ورد فريد .... التاسع والعشرون

12


 الفصل السابق

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


في الصباح الباكر بدات شمس الربيع بنثر أشعتها بتلك النوافذ المختلفه بينما كل من خلفها استقبل صباحه بشكل ما ....

هديل أصرت علي هانيا لتنزل معها لترافقها وهي تركض ككل صباح بينما حاولت هانيا الرفض كما كانت تفعل الايام الماضيه ولكن هذا الصباح هديل أصرت وانضمت لها هاله لتنزل برفقه اختها .....

في نفس الوقت 

بحقد واندفاع كان فريد يتجه الي منزل ندي ....وهو لايري أمامه إلا دموعها وخذلانه لها بعد أن عرفت بما يخفيه عنها لذا بغضب اهوج ودون تفكير اتجه الي منزل ندي ....  إن كانت قد خربت حياته فهي ستدفع الثمن ....!! 

اعمي بكاءها ونظراتها المعاتبه بصره وجعله يذهب إلي ندي غير عابيء بالعواقب .....!! 

.........!!

بنفس الوقت كانت هناء تخرج من باب منزلها وتتجه الي شقه رائف الذي اتصل بها بينما لم يغمض له جفن طوال الليل وهو يفكر بكيفيه جعلها تصمت فهو لن يحتمل أن يعرف أبيه شيء عن تلك الزيجه الان ....!!

بينما امير حاول جهده ليهديء أبيه من ناحيه حنان التي اشاح خيري بوجهه عنها ما ان دخلت إليه ولكنها تحاملت علي نفسها وقبلت منه أي تصرف مقابل فعله ابنها الدنيئه والذي لم يتجرأ علي الظهور أمام أبيه ....!!

.........

...وبتلك الغرفه بهذا الفندق  بالبحر الاحمر 

....... فتحت هاجر عيناها ورفعت راسها ببطء لتري ملامح اياد الغافي بتلك الراحه والسعاده التي ناشدها بحضنها ليله امس لتغمض عيناها وتتنهد بامتنان لهذا القدر الجميل الذي بعد أن حاربته بتلك الطريقه وجدت به راحتها التي لا تنكرها فقد أنعم الله عليها وعلي ابنها بزوج حنون ....

لا يهم هويته ولا أنه كان اخو زوجها الراحل فالمهم أنه يتقي الله فيها وهي ستفعل المثل .....!!

.......

وبتلك الغرفه الهادئه 

...أنهت هاله صلاتها وجلست تدعي ربها بامتنان لاسدال الستر علي بناتها بينما لم تتوقع أن تأتي الخيانه ممن كانت تستأمنهم علي عرض بناتها .....ولاتدرك أن هذا جزاء معروف ابنها في ستر تلك الفتاه قبل سنوات ....!!


.........

...

استقبلت هايدي صباحها بابتسامه بينما ترسل تلك الرساله لخالد 

( ايه ده ....انت طلعت بتنام زينا عادي ) اتسعت ابتسامتها وهي تضع الهاتف بجوارها وتنهض للاستحمام بينما لأول مره تمر بضع ساعات ولا يراسها او يهاتفها ...لتنفلت ضحكتها العاليه حينما لم تكد تخطو بضع خطوات حتي وصلت رسالته الي هاتفها ( مين قال كدة ....انا قولت اسيبك انتي تنامي ....😜😜وراك وراك ياجميل )  

خفق قلبها بقوة بينما لا تستوعب حقا تلك السعاده التي تشعر بها ومازالت تخشي أن تعيشها بينما تراها كثيرة عليها ....!! 

فهي تلك الفتاه التي قاربت الثلاثون والتي لا تتمتع بمقومات الجمال الفائقه ...دوما ما تري نفسها بتلك الخانه بينما هناك من يري العالم مجرد خانه فارغه بدونها ....! 


.......

...

وهناك كان صباح نشوي الذي كان محمل بذكريات الماضي التي رفضت العوده اليها أو البقاء علي اي خيط يربطها بهذا الماضي الذي لم تعد تهتم لاي شيء به وكل ما تريده هو الا يؤثر علي مستقبل ابنتها 

لتهز راسها برفض : لا ياسعاد مش رايحه المصنع ده تاني 

هتفت سعاد باستنكار : يعني ايه مش رايحه يا نشوي .....؟!

قالت نشوي بعقلانية: يعني مش رايحه .....استحاله امشي برجليا في طريق رائف تاني ...كفايه اللي حصل ليا منه 

قالت سعاد بحيرة : نفسي اعرف انتي بتفكري ازاي ....يابنتي مش جايز ربنا رايد أنه يعرف أن عنده بنت ويعوضك عن كل العذاب 

ضحكت نشوي بسخريه مريرة : يعوضني ...!!! بتحلمي ياسعاد ..الكلام ده في الاحلام والقصص إنما الواقع أن اللي زي رائف ده ولا يهمه بنته ولا غيره ...مش بيهتم بحد غير نفسه ... وبعدين انا عمري ما هقول له علي موضوع بنته ده لو بموتي 

: ليه بس ؟!

قالت بجديه : عشان هيأذيها

قالت سعاد باستنكار : حد يأذي بنته ؟!

أومات نشوي : اه ....اللي مكنش عاوز يكون له بنت من الاساس سهل اوي يأذيها 

: مش جايز اتغير؟!

ضحكت نشوي بسخريه : اتغير....!!

رائف ده الدنيا تتغير وهو لا ....انتي متعرفيش عمل فيا ايه ...

عانت عيون نشوي بالذكريات بينما تترجاه ان ينقذها من براثن زوجه ابيها : هتموتني يارائف ...احميني ابوس ايدك 

دفعها بعنف خارج شقته : ما تموتي ولا تروحي في داهيه 

قالت بعيون غائرة بالدموع : حرام عليك ....انا حامل في ابنك 

انحني ناحيتها وامسك خصلات شعرها بعنف مزمجرا : اسمعي يابت انتي.. ابوكي قبض تمن تسقيطك الحمل ده وقال خلاص سقطي ....تيجي تعملي عليا الفيلم الهابط ده ادفنك مكانك انتي وعيلتك

بكت وتوسلته : والله ما بكذب .....ارحمني منهم ابوس ايدك 

ازدادت قبضته علي شعرها لتصرخ بألم بينما يقول بوعيد : احسنلك تكوني بتكذبي عشان لو الحمل ده فضل هسقطك انا بأيدي ...فاهمه 

دفعها بعنف بقدمه وكأنها قمامه لا ترقي لمستواه ....بمنتهي الجبروت تخلص منها بعد أن دمر حياتها 

تنهدت نشوي وهي تفرك وجهها سريعا تبعد تلك الذكريات السيئه لتنظر لها سعاد بحيرة قائله  : طيب وشغلك ماله .....؟! يانشوي انتي مضيتي عقد مع الناس دي مينفعش تاني يوم تقولي مش رايحه انتي مش واقفه في محل ....وبعدين انتي قولتي معرفكيش يبقي تروحي شغلك ولا كأن في حاجة وبلاش تلفتي النظر لما تسيبي الشغل فجاه 

نظرت نشوي لسعاد بجبين مقطب لتتابع سعاد بقلق : امبارح استاذ كمال سألني عليكي لما مجتيش وانا قولت تعبانه راح هو بالمحسوس كدة قالي الغياب الكتير غلط ....

قالت نشوي بجرأه مزيفه : هيعملولولي ايه ...يولعوا

قالت سعاد بعقلانية : لا من جهه يعملوا يعملوا ...ابسط حاجة هيجيبوا عنوانك من البطاقه ووقتها جايز يعرف انتي مين ويفتكرك 

ماهو اكيد الصدفه دي وراها سببب ..!!

..........

...

رعشه خفيفه سرت في أوصال هديل بينما تهديء من سرعه ركضها حينما لوح لها هاشم .....حاولت السيطرة علي دقات قلبها لتبدو طبيعيه وان لقائهما صدفه ولكن  بداخل قلبها شعرت بالخجل لأنها كذبت علي نفسها بينما لقائهما ليس صدفه كما تحاول الادعاء .....!!

فقد أصبحت تلك الصدفه اليوميه كل صباح لقاء لاتعرف له سبب ولكنها تريد أن تلتقي به وتراه وهاشم كان يشعر بالمثل  ..... ...!! 

....

.......


وقفت داليا امام المراه تنظر إلي انعكاس صورتها وهي تتذكر كل كلام خالتها عن تلك المعركه التي يجب أن تربح بها... لتخور كل قواها وهي تستمع لصوت انغلاق الباب بينما عاد نائل بعد أن قضي ليله الامس برفقه ندي ....!!

احترقت بنار الغيرة والحب الاعمي الذي دوما ما يقودها اليه .....لم تأتيها الجرأة المواجهه فأسرعت تهرب لأقرب مكان لتدخل الي الحمام الصغير الموجود بالغرفه وتختفي خلف بابه ..... لا تريد معركه ولا حرب ولا مواجهه هي اضعف منها ... كل ما إرادته هو حياه هادئه برفقه زوجها .....زوجها الذي بكل قسوة أخبرها أنه يحب أخري .....لماذا استمعت لكلام خالتها وعادت ....؟!

لماذا لم تتركه وتحتفظ بكرامتها ؟!

صوت داخلي برأسها ذكرها بكلام خالتها أنها ستستعيد كرامتها وتخرج منتصره في نهايه المعركه حينما يعرف نائل قيمتها بدلا من الانسحاب قبل الحرب ....!!

.....كانت تخرج من باب الحمام بنفس لحظة دخول نائل للغرفه ليقول : صباح الخير 

قالت باقتضاب : صباح النور 

قال بخفوت بينما يبرر عدم عودته للمنزل : معلش ياداليا اني نمت برا امبارح كمان ...اصل يوسف تعب شويه واضطريت ابقي جنبه 

صكت داليا أسنانها بقوة كادت تحطمها بينما تتمسك بثباتها وهي ترد ببرود بينما هي ليست بحاجة لسماع تبرير واهي عن نومه بحضن امراه أخري  ..

لتقول ببرود حاولت بقوة الثبات عليه : لا ..الف سلامه ...!!

وقف نائل مكانه لحظة يتطلع إليها ولا ينكر أن برودها معه آثار حفيظته ...فهي لأول مرة تتعامل معه بتلك الطريقه ......اتجهت داليا الي الخزانه وأخرجت لها ملابس ووضعتها علي طرف الفراش وتحت أنظاره فكت ازارا بيجامتها وخلعتها عن جسدها ولم تخجل كعادتها بينما تقنع نفسها انه لم يعد شيء بالنسبه لها  ...!!

وجوده كعدمه....!!

استغرب نائل فعلتها بينما لم تكن أبدا تبدل ثيابها أمامه فهي امراه خجوله بطبعها عكس ندي تماما ....ظلت عيناه تتابعها بينما داليا تتصرف وكأنه ليس موجوده لتنهي ارتداء ملابسها وتتجه الي المراه تضع القليل من المكياج وتحكم حجابها ....!! 

عقد حاجبيه لحظة حينما رآها تستعد للخروج

ليقول وهو يخرج أحد الكروت البنكيه من محفظته الجلديه : متنسيش تاخدي الكارت ده لماما ...انا جددته ليها 

نظرت له داليا من خلال المراه ثم عادت لتكمل ما تفعله قائله بهدوء : مش عارفه هعدي علي طنط ولا لا 

عقد نائل حاجبيه بعدم فهم : مش عارفه هتعدي عليها ولا لا ....امال انتي رايحه فين ؟! 

قالت بهدوء تخفي توترها وهي تتعمد اغاظته : خارجه افطر مع اصحابي 

تغيرت ملامح وجهه بينما ضغطت داليا علي قلم الكحل بيدها تستمد القوة بينما لأول مرة تتحدث معه بتلك الطريقه فقد كانت دوما هادئه مطيعه ...لم تعمل  و لم تعد تخرج لانه يرفض وهي لاتريد الدخول معه بأي مشكله حتي أصدقائها لم تعد تراهم الا نادرا لتجد نفسها أصبحت في دائره هو محورها ولولا وجود والدته لم تكن ليكون لديها أحد أو لتخرج من المنزل وهو أعتاد ذلك لذا كانت أول نصائح والدته لها أن تستعيد حياتها السابقه وتخرج من دائرته ليعرف أن كونه مركز حياتها أصبح يشاركه بها أشياء أخري كما شاركت امراه أخري به ...!!

.........

....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

اتسعت عيون ندي بصدمه حينما فتحت الباب ووجدت فريد يندفع ناحيتها بغضب شديد ويقبض علي عنقها بتهور

:  دمرتي حياتي .....قولتلك هقتلك لو قربتي منها 

حاولت ندي تخليص عنقها من يده وهي تقول بأنفاس لاهثه ...فررريد ..هموت 

افاق فريد لنفسه ليكور قبضته بغضب علي اندفاعه  وعلي انسياقه خلف رغبته وكسر قلب المراه التي أحبها  بتلك الطريقه لأنه ضعف أمام اغواء تلك الحقيرة....!!

قالت ندي بخوف من اندفاعه وعدم سيطرته علي غضبه الذي لم تتوقعه : فريد انا قولتلك اني مش هقول حاجة ومقولتش والله اي حاجه .... 

صرخ بها مزمجرا بغل وهو يقبض بقوة علي ذراعها: مش هتقولي بس هتفضلي تلعبي عليها ...مش كدة 

زمت شفتيها بتوتر وهي تنظر إلي وجوده بمنزلها والي صوته العالي لتقول بخوف : فريد وطي صوتك الجيران هتسمعك ....

صاح فريد بغضب شديد : ما يسمعوا ....ايه خايفه ؟!

التوت شفتاه بابتسامه ساخرة بينما يرمقها بنظرات احتقار : خايفه من ايه يامدام ....خايفه يعرفوا انك كنتي متجوزة في السر .....

تغيرت ملامح ندي لخوف واضح بينما تخشي أن يستمع احد له أو أن يعود نائل بأي لحظة ويبدو أن السحر انقلب علي الساحر وان فريد فقد اتزانه وينتوي هدم المعبد علي ما فيه 

لتقول برجاء : فريد ..اهدي ارجوك ووطي صوتك 

لمع الحقد بعيناه وهو يراها بنفس موقفه وقد كانت تهدده وقد انقلب الموقف الان ...

ليتجه فريد اليها بخطوات متوعده ويهتف من بين أسنانه : لا مش هوطي صوتي ....

انا هعلي صوتي ومش بس كدة لا ....ده انا هقول للبيه اللي انتي متجوزاه انك كنتي بتستغفليه طول الفتره دي ومقضياها معايا في السر 

اتسعت عيونها بصدمه لتهز راسها سريعا : لا يافريد ابوس ايدك ....نائل لو عرف هياخد ابني مني 

نظر لها باستخفاف وقال ببرود : ما ياخده ...

ايه دلوقتي خوفتي إنما لما كنتي بتهدديني مكنتيش خايفه 

صك أسنانه بقوة وضرب الحائط بقبضته متوعدا : انا حذرتك قبل كدة ودلوقتي شوفي انا هعمل ايه ....؟!

اسرعت ندي تركض خلفه تحاول إيقافه لتمسك بذراعه وهي تترجاه : لا يافريد عشان خاطري .....

دفعها فريد بعيدا عنه ليقول بغضب :  مالكيش خاطر عندي 

انقلب السحر علي الساحر لتقول بتوسل : بلاش عشان خاطري ...عشان خاطر الولد الصغير اللي حرام يتربي بعيد عن أمه .....

نظر لها باحتقار : هيكون احسن له ...

قالت برجاء : ابوس ايدك يافريد بلاش ...

انا غلطت بس والله من حبي فيك ....كنت عاوزة ارجعلك بأي تمن .. وحياه اغلي حاجة عندك بلاش يافريد ....انت احسن مني الف مرة ومش ممكن تعاقب طفل صغير بذبني ... وانا والله ما هقرب من مراتك تاني ....!!

.....

..... صباح ورد كان كئيب بينما قضت ليلتها تبكي وهي تتذكر كل موقف له معها .....رؤيته لندي بمنزلهم اول مرة .. كل ما كان يفعله كان من أجل شعوره بالذنب ....كل ارتباكه ومحاولته اخفاء الآمر عليها ....لا تصدق ولا تستوعب أنه كان مع اخري سواها ....

فتحت ورد عيونها المنتفخة لتنظر بعيونها حولها وقلبها يخفق بتمني أن كل ما مر عليهما هو مجرد كابوس ....كابوس ستسيتقظ منه وتجد نفسها نائمه بحضنه ككل صباح .....!!! 

بوهن اعتدلت جالسه وشفتيها ترتجف برغبه في البكاء وقد أدركت واقعها وهي تجد نفسها تركض عائده لغرفتها القديمه التي اختزنت بها اوجاعها ليالي طويله ولكن ليله الامس كانت أكثرهم وجعا وقهرا وتلك الذكريات تعصف بكيانها ..لم يكن يراها  من الاساس وكانت لا تعني له شيئا حتي انه بالفعل كان يشارك حياته مع اخري ...لتتذكر كل كلمه أخبرها بها عن زواجه لتغمض عيناها وتنساب الدموع  من بين جفونها ....دفعت ثمن الماضي سنوات من عمرها عاشتها قهرا والان مازالت تدفع الثمن بينما لا يحق لها الاعتراض عن زواج زوجها بأخري كأي امراه .... ستكون ناكرة لجميله أن قالت شيئا وظهر بصورة الخائن بينما تخفي سبب خيانته ...وضعت يدها علي قلبها المتوجع بقوة بينما تعرف أن له عذر أو مبرر ولكن وجع قلبها مؤلم للغايه فماذا تفعل  ...ماذا تفعل وهي تتذكر تلك التي كانت تتحدث معها وكأنها صديقتها كانت زوجته الأخري .....تلك التي دخلت بيتها كانت زوجته وابشع حقيقه انه كان يكذب عليها كل هذا الوقت ....!!

هي السبب بكل هذا هي من دفعته لفعله كتلك لا تمت لشخصيته ولا لأخلاقه....

هي من حملته زواج لا يتحمله رجل سواه ....!! 

تعرف كل هذا وتعترف به ولكن قلبها لايعرف الا وجع والم خيانته ...!!

لم تكد تنهض حتي عادت مجددا لتتكوم علي نفسها في الفراش وتهرب بالنوم من هذا الوجع بقلبها 

عقدت حاجبيها حينما استمعت لصوت انغلاق الباب فقد غادر قبل ساعه هل عاد ...؟!

أغمضت عيناها حينما شعرت بخطواته يسير في الرواق ... 

بحنق شديد غسل فريد وجهه لايصدق مااوصل نفسه له....!!

من كذب وخداع وخيانه وآخرها تهديد حتي انه كاد يقتلها ...!!

لا يلوم أحد سوي نفسه ...هو من سار بهذا الطريق منذ البدايه ....

ابعد عيناه عن النظر إلي نفسه في المراه ليجذب بانفعال المنشفه ويخرج ....وقف أمام باب تلك الغرفه التي احتجزت نفسها بها  

ليدخل إليها ... جلس بجوارها علي طرف الفراش 

: ورد ...

لم تجيب عليه بل جذبت الوساده ووضعتها فوق راسها وهي توليه ظهرها 

بحنان ورفق وضع يداه علي كتفها قائلا : ورد حبيتي  انا  عارف انك زعلانه مني وحقك تزعلي بس اسمعيني يمكن تديني عذر 

التفتت له بعيون سرعان ما لمعت بها الدموع هاتفه : لو سمحت ..؟مش عاوزة اسمع حاجة ولا عاوزة اشوفك سيبني في حالي 

نظرت عيناه لها بعتاب وهو يقول : ورد بلاش تعملي كدة 

أبعدت عيناها عن عيناه وعادت لتدفن وجهها في الوساده قائله بصوت مختنق بالدموع : 

لو سمحت سيبني 


....

نزل الي والدته قبل أن يذهب لعمله

قالت هاله بابتسامه واسعه :

صباح الخير يا فريد

: صباح الخير ياماما 

عقدت هاله حاجبيها لرؤيه وجهه بتلك الملامح : مالك. ياحبيبي ...في حاجة ؟!

هز رأسه : ابدا مصدع بس شويه 

ربتت علي كتفه قائله : سلامتك تعالي افطر وهعملك قهوة

هز رأسه : لا ماليش نفس ...هتكلم مع هايدي بس وانزل

هزت هاله راسها بإصرار : لا مش هتنزل من غير فطار 

..هي ورد فين ..،؟!

: نايمه 

قالت هاله بدهشه : لغايه دلوقتي 

صمت ولم يجد اجابه  لتقول هاله : طيب خليها براحتها تعلي اقعد افطر وانا  هعملك قهوة 

: لا متتعبيش نفسك

.. هايدي فين ؟!

:جوه بتلبس 

طرق باب غرفه أخته 

:ادخل 

دخل واغلق الباب لتبتسم له هايدي: 

صباح الخير يافريد

هز رأسه لتعقد جبينها : ايه مالك يافريد 

نكس رأسه بخزي قائلا : 

قولتلها  

اتسعت عيون هايدي :  قولتلها 

اوما لأخته التي قالت بقلق : وعملت ايه؟!

هز كتفه بيأس:

مش عاوزة تسمعني ولا تتكلم 

زمت هايدي شفتيها بتأثر لحاله كلاهما ليقول فريد برجاء : اطلعي ليها ياهايدي اتكلمي معاها يمكن تتكلم معاكي انتي 

أومات هايدي : حاضر بس معتقدش أنها هتتكلم عنك 

: حاولي معاها مش مهم خليها تقول أي حاجة عني المهم تتطلع اللي جواها  

أومات بحنان وهي تربت علي يده :  طيب بس متضايقش نفسك

.. انت عملت الصح انك قولتلها وهي أن شاءالله هتسامحك طالما انت ندمان كدة 

.......

...

: هو انا ينفع أسألك مالك ؟!

نظرت هانيا لايهم محاوله اخفاء ما بداخلها وهي تقول : مالي !!

وكعادتها لا تستطيع. ...بينما يقول ايهم:  بصراحه  

اول مرة اشوفك كدة .....نظر إلي عيونها التي اختفت شقاوتها وتلك اللمعه بها بينما يقول : تسمحيلي المرة دي اكون أنا الفضولي وأسألك مالك ؟!

كور قبضته بينما شعر بغليان الدماء بعروقه وساد صمته بينما هانيا تفرج عن مكنونات صدرها بطريقه فهم فيها تجاوز قريبها معها ليتذكر رؤيتها معه اخر مرة وذلك الشعور بالغيرة الذي تملك منه 

غص حلقها وهي تتابع : هي الناس بتستفيد ايه لما تسمح لنفسها تأذي غيرها ..... ليه الاذيه بقت سهله اوي كدة ....مش قادره استوعبت أن في حد قادر ياذي غيره عن قصد وينام مرتاح 

بالرغم من هذا الغضب وتلك الغيرة التي لم تكن تعرف له طريق إلا أنها الان اجتاحت كيانه فجاه وكأن تلك الفتاه التي تعدي عليها هذا الحقير تعنيه ....ولكن ما لامس قلبه أكثر هو حديثها الذي ينم كم هي نقيه ...

  وهي كذلك منذ أن رآها .....فتاه علي سجيتها وفكرتها...... تتحدث بما تشعر به وتتصرف وفقا لهذا يلومون كثيرا عليها ولكن هي الصواب بينما الناس والمجتمع هم من تغير وأصبح اللؤم والخبث من طباعهم 

مررت هانيا يدها علي وجهها بانفعال نابع من تذكرها لهذا الموقف لتحاول سريعا اخفاء تلك الدموع بينما تريد أن تتجاوز ماحدث وتعود لطبيعتها 

نظرت إلي ايهم قائله : سوري انا اكيد دخلتلك في مشكله متخصكش وضايقتك 

هز رأسه قائلا :بالعكس 

نظرت له قائلة : يعني متضايقتش من كلامي 

سحب نفس مطولا بينما يقول بجديه : اكيد طبعا 

اتضايقت..... بس  مش من كلامك 

نظرت له باستفهام ليقول بسخط : متضايق من الحيوان ده ..

قالت هانيا وهي تهز راسها  : عمري ما توقعت أن مازن يكون بالاخلاق دي 

تفاجأت بأيهم يقول بانفعال : ينفع متجبيش اسمه قدامي 

رفعت عيناها إليه بدهشة لهذا الانفعال .... ليبعد ايهم عيناه سريعا عنها بينما هو نفسه استغرب رد فعله  من شعورة بتلك الغيرة الواضحه بهذه الطريقه 

ليخفي ايهم توترت بينما يسألها : سياده المستشار عرف ...؟! 

هزت هانيا  راسها قائله :  بصراحه لا ..اصلا انا مكنتش عاوزة اقول لماما عشان متعملش مشكله بس معتودش اخبي حاجة عن ماما أو اخواتي  ....بس مينفعش فريد يعرف  .... لانه طبعا ممكن يتهور 

قال ايهم بعنفوان : بس لازم الحيوان ده يتربي 

...صمت لحظة بينما يفرك وجهه بعصبيه ليرفع رأسه بعدها : هو اسمه ايه 

نظرت له بدهشه : ليه ؟!

قال بقليل من الانفعال  : بسأل ياهانيا ...هو كل سؤال هتقابليه بسؤال

رفعت حاجبها في البدايه بدهشه من انفعاله قبل أن تنفلت ابتسامتها علي عصبيته وتلك الغيرة التي اشتمت رائحتها بحديثه لتقول بمرح : 

ايه هتستخدم نفوذك 

رفع حاجبه : نفوذي ؟!

أومات بابتسامه مشاكسه : اه  ....انت مش عمك مدير الأمن 

ابتسم لها ليقول : لسه فاكرة 

ضحكت لأول مرة بعد تلك الواقعه لتتلاشي ابتسامه ايهم تدريجيا بينما شرد في تأملها وقد شعر أن الشمس اشرقت لتوها ....كم هي جميله تلك الفتاه بلون شعرها العسلي وضحكتها الصافيه وقلبها الابيض ليزداد رنين ضحكه هانيا الاخاذه بينما تقول بمشاكسه :

وانا داخله اوي وبتخانق وعماله اقول اخويا وكيل نيابه

...انفلتت ضحكه ايهم الرجوليه لتنظر له هانيا بعدم تصديق وسرعان ما تعلق :  ايه ده انت طلعت بتضحك زينا 

اشتبكت عيناه بعيونها بينما يقول بمشاعر : 

علي ايدك ..!!

رمشت هانيا بعيونها بينما اجتاحت الحمرة وجنتيها

ليطتظل عيون ايهم  تتأملها بينما تنفلت تلك الكلمات من شفتيه  :  بصراحه ياهانيا ..انتي عامله زي الشمس دي لما بتدخل اي مكان وتنوره

بخجل شديد فركت يدها بينما تعالي ظهور تلك الابتسامه علي شفتيها لتقول بخجل : انا ...؟!

اوما لها قائلا : اه. ..وانا اكبر دليل اهو ..دخلتي حياتي وخلتيني اخرج من اللي كنت فيه  

قالت بخجل ودلال طفولي :  كدة بقي لازم تكافأني 

ابتسم ليقول : اكيد ليكي مكافاه ..بس ده مقابل طلب ....نظرت له ليسألها:  

لو طلبت منك طلب تساعديني 

أومات : اكيد 

ابتسم قائلا : في لوحه عند دكتور عبد الحميد ....عجباني جدا وعاوزة اجيب واحدة زيها ...مش بفهم في الموضوع ده ممكن تساعديني 

هتفت بحماس : بس كدة .... طبعا 

.........


هتف رائف بتحذير لهناء : لو نطقتي كلمه ياروح امك عن الجواز ده هقطع لسانك ...فاهمه 

نظرت هناء له هاتفه بقوة : متهددنيش يارائف 

: لا اهددك 

تهكمت هناء : بإمارة ايه ....؟! 


....

توقف هاشم يلهث لتنظر له هديل بتحدي :  ايه تعبت ياكابتن 

هز راسه وهو يحاول التقاف أنفاسه : بصراحه اه .....جدا 

وكمان جوعت

ضحكت بعدم تصديق : بتتكلم جد 

اوما لها : طبعا بجد جعان جدا 

....نظر إليها بينما يتجرأ قائلا : ايه رايك نقعد في أي  مكان نفطر 

تعلثمت هديل بحرج بينما يطلب منها هذا الطلب : بس بس

شعر هاشم بالحرج ليقول سريعا : متأسف ... انا مقصدتش حاجة 

احمرت وجنه هديل لتقول سريعا : عارفه انا بس....بس  عشان هانيا مستنياني 

اوما : اوك فهمت 

وسرعان ما كان يظهر الاحباط علي ملامحه بينما فهم   أنها لا تريد التواجد معه ولكن هديل فقط ارتبكت من طلبه ولم تعرف ماذا تتصرف 

......

....

تجمدت ندي مكانها بصدمه أمام ذلك الرجل الذي سألها : فريد ....

كان عندك بيعمل ايه .....!!

.......

..

ابتسمت هايدي : صباح الفل يارورو 

قالت ورد وهي ترسم ابتسامه علي شفتيها : صباح الخير ياهايدي

قالت هايدي وهي تحاول اخفاء شعورها بحزن ورد : ايه ياحبيتي منزلتيش ليه.... انتي كويسه 

أومات ورد وهي تحاول أن تخفي حزنها فهي لن تتحدث وتخبر أحد بشيء :  اه تمام بس كنت عاوزة انام 

لم تجد هايدي مفر لتقول : مالك ياورد ....شكلك زعلانه ....انتي متخانقه مع فريد

هزت ورد رأسها وهي تقول : لا خالص ....انا بس سهرت شويه وعشان كدة عنيا وجعاني

.....

...

تنهدت هايدي بحزن من أجل حاله ورد التي تتحمل لاخفاء حزنها لتنزل وتستقل سيارتها وهي تتصل بفريد   وهي في طريقها للكليه 

: مقالتش حاجة

اوما فريد بيأس : ماشي ...هرجع انا واحاول اتكلم معاها 

قالت هايدي بتشجيع : اه يافريد ..عشان خاطري حاول معاها وتقبل اي رد فعل منها ....صعبانه عليا اوي 

غص حلقه لينهي المحادثه :ماشي ياهايدي 

سلام 

..........

...قالت هانيا بعدم تصديق : 

ليه يابنتي احرجتيه

قالت هديل بتشويش: وكنت هعمل ايه يعني ياهانيا ....اخرج معاه 

قالت هانيا : متعتبرش خروج .....يعني الراجل قالك تاخدوا بريك وتفطروا.... ولما نروح كنتي تحكي لماما 

قالت هديل : مش عارفه بقي ياهانيا....اتحرجت 

ضحكت هانيا قائله : هبله اوي ....واضح أنه بيحاول يتكلم معاكي 

قالت هديل بارتباك : انا حاسه بكدة كمان  

.. بيحاول يتكلم معايا وفي عنيه بصات كدة ...بس 

خايفه اعلق نفسي بالأمل ....نظرت الي اختها وتابعت : تفتكري واحد زيه يبص ليا

قالت هانيا باستنكار : نعم ....وانتي عيبك ايه 

....بطلي هبل ياهديل وخلي عندك ثقه في نفسك

قالت هديل بقليل من الحزن : مش موضوع ثقه ...بس لازم ابقي صريحه مع نفسي ....يعني واحد زيه قدامه بنات فظيعه هيبص لواحده شبههي ليه

قالت هانيا ببساطه : عشان شاف فيكي اللي مش شايفه في البنات التانيه 

هزت هديل رأسها وسخرت من نفسها : اكيد شاف عشرين كيلو زياده 

وكزتها هانيا وقالت بجديه : بطلي سخافه... ايه يا هديل مالك قلبتي علي اخواتك هاجر وهايدي ليه  ...؟! 

انتي بنت جميله ومهذبه ومن عيله ودمك خفيف وكمان دكتورة ..ايه بقي ناقصك 

نظرت لأختها ولاحت في عيونها ابتسامه : يعني تفتكري فعلا أنه ممكن يكون معجب بيا .....

أومات هانيا سريعا : اكيد .....صمتت لحظة قبل أن تتسع ابتسامتها : وبصراحه شكل مش هو بس ...

نظرت هديل الي هانيا بتلهف لتسرع هانيا تخبر اختها بكل شيء 

عقدت هديل جبينها لتقول بتردد :  

بس ياهانيا  ....

قالت هانيا بتساؤل : ايه 

قالت هديل بخفوت : يعني ....ده واحد مطلق وكمان اكبر منك في السن بكتير .....تفتكري ماما أو فريد هيوافقوا

تنهدت هانيا وهي تقول بعقلانية : اولا ده لسه احساس....معرفش إذا كان صح ولا غلط .... ثانيا ماما وفريد بيحترموا قراراتنا 

قالت هديل بتذكير : بس اكيد شفتي فريد عمل ايه في موضوع رائف  

قالت هانيا : مفيش مقارنه بين رائف وأيهم ... 


...... .عاد فريد بعد وقت قليل بوقت الظهيرة 

ليفتح الباب ويدخل ....كان المنزل غارق بالسكون 

لينظر حوله قبل أن يدخل الي تلك الغرفه حيث بقيت ورد بفراشها ....ليست نائمه وانما مستسلمه لنوبه الحزن التي فتكت بقلبها وجعلته بهذا الوهن ....

سحب فريد نفس مطولا ووفرة ببطء بينما لايدري كيف يتصرف بينما تسحبها تلك الدوامه من الحزن بداخلها .....

شعرت ورد بخطواته ولكنها لم تفتح عيونها ليقترب فريد منها ويجلس بجوارها .....ناداها بنبرته الحنونه : ورد حبيتي ..قومي وكفايه نوم 

قالت بنبره واهنه : لو سمحت عاوزة انام ...

غص حلقه ليقول برفق وهو يربت علي كتفها : انتي بتهربي ياورد ..قومي يا حبيتي عشان خاطري ...علي الاقل كلي حاجة 

هزت راسها : مش جعانه

قام من جوارها وغاب قليلا ثم عادت لتستمع لصوت خطواته مجددا ليجلس فريد علي طرف الفراش بجوارها ويضع من يده تلك الصينيه التي وضع فوقها الطعام من أجلها .....

: ورد حبيتي انا عملت لك اكل ....يلا قومي كلي    ...انتي مأكلتيش حاجة من الصبح 

توجع قلبها من معاملته الحنونه معها والتي اعتادتها منه ولكن هذا لا يخفي حقيقه انه كان متزوج بأخري . ..هزت راسها ليحيط بكتفها ويجلسها دون الالتفات الي رفضها : الاكل مالوش علاقه بزعلك مني ....كلي وانا هخرج لو وجودي مضايقك 

سريعا ما لمعت الدموع بعيونها التي نظرت له بعتاب لحظة قبل أن تنساب من بين جفونها كالشلال وهي تهتف : عملت كدة ليه .....ليه كسرت قلبي ..؟! 

عتابها بتلك الطريقه حطم قلبه بينما هي في ضياع بسبب حبها له ....لا تستطيع أن تغضب منه وبنفس الوقت بداخلها غضب يحرق الكون ....معاملته لها علي هذا النحو تؤلمها ...ندمه واعتذاره يؤلمها ....وكرامتها أيضا تؤلمها ...

ضائعه ممزقه لاتعرف ماذا تفعل ...؟! 

نظر لدموعها بقله حيله ليقول بأسف : انا اسف ياحبيتي ....غصب عني غلطت ....سامحيني وحاولي تنسي 

اهتاجت لتقول  ببكاء : انسي ازاي انك كنت مع واحده تانيه غيري ....قولي انسي ازاي وانا انسي 

اغمض عيناه بيأس فهي محقه ....نيران مشتعله هي كل ما تشعر به .... نيران مشتعله وتتوهج كلما تذكرت أنه تزوج بأخري ... نيران لا تنطفيء ولا تخفت بينما تقدم لها الأعذار أنه لم يكن بينهم زواج حقيقي ولا أنه سرعان ما طلقها ولا أنها مجرد نزوة

....لا شيء يستطيع إطفاء تلك النيران بينما تفكر ان أخري شاركتها به ....غيورة بجنون لأنها عشقته بجنون...!!

كل هذا الحزن بسبب الحب الكامن بين ضلوعها له ....!!

حاول فريد ضمها إليه لتتعالي شهقات ورد ما أن جذبها لحضنه وأخذ يربت علي ظهرها بحنان : كفايه عياط عشان خاطري ....

هزت راسها وسرعان ما أبعدت ذراعيه من حولها لتقول بعتاب شديد : متحضنيش.....حضنك ده كان في واحده غيري .....!! 


........

عقد نائل حاجبيه حينما عاد للمنزل مساء ولم يجد داليا..عبث بهاتفه قليلا ليتصل بها ولكنه وجد هاتفها مغلق ..زم شفتيه ووفر بضيق قبل أن يتصل بوالدته فأين ستكون الي الان  

: ...الو أيوة ياماما .....هي داليا عندك  ..؟! 

قالت دريه بهدوء :  لا ياحبيبي .....هي ليه مرجعتش

هز راسه بضيق : لا وكمان الهانم تليفونها مقفول 

تابعت دريه بهدوء : اه هي كلمتني من ساعه وقالت تكمن لأن تليفونها فصل شحن 

تلاقيها لسه مع صاحبها يانائل ...وزمتنها راجعه

هتف بانفعال : لغايه دلوقتي مع صاحبها 

هتفت دريه ببرود : وفيها ايه ......ولا هي وراها ايه اصلا صمتت لحظة قبل أن تتابع بمغزي : وبعدين انت عريس جديد .... ركز مع مراتك وسيب داليا في حالها 

صك نائل أسنانه ليهتف بغيظ : وهي كمان مراتي

تهكمت دريه : والله 

هتف نائل بانفعال : ماما في ايه ...

قالت دريه بهدوء : مفيش ياحبيبي ....اهدي وزمانها راجعه 

أغلقت دريه الهاتف لتنظر لها داليا بعتاب : ليه بس كده ياخالتو

...تلاقيه هيتعصب

قالت دريه بتحذير : اوعي تخافي منه ....انتي معملتيش حاجة غلط 

قالت داليا بتوتر : بس ياخالتو هو بيضايق لما بخرج وانا عمري ما اتاخرت برا كل ده 

هتفت دريه بغيظ : ما يتضايق ولا ينفجر.....ايه يابنتي الطيبه بتاعتك دي ...ده اتجوز عليكي وانتي خايفه علي زعله 

..........

.......

قالت ندي لنعومه حينما أجاب نائل : ايه ياحبيبي انت مش جاي النهارده 

قال نائل وهو يحاول إخفاء ضيقه : لا معلش ياحبيتي النهارده عندي شغل كتير وهسهر في المكتب

قالت بخبث: يعني انت في الشغل لغايه دلوقتي 

قال نائل وهو يتهرب من اجابه صريحه بنفس لحظه دخول داليا للمنزل 

: ندي ...هكلمك بعدين 

استمعت داليا لتلك الكلمات التي جعلتها تبعد توترها وارتباكها وتنفذ تعليمات خالتها 

اغلق نائل هاتفه واسرع تجاه داليا يقف أمامها : كنتي فين ؟!

قالت بهدوء وهي تضع حقيبتها علي الاريكه : 

ما انا قولتلك مع اصحابي 

هتف بانزعاج : كل ده 

قالت بنبره بارده : خلصت وروحت اشتريت شويه حاجات 

زم شفتيه بينما أنهت حديثها  واتجهت لغرفتها ليشعر بسخونه تسري بجسده بينما تغيرت وأصبحت تتعامل معه بهذا البرود.....اين تلك الفتاه التي لم تكن تفعل أي شيء إلا وفقا لما يريد.  .الان تجرأت وخرجت طوال هذا الوقت وتجيب عليه بتلك الكلمات المقتضبه

دخلت داليا لغرفتها ولا تنكر شعورها بقليل من الأنتصار فهو لأول مرة يهتم لتلك الدرجه 

خرجت من غرفتها بعد أن اخذت دوش واستبدلت ملابسها لتتفاجيء به قد استبدل ملابسه وجلس بوسط الفراش وعلي ساقه بضع أوراق ينظر إليها  

اتجهت للمطبخ تحاول تجاهله بأي شيء بينما لغي وجوده بغرفه أخري ليقول نائل ببرود واصرار علي إعادتها تحت زمامه: 

داليا لو سمحتي اعملي ليا قهوة 

بعد دقائق وضعتها أمامه دون قول شيء ليقول وهو ينظر إليها :  تسلم ايدك 

خرجت من الغرفه ليظل مكانه قرابه الساعه قبل أن يخرج خلفها ليري ما تفعله ولا ينكر أن ما اتفعله اثار حفيظته أكثر من الشجار معه ....بينما داليا تفهمه جيدا الان بعد ان زالت غشاوة الحب من علي عيونها ....يريد أن تقبل بالأمر الواقع وسيصل الي ما يريد كما اعتاد ولكنه لايدرك أنها تغيرت 

نظر إليها بينما كانت تنظر إلي حاسوبها ليسألها : مش هتنامي

هزت راسها ولم ترفع عيناها إليه : مش جايلي نوم 

عقد حاجبيها متسائلا : بتعملي ايه ؟!

:شغل 

رفع حاجبه : نعم 

قالت ببرود : نهي جابتلي تصميم وقولت اعمله طالما انا فاضيه 

أحتقن وجهه مزمجرا :  انتي عارفه رأي في موضوع الشغل 

تابعت ماتفعله داليا قائله بعدم اكتراث : ومين قال اني

مستنيه رايك 

اندفع ناحيتها ليمسك ذراعها بغضب : انتي ناسيه اني جوزك ياهانم 

نظرت داليا له بغضب شديد وقد نفضت هذا البرود الذي أحرق أعصابها : جوزي اللي اتجوز عليا ....

سخنت أنفاسه ليقول بتبرير : رجعت مراتي ام ابني 

نزعت داليا ذراعها من يده : يبقي ارجعلها وطلقني ....

.........

...

شهقت هايدي حينما تفاجات بخالد خلفها وهي تسير الي سيارتها بعد انتهاء عملها :  خضتني ياخالد 

ضحك خالد قائلا ' سلامتك ياقلب خالد 

نظرت له بعدم  تصديق : ايه ياخالد انت بجد فاضي .....طول اليوم ورايا 

غمز لها بشقاوة : خدي بالك كلامك جارح 

تقمص الجديه وتابع : وبعدين انا مش فاضي ولا حاجة  انا كنت في شغل لقيت نفسي جنبك فقولت اعدي اروحك

رفعت حاجبها قائله ،: ياسلام 

هز راسه لتقول : اولا شغلك فين واحنا فين ثانيا معايا العربيه 

قال خالد بمرح : الله يسامحك يافريد ...كان لازم تجيب لها عربيه وتقطع رزقي 

ضحكت بخفه ليقول : طيب بصي وصليني 

اتسعت ضحكتها : هو أي حاجة وخلاص 

اوما ونظر إليها : بصراحه اه 

هزت راسها بدلال : لا 

: لا ايه ،؟!

قالت هايدي بجديه مزيفه : لا مش هوصلك عشان مش هينفع نركب مع بعض 

قال ببساطه : مينفعش ليه ....انتي خطيبتي 

قالت بدلال : لسه مش رسمي

قال بتلهف : كلها بكرة  وتبقي رسمي 

ضحكت قائله وهي تخرج مفتاح سيارتها : يبقي استني بكرة 

نظر لها بعدم تصديق : هتسيبيني  في الشارع 

أومات وهي تدخل الي سيارتها : اه 

؛ قلبك قاسي اوي ...

........

..في اليوم التالي حاول فريد الهرب بالعمل من يأسه ولكنه لم يستطيع بينما لم تفارق صورتها الباكيه عيناه 

دخل إليه العسكري قائلا :فريد باشا ...محمود بيه طالبك في مكتبه 

.....هتف هذا الرجل الوقور بسعاده بينما ينقل له خبر ترقيته .... مبروك يافريد ....قصدي يا رئيس النيابه  

نظر إليه فريد بدهشه ليبتسم :  اه الف مبروك 

: متشكر يافندم 

......

...

بخوف ظل ملازمها لليوم التالي حاولت ندي بيأس الاتصال به بلا جدوي 


.....

...

قالت هاله بحب : الف مبروك ياحبيبي 

سألها بلهفه : ماما هي ورد جنبك 

قالت هاله : لا ياحبيبي فوق 

قال بإحباط : طيب لو سمحتي ممكن تطمئنيني عليها عشان تليفونها مقفول 

: حاضر 

غسلت ورد وجهها سريعا قبل أن تفتح الباب 

سالتها هاله بقلق :مالك ياحبيتي

:  ابدا ياماما 

قالت هاله : خدي ياحبيتي كلمي فريد ...بيتصل بيكي  وقلق عشان تليفونك مقفول 

همست هاله لها وهي تعطيها الهاتف : باركيله ياحبيتي ...اترقي

جاءه صوتها ليقول بلهفه : 

حبيتي انتي كويسه 

قالت وهي تنظر لهاله : اه 

قال برجاء : لو بتحبني ياورد متزعليش نفسك اكتر من كدة 

صمتت 

لحظة لتبتسم أمام هاله قائله :  

مبروك 

قال بصدق : مش حاسس بالفرحه طول ما انتي زعلانه مني

أعطت الهاتف لهاله ولم تقل شيء 

قالت هاله :  انا هعمل وليمه احتفال علي الغدا 

قال فريد : معلش ياماما ...هاخد ورد نتغدي برا 

هزت هاله راسها بإصرار : لا النهاردة هتنجمع كلنا علي الغدا 

........

نزلت ورد برفقه هاله لتساعدها وتحاول أن تبدو طبيعيه بعد ساعه تعالي صوت إخوته لدي عودته مباركين له  لتظل ورد مكانها بالمطبخ تشغل نفسها بأي شيء حتي لا تخرج 

ولكن صوت أخته هديل تعالي : ورد 

.ورد فريد رجع 

حاولت أن تكون طبيعيه وبداخلها بالفعل هي سعيده من اجله لتخرج إليه ..... 

تفاجات به  أمامها وبيده باقه كبيرة من الورد 

قالت هديل بشقاوة :  انت اللي مفروض تجيلك هديه ياسيادة المستشار

قال فريد بحب وهو يعطيها باقه الورد : 

هي احلي هديه عندي 

ضحكت هانيا : ياسيدي علي الحب 

أخذت الورد منه وحاولت أن تخرج صوتها بابتسامه :  شكرا .....مبروك الترقيه 

قبل وجنتيها قائلا :  الله يبارك فيكي ياحبيتي 

اخرج علبه من جيبه قائلا بحب :  دي كمان عشانك 

نظرت لمحتوي العلبه لتبتسم هاله بسعاده : الله .... حلوة اوي يافريد 

نظرت ورد لهذا الدبوس الذهبي الذي حوله لطوق ذهبي حول عنقها لتقول هاله بسعاده :  تلبسيها ياورد ومتقلعيهاش ابدا

شعرت بانفاسه المشتاقه بينما يضع السلسله حول عنقها 

وكم اشتاق الي رائحتها ....اسدلت ورد شعرها وحاولت الابتعاد عنه تقول : هدخل اشوف الاكل 

مرت جلسه الغداء بينما تحاول ورد أن تبدو طبيعه ولكنها تتجنب الحديث المنفرد معه 

تعمد أن يكون بجوارها ويستغل وجودهم وسط عائلته لعلها تتحدث معه 

قالت ورد باستئذان :  ماما هاله هطلع عشان ورايا شويه حاجات

قالت هاله بحنان : اطلعوا ياحبيتي 

نظرت لفريد الذي سرعان ما تبعها ....... 

وضعت الورد علي الطاوله ما ان دخلت للمنزل واسرعت تدخل لغرفتها ليوقفها فريد :  

ورد ....

التفتت له قائله وهي تتمسك بثباتها : لو سمحت متحطنيش في الموقف ده تاني 

قال ببراءه جعلت قلبها يتمزق من أجله : 

ورد غصب عني بدور علي أي فرصه اتكلم معاكي فيها ...!! 

......

.....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم


اقتباس 

: فريد ....امبارح بعد ما نزلت من عندي في واحد سأل عليك 

اغمض فريد عيناه بقوة بينما تجمدت يداه بالهاتف وهو ينظر إلي نظرات ورد المتخاذله .....!! 

......الفصل الثلاثون



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

12 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !