قيد من دهب ... الخاتمه ١

26


 روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تنهد مكرم بملل وهو ينظر في أرجاء الثلاجه ويخرج لفافه الطعام الذي لم يكمله بالأمس ليمسك بها ويضعها في الفرن ويشعله ويتجه الي الخارج وهو يتحدث مع نفسه : والله كنت عامل ليا حس ياعماد بيه ..!

القي بجسده علي الاريكه وأمسك بهاتفه يطالعه بملل يزداد يوما بعد يوم مع بقاءه بلا عمل يذكر ..... !

غفي مكانه بعد قليل من الوقت الذي مر عليه ولم يشعر بشيء إلا انتفاضه جسده حينما وقع الهاتف من يده حينما تحرك علي صوت تلك الطرقات المتعالية علي الباب الخشبي ....فرك وجهه بانزعاج وقام من مكانه ليتجه بملامح متجهمه يفتح الباب ....خفض عيناه تجاه تلك التي لم يتبينها بينما لم يفق من نعاسه .... رفعت تلك الشابه وجهها إليه بينما تتحدث بسرعه وهي تشرأب برأسها داخل الشقه تتطلع حولها : هنا ... أيوة هي الريحه جايه من هنا  !!

عقد مكرم حاجبيه الكثيفان أكثر ينظر لهذا الشيء الذي يتحدث بلا توقف وتتحرك يمينا ويسارا تشم هنا وهناك وكأنها كلب بوليسي ليسالها بانزعاج واضح ؛ انتي مين وفي ايه ..  ؟!

هتفت الفتاه بكلمات كثيره لم يميز منها إلا تلك الكلمه وهي تدفعه من امامها وتركض بساقيها القصيرة الي داخل الشقه بدون مقدمات ... حريقه !


استوعب مكرم سريعا كلمتها وركض خلفها حيث عبأ  الدخان الكثيف المطبخ ليتذكر أنه نسي الطعام بداخل الفرن كل هذا الوقت ..!!

بعفويه مدت تلك الفتاه يدها تجاه زر الموقد لتصرخ بألم وهي ترتد للخلف ما أن لسعتها سخونه الازرار ليسرع مكرم بحسن تصرف سريع يغلق زر الغاز ويفصله عن الموقد ثم يمد يداه سريعا الي أحدي مناشف المطبخ يمسك بها ذلك الإناء الذي تحول الي رماد ويلقيه بداخل حوض المطبخ الرخامي ويفتح مقبض المياه لتزداد كثافه الدخان ... سعلت الفتاه التي خرجت الي اقرب نافذه وفتحتها ثم تحركت للخارج لتفتح الشرفه الواسعه ...!

زفر مكرم وهو يمسح وجهه ويخرج من غيمه الدخان التي عبقت المكان ليتذكر وجود تلك الفتاه ما أن وجدها واقفه بوسط صاله المنزل تنظر إليه بعيونها الواسعه ....: انت كويس يااستاذ ؟

حك مكرم عنقه وهز رأسه بدون قول شيء لترمش الفتاه باهدابها الكثيفه بضع مرات بينما شعرت بالحرج من الانزعاج بنظرات ذلك الرجل ذو الملامح المتجهمه لتحمحم قائله : انا ..جارتك أشارت إلي باب الشقه وتابعت : سندس ...ساكنه قدامك ...شميت ريحه الحريقه وفكرت أن ....أن 

صمتت ولم تتابع حديثها حينما وجدت نظرات خاويه بعيون مكرم الذي لا يهتم لتلك التفاصيل بينما في عالمه لم يكن له جار ولا يعرف بالأساس معني لتلك الكلمه التي غابت عن قاموسه منذ أن كان في الحاديه عشر ووجب عليه الاهتمام بنفسه بعد موت والدته وبقاءه وحده في منزلهم المتواضع بلا لقمه واحده طوال يومان ....لم يطرق بابه جار ولا سواه ولم يكن عليه إلا جلب لقمته بيداه لذا فلا معني لاهتمام تلك الفتاه بحريق في الشقه المجاورة فمن يهتم تلك الأيام ...!

تراجعت الفتاه خارجا ومازالت تري ملامح ذلك الرجل الخشنه والتي لم تتغير قيد انمله ...أغلقت باب شقتها وزجرت نفسها وهي من توقعت علي الاقل كلمه شكر. ..! 


...........

...

التفتت ماس الي جاسر الذي فتح باب منزلهم ودخل قبلها بخطوة قائلا بابتسامه كللت ملامحه : حمد الله علي السلامه يا حبيتي. ...

استدار إليها ومد ذراعه ليحتضنها باشتياق ليستغرب عقده جبينها ...سألها بتوجس وهو يغلق الباب : مالك يا ماسه في حاجه ؟!

نظرت ماس حولها في أرجاء المنزل ثم هزت راسها : لا مفيش 

اومأ لها وسرعان ما غمرها بذراعيه متنهدا بسعاده وارتياح لاتصفهم كلمات قائلا بشغف شديد وهو يغرق كامل وجهها بالقبلات : وحشتيني ...وحشتيني اوي يا ماسه 

أغمضت ماس عيونها مستمتعه بملمس شفتاه علي كل انش بوجهها بينما تهمس : وانت كمان ياحبيبي 

امسك وجهها بكلتا يداه ورفع شفتيها في مرمي نظراته التي تمهلت وهو يتطلع إليها باشتياق جارف قبل أن يميل ناحيتها بشفاه نفذ صبرها ليتفاجيء بها تقول بضع كلمات سريعه وتتجه الي الداخل ....!

رفع حاجبه بعدم فهم ولحق بها بينما كانت ماس سرعان ما تضع يدها علي مقبض باب غرفتهم وتفتحه وتمد يداعب الي زر النور لتعاود من جديد تقطيب جبينها.  ...

التفتت الي جاسر بتلك العيون الغاضبه التي لم يفهم سبب نظراتها والذي سرعان ما فسرته ماس وهي تهتف بغضب محبب : فين الشمع والبالونات والقلوب ..!

نظر جاسر لها للحظه بعدم فهم لتزم ماس شفتيها بغيظ وتوكزة بكتفه : انت مش عامل احتفال اننا رجعنا لبعض ...؟!

وكزته مجددا وهي تهتف : وانا اللي طول الطريق بفكر انت مفاجئني بأيه المره دي ...اتاري ولا علي بالك 

ضحك جاسر وجذبها لحضنه: يا شيخه خضتيني وقولت هنتخانق تاني ....قبل رأسها وقال بمسايرة لغضبها الطفولي  : معلش المره اللي جايه !

رفعت راسها إليه : نعم ...! قصدك انك هتطلقني تاني 

هز رأسه سريعا : لا طبعا ....قصدي هعملك مفاجاه المرة اللي جايه 

نظرت ماس له بطرف عيناها : اي مره ...قصدك الخناقه اللي جايه 

هز جاسر رأسه ضاحكا وعاد يحتضنها : وليه بس السيرة دي ....تعالي يا سوسو انتي وحشتيني اوي 

احتضنت خصره هي الأخري بينما وضعت راسها فوق صدره الذي بالكاد وصلت إليه وهي تقول : وانت كمان وحشتني ...بس زعلانه منك عشان مفيش بالونات 

داعب شعرها وقال بمكر : ماهو انا جبت بالونات المرة اللي فاتت وانتي قلبتيها غم ....ازدادت مشاكسته وهو يتابع : انا بصراحه اتشائمت فقولت مش عامل حاجه 

ضحكت ماس : ال يعني انت كنت فاكر اصلا 

ضحك هو الآخر وهز رأسه : بصراحه مجاش في دماغي وتوقعت انك هتعاندي زي كل مرة ومش هترجعي 

رفعت راسها ونظرت إليه بعتاب : علي فكرة انت ظالمني عشان أنا كان نفسي نرجع لبعض اكتر منك ....رفعت نفسها علي أطراف أصابعها وأحاطت عنقه بذراعيها وهي تتابع بمشاعر داعبت قلبها : انت مش متخيل انا بحبك اد ايه .....كل الحكايه أن قلبي اللي بيموت فيك كان زعلان منك والزعل بيكون علي قد الحب . ... اصلا مكنتش متخيله انك في يوم من الايام تقدر تستغني عني بالبساطه دي 

دغدغت غروره لتقصي درجه ليفيض قلبه بحبها ويمسك بكلتا يديها يضع بداخل كل منهم قبله وهو يبادلها المشاعر : عمري ما اقدر استغني عنك ....انتي قلبي وروحي وحياتي ....ولو زي ما بتقولي الزعل علي قد الحب فأنا كمان كنت زعلان عشان انتي اكتر واحده فهماني وكان لازم تعرفي أن اللي حصل ده مش اكتر من لحظه طيش مفكرتش فيها ..!

ابتسمت ماس له وهزت راسها بتأكيد ؛ عارفه ...بس خلاص مش هيحصل بينا كده تاني أن شاء الله

اوما بتأكيد : أن شاء الله .... ضمها إليه ومرر يداه داخل خصلات شعرها الناعم يتلمسه قبل أن تتسلل يداه الي ذلك المشبك الذهبي ويزيله تاركا بخصلات شعرها العنان لتنساب فوق كتفيها وظهرها .... نظرت ماس اليه لتلمع عيناه بالحب والاشتياق والإعجاب الشديد بكل شيء بها وهو ينظر إلي كل انش بملامحها التي يعشقها ولا يمل ابدا من النظر إليها بينما يحفظ كل تعبير من تعابير وجهها الجميل ....يحبها شواء كانت غاضبه أو راضيه ...سعيده أو حانقه ..يعشق نظرات الشقاوة التي تلمع بعيونها ويذوب بنظراتها العاشقه ....يحب مرحها وجدها وغضبها وكل شيء بها .....ازدادت ضربات قلبه الذي وضعت ماس يدها فوقه تتطلع اليه بنظرات عاشقه لتلك النظره في عيناه والتي تخبرها كم يحبها كما تحبه ....أغمضت عيونها بينما بدأت شفتاه ببطء تتحرك تجاه شفتيها واخيرا تلتقي بها بعد جفاء طويل ليلتهم جاسر شفتيها بين شفتاه يقبلها قبله حارة طالت كثيرا قبل أن تتمهل وتتجه شفتاه تتلمس وجنتها لتغمض ماسه عيونها ما أن شعرت بأنفاسه الحاره تداعب ملامحها التي طبع قبله فوق كل انش بها .....همس قلبها بسعاده تناغمت مع دقاته المتسارعة بأنها لم تكن لتكون يوما اسعد مع رجل سواه فهو عشقها بكل مزاياه وعيوبه لتترك لسعادتها العنان لتحلق واخيرا مستمتعه بتلك اللحظات من السعاده التي استحقتها بعد طول عناء مع هذا الرجل ذو التناقضات التي تعشقها ..... لم تكن هناك مكافاه يتمناها قدر وجودها بين ذراعيه بعد أن انهكه بعدها ليتفنن جاسر برسم خطوط تلك اللحظات وتعزف شفتاه سيمفونيه عشق علي كل انش بوجهها قبل أن تتحرك تجاه عنقها الناعم الذي استنشق رائحته العطره بانتشاء وهو يبعد خصلات شعرها علي جانب كتفها ثم تبدأ  شفتاه بالنهم من عبير عنقها الناعم ....لم تعد ماس تستطيع الوقوف أكثر بينما ذابت بين ذراعيه من فرط مشاعر الاشتياق التي غلفت كلاهما ....استجاب جاسر لتراجعها تجاه فراشهم الذي سينعم واخيرا بمشاركتها له به مجددا بعد أن كان كالاشواك في غيابها .....!

............

.....


بمزاج رائق للغايه كان مالك يدير المفتاح في باب منزله بينما الابتسامه لا تفارق وجهه سعاده بعوده أخته الي زوجها .....اغلق الباب وهو ينادي : مي ... مي ...ميوش انتي فين يا قمر !

توقفت خطوات مي التي خرجت لتوها من المطبخ ليري مالك ملامح الدهشه علي وجهها وهي تتطلع إليه مردده : انت بتنادي عليا انا ؟!

ضحك مالك واتجه إليها وهو يتلفت حوله : حدود علمي معنديش الا ميوش واحده 

نظرت له بعتاب : بقالك كتير مدلعتنيش عشان كده استغربت 

ضحك لها بسماحه وأحاط كتفها بذراعيه بحنان مقبل جبينها : حقك عليا ....

ابتسم لها وهو يرفع يداه إليها بهذا الكيس الأنيق الذي تعرف محتواه : جبتلك سينابون ! 

أخذته من يده بسعاده : شكرا يا حبيبي ..

داعب وجنتها وقال بمرح : اهو سمعت حبيبي عادي مستغربتش مع انك بقالك كتير مقولتهاش 

نظرت له بعيون تفيض عشق عرفت قيمته اخيرا : انا بحبك اكتر من نفسي يامالك ..... اصلا انت كتير اوي عليا 

هز رأسه وعاد يقبل جبينها بحنان : وانا بموت فيكي ومن اول يوم شوفتك فيه كنتي حلمي 

انفرجت شفاه مي عن ابتسامه حالمه وهي تتطلع إليه بنهم للاستماع للمزيد من غزله لتحيط عنقه بذراعيها : بجد يا مالك ....بتحبني اوي كده ....هز رأسه لتنظر له : لا قول ....قول الكلام ده تاني 

غمز لها مالك بشقاوة قائلا بينما يداه تقربها الي صدره وتتلكأ نظراته فوق شفتيها المغريه : انا مش هقول وبس انا هعمل حاجات كتير اوي ...

ابتسمت مي بخجل وهي تعض علي شفتيها التي مال مالك تجاهها وهو يهمس : هو ادم نام ؟!

قبل أن تجيبه كان ادم يركض تجاهه ليرفع مالك رأسه وينظر لها متبرطما : ياريتني ما سألت 

ضحكت مي ونظرت له بخجل هامسه : خلينا نتعشي كلنا وبعدين هاخده ينام 

انحني مالك يحمل طفله ويقبله وهو يهز رأسه لها قائلا بعبث : بسرعه بقي عشان عندي كلام كتير عاوز أقوله 

هزت مي راسها وبخجل كانت تقول بصوت خفيض : وانا كمان في حاجه عاوزة اعملها بس مكسوفه 

ازدادت ضربات قلب مالك كما تحركت الدماء بعروقه هادرة ليتطلع لها بنظره لعوب : اعملي اللي انتي عاوزاه ياقلبي 

غمز لها بوقاحه محببه : انا عاوز تعويض عن حرمان الشهور دي 

ابتسمت مي ولم تفارق الابتسامه شفتيها طوال ذلك الوقت الذي أعدت فيه العشاء لأسرتها الصغيرة التي أمضت العشاء وسط تبادل حديث لطيف ومرح ومشاكسه لم يكن بها سيرة أحد آخر ولا مشاكل آخرين تنشغل بها وكم كانت الحياه ممتعه وهي تهتم فقط لحياتها وسعادتها 

التي ازدادت حينما أخبرها مالك بعوده ماس وجاسر سويا .. واخيرا تنفست بارتياح  لتأخذ طفلها الي غرفته لينام ثم تتجه بتردد الي خزانتها تخرج منها ذلك الكيس الورقي الأنيق الذي اشترت محتواه اليوم ...!

: مالك ؟!

رفع مالك الذي تمدد علي الاريكه بكسل وراحه عيناه تجاه صوت مي : نعم ياحياتي 

تباطت خطوات مي وهي تدخل الي غرفه المعيشه بينما يتهادي ثوب النوم الحريري القصير فوق ساقيها الممشوقه لتختطف نظرات مالك الذي غاب بتأمل جمالها الأخاذ بدأ من خصلات شعرها المموجه الي ذلك الطوق الذهبي الرقيق الذي أحاط عنقها المرمري ثم عظمتي كتفها الذي انعقد فوقه حمالات ذلك القميص الرفيعه 

مد مالك يداه ناحيتها لتقترب وعيناه لاتحيد عن النظر لعيونها بينما مد يداه الأخري ليخفض اضاءه الغرفه ويكتفي بالانوار الهادئه ....استجابت مي ليداه ليجذبها برفق ويجلسها فوق ساقه وعيناه مازالت لاتفارق النظر لعيونها وكم اشتاق لرؤيتها بتلك الهيئه خاصه وتلك الحمره الخجوله تكتنف بشرتها الناعمه ....مرر ظهر يداه علي وجنتها قبل أن تبدأ شفتاه بتلمس بشرتها وتلفحها أنفاسه الساخنه ....أغمضت مي عيونها تستقبل قبلته الحاره باشتياق ماثل اشتياق مالك الجارف الذي تراجع بها للخلف دون أن يترك اسر شفتيها التي اشتاق لها كثيرا ...!

........

....

عقدت فيروز حاجبيها واحتدت نظراتها بينما قبضت يدها علي هاتفها وهي تسأل بغضب : يعني ايه بيزعق لماما ...يحيي اتكلم من غير عياط وفهمني

حاول الصغير الخائف اخبار فيروز برفض فاروق لمغادرة والدتها واخواتها المنزل حيث كانوا سينتقلون الي المنزل الذي جهزه مهران لهم ليختم حديثه : قال محدش هيطلع من البيت وكان بيزعق بصوت عالي 

احتقن وجهه فيروز بالغضب بينما تقول : يعني ايه يمنعها . ..فين ماما يا يحيي 

هتف الطفل بصوته الباكي : مع طنط عزيزة وانا وشيرين في الأوضه خايفين فقولت اكلمك 

هزت فيروز راسها بوعيد هاتفه : طيب يا يحيي متخافش انا جايه علي طول 

أغلقت الهاتف وسحبت ملابسها ترتديها علي عجل وكل انش بدماءها يغلي غليان من عمها الذي توعدته بكل غضب 

التفتت تهاني الي تلك العاصفه التي كانت تنزل الدرج ركضا لتقول سريعا : في ايه يا بت مالك بتجري كده ليه ....واحده واحده هتقعي 

تبرطمت فيروز بحنق وهي لاتري امامها : اقع ولا اروح في ستين داهيه !

اتسعت عيون تهاني التي هبت من مكانها واتجهت إليها توقفها : في ايه يابت انتي ...ايه اللي حصل وبتجري كده ليه ؟!

بغيظ تحدثت فيروز وهي تكمل عقد وشاح رأسها حول وجهها : عمي مانع ماما تمشي من البيت ... فاكر أن محدش هيقف له ....!

عقدت تهاني حاجبيها وهي تحاول الفهم وسرعان ماكانت دماءها تغلي هي الأخري لتهتف بفيروز : زودها اوي فاروق ...استني يابت انا جايه معاكي 

سريعا ما تعالي صوت تهاني : ذكيه .... بت يا ذكيه

أسرعت ذكيه: نعم ياست تهاني 

زجرتها تهاني : بسرعه هاتي طرحتي من فوق وحطي عليكي طرحتك وتعالي ورايا 

امتثلت ذكيه لكلام تهاني وسرعان ما لحقت بخطوات فيروز وتهاني التي توعدت فاروق هي الأخري 

علي الجانب الآخر هتف رحيم بفاروق بنفاذ صبر  :  وبعدهالك يا فاروق ....لازمتها ايه المشاكل ؟! ما تسيب اللي يمشي يمشي ولا ناقصين هم فوق همومنا ...اهي جت منها وقالت ماشيه سيبها بقي 

التفت فاروق الي أخيه بحنق متبرطما : ولما اسيبها تمشي يبقي ايه الحال 

عقد رحيم حاجبيها بعدم فهم : حال ايه ؟

هتف فاروق من بين أسنانه : حالنا اللي واقف بسبب مهران 

صاح رحيم بحنق: وهو مين اشتري عداوته ...مش انت !

هز فاروق رأسه بغل : معلوم بس احنا لسه فيها طول ما في بينا نسب ....إنما لو سبت مرات اخوك تمشي يبقي كل حاجه اتقطعت ومن غير رجعه 

نظر رحيم الي أخيه الذي حك ذقنه وتابع : ام يحيي تفصل هنا و باللين نرجع اللي بينا وبين مهران واهو الحاج عمران هيعمل حساب للنسب اللي بينا لما يعرف إننا لسه عاملين حساب للست ام يحيي 

هز رحيم رأسه : حساب ايه وانت غاصب عليها تفضل هنا 

هز فاروق رأسه وقال بخبث : وفين الغصب ...انا بعمل الأصول وباقي علي لحم اخويا 

تنهد رحيم بعدم اقتناع ليلتفت كلاهما الي تعالي تلك الأصوات بالخارج والتي كانت لفيروز التي ما أن دخلت الي المنزل حتي صاحت بصوت عالي تنادي والدتها 

اتجهت عزيزة الي فيروز : اهلا يابنتي ...ازيك ياست تهاني 

هتفت تهاني بنفاذ صبر : لا اهلا ولا سهلا يا ام سليم حالا تخلي أم فيروز تنزل واياك حد يفكر يتعرض لها 

قالت عزيزة بهدوء وهي تحاول احتواء الوضع : وليه بس كده يا ست تهاني ...وداد قاعده وسطنا ومحدش داس ليها علي طرف 

أسرعت فيروز تجاهه والدتها التي نزلت الدرج مسرعه لتحتضنها وتسالها بلهفه : ماما انتي كويسه ؟

أومات وداد بسماحه : اه يا بنتي ...مالك يابنتي 

هتفت فيروز بضيق : يحيي كلمني وقالي أن عمي مانعك تخرجي 

هزت عزيزة راسها : لا يابنتي ....ده الحاج قال ...قبل أن تكمل كلماتها كان فاروق يخرج من الغرفه وخلفه رحيم ليقول فاروق بثبات وهو يقف أمام فيروز : قولت أن امك مش هتخرج من البيت يا بنت اخويا عندك مانع 

احتقن وجهه فيروز التي اندفعت بغضب : اه عندي ....ماما هتيجي معايا 

هز فاروق رأسه بهدوء : انا الكبير هنا وانا اللي اقول مين يقعد ومين يمشي و ولاد اخويا ومراته محدش فيهم هيعيش في بيت غريب 

هتفت تهاني بحده : ليه ملهاش أهل ....بقولك ايه يافاروق انت مالكش حكم علي حد واليت أم فيروز هتيجي معانا 

احتدم الوضع لتحاول عزيزة التحدث وكذلك وداد التي كعادتها لاتريد اي مشاكل لتقول لفيروز : يابنتي مفيش داعي انا هتكلم مع الحاج 

هزت فيروز راسها بحنق : مفيش كلام ...انتي هتيجي معايا 

أومات تهاني موافقه وسرعان ما اشارت إلي ذكيه بلهجه أمره : اطلعي يابت مع الست ام فيروز ولمي هدومها 

تدخل فاروق بهدوء زائف : انا قولت كلمتي يا ست ام بسمه ومن الاخر انا ماليش حديث مع الحريم. .... انا كلامي مع عمران بيه 

أومات تهاني بثبات : وماله كلمه !

...........

.....

همهمت ماس بنعاس سيطر عليها بينما شفاه جاسر تداعب أذنها هامسا بغزل : قمر برضه 

ضحكت ماس وهي تتثاءب : قمر ايه بس ...تلاقي شعري منكوش  ...

هز جاسر رأسه وتابعت شفتاه الحركه علي كل انش بوجهها بينما يداه تتحرك داخل خصلات شعرها : توء ...قمر 

ضحكت ماس لتلتقي شفاه جاسر مجددا بشفتيها ويبدأ ملحمه جديده من جنون عشقه الذي لايرتوي منها حتي بدأت انوار الصباح تشق ظلام الليل الذي شهد نوبات حب لا تنتهي جعلت كل انش بجسدها مخدرا لتتوسد صدره الذي دقت بداخله دقات قلبه صاخبه بارهاق وهي تهمس : تصبح علي خير ياحبيبي 

نشر جاسر قبلاته فوق جبينها وشعرها قبل أن يزيد من ذراعيه حولها ويغمض عيناه هامسا : وانتي من اهل الخير ياحياتي 

......

.........

بالرغم من سعاده الانتصار التي لمعت بعيون فيروز وهي تغادر برفقه والدتها بعد أن حكم عمران بأن تكون المراه مكان ماتريد واخيرا نطقت والدتها واختارت أن تكون بمكان بعيد عن سطوه زوج أخيها لتربي اولادها بهدوء بعيدا عن المشاكل إلا أن نظرات مهران لها جعلتها تتوجس ولم تكن وحدها بينما نالت تعاني نصيبها من نظرات عمران الغير راضيه .....

تحرك مهران بالسيارة وبجواره أبيه وبالخلف جلست فيروز التي تبادلت نظراتها مع تهاني تسألها عما سيحدث بينما كلتاهما تجاهلت وجود الرجال وتقدموا المشهد دون الرجوع لهم لتأخذ تهاني مبارده الحديث وهي تقول : كتر خيرك ياحاج انت ومهران ....لولاكم البنيه كانت هتفضل قلقانه علي امها 

رمقها عمران بنظره جانبيه غاضبه مزمجرا : لولانا ولا لولا مرواحتكم وحديكم وگأن مفيش رجاله تتحدث 

حاولت فيروز قول شيء : معلش ياعمي انا بس ...كنت يعني قلقت علي ماما وبعدين .....قاطعها مهران بحنق وهو يوقف السيارة : اطلعي علي فوق يا بنت الناس وكفايه حديث ماسخ !

فتحت فيروز فمها لتتحدث ولكن تهاني أمسكت يدها وأشارت لها بالصمت لتنزل كلاهما وكالعادة فيروز لاتهدأ ولا تصمت فما أن خطت الي داخل المنزل حتي هتفت بتهاني : هو في ايه ...احنا مغلطناش ...!

زجرتها تهاني بنظراتها : اسكتي بقي واياك تقولي كده قدامه .... زمت شفتيها وتابعت بتفكير : كله منك ومن لهفتك ...كان هيجري ايه لو كنا كلمنا مهران ولا أبوه ....

زمت فيروز شفتيها هي الأخري : اهو بقي اللي حصل ...المهم هنعمل ايه .. ده شكلهم متضايقين اوي 

رفعت تهاني حاجبها : هتعدي انتي بس اسكتي وخدي كلمتين وقوليله من قلقي علي امي معرفتش افكر 

قصمت فيروز اضافرها بتوتر : تفتكري هيسمع 

أومات تهاني : هيسمع ....انتي بس اياك تقولي مغلطتش والكلام ده ...معلوم احنا غلطتنا وكان لازم نقولهم مش يعرفوا من الغريب 

أومات فيروز بتعقل لتسأل تهاني: طيب وانتي هتعملي ايه مع عمي 

هزت تهاني كتفها : زي ما انتي هتعملي  ... هسمع الكلمتين وتقوله حقك عليا يا اخويا ..

افلتت ضحكه فيروز علي نبره تهاني لتوكزها بغيظ : هشش ويلا اطلعي بدل ما يدخل يلاقينا بنتكلم 

..........

...

ابتسمت سلمي بامتنان وهي تتطلع الي مكرم : انا مش عارفه اشكرك ازاي يامكرم 

اوما مكرم وهو ينهي قهوته : شكرتيني كتير ...

حمحمت سلمي وهي تفكر في قول شيء ولكنها لم تجد ليعتدل مكرم واقفا ويضع الحساب علي الطاوله قائلا : لو مفيش عندك كلام غير شكرا اللي سمعتها كتير هقوم 

هزت سلمي راسها سريعا وامسكت يداه : لا . .قصدي استني نتكلم 

نظر لها مكرم باستفهام : نتكلم في ايه ؟!.

عضت سلمي علي شفتيها تستجمع شجاعتها : في اللي انت فاهمه يامكرم 

هز مكرم رأسه واوقفها عن متابعه الحديث قائلا : بلاش افهم احسن ....افهمي انتي أن اللي بتفكري فيه مش هيحصل 

هتفت سلمي بامتعاض : ليه ؟!....عشان ياسمين مش كده 

قال مكرم وهو يهم بالمغادرة : طلعيها برا كلامك عشان ملهاش علاقه .....  

عقدت حاجبيها : امال ليه مش مديني ريق حلو 

قال مكرم بجديه : عشان مش سكتي الجواز وحتي لو 

سكتي مش هتكوني انتي ...نظر لها وتابع : انتي جاتلك فرصه تبعدي عن القرف بتاع زياد وكمان طلعتي منه بقرشين ...ابدئي صح بس مش معايا 

هز رأسه وتابع : مش هنفعك ولا انتي تنفعيني ...سلام 

تركها وغادر ليتجه الي ذلك المقهي بجوار منزله ليخرج من جيبه مغلف ويعطيه لأحد الرجال الجالسين معه والذي قال : واخرتها يا مكرم ....هتفضل تدينا مرتب من غير شغل ...حرام علينا ناخد فلوس من غير تعب احنا لازم نرجع نشتغل 

قال مكرم بتسويف : هنشتغل أن شاء الله

قال أحد الرجال بلهفه : فين يا مكرم 

حك مكرم ذقنه واعتدل واقفا : قريب هقولكم يارجاله ...يلا تصبحوا علي خير 

منزله الذي لا يعود إليه الا للنوم بينما شعوره بالملل يزداد لبقاءه بلا عمل بينما بدأ يستصعب العوده الي تلك الأعمال وبنفس الوقت لا يستطيع الرفض طويلا وهو ليس بمفرده ومعه باقي رجاله المسؤولين منه .. ! 

لم يكد يبدأ بخلع ملابسه حتي عقد حاجبيه واسرع تجاه تلك الطرقات المتسارعة علي الباب ليتفاجيء بنفس المشهد يتكرر وتلك العيون الواسعه تتطلع إليه ببراءة وهي تهز راسها : لا الريحه مش من هنا ؟!.

عقد حاجبيه بعدم فهم لتسرع الفتاه مجددا للخارج وهي تهتف به : الريحه جايه من فوق ..... دي من عند طنط سعاد ...تعالي معايا بسرعه ...!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

26 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. خاتمة تحفة وكلها مشاعر جميلة .. مبدعة يارونا ❤️

    ردحذف
  2. حلوه اوى يا رونا تسلم ايدك ❤️

    ردحذف
  3. حلو اوو ي الجزء التاني من الخاتمه هينزل امته

    ردحذف
  4. جميلة جدآ ❤️ تسلم إيديك يا حلوة 😍

    ردحذف
  5. ابداع وتشويق لا ينتهي كالعاده ومشاعر تدغدغ القلب والروح بانتظار المزيد من الخاتمة💐

    ردحذف
  6. جزء جميل. مشاعر ماس وجاسر فياضه. أحسنتي يا رونا. في انتظار باقي الخاتمه🌹🌹❤️

    ردحذف
  7. رووعة .. رجوع ماس لجاسر و عتاب الاحباب و بوادر قصة حب مكرم و سندس و طبع فيروز الثائر بوجود تهاني كرمانة ميزان تحد من اندفاعها .. بانتظار المزيد

    ردحذف
  8. خاتمه كلها حب وسعاده. في انتظار سعاده باقي الشخصيات الجميله في الروايه💐

    ردحذف
  9. هههههههههه مكرم هيوقع ف كلبه بوليسيه 😂😂😂😂

    ردحذف
  10. خاتمه قمر زى اللى كاتباها🤌🏻♥️♥️♥️

    ردحذف
  11. خاتمة جميلة ونهاية أجمل لرواية رائعة دومتي مبدعة ❤️❤️

    ردحذف
  12. دائما بتبهرني الخاتمه تهبل

    ردحذف
  13. جميلة اوى تسلم ايدك

    ردحذف
  14. 😍😍😍😍

    ردحذف
  15. روعه روعه كالعادة

    ردحذف
  16. مبدعة كالعادة

    ردحذف
  17. ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  18. ❤❤❤❤❤

    ردحذف
  19. عسل سندس والله ...واخيرا ماس رجعت ونورت حيات جاسر ..ومالك الله عليه ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  20. 🥰🥰🥰🥰🥰

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !