ورد فريد ... السادس والثلاثون

12


 الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تنهدت هاله بثقل وابعدت عيناها عن عيون هايدي التي لم تجرؤ علي نطق كلمه بعد أن فضفضت لها هاله بما حدث لعلها تزيح هذا الذنب عن كاهلها خاصه مع رؤيتها لحاله ورد والتي جعلتها تتيقن أن الطبيبه أخبرتها بشيء ضايقها ....خفضت هايدي عيونها بتأثر بينما تعتبر أكثر من يشعر بما يمر به  أخيها وزوجته تلك الأيام وها قد اكتمل الأمر بما فعلته هاله التي حاولت التخفيف عن قلبها وطأه الذنب : انا مقصدتش اي حاجه ولو واحده فيكم كنت هعمل معاها كدة ...كل قصدي أنها تتطمن علي نفسها 

نظرت إليها هايدي بعتاب طفيف : أيوة ياماما بس برضه كان لازم تقولي لها وتقولي لفريد ....علي الاقل كان يكون معاها ...وبعدين ياماما افرضي أن المشكله في فريد أو أن مفيش مشكله وأنهم مش عاوزين اولاد دلوقتي 

تنهدت هاله وقالت بانفعال : خلاص بقي ياهايدي بطلي تأنيب فيا انا مش ناقصه . ..وبعدين قولتلك كنت بفكر في مصلحتهم يعني ولا بفكر أنه ابني وأنها مش بنتي واي أن تكون المشكله فكرت أنهم يلحقوا بدري 

ربتت هايدي علي يد والدتها مهدئه: اهدي ياماما ..انا عارفه أن نيتك خير 

أومات هاله لتتركها هايدي وتدخل الي غرفتها بينما ظلت هاله جالسه مكانها بكمد وضيق من نفسها ....

.......

...

نظر رائف بنفاذ صبر الي أخيه وهتف بانفعال : انت هتفضل تعيد في الاسطوانه دي كتير ....

نظر مازن الي رائف بغضب قائلا بتهكم : والله ده اللي حصل يارائف بيه ....

لوي رائف شفتيه ونظر الي وجهه أبيه المحتقن بينما يزجر ابنه مؤمن علي كلام رائف : ماهو اخوك عنده حق وكلامك ده ميدخلش عقل حد ....يعني واحد منه لنفسه فجاه يقف قدوم عربيتك وينزل منها يضربك ويكسر ايدك ...كل ده من غير سبب 

تنهد مازن بارهاق بينما لم يرحمه أحد من هذا الاستجواب منذ خروجه من المشفي بعد معالجه كسر يده ولم يصدق أحد أن هذا ماحدث .....flash back 

نظر مازن بانزعاج الي أضواء السيارة التي تسلطت علي مرأه سيارته الاماميه لينعطف الي يمين الطريق مفسح لسائق السيارة بالعبور ولكنه وجد السيارة ما تزال خلفه ولكنه لم يلقي للأمر بالا....هدأ من سرعته وهو ينعطف الي ذلك الشارع الجانبي المؤدي الي أحدي الاماكن التي يقابل بها أصدقاءه ليتفاجيء بنور السيارة يضرب بقوة مجددا بينما يسرع ليمر بجواره ويضيق عليه الخناق

خفف مازن من قدمه علي دواسه الوقود ليدعس المكابح سريعا ماان وجد السيارة تتوقف أمامه ....تراجع مازن بقوة مرتد الي الخلف اثر اصطدام مقدمه سيارته بجانب السيارة الأخري التي نزل منها هذا الرجل بعد لحظات .....حل مازن حزام الأمان ونزل من السيارة متأهبا لهذا الرجل الذي ما أن لمح مازن ينزل من السيارة حتي سدد إليه لكمه قويه باغتته وجعلت رأسه تصطدم من الخلف بهيكل السيارة ...انت مين ...؟! 

زمجر ايهم بغضب شديد بينما يقبض علي ذراعه ويلويها خلف ظهره بعنف : ايدك متتمدش تاني علي حاجة متخصكش ...!!!

صمت ساد للحظه لم يفهم مازن شيء قبل أن يستمع لصوت انكسار عظام يده ....

Back 

تدخلت حنان لتقول لخيري ورائف : سيبوه يرتاح وكفايه اسئله اهو ايا يكون اللي عمل كدة فيه ربنا ينتقم منه ...

نظر رائف باستخفاف ليلقي نظره الي ابيه ويقول بمغزي : علي الله بس ما يكونش وراه مصيبه زي عوايده

نظرت حنان الي رائف بعتاب بينما كانت كلمته كافيه لإشعال فتيل غضب خيري الذي هدر بقوة متوعدا : قسما بالله لو طلع وراك مصيبه تانيه لهرميك في الشارع واتبري منك ياكلب ...

زمت حنان شفتيها وطأطأت راسها بخزي بينما تقول لخيري : اهدي ياخيري وان شاء الله مفيش حاجة من دي...مازن طيب وابن حلال  

نظر لها خيري بغضب متهكما: دلعيه يااختي كمان و كمان 

جذب رائف أبيه ليخرجوا من الغرفه وسرعان ما كان ينفجر مازن : شوفتي معاملته ....والله انا اللي هسيب البيت 

قالت حنان بهلع : تسبب البيت وتروح فين يامازن ؟!

قال مازن بعنفوان: اي داهيه هتكون ارحم من معاملته 

ربتت حنان علي كتفه قائله : معلش ياحبيبى 

..هو خايف عليك

لوي شفتيه مستنكرا : خايف عليا .. !!!

أومات حنان : اومال ..ده ابوك مهما كان واكيد خايف عليك 

هز مازن كتفه باستخفاف قائلا : كلمي امير انا عاوزة 

قالت حنان ؛ كلمته تليفونه مقفول. ... مش عارفه راح فين هو كمان 

اوما مازن لتتجه حنان الي الخزانه تخرج له ملابس نظيفة قائله : يلا ياحبيبي قوم حاول تاخد دوش 

نظر مازن الي يده الموضوعه بالجبس قائلا : ازاي بس بأيدي دي 

قالت حنان بتأثر. : ربنا ينتقم من اللي عمل كدة فيك ....

لوي مازن شفتيه بسخريه : بلاش تقولي كدة احسن الحاج يزعل علي ابن أخته 

التفتت حنان الي مازن باستفهام : فريد !!!

مال فريد ومالك ؟!

أخبر مازن حنان بتلك الكلمات التي قالها ايهم ليكمل : مين غيره هيكون هو اللي زاقق الواد ده عليا عشان ياخد حق أخته 

هزت حنان راسها بعدم اقتناع : لا ..فريد مش بتاع كدة وبعدين الموضوع ده خلص واصلا حنان لو كانت قالت لفريد كان كسرك كلك مش ايدك بس 

هزت مازن كتفه : هيكون مين غيره 

همست حنان بسرعه : طيب هششس بقي اوعي تقول الكلام ده قدام ابوك وتفكره باللي حصل ....انت مش ناقص يقلب عليك اكتر 

اوما مازن لتكمل تحذيرها : وكمان اوعي تنطق كلمه قدام رائف عشان اكيد هيقوله 

.........

...

خرج سعيد علي صوت صراخ نشوي بينما انقضت علي شاديه بعد ما سمعت خططتها القذره لبيع ابنتها ولكن شاديه سرعان ما كانت تتغلب علي بنيه نشوي الضعيفه وتنهال عليها ضربا صارخه : تعالي ياسعيد شوف يتم بتعمل فيا ايه ....

.... تدخل سعيد لتصرخ نشوي بألم حينما قبض بقوة علي خصلات شعرها مزمجرا : في ايه يابنت انتي ؟!

قالت شاديه بغل : في أن الواطيه الزباله بدل ما تشكرني علي المعروف اللي بعمله في بنتها جايه تمد ايديها عليا 

صرخت نشوي حينما جذبها ابيها بقوة أكثر من خصلاتها لتخرج رهف مسرعه تجاه والدتها ولكن يعيد سرعان ما كان يدفعها بعيدا لتسقط علي الأرض باكيه ...قالت نشوي من وسط بكاءها وهي تتحلي بالجلد: ادخلي جوه يارهف .....متخافيش يابنتي 

هزت الطفله راسها وبكت بقوة لتهمس شاديه بخبث في اذن سعيد : مش قدام البت 

هتف سعيد بغضب وهو يسدد صفعه الي نشوي : لا قدامها عشان تعرف أن اللي يكسر كلامي بتكون دي جزاته ......

دفع نشوي بقوة لتسقط علي الأرض بينما يركلها بطرف قدمه ويميل ناحيتها قائلا بصوت خفيض : لو فكرتي تاني تخالفي كلامي أو كلام شاديه هعمل فيكي اللي عملته زمان .....نظر إلي موضع حرقه لها وأكمل : ولا نسيتي ....

وكيف لها أن تنسي قسوة هذا الرجل عليها .. ضمت ابنتها الي صدرها وأخذت تبكي بقهر ولكن قهر الظلم الواقع عليها لا يفرق معها قدر قهرها علي مصير ابنتها التي وقعت فريسه لهم كما وقعت هي بالماضي ولم تجد من يدافع عنها وهاهي بلا حول ولا قوة أمامهم ....!!

........

...

نظرت داليا إلي خالتها التي قالت بعتاب : كدة برضه ياداليا ....انا طول عمري بعتبرك زي بنتي واخرتها عاوزة تعملي كدة في جوزك وابن خالتك وترفعي عليه قضيه 

زمت داليا شفتيها وصمتت لحظة قبل أن تقول بتهذيب : حضرتك اكتر واحدة عارفه اللي عيشته وحاسه بيا 

أومات دريه قائله : عارفه وعشان كدة صعبان عليا بعد كل ده تخليها تنتصر عليكي 

تنهدت داليا بثقل قائله : هي مش حرب يا طنط ....نائل من الاول عارف هو عاوز ايه 

: كان شايف غلط بدليل أنه متمسك بيكي وبيحاول يراضيكي 

: عشان افضل مجرد بديل 

هزت دريه راسها بعدم اقتناع : عشان عرف قيمتك 

تهكمت داليا : وهو لازم يتجوز عليا عشان كان  يعرف 

قيمتي 

ياماما الغلطان في الحكايه دي كلها انا مش نائل ....انا اللي رضيت اعيش مع واحد مش بيحبني وقولت أن مشاعري كفايه لينا احنا الاتنين ..انا اللي سمحت له يلغي شخصيتي عشان فكرت أنه كدة هيحبني ....انا اللي رضيت اني اكون بديل 

نظرت دريه الي داليا قائله : وهو عرف غلطه دلوقتي 

نظرت داليا إلي خالتها وقالت بجديه :جايز ده صح ...بس للاسف بعد فوات الاوان 

عقدت دريه جبينها باستفهام لتكمل داليا :   نائل مالوش اي رصيد عندي يخليني ارجع تاني لحياتي معاه ....!!

هزت كتفها وتتابعت الذكريات لعقلها كشريط سينمائي ...

عمره ما اهتم بيا ولا قال ليا كلمه كويسه ...مش فاكره أنه مرة قعد جنبي وانا تعبانه ولا مره هون عليا زعلي من اي موقف ...عمره ما فكر انا بحب ايه وبكره ايه ....مفكرش يعمل حاجة تفرحني ....عمره ما سألني إذا كنت فرحانه ولا زعلانه ... عمره ما اهتم ولا حتي فكر يهتم ....!!

غص حلقها بمراره واغروقت عيناها بالدموع لتكمل بصوت مختنق بحمحم دموعها : للاسف مالوش اي رصيد .!!

..........

....

عقد نائل حاجبيه باستنكار شديد بينما وقف علي الباب وقد استمع لكل كلمه نطقت بها داليا بتلك المراره .... الهذه الدرجه تلك الأمور البسيطه تفرق مع النساء التي  تقف شامخه كالجبل بينما بداخلها هشه كالزجاج ....

فتح فمه ليتحدث ولكنه لم يجد أي كلمه ليقولها وقد قالت ما يكفي ....!!

بحنق وضعت ندي إصبعها علي جرس الباب مصدره ضجيج قوي جعل داليا سرعان ما ترفع راسها لتصطدم عيونها بعيون نائل لتنتبه أنه قد استمع لكلامها ...مسحت دموعها سريعا بينما ظل نائل واقف مكانه يرفض ابعاد عيناه عن عيونها .....تعالي رنين الجرس مرة أخري لتتجه داليا الي الباب تفتحه تاركه نائل لنظرات والدته التي لم يعد بإمكانها هي الأخري قول شيء أو إقناع داليا بأي سبيل للعوده 

عقد نائل حاجبيه بقوة حينما تهادي اليه صوت ندي الغاضب بينما اول ما فتحت داليا الباب كانت تندفع عليها بصوتها الهجومي : اوعي تفكري انك هتقدري تاخديه مني أو من ابنه .....نظرت إليها باحتقار بينما تابعت : انا الاساس وانتي مجرد استبن ليا وخلاص مبقاش ليكي لازمه ...اعرفي حدودك كويس ...!!

: ندددددددي 

كان هذا صوت نائل الجهوري الذي جعل ندي تنتفض من  مكانها بينما لم تتوقع أن يكون هنا خاصه بعد عدم رؤيتها لسيارته بالاسفل ....

كانت داليا هادئه ساكنه لا تهتم بثورة تلك المراه التي تنازعها علي حق هي بالأساس تركته لها ولكن سكونها انقلب سريعا الي رعشه سرت باطرافها حينما شعرت بيد نائل تمسك بذراعها ويوقفها خلفه بينما توقف أمام ندي بقامته المديده هاتفا بسخط من بين أسنانه : لو في حد المفروض يعرف حدوده هو انتي ....رفعت ندي عيناها المصدومه إليه ليكمل بوعيد : وقريب اوي هعرفهالك.....بس دلوقتي برا وإياك رجلك تعتب البيت ده تاني ..فاهمه ..!

التفت نائل الي داليا التي جذبت ذراعها من يده واتجهت الي الداخل بينما رشقت دريه ندي باحتقار قبل أن تستدير ندي وتغادر ....

...........

....

قالت فريال لاياد : هاجر بتتكلم صح ....أي طفل طبيعي يحس بالغيرة من أن هيجي له أخ 

نظر اياد الي هاجر التي كانت تحتضن زين الغافي بحضنها بينما يشعر أنه ضايقها حينما طلب منها إلا تحمل زين كثيرا خوفا علي حملها بينما التصق زين بها تلك الأيام أكثر من أي وقت حتي انه رفض اياد وفريال وتعلق بعنق هاجر يوميا لينام لترفض هاجر أن يأخذه منها وتنصاع للصغير وتحمله ذهابا وايابا لوقت طويل جعل اياد يحاول أخذ زين منها بالقوه ليحمله هو فترفض هاجر ويكاد الأمر يتحول الي شجار لولا تدخل فريال ....!!

قالت هاجر وهي تعتدل واقفه وتحمل زين : بعد اذنكم تصبحوا علي خير 

وكزت فريال اياد بنظراتها ليتحع سريعا الي هاجر ويحمل منها الطفل النائم .....وضعه في فراشه بينما انحنت هاجر فوقه تغطيه جيدا ....امسك اياد بيدها ونظر الي عيونها باعتذار : اسف بس كنت خايف عليكي 

أومات هاجر دون قول شيء واتجهت الي الغرفه بينما شعور خفي تسلل إليها أن ما كانت تخشاه حدث وهاهي ستظلم ابنها ومؤكد اياد لن يعامل ابنه كما سيعامل ابنها .....شهقت حينما طوقها اياد بذراعيه وجذبها الي صدره ليسند راسها فوقه هاتفا بنبره جاده : طلعي اي افكار بتفكري فيها من دماغك 

رفعت هاجر عيناها إليه باستفهام ليهز اياد رأسه وقد فهم من شرودها أن هذا الخوف هو ما كان يجول بخاطرها ليقول : أيوة ياهاجر اكيد فهمت انتي بتفكري في ايه وعشان كدة بقولك طلعي الأفكار دي من دماغك .....عمري ما هفرق في المعامله بين ولادي وزين ابني مش ابن اخويا ...

امسك وجهها بين يديه وجعلها تنظر إلي عيناه بينما يقول : وغلاوتك عندي ما عملت كدة الا خوف عليكي ....لو كان زين او حتي ابننا كنت هقول نفس الكلام ....انا خايف عليكي ياهاجر 

هزت راسها ليميل طابعا قبله فوق جبينها :متزعليش

أومات ليبتسم لها : قولي مش زعلانه 

هزت راسها بابتسامه خفيفه ؛ مش زعلانه

تلاعبت نظراته الماكرة بعيونه التي تركزت فوق شفتيها : طيب ما تيجي اصالحك

ضحكت هاجر وزجرته : انت علي طول كدة قليل الادب 

اوما اياد بوقاحه : علي طول وعلي عرض 

مال ناحيتها واحاطها بذراعيه بينما هوت شفتيه فوق شفتيها بسيل من قبلاته الهادئه والتي سرعان ما تحولت إلي أخري شغوفه تزامنت مع جسده الذي مال بها الي الفراش خلفهم ......نامت هاجر فوق صدره ليظل اياد يداعب خصلات شعرها بحنان حتي استغرقت في النوم تماما قبل أن يقوم ويتجه الي غرفه زين النائم ليحمله ويعود به الي غرفتهم يضعه بوسطهم ويحيط كلاهما بذراعه وينام .... دون إرادته جعلها تخشي علي طفلها ويجب عليه أن يراضيها وكان بالفعل يفعلها حينما فتحت هاجر عيونها علي تلك اللمسات الرقيقه فوق وجنتيها ......

اهتزت رموشها قبل أن تفتح عيونها الناعسه لتقابل تلك الابتسامه الحلوة لاياد الذي مال فوقها يتطلع إليها بينما يقول بنبره ناعمه : صباح الفل والورد والياسمين 

ابتسمت شفاه هاجر تلقائيا بينما تقول : صباح النور

همس لها وهو يشير بطرف عيناه الي زين النائم بجوارها : هسشش

التفتت برأسها تجاه زين لتسأله : هو صحي بليل 

هز اياد رأسه قائلا : لا انا جبته ينام جنبنا 

ابتسمت هاجر واستندت الي يدها لتعتدل جالسه فتتفاجيء بأياد يتناول تلك الصينيه التي حضر فوقها طعام الإفطار وبجواره تلك الورده التي كان يداعب بها وجنتيها 

: ايه ده ....عشاني ؟!

اوما لها بابتسامه وهو يضع الافطار امامها لتنظر له بابتسامه واسعه وهي تقول : تعرف أن الواقع حلو اوي 

نظر لها باستفهام لتوضح له : يعني الحركه دي بتتعمل في الافلام والمسلسلات كتير اوي بس في الواقع ليها احساس حلو اوي

ابتسم ومال فوقها يقبل جانب شفتيها قائلا :  مفيش اخلي منك ياحياتي 

ابتسمت له بحب ليكمل بحب : يلا بقي افطري انتي والبيبي الاول وبعدين نصحي زين عشان هاخدكم النهارده تتفسحوا

قالت بابتسامه سعيده لمحاولته الحنونه للقضاء علي اي مشكله بينهما قبل أن تكبر : وانت مش هتفطر 

هز رأسه قائلا : هفطر انا وماما وزين 

قالت وهي تبعد الصينيه : وانا كمان هفطر معاكم 

أعاد الطعام الي امامها قائلا بحزم : لا هتفطري دلوقتي وبعدين ابقي كلي معانا تاني ...هاجر لو سمحتي ياحبيتي لازم تهتمي اوي بالاكل زي ما الدكتور قال 

ابتسمت له وقالت بمشاكسه : ولو تخنت وبقيت اد الفيل   ...!!

داعب وجنتيها بحب : هتبقي احلي فيل برضه في عنيا 

.........

....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

عقدت ورد جبينها بقوة ووضعت يدها علي ساقها بينما شعرت بهذا الخدر يسري بها والذي تزامن مع هذا الثقل بلسانها وفكها بأكمله .....نظرت إلي كوب الماء بجوارها وحاولت مد يدها إليه ولكنها لم تستطيع .....بنفس الوقت كان فريد في طريقه عائدا وهو يحاول أن يكتفي بما وصل إليه ...ولكن عقله ظل يفكر في من قد يكون الشخص الذي دخل الي منزله واخذ بطاقتها ووضع كارت البنك ....لتقوده الشكوك الي شخص واحد هو من دخل منزله مبيت النيه السيئه ....ندي !!

.......

..منذ ان عادت ندي الي المنزل وهي علي جمر ملتهب بينما يكاد عقلها يشت من موضعه ...نائل يفعل بها هذا من أجل زوجته الأخري ....تلك التي كانت مجرد بديل بائس لها بينما لم يستطيع أن يقاوم اقترابها وعاد إليها بلمح البصر.....!! 

ماذا حدث وكيف استطاعت أن تجعله يطردها ...!!

لابد وأن دريه لها يد بالأمر ....طوال عمرها تكرهها ولابد وأنها شحنته عليها ...!! 

تنهدت وهي تحاول أن تهديء من أعصابها حتي لا تقدم علي فعله اخري متهوره كما فعلت قبل قليل حينما ذهبت الي منزل داليا ....!!

للمرة الثانيه كان فريد يتهور ويندفع الي منزلها بدون تفكير ...اتسعت عيون ندي بصدمه بينما تعالي رنين الجرس وفتحت الباب ووجدته امامها ولكنها لم تنكر نظرات الاشتياق التي سرعان ما لمعت بعيونها وهي تراه امامها لتنطق اسمه بنبره ناعمه ...فريد !!

دون مقدمات رفع فريد هاتفه امامها يسألها وعيناه مركزة فوق ملامحها  : هو ده اللي جه سألك عني قبل كدة ؟!ضيقت ندي المسافه بين حاجبيها ونظرت الي فريد : انت جاي عشان تسالني عن ده ....لانت نبرتها وقالت برقه : وانا اللي فاكره اني وحشتك زي ما وحشتني

رمقها فريد بنظره ممتعضه بينما يتجاهل حديثها قائلا : ردي ؟! 

دقتت ندي النظر بالصورة : اه هو ...مين ده يافريد !؟

تجاهل فريد سؤالها وسألها هوو: كان عاوز ايه ؟!

هزت كتفها : قولتلك أنه سأل عليك ....؟! 

قال فريد باتهام مبطن : بس كدة ؟؛ 

أومات بعدم فهم : اه .... ليه ؟! مين ده اصلا ..،؟!

تجاهلها فريد واستدار ليغادر لتمسك ندي سريعا بذراعه : فريد استني 

ابعد فريد ذراعه عن يدها بانزعاج واضح للمستها لتنظر له ندي بغضب : يااه للدرجه دي ..

لم يقل فريد شيء لتسأله : طيب علي الاقل قولي وفهمني مين ده. ..وناوي علي ايه ...ده عارف اللي بيني وبينك وممكن يأذيني مش كدة 

قال فريد بمغزي : لو اتفقتي معاه .....هتتأذي ....صمت واكمل بتهديد : بس انا اللي هأذيكي وقتها 

عقدت حاجبيها بشده وهي تقول باستننكار : اتفق معاه .....!! 

يااه للدرجه دي معندكش ثقه فيا ومتخيل اني ممكن اتفق مع أي أن يكون عليك 

اقتربت منه خطوه متنهده: فريد انا بحبك وكل اللي عملته كان من غيرتي ومحاوله مني إنك ترجع ليا 

زفر فريد قائلا بتبرع قاطعه : اقفلي كلام في الموضوع ده ...خلاص اللي بينا ده كان نزوة وانتهت وانتي رجعتي لجوزك 

هزت راسها وتابعت اقترابها منه : بالنسبالك نزوة ...انا لا 

زمجر بغضب : ندددددي

انتهي الموضوع....عيشي وربي ابنك واهتمي بيه وابعدي عن حياتي .....والله ما حاجة شافعه ليكي عندي الا الولد لولا كدة كنت قولت لنائل علي كل حاجه 

نظرت له وهمت بالحديث لينظر لها فريد بغضب ممزوج بالاشمئزاز من كونها زوجه لرجل وتخبر اخر بحبها له ليسرع بخطاه مغادرا بينما تأكد أن لاعلاقه لها  بأمير ليبقي السؤال ...من دخل المنزل ووضع الكارت واخذ بطاقتها ...؟!

لم تفكر ورد بأحابه هذا السؤال ولم يخطر ببالها إلا أن سبب سؤاله هو أن كان امير دخل المنزل ام لا ... اوجعها قلبها وتخاذلت دقاته بينما رأت حصاره لها بتلك الاسئله ليس إلا شك ....شك كسر قلبها وجعله حطام بينما كانت تلك الصدمه التي تلقتها من الطبيبه القشه التي قسمت ظهر البعير ....وقد رأت أنها اخر إشارة تلوح لها بالأفق وتخبرها أن عليهم الانفصال وأن تلك بدايه طريق كل منهما بعيد عن الآخر .....لا تلومه بأي شيء مهما شعر قلبها بالوجع منه ...بالنهاية كل تلك المشاكل كانت هي من اوجدته بداخلها ..... عادت لتري نفسها لا تستحقه ولكن بصورة ابشع بينما أضافت نقص اخر إليها وهو عدم قدرتها علي الانجاب  ...اسود عالمها وانقهر داخلها حتي شعرت بأنها تتناثر لأجزاء وشظايا من المستحيل جمعها مرة أخري ...أضافت مائه جلده لنفسها بينما ألقت اللوم بكل شيء عليها وليس أحد سواها .....هي فقط ..!!

ازداد شعورها بالألم وشعرت بجفاف شديد يغزو حلقها 

لتمد يداها الي الكوب مرة أخري ولكنها لم تستطيع .....شعرت بضراوة الآلام تتغلغل بجسدها الواهن ومهما حاولت ورد بقوة أن تتغلب علي هذا الشعور بالألم الذي اجتاح جسدها واصبح لا يحتمل ساعه بعد الأخري لم تستطيع لتبتلعها دونات سوداء شوشت رؤيتها وبدأ وعيها يتلاشي شيئا فشيئا ...!! من بين غياهب وعيها استمعت لصوت مفتاحه يدور بالباب لتشعر بالامتنان أنه وصل تماما بالوقت الذي هي بحاجه اليه به .... لتحاول اخراج صوتها ومناداته ولكن شعور الخدر سيطر علي فكها وخنق احبالها الصوتيه. وعادت الدوامه تحاول ابتلاعها من جديد .....

بصعوبه بالغه حركت ورد ذراعها لتحاول أن تستند عليها و تقف ولكنها لم تشعر بساقيها لتخونها ذراعيها ولا تستطيع الارتكاز عليهم وتسقط مرتطمه بقوة علي الأرض .....!!

انتفض فريد من مكانه حينما استمع لصوت الارتطام ليركض سريعا ويقتحم غرفتها فتتسمر قدماه بالأرض 

حينما دخل ورأي ورد واقعه علي الأرض .....

بهلع وخوف سري في أوصاله جثي بجوارها وهو يرفع جسدها الهزيل بين ذراعيه ...ورد ....ورد.... حبيتي ردي عليا ...!!

انتفض قلبه من موضعه حينما لفحته حرارة جسدها البارده وراي شحوب وجهها وعدم استجابتها لصوته أو ليداه التي حاولت افاقتها .....ورد ....ورد ردي عليا ..

فتحي عينك ....ورد ..

لم تصدر أي إشارة ليظل فريد يحرك جسدها الهزيل بين ذراعيه ليدرك أنها عانت الكثير وماحدث لها نتيجه تعرضها لكل ما يحدث ....هتف وهو يربت علي وجنتيها يحاول افاقتها 

ورد ردي عليا ........حقك عليا انا زعلتك بس غصب عني 

..والله غصب عني خبيت عليكي كل اللي بيحصل عشان متتكسريش....ورد قومي .... ردي عليا وفتحي عينيك....

؟!؟

........

...بقلب لهيف كان فريد يحملها ويركض بها نازلا الدرج ليضعها بسيارته وينطلق بها بينما يهاتف صديقه الطبيب يخبره بحالتها .....

انتفضت هاله من مكانها علي صوت هديل التي خرجت من غرفتها مهروله ....ماما الحقي ورد ......

هوي قلب هاله بقدمها : مالها ورد ؟!

قالت هديل بصوت مرتجف بالدموع : فريد كلمني وقال إنها تعبانه اوي واخدها المستشفي 

تجمعت هايدي وهانيا علي صوت هديل ليسرعوا جميعهم الي المشفي حيث كان فريد واقف مستندا برأسه علي الحائط وصورتها وهي واقعه علي الأرض بلا حركه لا تبارح خياله ممتزجه بذكريات الايام الماضيه .....كان يظن أن ماحدث ثقيل وصعب عليه فما باله بكيف مر عليها .....كور قبضته بأسي بينما فكر أن بأخفاؤه عليها ذلك الكلام يحميها ويحافظ عليها من الصدمه وهاهو عرضها لضغط اكبر .....!!

........

....

نظرت فيروز الي أخيها الذي قام من مكانه مسرعا بعد تلقي تلك المكالمه : ايه ياخالد في ايه ؟!

قال وهو يلتقط مفاتيحه : مرات فريد تعبانه وفي المستشفي ...لازم اروح وابقي جنبهم ... !!

طال مكوث الأطباء بالغرفه معها بينما مع مرور كل دقيقه كان فريد يفقد فيها نفس من أنفاسه وكذلك الجميع بقوا خلفه بأعصاب تالفه .....حاول اياد وخالد التهوين عليه ولكنه ظل واقف امام الغرفه صامت دون النطق بشيء .....بعد فتره خرج أحد الأطباء ليتجه إليه فريد بلهفه ....طمني يادكتور ....حالتها ايه ؟! 

هز الطبيب رأسه بأسي قائلا : اتعرضت لجلطة  

الم شديد اجتاح قلبه وشعور بالشلل اصابه بينما ردد الطبيب تلك الكلمات ليردد بلسان ثقيل غير مستوعب : جلطه ...!

شهقت هاله ووضعت يدها علي شفتيها بينما  لاحت الصدمه علي وجهه الجميع بألم .....

تابع الطبيب : اتعرضت لارتفاع شديد في ضغط الدم امي لجلطه ....احنا اتدخلنا بسرعه واديناها مذيبات للجلطه ومستمرين في العلاج وان شاء الله تستجيب واللي حصل ميأثرش علي وظائف الجسم الحيويه 

انسابت الدموع من عيون الفتيات لينظر فريد الي الطبيب الذي انصرف حينما اقترب صديق فريد وهو طبيب آخر ....وضع يده علي كتف فريد قائلا : تعالي نتكلم في مكتبي ...!!

.......

...

نظرت حنان بقلق الي خيري الذي خرج من غرفته مسرعا : في ايه ياخيري مالك ....؟!

هتف خيري وهو يتجه الي الباب مسرعا : هاله كلمتني ومنهارة .....مرات فريد في العنايه المركزه .....!!

تجمد امير مكانه بينما تثاقلت دقات قلبه وانصدمت ملامحه كما انصدمت ملامح رائف وسرعان ما كان ينظر إلي أخيه بأتهام ....؟! 

.......

...

أخذه برفقته لينظر فريد الي د ايمن صديقه واول ما يبدر لذهنه : الجلطه دي حصلت بسبب الزعل 

قال صديقه محمحما : هي زعلت الفتره اللي فاتت ؟!

اوما فريد برأس منكس ليزم ايمن شفتيه قائلا : عموما اطمن يافريد ....انت لحقت جبتها المستشفي بدري والجلطات بتتعالج احسن في أول الساعات 

نظر فريد الي ايمن برجاء ليهز ايمن راسه : صدقني ....أن شاء الله هتعدي علي خير 

تنهد فريد بثقل : يارب ...

ساد الصمت لحظه ليقول فريد : في مستشفي احسن أو اي إجراء اقدر اعمله 

وضع ايمن يده علي كتف فريد قائلا : الدكاترة هنا بتعمل كل اللي تقدر عليه. .... 

تعدي بس ال ٤٨ ساعه اللي جايين وان شاء الله هتسعيد وعيها وتبقي زي الفل 

قال فريد برجاء : عاوز ادخلها 

قال أيمن باعتذار : صعب يافريد تدخل العنايه 

قال فريد بإصرار راجي : ارجوك ياايمن ...هي محتاجة ليا جنبها 

وبالفعل كانت بحاجه اليه كما كانت دوما ..... من قال إنه مهما بلغت درجه اللاوعي إلا أن القلب لا يشعر بالحب والاهتمام ....يومان وهو بجوارها ممسك بيدها يهمس لها بنبرته العاشقه ....يخبرها بكل شيء يحدث ....يخبرها بأنه لايستطيع أن يعيش بدونها وان الحياه بلا طعم ...لم يشعر بشيء ولم يخرج أو يبارح جوارها وكأنه جزء منها اعتاد الأطباء والممرضات وجوده ....! 

( قومي بقي ياورد متسبنيش اكتر من كدة .... انتي قولتي طمني وانا حاولت وعملت اللي اقدر عليه ....مكنش ينفع اجي واقولك علي اللي ال...ده عمله عشان وقتها كنتي هترجعي تحسي تاني انك عبء عليا ....انا عارفك وعارف انك كنتي هتتكسري اوي من الاتهام ده .....سامحيني بس لو مكنتش عملت كدة وكنت قولتلك كنت هحس اني أنا اللي قليل ومستاهلكيش....كان لازم احميكي من حتي كلمه تجرحك .....انحني وقبل يدها التي يحتضنها بين يداه وتابع ....سامحيني لو ضغط عليكي بس غصب عني .....فتحي عينك عشان وحشتني اوي .....كلك وحشتيني ....عنيكي ..صوتك ...كلامك ....ضحكك معايا ...نظر إلي وجهها الشاحب والي عيونها المغلقه ومرر يداه بحنان جارف علي خصلات شعرها ليكمل بمشاعر جعلت جسده يهتز : وحشتيني اوي ياورد .....وحشتيني ..قومي ومتعمليش فيا كدة 

..........

...!!


قالت سعاد لنشوي بهمس : انتي لازم تقولي لابوها 

نظرت نشوي بعيونها المتورمه الي سعاد باتهز راسها بتأكيد : مفيش غيره هيقدر يخلصك ويخلص بنتك من اللي انتي فيه

قالت نشوي بصوت مختنق بالدموع : ليه واثقه اوي كدة ....ده رماني زماني وانا حامل فيها ....متوقعه أنه هياخدها بالحضن لما يعرف بوجودها

تنهدت سعاد بحيرة : معرفش يانشوي ...بس اكيد قلبه هيحن ...دي بنته برضه ...وبعدين يوم ما البت اتعورت انتي شوفتي عمل ايه وكان ربنا كنت قلبه عليها 

قالت نشوي بمرارة : نفسي اصدقك ...بس انا اكتر واحده عيشت المرار ده وعارفه أن نار ابويا ونار رائف واحد ...وبعدين مين قالك أنه هيصدقني 

قالت سعاد برفض : هتخسري ايه لو جربتي وياستي هيصدق...قائله يعمل التحليل اللي بيقولوا عليه ده .....

انخرست سعاد سريعا حينما فتحت شاديه الباب فجاه ووقفت أمامه هاتفه بسخط : ايه ياست الهوانم هتفضلي راقده في السرير. كتير 

التفت سعاد قائله بابتسامه مزيفه : ازيك يا ست شاديه 

لوت شاديه شفتيها بتهكم :  اهلا يااختي ...ايه صاحبتك هتفضل نايمه وسايبه شغلها لغايه ما يرموها برا وترجع تاني نصرف عليها 

زمت نشوي شفتيها لتتدخل سعاد لمحاوله منها لإبعاد شاديه عن نشوي : لا متقلقيش ....انا اخدت ليها إجازة يومين وبعدها أن شاء الله هترجع الشغل 

قالت شاديه بسخط : والهانم متروحش ليه النهارده 

قالت سعاد برجاء وهي تنظر إلي وجهه نشوي المتورم من الضرب : هتروح ازاي كدة بس ياست شاديه ....

نظرت لها شاديه بامتعاض لتنظر حولها قائله : امال فين البت رهف

احتدت ملامح نشوي وتأهبت لتمسك سعاد بيدها وتقول سريعا : دي طلعت تلعب مع البت مني بنت اختي 

رفعت شاديه حاجبها بعدم تصديق لتقول بتحذير مبطن لنشوي : تلعب ...،!! طيب يانشوي نزلي البت معندناش بنات كبيرة زيها لسه بتلعب

أومات سعاد لتقول : انا اهو هطلع وانزلها 

خرجت شاديه لتقف تتنصت علي الباب بينما تهمس سعاد بخفوت : اسمعي كلامي وقولي لابوها .....ودلوقتي اوعي تقفي قدام الست دي ...اسمعي كلامي يانشوي ....سلام 

خرجت سعاد لتؤكد شاديه لنشوي كلامها بينما تدخل الي الغرفه قائله بصوت جهوري مهدده : اسمعي يابت انتي ....لو فاكرة انك هتقدري تقفي قدامي تبقي غلطانه .....ولو فكرتي مثلا تهربي البت ورحمه امي ادبحها قدامك واقهرك عليها قبل ما تفكري واعرفي أن من دلوقتي البت طلوعها ودخولها من البيت بأذني أنا حتي المدرسه بخ  ...خلاص ...فاهمه 

..........

....

ظلت نشوي تفكر في كلام سعاد وشاديه لتقوم بجسدها الذي وأن عظامه وترتدي ملابسها وتتجه الي المصنع وتحاول استجماع شجاعتها وهي تطلب مقابلته ....

وافق رائف علي مقابلتها ليقول السكرتيرة : خليها تدخل 

نظر بعيون مندهشه إلي حالتها : ايه اللي حصل ؟!

ابتلعت نشوي لعابها قائله : مش مهم .....انا عاوزاك في موضوع مهم 

اوما رائف قائلا وهو يغلق الباب : تعالي ....خير 

نظرت له نشوي وقلبها يخفق بقوة لتقول بتعلثم : رائف ....انا ....انا 

قال رائف وهو يتجه الي الثلاجه الصغيرة بجانب المكتب يحصر لها أحد عبوات المشروبات البارده : خدي بس اشربي ده وبعدين اتكلمي ....

تعمد ملامسه يدها بوقاحه وهو يعطيها المشروب لتنظر له نشوي بتخاذل بينما يقول بمغزي حقير اعتادته منه : انا تحت امرك ....

نظرت له بينما جلس امامها باريحيه متابعا : تعرفي أن بالرغم من البهدله اللي انتي فيها ...الا أنك لسه حلوة زي ما انتي .....

اهتزت جفون نشوي بينما تابع رائف وهو يتطلع الي كل انش منها : ايه اللي عمل فيكي كدة ....جوزك 

رددت نشوي بلسان ثقيل : جوزي !!

اوما رائف قائلا يتهكم ،: واضح أنه مش وش نعمه ومبهدلك انتي وبنته 

: بنته ...

اوما رائف بابتسامه شامته : مش كنتي يابت الحلال سمعتي الكلام زمان ونزلتي العيل  وفضلتي معايا ...كان زمانك راحمه نفسك من اللي انتي فيه ....

انشا لسان نشوي بينما بكل هذا القهر الذي عانته سنوات بسبب ندالته مازال لا يفكر الا بنفس الحقارة والدناءه

قال رائف بمغزي وهو يتقرب منها ويمرر يداه بجراه علي كتفها : تعرفي يانشوي  اني لما شوفتك حنيت لأيام زمان.....تنهد وتابع بحراره : كنتي عيله بس حلوة اوي ومنستش انك فتحتي علي ايدي .....ازدادت يداه ضغط علي كتفها وتابع : عموما احنا لسه فيها .....

رفعت نشوي عيونها الزائغه إليه بينما يمثل الامل الوحيد لها ولابنتها : يعني ايه ؟!

قال رائف بوقاحه : يعني اللي فهمتيه.... !!

انا هعيشك في نعيم انتي وبنتك .....بس وافقي ..

..........

...

نظر امير بلهفه الي تلك الممرضه التي قالت باستنكار : لا طبعا ممنوع 

قال برجاء : هشوفها ثواني وهخرج علي طول 

هزت الممرضه راسها برفض : لا طبعا ممنوع ....وبعدين حضرتك تقرب لها ايه 

صمت امير وتهرب من السؤال ليقول : طيب حالتها ايه ؟!!

قالت الممرضه وهي تهز كتفها : زي ماهي !!

خرج امير من المشفي وقلبه ينشطر من الالم وإحساسه بالذنب بينما لايعرف ما الذي جعلها تصل لتلك الحاله ....هل فريد هو السبب بعد كلامه معه اخر مرة ؟!

جلس خلف مكتبه لتقابله نظرات رائف الذي قال : لسه مش عاوز تقولي عملت ايه!

هتف امير بسخط : اخرس بقي ...انت السبب في كل ده 

اتسعت عيون رائف بصدمه : انا !!

اوما امير بانفعال شديد وهو يقوم من مكانه وينقض علي رائف بينما لم يعد بإمكانه التمثيل أكثر من هذا وانفلتت أعصابه بينما نحره الشعور بالذنب بينما دمرها الي تلك الدرجه بينما هو لم يحب سواها .....

: انت السبب .....انت اللي خططت ودبرت لكل حاجة. ....انت السبب يا ابن ال...

انت اللي ضيعتها من ايدي بسبب طمعك وحقدك عليا 

حاول رائف ابعاد امير عنه ولكنه ظل قابض علي عنقه : مش هرحمك لو حصل لها حاجة .....والله هدفعك تمن كل اللي عملته 

تدخل خيري سريعا حينما دخل المكتب ورأي غياب انفاس رائف الذي انقض امير عليه بتلك الطريقه : اميررررررر....!! 

....

...

سارت نشوي والعبرات الساخنه تخنق حلقها وتتساقط من عيونها بينما لا اجد يشعر بها ....بالفعل لايشعر بائعه النار إلا من أكتوي بها ....

.......

...

بعد كل هذا الانتظار كانت ورد تفتح عيونها ولكن لم تراها عيون فريد التي خانته وعليه النعاس ...أسرعت الممرضه ناحيتها ما أن شعرت باستيقاظها ....

حركت ورد اهدابها بضع مرات تحاول الاعتياد علي النور بعد طول ظلام لتمسك الممرضه بيدها تقيس معدلاتها الحيويه وبعد لحظه كانت تتجه الي جانب الغرفه حيث جلس فريد منكس رأسه علي عنقه ومغلق عيناه 

انتبهت ورد إليه لتحاول اخراج صوتها توقف الممرضه عن ايقاظه : لا ...خليه نايم

قالت الممرضه بصوت هاديء وابتسامه : مستحيل ..ده بقاله يومين جنبك ومستني تفوقي 

ما أن همين الممرضه بجواره حتي فتح عيناه وانتفض من فوق مقعده وعيناه طارت سريعا ناحيتها ليتفاجيء باستيقاظها ...ورد ..!!

امتليء صوته الذي نادي باسمها شجن ولهفه وحب واشتياق ليسرع إليها بعدم تصديق ..ورد حبيتي انتي صحيتي 

قالت الممرضه ؛ هنادي الدكتور. .بس بلاش تتعبها 

اوما فريد بلهفه وعادت يداه تحتضن يدها وعيناه تطوف بوجهها بلهفه : ورد ...حبيتي حمد الله علي سلامتك 

وسرعان ماكان يميل فوقها يحتضنها ...

كانت ورد مازالت تحاول استعاده وعيها بينما تقول بصوت واهن : ايه اللي حصل 

قال فريد بلهفه ....مش مهم ....مش مهم أي حاجة غير انك كويسه 

دخل الأطباء لمعاينتها ليتوقف فريد بجوارها وعيناه تمسح كل انش بها ليطمئن بعد دقائق من فحص الأطباء بها : الحمد لله ..كل شيء بخير 

ابتسم اخيرا فريد واستطاع التنفس براحه بعد هذان اليومان المضنيان.


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم


اقتباس 

: انت ايه اللي جابك هنا ؟!! 

: اولا انا مش جاي ليكي.... انا جاي لسيادة المستشار 

ثانيا انتي ايه اللي جابك هنا حدود علمي ان ده بيته مش بيتك 

هتفت هديل بحنق : وانا أخته 

..تعالي صوت فريد ؛ مين ياهديل 

هزت كتفها ببرود مصطنع : معرفش

نظر لها هاشم بغيظ ليحمحم ويقول بصوت عالي نسبيا 

: انا ياسيادة المستشار 

اتجه فريد الباب ليري هاشم وعلي الفور يتذكره ليقول : 

اهلا اهلا ياكابتن اتفضل ...!! 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

12 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !