قيد من دهب ... الخاتمه ٢

4


 روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


لم يفهم مكرم شيء من تلك الفتاه التي أسرعت تسبقه

تصعد درجات السلم وهي تهتف بقلق بالغ بكلمات غير مفهومه كلما اقتربت من الطابق الذي تقصده بينما تزداد رائحه الدخان : استر يارب .... ده في ريحه دخان جامده اوي 

تابع مكرم صعوده خلفها وبالفعل كانت الرائحه تزداد ...

صرخت سندس بهلع ما أن وصلت إلي حيث أرادت لتري تصاعد تلك الادخنه من خلال فتحات الباب الخشبي الذي دقت فوقه وهي تهتف بصوت عالي ....طنط سعاد 

بقلب لهيف اخذت تطرق علي الباب الخشبي بيدها الصغيره وهي تنادي بيأس بينما تدرك أن لا أحد سيفتح لها الباب ...طنط سعاد 

كان مكرم قد وصل خلفها ليري هو الآخر تصاعد تلك الأدخنة من خلال الباب ليبعدها سريعا دون قول شيء ويدفع الباب الخشبي بكتفه بضع مرات حتي انكسر واندفع مكرم الي داخل تلك الشقه التي كانت الرؤيه بها شبه معدومه من تكاثف الدخان بها .... صرخت سندس بهلع وهي تركض الي الداخل حيث تحفظ تفاصيل منزل جارتها عكس مكرم الذي وقف مكانه لحظه يتبين مكان الحريق وسرعان ما كان يلحق بتلك الفتاه التي تعالت صرختها وارتدت للخلف حينما فتحت باب أحد الغرف وفأجأتها السنه اللهب المشتعل 

جذبها مكرم للخلف يبعدها قائلا وهو يرفع ذراعه يحمي بها وجهه من تلك السخونه الشديده التي خرجت من الغرفه: ابعدي انتي !

.... صاحت سندس برعب وهي تحاول الدخول مجددا بينما استمعت لصوت سعال المراه : طنط سعاد ....طنط سعاد جوه 

أبعدها مكرم للخارج بعقل مشتت ولكن بسرعه بديهه كان يخلع كنزته الصوفيه ويلوح بها فوق السنه اللهب يحاول اخمادها وهو يقتحم الغرفه وعيناه تحاول تبين مكان تلك المرأه من خلال الدخان الكثيف الذي عبق الغرفه. .... أسرعت سندس تصرخ من خلال النافذه تنادي الجيران للنجده بينما مدت تلك المراه يدها الي مكرم الذي امسك بها باحدي يداه يحاول جذبها بعيدا عن تلك الغرفه بينما بيده الأخري كان مازال يلوح فوق النيران ....

تسمر مكانه حينما جاءه صوت المراه الواهن ...انا مشلوله مش هعرف اقوم معاك 

سعل بقوة من فرط استنشاقه لتلك الادخنه لتهتف به المراه بصوت متقطع وهي تترك يداه   : ....سيبني ياابني ....اشهد ان لا اله الا الله 

القي مكرم الكنزه من يده وخلع التيشيرت القطني الذي يرتديه وأحاط به أنفه 

ووسط رؤيته التي تكاد تنعدم من فرط الادخنه سرعان ما كان يجذب أحدي الاغطيه السميكه من فوق الفراش ويندفع بها تجاه جانب الغرفه حيث تكاثفت السنه اللهب ليليقها فوقها يحاول اخمادها ويستدير سريعا مجددا الي تلك المرأه ويحيطها بذراعيه القويه ويحملها ويسرع بخطواته خارج تلك الغرفه ....!

..........

.....

لم تترك فيروز اصبع في يدها الا وقضمت اضافره بينما جلست بانتظار مهران وهي تحدث نفسها تاره تخبرها أن تتحلي بالشجاعه فهي لم تفعل شيء خاطيء وتاره تتراجع وتخبر نفسها انها أخطأت بتجاهله وفي كلا الاحوال عذرها الوحيد هو قلقها علي والدتها الذي حجب عنها رؤيتها السليمه للأمور .... التفتت سريعا الي باب الغرفه حيث دخل مهران لتسرع ناحيته وتمليء فمها بالكلمات تهتف بها سريعا  : والله يا مهران انا مافكرت في أي حاجه الا ماما ... يحيى اول ما كلمني مشوفتش قدامي ...انا عارفه أن كان لازم اكلمك بس معرفش ازاي مفكرتش وجريت علي بيت عمي .....صمتت حينما اشار لها مهران هاتفا بحزم : خلصت يابت الناس مش عاوز كلام في الموضوع ده 

اردفت وهي تتجه ناحيته : بس يامهران 

قاطعها بحزم دون أن تكمل حديثها : من غير بس ... خلصنا قولت مش عاوز كلمه في الموضوع ده 

اقتربت منه تتلمس كتفه : طيب ..طيب انت زعلان مني ؟! 

نظر لها بطرف عيناه بحنق لتعض علي شفتيها برجاء وهي تقول :  متزعلش ....

هتف مهران بانزعاج واضح : فيروز ...قولت خلاص اقفلي الكلام ! 

رمشت باهدابها وهي تقول بنبره ناعمه : طيب مش هتاكل 

هز رأسه وهو يستبدل ملابسه : لا 

قالت برجاء : عشان خاطري 

هتف مهران بضيق : وبعدين وياكي يابت الناس 

اتجه الي الفراش بخطوات غاضبه لتتحرك فيروز حول نفسها بضع مرات قبل أن تتجه ناحيه مهران مجددا قائله : شكرا علي اللغه عملته لماما 

لم تتلقي رد منه بينما وضع جانبه علي الفراش لتزفر 

بضيق من نفسها انها اغضبته ...ظلت تقضم أظافرها قبل أن تعود مجددا الي جواره علي طرف الفراش 

وهي تفكر كيف ستصالحه بينما هذا الرقي في تعامله معها اشعرها بالضيق من نفسها فهو حتي لم يرفع صوته أو يقول كلمه تضايقها ... قامت من جواره لتستبدل ملابسها بهدوء ثم عادت لتضع جسدها علي الفراش من الجهه الأخري بكمد من الجفاء بينهم ...لم تتردد وسرعان ما تحركت لتميل علي مهران الذي أولاها ظهره وهي تناديه بصوت ناعم : مهران 

شعر مهران بنعومة ملمس قميصها الحريري كما داعبت قلبه نبرتها الناعمه ولكنه يتمسك بثباته لتمرر فيروز  أناملها بين خصلات شعره الفاحمه وهي تهمس بجوار أذنه : عديها بقي ياسيد الرجاله وخليها عليك المرة دي ...!

التفت مهران إليها رافعا حاجبه : سيد الرجاله ؟!

أومات فيروز : مش انت طول الوقت محسسني أن انا فعلا ست البنات ...تبقي انت سيد الرجاله !

أثرت عليه بكلماتها النعمه ولكنه تظاهر بالثبات علي موقفه وهو يقول بصوت أجش : عاوزة ايه يافيروز ؟

قالت برقه وهي تتلمس كتفه : عاوزة اصالحك واقولك مش قصدي ابدا ازعلك 

رفع حاجبه بجفاء ظاهري :  وده من أمتي ؟

ابتسمت برقه قائله وهي تمرر أناملها برقه علي أطراف ياقة جلبابه : قوتلك خليها عليك وبعدين انت عرفت طبعي وعرفت اني مش بفكر لما بتضايق 

نظر لها وقال بجدية : وانتي كمان عرفتي طبعي وعرفتي ايه اللي بيضايقني وبرضه عملتيه 

قالت برقه وهي تقبل وجنته : بس انت اكرم مني وهتعديها وخصوصا اني بقولك غلطانه وحقك عليا 

رفع حاجبه متفاجيء من محاولتها ليقول بتهكم ظاهري  : من غير مقاوحه كده ...امال فين لسانك 

قالت بسماجه وهي تضحك مشيرة إلي لسانها : لساني اهو في بوقي

افلتت ضحكه مهران التي سرعان ما أخفاها ولكن فيروز لم تخفي عنه هذا الاعتراف وهي ترفع ذراعه وتضع راسها فوقه متنهده بحب : انا بحبك اوي يا مهران ومقدرش علي زعلك ...انت خلتني واحده تانيه ومن غيرك معرفش انا كنت هبقي عايشه ازاي ....انت احلي حاجه ربنا عوضني بيها ...اشرأبت برأسها تتطلع الي عيناه التي لمعت بالرضي من كلماتها لتختمها بتلك القبله الناعمه علي طرف شفتيه والتي سرعان ما التهمتها شفتاه .

........

...


مد أحد الجيران يداه الي مكرم بكوب من الماء

ليهز رأسه برفض وتتركز عيناه علي ملامح المراه الواهنه بينما يحاول الجيران اسعافها إلي أن تأتي سياره الاسعاف والتي طلبوها كما طلبوا سياره الاطفاء ولم تأتي بعد ....!

تكاتف الجيران واستطاعوا إخماد الحريق بوقت قليل قبل أن يطال باقي الشقه بينما يهرع الجميع للمساعده ...

جلست سندس بجانب تلك المرأه التي كانت تسعل وتتنفس بصعوبه ليزفر مكرم بحنق من عدم وصول سياره الاسعاف ويتحامل علي الم صدره الذي تعبق بالادخنه 

هاتفا وهو يعتدل واقفا :  هاتوها يارجاله علي العربيه انا هاخدها المستشفي 

دخل الي شقته وسحب قميص وضعه فوق جسده وجذب مفتاح سيارته من فوق الطاوله بينما أسرع الرجال يحملون المراه ويضعوها بسيارته ....جلست سندس الي جوار المراه وركب معهم أحد الجيران ليتحرك مكرم مسرعا 

وما أن وصلوا الي بدايه الشارع حتي تعالي صوت سيارة الإسعاف متزامن مع وصول سيارة الإطفاء ليتهكم مكرم بنظراته ويسرع بسيارته الي المشفي القريب حيث اسرع الأطباء لإسعاف المراه ......

اخذت سندس تتحرك ذهابا وإيابا في ممر المشفي بينما كل بضع خطوات ترفع عيونها تجاه ذلك الرجل ...أنه خشن للغايه ولا ينطق بالكثير لتحتار في تبين شيء عنه بينما سكن في الشقه المقابله منذ اشهر قليله ولم تراه الا مره او مرتين وهو يغادر أو يعود بسيارته التي استغربت كونها فارهه لا تتناسب مع سكنه بهذا المنزل القديم بتلك المنطقه التي يسكنون بها  .... يبدو من ملابسه الانيقه  أنه ليس برجل بسيط ولكن لماذا رجل مثله يسكن بشقه بسيطه بمكان متواضع كهذا ...غابت بتفكيرها بينما مكرم كان مايزال واقفا برواق المشفي بصمت 

خرجت أحدي الممرضات من تلك الغرفه حيث يعاينون جارتها لتسرع سندس ناحيتها : طمنيني عليه ؟

قالت الممرضه وهي تضع يدها بجيوبها : كويسه ...هتاخذ جلسه نفس ثانيه كمان ساعه وبعد كده الدكتور هيكتب ليها علي خروج   

: ينفع اطمن عليها 

أومات الممرضه قائله : شويه لما تخلص جلسه النفس ...

انتي بنتها 

هزت سندس رأسها : لا هي ملهاش حد 

عقدت الممرضه حاجبها : بس دلوقتي لازم حد يملي  بياناتها للمستشفي وكمان يسدد الحساب  

هزت سندس رأسها قائله بقليل من التعلثم: حاضر ... انا هروح البيت اجيب فلوس ...هو كام الحساب 

هزت الممرضه راسها : معرفش ...تقدري تعرفي في الحسابات 

توترت ملامح سندس بينما كانت ملامح مكرم هادئه الي نحو كبير ليوقفها قبل أن تتحرك : خليكي هنا وانا هروح اخلص الإجراءات 

لم ينتظر سماع رد منها ليتحرك علي الفور ولكنه وجد تلك الفتاه تلحق به ...استني ...استني يااستاذ  

تابع مكرم طريقه بعدم اكتراث لحديث سندس التي كانت تقول بحرج : انا خرجت البيت اجيب الفلوس .. اصل ...اصل مش هينفع انك تدفع لها 

اشار لها مكرم بهدوء وهو يأخذ تلك الأوراق من موظفه الاستقبال : مفيش مشكله دلوقتى ....قوليلي بس اسمها بالكامل 

بدء مكرم يمليء تلك الأوراق التي تمليه سندس محتوياتها عن بيانات المراه لتتابع بحديث تخفي به حرجها من هذا الموقف : انا بجد مش عارفه اشكرك ازاي وطنط سعاد كمان ....دي طيبه اوي وتعتبر مربياني ...انا لما جيت مع بابا من البلد من سنين محدش كان بياخد باله مني الا هي ....بابا كان مدرس بس مات وانا في الدبلوم ومن وقتها وهي عينيها عليا وكأنها امي ....

جت لها جلطه السنه اللي فاتت واتشلت وانا مش بسيبها 

وبفضل معاها طول الوقت ..... بس نزلت عشان كان عندي طلبيه قولت اشتغل فيها وعيني غفلت لغايه ما قومت علي ريحه الحريقه .....تابعت بحيرة وهي تفكر بسبب الحريق : هي بتسقع اوي بسبب رجليها وعشان كده بتشعل الدفايه تلاقي البطانيه شبكت فيها

مع اني علي طول اقولها بلاش تنام والدفايه شغاله

تنهدت بثقل وهي تتابع :  بس الحمد لله انت انقذتها 

ربنا يحميك 

لم يقل مكرم شيء بينما لم تتوقف سندس عن الحديث لتنتبه لصمته الذي استفزها وترفع إليه عيناها الواسعه تسأله : يااستاذ 

ترك مكرم القلم من يداه ونظر لها : نعم 

تعلثمت من عمق نظرته الثابته لتقول : هو ..هو يعني انت بتكلمني كده ليه 

رفع مكرم حاجبه بعدم فهم بينما هو لم ينطق بكلمه : ازاي..... هو انا اتكلمت اصلا ؟!

أومات سندس بنبره طفوليه : ايوه قصدي مش بتتكلم !

ازدادت قطبه جبين مكرم الذي تساءل بدهشة : اقول ايه ؟!  

هزت كتفها ببلاهه : اي حاجه .....انا حكيت لك تاريخ حياتي 

قال مكرم باقتضاب : والمطلوب 

شعرت بالحرج لتخفض عيونها بينما تخضبت وجنتيها الممتلئه بالحمرة : ولا حاجه قصدي يعني علي الاقل اسمك ايه ....احنا جيران والجيران لبعضها 

قال مكرم بنبرته العميقه بينما لاحظ مقدار سذاجه تلك الفتاه وبراءتها : مكرم 

ارتسمت ابتسامه علي شفتيها وهي تقول : اتشرفت يااستاذ مكرم 

اوما لها بصمت لتأتي الممرضه تجاههم قائله :تقدري تشوفي المريضه 

أومات سندس وسريعا ما تحركت ليتبعها مكرم بنظراته ويهز كتفه بينما مازال يستغرب وجود فتيات مثلها ....تبدو بسيطه للغايه بكل شيء حتي تفكيرها ....

انهي باقي الإجراءات وكان يعيد حافظته الجلديه الانيقه الي جيبه حينما لمح طيف تلك الفتاه تتحرك تجاهه بخطواتها المسرعه دوما ...قالت بابتسامه ارتسمت فوق شفتيها الورديه : طنط سعاد عاوزة تشكرك 

قال مكرم باقتضاب : مفيش داعي انا معملتش حاجه 

هزت راسها باعتراض : أزاي بقي ده انت انقذتها وحتي جبتها المستشفي 

هز مكرم رأسه قائلا : عادي المهم انها بخير  ... أنا خلصت حساب المستشفي وكل حاجه 

مد يداه الي جيبه وأخرج بضعه اوراق نقديه لتتفاجيء سندس به يمد يده لها بهم قائلا ؛ خلي دول معاكي عشان تبقي تروحيها في تاكسي . .

ابتلعت سندس بتوتر واحمر وجهها لتبعد يداها بعزه نفس : شكرا 

فهم مكرم نظراتها التي بدي فيها الغضب ليقول بتوضيح: انا مقصدتش حاجه .... انا بس مضطر اروح وانتي لازم تفصلي معاها وتروحيها 

قالت الفتاه بعزه نفس : هتصرف متشغلش بالك 

هز مكرم رأسه بإصرار : اسمعي الكلام لو سمحتي 

اخذت سندس ورقه نقديه واحده تكفي لعودتها برفقه جارتها قائله بحرج : هاخد دي بس وهرجعهالك اول ما اروح 

هز مكرم رأسه ووضع كل المال بيدها : خليهم معاكي عشان لو احتاجتي حاجه 

تركها وغادر قبل أن تعترض لتسرع خلفه : يا استاذ ... لم يتوقف لتتنهد وهي تنتظر في أثره فكم هو غريب وصامت هذا الرجل ...!

ولكنه يدفعها للتفكير به ! 

دخلت الي سعاد مجددا وكعادتها لا تصمت ولكن تلك المره لم تتوقف عن الحديث عنه ....بعد منتصف الليل 

استمع مكرم الي صوت تلك الجلبه التي تأتي من خلال الدرج  ليتجه الي الباب ولكنه يتراجع مكانه مجددا يخبر نفسه انه فعل ما عليه ليستمع الي صوت الجيران وهم يحملون المراه ويدخلونها الي منزل سندس المقابل له ليعقد مكرم حاجبيه وهو يفكر للحظه بتلك الفتاه الغريبه التي استغرب انه تذكر اسمها !

ليجذب هاتفه ويضع به عيناه بصمت الي أن راوده النعاس .

....

.......


تقلبت ماس بكسل لترتسم تلقائيا ابتسامه حالمه فوق شفتيها وهي تشعر بأنفاس جاسر الهادئه تلفح بشره عنقها. ...مدت يدها لتمررها بين خصلات شعره قليلا قبل أن ترفع رأسه برفق من فوق صدرها وتضعها فوق الوساده ثم تميل فوقه وتطبع قبله رقيقه علي جبينه وتتجه الي طرف الفراش لتغادره ولكنها لم تكد تتحرك حتي شعرت بذراعي جاسر تحيط بها ويعيدها الي جواره متمتم بصوت ناعس: رايحه فين ياقلبي ؟!

ابتسمت وهي تداعب أنفه : صباح الخير

فتح عيناه وابتسم لها : صباح الورد .....

ضحكت ماس قائله : علي فكره وحشني اوي اصحي وانت جنبي 

اوما واحاطها بذراعه مقبل وجنتها : مش اكتر مني 

أغمضت عيونها متنهده وهي تشعر بشفتاه تداعب شحمه أذنها هامسا بغزل : وحشتني ريحتك   ....داعب أنفها وتابع : وحشتني شقاوتك

وقبل عيونها وهو يتابع : وعنيكي الحلوة افتح عليها عنيا 

قبل وجنتها وجانب شفتيها وهو مازال يتابع : 

كل حاجه فيكي وحشتني ....بحبك ياماسه 

ازدادت ابتسامه ماس الحالمه بينما لاتتوقف شفتاه عن تقبيل كل انش بوجهها مجددا ومرارا وتكرارا حتي تمهلت شفتاه بجوار شفتيها يقبل كل جزء بها بتمهل وبطء قبل أن يلتهم كلتا شفتيها بين شفتيه بشغف اذابها بين ذراعيه لتبدأ صباحها بنوبه عشق عاتيه ... دفن جاسر وجهه بعنقها وانفاسه المتسارعة تداعب بشرتها بينما يهمس برضي تام : بحبك 

بادلته ماس الهمس: وانا بموت فيك  ...

..............

....

شعرت بانتظام انفاس جاسر مجددا لتقاوم تلك القوة التي انتابتها وهي تقوم بهدوء من جواره 

وضعت روبها الحريري فوق جسدها واتجهت للخارج لتنطلق من شفتيها تنهيده عميقه وهي تبتسم بينما تنظر في أرجاء من لها الذي افتقدته كثيرا 

بحماس بدأت تزيل تلك الفوضي التي خلفها جاسر في أرجاء المنزل لتعيد تنظيم كل شيء بمكانه 

ثم تتجه الي غرفتها مجددا لتجد جاسر مايزال نائما 

دخلت لتأخذ دوش دافيء طالت مكوثها به لترخي عضلات جسدها المرهقه وابتسامته لاتفارق وجهها بينما تتذكر تفاصيل تلك الليله الطويله التي لم يتوقف جاسر فيها عن جنون عشقه المرة تلو الأخري بلا ارتواء...

اشتاقت إليه أضعاف لتننهد وهي تفكر كم تحبه ولم تكن لتكون سعيده مع رجل سواه هو بكل ما فيه عشقها الاول والاخير. ...له عيوب نعم ولكنها وصلت إلي حب عيوبه 

خرجت من كابينه الاستحمام لتجذب رداء الاستحمام  الزهري وتحيط به جسدها وتتجه الي المراه الكبيره التي توسطت الحمام تجذب مجفف الهواء وتجفف به شعرها وتجمعه اعلي راسها ثم تتجه الي الخارج ....تمطأت وهي تخرج الطعام من الثلاجه لتعد الأفطار ولكن صوت جاسر الذي يناديها أوقفها لتتجه الي الغرفه :  ماسه ..ماسه 

ابتسمت له وهي تدخل الي الغرفه قائله :  صحيت 

اوما وهو يتمطأ:  اه ياحبيتي ... كنتي فين بدور عليكى 

اتجهت إليه تقبل وجنته : انا صحيت من شويه وقولت اجهز لينا الفطار 

جذبها إليه يحتضنها ويقبل طرف شفتيها ثم يمرر أنفه علي عنقها الناعم يشتم رائحه الياسمين التي انبعثت منه وهو يتمتم : صباح الورد 

ازدادت عمق قبلته بينما اشعلت رائحتها الجميله أثارته ليحيط خصرها النحيل بذراعيه لتبادله ماس قبلته وهي تغمض عيونها بسعاده إلي أن تنبهت ليد جاسر التي امتدت الي رباط رداء الاستحمام الذي ترتديه يفك عقدته لتضع ماس يداه فوق يده بينما لمعت تلك النظرات بعيونه لتعرف ماس ماينتويه وعلي الفور كانت تركض من بين ذراعيه قائله بكذب وهي تتهرب من نوبه أخري من جنون عشقه  : القهوة هتفور ...!

أسرعت الي المطبخ وبسرعه جذبت القهوة وبدأت تصنعها بينما تحكم رباط ثوب الاستحمام الزهري الذي ترتديه حول خصرها النحيل وهي تحدث نفسها ضاحكه : ده لازم ياخد  مهدئات ..!

شهقت بهلع ماان لفحت تلك الأنفاس الساخنه جانب عنقها لتستدير بفزع : جاسر !

نظر لها جاسر بعبث : مهدئات ياظالمه ...!

ازدادت نظرات العبث بعيناه التي طافت بشفتيها التي بدأت تعض عليها حينما مرر أطراف انامله علي جانب عنقها بحركات دائريه وترت كل أطرافها وبدأت تستجيب لاقترابه حينما همس بجوار أذنها بوقاحه محببه : كل ده عشان عملت كده 🤫🤫 خمس مرات بس 

افلتت ضحكه ماس التي احمر وجهها قائله : انت عاددهم 

فرك جاسر شعره الاشعث قائلا بشقاوة : خمسه ولا سته مش فاكر 

عادت ماس لتضحك وهي تتهرب بنظراتها من نظراته الوقحه:  بطل قله ادب بقي وخليني اعمل الفطار 

وقف جلس خلفها وأحاط ظهرها بصدره قائلا : بالرغم أن وحشني اوي افطر من ايدك بس انتي وحشتيني اكتر....أدارها ناحيته وبدات شفتاه جولتها فوق وجهها بينما يهتف بشغف : مش عاوز افطر ....عاوزك انتي 

هزت ماس راسها ضاحكه بينما تدغدغها أنفاسه :  لا هنفطر عشان أنا جعانه اوي ....أبعدت عنقها عن مرمي قبلاته وهي تقول : يلا ياحبيبي  روح خد شاور ومتعطلنيش 

هز رأسه وهو يضع قبلات كثيرة علي جانب كتفها : حاضر ياقلب حبيبك 

اتجه الي باب المطبخ ليستدير إليها باستدراك :  ماسه 

نظرت له ليشير الي القهوة التي لم تعدها متسائلا بخبث :  فين القهوة اللي كانت هتفور 

ضحكت ماس قائله : لا مفيش قهوة ....انا كنت بقول كده بس عشان تسيبني 

نظر لها بوعيد عابث : بقي كده ؟!

هزت راسها بابتسامه زينت حمرة وجهها : اعمل ايه ما انت ...

لم تكمل جملتها ليزداد خجلها بينما هاهو الوقح يتجه ناحيتها : انا ايه ..... وضعت يدها علي شفتيه : بطل بقي ياجسورة 

قبل أصابعها وهو يقول بشغف :  وحشتيني اعمل ايه 

ابتسمت له بدلال : وانت كمان ....

قبل أن تجيبها شفتاه بطريقته كانت تكمل جملتها وهي ترفع يدها أمامه : كفايه ياجسورة قله ادب ويلا نفطر 

انا هموت من الجوع 

اوما لها وقبل وجنتها : بعد الشر عليكي...يلا خمس دقائق وجاي علي طول 

.......

....

استيقظ مهران ليفرك وجهه وعيناه التي دارت في أرجاء الغرفه بحثا عنها ولكنه لم يجدها ليرفع الغطاء من فوقه ويقوم من الفراش وهو يتمطأ ويتثاءب وتلك الابتسامه تداعب وجهه بينما كعادتها تخطف قلبه بكل مافيها ....اتجه الي الحمام بخطوات ناعسه ليقف اسفل المياة الدافئه لوقت قليل ثم يخرج .....كان وجهه بأكمله اسفل المنشفه التي كان يجفف بها خصلات شعره حينما انتفض بهلع علي شهقه فيروز ...!

نزع المنشفه سريعا لينظر لها بقلق : في ايه ؟!

ضربت فيروز الأرض بقدمها هاتفه : انت صحيت ليه ...كنت استني خمس دقائق 

لم يفهم مهران شيء لتضع فيروز تلك الصينيه التي جهزت عليها الافطار علي الطاوله وتهتف بامتعاض طفولي : انا كنت هصحيك وجيبالك الفطار لغايه السرير ...هزت راسها وتابعت : ضيعت اللحظه الرومانسيه 

نظر لها مهران رافعا حاجبه بغيظ : صرعتيني عشان كده ....انا قولت حصلك حاجه ...يابوي عليكي قطعت الخلف 

لوت فيروز شفتيها كالاطفال واتجهت إليه بتدليل : بعد الشر عليك 

نظر لها مهران بطرف عيناه بينما اذابته بما تفعله منذ الأمس لتشعر بيداه تحيط بخصرها ويلصقها بجسده وهو يتطلع لها بنظرات عابثه : ناويه علي ايه يا بنت الناس 

مررت فيروز أناملها علي جانب عنقه بدلال : مش هتقولي ياست البنات 

لم يعد هناك مجال للكلمات ليميل مهران بشفتاه تجاه شفتيها التي لم يعد يصدق مقدار الشهد الذي أصبح يخرج من بينهما ليرتوي منها بقبله طويله اججت من دماءه التي هدرت بعروقه ليتراجع بها خطوة للخلف باتجاه فراشهم ...!

.....

........

مالت ياسمين علي صالح برجاء وهي تنظر إليه بعيونها الجميله : عشان خاطري ياصالح 

هز صالح رأسه قائلا : ياسمين بطلي زن قولت هفكر 

لم تتركه لتحيط عنقه بذراعيها : لا ياصالح انت بتضحك عليا وبتقول هفكر وخلاص ....تابعت بنبره ناعمه : 

عشان خاطري ....ده وقف جنبي كتير اوي 

اقل حاجه انك تساعده ده الحاج ابو النجا قالي أنه مش بيشتغل وانت عارف أن..قاطعها صالح بحاجب مرفوع متزمرا : هو اليوم كله هنتكلم علي مكرم

هزت راسها وقالت برقه متراجعه : مش قصدي بس ياصالح انا بقولك ظروفه ....

زفر صالح من هذا الموضوع الذي لا تتوقف عن الحديث به ليقول بجديه: طيب يا حبيتي حاضر....بس تقدري تقولي ليا هشغله ايه ؟!   

قالت ياسمين بتفكير : اي حاجه 

تنهد مكرم وتابع بشرح : يا ياسمين مكرم ده مش محتاج شغل وخلاص ده له شغل معين وانتي عارفاه 

أومات بدفاع عن مكرم : بس هو بعد عن الشغل ده خلاص 

هز صالح رأسه : ومش هيعرف يشتغل شغل غيره 

قالت ياسمين برجاء  : جرب بس ....انت مش عندك اماكن كتير خليه هو ورجالته يحرسوها 

تنهد صالح قائلا بحيرة : مش عارف يا حبيتي ....

نظرت له بعتاب : مش عارف ايه ....قطبت جبينها قائله : انت قولت ليا اطلب اللي انا عاوزاه واهو رفضت 

أحاطها صالح بذراعيه قائلا : لا طبعا أنا عند كلمتي ...اطلبي لو نجمه من السما ...

التفتت له بابتسامه : طلبت تشغل مكرم 

انتفخ صدر صالح بغيرة واضحه : يادي مكرم ....حاضر يا حبيتي هشغله ...رفع إصبعه في وجهها : بس مش عاوز اسمع اسمه تاني 

نظرت له بدلال : ليه بقي ؟!

نظر لها بغيظ وغيرة : عشان زي ما انتوا عندكم الحاسه السادسه احنا كمان عندنا سنسور وانا مش مرتاح له وحاسس أنه في حاجه منه ناحيتك 

هزت ياسمين راسها سريعا : لا ..لا مفتكرش

نظرت إلي غيرو صالح الواضحه وتابعت لتنهي الحديث : وحتي لو انا كل اللي يهمني أنه عمره ما تجاوز معايا بكلمه حتي 

مالت علي صدره وتابعت بتدليل : خلي السنسور بتاعك يرتاح انا مفيش في قلبي ولا عقلي ولا حياتي الا انت وبس ..!

وكانت قبله عاصفه هي الرد الأمثل علي كلماتها بينما كان هناك مستشعر اخر يتحرك بداخل جاسر الذي وقف بجوار ماس يغتصب ابتسامه مصطنعه علي شفتيه وهو مجبر علي تحمل ابتسامتها لمهاب ومصافحتها له بينما يحضرون سويا حفل زفاف ريم وداغر ....!

احلي بكل ضبط النفس بينما لايريد أن يتشاجرون سويا لأي سبب وخاصه حينما يكون السبب هو غيرته الحمقاء فقط ....يغار بجنون وإن كان فقط لمجرد رؤيه ابتسامه منها لأحد سواه لذا ظل يردد لنفسه أنه زميل عمل وهم بمناسبه اجتماعيه وليس عليه أن يغار من شيء ....

التفتت ماس اليه لتكتم ضحكتها علي ابتسامته المصطنعه الواضحه لتشعر بالرضي وهي تراه يبذل مجهود لارضاءها لذا عليها أن تكافأه بطريقتها ...أمسكت بيده ونظرت إليه بعيون مبهورة : تعرف انك حلو اوي النهارده 

نظر لها وسرعان ما كان يرضي كطفل صغير وهو يقول بلهفه بينما يهندم من ربطه عنقه الحريريه: بجد يا ماسه 

أومات له وأخذت منه مهمه هندمه ربطه عنقه : جدا ياحبيبي ...زي القمر ...

ابتسم لها لتميل عليه بدلال وتتابع سيل مكافأتها بحلو الكلمات : امال انا سبت كل الرجاله واخترتك انت ليه !

ذكيه للغايه وقد عرفت واخيرا طريقه التعامل المثاليه مع رجل بطباع زوجها ....لايجب أن تهمله ابدا وعليها أن تريه دوما أنه أولي اهتماماتها  ...!

أشارت إلي ريم التي تألقت بفستان زفافها وبابتسامتها السعيده قائله : حبيبي دول كل زمايلي بيتصورا مع ريم تعالي نتصور معاهم 

ربت جاسر علي كتفها بحنان قائلا : روحي يا حبيتي اتصوري مع زمايلك 

نظرت له بعيون تطايرت منها السعاده : يعني مش هتضايق 

هز رأسه : خالص ...انا عاوزك تتبسطي 

وبالفعل كانت لغايه السعاده بينما عرف التفاهم لهم طريق ليزيد من الود والحب بينهم 

وقف يتأملها بعيون عاشقه وهي تتصور برفقه زملائها قبل أن يلتفت الي ذلك الصوت : جاسر 

تقدمت سلمي وهي تحمل طرف فستانها الطويل ناحيته وتمد يدها اليه : عامل ايه ؟!

صافحها قائلا ,: الحمد لله وانتي 

هزت كتفها : الحمد لله ....طنط ماجي قالت ليا أن عروسه داغر عرفها عن طريقك 

اوما لها قائلا : اه صاحبه ماس مراتي 

نظرت سلمي الي حيث نظر جاسر تجاه ماس لتردد : اسمها حلو اوي 

اوما لها بتأكيد وهو يشير لماس أن تأتي ليعرفها علي سلمي جارتهم القديمه بينما كانت تسكن بالعمارة المقابله لهم هي وداغر الذي عرفت من والدته بزفافه ودعتها إليه ....

مر منتصف الحفل لينظر جاسر بنظرات ماكرة تجاه مهاب الذي كان يتحرك بهيئته الكامله هنا وهناك لتزداد نظراته مكرا وهو يتقدم ناحيته قائلا : اعرفك يامهاب علي سلمي ....من أنجح واشطر سيدات الأعمال ....اشار الي مهاب وتابع : مستر مهاب مدير بنك ** 

كتم جاسر ضحكته الخبيثه بنهايه الحفل بينما التصقت سلمي بمهاب ! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم .....اخر جزء من الخاتمه والرواية قريبا ان شاء الله 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !