي ...عشان متباتوش لوحدكم

قالت هديل : مشتغلش بالك يافري  ... اطلع انت نام  شكلك تعبان جدا 

قال برفض : اسمعي الكلام ياهديل 

أومات هديل لتوقظ هانيا التي غادرت السيارة مترنحه من اثر النعاس ....

ما أن دخل فريد إلى المنزل ومنه الي غرفته حتي تفاجيء بورد تجمع ملابسها بعشوائيه بتلك الحقيبه ....اتسعت عيناه ليتجه ناحيتها :  ورد انتي بتعملي ايه ..؟!

ما أن اقترب حتي هتفت ورد بغضب : 

ابعد ايدك دي عني .....

تنهد بتعب حقيقي من كل ما يحدث بينهم ليقول برجاء : 

ورد  كفايه بقي واسمعيني .....قاطعته ورد بانفعال : 

هو فعلا كفايه....ولا متوقع يكون في بينا حاجة تاني بعد ما الحقيقه بانت 

نظر لها بعتاب : انتي ليه مش عاوزة تفهميني 

ألقت ورد تلك الملابس من يدها وانفجرت كل براكين غضبها التي كبحتها طوال الأيام الماضيه وانفجرت بعد تلك المكالمه :افهم ايه ....؟! 

نازل من عندها ..... افهم ايه اكتر من كدة 

امسك فريد بيدها يوقفها عن عصبيتها بينما. يقول بأقرار : اه كنت عندها ياورد .....روحت عشان اتجننت بعد ما عرفتي كل حاجة 

نظرت له بشك وعدم تصديق واضح لينظر لها بعتاب قائلا :  انا مش بكدب ياورد 

جذبت يدها من يده واشاحت بوجهها عنه قائله باتهام : كدبت قبل كدة 

نظر لها بعتاب دون قول شيء لتستدير ورد إليه وتندفع بسيل من الاتهامات : كذبت وخبيت وخونت .....

غص حلقها ولمعت الدموع بعيونها وهي تكمل بصوت ممزوج بالدموع : عارفه ان انا السبب انك تروح لها من البدايه عشان حطيتك في الوضع اللي كان بينا ....بس انت كمان في ايدك تعترض علي الوضع ده او علي الاقل كنت تقولي انك كنت مع غيري قبل ما تخليني احبك ....ازدادت الدموع انهمارا من عيونها بينما تتابع بعتاب قاسي : كنت لازم تقولي وانا اختار اقبل أو لا.... قبل ما تقولي افهميني افهمني انت وحس بيا ...افهم اد ايه انا مجروحه منك وفي نفس الوقت مش قادره اعترض .....تعالي صدرها صعودا وهبوطا وحجبت دموعها رؤيتها بينما تكمل : إنما أنت اناني فكرت في نفسك وبس  ....

اتسعت عيناه بعدم تصديق : انا اناني ياورد 

أزاحت كتل الدموع من عيونها وهتفت بانفعال : اناني وخاين وكداب

اهتزت نظراته التي طالعتها بعتاب ولوم بينما سلخته بتلك القسوة ليضغط علي قبضته وقد انفلت زمام أعصابه  ليقول :: ماشي ياورد ما دام بقت دي نظرتك ليا

..ضربت الغصه المؤلمه حلقها بينما تابع بنبره يائسه : ..انا معنديش كلام تاني ادافع بيه عن نفسي غير اللي قولته  انا اه ضعفت واتجوزتها بس وقتها مكنتيش انتي في حياتي ...ووقت ما صلحت غلطتي طلعتها برا حياتي وقفلت الصفحه دي وخبيتها عشانك قبل ما يكون عشاني ......انا عمري ما عملت حاجة غلط ولاحرام ولما روحت بيتها روحت عشان انتقم منها أنها دمرت اللي  بينا ... 

دي الصراحة..... عاوزة تصدقي صدقي .....عاوزة تهدي الي بينا بسبب الغلطه دي معنديش حاجة أقولها تمنعك طالما انتي مش مصدقاني .....

احتدت نظراته وهو يشير الي الحقيبه ويكمل بتحذير : 

بس تسيبي البيت لا .....فاهمه 

هتفت ورد باندفاع : طبعا ....خايف علي منظرك قدامهم 

زم شفتيه بسخط شديد ليهتف يوقفها عن التفوه بالمزيد من الغضب وافساد  حياتهم : اسكتي ياورد اسكتي 

هتفت ورد بعصبيه : هسكت ....بس افهم ان اللي بينا انتهي وان اللي مخليني باقيه في البيت ده هو جميلك اللي عملته معايا وبس ....!!

انصدمت ملامحه كما انصدمت ملامحها مما نطقت به لتسرع بخطواتها من أمامه بدلا من التراجع عما نطقت به ... فرك فريد وجهه المحتقن بقوة بينما لا يستوعب الحال الذي وصلت إليه حياتهم وسعادتهم التي انهارت تماما وعكر غبارها صفاء قلبهم .....ركضت ورد للحمام وأغلقت الباب خلفها وتركت لدموعها العنان وهي تضع يدها فوق فنها تكتم شهقاتها ...جرحته بقوة بسبب غيرتها الحارقه التي أشعلت النيران بكيانها ....لم تفكر في أي كلمه نطقت بها وكانت تلك النتيجه 


.....الفصل التالي

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

14 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. ابداع يا رونا كانها اول مره اقراها تعرفى انى حبيت مسلسل البدر اوى وسمعته بسبب فريد ووورد دومتى ودامت ابداعاتك رونا♥️

    ردحذف
  2. مبدعه كالعاده .يسلم ذوقك ❤

    ردحذف
  3. روايات كلها تحفه وجميله

    ردحذف
  4. جميلة جدا وتحفه
    بس الغيرة دي صعبة بتاكل ف الروح

    ردحذف
  5. تحفة تحفة يا رونا جميلة تسلم ايدك يا قلبي

    ردحذف
  6. بارت رائع تسلم ايدك حبيبتي

    ردحذف
  7. تحفه♥️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !