ورد فريد ... الثالث والثلاثون

9



 (روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


بألم شديد بكت رهف بينما جرحت تلك الشظيه من الزجاج قدمها ...جثت نشوي علي ركبتها علي الأرض الصلبه بجوار ابنتها لتخلع حذائها البالي عن ساقها الرقيقه والتي نزفت منها الدماء لتقول بألم وصل لقلبها : معلش يابنتي ...ياريت كنت أنا ....

: اه ياماما بتوجع اوي ....

نظرت نشوي حولها تبحث عن أي مواصله تأخذها من هذا المكان ولكن الطريق العمومي يبعد أمتار طويله لتنظر الي ابنتها وتقرر حملها ولكن عليها أن توقف نزيف ساقها ....دون تفكير مزقت باسنانها طرف وشاح رأسها وجذبته لتنحني تلفه حول ساق ابنتها التي كانت تتوجع ......

قبل وقت قليل كان امير يخرج من المصنع وبرفقته رائف الذي لم يتوقف عن طرح الاسئله 

: مش عاوز تقولي بتخطط لأيه برضه ؟!

زفر امير واشاح بوجهه : ما تبطل زن بقي يارائف قولتلك ميخصكش

نظر إليه رائف بإصرار : ياأخي ما تتكلم بقي ....يمكن أفيدك 

أشار إليه ليركب السيارة : لا مش عاوز فوايد منك ...اركب خلينا نروح عشان ناخد مازن ونروح لابوك

التوت شفاه رائف بسخريه : عايش دور الكبير من ساعه ما رجعت 

قذف امير جبهته : قولت طالما مالكش لازمه اجرب انا يمكن انفع

اغلق رائف باب السيارة وانطلق بها هاتفا : ده علي اساس اني قصرت معاك لما احتجت ليا في مصيبتك مع بت مختار 

التفت له امير بحده واضحه ولكنه سرعان ما لجم لسانه ليشيح ببصره الي النافذه دون قول شيء ....عده أمتار وكان سرعان ما يهتف لرائف : أقف ...أقف 

عقد رائف حاجبيه بدهشه وهديء من سرعه السيارة بتساؤل لينظر الي حيث اجتذب هذا المنظر أنظار امير حينما رأي تلك المراه جاثيه علي الأرض بجوار طفله صغيره تبكي .....

ارتعدت فرائص نشوي حينما وصل إليها هذا الصوت ....خير مالها البنت ؟!

لم ترفع وجهها تجاه صاحب الصوت فهي تعرفه جيدا لذا أجابت بتعلثم شديد : كويسه .....كويسه 

قال أمير وقد تركزت أنظاره المتعاطفه علي تلك الفتاه الصغيره لينحني ويمد يداه تجاه تلك القماشه الباليه التي سرعان ما تسربت منها دماء رهف قائلا باستنكار  : كويسه ايه يامدام ....البنت متعوره ...خليني اشوفها 

ابعدت نشوي سريعا يد امير بعدائيه واضحه 

وهي تقول :  متشكرين يابيه 

استغرب كلاهما تصرف نشوي التي وضعت يدها أسفل ركبه ابنتها وهمت بحملها ليقول رائف : تعالي نوصلك لدكتور ولا صيدليه ...المكان هنا مقطوع ومش هتعرفي تشيليها لغايه الطريق برا 

هزت نشوي راسها وهي مازالت تركز وجهها تجاه ابنتها ولا ترفعه تجاه رائف الواقف خلفها مباشرة .....

  عقد رائف حاجبيه بدهشه من تصرفات المراه العدائيه الواضحه بينما تحاملت علي نفسها وبالفعل حملت ابنتها بالرغم من أنها شكلت حمل فوق جسدها الضئيل ولكنها صممت علي حمله ....هز كتفه لأخيه فهي رفضت المساعده لينظر إليه لحظه قبل أن يقول بخفوت : يلا 

نظر امير بتردد الي المراه التي بالفعل سارت بضع خطوات تحمل ابنتها وكذلك فعل رائف ليستدير هو الآخر ويتجه الي سيارته......كانت نشوي تسير  بما سمحت لها به طاقتها المحدودة ولكنها تحملت من اجل طفلتها لتربت علي كتفها بحنان وهي تقول بانفاس لاهثه من اثر حملها للبنت والسير بها  : معلش يا رهوفه ....دلوقتي نركب واخدك الصيدليه تغيري علي الجرح 

تحرك رائف بالسيارة ليمر بجوار تلك المراه مقرر عدم الاكتراث كعادته ولكنه وجد عيناه تخونه بالنظر إليها من خلال مرأه السيارة  ....دعس المكابح واوقف السيارة جانبا ...التفت امير اليه ليقول : هحاول معاها مرة تانيه ....هتمشي ازاي لغايه اول الطريق 

اندهش امير من موقف رائف وهو نفسه استغرب كثيرا أن بكاء الطفله أوجع قلبه وموقف تلك المراه التي تحملت ان تحمل ابنتها وتسير علي أقدامها جذب انتباهه


........!!

قامت ورد بوهن شديد تجر أقدامها وتمسح بظهر يدها دموعها التي لم تجف ....

وضعت يدها علي قلبها المتوجع بقوة وانفلتت منها اهه حاره .....لماذا يحدث معها هذا....؟!

  تخشي أن تتساءل ولكنها لا تتوقف عن التفكير ماذا فعلت لتنال كل تلك الصدمات بحياتها التي كلما نهضت من أحدي تعثراتها سقطت بهوه اكبر .....وقد كانت فتاه هادئه طيبه لم تؤذي أحد بحياتها لماذا وقعت بطريقه رجل كأمير....

. ماذا يريد منها بعد أن دمرحياتها بتلك الطريقه .....تلك الهوه التي سقطت بها عميقه ولا تظن أن هناك خروج منها ....لن يبتعد امير ويتركها بحالها بينما يعرف جيدا أنه يتلاعب علي وتر خوفها علي فريد الذي لا تتجرأ علي أخباره بما حدث .....!! 

تريد أن تتحدث مع أحد ولكن من ؟!

....  لا تستطيع ابدا الحديث مع فريد مع انها في أمس الحاجة إليه ...

انها تريد امانه واحتوائه لها .....تريد أن يحميها ويطمئنها....تريد أن يخبرها أن كل شيء سيكون علي مايرام.....

تريد أن يحميها من هذا الحقير ومن المستقبل الغامض  كما حماها من رائف...... يجب أن تخبره ولكنها تخاف عليه أن يتهور...!! 

ضاعت ولم تعرف الطريق ولم تجد لها ملجأ الا الله جلست بعد أن أنهت صلاتها تبكي وتناجي ربها..... أن يرفع عنها الظلم 

( يارب ماليش غيرك اشكي له .....قولي اعمل ايه ..خايفه عليه ....ميستاهلش يتأذي بسببي ابدا ....

يارب لو انا عملت حاجة غلط خليني انا ادفع تمنها وهو لا 

يارب أقف معايا واحميه وابعد عني شر البني ادم ده ....يارب انا راضيه بقضاءك بس غصب عني تعبت ....تعبت اوي ومش قادره اعيش في الخوف ده تاني ....) ازداد انهمار دموعها وتعالت شهقاتها بينما تفضي بكل مكنونات قلبها لربها 

..........

....

نظرت دريه بعدم رضي الي داليا لتزداد نبره نائل ثقه بينما يقول : اهو عشان مترجعيش تلوميني ياامي .....انا بحاول اهدي الأمور وهي مفيش علي لسانها كلمه الا الطلاق 

نظرت داليا إليه بحده : ولا تلومك ولا حاجه ....الموضوع انتهي انا اللي طالبه الطلاق ياطنط 

هتفت دريه وهي تزجر داليا بنظراتها : طلاق ايه بس ....نائل سيبني اتكلم مع داليا 

وصل الي مبتغاه ليهز رأسه : ماشي ....هسيبكم بس ياريت تعقليها ياامي 

انفلتت اعصاب داليا لتقول بانفعال شديد : انا فعلا هبقي مجنونه لو قبلت أفضل علي ذمه واحد بعد ما خاني

عقد نائل حاجبيه باستهجان لنبرتها وانفعالها وتلك القوة التي أصبحت تتحدث بها والاقوي من كل هذا هو رغبتها بالابتعاد عنه دون أي تفكير أو تأثر ...اين هذا الحب الذي كانت تكنه له وبينما هو يسأل هذا السؤال لم يتكبد عناء سؤال نفسه ماذا فعل هو ليجعل هذا الحب الذي كان بقلبها يموت ...!!

.......

.....

جلست هديل تفرغ شحنات الغضب المتفاقم بداخلها بتلك العلبه الضخمه التي افترست ما بداخلها من تلك البيتزا الشهيه .....اتسعت عيون هاله بصدمه : هديل ....

بتعملي ايه ؟! 

قالت هديل وهي تكبت غيظها : بأكل ..هكون بعمل ايه ؟!

هتفت هاله باستنكار : والدايت 

قالت هديل وهي تهز راسها : انتهي ....خلاص مفيش دايت ولا زفت ....انا كدة عاجبه نفسي 

همت هاله بفتح فمها لولا تعالي رنين هاتفها .....خرجت هاله لتظل هديل تدفع القضمات بداخل فمها وهي تتذكر كلامه ( انا مش فاهم ايه مشكلتك انك تقوليلي اللي حصل ....

: علي اساس انك بتستهبل و مش عارف 

زم شفتيه بحنق ليقول وهو يضغط علي أسنانه : ماشي ياستي ...انا بستهبل ممكن بقي تاخديني علي قد عقلي وتقولي ليا ايه اللي حصل 

اتسعت عيون هاشم بصدمه بينما تهتف هديل بهجوم : انت وهي طبعا مرتبين .....أوقفها عن المتابعه بينما تجعد جبينه بحنق من تلك المؤامرة الحقيره التي صاغتها مرام ليقول باستنكار شديد : وانتي متخيله اني بالاخلاق دي ...!!

هزت هديل كتفها يتهكم : وانا اعرفك منين علي اتخيل اخلاقك ...اسمع بقي ايا أن تكون اخلاقك فأنا مش عاوزة اشوف وشك تاني بدل ما افضحك في كل حته فاهم .....

نظر هاشم في إثرها وبداخله فوران من المشاعر المتناقضة ....حيث تعالي غضبه وحنقه من اتهامها المشين له واراد بقوة رد كلماتها وبنفس الوقت رغبه في أن يطلب منها أن تتمهل وتسمعه ولا تأخذ تلك الفكرة عنه 

...

........


...

ارجع فريد ظهره بارهاق شديد بينما اخذ استراحه وجيزة قبل متابعه مجريات هذا التحقيق الذي اضطر للسفر إلي القاهرة من أجله .....

دخل إليه أحدي العساكر حاملا فنجان القهوة الذي طلبه ليشير له فريد بوضعه علي المكتب ويغادر ....اشتاق لها واوجعه قلبه لما وصلت إليه حياتهما فلم يستطيع أن يقاوم اشتياقه أكثر ليمسك بهاتفه ويتصل بها ....

انتفضت ورد من مكانها واتسعت عيناها بهلع حينما تعالي رنين هاتفها وظهرت امامها صورة امير....!!! 

اهتزت نظراتها وارتعشت يدها الممسكه بالهاتف ...سجل رقمه بهاتفها ووضع صورته وكتب كلمه (حبيبي ) .......!!

سحب فريد نفس مطولا حينما لم تجيب واعاد الاتصال مره اخري ...

مجددا عاد الهاتف ليرن من جديد ....بايدي مرتعشه أمسكت ورد بالهاتف وضغطت علي زر الاجابه لتنصدم ملامحها حينما أتاها صوت فريد ....ورد..الو ...

ورد ...!

عقد فريد حاجبيه ونظر الي الهاتف بدهشه حينما لم يصل صوتها إليه ...

تسارعت دقات قلبها وخرج صوتها متحشرجا من صدمتها ....لقد جن رسميا ...هذا الحقير بدل صوره فريد بصورته ...

: ورد ..

.أسرعت تخرج من تفكيرها ؛ الو 

قال فريد بقلق معاتبا : ايه ياورد قلقتيني عليكي ...مش بتردي ليه 

ابتلعت لعابها بتوتر....ابدا كنت نايمه 

قطب جبينه وتطلع الي ساعته : نايمه دلوقتي 

صمتت بينما مراجل عقلها تغلي وقلبها ينتفض بداخلها من الخوف من هذا الجنون المطلق  ... فهم فريد اجابتها من صمتها فهي عادت لتغلق علي نفسها 

ليقول : مفيش داعي تقعدي لوحدك ...انزلي اقعدي مع ماما والبنات 

قالت بصوت متقطع بينما هي بأمس الحاجة إليه : انت راجع امتي ؟!

داعب الاشتياق قلبه من نبرتها ليقول :  انا هرجع بكرة أن شاء الله....

رددت بصوت متحشرج : أن شاء الله

قال بقلق من نبرتها : مالك ياورد .. ...انتي كويسه 

أغمضت عيناها. بقوة تحاول امساك دموعها التي انفلتت من اسفل أهدابها وسالت علي وجنتها ..تريد أن تشاركه خوفها وان لا تعود لتحمل هذا العبء وحدها مجددا ....طال صمتها ليلعن فريد نفسه للمرة الألف بينما هو السبب بانكسارها بتلك الطريقه ليخرج صوته مرتفق بقلبها : ورد حبيتي ....ردي عليا 

مسحت دموعها بظهر يدها وحاولت اخراج صوتها الباكي من حلقها : نعم 

: مالك ...حد ضايقك 

صمتت ليتنفس فريد بصوت مسموع قبل أن يتنهد قائلا : ارحمي نفسك ياورد وصدقيني .... مفيش واحده دخلت قلبي غيرك ....والله ماحبيت ولا هحب غيرك ...كفايه توجعي قلبك وقلبي اكتر من كدة 

كم هو محق وليتها سامحت قبل أن تقابل هذا الحقير .....اتكأت علي جانبها بعد أن أنهت المكالمه مع فريد تنتحب ببكاء حار وهي تمسح صور امير التي ملأ بها هاتفها بينما شعرت بالغثيان اشمئزازا من حبه المريض ..!! لقد مسح صور فريد واستبدلها بصورة هو ..!! حقا مريض بها 

.....ستخب فريد  بكل ما حدث ووقتها لن يكون سماحها هو السبيل لعوده الصفاء الي حياتهم فماحدث سيعكر الصفو من جديد .....ستظل دوما آثام هذا الماضي تلاحقها مهما ابتعدت وسيظل هذا الكابوس يؤرق حياتها ....ستخبره ووقتها سترتاح من هذا الخوف ولكن سينشأ بداخلها خوف اكبر من عواقب معرفه فريد باختطاف امير لها ....لن يصمت ووقتها ستكون هي من دفعته بهذا الطريق المظلم للانتقام ....أن صمتت ستظل تعيش بهذا الخوف وسينشأ بداخلها خوف اكبر لأنها تخفي عنه شيء ....مقيده من الجانبين وكل جانب يجذب اصفاد قيدها بقوة أكبر من الجانب الآخر حتي شعرت أنها حرفيا ممزقه ضائعه لا تعرف أين السبيل الذي يجب أن تسير به .....

........!! 

شعرت نشوي بقدمها تتحول إلي هلام من نظرات رائف التي تركزت علي وجهها بينما ضربت دقات قلبها بجنون داخل صدرها حينما عقد حاجبيها في محاوله منه للتذكر قبل أن يقول .....نشوي !!

لم تعد ساقها تحملها بينما كادت تسقط من فرط الخوف حينما نطق بأسمها ليسرع رائف يمسك بذراعها التي كانت تحيط بها ابنتها الراقد راسها فوق كتفها ...

: انتي ....انتي بتعملي ايه هنا ....قصدي انا شفتك في المصنع ....نظر إلي الفتاه والي نشوي والي امير ثم مجددا عاد لينظر للفتاه ليري أنها اهم من اي اسئله ليقول ؛ هاتي البنت اخدها المستشفي 

تمسكت نشوي بابنتها بغريزة فطريه لم يفهمها رائف الذي لم يأتي برأسه من قريب أو من بعيد أن تلك الفتاه تمت له بصله ....!!

.........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...


رفعت ندي حاجبيها باستهجان واضح : يعني ايه مش وقته يانائل 

هتف نائل بانفعال : يعني مش وقته ياندي ....انا مش فاضي اليومين دول 

اندفعت بعصبيه بينما تري انشغال عقله تلك الأيام بينما ظنت أن الساحه قد أصبحت خاليه لها بعد طلب داليا الطلاق ولا تعرف أن هذا الطلب هو ما يشغل بال نائل ..!!

: وراك ايه اهم من مراتك وابنك ؟!

التفت لها نائل بعصبيه مزمجرا : ومالهم مراتي وابني .....اييييه ياندي مش قادره تصبري كام يوم ولا خلاص الشقه هتطير 

اشاحت ندي بوجهها بغضب من رفضه المتكرر لشراء أحدي تلك الشقق التي تعرضها عليه بينما تخطط أن يكتبها بأسمها فتأمن نفسها بأي شيء في حال معرفته حقيقه زواجها من فريد 

: براحتك يانائل ......بس الشقه كانت لقطه ومش هتستنانا

زفر نائل بضيق ومد يداه الي سترته يأخذها من فوق ظهر الفراش ويرتديها : الشقق كتير ياندي متشغليش بالك .... لما افضي هخلي المحامي يشوف شقه مناسبه 

أسرعت إليه بلهفه : انت هتمشي 

اوما لها دون قول شيء لتنفلت الكلمات من شفتيها : رايح لها ليه لما هي طلبت منك الطلاق 

التفت لها نائل بجبين مقطب : نعم قولتي ايه 

...؟!

قالت ندي وهي تمثل الغيره : بقول انك بقيت بتروح لها كتير....وطالما هي عاوزة تطلق ومش عاوزاك ....انا بقي ياحبيبي عاوزاك 

طوقت عنقه بذراعيها باغواء لم يلقي قبول لدي نائل الذي تهرب منها قائلا : بعدين يا ندي ...عندي شغل....

نظرت ندي في أثره بينما احتقن وجهها بقوة.  ..لابد وأن تلك الفتاه تلاعبت به وهددته بالطلاق حتي يلتفت إليها ولن تنسي بالتأكيد تواجد والدته التي لابد وأنها بصف تلك الفتاه وليس بصفها 

..........

....

بهدوء فتحت هايدي باب غرفتها وتسللت علي أطراف أصابعها وهي تتلفت حولها حيث يغط الجميع بالنوم 

حاولت السيطرة علي دقات قلبها المتسارعة وهي تفتح الباب بهدوء شديد ....سرعان ما ارتسمت الابتسامه علي وجهه خالد حينما فتحت الباب وظهرت أمامه 

ليقف امامها يتأملها بابتسامه بلهاء .....قطبت هايدي جبينها مزمجرة بصوت هامس : ها بقي ياخالد ايه الموضوع المهم اللي جيت لغايه هنا دلوقتي عشانه

قال وعيناه تتأمل ملامحها : هو ده الموضوع ؟!

عقدت حاجبيها بعدم فهم : هو ايه ؟!

استند بكتفه الي اطار الباب قائلا بابتسامه عذبه : اني اشوفك طبعا 

اتسعت عيون هايدي بعدم تصديق ....انت مجنون ياخالد .....يعني جاي لغايه البيت بعد نص الليل وتتصل بيا تقولي افتحي الباب عشان موضوع ضروري وفي الاخر يطلع ....صمتت وتوردت وجنتيها تناغما مع دقات قلبها التي تراقصت علي اوتار عشقه الذي يدللها كأميره 

ابتسم خالد وتجرات يداه ليمررها علي أحدي خصلات شعرها يبعدها خلف أذنها هامسا : كنت هتجنن واشوفك .....وحشتيني اوي 

خفضت هايدي وجهها بخجل شديد ليبتسم خالد ويمد يداه الي يدها التي سرعان ما سحبتها من يده تزجره بخجل : خالد انت بتعمل ايه .....بطل جنان 

قال برجاء وهو ينظر إليها : يبقي نتجوز بقي ..

سرت حمرة الخجل بوجهها لتهز كتفها : ماهو .....ماهو 

قال بنبره ناعمه : ماهو ايه ....انا خلاص هتجنن ومبقتش قادر اسيطر علي نفسي اكتر من كدة ...

اقترب منها خطوة وقال بهيام وهو يرفع ذقنها بأطراف أصابعه لتنظر إليه : هايدي ياحبيتي ..انا حالتي بقت خطر اوي ....انا وانا قاعد في النوباتجيه من شويه كنت هتحرش بسعد العسكري وانا بتخيله انتي ...

كتمت هايدي ضحكتها وخفضت وجهها بسرعه من الخجل : خالد ..بطل بقي 

ضحك قائلا : انتي مش مصدقاني .....انا بتكلم جد علي فكره ...ويكون في علمك انا لو اتمسكت اداب هيبقي ذنبي في رقبتك 

عضت هايدي علي شفتيها بصعوبه تحاول كبح ضحكتها لتتسع ضحكه خالد ....وكزته هايدي سريعا حينما تعالت ضحكته لتتلفت حولها قائله : اسكت هتفضحنا 

تنهد قائلا : يبقي نتجوز بقي خلال الشهر ده ....

هزت كتفها وخفضت عيونها بخجل : كلم فريد 

طار عقله ليهتف بعدم تصديق : يعني انتي موافقه 

هزت راسها بخجل ليمسك بكتفها بإلحاح: قولي اه ...سمعيهالي ياهايدي

قالت بخفوت : موافقه 

هز راسه قائلا : لا قولي موافقه اتجوزك الشهر ده ياخالد 

ضحكت برقه علي تصرفاته التي لا تستوعب حتي الآن أنها تسكن قلبه ويحبها بتلك الطريقه لتقول بخجل : خالد بس بقي ....قولتلك موافقه بس كلم فريد 

اوما قائلا : حالا اطلع اكلمه

أسرعت هايدي تمسك بذراعه توقفه : تعالي هنا يامجنون رايح فين ..اولا فريد مش في بيته ومسافر ثانيا حتي لو موجود هتطلع بيته دلوقتي تقوله عاوز اتجوز 

اوما بجدية : طبعا وفيها ايه 

هزت هايدي راسها بقله حيله تجاه جنونه المطلق : مفيهاش ....اعقل بقي ويلا روح شوف النوباتجيه بتاعك بدل ما تترفد ولما يرجع فريد ابقي كلمه 

غمز لها بشقاوة : خايفه عليا يا نن عيني 

افلتت ضحكه هايدي وهي تردد : نن عينك 

اوما لها واضاف : وقلبي من جوه 

ابتسمت بسعاده تصل الي عنان السماء ليبتسم هو الآخر بصفاء لقدرته علي رسم ابتسامتها 

: دودو

نظرت له وعيونها تلمع بالخجل : نعم ..!!

اخرج من جيبه مغلف كبير من الشيكولاته : دي عشانك ياقلبي 

أخذتها من يده بعيون مبهوره ...أنه رجل ليس تقليدي ولا يوجد كتاب لفهم تصرفاته ...فقط قادر علي اختطاف قلبها ....

أخرجها صوته المشاكس من شرودها : ايه يادودو....كل الفرحه في عنيكي دي عشان جبتلك شيكولاته 

...صمت لحظة قبل أن يمد يداه الي جيبه الآخر : امال هتعملي ايه لما تاخدي دي ...

اتسعت ابتسامتها بينما يخرج مغلف اكبر ....أخذته من يده وقالت بمرح : هاخده وهقولك  بلا بقي قبل ما حد يشوفك 

اوما لها وتحرك في الممر الطويل الي باب المصعد ليرسل لها قبله في الهواء ...عادت هايدي الي الداخل لتحتضن تلك الشيكولاتة وتغمض عيناها تسترجع كل لحظة مرت ....دخل حياتها القاحته وسرعان ما فرش بكل دروبها الورود .....


..........

...

: شكرا ياعمو 

كان هذا هو صوت رهف التي هدا بكائها بعد أن ضمد الطبيب الذي اخذها إليه رائف ساقها ....

تعالي صدر نشوي صعودا وهبوطا بينما ينتهي الطبيب من تضميد جرح الصغيرة ...

دون الطبيب بضعه ادويه ليقول : بلاش تدوس علي رجليها كام يوم 

أومات نشوي بتوتر واضح ليقول رائف وهو يداعب وجهه الصغيرة : سلامتك ياحلوة 

ابتسمت رهف ببراءه : الله يسلمك ياعمو 

أراد رائف أن يحمل عنها الفتاه ولكنها رفضت وحملتها لتخرج بها من باب غرفه الطبيب وتسير في رواق المشفي الي الخارج ....

: علي فين ؟!

التفتت نشوي لصوت رائف الذي قال حينما وجدها تسير بعيدا عن سيارته حيث جلس امير لها بانتظارهم 

: رايحه فين ؟!

قالت نشوي باقتضاب : مروحه ....متشكره علي اللي عملته مع بنتي ....شوف حساب الدكتور كام واخصمه من مرتبي

ارتفع جانب شفاه رائف : وانتي فاكرة اني هاخد منك فلوس...

دق قلب نشوي بتوتر بينما تقول : حقك ...تمن علاج بنتي هرجعهولك

اشاح بيده بعدم اكتراث قائلا : بطلي الكلام ده ....تعالي اركبي هوصلكم 

هزت راسها برفض ...لن تدعه يظل معهم أكثر فهي بالأساس غير مستوعبه كيف أنه لم يشك بهذا الأمر 

قال رائف بإصرار : اسمعي الكلام يانشوي .....نظر إلي الفتاه قائلا برفق : قولي لماما ياحلوة تسمع الكلام عشان انتي تعبانه ومحتاجة تروحي 

قالت الفتاة ببراءه ترجو والدتها : اه ياماما عشان خاطري ....انا زعلانه انك شيلاني كل ده وعمو ده طيب اوي 

انفلتت ضحكه رائف الخبيثه دون إرادته حينما التقت عيناه بعيون نشوي الحانقه ليهمس وهو يهز كتفه : بنتك شايفاني كده ...ذنبي ايه 

في الطريق أوقف رائف السيارة ليقول : ثانيه هجيب الدوا

أسرعت نشوي ترفض ولكنه أصر .....نظر امير إليها من خلال مراه السيارة بينما تحتضن ابنتها التي غفت علي صدرها ليقول برفق : الف سلامه عليها 

قالت نشوي بخفوت : الله يسلمك ياباشمهندس

   قال أمير بتفكير : انتي كنتي بتشتغلي  في المصنع القديم مش كدة 

هزت نشوي راسها متنهده : من زمان .....

اوما أمير قائلا : اه فاكرك ....مع انك اتغيرتي كتير 

قالت نشوي بأسي : الزمن مش بيسيب حد علي حاله 

قال رائف الذي قاد الي منطقه الماكس : ساكنه هنا يا نشوي 

أومات لتقول : اه. ....نزلني هنا 

: هنزلك عند البيت 

هزت راسها قائله : لا ..البيت اخر الزقاق والزقاق ضيق العربيه مش هتدخل فيه

نزل رائف من سيارته حينما نزلت نشوي وحملت ابنتها النائمه  ليتوقف امامها مباشرة بينما يعطيها الكيس الذي يحمل ادويه ابنتها ليهمس متعمد أن يلامس يدها : لو احتاجتي حاجة كلميني 

سحبت نشوي يدها سريعا وكأن حيه لدغتها لتترك نظرات رائف الجريئه عليها قائلا : عاوزين نقعد مع بعض ...في كلام كتير بينا 

نظرت له نشوي باحتقار ....هو كما هو لم يتغير مهما انخدعت ولو للحظة بما فعله مع ابنتها.   

...

عاد رائف الي السيارة لينظر له امير متهكما : هتنزل للقاصرات ولا ايه يارائف 

التفت له رائف باستنكار : قصدك ايه ....ما تعدل كلامك وهو انا هبص لعيله

قال أمير بينما أنطلقت منه ضحكه ساخره : ماهو انا استغربت اللي عملته مع البت وبما اني شايف امها مش النوع اللي يعجبك قولت عينك علي البت

لوي رائف شفتيه باشمئزاز ليقول : لا ياخويا اينعم انا بحب النسوان بس مش للدرجه دي ....هي بس البت الصغيرة صعبت عليا 

ضحك امير من قلبه : صعبت عليك ...من أمتي 

وجرت رائف : جري ايه ياامير ...ايه شايفتي شيطان 

قال أمير بجديه : اكتر 

زفر رائف قائلا : عموما انا قولت اللي 

فيها .... البت صعبت عليا 

قال أمير بخبث : وامها 

هتف رائف بداخله وهو يتذكرها كيف كانت قبل تلك السنوات ...فتاه ابنه الثامنه عشر ...جميله ..بريئه   ..صافيه ....كيف نساها بتلك السهولة ...ربما من كثرة ما مر عليه من نساء 

.......

.....

امسك امير سريعا بأخيه مازن الذي توقف أمام أبيه والذي سرعان ما كان يسدد له صفعه قويه علي وجهه لتشهق حنان بينما يمسك امير بأخيه حتي لا يندفع 

زمجر خيري بغضب شديد : الظاهر اني معرفتش اربيك ياكلب .....هم بامساك تلابيبه بينما تفور دمائه وهو يتذكر فعلته القذره 

امسكه رائف قائلا بعقلانية مزيفة : اهدي ياحاج عشان صحتك ....خلاص هو اتربي وعرف غلطه 

مش كدة يامازن

وكز امير مازن ليهز رأسه : كدة ياحاج 

قال خيري بغضب : مش كفايه .....انت هتتجوز بنت عمتك ....!!!

.......

تقلب اياد في الفراش ليفتح عيناه الناعسه حينما شعر بمكانها بجواره فارغ....اعتدل جالسا وفتح الضوء الخافت بجواره لينظر في ارجاء الغرفه حوله بحثا عنها  ...


قطبت هاجر جبينها وازداد خفقان قلبها بينما تدقق النظر مرارا وتكرارا في هذا الاختبار الذي استيقظت باكرا لاجرائه حينما شعرت بهذا الغثيان المتكرر ليظهر به خطان تعرف معناهما ....

عادت الي الغرفه لتتفاجيء باستيقاظ اياد الذي كان يضع قدمه بالأرض ينتوي النهوض لرؤيتها بقلق من عدم وجودها بالفراش...

: ايه ياحبيبتي صاحيه بدري اوي كدة ليه 

قالت بتعلثم بينما لم تتجرأ بأخباره ولم تستوعب أن تحمل بتلك السرعه ...: ابدا روحت اطمن علي زين 

قال بقلق : ماله 

هزت راسها سريعا ،: لا مفيش 

اوما لها ليقول : طيب تعالي 

جلست بجواره ليمسك بيدها البارده : مالك ياحبيتي ..ايدك ساقعه كدة ليه

هزت راسها بتوتر : ابدا 

هز اياد رأسه بينما شعر بأن هناك شيء ما : ابدا ايه ......لانت نبرته ليقول برفق : مالك يا هاجر....في ايه ؟!

حاولت التهرب ولكنه لم يدع لها المجال ليقول : احنا مش اتفقنا منخبيش حاجة علي بعض 

أومات هاجر لتفرك يدها بتوتر قبل أن تقول بصوت متقطع : اياد...انا....انا حا..مل 

اتسعت عيون اياد بمفاجأه سرعان ما جعلت الابتسامه الواسعه تجتاح وجهه ....حامل 

قفز من جوارها بسعاده يحتضنها .....انتي بتتكلمي جد ....انتي حامل 

أسرعت هاجر تضع يدها برفق فوق شفتيه : اياد وطي صوتك ...

بهتت ابتسامته لتكفهر ملامح وجهه هاجر قائله دفعه واحده : عارفه انك هتتضايق من كلامي بس غصب عني مش قادره اواجهه مامتك لما تعرف بحاجة زي دي 

استهجنت ملامح اياد بقوة مرددا  :  حاجة زي دي ...!!

........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

بلهفه شديدة لم يستطع ايهم إخفائها كان يسرع ينزل خطوات الدرج الرخامي نازلا من مكتبه ومتجه إليها حينما أتت صباحا الي كليتها 

التفتت له هانيا بابتسامه مشرقه : ايهم ...

قال بصوت يقطر اشتياق لم يستطيع إخفائه : هانيا حمد الله على السلامه 

: الله يسلمك 

تأمل ملامحها مرارا وتكرارا قبل أن يقول بعتاب : ينفع مشوفكيش كل الايام دي 

تلاعبت السعاده بنبضات قلبها بينما تجد لديه نفس الشعور ....

......


دخل فريد الي مكتبه بخطي مرهقه ولكنها مسرعه بنفس الوقت حيث وصل من السفر إلي مقر عمله لينهي تقرير القضيه التي كان يعمل عليها 

ليدخل خلفه أحد العساكر يحمل بضعه ملفات قائلا : 

المحاضر ياسيادة المستشار

قال فريد وهو يجلس علي مكتبه : لا يا بدر خد المحاضر لوليد بيه ..انا يدوب هقفل القضيه مع مصطفي وامشي 

اوما العسكري ليخرج من المكتب ويعكف فريد علي الاوراق التي أمامه يريد الانتهاء باسرع وقت والعوده إليها ...لن يتنازل تلك المره قبل أن ينتهي كل البعد والخصام بينهما ....اشتاق اليها بشده ليتنهد وينظر بابتسامه واسعه متأملا لرؤيتها .....تلاشت ابتسامته سريعا حينما تفاجيء بأمير يدخل الي مكتبه .....

بدم حار سري بعروقه انتفض فريد من مقعده وخطي تجاهه لينقض عليه : انت ايه اللي جابك هنا ياابن ال.......

اوقفه امير بتحذير : اهدي ياسيادة المستشار..... انا في مكتبك

نفثت انفاس فريد النيران كما حال عيونه التي التهبت بها 

النيران وهو يقول : جاي هنا ليه 

قال أمير بثقه : جاي اقولك كلمتين ...وبصراحه عشان عارف انك مستحيل تسمعني جيت مكتبك 

قال فريد من بين أسنانه : فاكر انك بتهددني ياروح امك

قال أمير وهو يهز رأسه : العفو ...انا بقولك جاي اتكلم مش جاي ولا اهدد ولا اتخانق

ممكن تقعد تهدي وتسمعني 

ظل فريد واقف مكانه ليتقدم امير بضع خطوات تجاهه ويقول بخبث متصنع الود : فريد انا طول عمري بعتبرك اخويا الكبير وعلاقتنا طول عمرها كويسه ....

امسك فريد أعصابه بصعوبه بالغه : اخلص ...قول اللي انت عاوزة 

قال امير بهدوء شديد : ماهو ده اللي انا جاي أقوله ....جاي نصفي اللي بينا 

هتف فريد بغضب وهو يضرب طرف مكتبه بقبضته : مفيش بينا حاجة عشان نصفي

قال أمير بخبث : كل ده عشان ورد 

هتف فريد بصوت جحيمي : متنطقش اسمها 

اوما أمير ببرود : حاضر ياابن عمتي ....التوت شفتاه بخبث بينما تابع : مع انك لو عرفت الحقيقه هتعرف اني مظلوم ومستاهلش منك كل اللي عملته واللي انا اتحملته عشانك ....يافريد ياابن عمتي انا شيلت الليله كلها بناء علي كلامها اللي قالتهولك انت ورائف واللي انا خرست ومرضتش افتح بوقي بكلمه ولا اكدبها عشان بقت مراتك

بس بصراحه مش هسكت اكتر من كدة .....ورد كانت مشاركه معايا في كل اللي حصل زمان 

هدرت الدماء الساخنه بعروق فريد بينما التمتعت ابتسامه امير الخبيثه بينما تابع نفث سمومه بأذن فريد الذي شعر بالشلل يسري بأنحاء جسده بينما تابع امير : اسالها علي اللي كان بينا .... واللي كانت بتجيلي المصنع عشانه ...

اسالها علي النص مليون جنيه اللي اخدتهم تمن سكوتها ؟.اخدتهم ليه لما هي مظلومه وضحيه

نظر إلي احتقان وجهه فريد الذي شعر بدمائه تتفجر بعروقه وكأنها بركان بينما تابع الخبيث ...... بس قبل كل ده .....

اسالها اصلا كانت بتعمل ايه في المصنع يومها.....!!!

نظر إلي فوران الدماء بعروق فريد الذي ضم قبضته بقوة وتابع بخبث شديد ....

..هو انا هجيبها المصنع ازاي .....ولا اقولك بلاش السؤال ده عشان اكيد هي لقيت له اجابه..... السؤال بقي هي جت المصنع ليه يومها ايا أن تكون حجتي.....ليه جت المصنع  مع أن والدتها الفترة دي كنت إجازة ومش هي بس لا دة المصنع كله كان اجازة ......وقبل ما تتهور هقولك مش مصدقني أسأل و شوف الورق والسجلات ....و اسال المهندس اللي كان يعمل التجديدات ...المصنع كان اجازة اسبوعين وورد جت لغايه عندي برجلها ....اينعم انا اتهورت بس في الاول كانت جايه بمزاجها....كانت اخر كلمه نطق بها قبل أن يتلقي تلك اللكمه القويه من فريد والتي جعلت الدماء تنبثق من فمه وأنفه لينقض عليه بعدها بعنف شديد.....!!

تلقي امير اللكمات الداميه من فريد الذي اعماه الغضب بينما يتحدث عن زوجته بتلك الطريقه ليمسك اخيرا بيداه يوقفه : ليك حق ...ماهو اي راجل هيعمل اللي بتعمله ....بس اهدي وفكر بالعقل هتعرف اني انا كمان مظلوم ....ورد كانت بتحبني زمان وانا كمان وزي ما قولتلك أه اندفعت وخوفتها مني لما مقدرتش اسيطر علي نفسي يومها وهي عشان تغطي علي الوضع اللي شافنا رائف فيه عملت حوار اني اغتصببتها وأنها متعرفنيش....

بس اعقلها .... متعرفنيش ازاي ..!!!

أعقبها واعرف كويس أن ورد باقيه معاك بس عشان اللي عملته معاها زمان  .....رد جميل مش اكتر ....

إنما بتحبني انا 

انقض فريد عليه مجددا يلكمه في أنفه بقوة ليبعده امير عنه بغضب : بدل ما تطلع غلك فيا روح اسالها ....أبعده عنه واتجه الي الباب ليترك فريد في تلك السحابه الرعديه التي كونها فوق سماء حياته لينهي كلامه وهو يخرج هذا الشيء اللامع من جيبه قائلا 

اه ...خد دي ...!!

وختم كلامه بمغزي خبيث : ابقي اسألها كمان عن السلسله دي وصلت ليا ازاي ....اسألها عجبها المصنع ولا لا ...!!

نظر فريد بنظرات مشتته ضائعه الي ذلك الطوق الذهبي الذي وضعه امير أمامه قبل أن يتبخر بلحظة ويغادر  ....شعر وكأنه أصيب بالشلل بينما صوتها وهي تنطق بنفس الكلمات ( انا باقيه هنا بس عشان اللي عملته معايا ) بصوت امير الذي نطق بنفس الكلمات ......!!

الفصل التالي

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !