ورد فريد .. الرابع والثلاثون

9



 (روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


بابتسامه واسعه استقبلت هانيا صباحها بينما لم تترك كلماته ونظراته الرقيقه أحلامها ....تشعر أنها تحلق بين السحاب وهي تري مقابل لتلك الخفقات الجديده علي قلبها ...ابتسامه خجوله ارتسمت علي شفتيها وهي تعترف لنفسها أنها بالفعل معجبه به ....أنه نموذج للرجل المثالي الذي لم تفكر يوما كيف سيكون حتي ظهر امامها ....شخصيه رزينه متزنه ...هاديء ...غايه في النبل والشهامه ولكن أكثر ما يجذبها إليه هو هذا الشجن الذي يغلف شخصيته وتشعر أنه بحاجه اليها ليعبر من غابات شجنه الحزينه ...

ومن قال إنها لا تفعل فهاهو ايهم يستقبل صباحه بملامح وجهه مشرقه لم تكن وحدها السبب في دهشه عبد اللطيف بل كانت تلك الأنغام المنبعثه من المطبخ حيث تفاجيء بايهم واقف يعد الافطار علي انغام أحدي الاغاني 

ل فايزة أحمد ( ليه ياقلبي ليه بتحلفني ليه ...اخبي الحكايه واداري عليه ......)

كانت بالضبط ملائمه لمزاجه ومشاعره ...لم يكن يوما علي اتصال مباشر بمشاعره أو قلبه كما حال هانيا ليعترف بتلك البساطه بتلك المشاعر التي تجاوزت حدود الاعجاب ...ليته بسيط وسهل مثلها بينما يراها كتاب مفتوح وبالرغم من بساطته إلا أنه أحدي تلك الكتب التي تجذبك إليها من اول كلمه بينما تملئ سطورها حياتك وتترك اثر لايمحي بعقلك وقلبك.....توقفت يداه التي كانت تقلب هذا البيض الشهي بينما يعيد بداخل عقله هذا التشبيه الذي شبه هانيا به ليبتسم ويتابع ما يفعله ....بينما قلبه تزداد خفقاته ومجددا يعود ليستمع لكلمات الاغنيه ....

انشرح قلب عبد اللطيف لرؤيه ابنه بتلك الحاله ليدخل بابتسامه واسعه الي المطبخ : ياصباح الفل والورد والياسمين 

ابتسم ايهم قائلا بمرح : صباح الحاجات الحلوة ياحاج عبد اللطيف ....عاملك الفطار بأيدي 

جذب عبد اللطيف المقعد الموجود اسفل طاولة المطبخ ليقول ايهم ...لا هنفطر في البلكونه قدام البحر 

قال عبداللطيف بابتسامه  : كمان 

اوما ايهم ليقول لأبيه وهو يحمل الصينيه التي وضع فوقها الاطباق : هات بس انت في ايدك الست ام صوت حلو دي معاك عشان عجبتني اوي الاغنيه 

ضحك عبد اللطيف وجذب معه الراديو الصغير ليضعه علي سور الشرفه حيث جلس هو وابنه يتناولون الإفطار بصفاء كحال صفاء اشعه الشمس التي أشرقت أمامهم ...

........

...

نهار اخر مشرق كان نهار هايدي التي لم يغمض لها جفن من فرط سعادتها بما تعيشه مع خالد ....لا تجد كلمات لوصف ما تعيشه معه وهذا العوض الجميل لصبرها .....!!

ومن قال إن الله لا يخفي لنا دوما القدر الجميل والافضل لنا مهما كنا لا نراه .....!!

نعم هو كذلك ولكن أحيانا نتعجل القدر ونطمع فيما ليس لنا ظنا أنه سيجلب لنا السعاده ولكن ها هي ندي تتقلب علي جمر ملتهب بينما لم يوصلها كل ما تفعله الي سعادتها المنشوده ....وهاهو نائل كانت سعادته بيده وهو من فرط بها طمعا في سعاده زائفه ...اما بالنسبه لداليا فهي سكنت جراح قلبها الملكوم بكلمه الصبر وتبعتها بالرجاء والامل في العوض الجميل ....وهناك نشوي التي تبكي بقوة في جنح الليل الظلم الذي تعرضت له ولكنها في الصباح تفتح عيونها علي وجهه ابنتها بامتنان لهذا العوض الجميل .....!!

بينما هناك من يغتصب حقه بسعاده ليست له كأمير الذي امتلئت نظراته انتصارا وهو يغادر مكتب فريد بعد ان انتهي من نفث سمومه ويسير منتفخ الصدر وكأنه فاتح منتصر بزهو زائف بينما اغتصب سعادته علي حساب تدمير حياه سواه ...

وهناك من يري ان السعاده كثيره عليه كما حال هاجر التي تحاول قدر استطاعتها عدم التسبب بجرح لتلك الام التي فقدت ابنها ولاتدري أن سعاده الام برؤيه احتفاظها ستجعلها تتجاوز حزنها علي فقدان ابنها 

أسرعت هاجر تمسك بذراع اياد الذي اتجه الي الخارج : اياد ...اياد ..استني بس .....

ممكن تسمعني 

التفت اياد إليها بحده بالغه ليهتف من بين أسنانه : مش عاوز اسمع حاجة ...كفايه اوي اللي قولتيه

نظرت له برجاء ولكن رجاءها لم يلاقي اي قبول أمام موجه غضبه ليزفر بضيق شديد ويغادر بخطوات مسرعه خارج المنزل حتي لا يفقد أعصابه ....

جلست هاجر علي طرف الفراش تلوم نفسها علي تلك الكلمات التي خرجت من فمها بدون تفكير  ...لقد كانت حسنه النيه ولا تريد جرح أو إيلام فريال ولكن حسن نيتها لا يشفع لها ولا يمحي كلماتها التي اذت اياد 

.........

...

في هذا الصباح جمعت هاله الفتيات حولها يتناولون الإفطار ويتحدثون فقد مر وقت طويل علي تجمعهم وكانت هايدي محور الجلسه بعد أن أخبرت والدتها بمجيء خالد 

لتهتف هاله من بين أسنانها تمثل الغيظ : لما اشوفه ...هقطم رقبته

قالت هانيا ضاحكه :  ليه بس يالولو ...ده خالد طلع عسل اوي 

تظاهرات هاله بالجديه وهي تقول : ده لو فريد عرف..... قاطعته هايدي التي قالت بخضه : لا..فريد ايه يالولو  .....؟!  وهو مين هيقول لفريد ؟!

هزت هانيا كتفها بمرح وهي تشير الي هاله : هيكون مين ..ماما طبعا

قالت هايدي برجاء : لا يالولو .... انا حكيت لك عشان مش متعوده اخبي عليكي حاجة ....إنما تحكي لفريد ...حرام !!

كتمت هاله ضحكتها متهكمه : حرام....!! قلبك بقي حنين من امتي ؟!  

قالت هانيا بهيام : الحب يالولو 

سحبت هانيا نفس عميق ثم تابعت : ياسلام علي الحركه بتاعه خالد دي .....نظرت إلي الفتيات متسائله :  تفتكروا المكالمه بتاعه انا تحت البيت انزلي  اما هطلعلك دي هتجيلي في يوم من الايام 

نظرت هاله بانتباه إلي وجوم ورد وهديل الواضح 

بينما قالت هايدي لهانيا :  طبعا ليه لا ...بكره ربنا يبعتلك واحد يحبك ويجيلك تحت البيت 

التفت هانيا الي ورد قائله : قوليلي يارورو..... فريد كلمك في نص الليل وقالك انا تحت البيت 

رفعت ورد عيناها التي امتئت بالحزن وغامت بالشجن علي كلمات هانيا لتتذكر حينما اتي إليها وهي في منزل عائلتها حينما كانت والدتها مريضه 

....دون إرادتها ارتجفت شفتيها حينما داهمت الغصه حلقها لتقطب هاله جبينها لرؤيه تلك الدموع تلمع بعيونها 

......تمزق قلب هايدي بتلك اللحظه فهي الوحيده التي تشعر بما يختلج صدر ورد بعد معرفتها بزواج فريد

بينما هي مضطره أن تتظاهر أمام الجميع انها بخير 

قامت هاله لتنحني علي ورد قائله بحنان : ورد حبيتي مالك ؟! 

هزت ورد رأسها ولم تستطيع قول شيء فقد اختنق صوتها بالدموع لتحتضنها هاله قائله بحنان شديد :   هو انا مش زي ماما ...قوليلي ايه مضايقك ....

طيب فريد زعلك 

قالت هانيا وهي تمرر يدها علي كتف ورد بتأثر :  قولي ياورد ياحبيتي مالك 

خرج صوت ورد مبحوح وهي تحاول السيطرة علي مشاعرها الحزينه التي فاضت مع نبره هاله وكم تمنيت أن ترتمي بحضنها وتخبرها بكل ما تمر به ولكنها لا تستطيع 

خانتها دموعها وانفلتت الكلمات من بين شفتيها :  مفيش ....هو بس وحشني 

دمعت عيون هاله علي الفور لتذكر ابنها 

وهايدي زمت شفتيها بحزن شديد وازداد احترام ورد في عيونها بينما بالرغم من ما فعله بها إلا أنها مازالت تحافظ علي صورته أمام أهلها ولم تخبر أحد بزواجه عليها .....

ربتت هاله علي كتف ورد قائله : ربنا يرجعه بالسلامه ....

قبلت ورد وضمتها الي صدرها قائله بحنان : لو تعرفي ياورد انا بحبك اد ايه .....وبشكر ربنا ما لحظه أنه عوض ابني بزوجه زيك 

اهتزت نظرات ورد بينما بعد كلام هاله رأت أنها لا تستحق هذا الكلام .....الذي لم تكن هاله لتنطق به لو عرفت  ما اقحمت ابنها به من مصائب 

قالت هانيا بمرح مغايرة جو الحزن الذي خيم عليهم.  قلبتوها نكد ليه ...هو فريد في الخليج ....ده كلها بكرة ولا بعده وتلاقيه رجع يارورو

أومات ورد لتقول هانيا وهي تداعب وجهه والدتها : وانتي يالولو بطلي نكد ولا ما صدقتي

زجرتها هاله : وبعدين يابنت 

ضحكت هانيا قائله : وانا قولت حاجة غلط ....انتي بتعشقي النكد يالولو

صمتت لحظة ثم ضيقت عيناها وقالت باستدراك: لا يالولو ظلمتك. ...حق ربنا البت هاجر هي اللي قنبله نكد وبعدها طبعا الست هايدي اللي هنشكر حضره الضابط أنه اخيرا خلاها تفك ...التفتت الي هديل قائله بمغزي : بس واضح أن خليفتك في الملاعب استعدت ونازله النكد بتقلها

زفرت هديل وقامت تهرب من مشاكسه اختها : 

هقوم انضف السفرة واعملك شاي بلبن عشان تفكك مني  

دخلت هديل المطبخ لتضع الاطباق بالغساله ثم تجهز الاكواب وتقف بانتظار انتهاء غلايه الماء 

لتفتح الثلاجه وتخرج عدد من قطع الحلوي وتبدأ بتناولها 

اتسعت عيون ورد حينما دخلت ووجدت هديل تأكل تلك الحلوي لتقول بعدم تصديق : هديل بتعملي ايه 

زفرت هديل قائله وهي تمثل عدم الاكتراث : بأكل 

أمسكت  ورد بيد هديل توقفها : ليه كدة ياهديل ؟!

قطبت هديل جبينها كالاطفال ولم تستطيع الصمت

لتخبر ورد بما حدث ....!!

  

بينما بقيت ورد مع هديل تعالي رنين الجرس لتقوم هانيا تفتح لتتسع ابتسامتها حينما رأت هاجر امامها : بنت حلال لسه كنا في سيرتك تعالي 

انحنت لتحمل زين وتقبله : زينو ياحبيبي  وحشتني اوي اوي 

حملت هانيا الطفل ودخلت به لتدخل هاجر بملامح وجهها الحزينه .....وما كادت  هاله تحتضنها حتي  سرعان ما فاضت دموعها وهي تخبرهم بما حدث .... 

قالت هاله وهي لا تستوعب مقدار اندفاع ابنتها وعدم تفكيرها في الكلام قبل النطق به : ايه يا هاجر اللي عملتيه ده في واحده عاقله تعمل كدة 

......نظرت إلي بناتها وتابعت نطق جمله الأمهات الشهيره وهي تهز كتفها : انتوا هتيجوا احلي انا عارفه ... انتي وأخواتك نهايتي علي ايديكم

خرجت ورد بعد أن هدأت هديل لتقول ورد بجبين مقطب : بعد الشر علي حضرتك 

قالت هاله : شوفي هي عملت ايه 

أخبرتهم هانيا بما حدث لتقول هديل بعتاب : 

مالكيش حق ياهاجر ....ده اياد طيب اوي 

قالت هاجر : خوفت اجرح مشاعر طنط فريال

قالت هاله بتوبيخ : متجريحش الست بس تجرحي جوزك صح ......زمت شفتيها وتابعت بحنق : مين قالك أنها هتتجرح ....بذمتك في ام هتزعل أن جايلها حفيد

...هتجننيي ياهاجر 

قالت هاجر بدفاع عن نفسها : غصب عني ياماما صعبت عليا وقولت هتفتكر ادم الله يرحمه وهتزعل اني نسيته وعايشه مع أخوه وكمان حامل 

تنهدت هاله بقله حيله بينما تعرف أن هاجر حساسه طوال عمرها وحساسيتها الزائده دوما ما تنقلب عليها 

لتقول برفق : الله يرحمه ياهاجر....بس  حرام عليكي انتي كده بتظلمي جوزك .....و كويس أنه مستحمل...

قالت هاجر بحزن : ومين قال إنه متحمل ....

هزت هاله كتفها : بصراحه لو خنقك مقدرش افتح بوقي 

هزت هاجر رأسها : معملش كدة

سالتها هايدي : امال عمل ايه 

خفضت هاجر رأسها قائله : سكت مرضيش يتكلم 

وخرج من البيت

قالت هاله بجديه : كتر خيره أنه سكت بدل ما يقول كلام يضايقك .....

قالت هاجر برجاء : طيب ماما لو سمحتي كلميه عشان هو مش بيرد عليا وخوفت اقول لطنط فريال 

تكلمه تفهم أن في بينا مشكله 

قالت هاله : اتصل اقوله ايه 

قالت هاجر برجاء : قولي له أن مكانش قصدي 

قالت هاله برفض : لا طبعا انتي اللي لازم تقوليه ....وبعد كدة يابنتي قولتلك الف مرة تفكري قبل ما تتكلمي 

لمعت الدموع بعيون هاجر لتربت هاله علي كتفها قائله :  

طيب اهدي ودلوقتي اخلي اخوكي يكلمه 

تدخلت هايدي قائله : لا ياماما بقي ....مش كل مصيبه ندخل فريد 

قالت هاله : واقول لمين غيره ..... وهو انتو ليكوا مين غيره اصلا 

قالت هايدي بجديه : أيوة طبعا بس معلش ياماما كل واحده تحاول تحل مشاكلها من غيره.... هو عنده حياه برضه ......

..........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

..

ابتسمت نشوي بحنان لابنتها التي استيقظت علي صوتها : رهوف حبيبه ماما اصحي يلا 

فتحت الفتاه عيونها قائله : صباح الخير ياماما 

لتبتسم لها نشوي بحنان وتملس علي خصلات شعرها قائله : صباح النور ياعيون ماما .....بصي ياقمر انا عملتلك الفطار يلا افطري عشان تاخدي الدوا 

أومات الفتاه لتضع نشوي صينيه الأفطار أمام ابنتها التي نظرت بشهيه الي البيض بالبسطرمه الذي تحبه والذي حضرته لها والدتها خصيصا : الله ياماما بيض بالبسطرمه

أومات نشوي بابتسامه : كلي ياحبيتي بالهنا والشفا 

قامت نشوي من جوار ابنتها وخرجت لتعد الافطار حتي لا ينالها غضب زوجها ابيها 

....دخلت شاديه الي نشوي بابتسامه زائفه : صباح الخير ياشوشو 

اندهشت نشوي لتكمل شاديه : القمر بتاعنا عامله ايه النهارده 

قالت نشوي باقتضاب : الحمد لله 

أومات شاديه قائله : طيب يلا سيبي اللي في ايدك وروحي شغلك وانا هكمل

هزت نشوي راسها : لا انا مش رايحه الشغل 

رفعت حاجبها : ليه بس ....؟!

قالت نشوي : هقعد جنب بنتي 

قالت شاديه بطيبه مزيفه: ماهو انا جنبها 

قالت نشوي باقتضاب : لا متتعبيش نفسك 

: يابنتي اسمعي الكلام ...روحي شغلك 

رفضت نشوي لتكمل ما تفعله ثم تدخل الي ابنتها ....وقفت شاديه تنظر في إثرها بغيظ ولكنها مضطره أن تصبر حتي تنول مرادها .... بعد قليل أتت سعاد ما أن عرفت بما حدث لرهف 

: الف سلامه يانشوي ايه اللي حصل احكيلي 

أخبرت نشوي سعاد بماحدث لتتسع عيون سعاد : ومعرفش أنها بنته 

وكزتها نشوي سريعا : هشششس وطي صوتك 

أومات سعاد التي تابعت سيل من الاسئله لنشوي بينما لم تري أي  منهم شاديه التي وقفت تتصنت عليهم ....

: طيب وانتي مش ناويه تقولي له ....واضح أن قلبه رق علي البت 

تهكمت نشوي وهي تتذكر وقاحته : قلبه رق ....!! 

اللي زي رائف ده عمره ما يتغير

قالت سعاد بتفكير : بس اكيد لما يعرف أن له بنت هيتغير....

هزت نشوي راسها : لا ياسعاد ...اصلا انا بفكر اسيب الشغل وابعد من طريقه ....انا مش قده ولا حمل أنه يحطني في دماغه 

قالت سعاد برفض : لا طبعا يانشوي ....يعني تسيبي الشغل بعد ما يدوب بديتي تشمي نفسك انتي والبت الغلبانه

نظرت نشوي بقهر الي ابنتها المسكينه التي نامت في هذا الفراش المهتريء لتقول : والله انا عشان خاطرها مستعده اعمل اي حاجة ..بس خايفه اوي عليها 

ربتت سعاد علي يدها : متخافيش من أي حاجة. ...متعرفيش ربنا عمل الصدفه دي ليه ....!!

..............

....

طرقت وداد علي باب غرفه منال ابنتها ودخلت لتترك منال المصحف من يدها قائله : تعالي ياماما 

ابتسمت وداد حينما رأت ابنتها بتلك السماحه التي بدأت تنير وجهها بعد خروجها من المشفي والتي قابلت بها تلك المراه والتي كانت برفقه ابنتها التي اصيب بانهيار عصبي بعد موت ابنها الوحيد  .....أخذت بيدها وبيد ابنتها لاحتساب فقدانهم لدي الله والتقرب إليه وبالفعل شعرت منال براحه كبيرة ووقتها رأت نفسها من وجهه نظر ايهم ...!! ظلمته وتسببت لدمار حياتهم وفقدان طفلهم من أجل غيره عمياء ...نظرت دوما وركزت علي ماليس لديها  ولم تري ما تملكه بالفعل ...كانت دوما ما تقارن بين قصص صديقاتها عن أزواجهم وتلك الرومانسيه التي يعيشون بها ولم تري أن زوجها بالفعل كان رجل مثالي تتمناه اي امراه ..فهو فقط رجل له طباع مختلفه ... كان بيدها أن تجعله يحبها أن اهتمت به وبطفلهما وبحياتهما ....كانت لتكون حياتهم مختلفه لو انها فقط رأت وقدرت النعم التي كانت بيدها ...

!! 

بقيت الفتيات جالسون برفقه بعضهم لتقول هايدي : 

وحشتنا قعده زمان 

أومات هاجر لتنظر الي وجوم ملامح  ورد وهديل قائله : 

مالهم دول

هزت هايدي راسها : معرفش ...هما كدة من الصبح  

قالت هاجر لهديل : طيب ورد اكيد متخانقه مع فريد إنما سيادتك بقي متخانقه مع مين ....مع الاكل  

هتفت هديل بضيق : اسكتي الله يكرمك انا علي اخري 

أصرت الفتيات عليها لتخبرهم بما حدث ....هتفت هانيا بغيظ : يابنت ال ....

بينما قالت هايدي سريعا : البت دي لازم تتربي 

قالت هديل بغيظ : وهو كمان 

قالت هايدي بجبين مقطب : وهو ماله..... انتي لازم تحشريه...باين جدا من كلامك أن 

الراجل أتصدم زيه زيك 

أومات هانيا موافقه علي كلام اختها : هايدي عندها حق ياهديل  

.....هاشم محترم واخته سلوي طول عمرها صاحبتي اصلا هيعمل كدة ليه ....وبعدين هو زي فريد بالضبط شايل عيلته بعد موت باباهم ومامته ست طيبه اوي ومربياه...يعني بيتعامل معاكي زي سلوي فأكيد مش هيعمل حركة زي دي 

أومات ورد قائله : انا برضه قولتلها كدة ....اصلا مفتكرش الموضوع اكتر من حركه سخيفه من البنت اللي اسمها مرام دي 

كانت هاجر تتابع الموضوع بصمت لتقول هايدي : انتي  ساكته ليه.... قولي حاجة 

قالت هاجر بثقه : الواد ده معجب بيكي يادودو 

اتسعت عيونهم لتزجرها هديل : ايه اللي بتقوليه ده 

قالت هاجر بتأكيد :  هو ده اللي لازم يتقال ...سيبك من الحركه اللي البت دي عملتها لأن واضح انها متغاظه منك وعملت كدة بس عشان توقع بينما وبين الكابتن 

نظرت هديل لأختها التي تابعت : متبصيش ليا كدة ياهديل وتتغابي.....افتكري اصلا كل مواقفه معاكي هتعرفي أنه معجب بيكي 

أومات هانيا بحماس : قولتلها قبل كدة ....ده كفايه يوم ما اتخانق عشانها مع البت دي كمان ضرب الولاد اللي عاكسونا 

فركت هاجر ذقنها قائله : احنا ممكن نقول لفريد علي اللي حصل بس هو ممكن يتهور ويصدق كلام الهبله هديل ويمسك في الكابتن .....

نظرت بمكر لأختها وتابعت : وشوفي بقي الكابتن أيده تقيله اد ايه ......يهون عليكي فري يقع تحت أيده 

هزت هديل رأسها بينما تابعت هاجر : وطبعا فريد مش هيسكت وهيحبسه والكابتن ياحرام هيبقي رد سجون

ضحكت الفتيات علي وجهه هديل لتوكزها هايدي : كنتي اسمعيه يافقر

نظرت لها هديل بغيظ.  : ما بلاش انتي بالذات ....شوفي كنتي عامله ايه في خالد 

ضحكت الفتيات مجددا لتقول هايدي بمرح : كنت غبيه ...

دخلت هاله إليهم لتزجر هاجر : انتي قاعده تضحكي 

قالت هاجر : واعمل ايه ياماما 

هتفت هاله بضيق ؛ ولا حاجة خدي اشربي العصير ده عشان دمك ميتعكرش والبيبي يتأثر وبعد كدة هتصل بأياد واقوله كلمتين وبعدها ابقي اعتذري له  

قالت هاجر : حاضر ياماما ..... بس انا كنت جعانه اوي 

قالت هاله : قومي ياهانيا اعملي لأختك الفطار 

قالت هانيا : لا ....انا هاخد زين وانزل النادي شويه 

قالت ورد ؛ هقوم انا اجهز الفطار ليكي يا هاجر

أوقفتها هاله برفق : لا ياحبيتي خليكي هقوم انا 

أصرت ورد لتقوم برفقه هاله التي لا تنكر أن حمل ابنتها قبل ورد جعلها تفكر ان هذا قد يضايق ورد 

..........

بلهفه أجاب ايهم علي هاتفه بينما شعر بفقدان شيء في يومه حينما لم يراها هذا الصباح .... هانيا 

مش بتردي ليه 

قالت بصوتها المرح : معلش كنت عامله التليفون صامت ولسه شايفاه 

انفلتت الكلمات من بين شفتيه : وانا ذنبي ايه ....كنت هتجنن من القلق يابنتي 

ضحكت هانيا : بنتك !!

حمحم ايهم بابتسامه حينما تخيل ضحكتها المشرقه

ليقول بصوت وضح به اشتياقه مهما حاول اخفاءه : انتي  مش جايه الكليه النهارده 

قالت هانيا : لا 

وضح الاحباط بصوته : ليه 

ضحكت هانيا قائله : عشان خلاص خلصت امتحانات  

قال بإحباط واضح من معني كلماتها والذي يعني أنه لن يراها كما اعتاد :   ماشي 

ابتسمت هانيا بينما ازدادت خفقات قلبها من نبرته المحبطه فهو سيشتاق إليها 

نظرت إلي زين الذي تلاعبه قائله : في حد معايا عاوز يكلمك 

عقد حاجبيه : حد مين 

تفاجيء بصوت الصغير يتمتم ليقول بسعاده قفزت من عيناه وصوته : زين 

ضحكت هانيا لتقول بمرح : ايه رايك في المفاجاه 

قال ايهم بلهفه واندفاع : انتوا فين 

: في النادي 

قال وهو يغلق : جايلكم

أغلقت هانيا بابتسامه واسعه سرعان ما تلاشت بينما شعرت بالخجل من تصرفها ولكنها بالفعل تريد أن تراه ولم تستطيع الرفض بينما أصبح إعجابهم متبادل ....

........

....وقعت عين هاله علي عنق ورد الظاهر من فتحه ملابسها لتقول : 

ورد حبيتي فين السلسه؟! 

انتفضت ورد وهي تتحسس عنقها لترتجف أصابعها لا لا لم تفقد تلك السلسله لتقوم سريعا تنظر حولها وهي تقول : 

مش عارفه ...

قالت هاله تطمئنها : اهدي ياحبيتي انتي بقالك يومين مخرجكتيش تلاقيها وقعت منك فوق 

أومات ورد لتقول سريعا : هطلع ادور عليها 

صعدت ورد سريعا لتبحث بكل مكان عن سلسلتها ولم يأتي برأسها ابدا أنها سقطت منها هذا اليوم ...

.......

هز فريد رأسه بينما كانت كل عروقه تنتفض و الدم بعروقه ليضغط علي دواسه الوقود اكثر بينما

يكاد لايري أمامه ......

كاذب.... ولا يصدق كلمه مما قالها ولو رأي بعيناه لما صدق عنها حرف ...... سيجعله يدفع ثمن كل كلمه خاض بها في سيرتها ....

اعتصر المقود بيده بينما السبب الحقيقي لغضبه يتأجج كالنيران بصدره .....فقد رآها ووصلت له السلسله بأي طريقه وهي أخفت عنه هذا ....!!

هذا هو ما يثير جنونه ويفقده اتزانه ..

تلك الكلمات عن أنها باقيه معه من أجل ما فعله معها والتي نطق بها امير أمامه تزلزل كيانه ويفكر بألف سيناريو جعلها تنطق بتلك الكلمات أمام امير وهو يستغلها الان ...يكاد يجن من  تفكيره كيف وصلت إليه السلسله ولا كيف قابلها من الاساس أو لماذا أخفت عنه ....لماذا أعطته تلك السكين ليطعنه بها ...؟!

أوقف سيارته ونزل منها ليضغط بصبر نافذ علي زر المصعد المؤدي لمنزله .....!! 

وضع المفتاح في الباب وهو يحاول تهدئه أعصابه ولكن عبثا فمجرد تذكره أن هذا الحقير رآها تحت اي ظرف يجعل الغضب يعمي عيناه....

رفعت ورد عيناها الي فريد الذي وقف علي باب الغرفه بينما كانت جاثيه علي الأرض تبحث عن السلسله 

التي تفاجات بفريد يمد يداه لها بها قائلا بنبره خاليه : بتدوري علي دي ؟! 

هربت الدماء من عروقها ولم تحملها سياقها لتستند بيدها علي طرف الفراش تساعد نفسها علي النهوض وهي تنظر إلي السلسله التي تتدلي من بين اصابع فريد والذي سرعان ما كان يجيب عن سؤالها الذي لم تسأله عن كيف وصلت السلسله إليه حينما قال : 

شوفتيه فين ؟! 

وكأن طعنه أصابت قلبها ....لقد عرف قبل أن تخبره هي ....!! تأخرت كثيرا في أخباره بالحقيقه التي يبدو أنها تشوهت وهي تصل إليه من فم امير 

حينما لمعت الدموع بعيونها بتلك اللحظه كانت بمثابه الشرارة التي أشعلت النيران باعصابه ليندفع ناحيتها مزمجرا بانفعال شديد : شوفتيه وانتي خبيتي عليا ...صح .....!!خفضت عيناها ولم تقل شيء ليهدر فريد بغضب شديد ممزوج باليأس : انطقي ياورد قولي أن ده محصلش...

قولي انك مش مخبيه عني حاجة ومشفتهيوش من ورايا 

.....قولي أنه كداب وانا هصدقك 

القي السلسله بانفعال صارخا:  ودي وصلت له بأي طريقة بس مأخدهاش منك 

كلامه درب من الجنون ولكنه جنون رحب به بدلا من مواجهه تلك النيران المستعره بصدره 

انتفضت ورد برعب حينما ركل فريد الطاوله الزجاجيه بقدمه بقوة لتتطاير وتسقط علي الأرض مصدره ضحبج قوي بينما هدر بصوته الجهوري : ساكته ليه ......قوليلي مخبيه عني ايييييه ...

انكمشت علي نفسها في زاويه الغرفه التي أفرغ بها فريد شحنه غضبه بعد أن أخبرته بكل شيء وهو يتخيل كيف تجرأ علي خطفها وارهابها 

أزاح فريد بغضب اهوج كل ما فوق طاوله الزينه ليتطاير متحطما بكل ارجاء الغرفة بينما يزمجر بغضب شديد : 

خبيتي عليا ليه ....مقولتيش ليا ليه 

تعالت شهقات ورد التي ظلت منكمشه علي نفسها بخوف من غضبه وتحطيمه لكل شيء فلم يخرج صوتها 

التفت لها فريد هادرا بغضب شديد : ردي عليا ومتقوليش خايفه .......دفع الاباجورة بيده بغضب لتتطاير متحطمه بينما يصرخ : خايفه منه ولا عليا .

قالت ورد ببكاء وهي ترجوه أن يتوقف عن ما يفعله :  عليك والله عليك ....اهدي واسمعني 

صاح فريد بغضب وهو يمسك بكتفها : اهدي ازاي ...قوليلي اهدي ازاي بعد اللي قولتيه .....خطفك وانا نائم علي وداني ....قبضت يداه علي كتفها أكثر ليقول بغيره مجنونه : قوليلي مد أيده عليكي .....عملك ايه

هزت راسها بخوف وهي تنكمش علي نفسها بينما كان في اقصي حالات غضبه لا يترك شيء إلا ويحطمه

لتحاول قول شيء بصوتها المختنق بحلقها : انا قولتلك كل اللي حصل......والله هو ده اللي حصل 

وكنت هقولك 

نظر لها بغضب شديد : ومقولتيش ليه ......نظر إلي عيونها باتهام : 

خايفه وبنفذي اللي هو قاله صح .....مشيتي علي خطته تمام....

ازدادت نظراته لوم وعتاب وهو يقول :  بأيدك انتي دبحتيني ....ادتيه السكينه اللي حطها في قلبي وهو بيقولي الكلام ده .....هز رأسه  هاتفا بسخط شديد : 

شوفي اللي كانت بتلومني اني خبيت عنها حاجة  

....... خبت عني ايه 

عادت نوبه جنونه من جديد ليهوي بقبضته فوق الطاوله الزجاجيه الصغيرة لتتناثر شظايا الزجاج بكل مكان وتسقط مصدره ضحبج قوي جعل ورد تضع يدها علي أذنها من صوت التحطم وتنهار بنوبه بكاء لم يراها فريد الذي اعماه الغضب حتي انه لم يشعر بتلك الدماء التي انسابت من معصمه 

ولكن آفاق ليضغط بقوة علي أسنانه حتي كاد يحطمها حينما صرخت به ورد :  كفااايه كفايه 

اهتزت نظراته حينما رأي حالتها وخوفها منه ولكن ما أن تحرك ناحيتها حتي دفعته وركضت خارج الغرفه 

مرر يداه علي وجهه بعصبية  غير مبالي بجرح يده ....

هي من وضعتهم بتلك الخانه حينما أخفت عنه ..... ماذا تتوقع منه بينما يحارب نفسه وهو يحاول أن يلغي من عقله هذا الكلام الذي قاله هذا الحقير عن الماضي

ولكن ماحدث الان لايستطيع التظاهر أنه لم يسمعه ....

سيقتله ..... !!!

بتهور قام من مكانه ولكن بنفس اللحظة عقد حاجبيه وتوقفت قدماه حينما وقعت عيناه علي تلك البطاقه وسط الحطام 

اتسعت عيناه بصدمه حينما وقعت عيناه علي الاسم المدون علي ظهرها ....!!

...........

....


كانت هانيا تدخل للمنزل بلحظة خروج فريد لتقول بابتسامه : فري حمد الله علي السلامه

لم يسمع أو يري لتقول هانيا مجددا : فريد 

قال بعصبيه وهو يتجه الي سيارته : بعدين ياهانيا 

بصعوبه سيطر علي نفسه وهو يوقف سيارته أمام أحدي فروع البنك القريبه ليغلق ازار أكمام قميصه ويسكب بعض المياه علي يده ووجهه 

قبل أن ينزل ويدخل الي البنك : عاوز اقابل مدير الفرع

سأله موظف الأمن : خير يافندم ....نقوله مين ؟!

؛ فريد عبيد رئيس النيابه

......بدون مقدمات تجاهل فريد ترحيب الرجل به بينما حقا انقلبت موازين عقله واصبح لا يفهم شيء 

ليضع البطاقه أمام الرجل قائلا : عاوز اعرف بيانات الحساب ده 

اوما الرجل وسرعان ما اخذ البطاقه وبدأ بإدخال الرقم علي الحاسوب قائلا : حاضر يافندم ..

لحظات 

اهتزت نظراته بينما يري اسمها وهذا المبلغ الكبير بحسابها ......

حاول استجماع نفسه بينما تركزت عيناه علي الورقه التي تحمل تلك الأرقام لهذا المبلغ :  مين فتح الحساب 

عاد الرجل لينظر الي الحاسوب : 

مفتوح من سنتين في الفرع الرئيسي باسم ورد مختار

اتسعت عيون فريد بصدمه : انت متاكد

اوما الرجل : طبعا يافندم 

قام فريد من مقعده لايري أمامه ليساله الرجل بتهذيب : تأمر بحاجة تانيه يافندم 

سار فريد بخطوات ضائعه .....حساب باسمها ..!!

ماذا يحدث !!؟

هناك شيء خاطيء ....مهما كان الدليل فهي لم تكذب عليه ...هذا ماظل يردده لنفسه بينما كلام حمزاوي يتردد بأذنه : اه فعلا يافريد باشا ....كان مقفول كده يجي حوالي شهر عشان بيتوضب ....بس انت بتسال ليه يافريد باشا ....الكلام ده عدي عليه سنتين ..

خيالات وصور وذكريات وكلام وأصوات ودلائل وضحكه خبيثه تبزغ من بين كل هذا وتداهم خيال فريد الذي كان يقود بلا هدف ....!!

..........

.....

قامت هاجر سريعا حينما سمعت لصوت مفتاح اياد يدور بالباب لتتجه الي باب الغرفه ....ابتسمت لاياد قائله بصوت خافت بينما تتمني لو يعود بهم الزمن لتلك اللحظة وهي تخبره بحملها وتري سعادته : حمد الله علي السلامه 

قال اياد باقتضاب : الله يسلمك 

فركت يدها بينما فهمت من نبرته أنه مؤكد غاضب منها : اتصلت بيك كتير جدا بس تليفونك كان مقفول ....

هز اياد كتفه والقي الهاتف علي الفراش قائلا بعدم اكتراث : فصل شحن 

أومات قائله : هروح اجهزلك العشا 

عز رأسه : مش عاوز ااكل 

نظرت إليه وهي تعض علي شفتيها تبحث عن مدخل لتعتذر عن سوء تصرفها كما نصحتها هاله ألا تترك للخصام سبيل بينهما .... اتجه اياد ليخلع ملابسه لتتجه خلفه قائله : اياد ...نظر لها لتقول : انا اسفه 

تفاجئت به يقول ببرود متعمد : اسفه علي ايه ...

نظرت له برجاء دون قول شيء ليتركها اياد ويتجه للاستحمام .....زفرت بضيق وهي تردد لنفسها : ماهو عارف طبعي بقي لازمته ايه الوش الخشب ده ....

.........

....

قطبت هديل حاجبيها من رنين هاتف هانيا المتواصل لتنادي علي اختها : هانيااااا ...تليفونك بيرن 

قالت هانيا من خلف باب الحمام حيث وقفت تجفف شعرها بعد الاستحمام : مين يادودو ؟!

بغباء مطلق نظرت هديل الي الهاتف ثم قالت : ايهم !!

ركضت هانيا وهي تحيط جسدها بالمنشفه تزجر اختها : هششش ايه الغباء ده ....وطي صوتك 

بابتسامه واسعه وضعت هانيا الهاتف علي أذنها : الو 

جاءها صوت ايهم : هو انتي لازم تقلقيني عليكي لغايه ما تردي 

ضحكت برقه : قلقت ليه ....همست وتابعت : انت اصلا وصلتني انا وزين لغايه تحت البيت 

اتكأ علي جانبه وابتسامه واسعه ارتسمت علي شفتيه بينما مر وقت طويل عليه لم يشعر بتلك السعاده خاصه بعد محادثته مع منال التي خرجت من المشفي وكأنها انسانه أخري ....اعتذرت له وياليت الاعتذار كافي علي كل أخطائها وطلبت منه أن يسامحها بصدق ...لأول مرة يشعر بمقدار الحزن في صوتها علي فقدان طفلها وكأنها كانت في ثبات طوال تلك السنوات والان فقط أدركت أنها فقدت طفلها ....

......(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

بنظرة خبيثه كان هذا الرجل ذو الصوت الخشن يقول : الف الف سلامه عليكي ياحلوة 

نظرت نشوي الي للمعلم فرج والذي اندهشت كثيرا لزيارته لابنتها ....

قالت شاديه بابتسامه : تسلم يا معلم 

التفت فرج الي والد نشوي الجالس علي الاريكه يدخن سيجارته قائلا : لو الأمورة عاوزة اي حاجة قولي علي طول 

اوما الرجل الذي شابهه الاريكه التي يجلس عليها بينما باقتضاب قالت نشوي وهي تحمل ابنتها وتتجه الي غرفتها : بعد اذنكم 

نظر فرج الي عزه وهو رأسه لتبتسم الي شاديه وتهمس : شكل البت عجبت المعلم 

اتسعت ابتسامه شاديه ليعتدل الرجل واقفا وهو يقول : استأذن انا بقي 

أسرعت شاديه خلفه : لسه بدري يامعلم 

قال فرج بابتسامه : بدري من عمرك ياست الكل ....مد يداه وأخرج رزمه ماليه كبيرة ووضعه بيد شاديه : شوفي طلبات الأمورة الصغيرة 

أومات شاديه وهي تأخذ الأموال وتضعها بصدرها قائله : من يد منعدمهاش يامعلم 

خرج الرجل لتسحب شاديه عباءتها وتضعها فوقها وتخرج لتتبضع برفقه عزه التي قالت بدهشه : انتي بتتكلمي جد ياشاديه ...يعني البت نشوي كانت متجوزه حد غير الحاج سعيد الله يرحمه وخلفت منه البت دي 

أومات شاديه وتابعت تحكي لها القصه  : أيوة ....بعد ما الواد ابن خيري طردنا من المنطقه وهددنا جينا علي هنا وحاولت أسقط البت ميه مرة مفيش فايده تقولي ماسكه في الدنيا بايدها وسنانها ....المهم البت وصلت للشهر التالت ومكانش في ايدينا حاجة نعملها 

الحاج سعيد كان ولا له في الخلفه ولا غيره ...كنا يادوب واخدين عنده الشقه اللي كنا فيها زمان..... قام عينه زغللت علي البت نشوي مع أن كان الحمل بدأ يبان عليها ....جوزنهاله وهو مكملش شهرين ومات.....والفقريه نشوي كل اللي طلعت بيه من الجوازة هو يادوب أن اسم البت اتكتب علي اسمه بعد ما ولاده طردونا واخدوا كل حاجة وهددونا لو طالبنا بالورث هيفضحوا البت ....تنهدت شاديه قائله : فقربه طول عمرها 

قالت عزة بحقد واضح : بس واضح أن طاقه القدر هتتفتح لها ...انتي مش بتقولي ابو البت ظهر 

قالت شاديه : وهو هيعرف منين أن له بنت ....

قالت عزه بخبث : قوليله انتي ياشاديه واهو تقبي علي وش الدنيا 

هزت شاديه راسها بحقد قائله : لا وحياتك لو الراجل ده عرف أن له بنت اللي هتتفتح لها طاقه القدر هي البت نشوي ووقتها هتتفرد علينا وتاخد بنتها وتعيش في العز لوحدها 

أومات عزه بتفكير : اااه عشان كدة عاوزة البت تتجوز بسرعه 

أومات شاديه ,: أيوة ...المعلم لازم يخلص بسرعه قبل ما الراجل ده يعرف أن عنده بنت 

التوت شفاه عزه بخبث بينما تتظاهر بالتفكير وهي تجد المدخل الكلام الذي أخبرها به فرج لتقول بخبث شديد : بس ياشاديه البت صغيرة ... الراجل يكتب عليها ازاي .....صمتت ثم تابعت بخبث شديد وهي تعرض عليها العرض الذي عرضه فرج : الا بقي لو عرفي ...!!

اتسعت عيون شاديه لتقول عزه سريعا : بس انا هخلي المعلم يكتب لها شقه باسمها ويفرشها من كله وكمان الشبكه والمهر اللي تشاور عليهم 

لمع الطمع بعيون شاديه التي قالت : طيب سبيني افكر  و ارد عليكي ...

.......

...

قالت هايدي برجاء : معلش ياخالد اصبر بس كان يوم كدة 

قال خالد باستنكار : ليه بس ياهايدي ...احنا مش اتفقنا 

أومات قائله : اه بس فريد مش فاضي اليومين دول عشان نتكلم معاه في أي حاجة 

قال خالد برفض : هايدي هي جت علي الساعه اللي هنحدد فيها تفاصيل جوازنا 

: وهيحصل ايه لو استنيت شويه ....اصبر عشان خاطري 

تنهد خالد بهيام : مش قادر 

ابتسمت هايدي لتقول بدلال : خالد انت بجد بتحبني اوي كدة 

قال بهيام : بموت فيكي مش بحبك بس ....

تنهد ثم قال بنبره لعوب : اتجوزك بس وهوريكي انا بحبك قد ايه ....

.......


....

انحشر صوت هاله في حلقها بينما تبحث عن رد مناسب لطلب أخيها لتقول بتعلثم : بس يا خيري هانيا صغيره ولسه بتدرس

قال خيري بحماس : وماله ياهاله ...نخطبها والجواز يكون بعد ما تخلص دراستها 

احمر وجهه هاله ولم تجد سبب لترفض لتزجرها هايدي بهمس من بين أسنانها : لا طبعا ....ماما قوليليه لا 

وكزت هاله ابنتها لتقول : عموما ياخيري الكلام ده سابق لأوانه ...خلي بس الاول البنت تهدي من ناحيته وبعدين ابقي افاتحها 

اوما خيري بخزي ليقول : ماشي يااختي ...شوفي اللي يريحك وانا اعمله 

: ربنا يخليك ليا ياخيري ...

أنهت هاله المكالمه لتندفع هايدي بغضب : هو له عين يطلبها 

زجرتها هاله بحده : بنت اتكلمي بأدب عن خالك 

قالت هايدي باندفاع : انا بتكلم عن ابنه السافل ...ايه ياماما كلامك العايم ده كنتي تقولي لا 

قالت هاله بضيق : واخسر اخويا ....ولاده الاتنين يطلبوكم وارفضهم 

لا ....كده اخويا هيزعل

قالت هايدي متبرطمه : ما يزعل ...الاولي يربي ابنه 

قالت هاله بحده : انتي بتقولي ايه يابنت 

زفرت هايدي : مش بقول حاجة 

قالت هاله بتحذير : يبقي اياكي تقولي حاجة لأختك ...انا مش ناقصه تفتح السيرة وتقع بلسانها قدام فريد 

.....

تألقت ندي بفستان بلون الزمرد بينما تتجهز لتحضر أحدي افراح صديقاتها برفقه نائل الذي أصرت علي حضوره ووقف علي مضض يجهز نفسه ....ألقت نظره اخيره علي هيئتها المثاليه للغايه لتتجه إليه بخطوات متمايله بكعب حذاءها العالي ...ايه رايك ياحبيبي؟!

قال نائل بابتسامه مجامله : حلوة ياحبيتي 

قالت بدلال : حلوة بس ....انت شكلك مبقتش تحبني 

قال نائل وهو يهز كتفه : ليه بس يا حبيتي 

قالت ندي وهي تداعب ازارا قميصه : اهو كدة وخلاص .... دايما سرحان ومش معايا 

ربت علي يدها ليتحرك خطوة مبتعدا يتظاهر بعقد ربطه عنقه : مفيش حاجة ياحبيتي انا بس بفكر في كام حاجة ادفي الشغل 

اندفعت بدون تفكير : اكيد مقر الشركه الجديد واخد تفكيرك

عقد حاجبيه والتفت إليها سريعا : وانتي عرفتي منين ارتبكت لتقول بتعلثم :  ياحبيبي ..دي صدفه كما بتصل بيك وهويدا السكرتيرة قالتلي انك في المقر الجديد بتشوف التجهيزات 

زم شفتيه ونظر لها بشك لتقترب منه محاوله استخدام أنوثتها فتلتصق به وتضع يدها حول عنقه هامسه أمام شفتيه : يلا بقي عشان لما نرجع هعيشك ليله مش هتنساها

.........

.....

هز امير ساقه بعصبيه وانفعال حينما جاءت بباله تلك الفكره بعد أن كان سعيد بانتصاره وهي أن يؤذيها فريد بعد ما اتهمها به امير .....دق قلبه بجنون خوفا عليها ليمرر يداه بعصبيه بين خصلات شعره محدث نفسه : لا لا 

...مش ممكن يأذيها ...لا لا ...هيطلقها وبس 

حاول أن يهديء نفسه وهو ينفخ دخان سيجارته ليكمل وهو يبعد تأنيب ضميره عنه : هعوضك ياورد ....هعوضك ياحبيتي عن كل ده 

........

...

هتف رائف بحنق وهو يمسك ذراع هناء بعصبيه : بت انتي واخرتها معاكي 

قالت هناء بحنق : انت هتمد ايدك عليا يارائف 

تهكم بغضب : وممدهاش ليه ....ايه ماسكه عليا ذله 

قالت هناء وهي تحاول مسايرته وتهدئه غضبه : ابدا ياحبيبي ...ذله ايه بس 

قال رائف بغضب : امال ايه بقي ..كل كام يوم طالعه بحوار الحمل 

قالت هناء وهي تلقي باوراقها أمامه : بصراحه بقي يارائف انا عاوزة اطمن عليك 

قال رائف باستنكار لمغزي كلماتها : تتطمني عليا من جهه ايه ياروح امك 

رفعت هناء حاجبيها قائله بمغزي : انك بتخلف

هدرت ملامح رائف بالشر : نعم ياروح امك ....

انتي بتقولي ايه يابت انتي 

جلست هناء واراحت  ظهرها علي الأريكة خلفها ووضعت ساق فوق الأخري كاشفه عن ساقها البض بينما تقول : ماهو بصراحه كدة يارائف انا من اول ما اتجوزتك وانا سايبه نفسي ولغايه دلوقتي مفيش حمل مع أن الدكتورة قالت اني زي الفل...

انقض رائف عليها مزمجرا وهو يقاطع حديثها : سايبه نفسك يعني ايه يابت 

قالت هناء بوقاحه : يعني هيكون ايه ...مش باخد حاجة تمنع الحمل ومحصلش .... يبقي بالعقل كدة العيب من مين 

....؟!.

..

.....

نظرت ندي بدهشة إلي نائل الذي ظل واقف مكانه بعد أن تغير لون إشارة الطريق الي الاخضر بينما تلك الأصوات الصادره من بوق السياره خلفه لم تنببه اصلا وقد اختطف عيناه هذا المنظر علي الجهه الأخري للطريق حيث كانت داليا واقفه علي الرصيف المقابل برفقه شاب يتحدثون ويشير لها لاحدي الواجهات .....قفزت عيناه من موضعها وبلحظه كان يدفع يد ندي التي كانت تسأله : نائل في ايه واقف كدة ليه ؟! 

لم يجيب عليها ودفع يدها ونزل من السيارة باتجاه داليا كطلقه ساخنه .....

احتدت ملامح ندي حينما رأت الي اين يذهب لتتعالي اصوات السيارات خلفها بينما ترك نائل السيارة بوسط الطريق لتوجه الي مكانه وتقود السيارة وتستدير بها من اقرب ملف باتجاه داليا التي كانت برفقه صديقتها رنا التي تعمل هي وابن عمها بأحدي المكاتب الهندسيه وفكرت أن تعرض عليها عمل معهم لتصمم بعض الديكورات .....من الغيره التي هبت بصدره لم يلمح نائل رنا والتي يعرفها جيدا وفقط رأي ذلك الشاب الذي سرعان ما تلقي لكمه قويه منه ....تفاجأت داليا وصرخت رنا ....ايه اللي موقفك مع مراتي 

صرخت داليا وهي تبعده عن محمود : نائل انت اتجننت ....ايه اللي عملته ده 

زجرها نائل بغضب من بين أسنانه : اسكتي انتي وحسابك معايا 

زمت داليا شفتيها بغضب : حساب ايه ....انت اكيد اتجننت 

عاد ليحاول الانقضاض علي محمود الذي قال لداليا : تعالي ياداليا ومتخافيش منه 

حاول المارة فض الاشتباك بين الرجلين بنفس لحظة توقف ندي بالسيارة أمامه لتنزل منها وتسرع تجاه نائل : نائل حبيبي ايه اللي حصل 

أمسكت رنا بيد صديقتها ونظرت لها بتشجيع بينما نظرت إلي محمود برجاء أن يذهب ليغادر الشاب علي مضض 

قال نائل بعنفوان وهو يجذب يدها : اتفضلي يا هانم قدامي 

سحبت داليا يدها منه سريعا ورشقته بنظره ساخطه : هل يريدها أن تركب بسياره واحده مع زوجته الأخري

قالت رنا : نائل لو سمحت الناس بتتفرج علينا ....ممكن تتفضل وانا هروح داليا البيت بعربيتي

رفض نائل متجاهل حديث رنا ليقول : قولت امشي معايا احسن ياداليا 

نظرت له ندي بغضب : ايه يا نائل ما تسيبها براحتها ...وبعدين اصلا احنا اتاخرنا جدا علي مشوارنا 

استغلت داليا الجدل بينه وبين تلك الحيه لتشير سريعا لاحدي التاكسيات وتدخل إليه ....زم نائل شفتيه بغضب لتتفاجيء ندي به يقول : روحي فرح صاحبتك انتي ياندي وانا هخلص حاجة وهحصلك

وقفت ندي مكانها غير مصدقه أنه بالفعل أخذ تاكسي وغادر وتركها بالشارع ...نظرت لها رنا بازدراء وركبت سيارتها وغادرت لتسرع تتصل بداليا تحذرها :  داليا خلي بالك نائل جاي وراكي 

........

...


دخل فريد الي المنزل والظنون تعصف برأسه ولكنه يلجمها بداخله.....ان مايحدث لعبه قذرة تحاك عليها  ....عليه أن يجنب غيرته وغضبه وان يفكر بعقل...لا يمكن أن يكون كلامه صحيح والاحري أنه لايمكن أن تكون هي كاذبه ....لا يمكن أن يكون كل ما مر عليهم كذب وتمثيل منها .....لا يمكن أن يصدق دلائل ويكذب إحساسه بها وبكل ما مرت به .....من أجلها عليه أن يفكر انها الان ليست زوجته وانما متهمه وهو من يحقق بتلك القضيه ......

ليس هناك سبيل اخر إلا أن ينحي كونه زوجها ويخرج خارج كل تلك الدائرة ليري الأمور بوضوح .....ولكن الكلام واتخاذ القرارات اسهل كثيرا من تنفيذها بينما تلك الدماء تغلي غليان بعروقه ويكتوي صدره بالنيران ...

دخل إليها حيث بقيت تبكي منذ خروجه حتي شعرت بمقلتيها تحترق من كثرة بكاءها بينما لاتدري بأي نيران هو يسير ومافعله حقا قليل وهو لا يريد ابدا أخبارها بشيء مما اتهمها به هذا الحقير .....ورد...

رفعت عيناها المتورمه إليه ليقول بدون مقدمات حتي لايفقد ثباته أمام ضعفها ويأخذها بحضنه ويخبرها بكل ما يجيش بصدره لعل حضنها يطفيء نيران قلبه ....ستنكسر أن عرفت بتلك الاتهامات وهو عليه أن يبرئها وليس أمامه سبيل الا الخوض وسط تلك النيران وحده :ايه اللي حصل في اليوم ده.. ؟

عقدت ورد حاجبيها باستفهام بينما بدأت وتيره دقات قلبها تزداد وهي تتساءل بصوت مختنق : يوم ايه..؟ 

نفث فريد من بين أسنانه واتجه اليها لتتراجع خطوة بخوف من قامته المديده لتتفاجيء به يقف امامها ويتطلع اليها لأول مرة بهذا القرب وبهذا الغضب قائلا بحزم  : عاوز اعرف كل اللي  حصل يومها....؟!! 

اهتزت نظرات عيونها وغامت بالذكريات.... تلك الذكريات البشعه التي دفنتها عميقا في ذاكرتها وابدا لاتريد تذكرها ....! تلك الذكريات التي داهتمتها بينما تعرضت لهذا الاختطاف قبل أيام وجعلتها تعيش نفس الرعب مرة أخري ....تلك الذكريات التي هو أيضا ربما ليس بحاجة ليذكرها او يذكر نفسه بتلك الذكري بعد قراره الذي اتخذه ان يجعلها زوجته بالواقع كما هي زوجته بالاوراق....لقد قرر أن يغلق تلك الصفحه للابد فهي لا تمثل الا ذكري بشعه كانت كفيله وقتها أن تنهي الحلم قبل ان يبدأ ولكنه لا يستطيع أيضا ان يتجاوز صلابه عقله الذي يريد معرفه كل شى حتي يضع يده علي الحقيقه المخفيه بين سطور كلماتها ...! 

كل شئ حدث بذاك اليوم الذي اوقعها في طريقه واوقعه في طريقها...! سيجد به دليل برائتها 

(...........) انسابت دموعها من عيونها التي شابهت كاسات الدماء بينما تنهي حديثها بصوت متقتطع أثر شهقات بكاءها الهستيري وهي تتذكر تفاصيل الاعتداء البشع الذي تعرضت له وتدمرت حياتها بعده..... تلك الحياه التي كتبت لها أن تستمر علي يده حينما منعها من الانتحار وانقذها واعطاها اسمه : والله هو ده اللي حصل

غلت الدماء بعروقه من قهرها وهي تخبره مجددا بما حدث والذي امتزج مع كلمات امير المسمومه وبدأ عقله يرتب الأحداث 

: كنتي في المصنع ليه يومها 

نظرت إليه ورد من بين دموعها متفاجئه بسؤاله : قولتلك كلمني وقالي ماما تعبانه 

حاول فريد التحكم بنفسه بينما كلمات امير لا تتوقف عن التردد بأذنه : المصنع كان مقفول وقتها والدتك هتروح هناك ازاي 

اهتزت نظرات ورد بعدم فهم بينما غلبت فريد فطرته الذكوريه ليضغط عليها أكثر : روحتي ليه .....كنتي تعرفيه قبلها ......كام مرة قربلك...! 

احتقن وجهها بالحمرة من سؤاله وازداد بكاءها ليزجرها بحزم :  ردي...؟! 

رفعت عيناها الباكيه اليه : هي المرة دي وبس...... والله انا قولتلك كل اللي حصل

ضغط علي أسنانه بقوة حتي كاد يحطمها وهو يسالها : وقبلها مقربش منك.. ؟! 

هزت راسها بقوة : لا... لا.. عمره ماقرب مني..! 

ظلت ورد تهز راسها بهستريا بينما تحاول استيعاب أسئلته ...هل يشك بها ؟! 

لترفع إليه عيناها الباكيه تسأله بصوت مختنق  : انت بتسألني كل الاسئله دي ليه ...؟!

افاق فريد علي نظراتها له بينما دون أن يدري وقع بالفخ وغلبته فطرته وتحكمت به الغيره ليحاول التحدث ولكنه لم يجد شيء ليقوله لتنظر له ورد بخذلان شديد قبل أن توليه ظهرها قائله بصوت مبحوح : لو سمحت اطلع برا 

حاول ايجاد شيء ليقوله يدافع به عن نفسه ولكنه لم يجد بينما كان رأسه يعج بالافكار والاصوات ليسحب قدمه ويخرج وتوصد ورد باب الغرفه سريعا وتخونها ساقها لتجثو علي الأرض باكيه ليفعل فريد المثل بينما يستمع إلي شهقاتها من خلف الباب ....!!

........

...

انتهي اياد من استحمامه وخرج ليتجه الي المطبخ متجاهل هاجر تماما ...وقف يعد لنفسه القهوة لتدخل هاجر خلفه وسرعان ما تمسك القهوة من يده قائله ..: مقولتش ليا ليه وانا اعملهالك 

لامست يدها يده ليوقف اياد خفقات قلبه ويقول ببرود ساخرا : مش خايفه ماما تشوفك 

انتفخت وجنه هاجر بالغضب لتقول : انت بتتريق عليا 

رفع حاجبه قائلا : لا بتريق علي نفسي ....اصل مراتي سبحان الله حامل وخايفه تقول لحد 

نظرت له هاجر بخجل لتضع القهوة من يدها وتتجه إليه قائله : مكنش قصدي علي فكره 

احتدت نبره اياد قائلا : امال قصدك ايه 

هزت كتفها وحاولت الشرح له : هو بس انا فكرت اراعي احساسها 

زفر اياد بغضب : وانا احساسي مالوش قيمه عندك 

هزت هاجر رأسها سريعا قائله : لا والله يااياد . .انت اغلي حد عندي في الدنيا ...

اشاح بوجهه : كلام 

تجرأت لتقف أمامه وتلقي بنفسها في حضنه : مش كلام ....بحبك والله 

حاول اياد التمسك بموقفه ولكنه سرعان ماضعف امامها حينما وضعت يده فوق بطنها قائله : علي فكرة أنا قولت لزين وهو مبسوط اوي أن هيجي له أخ ...بس مرضتش اقول لطنط فريال من غيرك 

قال اياد وهو يحاول التمسك بموقفه : ومش هتخافي تقوليلها

قطبت هاجر جبينها : الله بقي يااياد ....بطل غلاسه 

مالت عليه وقالت بدلال ناعم :  قولت اسفه ....

نظر لها ورفع حاجبه يحاول تمثيل الثبات بينما ذاب داخله من قربها لتكمل بنعومه : خلاص بقي ياايدو سماح المرة دي ..انا واحده حامل ومش هقدر اسافر وراك اصالحك ....صالحني هنا 

لمعت النظرات اللعوب بعيناه بينما امتدت يداه حول خصرها وقربها إليه قبل أن يهمس بوقاحه بجوار أذنها : لو صالحتك هنا ماما اكيد هتسمعنا

وكزته هاجر وانفلتت ضحكتها : قليل الادب ...قصدي صالحني مش صالحني في المطبخ زي مافهمت 

ضحك اياد وسرعان ما كان ينحني ليحملها ....تعالي بقي في الاوضه جوه فهميني 

حاولت التملص منه بدلال : طيب وطنك فريال 

قال وهو يدخل بها الي غرفتهم : بكرة نقولها ...

........

لم ينام فريد طوال الليل وعقله يعمل كالاله بينما تحترق أعصابه كما يحرق سجائرة حتي حل الصباح ليضع قدمه علي أول الطريق بينما يعود مجددا لمدير البنك 

: عاوز اسم الموظف اللي فتح الحساب ده ؟!

نظر المدير الي فريد باستفهام : خير يافندم هو ايه حكايه الحساب ده 

قال فريد بهيمنه : تحب يجيلك استدعاء رسمي من النيابه ولا تجاوب علي اسئلتي دلوقتي 

قال الرجل سريعا : لا طبعا يافندم انا مقصدتش ...انا بس بحاول افهم عشان اقدر اساعد حضرتك 

قال فريد بحزم : اديني اسم الموظف 

دخل الرجل للبيانات علي الحاسوب ليقول : ايهاب عبد الله 

قال فريد : ابعت اطلبه 

قال الرجل : بس يافندم ده في الفرع الرئيسي مش هنا اوما فريد واتجه للفرع الرئيسي وسرعان ما أصبح يري بدايه النور بهذا النفق المظلم الذي اجبرهم هذا الحقير علي الدخول إليه بالاعيبه التي سيكشفها ويعاقبه ويأخذ حقها ....نظر فريد الي هذا النور المتمثل بارتجاف نظرات هذا الرجل الدموع ايهاب ما أن سأله فريد عن الحساب 

:مين اللي فتح الحساب ده 

قال إيهاب بتعلثم : مكتوب اسم صاحب الحساب 

قال فريد بخبث وتمهل : سؤالي واضح ....مين فتح الحساب مش الحساب بأسم مين ...؟! 

الفصل التالي

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تعيشي وتكتبي حقيقي كل بارت حلو اوي

    ردحذف
  2. الله عليك يا سياده المستشار💥💥💥💥

    ردحذف
  3. يا عيني عليكي يا ورد 😥 البارت تحفه تسلم ايديك يا رونا

    ردحذف
  4. لازم فريد يبرأها من كذب امير ..روعه يارونا

    ردحذف
  5. الاحداث بقت شيقة جدا

    ردحذف
  6. جميله جدا

    ردحذف
  7. عجبني فريد و هو بيحقق مع ورد👏 و تفكيره إنه يتعامل مع الموضوع كوكيل نيابه.. فريد بيحب ورد وواثق فيها بدليل إنه مصدقش أو شك في ورد 💗

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !