ورد فريد .... الثلاثون

17


 
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


همست هاجر بصوت خافت : معلش ياطنط....اكيد زين تعبك جدا 

قالت فريال بصوت حنون : فين التعب بس ياحبيتي ...ده عنيا من جوه 

ابتسمت هاجر بامتنان : مرسي ياطنط

قالت فريال بقلق : المهم ياحبيتي طمنيني علي اياد .....بقي كويس دلوقتي 

تعلثمت هاجر لتقول بارتباك : ااه... ااه بقي احسن ...

تنهدت فريال بارتياح لتقول : طيب الحمد لله ...انا مرضتش اتصل واقلقه امبارح عشان عارفه اياد لما بيجيله برد بيحب ينام كتيرر.... 

: ااااه ..اه ياطنط 

: هو لسه نايم ولا ايه ...؟! 

التفتت هاجر الي اياد الذي خرج لتوه من الاستحمام ووجهه منتشي بالسعاده لتقول هاجر بتعلثم : لا ..لا صاحي....لحظه اخلي حضرتك تكلميه

أبعدت الهاتف وهمست لاياد ...دي طنط فريال عاوزة تكلمك

اوما لها ومد يداه ليأخذ الهاتف لتهمس له : بس ابقي  

كح وانت بتكلمها

قطب جبينه بعدم فهم ...اكح  ؟!

أومات هاجر بتوتر ...اه كح كدة ؟...لم يفهم شيء لتقول بصوت خافت ..كح بس وانا هفهمك بعدين 

لم يفهم شيء ليأخذ الهاتف ...أيوة ياماما 

أشارت له هاجر وهي تمثل السعال وتهمس....كح

قالت فريال بلهفه : ايه ياحبيبي بقيت احسن دلوقتي ؟!

رفع اياد حاجبه يتطلع الي هاجر التي اندفعت الدماء لوجنتها بينما يقول بتساؤل: احسن ؟! ...

قالت فريال بلهفه وقلق : اه يااياد اتحسنت ولا لسه تعبان ....انا قولت لهاجر تخلي دكتور يشوفك احسن 

رفع حاجبه بعدم فهم بينما هاجر تنظر له بترقب : دكتور....؟!

بدأ يفهم من تعلثمها ليجاري والدته في الحديث ....

اغلق الهاتف بعد لحظات ونظر الي هاجر بانتظار تفسير لتمرر يدها في خصلات شعرها بتعلثم بينما تقول : ماهو ...ماهو .....اصل 

قال بنبره لم يخدعها هدؤها : ماهو ايه و اصل ايه ...؟!

خفضت عيناها وقالت باعتراف : ماهو اصل انا قولت لطنط انك تعبان وعندك برد عشان كدة مضطرة اسافر لك 

هذا ما توقعه بالاصل ....فهل كانت تتصرف كأي زوجه عاديه تسارف لزوجها 

... زم شفتيه بغيظ فمازالت تخجل من التصرف كزوجته أمام والدته ...فركت هاجر يدها بتوتر بينما تنظر إلي نظرات الغيظ بعيناه بترقب 

ليقول اياد وهو يقترب منها بخطوات متمهله ..بقي يعني انا تعبان وانتي جايه تاخدي بالك مني ...؟! 

أومات له هاجر وهي تهز كتفها : ماهو كنت هقول لها ايه ...؟!  

توقف امامها مباشرة لتتراجع هاجر خطوة للخلف حتي اصطدم ساقها بطرف الفراش خلفها 

ليقول اياد بغيظ من بين أسنانه : مفيش فايده فيكي ؟!

نظرت له بعيونها الجميله بينما تقول ببراءه ؛ وانا عملت ايه ...بليز متزعلش مني ....دي كدبه بيضا ....؟!

اقترب بوجهه منها لتحاول هاجر التراجع للخلف ولكنها سرعان ماتفقد توازنها وتكاد تقع علي الفراش خلفها لولا ذراع اياد التي سرعان ما أحاطت بخصرها وجذبها إليه ....وضعت هاجر يدها فوق صدره العاري بعفويه بينما عيناها تنظر لعيناه برجاء الا يغضب منها ....ليهمس اياد بمكر : لا حمرا ....!!

رفعت هاجر وجهها إليه باستفهام : ايه ؟!

لمع العبث والمكر بعيناه التي تتلكأ أمام شفتيها بينما يميل ناحيتها ويهمس بجوار أذنها ....عاوز ليله حمرا...؟!

التهب وجهها بالحمرة بينما سرت تلك الكهرباء بجسدها من أنفاسه الساخنه التي داعبت شحمه أذنها وهو يهمس بتلك الكلمات الجريئه مجددا : لو عاوزة تصالحيني ....عاوز ليله من اللي بسمع عنهم ....!!

عضت هاجر علي شفتيها بقوة من الخجل بينما لا تساعدها أوصالها المنصهره من قربه علي التحرك ...

لتحاول اخراج صوتها المتحشرج...اياااد

بعثرته نبرتها أكثر ليحرك أحدي يداه برقه علي طول ظهرها بينما ترك الأخري حول خصرها يقربها لصدره أكثر ليميل تجاه شفتيها ويطبق عليها بشفتيه وسرعان ما تشتعل النيران بجسده وجسدها الذائب بين ذراعيه ليتراجع بها اياد للخلف ويجثو فوقها دون أن يترك شفتيها من بين شفتيه .....!!


......


التفتت ورد له قائله وهي تتمسك بثباتها : لو سمحت متحطنيش في الموقف ده تاني 

قال ببراءه جعلت قلبها يتمزق من أجله : 

ورد غصب عني بدور علي أي فرصه اتكلم معاكي فيها ...!! 

رمشت بعيونها عده مرات تحاول استجماع ثباتها أمامه ولكنها فشلت في هذا لتترك العنان لدموعها ولا تخفي ماتشعر به بينما تهتف بصوت مختنق بالدموع : وانا مش قادرة اتكلم معاك .....مش قادره ابصلك وافتكر انك كنت بتكذب عليا طول الوقت 

قال بدفاع عن نفسه : مكدبتش عليكي 

قالت بانفعال من بين دموعها : مكدبتش عليا....!! 

قال فريد بجديه وهو يقترب منها خطوة : اه ياورد مكدبتش ...كل حاجه بينا  مرت علينا وعيشناها ..مشاعري ناحيتك واحساسي بيكي عمري ما كدبت فيه .....خبيت ...اه خبيت غلطتي عشان خوفت عليا وعليكي ...خوفت علي حياتنا اللي لسه بنبدأها مع بعض ...خوفت اكسرك وانتي يادوب كنتي بتحاولي تقفي علي رجلك ....عملت المستحيل عشان متعرفيش عشان خوفت ياورد اننا نقف قدام بعض في الموقف ده ... 

توجع قلبها بقوة من كلماته التي لامست قلبها المحترق بداخل صدرها ....

غص حلقها بينما تقول بعتاب : كنت ناوي تفضل مخبي عليا 

اوما فريد بدون تردد ليقول باعتراف : اه ....مكنش عندي اي شجاعه أقف قدامك واكون السبب في وجعك وجرحك زي ما انا واقف دلوقتي ....امسك بكتفها وجعلها تنظر إليه بينما يكمل باعتراف : اني اكون كداب وجبان في نظر نفسي واعيش كل يوم خايف انك تعرفي واموت  من الندم  أهون عليا من اني اكون سبب في وجعك ده ياورد.....!!

اعجزها عن النطق والتفكير وحتي التنفس بكلماته التي قالها بصدق وهو ينظر لعيونها التي فاضت بالدموع الصامته لحظات قبل أن تتعالي شهقاتها وهي تقول  بصوت باكي: الوجع اللي انا حاسه بيه

  ده من كتر ما انا بحبك .....!! 

هزت راسها ببكاء وتابعت تفيض بكل ماتشعر به: مش قادره اتخيل انك كنت مع واحده غيري وكمان مش قادره الومك عشان انا السبب انك تعمل كدة .....

هز راسه وقال برفق : لا ياورد ....بلاش تلومي نفسك علي اي حاجة .... قولتلك انا بس اللي غلطان ...انا اللي ضعفت قدامها

تفاجيء بها تصرخ  ما أن نطق بتلك الكلمه : هششش ....بسسس متجبيش سيرتها قدامي ....متقولش حاجة عنها 

صمت ونظر لها ليري اشتعال نيران الغيره بعيونها بينما تكمل بغضب شديد اشتعل ما أن نطق بتلك الكلمات التي ألهبت نيران الغيرة بقلبها ...

:  فكره انك كنت مع واحده غيري بتجنني.... بموت وانا بفكر انك كنت بتتكلم معاها زي ما بتتكلم معايا ....كنت عايش معاها زي ما انت عايش معايا . ..لمست واحده غيري ...عملت معاها كل حاجة بتعملها معايا .....كلمتها ضحكت معاها بوستها هزرت معاها ...

هز راسه قائلا في محاوله منه لتهدئتها : لا ياورد ...انتي حاجه وهي ولا حاجة 

صرخت به بغيرة ثارت كالبركان : قولتلك متتكلمش عنها بقي ...!!

لوحت بيدها بغضب امام وجهه بينما تكمل بانفعال شديد :  كل اللي بتقوله ده مش هيمحي من جوايا انك 

عشت مع واحده غيري ....واحده بكل بجاحه جت هنا قعدت في بيتي ....واحده كانت في كل فرصه تظهر قدامي وانا غبيه وعاميه مش شايفه ولا فاهمه أنها بتقولي ...انا بشاركك فيه 

فرك فريد وجهه بعصبيه بينما يفكر أنها أن ظلت تدور بتلك الدائرة لن يخرجا منها ابدا ...!!

يعرف أن كل غضبها منه غيره عليه ولكنه يؤكد لها انها الوحيده بقلبه وحياته فلماذا تظل تقترب من تلك النيران بدلا من إغلاق الباب امامها ....

ضغط بقوة علي اسنانه يحاول أن يتحكم باعصابه ليقول برفق : ورد ...حبيتي بصيلي واسمعيني 

...امسك بذقنها ورفع وجهها إليه ليقول بصدق وهو ينظر لعيونها : وحياتك عندي .... قلبي عمره مادق ولا شاف غيرك .....ندي دي مش اكتر من غلطه 

ما أن نطق بأسمها حتي ثار بركان غيرتها وسرت تلك الحمم بعروقها لتدفعه بعيدا عنها مزمجرة : غلطه عمري ما هسامحك عليها. 

اسرع خلفها لتدخل سريعا الي الغرفه وتصفق الباب بقوة وتوصده بالمفتاح 

.....ورد ..ورد ..ناداها فريد بصوت أجش وهو يحاول فتح مقبض الباب بنفاذ صبر ....افتحي الباب ياورد وخلينا نكمل كلامنا 

هتفت بعصبيه ؛ مش عاوزة اتكلم معاك 

قال بإصرار : لا هنتكلم ياورد .....افتحي الباب 

هتفت بعناد : مش فاتحه 

قال فريد بنفاذ صبر : لا هتفتحي ياورد وهنتكلم ونصفي اللي بينا ....انا اتاسفت ليكي واعترفت بغلطتي وقولتلك اني ندمان وانتي عارفه اني بحبك و ومقدرش علي زعلك 

يبقي خلاص ياورد.

فتحت الباب ورشقته بنظراتها الغاضبه : بالبساطه دي ...؟!.

نظر لها برجاء : هنصعبها ليه ياورد ....

نظرت في عيناه وقالت بعتاب قاسي : عشان هي صعبه .... ...وضعت اصبعها علي صدره ووكزته بطرفه وهي تكمل :  أني أعرف أن الراجل اللي بحبه كان متجوز غيري ومخبي عليا صعبه مش سهله ابدا ياسيادة المستشار ..!! 

......

هزت ندي ساقها بعصبيه بينما تضغط الهاتف تحاول الاتصال به من هذا الرقم الجديد ....ولكن بلا جدوي لتقذف الهاتف بعصبيه بجوارها وتهتف بغضب : رد بقي ....رد ....

لتتذكر ماحدث بعد نزول فريد من منزلها بينما تعالي رنين جرس الباب 

flash back 

لتتجه إليه تفتح فتجد ذلك الشاب امامها ...ودون أي مراوغه تفاجات به يسألها : سياده المستشار كان بيعمل ايه هنا !!

عقدت ندي جبينها بمفاجآه لتقول : افندم 

قال أمير ببرود وخبث : 

بسألك فريد كان هنا بيعمل ايه ...؟! 

قالت ندي بتأهب : مين حضرتك ..؟!

قال أمير ببرود : واحد سال سؤال ومستني اجابه 

توترت ندي ليقول امير وهو يحثها علي النطق مستغل توترها الواضح :  الاجابه 

قالت ندي بثبات : انا بشتغل مع سياده المستشار 

التوت شفاه امير بابتسامه خبيثه : وهو كل اللي بيشتغلوا مع سيادتك بتسقبليهم في بيتك ولا الشرف ده بس سياده المستشار اللي ناله 

احتقن وجهه ندي لتقول بحنق : أخرس واتفضل امشي من هنا بدل ما اطلب لك  الأمن 

قال أمير ببرود : اوك نطلب الأمن أو ممكن نطلب جوز حضرتك .....لاحت الصدمه بعيون ندي التي كادت تفقد وعيها من التوتر بينما رفع امير حاجبه وتابع بمكر : تحبي تتصلي ولا اتصل انا بيه 

هتفت من بين اسنانها : انت مين ؟!

قال امير بخبث: 

واحد عاوز يعرف فريد كان بيعمل ايه عندك بقاله نص ساعه 

زمت ندي شفتيها واستجمعت شجعاتها لتهتف به بوعيد : وانا واحده لو حالا ممشتش من قدامهم هتصوت وتلم 

عليك الناس ....وهعملك فضيحه فاهم 

........

....

نظر رائف بطرف عيناه الي امير الذي لم تفارق تلك الابتسامه وجهه منذ أن جاء قبل قليل ...نظر إلي أبيه الذي غرق بالنوم والي حنان الحاليه بجواره علي أحد المقاعد بالمشفي ليقوم من مكانه ويتجه يجلس بجوار امير علي تلك الاربطه الجلديه الموضوعه بالجانب بالغرفه الملحقه بغرفه ابيهم .....

همس رائف بفضول : ايه اللي مفرحك اوي كدة 

نظر إليه امير واتسعت ابتسامته بينما لم يستطيع اخفاء انتصاره ليقول : عرفت حاجة عن فريد هتقلب الموازين .....

اختطف انتباه رائف الذي استدار بكامل جسده الي امير قائلا بلهفه : عرفت ايه ؟!!

ضحك امير بمكر بينما يقول : البيه بيعط مع السكرتيره بتاعته 

اتسعت عيون رائف بعدم تصديق : وانت عرفت منين ؟!

أخبره امير بما حدث بينما راقب فريد هذا الصباح ليقول رائف بعدم تصديق : انت متاكد ؟!

قال أمير بخبث : خوف الست دي وتوترها مأكد ليا ...وبعدين هيكون رايح لها بيتها ليه ...

قال رائف بتفكير : مش عارف 

التفت امير اليه قائلا : انا عرفت من البواب أنها كانت مطلقه ورجعت لجوزها قريب وخليت الواد عوض يعرفني تحركاتها ... بس انا متاكد ان في بينهم حاجة. ..وهعرفها 

اوما رائف قائلا : اه ياامير....احنا لازم نرد له اللي عمله فينا 

ازداد احتقان وجهه رائف بينما يكمل : بنت الكلب اللي اسمها هناء اتفرعنت عليا بورقه الجواز 

نظر إليه امير بعدم اكتراث : انت مش قولت سكتها بقرشين 

اوما رائف قائلا : أه ...بس اللي زي دي محدش يضمنها 

قال أمير بخبث : يبقي لازم تأمن نفسك ..

ضيق رائف عيناه : ازاي ؟!

قال امير بمكر متظاهر بالتفكير : يعني امسك عليها أي حاجة ...نظر بطرف عيناه الي رائف قبل أن يقول بخبث  ..صورها معاك مثلا 

اتسعت عيون رائف بصدمه ليتظاهر امير بالبراءه : اهو فيديو تحط بيه لسانها جوه بوقها .......!!

........

....

ظل فريد يدور حول نفسه قاطع الغرفه ذهابا وإيابا ...تقطع اي طريق للصلح بينهم بينما تركت غيرتها تتحكم بكل تصرفاتها ....نظر بيأس الي باب غرفتها حيث بقيت رافضه اي محاوله منه الحديث ....يعرف أنه جرحها وأخطأ بحقها ولكن الا يشفع شيء له عندها لتسامح أو علي الاقل تعطيه فرصه ...!!

كان علي وشك أن يتجه الي غرفتها حينما تعالي رنين جرس الباب ....

وقفت هايدي أمام باب منزل أخيها الذي شغل عقلها طوال اليوم تفكر بأي شيء تساعده به ...

فتح فريد الباب لتنظر هايدي بتأثر الي ملامحه الحزينه ...همست له : ايه الاخبار

هز كتفه وتنهد بتعب حقيقي : مفيش فايده ....رافضه تسمع أي حاجة ...!!

قالت هايدي بتشجيع : معلش يافريد ..حقها .انت بس تعالي علي نفسك وحاول 

اوما لها لتقول : انا كنت عاوزة اقولك حاجة 

قال وهو يدخلها : قولي ياحبيتي 

قالت وهي تخطو الي البهو الواسع : خالد اتصل بيا ومصمم نننزل نشتري الدبل عشان بكرة مش عاوز يجي فاضي ...وكلام غريب كدة 

أخفت خجلها بينما تحاول التظاهر بالجديه : دماغه ناشفه وكل شويه يزن ..وانا حاولت أفهمه اننا بس هنتفق بكرة علي التفاصيل بس هو. ....

قاطعها فريد قائلا دون تفكير،: وماله ياهايدي ...خير البر عاجله ....اصلا احنا أن شاء الله مش هنختلف علي حاجة...

هزت كتفها : اه يافريد بس يعني ايه الاستعجال

ابتسم فريد قائلا : الراجل علي كلامه بيحب سيادتك من سنين ... يبقي فين الاستعجال 

احمرت وجنه هايدي ليبتسم فريد بحنان قائلا :   افرحي ياحبيتي وكفايه الوقت اللي ضاع منكم 

خفضت عيونها بخجل وفركت يدها ليقول فريد : انا معنديش مانع لو حابه تنزلي معاه تشتروا الدبل 

عضت علي شفتيها التي ارتسمت فوقها ابتسامتها الخجوله لتقول بتفكير  ..طيب ايه رايك تيجي معايا ؟!

نظر لها فريد لتقول بتشجيع : تعالي معانا انت وورد .....اهو فرصه تخرج من الحبسه دي ويمكن تحاول تتكلم معاها 

لمعت عيون فريد الذي قال بتردد : بس ...تفتكري هتوافق

قالت هايدي بصوت خفيض ... سيب ليا انا الموضوع ده ...انا هدخلها 

اوما فريد لينظر. الي أخته بامتنان ...قبل أن يقول : بس مش هتتضايقي انتي وخالد 

هزت راسها بابتسامه : لا طبعا 

..........

...جلست هانيا أمام تلك اللوحه تضع فوقها بعض الخطوط بينما شردت بتفكيرها في ماحدث هذا الصباح ...تتذكر كل مادارا بينهما ليخفق قلبها لخفقات جديده عليه لأول مرة .....ابتسامه خفيفه لمعت فوق شفتيها ماثلت ابتسامه هديل المتحمسه وهي تعقد شعرها ذيل حصان بعد أن انتهت من ارتداء ملابسها لتذهب الي الصاله الرياضيه 

: ما تيجي معايا يانونو!!

انتبهت هانيا من شرودها: ايه ؟!

قالت هديل وهي تغلق حقيبتها الرياضيه : بقولك ما تيجي معايا 

قالت هانيا باعتذار : معلش يادودو...عندي مذاكرة 

أومات هديل لتقول : ماشي ....هشوف ورد ...

.........

..حاولت ورد التهرب من هايدي ولكن هايدي لم تعطي لها الفرصه بينما قالت : طبعا فريد مش هيرضي اننا ننزل لوحدنا ففكرت انك لو نزلتي معانا مش هيعترض

نظرت ورد الي هايدي بحيرة نابعه من طيبه قلبها بينما لاتستطيع أن لا تقف بجوارها لتقول بتردد : هو جاي معانا 

قالت هايدي متظاهرة بالبراءه: مين ....فريد ؟!

أومات ورد لتقول هايدي بكذب : مش عارفه ....

زمت ورد شفتيها بتفكير بينما لاتريد أن تكسف هايدي وترد طلبها لتقول هايدي : ها قولتي ايه ؟! هتسبيني لوحدي

قالت ورد وهي تهز راسها : لا طبعا ....

ابتسمت هايدي بانتصار : يعني جايه معايا 

أومات ورد لتقول هايدي وهي تعتدل واقفه : طيب انا هنزل البس وانتي اجهزي 

أومات ورد لتنظر هايدي حولها لحظة قبل أن تقول باستدراك : ورد ....انتي قاعده في الأوضه دي ليه ...انتي متخانقه مع فريد 

ارتبكت ورد بينما اضطرت هايدي لتلك الملاحظة حتي تحاول فتح الحديث مع ورد التي هزت راسها سريعا بينما تقول : لا طبعا ...انا ...انا بس ...قصدي كنت برتب الأوضه هنا 

أومات هايدي وابتسمت لها وهي تغادر ليزداد تقديرها وحبها لتلك الفتاه التي لم تتحدث أو تهز صورة اخيها بعيونها ....

اسرع فريد تجاه هايدي ما ان خرجت من الغرفه ليهمس : قالت لك ايه ؟!

قالت هايدي بابتسامه : وافقت ..خفضت صوتها بينما تابعت : انزل علي اخر لحظة عشان تحطها قدام الأمر الواقع 

عقد فريد حاجبيه باستجهان : هي قالتلك مش عاوزاني اجي معاكم 

هزت هايدي راسها سريعا : مقالتش حاجة.  .... انا بس بقول كدة احسن 

اوما فريد لتنزل هايدي ويتجه هو الي الداخل.  ..... سحبت ورد نفس مطولا وهي تسحب سريعا ملابسها من الخزانه وتتجه الي الغرفه الأخري قبل أن يراها ولكنه سرعان ما كان يقف أمامها ويقطع عليها الطريق ناظرا الي عيونها برجاء 

: وردتي ...انا اسف 

خفضت عيناه سريعا من أمام عيناه وتمسكت بثباتها كما تمسكت بتلك الملابس بين يدها وهي تقول : بعد اذنك عشان متأخرش علي هايدي ...

تنهد بنفاذ صبر من عنادها .....علي الاقل تعطيه فرصه لارضاءها ..

..........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

ابتسم هاشم بينما تلاشت ابتسامه مرام وهي تري هديل تدخل الي الصاله الرياضيه ....اتجه ناحيتها لاغي كل محاولات عقله أن يبتعد بعد أن صدت محاولته هذا الصباح ...ابتسم حينما توقف امامها قائلا : 

اتاخرتي ..؟!

هزت كتفها بابتسامه هي الأخري قائله : 

معلش كان عندنا احتفال علي الغدا ونمت ولسه صاحيه من ساعه 

نظر لها باستفهام : خير 

قالت بعفوية :  فريد بقي رئيس نيابه 

اتسعت ابتسامه ليقول : مبروك 

ابتسمت له : الله يبارك فيك

طالت نظراته لها لتتوتر أطرافها ويغزو الخجل اوصالها فتقول بتعلثم : نبدا التمرين 

اهتزت نظرات هاشم الذي ارتبك وهو يسحب عيناه من فوقها قائلا بتعلثم : اوك .....اتفضلي غيري هدومك وهستناكي هناك

اعتاظت مرام ولاتنكر من رؤيتها لهديل واقفه برفقه هاشم الذي ابدي اهتمام واضح بها طوال التمرين .....ظلت مسلطه نظراتها عليهم بينما هديل كانت كمن غرق بشبر مياه أمام اهتمامه الواضح ليبدو خجلها منه صد من ناحيتها بينما تتهرب بعيونها وحديثها 

.... حاول هاشم التحكم في نفسه بينما يري منها صد واضح كلما حاول فتح حديث معها 

: انا كدة ممكن اسالك عن شويه ادويه 

نظرت له هديل باستفهام ليقول بينما يحاول فتح اي حديث بينهم واستغل دراستها ليسألها عن عده ادويه وفيتامينات خاصه بمهنته

لتقول هديل وهي تتهرب منه دون إرادتها بينما لاتعرف حقا ماذا تفعل حينما وضعت بهذا الموقف بينما تراه يحاول التقرب إليها ....

هزت كتفها قائله وهي تحاول استدعاء كل معلوماتها الطبيه التي انمحت من ذاكرتها بتلك اللحظة 

: طيب فين الادويه دي ....اشوفها واقولك ..؟!

ابتسم هاشم قائلا : في مكتبي ....ايه رايك تيجي معايا تشوفيهم بنفسك ...

ارتبكت هديل قائله : والتمرين 

ليقول هاشم بينما ظن أنه تسرع : يعني ...قصدي لما تخلصي تمرين 

أومات هديل التي تسارعت دقات قلبها بقوة بينما تتوقع أنه سيحاول التحدث معها بشأن إعجابه بها ....اتسعت ابتسامتها الخجوله تفكر بهذا السيناريو ليقول هاشم وهو 

يشير لها:  اعملي عشر عدات من كل وضع وهرجعلك تاني 

أومات بابتسامه : تمام 

ابتسم وهو يحاول أن يبعد تفكيره أنها تصده .....

اتجه لمتابعه بعض المتدربين لتشرد هديل بتفكيرها وتحاول ضبط أنفاسها وهي تحدث نفسها ( واضح أن هانيا عندها حق وأنه فعلا معجب بيا ....) 

.........

...نظر هاشم بنفاذ صبر الي اخر متدربين بينما يفكر ويرتب حديثه الذي سيتحدث به إليها ...فليدخل الي صلب الموضوع مباشرة ويخبرها أنه معجب بها .....نعم لا ينكر أنها لا تفارق تفكيره طوال الفتره الماضيه ....أنها فتاه مختلفه ...شخصيه فريده طيبه القلب خفيفه الظل مهذبه مع جمال من نوع خاص ...ذلك الجمال الذي ينبع من داخلها ....

زفر بضيق ما أن رأي ماهر صديقه المسؤل عن حساباته خل من الباب ويتجه إليه ليقول: لا مش وقتك خالص ياماهر خلينا بكرة 

هز ماهر رأسه:  مفيش بكرة يا برنس ....لازم اقفل معاك الحسابات النهارده عشان الصبح بدري اروح البنك اقفل قسط القرض 

تنهد هاشم باستسلام قائلا : تمام تعالي علي المكتب

قال ماهر ...لا تعالي نقعد تحت في العربيه عشان عاوز اشرب سيجارة وعارف انك مش هترضي أدخن في مكتبك 

اوما هاشم قائلا : طيب تعالي ....

قال ماهر وهو يعطي مرام هاتفه : حطي ده في الشاحن يامرام 

اومات لتسأل وهي تراه يغادر برفقه ماهر  : انا هتروح ياهاشم

هز هاشم رأسه قائلا : لا ...نازل ربع ساعه مع ماهر وراجع 

أومات ليقول : لو الاتيه هديل خلصت خليها تستناني مش هتأخر ...

حاولت مرام اخفاء استنكارها لما قاله لتقول بملامح باردة : اوك ياهاشم 

.......

..جلس خالد بسيارته أسفل منزل هايدي في انتظار نزولها ليمسك هاتفه يبحث عن أحدي الاغاني الرومانسيه التي سرعان ما انبعثت ألحانها من كاسيت سيارته ....

صعدت هايدي الي ورد التي خرجت من الغرفه وفتخت لها الباب 

قالت هايدي بابتسامه : خلصتي ياورد

اوما ورد قائله : اه هجيب شنطتي 

خرجت من الغرفه وهي تمسك بحقيبتها لتتفاجيء بفريد واقف برفقه هايدي ...تغيرت ملامح وجهها حينما أدركت أنه سيرافقهم ولكنها لم تقل شيء ......نظرت له بغيظ بينما يتعمد الامساك بيدها لدي خروجهم من المصعد 

وهاهو يستغل الفرص يحاول التأثير عليها....

صافح خالد الذي استأذنه أن تركب هايدي معه بسيارته ولم يمانع فريد ليكون وحده مع ورد .....وضع تلك الاغنيه التي سرعان ما جعلت صدرها يجيش بهذا الحنين والذكريات لتلك الليله التي صارحها فيها بحبه لها .....كان فريد طوال الطريق لايترك لحظة لا ينظر إلي ملامح وجهها الجانبيه بها ....حاولت ورد الثبات علي جبينها المقطب بالرغم من اللين الذي بدأ يداعب قلبها له وهو يذكرها بطريق غير مباشر بذكرياتهم سويا ...!!

........

....

جلس ايهم في  شرفه منزل أبيه الواسعه المطله علي البحر مباشرة وغرق بذكرياته ....لم يحظي في مراهقات أو شبابه بقصه حب كما حال أصدقاءه وهو لم يفكر بهذا الأمر مطولا بينما يدرك أن الحب هو مجرد شيء خيالي يحلم به المراهقين ...ليتزوج بمنال ابنه عمه عن اقتناع أن ما بينهم زواج كامل الاركان بإعجاب منه ورغبه في حياه مستقره ....لم يفهم يوما تذمرها من عدم حبه لها بينما كان يقدم لها ما باستطاعته من حياه مريحه هادئه .... !! اكتملت تلك الحياه بوجوده صغيره بينهما وقد ظن أنه وصل لاقصي درجات الاستقرار بينما لم يستقر يوما في وجود تلك العواصف التي تثيرها 

زوجته ....دوما ما تخبره أنه لا يحبها مثلما تحبه وهو حقا عجز عن فهم ما تريده وحاول إعطاؤه لها .. قلل سفره وازاد من وقته الذي يقضيه معها ومع ابنه ولكنها لم ترضي بينما تري كل الاهتمام بطفله ....تلك الغيره التي لم يفهمها يوما ولم يستوعبها كانت بدايه هذا الاعصار الذي ضرب حياتهم .....وهي لم تتوقف عن اثاره المزيد من العواصف باندفاعها وطيشها واستفزاز هدوءه بكافه الطرق ....لم تكف عن الخروج وقضاء اغلب الوقت برفقه أصدقائها دون ادني اهتمام بطفلها الصغير....لم تكف عن ترك الطفل ينال كل وقعه اسوء مما قبلها غير مباليه بتحذيراته ....شجار بلا توقف ....عناد واندفاع وتهور واستفزاز انهي علي حياتهم التي ظل هو متمسك بها من أجل طفله والتي انتهت بانتهاء حياه هذا الطفل ....!! 

فرك ايهم وجهه يبعد تلك الذكريات من رأسه ...فما مضي قد مضي ...فليفكر في القادم ...!!

انتبه ايهم لنفسه بينما ترددت تلك الكلمه بعقله ... القادم ...؟! 

ليتساءل منذ متي. هو يفكر بالقادم ..!؛

لتداعب صورتها خياله ويخرج صوت خفيض من بين سراديب عقله يخبره بالإجابة ....منذ أن دخلت تلك الفتاه حياته بفضوليتها المحببه ..!!

.......

...

بسعاده كانت هاله تتحدث مع هاجر : انا مش مصدقه ياهاجر أن اختك هتتجوز

..الحمد لله ربنا جبر بخاطرها بواحد زي خالد 

قالت هاجر بسعاده : الحمد لله ياماما 

قالت هاله متنهده بامتنان : واخوكي اترقي كمان 

ابتسمت هاجر : اه ياماما انا واياد باركناله

قالت هاله : عقبال ما ربنا يكرمه هو وورد ببيبي 

: يارب ياماما 

قالت هاله : وبجمله الدعاء ..ربنا يكرم هديل باريس ابن حلال وينجح هانيا 

ضحكت هاجر : يعني جت علي هانيا 

قالت هاله بمرح : ما انا دعيت لها تنجح 

: والعريس 

قالت هاله ضاحكه : الشهاده الاول 

شهقت هاجر بينما شعرت بأنفاس اياد الساخنه تلفح عنقها بينما أحاط بظهرها لتحاول أبعاده ولكنه يستغل فرصه حديثها مع والدتها ....عضت هاجر علي شفتيها بينما شفتاه تلامس عنقها ويحركها فوق جلدها برقه دون أن يقبلها لتسري الكهرباء بجسدها ....

: الصبح بقي عدي عليا ياهاحر عشان محتاجاكي في كذا حاجة 

تعلثمت هاجر بينما تقول : بس الصبح مش هينفع ياماما 

سالتها هاله : ليه ياحبيتي وراكي حاجة ...؟!

قالت هاجر بحرج : اصل..اصل انا في البحر الاحمر مع اياد عشان كان تعبان وهنرجع علي العصر

توقفت شفاه اياد عن مداعبه عنقها ليرفع رأسه وينظر إليها بغيظ فتنظر له هاجر برجاء ....

قالت هاله بقلق : تعبان ؟!

: دور برد بسيط 

زم اياد شفتيه ينظر لها بوعيد قبل أن يجذبها إليه ويضع رأسه بعنقها بتلك القبله الحاره ...تسارعت انفاس هاجر بينما شتت انتباهها ولم تستمع لكلمه من كلام والدتها التي قالت اخيرا : خدوا بالكم من نفسكم ياهاجر 

: ماشي ياماما ...سلام ياحبيتي 

أغلقت الهاتف وسرعان ما فتحت فمها لتعترض علي ما يفعله ولكن شفتاه ابتلعت شفتيها ولم يسمح لها بنطق شيء ....!!


......

أشار فريد الي خالد قائلا : ادخلوا انتوا اشتروا اللي انتوا عاوزينه وانا وورد هنتمشي شويه 

اوما خالد بدون تردد : اوك ...لما نخلص هكلمك 

اوما فريد وامسك بيد ورد وسار بها بضع خطوات في هذا المول التجاري الضخم ...حاولت ورد سحب يدها من يده ولكنه لم يسمح لها لتزجره : ممكن تسيب ايدي 

هز فريد رأسه : لا 

قالت بحنق : ليه ؟! 

قالت بسماجه متعمده : عشان انت عاوز امسك ايدك ياوردتي 

ابتلعت رمقها ببطء بينما يداه تداعب يدها برقه بينما فريد لن يترك فرصه الا ويحاول مراضتها

ليدخل بها الي أحدي محلات الساعات الشهيره ويطلب من البائعه مجموعه لتختار منها

نظرت له ورد وقالت بخفوت : مش عاوزة حاجه!

قال بإصرار وهو ينظر إلي تلك الساعات الباهظه : بس انا عاوز اجيبلك 

مد يداه الي أحد الساعات ذات الذوق الراقي ليأخذ يدها ويضعها فوق معصمها ويتطلع لها بابتسامه : حلوة اوي ياورد

قالت الفتاه : فعلا شيك جدا

اوما فريد قائلا : هناخدها

اتجهت الفتاه لتغلف الساعه لورد التي قالت من بين اسنانها : برضه مش هسامحك

ابتسم لها مؤكدا : هتسامحيني 

رفعت رأسها بكبرياء : بتحلم ...!!

ظل يحاول مراضتها بكلماته وهمساته ولمساته وتلك الهدايا التي لا يتوقف عن جلبها إليها ولكنها تمسكت بموقفها ....ليس بتلك البساطه تنسي وتسامح ....لتزجر قلبها الذي ذاب كعادته أمامه ( بطل دق احسنلك وانتي ياورد افتكري أنه اتجوز عليكي ....مش خناقه علي مصروف البيت عشان تخلص بهديه )

انتبه فريد لها بينما تحدث نفسها وهم جالسون الي هذا المطعم الأنيق الذي دعاها إليه : بتقولي حاجة ياحبيتي 

قالت بحنق دون تفكير : اه ..بقول لقلبي يبطل هبل 

نظر لها ولن يستطيع منع ضحكته ....مهما تفعل وثتور إلا أن قلبها الابيض البريء يتغلب علي كل تصرفاتها 

شاكسها بينما بدأ يلمح الطريق للسماح والذي مؤكد سيتعين قليلا للوصول إليه ولكنه راضي 

: ومين قال أن قلبك اهبل ...انتي قلبك ابيض وطيبه 

نظرت له بحنق :  اسمها هبله 

هز راسه. ونظر لعيونها قائلا : لا طبعا ...وضع يده فوق يدها وتابع بحب : اسمها بتحبيني 

أبعدت عيناها عن عيناه وسحبت يدها من اسفل يده متهكمه : عاوزني اسامحك بعد ما اتجوزت عليا وتقولي مش هبله 

هز فريد رأسه بيأس : ليه مصممه تعذبيني ياورد ..؟!

نظرت إلي عيناه بعتاب : انا اللي عذبتك برضه

........

...

كانت دقات قلبه تتراقص بين ضلوعه بينما تقيس هايدي تلك الدبله الذهبيه التي اختارتها ليبتسم لها : مبروك ياحبيتي ...

ابتسمت هايدي بخجل ليقول للبائع : وريني الطقم ده 

نظرت هايدي الي ذلك الطقم الذهبي الذي وضعه البائع أمامهم والذي يحمل تلك الماركه الشهيرة للذهب 

قال خالد : ايه رايك ياحبيتي 

قالت هايدي : حلو 

قال بابتسامه للبائع : هناخده 

هزت هايدي راسها توقفه : لا ياخالد مالوش داعي 

قال خالد : ليه ياحبيتي دي شبكتك

هزت راسها : لا طبعا ده كتير اوي 

امسك بيدها قائلا : مفيش حاجة كتير عليكي ...

....

.......

اراح امير ورائف أبيهم علي فراشه لدي عودتهم للمنزل ليهتف خيري بأنفاس متقطعه : الواد السافل 

ده مش عاوز اشوف وشه في البيت

هتفت حنان باستنكار : هتطرد ابنك ياخيري 

قال خيري بغضب : بعد عملته لا ابني ولا اعرفه

قالت حنان برجاء : عشان خاطري سامحه ياخيري وانت هخليه يروح يبوس علي رأس عمته

زجرها خيري باشمئزاز: اياك بهوب ناحيه اختي 

....والكلام مش هكرره ..برا يعني برا ...وانتي كمان برا ومتدخليش الاوضه الا لما انادي عليكي ......نظر لها بغضب وتبرطم : معرفتيش تربي ..!!

تدخل رائف ليقول : حاضر يابابا ...ارتاح انت بس 

خرجت حنان مع اولادها لتقول بأسي وهي تتهاوي علي الاريكه : شفتوا ابوكوا بيعمل فيا ايه 

قال أمير وهو يربت علي كتف والدته : معلش ياماما ..

كام يوم ويهدي 

قال رائف ببرود : انا هاخد مازن يقعد في اي حته 

قال أمير : لا سيبه انا هاخده شقتي

التفتت له حنان بتساؤل : شقتك

قال أمير باستدراك : اه ياماما ...اصلي اشتريت شقه 

قالت حنان متنهده: يب خد بالك من اخوك 

اوما لها ليقول رائف : انا رايح المصنع 

قالت حنان : رائف .....هنعمل ايه مع الناس اللي اديناهم كلمه

لوي رائف شفتيه : احنا في ايه ولا ايه 

قالت حنان بجديه : عارفه ياابني بس ام ريهام اتصلت بيا وبتسألني احنا لسه عند كلامنا ولا لا وطبعا مفيشحاجه خاتم الا لما ابوك يقوم بالسلامه 

قال بتسويف' ان شاء الله 

.........

...

احتدت ملامح نائل بينما يقول : تتطلقي ؟!

قالت داليا وهي تشيح بوجهها : اه يا نائل ...اللي بينا انتهي 

أحتقن وجهه بينما يقول بعدم تفكير متهكما: وحبك ليا اللي كنتي دائما بتتكلمي عنه ....خلاص هو كمان 

انصدمت ملامح داليا لتلتفت له بحده : حبي ليك .....انت اصلا ليك عين تسأل 

احتدت نبرتها بينما تابعت : حب ايه اللي بتسال عنه بعد ما خونتني

: انا مخونتكيش

لا تصدق أنه بالفعل لايري أنه اقترف اي خطا لتقول بانفال شديد : امال جوازك عليا ده ايه لو مكانش خيانه .....

حاول الدفاع عن نفسه : انا رجعت أم ابني لعصمتي 

ضحكت داليا بمراره تخفي انكسار قلبها : ياااه وانا اللي ظلمتك وقولت انك خونتني

نظر نائل لنبرتها التي سرعان ما تحولت من السخريه الي الجديه بينما لمعت الدموع بعيونها : مراتك وحبيتك وام ابنك ....دول حياتك اللي انا ماليش مكان فيها 

عقد حاجبيه بجديه : ليه ياداليا ..

لا انتي اول واخر واحده يكون جوزها متجوز غيرها 

هزت راسها وتركت تلك الدمعه تنساب من عيونها : من غير ليه يا نائل ....الكلام بينا خلص 

لو سمحت طلقني 

نظر لها بغضب لتكمل وهي تتجه لغرفتها : ولغايه ما تطلقني ياريت متجيش البيت ده تاني 

......

أنهت هديل تمرينها لتوقف تلك الإله وتنزل من فوقها وبانهاك تضع تلك المنشفه حول عنقها وترفع زجاجه المياه الي شفتيها .....

اتجهت هديل الي خارج الصاله الرياضيه وهي تتلفت بعيونها بحثا عنه ....احتقن وجهه مرام التي رأت نظرات هديل وتذكرت كلام هاشم ان تنتظره 

اتجهت مرام الي هديل لتقول ببرود :  

خلصتي يا انسه 

قالت هديل ببرود مماثل وهي تجفف عرقها بالمنشفه : خير ؟!

قالت مرام : بسألك خلصتي ولا لسه 

: فارق معاكي في ايه اخلص ولا لا 

قالت مرام ببرود : فارق معايا تخلص علشان الناس عاوزة امشي 

تلفتت هديل حولها لتري أن الجميع انصرفوا فتقول بتردد وهي تتذكر كلماته أنه يريد التحدث إليها  

لتقول : هو هاشم .... قصدي كابتن هاشم فين 

قالت مرام بغل : مشي 

تعلثمت هديل لتقول وهي تشيح بوجهها عن مرام : تمام هغير هدومي وامشي

أومات مرام واتجهت الي مكانها لتلمح علي شاشه المراقبه صعود هاشم الدرج .....زمت شفتيها بحنق وسرعان ما كانت بغل تتجه الي هديل التي سارت باتجاه تلك الغرف المخصصه للفتيات لاستبدال ملابسهم ..: استني 

التفتت هديل لها بتساؤل .... بينما فكرت مرام بفكره خبيثه وهي تقول : لحظة 

: ايه 

قالت مرام وهي تشير الي الجهه الأخري : ادخلي اللوكر هناك 

اندهشت هديل لتقول :  اشمعني 

قالت مرام وهي تحيط صدرها بيدها :  عشان اللوكر ده بيتنضف.......هزت كتفها وتابعت ببرود :: وبعدين  اصلا مفيش حد في الجيم غيرك ..

علي مضض لعدم اختلاق مشكله سحبت هديل حقيبتها ودخلت الي الجهه التي أشارت إليها لتبتسم مرام بخبث وتسرع الي مكانها بنفس لحظة وصول هاشم ......تلفت حوله بجبين مقطب حينما رأي الصاله خاليه : مفيش حد ؟!

هزت مرام راسها ليقول : هديل مشيت

هزت كتفها متظاهرة بالجهل :  تقريبا مشيت 

عقد حاجبيه: انا مش قولتلك تخليها تستني 

هزت مرام كتفها : مشفتهاش لما مشيت ياهاشم 


دخلت هديل الي اخر غرفه بالممر وهي تتلفت حولها بقلق من الدخول الي هذا المكان ولكنها اطمانت قليلا حينما لم تجد أحد ......لتدخل وتغلق الباب وتبدأ باستبدال ملابسها ..... فهم هاشم أنها تتجنبه لذا انصرفت دون انتظاره .....اتجه الي ذلك الممر حيث غرفته بأخره 

ليخلع تيشرته بحنق وهو يسير الي غرفته التي دخلها بعفويه ولم يظن أن أحد بداخلها ....... صرخت هديل ما أن انفتح الباب ....لتتجمد اقدام هاشم مكانه بصدمه......!!!

نظرت مرام بخبث الي ماهر الذي كان يأخذ هاتفه لتقول : تقريبا هاشم كان عاوزك 

عقد حاجبيه بتساؤل : عاوزني في ايه 

هزت كتفها : مش عارفه. .. ......هو دخل اوضته ....روح له 

صرخت هديل وهي تجذب ملابسها سريعا بأيدي مرتجفه تخفي بها جسدها بينما 

ارتبك هاشم من الصدمه ولم يعرف ماذا تفعل بغرفته ....بنفس اللحظة كان ماهر يقطع الممر 

: هاشم 

بسرعه استدار الشاب وتوقف مكانه بعد ان لمح هاشم بنصفه العلوي عاري و لمح وجود فتاه بالغرفه

صرخ هاشم :  برا ياماهر 

صاح ماهر باعتذار وهو يغادر سريعا :: اسف والله مااعرف أن معاك حد 

دفعت هديل هاشم الذي كان يوليها ظهره بقوة من باب الغرفه وصفقت الباب مزمجرة :  سافل ... حيوان ...!!

تلجم لسان هاشم الذي نظر حوله يبحث عن التيشيرت الخاص به والذي وقع مع يده بالغرفه ليظل واقف بالممر بانتظارها وهو لا يفهم ماذا تفعل بغرفته ...ليغمض عيناه بغضب شديد علي هذا الموقف الذي فهمه ماهر ....

بسرعه ارتدت هديل ملابسها بينما تمول وجهها لكتله ناريه لاتصدق هذا الحقير...

هل جعل مرام تدخلها الي غرفته التي نظرت بشك في انحاءها بحثا عن كاميرا ولكنها لم تجد شيء ...


هل أساءت فمهم بينما هو بلا اخلاق بتلك الدرجه ....لتتذكر دعوته لها لمكتبه ...غبيه ...غبيه وبسهوله وثقتي فيه

...ازاي اصلا تفكري أنه ممكن يبصلك...

تلاقيه بيتسلي

تذكرت كلام ذلك الشاب ( اسف معرفش أن معاك حد ) ...!! ماذا فهم ذلك الشاب بينما رأهم بهذا الوضع 

......!! خرجت بخطوات ساخطه لتتفاجيء به واقف بهذا المنظر ...


اسرع ناحيتها ما أن رآها ...هديل 

صرخت بحنق ما أن رأته ...مكانك ياحيوان ياسافل 

اتسعت عيناه بصدمه ..انا 

هتفت بغضب شديد : أيوة انت والبنت بتاعتك ...قسما بالله لو قربت مني خطوة هقتلك 

تسمر هاشم مكانه هاتفا بانفعال : ايه اللي بتقوليه ده .....اصلا ايه اللي دخلك اوضتي ؟!

قالت هديل بهجوم : اسال السافله الاي قاعده برا 

رمقته بنظرات محتقره واسرعت تغادر لتدفعه بقوة من امامها بينما كان واقف مكانه لا يفهم شيء ليتقبل دفعها له دون مقاومه لحظة قبل أن يندفع الي مرام  .... نظرت لها هديل باحتقار بينما تغادر المكان بخطي غاضبه 

...........

...

اسرع فريد ليضع قدمه قبل أن توصد ورد الباب ..ورد استني ...

رفعت ورد عيناها إليه وهمت بالهروب لتأتيها النجده بصوت جرس الباب ....بحنق اتجه فريد ليفتح 

ليجد.هديل التي حاولت أن تبدو طبيعيه :: ورد نامت 

فتح فمه ليتحدث لتظهر ورد خلفه : لا ياهديل ....تعالي 

نظر فريد لها بغيظ لتتجاهله وتنظر الي هديل التي قالت وهي تحاول اخفاء دموعها بينما هي بأمس الحاجه أن تتحدث مع أحد عما حدث لذا استبدلت ملابسها واسرعت الي ورد 

: مش جايلي نوم ...قولت أقعد معاكي شويه

أومات ورد وقادتها الي غرفه المعيشه ليجلسا سويا .....بحنق دخل فريد الي غرفته وخلع ملابسه بينما ترك أخته برفقتها 

....بهمس ممزوج بدموعها اخبرت هديل ورد بما حدث...!!


....

جلس نائل ومدد ساقه فوق الطاوله بينما يحرق سجائرة بحنق شديد لتقول ندي بنعومه وهي تمرر يدها فوق عضلاته صدره الظاهرة من فتحه قميصه : مالك ياحبيبي ...حاجة مضيقاك

سحب نائل نفس كم سيجارته : لا ابدا 

مالت عليه باغواء بينما كشفت ملابسها عن جسدها بسخاء : مفيش ازاي وانت قاعد مكشر كدة .....هي داليا اتخانقت معاك 

تحت تأثير ما تفعله وجد نفسه يخبرها بما حدث لتقول بتأثر زائف : لا اوعي يا نائل تسمع كلامها وتطلقها

نظر إليها نائل باستفهام : مش عاوزاني أطلقها 

قالت بتعاطف مزيف : مش عاوزاك  تكون متضايق ....وانت لو طلقتها طنط دريه مش هتسكت وهتضايقك 

نظر لها لتضع راسها علي صدره وتتابع تمرير أصابعها فوق جسده بنعومه : ياحبيبي انا كل اللي يهمني انك تكون مرتاح ....وبعدين انا عارفه انك مش بتحبها وبتحبني انا ....يبقي مش فارق تطلقها أو لا 

كان بالفعل هذا هو ما كان متاكد منه قبل أن تنطق بكلمه الطلاق لتنقلب الموازين ما أن شعر بأنه سيخسرها ...!!

...

......

نظر رائف لهند التي قالت : لا طبعا يا رائف مش عاوزة اسيبك

نظر لها رائف بمكر : يعني مش هتيجي تقوليلي ...انت اتجوزت والكلام الفارغ ده 

هزت هند راسها : لا ...انت تعمل اللي يعجبك وانا دايما هكون موجوده 

نظر لها رائف بابتسامه راضيه بينما حسبتها كانت بسيطه .... منفعه متبادله بينما هي مطلقه بلا مأوى او مصدر رزق وهو الوحيد الذي يصرف علي علاج والدتها ....يتزوج وتظل هي بالسر...لا تهتم 

جذبها رائف إليه ليقول بينما يميل بها الي الفراش ...امال انا بحبك ومتعلق بيكي ليه ياهند....عشان بتريحيني .....تابع بهمس لنفسه: مش بنت ال....اللي اسمها هناء ....

....

..

هزت هناء ساقها بحيرة بينما تتذكر تهديده لها ( لو فتحتي بوقك بكلمه هتندمي.....اوعي تفكري انك بتمسكيني من ايدي اللي بتوجعني بورقه الجواز.....انا اطلقك وارميكي في الشارع اللي جيتي منه ومش كدة وبس لا ده انا هسجن جوز امك كمان واعرفه انك انتي اللي اعترفتي عليه....لاح الخوف بعيونها ليتابع رائف 

....اتعدلي معايا احسنلك 

حاولت التمسك بشجاعتها : هقول للحاج خيري 

أحتقن وجهه رائف ليمسكها بقوة من ذراعها : ابقي فكري اعمليها وانا اقطع لسانك 

حاولت نزع ذراعها من يده لتقول : اوعي يارائف ايدي بتوجعني ....

قال بغضب وهو يدفعها : يبقي تعرفي مكانك كويس ياروح امك

قالت هناء بجراه : مكاني وعرفته.... انا مراتك 

نظرت إليه وتابعت بجراه : مهما تعمل انا مراتك ورسمي ...احتقن وجهه رائف بقوة لتنظر له هناء بانتصار بينما تميل عليه بدلال وتتابع : بس عشان أنا بحبك ومش هيرضيني تحصل مشكله بينك وبين الحاج خيري انا هسكت

نظر لها لتوميء له بخبث ودهاء : اه ياحببيي ...هسكت رفعت اصبعها وتابعت : بس مؤقتا لغايه ما تضبط امورك وتفاتح انت الحاج في موضوع جوازنا 

نظر لها رائف لتكمل بينما تلامس صدره باغواء : بس كمان عشان اضمن انك مش هتغدر بيا ....حط لي ١٠٠ الف جنيه في البنك ) 

عادت هناء من شرودها بينما تفكر ان كان سيرضخ لها أم لا ....( طيب ياهناء موافق ) 

هتفت بعدك تصديق : بجد

هز راسه : اه ...بكرة هجهزلك الفلوس

لتنام تحلم بتلك الأموال بينما يحلم رائف بتلك الخطه التي رسمها للإيقاع بها وكلمات امير تتردد بأذنه بينما نامت نشوي وهي تحتضن ابنتها بخوف من القادم وأمير نام يحلم بلقاءه مع ورد التي جفاها النوم كما جافي فريد بينما ارتاح اياد بنومه وهو يحتضن هاجر التي عرفت طريق السعاده برفقته تلك السعاده التي غلفت قلب هايدي وخالد بينما تمني عبد اللطيف أن تطرق قلب ابنه ايهم الذي لم تفارق صورتها خياله ونام يحلم بشمسها تنير حياته المظلمه كما حال ظلام قلب ندي التي وضعت راسها فوق صدر رجل وغلبها التفكير برجل آخر ...

بينما لم يطأ النوم جفون هاشم الذي أخذ يضرب ذالك الكيس الرملي بقوة وهو يتذكر كيف اوقعته تلك الفتاه بشرك كهذا ...!!

.لتشرق شمس يوم جديد وكل منهم يستيقظ أما مثقل بهموم الامس أو متحمس لسعاده اليوم ....

وقف خالد يهندم من ملابسه امام المراه بينما يستعد هو وأسرته للذهاب الي منزل هايدي واخيرا ستكون له ......

ساعدت هاجر هايدي لترتدي ذلك الفستان البسيط الذي اختارته لتعقد هايدي حاجبيها بقوة صارخه من هذا الالم الذي انتابها فجأه .....!!

......


كانت ورد تستعد للنزول الي منزل عائله زوجها لتستغل دخول فريد للاستحمام قبل أن تدخل الي الغرفه لتأخذ ملابسها ....دخل فريد بعد لحظات لتسرع ورد تجاه الخزانه تأخذ،ملابسها .....اتجه فريد إليها ليقف خلفها قائلا بعتاب 

واخرتها  ياورد ....

لم تقل ورد شيء بل تابعت ماتفعله وتجاهلته كما تفعل طوال الايام الماضيه .....زم فريد شفتيه ليقول بانفعال وقد تملك منه اليأس بينما ترفض كل محاولاته للصلح بينهما 

: ورد انا بكلمك 

بحنق جذبت ملابسها من الخزانه واغلقتها وهي تقول ببرود : وانا سامعه ومش عاوزة ارد عليك

قال بنفاذ صبر  وهو يخطو ناحيتها ويعترض طريقها : يعني ايه مش عاوزة تردي عليا ....؟! 

ايه هتفضلي مخصماني علي طول 

اومات بحنق : اه ... ولو فاكر أن أي حاجة بتعملها هتأثر عليا تبقي غلطان ..... عشان مهما تعمل مش هسامحك ابدا ..

رفعت اصبعها في وجهه وتابعت بعصبيه : ..ابدا يافريد 

...ابدا ابدا فاهم ...!!

لم يمهلها فرصه حينما أنهت كلامها واستدارت لتغادر الغرفه ليعترض طريقها ويجذبها إليه وينقض علي شفتيها بشفتيه يقبلها باشتياق بالغ مانع إياها من التفوه بأي كلام اخر عن بعد أو خصام لم يعد يتحمله وقد اضناه بعدها عنه بما فيه الكفايه .....تجمدت أنفاسها التي امتزجت بانفاسه المتأججه بحبها واشتياقه لها الذي حاول بيأس بتلك القبله جعلها تشعر به ....فقد كانت قبله شغوفه حانيه تحمل حنين واشتياق جارف لها ....أغمضت ورد عيونها وكادت تذوب بين ذراعيه بينما احتسبت أنفاسها مع ضراوة شفتيه التي تأبي ترك شفتيها فهي اشتاقت له اضعاف...... ولكن قلبها لن يسامح بتلك البساطه  وستعذبه أكثر ....لتستجمع ورد كل قوتها وتستعيد سيطرتها علي نفسها وعقلها يرسل لقلبها تلك الإشارة المحذرة والتي كانت كافيه بأشعال حريق بينما فقط ذكرت نفسها  أن شفتاه لمست شفاه امراه أخري سواها ..... كانت تلك الفكرة بمثابه محفز قوي سري بعروقها لتسيطر علي اشتياقها له وبلحظه فارقه ظن فريد أنها واخيرا رأفت بحالته وحبها له الذي كانت تخفيه خلف كل قسوتها عليه الايام الماضيه قد ظهر  ليتفاجيء بها تدفعه بعيدا عنها وبجراه نابعه من حريق غيرتها كانت تصفعه علي وجنته .....!!

مع تردد صوت كفها يهوي علي وجنته تجمدت أقدامها بالأرض بينما امتزجت أنفاسها اللاهثه بالصدمه التي بدت علي وجهه ووجهها للحظه قبل أن تستجيب لغريزتها الفطريه بالهروب .....ولكن الي اين ....؟! 

شهقت بفزع حينما كبلت ذراعي فريد خصرها بلحظة وسرعان ما كان يجذبها الي داخل الغرفه التي لم تكد تصل الي بابها الذي اغلقه بسرعه ووضع المفتاح بجيبه

....كيف تجرأت علي صفعه ...؟! 

تجمدت ملامح وجهها بينما تفكر باندفاعها وبرد فعله لتستعيد سريعا ثباتها وتتحلي بالجراه حينما التفتت له فلتتحمل نتيجه ما فعلته وهي ليست نادمه فهو يستحق تلك الصفعه ....!! 

رفع فريد حاجبه وهو يحاول أن يبدو جادا ...فهو غير غاضب منها ومتقبل اي رد فعل ....فلتصفعه الف صفعه لا يبالي المهم ألا تظل داخل قوقعه صمتها وتغرق بحزنها أكثر 

سألها بينما يضع أنامله علي وجهه : ايه اللي انتي عملتيه ده ؟!

زمت شفتيها وهزت كتفها قائله بجرأه  : تستاهل ...!!

اتسعت عيناه بينما يردد : استاهل ؟!

أومات باندفاع : اه ...عشان بوستني 

جاهد بقوة ليكتم ضحكته بينما يقول بجديه مزيفه وهو يعقد حاجبيه :وفيها ايه لما ابوسك ...انتي مراتي ..!

عقدت حاجبيها وزمت شفتيها كالاطفال بينما تتمتم بحنق : اه بس احنا متخاصمين ....رفعت اصبعها امام وجهه وتابعت بانفعال : بتبوسني ليه واحنا متخاصمين ...؟!

سيفنجر ضاحكا ولكنه تمالك نفسه ليهز كتفه بثبات بينما يقول ببساطه وتلقائيه وهو يتطلع لعيونها : بوستك عشان وحشتيني ...وبحاول اصالحك

هدرت بغضب طفولي : بتصالحني ببوسه ...!!

هزت كتفه قائلا بيأس لامس قلبها بينما لم يترك محاوله لترضيتها ولم يفعلها طوال الايام  الماضيه ...: طيب قوليلي اصالحك بأيه ....

اعمل ايه ....اقترب منها ونظر الي عيونها برجاء : قوليلي ياورد ايه يرضيكي وانا اعمله ... قوليلي ياحبيتي اصالحك ازاي 

خفق قلبها بقوة وهربت بعيونها من نظراته بينما تحاول إيقاظ عقلها ليسيطر علي قلبها الذي كان علي وشك القفز باتجاهه ....ولكن يبدو أن كلماته خدرت عقلها كما فعلت بقلبها 

اقترب خطوة وعيناه ماتزال تنظر لعيناها بنظراته العاشقه بينما اقدام ورد لم تساعدها لترجع مثلها ليبتسم فريد بينما وقوفها وعدم تراجعها أشعل بداخله الأمل أنها سترضي واخيرا ...!! 

حدثت نفسها بحنق (واقفه كدة ليه ...اتحركي...باين في عنيه هو ناوي علي ايه وانتي واقفه برضه ...

اااه منك ياورد .....اتحركي من قدامه .....اتحركي وافتكري أنه كان متجوز الحربايه دي ....) 

وعادت جذوة قوتها تشتعل من جديد لتقابل ابتسامته الواثقه أنه فاز بابتسامتها التي تعده بمزيد من العذاب 

تركته يقترب حتي أصبحت خطوة واحده هي الفاصله بينهم ليغمض فريد عيناه مستسلم لنيران اشتياقه و رغبته التي تأججت واشتعلت بكل انش به بينما يمد يداه ليحيط خصرها يقربها لصدره .....!! 

وضعت ورد يدها علي صدره توقفه 

ليفتح فريد عيناه علي ويري نظراتها الشرسه تواجهه 

بينما تقول : مغمض عينك ليه ياسيادة المستشار ....نمت وانت واقف ....اكيد لأن واضح انك بتحلم اني ممكن اسامحك ....!! 

أحتقن وجهه من الغيظ وكاد ينفجر بينما تتلاعب به وتعاقبه بلاهواده ....تسارعت دقات قلبها بخوف للحظة من رد فعله علي سخريتها منه ولكن نظراتها الشرسه لم تتراجع ....!! 

سرعان ما كان فريد يجذبها إليه ويطبق بشفتيه مجددا علي شفتيها .....اختطف أنفاسها بقبلته العاصفه ليتمهل ما أن شعر بحاجتها للتنفس ليترك اسر شفتيها ولكنه ظل يحيطها بذراعه ...ورد انا اسف .....

نظرت إلي عيناه التي بدات تحصل علي لين نظراتها بينما لامست محاولاته بلا توقف قلبها 

تعالي رنين هاتفه ليتجاهله فريد بحنق ويتابع حديثه معها ولكن عاد الرنين من جديد ....جذب الهاتف بحنق من فوق الفراش ينظر إلي هذا الرقم الذي يرن بإلحاح منذ الأمس ويفتح الاتصال ولسوء حظة يتهادي صوت ندي من خلال مكبر الصوت ...لتقول بضع كلمات باختصار كانت كافيه بإحراق عالمه 

فريد ....امبارح بعد ما نزلت من عندي في واحد سأل عليك 

اغمض فريد عيناه بقوة بينما تجمدت يداه بالهاتف وهو ينظر إلي نظرات ورد المتخاذله .....!! 

قبل أن يفتح فمه بكلمه كانت أخته تطرق الباب بقوة تستنجد به ....فريد الحق هايدي ..


!!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 


اقتباس 

: لا لا ...لحظة يادكتور 

التفت الطبيب بدهشه : خير يافندم ...

المريضه لازم تدخل العمليات دلوقتي عشان الزائده 

قال خالد وهو يخرج تلك العلبه القطيفه من يده : معلش الزائده تستني ثواني ...

وسط دهشه الجميع كان يضع دبلته بيد هايدي التي نظرت له بوهن ولا تستطيع أن تضحك من قوه الالم ....أشار إلي أحدي الممرضات ...زغرطتي

لم تتواني المراه عن إطلاق الزغاريد ليزجرها أحدي الأطباء : ايه اللي بتعمليه ده ياعنايات 

قالت المراه بخجل : حضرة الضابط قالي زغرطتي ومقدرش اقول لا ....

ابتسم خالد الي هايدي ومال ليقبل يدها ولكن صوت فريد أوقفه قبل أن يفعلها ....ايه يا خويا ...داخل بقلب اوي تبوس ..ارجع مكانك بدل ما تدخل تتخيط في العمليات اللي جنبها 

قال خالد بمشاكسه: ينفع ادخل معاها طيب 

زم فريد شفتيه ليتراجع خالد سريعا من أمامه .....

......الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

17 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. حلووو جدا♥️

    ردحذف
  2. دمتي مبدعه كالعاده

    ردحذف
  3. حلوة اوى يا قلبي دمتى مبدعة

    ردحذف
  4. الله ينور عليكي يا رونا

    ردحذف
  5. حقيقي متألقة في الروايه تعيشي وتكتبي

    ردحذف
  6. حلوه اى كملى بسرعه
    متتأخريش بليز

    ردحذف
  7. منتهى الابداع والجمال تسلم ايدك رونى حبيبتى
    فى انتظار الجديد
    ♥♥♥♥

    ردحذف
  8. بجد ..روعه روعه روعه ❤❤❤

    ردحذف
  9. جميله جدااا نزلي بسرعه الباقي بليز

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !