ورد فريد ...الثاني والثلاثون

20


 الفصل السابق

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

احتدت ملامح رائف : نعم يااختي ..حمل ايه اللي بتفكري فيه 

تغنجت هناء بخطواتها تجاه رائف : هيكون حمل ايه ....بقولك عاوزة احمل منك 

قام رائف من علي الاريكه واندفع ناحيتها ليمسك ذراعها بقوة هاتفا بسخط : جري ايه يا بنت ال....

ايه فكرتي نفسك مراتي بجد ولا ايه 

ابتعلت هناء إهانته سريعا وتحلت بالبرود وهي تقول رافعه أحدي حاجبيها : امال انا ايه ؟!

دفعها رائف بحنق مزمجرا بغضب : انتي عارفه كويس انتي ايه ؟!

سحبت هناء نفس مطولا ثم زفرته ببطء  قبل أن تقول ببرود شديد وهي تتجه لتجلس علي طرف الفراش وتتمايل بجسدها البض : والله اللي اعرفه اني مراتك يارائف ...مراتك رسمي وبالورق

زفر رائف بحنق ليتجه الي الاريكه يسحب من فوقها جاكيت بدلته متبرطما : انا غلطان اني قاعد معاكي اصلا 

اتجهت هناء ناحيته سريعا تقف أمامه : رايح فين ؟!

ابعدها رائف عنه : في داهيه 

قالت بنعومه : بعد الشر عليك

نظر لها ساخرا لتبتسم له باغواء وتقترب مجددا منه لتلصق جسدها بصدره وهي تقول برقه : ايه يارائف هو انا موحشتكش

لانت نظراته الراغبه بينما لا تتوقف هناء عن اغواءه لتمرر يدها تجاه فتحه قميصه وتبدأ بحل ازراره الواحد يلو الآخر قبل أن تسحبه الي الفراش وتميل فوقه متابعه بنعومه : انا مقصدش ازعلك ابدا ...انا بس نفسي يكون عندي عيل منك 

خرج رائف سريعا من نوبه رغبته ليمسك معصمها بقوة يوقفها عما تفعله ...اهتزت نظرات هناء بخوف بينما لفحتها انفاس رائف الغاضبه بينما قال بفحيح : واضح اني اتساهلت معاكي وفكرتي انك تقدري تضحكي عليا .....تغيرت ملامحه كليا وانذرت بالشر بينما تابع ويداه تقبض بقوة أكبر علي معصمها : انا اضحك علي الف من عينتك ...فاهمه 

حاولت هناء تخليص معصمها من يده بينما تقول : ايدي يارائف ....انا معملتش حاجة. 

زمجر بغضب : وحياه امك ....جري ايه يابت فاكرة اني نسيت اللي عملتيه

قالت هناء : كنت بدافع عن نفسي بعد ما غدرت بيا

ترك رائف معصمها بغضب وقام من الفراش يغلق ازارا قميصه قائلا بتحذير : يبقي احمدي ربنا اني عديتهالك وسايبك كمان لغايه دلوقتي 

حاولت هناء الاقتراب منه مجددا ليوقفها بإشارة من يده : اسمعي يابت انتي انا لو سايبك فأنا سايبك عشان لسه ليا مزاج فيكي ...إنما تفكري انك قادره عليا يبقي بتحفري قبرك بأيدك ....كلها عيل بملاليم يدهسك بعربيه أو يرش في وشك ميه نار 

ضربت دقات قلبها بخوف ليبتسم رائف بانتصار 

وهو يكمل : موضوع العيل والحمل والكلام ده تنسيه عشان وقتها هتكوني انتي اللي جنيتي علي نفسك 

خرج رائف من المنزل لتعتدل هناء جالسه تزم شفتيها بغيظ وانفعال وهي تتذكر تهديده لها .....غبيه أن ظنت أنها امنت شره لذا فكرت بأن  مساله الحمل منه هي مفتاحها للامان ولضمان وجودها بحياته ...!! 

.........

.....

ابتسامه هادئه حنونه ارتسمت علي شفاه هاله حينما طرق خالد الباب بهدوء وهو يحمل الطعام ليقول بتهذيب : اكيد حضرتك جوعتي 

قالت هاله بابتسامه واسعه : خالد ياحبيبي تعبت نفسك 

ابتسم وهو يدخل يضع الطعام فوق الطاوله الموجوده بجانب الغرفه الملحقه بغرفه هايدي قائلا : مفيش اي تعب 

قالت هاله : مروحتش ليه ياحبيبي 

قال وهو ينظر إلي هايدي النائمه : مقدرتش اروح قبل ما اطمن عليها 

ربتت هاله بحنان علي كتفه : هي بقت كويسه ياحبيبي ....روح ارتاح 

هز رأسه : لا ..عشان لو احتاجتوا حاجة 

قالت هاله : ياخالد اسمع الكلام وروح ارتاح 

هز رأسه بإصرار لتقول هالة : حيث كدة يبقي خليك قاعد معانا هنا وبلاش تقعد لوحدك في الكافتيريا 

قال خالد بحرج : مفيش داعي أزعج حضرتك 

ابتسمت : مفيش ازعاج ...يلا تعالي نأكل سوا 

اوما لتبتسم هاله بامتنان بينما عوض الله صبر ابنتها خير ....

....

........

ظل فريد جالس علي طرف الفراش واضعا رأسه بين يداه دون حركه لبضع دقائق بينما ضربته صدمه كلماتها ...باقيه معه من أجل ما فعله معها ....!!!

ايمكن أن يكون حبها له قد انتهي ....!!

كل ما بينهما انتهي ....!! اسئله كثيرة ضربت عقله وقلبه بينما فكره ان حبها له انتهي أصبحت تكبر بعقله الذي لا يستوعب أنها مجرد كلمات نابعه من  انثي مجروحه بكرامتها وكبرياءها ....انثي مبعثره بينما ضاعت سعادتها بلحظة وتسربت من بين يديها ....!!

جلست ورد علي الأرض الرخاميه وتركت العنان لدموعها تبكي بقهر وضعف عكس انفجارها أمامه قبل لحظات ...لم تتوقع يوما أن تتحدث معه بتلك الطريقه ولكنها كانت الطريقه الوحيده امامها لتدافع عن جرح كرامتها ....إرادت أن تاخذ ثأر جرح قلبها وهي تجرحه لتجد أنها جرحت نفسها قبل أن تجرحه ....وقعت في حبه بجنون واصبح عالمها لذا جرحها مضاعف ....ووجعها لا يحتمل ....تعرف أن زواجه كان لأسباب معينه وهي أحدي تلك الأسباب ...تعرف أن له عذره في خطأه بحقها ...تعرف ..وتعرف...وتعرف .....فهي 

أخبرت نفسها مئات المرات بكل تلك الكلمات ولكن ماذا تفعل في وجع قلبها الملكوم ....ماذا تفعل في تلك النيران التي سكنت بين ضلوعها وتأبي أن تهدأ ....؟! 

ماذا تفعل بينما لا يتوقف الشيطان عن رسم خيالات فوق تلك الكلمات ( لما كنت عندي .....) 

أسندت راسها للحائط خلفها وازداد بكاءها وهي تتذكر كل السعاده التي ذاقتها علي يده وكم كانت مؤلمه تلك الذكريات وهي تتذكرها بتلك اللحظه بالذات  .... وجع شديد انتاب قلبها الذي يؤنبها بكل تلك السعاده ويخبرها أنه يستحق الغفران ....ولكن وكإن روح أخري تتلبسه بنفس اللحظة بينما مازالت تتوهج بداخله تلك النيران ....وأكثر ما يؤلمها تضحيته من أجلها كانت سراب بينما كان هو بإحضان أخري ....!!

لتجد شهقاتها تنفلت من صدرها وتتعالي وهي تضرب مؤخرة راسها بالجدار خلفها المرة تلو الأخري لتتوقف عن سيل الذكريات ....!! 

رفع فريد اخيرا رأسه علي صوت رنين الجرس ليتحامل علي نفسه ويعتدل واقفا ويتجه للخارج وهو يفرك وجهه يحاول استعاده ثباته ....

قالت هديل بحرج : هنزعجكم يافريد 

هز رأسه قائلا : ادخلي ياحبيتي ...

دخلت هديل وخلفها هانيا التي تشعر بثقل في راسها وتريد النوم 

قالت هديل وهي تجلس علي الأريكة : هي ورد نامت ؟!

هز رأسه قائلا : بتاخد دوش 

أومات ليتجه الي ورد ويقف أمام الباب مترددا قبل أن يطرقه : ورد ..البنات برا

جاءه صوتها الخافت يحمل نبره باكيه : ثواني وهطلع

زم شفتيه بينما تألم قلبه لسماع نبرتها....حاولت ورد قدر المستطاع اخفاء اثار بكاءها وهي تغسل وجهها مرارا بالماء البارد ولكنها عجزت ليري فريد بوضوح احمرار وجهها وعيونها من البكاء حينما خرجت ووجدته واقف امامها.... ليظل واقف  مكانه لا يطاوعه قلبه علي تركها بتلك الحاله .....!! هل يتحدث معها ...؟! 

هل يعتذر ؟!...هل يبرر ؟!

ماذا يفعل ...؟! ظل يسأل نفسه بقله حيله 

كانت هديل شارده فيما حدث بينما هانيا لا تستطيع فتح عيونها من النعاس لترفض الفتيات أن تعد لهم ورد الطعام ويدخلوا الي تلك الغرفه وينامون ....

وهاهم ينامون بنفس الغرفه ولكن لأول مره يشهد فراشهم هذا البعد والجفاء بينهم  ....انكمشت ورد علي نفسها في طرف الفراش ونام فريد بالطرف الآخر وكلاهما يولي للاخر ظهره وذلك الفراغ بينهم مثل البعد الذي بدأ ينمو في حياتهم ....!!

بصعوبه حاول فريد اغلاق جفناه لينام بينما كل عضله بجسده تأن ولكن عقله كان يعمل كالاله لذا لم يطرق النوم جفناه ....يعطيها كل الحق في ثورتها وغضبها ولكن لا يستطيع أن يقدم تنازلات أكثر بينما جرحت كلماتها كرامته ....وكان قلب ورد  يأن بنفس الوجع بينما لا تري أو تفكر في شيء إلا كونه كان بمنزل تلك المراه ....تلك المراه التي تبجحت امامها طوال تلك الفترة وتلاعبت بها دون أن يرف لها جفن ...تلك المراه التي اعترف أنه ضعف امامها ...وياله من اعتراف قاسي علي اي امراه سماعه ....!!

لايعرف كم أحرقت تلك الكلمه قلبها وجعلت عقلها يتوقف عن التفكير ....ليس هناك ذرة واحده من الصحه في تلك الشكوك التي ضربت عقله أن حبه بقلبها انتهي فهي ليست أكثر من انثي مجروحه فجرحته بتلك الكلمات ....!!

.......

...

رفع نائل جسده من فوق جسد ندي واراحه علي الفراش بانفاس لاهثه بعد أن انتهي منها لتجذب ندي الغطاء فوق جسدها العاري وتضع راسها فوق صدره وتغمض عيونها متظاهرة بالنوم بينما ذلك الخوف بداخلها منذ سؤال هذا الرجل عن فريد يمنعهما من النوم أو الراحه ...ماذا أن عرف نائل ... لن يرحمها وسيأخذ طفلها ....ربما كانت ستتنازل عن ابنها لنائل قبل فترة ولكن وقتها كان سيكون رجوع فريد إليها هو مقابل هذا التنازل أما الآن فهي ستخسر كل شيء ....هي بحاجة لجذب نائل إليها أكثر حتي تضمنه وتحاول التأثير عليه أن حدث مثل هذا الشيء ....ولكنها لا تدري ان هذا الضمان بدأت تتزعزع اساساته بينما بداخل جفون نائل المغلقه انعكست صورة داليا التي لم يصل لقرار ....طلبت الطلاق وهو رفض ولكن المفاجاه أنها أصرت علي هذا ....!!

متي أصبحت بتلك القوة لتقف أمامه وتطالبه بالطلاق ...

........

...

جلس اياد بوسط الفراش يعبث بهاتفه لتدخل هاجر إليه تحمل تلك الصينيه التي جهزت فوقها العشاء من أجله ....اسرع يترك هاتفه جانبا ويمد يداه يأخذ منها الصينيه قائلا بابتسامه : تسلم ايدك ياحبيتي 

ابتسمت له برقه : الله يسلمك  

: ...معلش تعبتك وخليتك تقفي تجهزي ليا اكل ...بس انا  جعان جدا 

هزت راسها سريعا: لا طبعا مفيش اي تعب وبعدين انا في كل الاحوال كنت هجهز ليك العشا ...بالهنا والشفا 

ابتسم لها ووضع الصينيه أمامه ناظرا لها : يلا ياحبيتي 

هزت راسها قائله : لا يااياد بالهنا والشفا مش جعانه

بدأ اياد بالاكل لتتجه هاجر الي الخزانه ترتب ملابسهم 

ثم تعود لتجلس بجواره ....

تحب اجيبلك حاجة تانيه

هز راسه بابتسامه : لا ياروحي تسلم ايدك

مد يداه إليها واضعا بالشوكه أحدي قطع اللحم : كلي دي عشان خاطري 

عقدت جبينها وهزت راسها سريعا وهي تبعد يداه برفق : لا ...مش قادره 

نظر إليها بدهشه من امتعاض ملامح وجهها لتقول سريعا باعتذار : معلش يااياد ..بس معدتي وجعاني وريحه الاكل ضايقتني

قال باهتمام وهو يتطلع إليها : مالك ياحبيتي ....حاسه بأيه ؟!

قالت بابتسامه هادئه : ابدا ....انا لما بتوتر معدتي بتوجعني وانا النهاردة قلقت علي هايدي 

اوما لها بحنان قائلا : متقلقيش هتبقي كويسه أن شاء الله

هزت راسها ليكمل اياد اكله ثم يقوم الي الحمام ليغسل يده وتأخذ هاجر صينيه الطعام الي المطبخ .....عادت بعد أن انتهت من تنظيف المطبخ ليفتح لها اياد ذراعه ..تعالي ياحبيتي ارتاحي انتي تعبتي النهارده 

ابتسمت له وتوسدت صدره ليقبل رأسها ويترك يداه تداعب شعرها لدقائق طويله قبل أن تستسلم للنوم ....

.........


..

نظرت شاديه بلهفه الي رد تلك المراه التي رفعت أحدي حاجبيها قائله : بس البت لسه صغيره 

قالت شاديه وهي تهز راسها : وماله صغيره ....دي زي حته القشطه وبعدين هي الرجاله مزاجها ايه غير البنات الصغيره 

قالت عزه : اه يااختي بس تكون بنت ١٥ أو أشد شويه 

قالت شاديه وهي تمصمص شفتيها : وانا قولت تتجوز بكرة ...اهي كلها سنه وكام شهر وتبقي داخله علي ال ١٥

...زفرت وتابعت بنفاذ صبر : ها هتعرفي تلاقي عريس ولا اشوف غيرك 

قالت عزة سريعا : لا تشوفي ايه ....اجيبلك 

أومات شاديه قائله : بس يكون مقرش مش اي حد 

أومات عزة بتفكير وهي تقول :  الحاج فرج المقاول كان مكلمني علي عروسه ....هقوله يمكن تعجبه

قالت شاديه بتأكيد : هتعجبه طبعا امال ايه ...

قالت عزة بتردد : أيوة يا شاديه بس سبق قولتلك البت

صغيرة 

ضحكت بخلاعه : يااختي الصغيرة بكرة تكبر علي أيده ...انتي بس كلميه واهو يشبكها وبعد شويه يكتب عليها 

......

....

انهي فريد صلاه الفجر واعتدل واقفا بهدوء يطوي سجاه الصلاه ثم توجه لخارج الغرفه حتي لا يزعجها ويوقظها بينما شعر بها تعاني مثله طوال الليل دون أن يغمض لها جفن حتي تهاوت اخيرا من الارهاق وانتظمت أنفاسها قبل ساعه وغرقت بالنوم ....جلس في الشرفه قليلا يدخن حتي بدأت الشمس ترسل خيوطها الأولي ليتجه الي الغرفه وبهدوء يسحب ملابسه ويخرج الي الحمام .....

ظلت هديل جالسه في الفراش بكمد وهي تتذكر ما حدث ....هذا الحقير بلا اخلاق استدرجها ...؟!

كيف وثقت به ودخلت الي تلك الغرفه ...كان يجب أن تفهم أن هناك شيء غير طبيعي بعد كلام مرام وآصرارها علي الدخول الي تلك الغرفه ....

.....

...

تقلب امير علي فراشه الوثير وعيناه لا تفارق النظر إلي صورتها التي وضعها بداخل هذا الإطار الأنيق ...ليبتسم لنفسه وهو يتذكر كيف اخذ تلك الصورة التي سقطت من حافظة والدتها أحدي الايام ....تلك الصورة التي كان ينظر لها يوميا وهو بسنوات الغربه ....!!

اخطا بحقها ولا يلومها علي ما فعلته .... اللوم كله علي رائف وتلك اللعبه الحقيره التي لعبها عليهم ...!! ولكنه قارب علي أخذ حقها منه وتعويضها عن كل ما فعله 

انتظر كثيرا ولكن هذا الانتظار لن يكون سدي ....فهو سيعوضها عن كل ما نالته علي يد رائف الذي سينتقم منه اشر انتقام ...!! 

........

...

وقف فريد أمام تلك المرأه الضخمه الموجودة بوسط البهو يهندم من هيئته ويعقد ربطه عنقه ليرفع

رأسه تجاه هديل التي خرجت من غرفتها ...

: صباح الخير يافريد

قال وهو يلتفت لها : صباح النور ياحبيتي ...صاحيه بدري ليه كدة 

تعلثمت هديل بينما تحاول أن تبدو طبيعيه : ابدا 

اوما ليقول بحنان : طيب ادخلي جهزي ليكي فطار ياحبيتي انتي نمتي من غير عشا 

هزت راسها قائله : لا انا مش جعانه  ....تحب اعملك حاجة تأكلها

هز رأسه : لا متتعبيش نفسك 

ابتسمت له قائله : طيب اعملك قهوة 

دون إرادته نظر الي باب غرفتهم فهي لا تتركه يذهب دون أن تعد له قهوته لينظر الي هديل قائلا : لا ياهديل تسلم ايدك 

اتجه للباب ليقول : عاوزة حاجة ياهديل

أسرعت هديل إليه باستدراك  

: انت رايح لهايدي

هز رأسه قائلا : انا هعدي عليهم قبل ما اروح الشغل 

قالت هديل : طيب معلش استني هلبس واجي معاك 

اغلق الباب مجددا وعاد الداخل قائلا : طيب بس بسرعه 

جلس علي الأريكة بوسط البهو في انتظار هديل لتغادر ورد الفراش بعد سماعها صوت انغلاق الباب.  ....

خرجت من الغرفه لتتوقف خطواتها حينما رأته مازال بالمنزل .... تراجعت خطوة ليلمحها فريد ويدرك أنها تريد أن تتراجع وتتجنب حتي رؤيته لتنفلت الكلمات التي تحمل عتاب قاسي من بين شفتيه : متقلقيش خمس دقائق ونازل 

خفضت ورد عيونها عن النظر إليه وتابعت بخطواتها الي المطبخ بينما تقول باقتضاب : هعملك القهوة 

أوقفها بينما لايريد فرض نفسه عليها أكثر. : متتعبيش نفسك ...انا نازل 

خرجت هديل لتقول بابتسامه : صباح الفل ياورد 

رسمت ورد ابتسامه علي شفتيها قائله : صباح النور 

قالت هديل : انا هروح لماما وهايدي

قالت ورد : لما هانيا تصحي هحصلك انا وهي 

أومات لينصرف فريد. وهديل ....تهاوت ورد علي المقعد تتذكر نظرته وكلماته لها ...هل يعاتبها ويلقي اللوم 

عليها ....من له الحق بالغضب وماذا يتوقع منها بعد اعترافه أنه ضعف امام رغبته في امراه أخري ...!!...

........

...علي طول كورنيش البحر كانت عيون هاشم معلقه بالناس التي تتحرك بكل اتجاه يبحث عنها وسطهم دون جدوي ....وهناك عيون أخري كان يبحث عن رفيقه روحه التي ظهرت له من العدم لييأس من ظهورها فيستدير ويتجه الي سيارته ....أدار ايهم سيارته واتجه عائدا الي منزله بعد أن فسد مزاج صباحه حينما لم يراها ككل صباح ....!! 

فتح ايهم الباب ليعقد جبينه سريعا حينما رأي منال ...!!

قبل أن يفتح فمه كان سريعا ما يعتدل عمه طارق واقفا وكذلك أبيه 

ليقول طارق وقد قرأ ما سيقوله ايهم : ايهم ... منال عندها كلمتين عاوزة تقولهم ليك ..!!

.........

...

نظرت ورد الي ساعتها لتجدها قاربت علي الثانيه عشر ظهرا لتدخل الي هانيا توقظها ....

هانيا اصحي 

تقلبت هانيا في الفراش بكسل وقالت بنبره خافته : مش قادره اقوم ياورد 

قالت ورد باهتمام : مالك ياهانيا انتي تعبانه

قالت هانيا وهي تزيح بصعوبه ثقل جفنيها : شكلي اخدت برد 

قالت ورد سريعا وهي تضع يدها فوق وجنتها تستشعر حرارتها ...انتي دافيه ...

هكلم ماما هاله 

أسرعت هانيا تمسك بيدها : لا ياورد بلاش تقلقيها ....هما شويه برد

: طيب تعالي خدي دوش وهجهزلك حاجة سخنه 

امتثلت هانيا لكلام ورد ودخلت لتستحم....ساعدتها ورد علي العوده للفراش لتضع بيدها كوب الليمون بالعسل وتعطيها أحدي ادويه البرد 

: سلامتك 

تعالي رنين هاتف هانيا لتنظر  إليه قائله بصوت مزكوم : دي ماما .... خدي ياورد معلش ردي عليها عشان متسمعش صوتي كدة وتقلق كفايه عليها هايدي 

أومات ورد لتجيب : صباح الخير ياماما 

ابتسمت هاله : صباح النور ياحبيتي ...عاملين ايه ؟!

: الحمد لله ...هايدي عامله ايه النهارده 

: الحمد لله ...هي هانيا لسه نايمه 

تعلثمت ورد قائله : اه ...ااه نايمه 

صمتت هاله لحظة قبل أن تقول : طيب وحياتك ياورد صحيها وخليها تيجي علي المستشفي وتجيب معاها هدوم هايدي ضروري 

عشان مرضتش اقول لفريد يرجع تاني وهديل معايا بتساعدني 

أومات ورد لتغلق وتنظر الي هانيا قائله : انا هاخد الهدوم وأروح لماما المستشفي بدالك .... بس هكون قلقانه عليكي 

قالت هانيا وهي تريح راسها للوساده : لا متقلقيش انا كويسه ...هنام علي ما ترجعي 

ربتت ورد علي وجنتها بحنان قائله : ماشي ...خدي بالك  من نفسك علي ما ارجع 

..........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

..هز هاشم ساقه بعصبيه ليقول ماهر : 

اهدي ياهاشم وفهمني بس ايه اللي حصل 

اشاح هاشم بوجهه بضيق : مش  لما افهم انا الاول  

زفر هاشم بضيق : اسكت بقي انت كمان انا اصلا مش طايقك ...ولا كان لازم تنطق الكلمتين دول 

هتف ماهر بدفاع عن نفسه :  اهو جت كدة ياهاشم ...والله ماقصدت حاجة ...

حدث هاشم نفسه بضيق : ياتري فهمتي ايه ياهديل !! 

...


اتجهت ورد الي المشفي بعد أن طلبت أحدي سيارات الاجره .....

بنفس الوقت لم تلحظ تلك السيارة التي تتبعها 

دخلت حنان الي الغرفه لتنظر الي هاله : ادخل ياهاله

قالت هاله سريعا : طبعا اتفضلي ياحنان 

قالت حنان بحرج : انا جيت اطمن علي هايدي 

دخل خيري بخطي متردده هو الآخر وبعد قليل وصل رائف وأمير .....

اضطرت هاله لاستقبالهم والترحيب بهم ....احتقن وجهه خالد وتقابلت نظراته بنظرات رائف الذي لم يكن بحال تسمح له بالدخول في مزيد من المشاكل لذا سرعان ما انسحب .....وكذلك فعلت ورد فور دخول امير من الغرفه  

لتقول بصوت خافت لهاله : انا هروح ياماما 

قالت هاله بتساؤل لرؤيه احتقان وجهها بتلك الطريقه : مالك ياورد ...في حاجة 

: لا ابدا ياماما ....بس هرجع اجهز الغذا 

أومات هاله لتقول : ماشي ياحبيتي ...عموما الدكتور هيكتب علي خروج كمان شويه وفريد هيعدي يروحنا 

........

....

نظر امير بطرف عيناه لورد التي تغادر وبعد دقائق استأذن هو الآخر ليغادر ...: حمد الله علي سلامتها ياعمتو

قالت هاله بحنان : الله يسلمك ياامير

خرج امير من الغرفه وأخرج هاتفه من جيبه سريعا 

: ايه .!

قال الصوت الغامض : تمام ...

........

...

وضعت ورد قدمها بتلك السيارة التي طلبتها وسرعان ما كانت تتحرك بها من اسفل المشفي ....لحظات وكانت سرعه السيارة تهديء قليلا بنفس اللحظة التي نظرت ورد 

الي هاتفها حينما انتبهت الي وصول  تلك الرساله 

(....انا وصلت يافندم حضرتك فين ) 

اتسعت عيناها بصدمه ودق قلبها بجنون ونظرت إلي السائق والي هاتفها بينما تحاول تذكر نوع السيارة التي ركبت بها والتي لا تتذكر أنها من الاساس دققت بها قبل أن تركب ......أدركت بلحظة ما حدث وبنفس اللحظة فهم السائق من نظرتها أنها فهمت وسرعان ما كانت تضع يدها علي مقبض السيارة وتهتف : وقف العربيه......كادت اطارات السيارة تتوقف ولكنها سرعان ما تحركت من جديد بينما انفتح باب السيارة الأخري وبلحظة كان يقفز هذا الرجل الضخم داخل السيارة بجوار ورد التي بأيدي مرتعشه كانت تمسك بهاتفها ولكن يده سبقت يدها وجذبه بقوة منها وسرعان ماكان السائق ينطلق بالسيارة .....

صرخت ورد برعب ووضعت يدها المقبض ييأس تحاول فتحه  ولكن سرعان ما انطلق الرجل بسرعه بالسيارة بينما امسك الرجل الضخم بها قائلا بتحذير وهو يحاول تجنب لمسها : 

لو سمحتي اهدي .... انا مش عاوز ااذيكي 

صرخت ورد بخوف وهي تحاول ابعاد الرجل عنها وبيأس تضرب بقبضتها باب وزجاج السيارة ....انتوا عاوزين مني 

ايه ؟!

قال الرجل بغموض : هتفهمي 

قاومته ورد بقوة بينما تحلي الرجل بأكبر قدر من الثبات أمام لكماتها واظافرها التي غرستها في وجهه  

ليحاول الا يلمسها تبعا لتعليمات امير الذي هاتفه السائق قائلا : كله تمام ...

نظرت ورد بخوف ورعب إلي انحراف السيارة باتجاه الطريق الصحراوي لتحاول ييأس الصراخ والضرب بكفها علي زجاج السيارة المغلق....

حرام عليكم ....عاوزين مني ايه ..

اندفعت الذكريات السيئه كلها بعقلها وهي تفكر بمصيرها بخوف شديد.....انفلتت الدموع المرتعبه من عيونها وهي تفكر به وتنطق اسمه 

فريد ...!!

.....

برأس ثقيل أجابت هانيا علي هاتفها ...الو

عقد ايهم حاجبيه بقلق ما أن استمع لصوتها  : انتي كويسه ؟!

تفاجات بسماع صوته لتقول بعدم تصديق : ايهم ؟! ..

.......


..


توقفت السيارة بعد أن قطعت الطريق بسرعه كبيرة  لتنظر ورد الي هذا المكان المهجور بقلب يرتعش بداخل صدرها ولا تتوقف عيونها عن البكاء ...ماذا سيفعلوا بها ..؟!  

قال الرجل الضخم الذي نزل من السيارة وفتح لها الباب : 

انزلي 

تمسكت ورد بالمقعد هاتفه وهي تتراجع الي داخل السيارة 

مش هنزل 

نظرت حولها بخوف تبحث عن شيء تدافع به عن نفسها 

لترفع عيونها ما أن توقفت تلك السيارة مصدره القليل من الغبار حولها لتتسع عيونه بصدمه حينما فتح امير باب السيارة ونزل منها .... 

نظرت ورد إلي امير وتسارعت دقات قلبها بينما تهادت تلك التعبيرات الي وجهها وقد فهمت أنه من خطط لاختطافها .....نعم تابع تحركاتها وأرسل رجاله خلفها ولحسن الحظ أنها كانت ستغادر كما جائت بسياره أجرة لذا توقف امامها وقبل أن يفكر باستخدام القوة كانت ورد تركب ظنا منها أنه السائق الذي  طلبته ...قال أمير وهو يبتسم لها بهدوء : انزلي ياورد 

هزت ورد رأسها : أنت عاوز مني ايه ؟!

قال أمير وهو يمد يده تجاهها : انزلي وهنتكلم 

ضربت يده التي امتدت لها وصرخت : 

ابعد عني 

قال أمير وهو يسحبها من ذراعها لخارج السيارة : متخافيش مني ياورد....انا  عاوز اتكلم معاكي 

هزت راسها وهي تنزع ذراعها من يده : مفيش بينا كلام 

اشار امير للسيارة لتنصرف لتجد ورد نفسها برفقه وحدهم بهذا المكان الممتد علي طول الطريق الصحراوي وبه بعض الابنيه فقط ولا يوجد بحدود بصرها اثر لأي إنسان 

تسارعت دقات قلب ورد وحاولت الركض ولكن خطوات امير سبقتها ليسرع يمسك بها من ذراعها

ولكن ورد دفعته بعيدا عنها صارخه بقوة تحاول بها اخفاء خوفها ورعبها  : اياك تقرب مني  

قال أمير وهو يرفع يداه للاعلي: متخافيش ياورد....انا بس جبتك عنا عشان عاوز اتكلم معاكي 

زأرت ورد بغضب : تتكلم معايا في ايه ....مفيش بينا كلام

قال أمير بنبره ناعمه : انا عارف انك زعلانه مني وان بسببي عيشتي حاجات صعبه كتير....بس انا عاوز أكفر عن غلطتي واعوضك 

نظرت له ورد باشمئزاز : تعوضني عن ايه ياحيوان ...!!

زم امير شفتيه يحاول التحكم بغضبه مزمجرا

: ورد ...اتكلمي معايا بأدب !!

تحلت ورد بالشجاعة لتنظر له باستهزاء : ادب...!! واحد زيك انت بيتكلم عن الأدب

فارت اعصاب امير ليندفع ناحيتها يقبض علي ذراعها بعنف جعل الخوف يتطاير من عيونها وتنهار كل شجاعتها  لتحاول جذب ذراعها منه بانفعال نابع من خوفها من اقترابه منها ::ابعد عني !!!

سرعان ما سيطر امير علي نوبه انفعاله ليترك يدها وتتغير نبرته تماما وتلين علي نحو واضح بينما يقول : متخافيش مني ياورد ...انا قولتلك اني مش هأذيكي ابدا 

هتفت بهجوم : امال جايبني هنا ليه ؟!

قال وهو يتطلع إليها : قولتلك عاوز اتكلم معاكي 

تعالت انفاس ورد صعودا وهبوطا وهي تتطلع حولها تبحث عن مهرب بينما فكرت أنه ليس من الأفضل إثارة غضبه الان ...فلتصمت !!

ابتسم امير حينما التفتت له ورد قائله : عاوز تتكلم في ايه ؟

قال أمير وهو يقترب تجاهها خطوة ،:ورد انتي عارفه اني بحبك من زمان واني مستحيل ااذيكي بأي حال من الأحوال ....مهما حاولت الصمت بلسانها إلا أن نظرات الاحتقار قفزت من عيونها وتقبلها امير منها بينما يخفض عيناه بخجل وهو يتابع : عارف أن اللي عملته وقتها مش سهل بس غصب عني ....والله كان غصب عني 

اتجننت لما رفضتي تكوني معايا في الوقت اللي انا اكتفيت بيكي من كل اللي حواليا وقررت اني مش عاوز منهم اي حد غيرك ....سحب نفس مطولا وزفره ببطء بينما يعود ليرفع عيناه إليها من جديد متابع : كل اللي حصل يومها لو شوفتيه من وجهه نظري كنتي هتعرفي أنه حصل من حبي فيكي ... اه طبعا غلط بس انا كنت هتجوزك 

بداخلها كانت تكبح زمام الحمم البركانيه التي تلتهب بداخلها وهي تستمع لكلامه ولا تريد شيء إلا أن تنقض عليه وتخنقه بيدها هل يبرر اغتصابها 

ولكن ليس من الشجاعه أن تقف أمامه الان فلتصمت وتري نهايه جنونه بينما ذكريات الماضي داهمتها بقوة حينما ثارت ثائرته وقت ما نطقت برفضها له   لذا عليها أن تصمت ولا تثير جنونه وهي وحدها معه بهذا المكان المجهول ...هدأت نفسها وتحلت بالأمل 

لابد أن هناك حل ....تركزت عيناها علي الطريق البعيد بينما السيارات تمر به بسرعه وتحسب خطواتها الراكضه الي هناك وتنظر حولها بحثا عن شيء تدافع به عن نفسها ولكن لايوجد شيء إلا الأرض الرمليه

تابع امير بوعيد :

رائف هيدفع تمن اللي عمله فيكي ...انا هجيبلك حقك ياورد

ومش بس كدة ...اقترب خطوه ونظر الي عيونها بحب قائلا 

.انا هعيش باقي عمري احاول أكفر عن غلطي معاكي واعوضك عن كل اللي شوفتيه 

انتبهت علي يده التي أمسكت بيدها لتنزعها سريعا وكأنها أصيبت بماس كهربائي صارخه متلمسنيش

قال أمير برضوخ وهو يبعد يداه :  حاضر مش هلمسك متخافيش

التفت الي ذلك البناء الكبير قائلا بنبره واثقه : ورد انا مش ممكن ااذيكي أو حتي ازعلك ...انا عاوز اخليكي اسعد واحده علي وش الأرض ...بصي ياورد شوفي اللي قدامك ده  

.....لمعت عيون امير بالأمل بينما يشير بحماس الي ذلك البناء الضخم وهو يقول ...: ايه رايك في مصنع الادويه... ده ياورد .....نظرت ورد إليه بعدم فهم ليبتسم امير ويكمل : انا اشتريت المصنع ده وهجهزه عشان يكون  بتاعك ياورد....

عقدت ورد حاجبيها دون قول شيء  ليتابع وعيناه تتطلع إليها بحب ...احلمي بس يا ورد وانا هحقق كل احلامك ...

اقترب امير منها خطوة وتابع بأمل رسم أحلامه الوريه بينما ورد لا تفكر أو تري إلا كيفيه التخلص من هذا الكابوس ....

ظلت واقفه مكانها متجمده بينما ظل امير يخبرها بتلك  الاحلام الواهمه التي شيدها الواحد فوق الأخرى.....

: اطلبي الطلاق من فريد واتجوزيني وخلينا نعوض اللي فات ونعيش مبسوطين بعيد عن كل اللي حوالينا اللي أذونا.... خلينا نبعد عن كل ده ونقفل صفحه الماضي ونبدأ من جديد بسعاده حياتنا ......نظر إليها وتابع بصوت أجش من فرط انفعال مشاعره : انتي الحلم اللي حلمته سنين ياورد.....وان الاوان احققه

انتهي وقت الصمت وان أوان نطق الحقيقه : انا بحب فريد ....

كانت تلك الكلمات التي نطقت بها ورد بتلك البساطه كافيه  لتحول كل أحلامه الورديه لكابوس مرعب بالرغم من أنها فقط مجرد ثلاث كلمات الا أن إثرها كان يوازي طعنه تلقاها بصدره  .....افاق امير من تخيلاته بأنها ستكون له علي ما نطقت به لينظر لها بنظرات مشتته ومع نظراته كانت تخور كل  قواها عن الصمت أكثر من هذا لتقول بجديه : أحلامك دي انا ماليش مكان فيها ....انا عمري ما حبيتك 

نخرت صراحتها عظامه فلا يستوعب انهدام كل  تلك الأحلام ليقول بقليل من الانفعال الذي بدأ يتصاعد بداخله : اسكتي  متقوليش كده ....انتي بتحبيني ....

انتي بس زعلانه مني بسبب اللي عملته 

هزت ورد رأسها قائله : عمري ما حبيتك ولا هحبك 

قال امير  باحتقان : فريد بيخونك 

لم تهتز منها شعره بالرغم من انقباض قلبها لتهدر بغضب : متتدخلش بيني وبين جوزي 

قال أمير بغضب شديد : مش جوزك ...مكانش المفروض يكون هو جوزك ...انا اللي كنت المفروض اتجوزك ياورد....انا اللي بحبك وعمري ماشفت غيرك 

ألقت ورد حقيقته أمامه : انت مريض .....محدش بيحب حد يعمل فيه اللي عملته 

هتف امير بعصبيه : قولتلك هعوضك

هتفت ورد بهجوم ::ربنا عوضني بفريد ....وقف جنبي وحبني وعمل كل حاجة راجل يقدر يعملها عشان يسعدني وانا بحبه ومبسوطه معاه 

احتقن وجهه وبدأ عقال أعصابه ينفلت ليجأر بغضب 

:  اسكتي ياورد ومتخلنيش افقد اعصابي 

هتفت ورد باندفاع : مش هسكت ....لازم تفوق ياامير من الوهم ده انا مش بحبك  ولا هحبك مهما عملت 

.......هتف بغضب وهو ينقض علي ذراعها يقبض بعنف عليه : هتحبيني....غصب عنك هتحبيني 

حاولت ورد نزع ذراعها من يده ولكنه لم يفلتها لتلكمه بقبضتها في صدره ووجهه : انت مش طبيعي ....  مفيش راجل معندوش كرامه زيك يجري ورا واحده مش بتحبه ولا شايفاه راجل اصلا 

تأججت النيران بعيون امير الذي هتف بوعيد وقد انفلتت أعصابه : في لحظة دلوقتي ممكن اوريكي انا مش راجل ازاي ياورد ....

تخبطت دقات قلبها بجنون داخل صدرها لتحاول افلات ذراعها من قبضته بينما مال بوجهه ناحيتها لتلفح بشرتها أنفاسه الساخنه بينما يكمل بفحيح: بلاش تستفزيني بكلامك وتخليني اعمل حاجة انا مش عاوزها...انا لغايه دلوقتي مش عاوز ااذيكي 

انفلتت الدموع الخائفه من عيون ورد بينما تقول بقهر :  

وجودك في حياتي اكبر اذي ليا 

ابعد عني وكفايه كده ..شوف حياتك بعيد عني 

لانت نظرات امير حينما رأي دموعها ليخفف قبضته من علي ذراعها ويهمس بصوت أجش : مينفعش ....

حياتي من غيرك ولا حاجة 

ازداد انهمار الدموع من عيونها وهي تقول : وانت ملكش مكان في حياتي...... فريد حياتي كلها 

عاد الغضب الي نظراته وعادت قبضته لتشتد من جديد وهو يقول بوعيد : يبقي همسحه من حياتك 

بالرغم من قلبها الذي ارتجف خوفا عليه إلا أنه ما أن توعد فريد حتي استجمعت قوتها و هاجمته لتدفعه بعيدا عنها مزمجرة : لو فكرت تقرب منه هقتلك

توقف امير مكانه وفتح لها ذراعيه :  يبقي اتفضلي عشان أنا مش هسيبه ياخدك مني

اندفعت ناحيته دون تفكر تنقض عليه وتغرس اظافرها بوجهه وعنقه : مالكش دعوه بيه ....ابعد عنه وعني وأخرج من حياتي بقي 

امسك امير بيدها يوقفها عن مهاجمته ويكبل معصمها هاتفا : خايفه عليه اوي كده 

نظرت له بتحدي : حياتي كلها فداه ....ازدادت قتامه نظراتها المتحديه بينما تتابع : لو فكرت تأذيه هموت نفسي عشان احميه منك وارتاح منك ..... مفيش اي حاجة هتجمعني بيك في يوم من الايام ياامير ....

وهموت وانا علي اسم فريد 

اهتزت نظراته بقوة لتستغل ورد تشتت نظراته وتسرع تركض الي الطريق .....لم تكد تركض بضع امتار حتي انتبه لها الرجل الضخم واسرع يلحق بها .....صرخت ورد ماان امسك بها الرجل لتقاومه بقوة قبل أن يدفعها الرجل فتتعثر وتسقط علي الأرض ....اسرع امير ناحيتها وهو يصيح بهذا الرجل بغضب : ابعد عنها ياابن ال..... حسابك معايا 

حاول الرجل الاعتذار ليزجره امير بحنق وهو ينحني ناحيتها بقلق : غور من وشي 

: ورد حبيتي انتي كويسه 

ابعدت يده التي امتدت ناحيتها صارخا بانفعال : انا مش حبيبتك .....ابعد عني بقي ربنا ياخدك 

حاول مجددا مساعدتها علي النهوض من الأرض الصلبه لتدفع يده بقوة : قولتك ابعد عني 

قال برفق : اهدي طيب 

قالت ورد ببكاء حار : حرام عليك بقي سيبيني في حالي 

اوما لها برضوخ وقد نالت كفايتها من الضغط العصبي : حاضر ياورد بس اهدي ...

:سيبني امشي من هنا 

قال بعد أن أخذ لحظة في التفكير : ماشي بس بشرط

نظرت له ليقول : فكري في كلامي 

نظرت له باستنكار ليقول امير : فكري ياورد ....شوفي أنا بحبك اد ايه ومستعد اعمل ايه عشانك 

تحاملت علي ساقها المجروحه واعتدلت واقفه دون قول شيء ليشير إلي السائق : تعالي اركبي 

هزت راسها ليقول بزفره سائقه: قولت اركبي هروحك

هزت راسها برفض : لا 

هتف بضيق : هتفضلي هنا يعني ولا هتقفي علي الطريق تشاوري للعربيات ....اركبي ياورد وبلاش عناد 

: هات تليفوني 

: اركبي وانا هديكي تليفونك لما اوصلك ....بالرغم من عدم ثقتها به وخوفها منه إلا أنها اضطرت أن تركب تلك السيارة بينما جلس بالخلف بجوارها وأشار للسائق ان يعود بهم ..ظلت صامته وملتصقه بباب السيارة بينما امير كان يحرك هاتفها بين اصابعه ويطرق علي أطرافه بوجوم دون قول شيء 

ما أن تحركت السيارة مجددا الي داخل المدينه حتي هتفت ورد ...نزلني هنا 

نظر السائق بطرف عيناه الي امير الذي هز رأسه قائلا : كمل زي ما انت 

التفت لها قائلا بخبث : هتنزلي هنا ليه .....انتي بعيد عن البيت ....ايه خايفه يشوفك نازله من عربيتي 

احتقن وجهها بغضب : ومين قالك اني هخبي عليه ....؟!

قال أمير بابتسامه ملتويه: هتقولي له انك كنتي معايا 

هتفت ورد بحقد : هقوله انك خطفتني ....

ضحك امير ببرود : معنديش مانع .....مال ناحيتها وهمس بوقاحه: وياسلام لو تقولي له كمان اني اغتصبتك.....

رفعت ورد يدها تجاه وجهه تسدد له صفعه كانت نهايتها قبضته ليمسك يدها بعنف : اياك تفكري تعيديها 

اهتزت شفاه ورد بغضب ورشقته بنظرات الاحتقار : انت حيوان ..مريض 

ضحك ببرود اشعل أعصابها وهو يدفع بيدها هاتفا : قولي اللي انتي عاوزة تقوليه .....وهو ياريت يطلع راجل ويصدقك .....ازدادت نظراته قتامه بينما يكمل بفحيح : وقتها هيطلقك وهتجيلي برجليكي ياورد.....

كانت اخر كلمه نطق بها تتزامن مع دخول السيارة الي شارع فؤاد ليشير امير بطرف عيناه : وصلتك عند اهلك عشان تلاقي كدبه تقوليهاله لما يسألك اتاخرتي ليه ....شفتي بقي انا بحبك اد ايه وخايف عليكي

نظرت له ورد باحتقار واسرعت تنزل من السيارة ما أن فتح السائق القفل الاتوماتيكي ...

.....

...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظرت نشوي بدهشه الي نبره زوجه ابيها الناعمه بينما تقول وهي تتجه إليها حامله تلك الصينيه التي وضعت فوقها كوبين من الشاي : عملتلك كوبايه شاي معايا تضبط دماغك 

وضعت الصينيه امام نشوي علي الطاوله الخشبيه القديمه لتنظر لها نشوي بدهشه اكبر بينما تقول بحنان زائف : اشربيها وريحي شويه علي ما اسخن الاكل ....انا  قولت انتي راجعه من الشغل هلكانه فجهزت انا العشا

لم تفهم نشوي اي سبب سوي أنها مؤكد عرفت أن مرتبها كبير من هذا العمل الجديد  وتريد أموال منها 

قالت شاديه وهي تمد يدها بكوب الشاي : خدي يانشوي مالك متنحه ليه ؟!

قالت نشوي وهي تهز كتفها : ابدا ..مستغربه ...من أمتي الحدايه بتحدف كتاكيت 

ضحكت شاديه متصنعه الود : اخص عليكي ...انا حدايه

هتفت بداخلها أنها غراب قاتم سلب حياتها ولكنها صمتت لتتابع شاديه وهي ترتشف رشفه من كوب الشاي خاصتها : كبرت رهف ماشاء الله...

انتبهت كل حواس نشوي حينما أتت علي ذكر ابنتها 

لتقول : مفكرتيش تشوفي ليها شغلانه معاكي

ظنت نشوي أن هذا هو المغزي من الأمر لتقول : لا ....رهف بتدرس 

قالت شاديه بخبث: في دي عندك حق .....وبرضه رهوفه حلوة ورقيقه مش حمل بهدله

استغربت نشوي كثيرا ...أن كانت لا تضغط عليها من مال أو لتجعل ابنتها تعمل إذن ما هو الأمر وسرعان ما كانت شاديه تكشف أوراقها

: رهف عاوزة عريس ابن حلال متريش يستتها.....تعرفي يا نشوي ..بنتك بنت حلال دي عزه كانت عندي النهاردة وقالت ليا أن الحاج فرج المقاول عاوز عروسه وانا قولتلها علي رهف 

استهجنت كل ملامح نشوي لتزمجر بعدم استيعاب :  فرج ايه ياوليه يامخبوله انتي ....بنتي عيله ..!!

تمصمصت شاديه بشفتيها: ياختي ماهي مسيرها تكبر.....وبعدين ماله فرج...راجل مقاول عنده بدل العمارة عشره وهيعيشها في عز عمر أهلها ما شافوه

اغتلت كل ملامح نشوي وسرت الدماء الحارة بعروقها بينما ترسم تلك الحقيره لابنتها نفس المستقبل القاتم الذي رسمته لها قبل سنوات لذا باندفاع كانت تمسك بكوب الشاي الساخن وتلقيه بوجهها وجسدها لتصرخ شاديه بألم :بتحرقيني يابنت ال....

قفزت من مكانها وهي تبعد ملابسها عن جسدها المحترق بعد أن تفاجات بما فعلته نشوي التي كشرت عن أنيابها بوعيد : وأقطع من لحمك لو فكرتي تقربي لبنتي ...!!

........

..

قال مختار بقلق حينما وجد ورد تطرق الباب : ورد حبيتي ...

ارتمت بحضن ابيها وهي تحاول السيطره علي دموعها بصعوبه ولكن شك مختار أنها ليست علي مايرام

خرجت سلوي : ورد ....حبيتي عامله ايه 

نظرت بدهشة إلي حالتها المبعثرة والي وجهها المتحقن لتسأل بقلق ظهر بعيون مختار : مالك ياورد في ايه ؟! 

قالت وهي تحاول أن تجد كذبه : مفيش ...

: مفيش ازاي وانتي شكلك كدة ....انتي كنتي فين ياورد

؟! 


.

......

عقد فريد حاجبيه حينما دخل الي المنزل بعد أن أعاد والدته واخته التي خرجت من المشفى ووجد يعمه الهدوء .....دخل في الغرف الواحده تلو الأخري يبحث عنها ولكن لم يجد لها أثر ...قطب جبينه بقوة واندفع الي غرفتهم يفتح الخزانه بقلب لهيف بينما داهمته الظنون أنها تركت المنزل ليجد كل شيء بمكانه ....اسرع يمسك بهاتفه يتصل بها بقلق شديد فقد أخبرته والدته أنها سبقتهم الي المنزل قبل وقت طويل  .....!!

غامت عيون امير بالغل حينما تعالي رنين الهاتف بيده وظهرت صورته برفقتها ليغلق الهاتف بأكمله ويليقه بداخل حقيبتها  ....!!

........

...

ربت مختار علي كتف ورد وهم يغادرون المنزل ليقول بحنان : فداكي ياحبيتي المهم انك بخير 

أومات بنظرات مهزوزة بينما اضطرت أن تكذب وتخبر ابيها أنها فقدت حقيبتها والتي بالفعل لم تاخدها وهي تغادر سيارة امير .....

أخذها ابيها ليوصلها الي منزلها ليتوقف التاكسي اسفل العمارة ..التفتت ورد الي مختار قائله : بابا لو سمحت ممكن متقولش لفريد حاجة وانا هقوله 

اوما لها : حاضر ياحبيتي ...بس انتي خايفه ليه هو اكيد مش هيتضايق

أومات قائله : اه بس عشان مضايقهوش قدام ماما هاله 

اوما لها ليخطو معاها الي الداخل ...

اسرع عوض : يادكتورة ...يادكتورة

التفتت الي عوض الذي تفاجات به يمد يداه بحقيبتها : في واحد قال إن دي شنطه حضرتك ...كنت طالع اديها لسياده المستشار بس لقيت حضرتك 

اهتزت نظرات ورد لينظر لها مختار بدهشه ....فتحت الحقيبه ونظرت في محتوياتها ليقول مختار ببشاشه: شفتي بقي أن ربنا كريم ...ادي شنطتك رجعت 

أومات ورد بتشتت وضياع بينما مؤكد أن هناك لعبه منه بينما تعمد أن يترك لها حقيبتها مع بواب العمارة ...

.....

....

حاول فريد السيطره علي ملامحه حينما تفاجيء بها تدخل الي منزل عائلته برفقه ابيها ....تلاعبت به الظنون للحظه . .. هل جاء استاذه ليطلب منه تطليقها.....؟! 

اين كانت طوال هذا الوقت ...؟! 

ماذا يحدث ؟!

غامت عيناه بالاسئله ولكن ابتسامه مختار البشوشه بخرت كل الاسئله والظنون بينما قال إنه اتي ليعيد ورد ويطمئن علي صحه هايدي لتمر تلك الساعه بهدوء وينصرف ابيها ويمتليء المنزل بالعائلة والأصدقاء لتمني الشفاء لهايدي وعليه تنشغل ورد مع عائلته وهو يظل وحده فريسه لظنونه ولمراقبه كل ما يصدر منها ...هل اشتكت لأبيها منه هز رأسه لا لايظن ....إذن لماذا ذهبت دون أخباره ...

اتسعت فرصه وجودها بغرفه هانيا التي جلست تهتم بها بعد نالها دور انفلونزا قاسي .... فتح الباب ودخل بهدوء لتقع عيناه علي هانيا غارقه بالنوم ....قال لورد بخفوت: هانيا عامله ايه دلوقتي ؟!

قالت دون أن تنظر له : كويسه ...اخدت الدوا ونامت 

أوقفها فريد بصوت حازم حينما اتجهت الي باب الغرفه : كنتي فين ياورد ؟!

توقفت مكانها تفكر هل تخبره بكل ماحدث ليتعالي صوت بداخلها يردد كلمات امير ....أنه يريد منها أن يعرف فريد بلقائهم والا لما ارسل حقيبتها للمنزل ...يريد أن يجعل فريد يندفع الي المكيده التي يدبرها له ومن منه ابرع في صنع المكائد .....نظر إلي رائف بحنق : ها هتعرف؟!

قال رائف وهو يهز كتفه : فهمني 

قال أمير بنفاذ صبر : مش معم تفهم ...هتعرف تجيب ليا البت الشغاله ولا لا

قال رائف : عادي سهله 

: طيب هاتها

.....ومع نسج امير لأول خيوط المؤامرة التي لمعت برأسه كما لمع طوق عنقها الذي سقط منها بارضيه السيارة كانت ورد تخبر فريد : كنت عن بابا 

هتف فريد بحنق : من غير ما تقولي ليا 

قالت ورد وقد انحشر صوتها الكاذب بحلقها : ماما كانت تعبانه وقولت اشوفها 

أسرعت تخرج من الغرفه وتتركه لقلبه الذي 

لا يرحمه بنار اشتياقه لعوده الصفو  لحياتهم ..

........

...

في الصباح التالي هزت ورد رأسها لهديل : لا مش قادره انزل

هتفت هديل بإصرار : لازم نروح الكليه ياورد عشان نشوف التكليف

هل تخرج من منزلها ومن امانه مجددا ...لا والف لا ....

.......

...

ظل فريد جالس بالمنزل ولم يخرج هو الآخر بينما يدفعه قلبه للذهاب إليها ومحاوله ارضاءها ولكن كرامته منعته ليحترق كما تحترق سجائرة الواحده تلو الأخري بينما بقيت ورد حبيسه غرفتها تبكي بصمت كل ما مر عليها ....!!

...... 

تفاجات هديل بهاشم امامها وهي تخرج من باب الكليه

لتزمجر به بعصبيه فور رؤيته : انت بتعمل ايه هنا 

قال هاشم دون مقدمات ،: هديل عاوز اتكلم معاكي

هتفت بحنق شديد : انت ليك عين تتكلم ياحيوان 

رفع حاجبه باستنكار : ليا عين ...!! لو سمحتي ياهديل كفايه غلط وخليني اتكلم معاكي الاول

هتفت هديل بغضب ،: هو انت شوفت غلط  ..ايه متوقع متي ايه بعد سفالتك

احتقن وجهه هاشم ولكنه تحامل علي نفسه قائلا : ممكن تهدي وتفهيني 

هتفت بحنق : افهمك ايه ؟!

قال بدون مراوغه بانفعال واضح : 

كنتي في اوضتي بتعملي ايه ومتقوليش اسال زفته عشان سالتها قالت متعرفش

هتفت هديل بتهكم واضح :  لا والله علي اساس انك مش مرتب معاها  

رفع حاجبه باستهجان : 

مرتب....!!

لا بقي لو سمحتي انا برضه ليا كرامه وسمعه 

قذفته هديل بحمم اندلاعها: سمعه ...؛!!

علي اساس اللي قاله صاحبك ....شكلك متعود 

هتف هاشم بحنق : يابنتي بطلي طوله لسان وفهيني 

.....

..قالت شروق : 

لا يابيه 

هتف امير بغضب واضح :  يعني ايه 

قالت الخادمه ببراءه : انا مش بطلع بيت المستشار .   انا بساعد الست هاله بس 

قال امير :   هديكي عشر الاف جنيه لو حطيتي الكارت ده في بيته 

قالت المراه بتفكير في اغراء المال : ازاي بس 

قال امير  بهيمنه : اتصرفي

.......

...اتجه فريد علي مضض بعد أن تلقي تلك المكالمه من عمله الي غرفتها ليقول باقتضاب : انا مسافر يومين في شغل

مسحت ورد دموعها سريعا ولم تقل شيء ليقف فريد مكانه لحظة ثم يجر قدمه ويغادر 

........

...

بعد انصرافه تعالي رنين الجرس لتجد شروق امامها 

قالت المراه سريعا :  معلش يادكتورة عاووة أسألك علي حاجة 

قالت ورد بسماحه:  تعالي ياشروق

قالت شروق : الدوا ده بتاع امي ...دايخه عليه ينفع تقولي ليا بديل له

أومات ورد لتمسك عليه الدواء فتقول شروق : معلش يادكتورة ينفع ادخل الحمام .

أومات ورد وهي تفسح لها المجال ،: اه .طبعا...اتفضلي 

تركت شروق وهي تشير لها تجاه الممر المؤدي للحمام واتجهت لتجلس بالبهو  

خرجت شروق سريعا علي أطراف أصابعها وهي تتلفت حولها لتركض الي غرفه نومها وتسقط البطاقه بأحد الإدراج وتركض للخارج مجددا هاتفه

معلش يادكتورة 

: ولا يهمك 

....خدي اانا كتبت لك كذا حاجة بديله ...مع أن الدوا ده متوفر ..هتلاقيه في الصيدليه اللي تحت 

أومات بصوت مرتجف : شكرا 

اوقفتها ورد لدي الباب ،:  استني

ارتجفت ملامح شروق خوفا من أن تكون ورد قد رأتها 

لتقول ورد بطيبه 

: انا هطلب لك كام علبه  

اهتز صوت شروق لتقول بخزي : شكرا يادكتورة 

....

...بابتسامه واسعه اجلست سعاد رهف التي احضرتها نشوي معها للعمل في اليوم التالي خوفا من تركها وحدها مع زوجه ابيها ....لتنهي عملها سريعا وهي تحاول قدر الامكان اخفاء ابنتها عن الأنظار بهذا المصنع ..!!

.....

...

رفع نائل حاجبه : وهتروحي فين بعد ما اطلقك ياداليا

هتفت داليا بثبات : اظن دي حاجة متخصكش

قال نائل وهو يحاول إخفاء انفعاله : خدي بالك . .انا لصبري حدود ....هتندمي ياداليا لو استفزتيني اكتر من كدة وطلقتك 

هتفت داليا بثبات وهي ترمقه بنظرات متحديه : اظن اني مش هندم في حياتي قد ما ندمت ...! 

انفعل وثارت كرامته : وانا مش بطلق

رفعت داليا وجهها له بتحدي : يبقي هخلعك

.........

...هتفت نشوي بابنتها : سرعي شويه يارهف 

قالت الفتاه ببراءه وهي تسرع بخطاها لمجاراه خطوات والدتها التي تريد المغادره بأسرع وقت ...حاضر يام.....لم تكمل جملتها بينما صرخت بألم حينما التوي كاحلها وتعثرت بأحدي الاحجار في هذا الطريق لتنحني والدتها بقلق تنظر إلي حذاء ابنتها البالي الذي تمزق واصيبت بأحدي شظايا الزجاج .....

أوقف امير سيارته لرؤيه منظر نشوي جاثيه علي الأرض تتفحص قدم ابنتها المجروح والتي كانت تبكي بألم 

نزل من سيارته لتتجمد نظراتها حينما وجدت رائف ينزل برفقه أخيه ....!! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

20 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رووووعه جدا وكله تشويق
    بس متشوقين للجديد وعايزين نعرف الكارت اللى امير اداه للخدامه هيكون وراه إيه
    تسلمي يا رونى يارب بجد اسعدتينا

    ردحذف
  2. استر يارب امير قصده اى بالكارت دا 🙆🏻‍♀️🙆🏻‍♀️🙆🏻‍♀️🙆🏻‍♀️

    ردحذف
  3. ابداع والله مستنيه الباقي ♥️♥️♥️

    ردحذف
  4. روعة تسلم ايدك

    ردحذف
  5. ابدعتي روعه جدا

    ردحذف
  6. روعه جدا احسنتي

    ردحذف
  7. بارت جميل متشوقة جدا لباقي الأحداث

    ردحذف
  8. اي الجمال ده♥️

    ردحذف
  9. والله انت قمر يا رونا وخليها عليكى ونزلى خمس بارتات كل يوم 😘😘😘طماعه انا صح ♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  10. الفصل اكثر من رائع

    ردحذف
  11. جميله 🌸🌿😎

    ردحذف
  12. يا تري رائف حيعرف بنته..

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !