ورد فريد ...السابع والثلاثون

10


 
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تدخل خيري سريعا حينما دخل المكتب ورأي غياب انفاس رائف الذي انقض امير عليه بتلك الطريقه : اميررررررر....!! 

اهتزت نظرات امير وكذلك رائف بينما يخمن كل منهم الكلام الذي قد يكون خيري قد استمع له 

هتف خيري بجبين مقطب وصوت حاد : ايه اللي بيحصل هنا ...؟!

اعتدل رائف واقفا يهندم ملابسه وينظر الي امير بطرف عيناه يفكر كلاهما في كذبه ليقول امير بينما يزم شفتيه : ابدا ياحاج بس رائف عمل مشكله في الشغل 

هتف خيري باستنكار شديد : مشكله في الشغل ....!! تقوم تمد ايدك علي اخوك الكبير ...انت اتجننت ؟!

قال رائف برياء مزيف وهو يضع يداه علي كتف امير : مكانش يقصد ياحاج ....

هز خيري رأسه بعدم رضي قائلا بينما عيناه تؤنب امير كما اعتاد  : يعني ايه ميقصدش ...نظر إلي امير وتابع بحزم : اعتذر لاخوك

احتدت ملامح امير لينظر له رائف بخبث أخفاه اسفل نبرته الهادئه بينما يقول : ولا يعتذر ولا حاجة يابابا ...الموضوع مش مستاهل ...خلاص حصل خير 

نظر خيري الي امير شزرا ليقول امير بأنفاس ساخنه تكاد تنفجر : بعد اذنك يابابا ...

اسرع ليغادر قبل أن يفقد أعصابه لينظر خيري الي رائف قائلا : اقعد وقولي ايه اللي حصل وخلاه يعمل كدة ...؟! 

..........

....

قاد امير بلاهدي والغضب الممزوج بالاحباط يتراقص بعيناه ويعزف سيمفونيه ثائرة كالبركان بداخله بينما يدرك أنه مهما فعل لن تتغير ابدا نظرة أبيه له ....!! 

سيظل هذا الفاشل ولن يري نجاحه ابدا مهما كان واضحا ..... فشل بكل شيء ...!!

اعتصر المقود بيده بينما فكر بها .....حتي هي فشل بالفوز بها 

....هز رأسه ..لا ...أنها الانتصار الوحيد الذي يريده .....الانتصار الذي سيكتفي به من كل شيء ....هي الوحيده التي يجب أن يعوضها عن كل شيء وينتصر جانبه الجيد من أجلها .....!!

....

...

سارت نشوي والعبرات الساخنه تخنق حلقها وتتساقط من عيونها بينما لا اجد يشعر بها ....بالفعل لايشعر بائعه النار إلا من أكتوي بها ....!!

عقدت سعاد حاجبيها بينما نادت نشوي بضع مرات ولم تجيب وظلت تسير بلا هدي في طريقها ....أسرعت بخطاها خلفها ...نشوي ...بت يانشوي 

انتبهت نشوي ما أن وضعت سعاد يدها علي كتفها 

: ايه عملتي ايه ....؟! قولتي له ؟!

هزت نشوي راسها وغص حلقها بينما عقدت سعاد جبينها قائله باستنكار : ليه مقولتيش له بس ...؟!

قالت نشوي بخذلان : عشان زي قلته .....عادت لترددها مجددا بمرارة : زيه زي قلته ؟!

.........

...

فتح نائل الباب والغضب يتراقص بعيناه ليهدر بصوت عالي مناديا اسمها : ندددددددي 

اسرعت ندي تخرج من غرفتها حيث رتبت كل شيء من أجل لقاء غضبه وامتصاصه لتقول بصوت رقيق وهي تسرع بخطاها ناحيته : نعم يانائل 

هتف بغضب شديد وهو يجذبهغ من ذراعها : انتي ايه اللي وداكي بيتها ....؟! 

تجاهلت ندي إمساكه العنيف لذراعها لتقول بنبره ضعيفه هادئه : ممكن يانائل بس اوكي صوتك عشان الولد ميصحاش ....

نالت منه بخبثها ودهائها ليضغط علي اسنانه ويأبي التراجع فيجذبها بقوة الي داخل غرفتهم فيتفاجيء بتلك الشموع التي اضائتها وسط طاوله أعدت عليها طعام العشاء .....نظر لها بغضب متجاهل كل ما أعدته : انتي ازاي تروحي بيتها وتقولي الكلام السخيف اللي قولتيه وتجرحيها بالطريقه دي  ...؟! 

قالت ندي بانكسار مزيف : كلامي انا جرحها ....نظرت له بعتاب وتابعت وهي تعتصر عيونها لتنزل منها العبرات 

: علي الاقل هي لقيت اللي يدافع  ...؟! إنما أنا طردتني 

هتف نائل بحده : كنتي عاوزاني اعملك ايه وانتي قاصده  

تعملي مشكله بيني وبينها 

لم تستطيع ندي السيطره علي أعصابها لتنفلت منها الكلمات : وهو من أمتي بقي في حاجة اسمها بينك وبينها .....

نظر لها نائل باستنكار لتكمل ندي بعتاب حاولت به التلأثير عليه وهي تقترب منه : نائل انت مش بتحبها ...اتجوزتها بس عشان حاولت تملي بيها مكاني ....إنما أنت بتحبني انا 

مع اخر كلمه كانت تضع شفتيها فوق شفتيه بنعومه لتصل إلي مبتغاها كعادتها و للحظات ظنت أنها وصلت بينما كان صدي كلماتها يتردد بأذن نائل الذي سرعان ما اشاح بوجهه بعيدا عنها حينما شعر بقبلتها التي لم يكن يريدها بهذا الوقت بالذات بينما ألقت بوجهه نفس الحقيقه التي قالتها داليا وطالما شعرت بها معه ...!!

طال تفكيره الليل وكلمات داليا تمتزج بكلمات ندي التي نامت كمدا بعد عدم استجابه نائل لقربها لتشعر بالقلق والخوف وببدايه تزعزع مكانها لديه ....!!


مال نائل برأسه ينظر إلي ندي التي تعمدت أن تضع ذراعها حوله تحتضنه ليشعر بأنه مقيد  .... طافت عيناه بملامحها بينما رسبت من اول مقارنه بينها وبين داليا التي لم يظن أنه يحفظ ملامحها بتلك الطريقه .....كان بالفعل يظنها بديل ولكنه لم يدرك أنه عاملها علي هذا الأساس الواضح للكل ما عدا هو ....!! 

أخطأ خطأ كبير حينما أراد نسيان ندي بها .....ظلمها كثيرا. ....!! 

في اللحظه التاليه كان نائل يبعد ذراع ندي من فوقه ويغادر الفراش وقد لفحته ذكريات دفيء فراشه برفقه داليا والتي لم يظن ايضا انه سيفتقده الي هذا الحد. ....!! 

.......

...

بعد الجدل المعتاد كل يوم بين فريد والأطباء لبقاءه بالغرفه برفقتها..... انهاه فريد ببراعه بينما يقول : انا مش عامل اي ازمه....انا واقف هنا مكاني وحضرتك تقدر تشوف شغلك ....

تنهد الطبيب بقله حيله وباشر فحص مؤشرات ورد الحيويه ليدون بضع ملاحظات للممرضه وينظر الي فريد بطرف عيناه مشددا : راحه تامه وممنوع الزيارة 

أومات الممرضه ليخرج الطبيب وسرعان ما ينحني فريد علي ورد يضع وجهها بين يديه ينظر إليها ويمليء عيناه من ملامحها لايصدق أنها جالسه أمامه بينما يقول بحراره : حمد الله علي سلامتك ياحبيتي ....

حمحمت الممرضه التي اقتربت تثبت السيرم المغذي بذراع ورد لتجد ورد يدها بين يديه يملس فوقها بحنان بنفس اللحظة التي شعرت بها بوخز الحقنه التي انغرست بذراعها ....قالت الممرضه بسماحه : بالشفا 

ابتسمت لها ورد بوهن ليقول فريد بنبره هادئه : هي هتنام تاني 

نظرت الممرضه في السيرم الذي وضعت بداخله المهديء الذي وصفه الطبيب ثم في ساعتها لتقول : خلال عشر دقائق 

اوما فريد ليخرج صوت ورد الواهن : بابا .....بابا وماما عاوزة اشوفهم

قالت الممرضه برفق : هتشوفيهم بس دلوقتي لازم ترتاحي ....الدكتور منبه علي عدم دخول حد ليكي عشان ترتاحي .....نظرت الممرضه بمشاكسه الي فريد وتابعت : ماعدا سياده المستشار محدش قدر يمنعه 

ابتسم فريد لتلك المراه التي لم تكل ولم تمل خلال اليومان الماضيان من أسئلته عن حاله ورد التي لم يكن يتركها لحظه 

تابعت الممرضه برفق وهي تتجه الي الباب  : انا هخرج إبلغهم انك فوقتي الحمد لله وممكن بكرة الصبح الدكتور يسمح أنهم يدخلوا يشوفوكي 

اوما فريد ليمرر يداه فوق خصلات شعرها بحنان  قائلا 

: متقلقيش هما كويسين ....اهم حاجة ارتاحي ياحبيتي 

نظرت له ورد وتعلقت عيناها بعيناه لحظات طويله ولم يفارق فريد أيضا النظر إليها لتخونها مشاعرها ودون إرادتها تترقرق الدموع بعيونها ما أن اندفعت كل تلك الذكريات الي عقلها مجددا .....هلعت ملامح فريد ما أن رأي لمعان الدموع بعيونها ليسرع يجلس بجوارها علي طرف الفراش ويحيطها بذراعيه بحنان شديد هامسا : هششس....بس ياحبيتي عشان خاطري بلاش عياط ....

نبرته دفعتها للبكاء أكثر ليخفف قلب فريد بقوة خوفا من حدوث انتكاسه لها بسبب انفعالها ليفكر لحظة باستدعاء الطبيب ولكنه وجد ذراعه يشتد حولها أكثر حينما شعر برأسها يستكين فوق صدره الذي انسابت دموعها فوقه مبلله قميصه ...ربت علي ظهرها بحنان هامسا : انا عارف انك  زعلانه مني وعندك حق ....بس دلوقتي انتي لازم متفتكريش اي حاجة وحشه حصلت وفكري بس في صحتك ....وضع أنامله اسفل ذقنها ورفع وجهها برفق شديد لتنظر إليه بعيونها الباكيه الجميله وأكمل بحنان : ورد حبيتي صحتك اهم من اي حاجة ....كل حاجة سهله ومقدور عليها إلا أني اشوفك تاني في الحاله دي ....

مرر يداه الدافئه علي ظهرها وكتفها تزامنا مع خروج تنهيده حارة من صدره : يااااه لو تعرفي الخوف اللي عيشته اليومين اللي فاتوا ياورد......اول مرة احس أن روحي فارقتني 

امسك وجهها وقرب وجهه إليها متابعا بحب : اوعي تعملي فيا كدة تاني

غض حلقها ولكن سرعان ما كانت يداه تمسح وجهها المحتقن وهو يعيد :  اوعي تعيطي ...خلاص مفيش عياط ولا خوف ولا اي حاجة ...لما تخفي هنتكلم ونتعاتب في كل حاجة .....دلوقتي بس خليكي في صحتك 

انهي كلماته واعاد وضع راسها فوق صدره ليمرر يداه بحنان فوق خصلات شعرها حتي بدأ مفعول المهديء يسري باوصالها وتعود للنوم وكم كانت بحاجه الي ما فعله بعد تلك الحرب الضاريه التي عاشتها والتي وقعت علي إثرها بتلك الحاله ...كم هو جميل وكم نحن بحاجه الي هذا الشخص الذي يأخذنا الي هدنه من كل شيء وقت تعبنا ....!!

......

...

تهلل وجهه الجميع حينما أخبرتهم الممرضه بالخبر ليحاول الحنيه الدخول إليها ولكن رفضت الممرضه وتمسكت بتعليمات الطبيب .....

قال خالد لهاله : حيث كدة حضرتك والبنات تروحوا ترتاحوا 

قالت هاله وهي تربت علي يده : ماشي ياحبيبي ...خد انت البنات روحهم وانا هفضل هنا 

هز اياد رأسه قائلا : لا ياطنط حضرتك تعبتي جدا ....كلكم تعبتوا ولازم ترتاحوا وبعدين كده كدة وجودنا مالوش داعي 

تدخل رفعت الذي لم يترك مختار لحظه : اياد عنده حق ....كلما لازم نروح 

وانت اولنا يامختار

هز مختار رأسه : لا انا هفضل هنا لغايه ما اطمن عليها 

قال رفعت برفق : انت واقف علي رجلك كل ده وهتتعب وبعدين الحمد لله اطمنا عليها وفريد معاها متقلقش

تدخلت هاله قائله برفق : لو سمحت يااستاذ مختار اسمع الكلام ....وبعدين سلوي حرام لوحدها ..افرض احتاجت حاجة 

اوما رفعت ليقتنع مختار الذي اخفي عن سلوي ما حدث لورد خوفا علي حاله قلبها الضعيفه 

اخذ رفعت بيد مختار كذلك غادر اياد وهاجر وخالد اصطحب هاله والفتيات للمنزل ....!!

........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

للمرة التي لا يعرف عددها حاول امير الدخول إليها ولكن وجود فريد الذي لم يترك جوارها منعه ليجلس في الحديقه الملحقه بالمشفي وينكس رأسه بخزي بينما يفكر كم مرة تركها بتلك الحاله ولم يكن بجوارها ولكن لم يجول بخاطره أنه السبب بكل ما يحدث لها بينما يري أنه يكافح من أجل حبها ....

.......

...

فرك رائف وجهه بملل : لا 

اتسعت عيون حنان بصدمه : يعني ايه لا 

هتف رائف بعدم اكتراث : يعني مش هتجوز 

قالت حنان بعدم استيعاب : والناس اللي ادينا ليهم كلمه 

لوح رائف بيده : مش فارقه .....فركشي الموضوع 

نظرت حنان في أثره مصدومه لاتعرف كيف تخبر أهل ريهام بشيء كهذا ....!

.......

...

هتف هاشم بانزعاج ما أن رأي مرام تدخل الي مكتبه : جايه هنا ليه ..؟!

قالت مرام برجاء : 

هاشم احنا في بينا عيش وملح 

هتف هاشم بامتعاض ::قولي لنفسك..... هو انتي كنتي راعيتي العيش والملح ده باللي عملتيه

لم تتجه مرام الي اي سبيل للانكار بينما أدركت ما اقحمت نفسها فيه عقاب لها علي ما فعلته 

لتقول بخزي : بصراحه لا....

انت عندك حق ...انا أسأت للعيش والملح اللي بينا 

زمت شفتيها وتابعت بندم :  بس غصب عني 

نظر لها باستخفاف لتهز مرام راسها بإقرار ممزوج بالخجل من فعلتها قائله : اه يا هاشم غصب عني ....احنا طول عمرنا جيران وانا وانت أصحاب قريبين من بعض و...و....وبصراحه انا غيرت من اهتمامك بالبنت دي ....

هتف هاشم بحده : تقومي تحطي بنت زيك في الموقف ده

نكست مرام راسها قائله بخزي : انا اسفه ياهاشم ....

اشاح بوجهه عنها قائلا : مش انا الشخص اللي المفروض تتأسفي له .....

رفعت مرام راسها إليه ليقول هاشم بجديه : هديل هي اللي لازم تتأسفي ليها 

أومات مرام : عندك حق يا هاشم ....انا هتأسف ليها وان شاء الله تقبل اسفي 

هز رأسه بأسي فأين هي بالأساس ... نظرت مرام إليه برجاء : ارجوك ياهاشم اقبل اسفي واقف جنبي ....انت عارف أن انا ماليش اب ولا اخ وطول عمري انت اقرب واحد ليا وانا محتجالك

التفت هاشم إليها لتخفض راسها قائله : ربنا جاب ليك حقك من اللي انا عملته 

عقد هاشم حاجبيه باستفهام :  قصدك ايه ؟! 

قالت برجاء : طيب ينفع نقعد نتكلم وانا هقولك علي كل حاجة 

أخبرته بما حدث لتختم حديثها :  انا خايفه ياهاشم ومهما كنت محتاجة للشغل والفلوس انا مقدرش اعمل كدة وولا اصرف علي ماما واخواتي بفلوس زي دي 

وفي نفس الوقت مقدرش اسيب الشغل 

قاطعها هاشم قائلا : ارجعي الشغل هنا 

زمت شفتيها بأسي فليت الأمر بهذه السهوله لتقول :  مقدرش..... مضيت وصولات امانه بمبالغ كبيرة مع عقد الشغل 

عقد هاشم حاجبيه وهتف بانفعال : وانتي ازاي تعملي كدة ....ازاي تمضي علي حاجه زي كدة 

هتفت مرام بضياع : مكنتش اعرف ان نيته وحشه لما قال إن الأجهزة كلها عهدتي وعشان كدة لازم امضي الوصولات دي وانا كنت محتاجة للشغل ووقتها مفكرتش

ضرب هاشم طرف الطاوله بقبضته وصاح بانفعال : غبيه ....!!

....

.......

جلست هاجر علي طرف الفراش واسندت راسها للخلف بينما ذهب اياد ليضع زين بفراشه ويعود إليها ...

اغلق الباب برفق واقترب تجاهها ...هاجر 

نظرت له ليبتسم : افتكرت انك نمتي 

هزت راسها : لا .....انا بس بغمض عيني بحاول استوعب اللي حصل .....رفعت حاجبها بعدم تصديق : جلطه ...في السن ده .....ايه اللي وصلها لكدة 

هز اياد كتفه بتأثر : كله بأمر ربنا طبعا 

: ونعم بالله ....بس غريبه 

تنهد اياد قائلا : المهم انها الحمد لله بقت بخير 

أومات هاجر متنهده ؛ الحمد لله ...ده فريد كان ممكن يحصله حاجة لو كانت ورد بعد الشر جرالها حاجة 

هز اياد رأسه قائلا : مكنتش متخيل أنه بيحبها ومتعلق بيها للدرجه دي 

أومات هاجر بابتسامه : فعلا ... مؤخرا حاسه ان علاقتهم بقت قريبه اوي وان فريد بيموت فيها 

ربت اياد علي كتفها : ربنا يخليهم لبعض وكفايه ياحبيتي كلام عن حبهم احسن نحسدهم من غير قصد 

انفلتت ضحكه ناعمه من هاجر لتقول بدلال : ونحسدهم ليه وانا وجوزي بنحب بعض زيهم 

تهلل وجهه اياد بينما لم يستوعب أن هاجر هي من تنطق بتلك الكلمات التي نادرا ما تبلل ريقه بهم

غمز لها بشقاوة ...ده شكل هرمونات الحمل جايه بدلع ....ماشاء الله 

ضحكت هاجر لتنفلت دقات قلب اياد الذي سرعان ما كان يجلس بجوارها ويضمها إليه ويقتنص قبله من شفتيها بادلتها هاجر له بحرارة ..مد اياد يداه الي ازارا قميصه بشغف بينما يهتف بوقاحه : ده شكلنا هنحتفل النهارده 

عادت هاجر لتضحك من جديد ولكنها وضعت يدها فوق يده توقفه ...استني ياحبيبي 

نظر لها اياد بتوجس : استني ...؟! ايه ما كنا حلوين 

ضحكت قائله بدلال : ومازلنا

نظر لها : امال ايه ...

... وضعت هاجر راسها فوق صدره ومررت أناملها برقه علي ازرار قميصه قائله بخجل : بصراحه يااياد عاوزة اطلب منك حاجة 

قال اياد سريعا : اؤمري ياقلب اياد 

نظرت له بخجل قبل أن تقول : بصراحه نفسي جدا في برتقال 

نظر لها اياد لحظة لتخفض عيناها تجاه بطنها وتكمل بنبره منخفضه : شكلي بتوحم ...!!

.......

...

عقدت ورد حاجبيها بانزعاج واضح ليقوم فريد سريعا من مقعده الذي لا يبارحه جالسا بجوار فراشها ويتجه إليها يتطلع الي ملام وجهها المنزعج أثناء نومها ...  برفق أخذ يمرر يداه علي خصلات شعرها بحنان ويهمس لها ...متخافيش ياحبيتي انا جنبك ....

ارتخت ملامح وجهها ليظل فريد ممسك بيدها طوال الليل الذي قضاه نائما علي المقعد كاليومان الماضيان ....

....فتحت ورد عيونها بصعوبه حتي اعتادت علي نور الشمس المنسل من نوافذ غرفه المشفي لتشعر بيدها مقيده بشيء ..نظرت لتجدها يد فريد ممسكه بيدها بينما وضع رأسه علي طرف الفراش ونام ....!! 

تنهدت وترقرت الدموع بعيونها بينما نسيت كل شيء صدر منه وتوقف الزمن بها عند كلمات الطبيبه ....هل تحمله عبء كهذا.    ...؟! 

الا يكفي ما تحمله من أجلها . . ؟! 

انتشلها استيقاظه ما أن شعر بحركتها من تلك الأفكار التي سرعان ما جعلت الكأبه والهم يغزو قلبها الواهن والمثقل بالهموم ....ابتسم حينما تقابلت عيناه بعيونها قائلا : صباح الخير 

: صباح النور 

دلك عنقه وحرك ظهره للحظات قبل أن يعتدل واقفا لتخفض ورد عيناها التي شعرت بأنها لا تستحق كل ما يفعله من أجلها قائله : ليه تعبت نفسك كدة ....؟! كنت روحت البيت تنام احسن 

اقترب منها وداعب وجنتها برقه قائلا : واسيبك لوحدك ....هز رأسه مؤكدا : توء توء ....هنرجع البيت أن شاء الله سوا 

رفعت عيناها إليه تتطلع إليه لحظات قبل أن تشدها دوامه الماضي إليها مجددا دون إرادتها  .... فهم فريد نظرتها قبل أن تتحدث ولكنها بكل الاحوال سألته السؤال الذي دار بعقلها : ايه اللي اتغير ..؟! 

رفض فريد اي حديث عما حدث بينما ما تزال لم تتعافي بعد كما أنه لن يخبرها بشيء كهذا الاتهام قبل أن تعود إلي عافيتها وبالاساس هو انتوي الا يخبرها ويبرر غضبه الفائت بغيرته والتي بالفعل كانت السبب الرئيسي لغضبه منها ....

: مفيش كلام في اي حاجة غير صحتك زل ما اتفقنا امبارح 

قالت ورد برجاء : انا كويسه واحنا لازم نتكلم .....خفضت عيناها بينما تستجمع شجاعتها لتقرر أخباره بما حدث لدي الطبيبه ..في حاجة لازم نتكلم فيها 

هز فريد رأسه بنبره قاطعه : قولنا مش وقته ياورد ....وضع وجهها بين يديه ونظر إليها قائلا بحنان : صحتك اهم حاجة في الدنيا دلوقتي ياورد ....الكلام في اللي فات هنتكلمه بس في وقت مناسب 

: بس ...قاطعها بحزم : مفيش بس ....انا هنادي الدكتور يشوفك وهكلم عمي مختار لانه هيتجنن ويطمن عليكي 

..........

....

فتحت داليا عيونها وحركت اهدابها عده مرات حتي يزول اثر الحلم لتستشعر يدها هذا الشيء الصلب اسفل رأسها بينما بدأت احداث الحلم تتهادي لعقلها .... لترفع رأسها ببطء وتتسع عيناها ....هل نامت طوال الليل في حضن نائل ....!!

نعم لم يكن حلم ....بعد منتصف الليل غادر نائل فراش ندي بينما لم تعد لديه ذره شك في حبه وحاجته لداليا ولم يتردد وسرعان ما كان يتجه إليها 

وضع المفتاح بالباب ودخل ليجد داليا نائمه ... خلع قميصه وحزامه الجلدي وسرعان ما توسد الفراش بجوارها واحاط جسدها بجسده الذي سرعان ما استكان واستسلم لنوم عميق ....تخللت احلام داليا ذراعه التي التفت حولها وبجسدها يتوسد جسده ولم تفكر لثانيه واحده أنه واقع وليس حلم 

فتح نائل عيناه حينما قامت داليا من جواره لتمسك سريعا بروبها الحريري تضعه فوق جسدها البارز من قميصها الوردي القصير ....لم يخفي نائل نظرته المنزعجه من مافعلته بينما تعاملت معه كأنه شخص غريب ولم تترك داليا نفسها لاي فكر يجرها لاحلام واهيه بالنهايه تتركها لجراح قلبها 

لتقول : انت ايه اللي جابك هنا يانائل ؟!

رفع نائل حاجبه باستنكار : بلاش اجي بيتي ..!!

قالت داليا بثبات وهي تعقد حزام روبها حول جسدها : عندك حق ...انا بس بحاول أرتب مكان اكون فيه وبعدها هسيب بيتك 

هب نائل واقفا من الفراش وزمجر بانفعال شديد : ايه اللي بتقوليه ده ياداليا ......

قالت بثبات تخفي بها زعزه دقات قلبها أمام حبه المهين: بقول اللي المفروض يحصل ...انا ...قاطعها بغضب وهو يمسك بذراعها : انتي ايه ....انتي فعلا عاوزانا نسيب بعض ....نظر في عيونها والقي السؤال في وجهها : هتقدري تبعدي عني ياداليا 

صمتت بينما شعرت أن اجابتها ستخونها ليكمل نائل بثبات وقد شجعته عيونها مهما حاولت اخفاء حبها له 

: انتي بتحبيني ومتقدريش تبعدي عني 

هزت راسها وابعدت عيناها عنه هاتفه : لا 

اقترب نائل منها خطوة قائلا بنبره ناعمه : لا ....ايه بتكرهيني ؟! 

هزت داليا راسها قائله بجديه : لا مش بكرهك يانائل 

بس كمان مبقتش احبك زي ما بتقول وكمان هقدر ابعد عنك واعيش من غيرك ....

نظر لها نائل بصدمه للحظات ولكنه سرعان ما استجمع شجاعته للللاعتراف بخطأه : داليا ...انا سمعت كلامك مع ماما امبارح ....كان عندك حق في كل كلمه قولتيها بس انا فعلا مكنتش اقصد اخليكي تحسي بكدة

نظرت له داليا لحظات بصمت قبل أن تتحدث بمراره:  عشان مش بأيدك تحسسني بكدة ....دي كانت مشاعرك ناحيتي ودي حاجة بتوصل من غير زيف ولا كدب ....نائل انت عمرك ماحبيتني وانا مش بلومك انك متعاملتش معايا زي ما انا استحق لان ده مش بأيدك 

انا الغطانه اني قبلت بكدة عشان كنت بحبك 

ردد بلسان ثقيل : كنتي

أومات وابتعلت مرارتها : اه ....مينفعش احبك اكتر من كدة 

وضع يداه علي كتفها وادارها إليه : ماشي ياداليا ....بس انا ينفع احبك ....!!

اهتزت نظراتها والتقت بنظراته ليكمل بهمس : اديني فرصه ...

......(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

يومان آخران مروا علي ورد بالمشفي يبذل فريد جهده ليبقي حالتها ونفسيتها باحسن حال لتتجاوز أزمتها الصحيه ولكنه لا يدري شيء عن الحرب المشتعله بداخلها ...يصمتان عن الحديث ولكن دون إرادتها يدور الحديث بداخلها عن القادم وعن ما مضي بينما ترفض أن تتجاوز وتعيش علي حطام ماضي وتتعرض مجددا لهبوب عاصفه من رياح الماضي تنهي علي حاضرها ومستقبلها كما حدث ...

بعد أن غادرت عائلته وعائلتها غرفتها بالمشفي في المساء بعد أن اطمئنوا عليها أصرت ورد علي الحديث وأمام إصرارها رضخ فريد ليخبرها بكل شيء علي مضض فهي لها حق أن تعرف سبب ما عاشته معه بتلك الايام الحالكه

ظلت ورد صامته لدقائق طويله تركها فريد تستوعب ماكان يعيش به دون أن تعلم بعد 

اخيرا استطاعت أن تتحدث 

: مقولتليش ليه ؟!

قال فريد وهو يمسك يدها بقوة يشعرها أنه بجوارها يشاركها بكل الالم الذي تشعر به : ورد قبل اي حاجة اعرفي كويس اني مكنتش ناوي ابدا اقولك  

و مكنش ينفع اتكلم قبل من يكون معايا دليل برائتك......نظر إلي عيونها وتابع بجديه : وحياتك عندي ما شكيت ولو لحظة بس كان لازم اجيب دليل برائتك عشان اخد حقك

نظرت له بشك ليؤكد فريد مجددا : كل الكلام والخطط دي مهزتش مني شعره وكل عصبيتي واللي عملته كان من غيرتي عليكي واحساسى بالعجز اني مكنتش قادر احميكي من الكلاب دول وأنك خبيتي عليا .....مكنش ينفع اسكت وكان لازم اعرف ازاي هعاقبهم

رددت بصوت مختنق. :  كان كفايه عليا انك مصدقني 

نظر فريد إليها : وحقك ؟! 

خفضت عيناها وابتلعت المها قائله :  قولتك قبل كدة حقي عند ربنا 

قال بعقلانية : ربنا مقالش نسكت عن حقنا 

قالت بأيمان شديد :  ومين قالك اني ساكته.... مين قال اني مطلبتش العدل من صاحب العدل 

اوجعه كلامها وقلبها البريء ليقول بإصرار متوعدا : حقك انا هجيبه...ورحمه ابويا ليهدفعوا انت كل كلمه غالي اوي 

مجددا تضعه  بدائرة الانتقام لترفض قائله : .انا فوضت امري لربنا وربنا بعتك ليا وانا اكتفيت بيك .... منهم لله

حاول إنهاء الحديث بينما لايريد ارهاقها أكثر فيكفي ماتعرضت له ليقول 

: عموما مش وقته الكلام ده خلينا دلوقتي في صحتك اهم ...انا قولتلك عشان تشيلي من دماغك اي افكار تصرفاتي خلتك تفهميها غلط 

هزت راسها بإصرار : لا يافريد مش قبل ما تحط ايدك علي المصحف وتقولي أن الموضوع ده انتهي ....قولتلك منهم لله سيبهم لربنا 

انفعلت ملامحه ليهتف بانفعال رافض ما تقوله :لا ....انا سمعت كلامك قبل كدة ومش مستعد اسمعه تاني لازم اخد حقنا منهم ...

قصد أن يقول حقهم وليس حقها فقط بينما يكمل : 

مش هسيبهم قبل ما يدفعوا تمن اللي عملوه واحطهم هما الاتنين في السجن واي حد شاركهم في لعبتهم الو.... دي ..!!

انفلتت الكلمات من شفتيها ولمعت الدموع بعيونها فليس الأمر مقتصر عليها هي وهو فقط : وخالك وماما هاله ؟!

عقد حاجبيه باستنكار  ليهتف بسخط : متعيطيش وارفعي رأسك .. انتي مغلطتيش....هما اللي غلطوا ولازم يتعاقبوا .... ومهما عملت فيهم هيكون عقاب بسيط علي اللي عملوه

أومات موافقه : عندك حق ....هيكون عقاب بسيط عليهم بس اللي حواليهم ملهمش ذنب يتأذوا....

نظر لها باستهجان لتكمل ورد بعقلانية  

فريد انت متوقع اني  اقدر ابص في عنين مامتك بعد كدة 

هتف بحنق بينما تترك حقها من أجل من حولها : هما بصوا وعاشوا حياتهم 

هتفت متمسكه بايمانها : منهم لله 

انفعل دون ارداته :  بطلي ضعف 

رفعت راسها إليه وقالت بيقين : انا مش ضعيفه هما اللى جبناء ميقدروش الا أنهم  يعملوا كدة في السر 

أمسكت بيده برجاء قائله : 

لو بتحبني زي ما بتقول اوعدني انك تسيب الموضوع ده 

هز رأسه بنبره قاطعه :  لا ....يعني لا ياورد

دخلت الممرضه بتلك اللحظة لتقول برفض وهي تنظر إلي ملامح ورد : لو سمحت يافندم مش هينفع كدة الدكتور مانع الانفعال ...

قالت ورد وهي تهز راسها ؛ انا بتكلم ومش منفعله  

هزت الممرضه راسها برفض : برضه لازم ترتاحي ....و كمان ميعاد الادويه

نظرت إلي فريد قائله : لو سمحت يافندم  اتفضل وسيبها ترتاح 

اوما فريد دون نقاش أو جدال لتنظر له ورد بينما يغادر الغرفه لأول مرة لتوقفه : فريد 

تدخلت الممرضه قائله وهي تمسك بيدها تقيس ضغطها :   

يابنتي ده لمصلحتك..... انتي كدة  هتكوني معرضه لانتكاسه 

نظرت إليه ليقول : ارتاحي ياورد

خطي تجاه الباب ولكن قبل أن يخرج عاد اليها ليقبل رأسها بحنان قائلا : نامي وارتاحي وانا شويه وراجعلك

........

.

. قالت هاله بضيق وهي تغلق الهاتف وتلقيه بجوارها  : ..يوووه ياحنان وهو انا كنت ناقصاكي انتي كمان  

نظرت هانيا الي تغير ملامح هاله وهي تنهي المكالمه لتسألها ؛مالك ياماما متعصبه كدة ليه!؟

هتفت هاله بانفعال ممزوج بعدم الفهم ...الست حنان بتتهمنا اننا السبب في اللي حصل لمازن 

عقدت هانيا حاجبيها بتساؤل :  وهو ايه اللي حصله.؟! 

هزت هاله كتفها ...انا عارفه ...بتقول واحد خبط عربيته ونزل فيه ضرب وكسر أيده ....!!

استغربت هانيا كثيرا بينما أضافت هاله بسخط : وكأن اللي احنا فيه مش كفايه ....اقولها قلبي بيتقطع علي ورد واللي حصلها تقولي فريد اللي زق الراجل ده علي ابنها يضربه ....

رددت هانيا بعدم فهم : 

فريد ؟!

أومات هاله متهكمه بغيظ : علي اساس فريد بلطجي ولا هيستني يجيب حد ياخد حقك منه .....

قامت من مكانها متبرطمه: تروح تربي ابنها السافل الاول ....!! 

ابتسمت هديل لأول مرة بينما تتمتم بسرها : اخيرا عرفتي أن عيالها مش متربيين ...

نظرت لها هانيا بتساؤل : قولتي ايه ؟!

هزت هديل كتفها : ولا حاجة ...بقول احسن يستاهل 

....

.......

ضحكت هايدي ليقول خالد بغيظ : بتضحكي علي ايه!

قالت هايدي برقه : عليك ....عامل زي الولد الصغير اللي رحله المدرسه بتاعته اتلغت

قال خالد بفزع : هي ايه اللي اتلغت....لا بقولك ايه يا هايدي انتي قولتي هتجوزك اخر الشهر يعني هتتجوزيني اخر الشهر مفيش حاجة هتتلغي

اغطب قلب هايدي بالسعاده من حبه ولهفته عليها بينما لم يتركها باي موقف صعب : ياحبيبي ماهو انت شايف الظروف 

قال خالد بعدم تصديق : ايه ؟!

: الظروف ...قاطعها : لا قبلها قولتي ايه ؟!

قالت برقه : ياحبيبي 

اتسعت ابتسامه خالد وتمدد براحه فوق مقعده الجلدي الوثير متنهدا : كملي ياقلب حبيبك

ضحكت قائله : عجبتك الكلمه

قال بسعاده : سيمفونيه ياقلبي

ابتسمت لتكمل ؛ انت شايف ظروف تعب ورد ....معتقدش ينفع نعمل فرح في الظروف دي.

هز رأسه قائلا : ياستي ورد الحمد لله بقت كويسة وكلها كام يوم وتخرج من المستشفي ....وسيادتك تفضي نفسك يومين نظبط باقي الحاجات اللي ناقصه الشقه وتختاري فستانك

: بالبساطة دي 

: وهنصعبها ليه ؟!

: عشان في حاجات كتير لازم نرتبها وماما مش هتكون فاضيه ولا تلحق تعمل كل ده بالسرعه دي 

قال بخبث : قصدك الهدوم والحاجات دي 

قالت هايدي بخجل : يعني وحاجات تانيه

قال بحب : ياستي متتعبيش طنط في أي حاجة وسيبي كل حاجة عليا وانا هخلصها

: ياسلام....خالد انت هتسيب شغلك وتعمل كل ده

: ياقلب خالد انا اسيب الدنيا كلها عشان نتجمع بعد كل العذاب ده ....انتي بقي الاقي نفسي متجوزك

ابتسمت بسعاده ليشاكسها : سكتي ليه ... مكسوفه

ظلت صامته ليكمل : انا بقول اقوم اجيلك اشوف وشك الاحمر ده

هتفت هايدي بسعاده : والله انت مجنون و اموت واعرف بتشتغل امتي....انا شاكه أنك صاحب القسم ومشغله لحسابك

ضحك بصخب  : لا ياقلبي .... كلنا خدامين الحكومه

ورد مشعاووواتملم في حاجة ....

.......

..

تعالي رنين هاتف ورد ليأخذه فريد من علي الطاولة ويجيب عليه حينما وجده رقم غير مسجل ...

نظرت له ورد حينما عقد حاجبه باستفهام : دوا... ؟!

نظر إليها متسائلا بينما ابقي الطرف الآخر علي الخط : دي صيدليه .... بتقول انك موصيه علي دوا معين 

أومات ورد بتذكر ؛ اه ...لو سمحت يافريد خليهم يبعتوه علي البيت وانا هقول لهديل تعمل ايه 

اغلق فريد الهاتف والتفت لها باستفهام لتقول ورد بتوضيح  :  ده الدوا بتاع والده شروق اللي بتساعد ماما هاله 

عقد حاجبيه : شروق. ...؟!

هزت راسها : اه طلعت ليا من كام يوم وكانت بتسألني علي دوا والدتها وانا وصيت الصيدليه عليه 

سرعان ما اجتذبت اهتمامه : طلعت عندنا

أومات ليبدأ سريعا بطرح الاسئله وكعادتها ورد لم تبالي بما بين السطور ليوضح فريد : مقولتيش ليا ليه لما سألتك إذا كان حد دخل البيت ياورد

هزت كتفها بوهن : مجاش في دماغي 

زم شفتيه وتهكمون إرادته : وانتي وثقتي فيها وصدقتي كلامها ...

قطبت جبينها : قصدك ايه

قال بغموض : هقولك قريب اوي ...


.....

....

بانزعاج شديد اطاح نائل بكل شيء فوق مكتبه بينما رفضها وإغلاقها لكل السبل بينهما تردد بأذنه 

: مينفعش يانائل ..خلاص احنا لازم نتطلق

هتف بانفعال : مش هطلقك

قالت بحزم ؛ وكمان مش هتجبرني اعيش معاك ..... ابسط حقوقي يانائل تنفذ رغبتي وتسيبني في حالي وكفايه اوي عيشت كل السنين دي استبن...

.......

...

قالت ندي بتهديد : انتي قد كلامك ده 

قالت اسراء مديرة أعمال نائل بحزم : قده جدا يامدام ندي ....واعتقد انك مينفعش تهدديني لان لو نائل عرف باللي بتدروي عليه من ورا هنشوف وقتها مين هيكون قد كلامه 

نظرت لها ندي شزرا لتسحب حقيبتها وتغادر بينما فشلت في معرفه إن كان بالفعل أصبح شريك في هذا المشروع الهام والذي سيدر عليه الملايين والتي تطمع أن تثبتها بعد أن اتخذت قرارها بتركه للمرة الثانيه ولكن تلك المرة لن تخرج خاليه الوفاض بعد أن تحدثت مع المحامي ونصحها بأثبات مقدار ثروة زوجها لتأخذ نفقه ضخمه ومسكن مناسب لحالته الماديه الميسورة

......

...

نظرت هانيا الي طرف سياره ايهم المنبعج ثم رفعت حاجبها بذكاء وفطنه الي ايهم لتسأله بدون تفكير ؛ 

انت اللي ضربت مازن ؟!

حاول التهرب ولكنه في النهايه التفت لها بملامح وجهه متشفيه لتسري ابتسامه فوق شفاه هانيا والتي بفضولها المعتاد سألته ....وصلتله ازاي اصلا ....؟! 

هز كتفه : عادي 

هزت راسها : لا مش عادي ...انت اصلا متعرفهوش ولا عمرك شوفته ...ايه استخدمت نفوذك 

ضحك وهز راسه : يادي موضوع نفوذي ده ..لا ياستي مستخدمتش نفوذي 

قالت بفضول وإصرار : امال وصلت له ازاي 

: سهله ياهانيا عرفت اسم مامتك بالكامل و بكدة عرفت اسمه هو كمان وكلمت شئون الطلبه في كل الكليات ووصلتله

اتسعت عيناها وانفلت لسانها الفضولي مجددا : وعملت كل ده ليه ...؟! 

حمحم ايهم وغرق لحظات في خجل لم يعهده في نفسه بينما لأول مرة يفكر كيف من الممكن أن يعترف الانسان بحبه ....

حاول أن تكون نبرته طبيعيه بينما يقول  :  يعني. ..يعني حسيت أنه يستاهل يتعاقب علي غلطته

بدأت دقات قبل هانيا بلخفقان وهي تتجرأ وتسأله :  بس كدة 

لم تسعفه الكلمات وخانته شجاعته ليقول : يعني انتي زي اختي الصغيرة وطالما والدتك شافت أن للاحسن فريد ميعرفش ...

حسيت اني لازم اتدخل واخد حقك  

نظرت له هانيا بقليل من الخزلان الذي لم يستوعبه قلبها بينما بكل تصرفاته تشعر أنه يبادلها مشاعرها :  بس كدة...هو ده السبب 

خفض عيناه بتعلثم : هو المفروض يكون سبب اكتر من كدة ...؟! 

صمتت هانيا ليزفر ايهم بحنق من هروب شجاعته ورؤيه خذلانها بعيونها ليهتف :   بصراحه المفروض ميكونش في إكتر من كدة 

نظرت له هانيا بعدم فهم ليكمل ايهم :  هانيا انا هكون صريح معاكي ...

اه انا حاسس باللي انتي حاسه بيه بس للاسف....

مينفعش

انصدمت ملامحها : مينفعش ....؟!

اوما بجدية : هانيا عارفه انا اكبر منك بكام سنه .... بلاش تفتكري عيلتك لو تجاوزت عن موضوع السن هتتجاوز أن انا مطلق 

باندفاع قالت هانيا : ايه دخل عيلتي في الموضوع

هتف بانزعاج : يعني ايه ايه دخل عيلتك هو مش المفروض النهايه الطبيعيه لاحساسنا ده اني اتقدم واطلبك

تفاجات من وصوله سريعا لتلك النقطه لتنتشر الحمرة بوجهها وتضرب دقات قلبها بداخل صدرها بينما تقول بتعلثم :  اه بس لسه بدري

هز رأسه : مش بدري ولا حاجة... هانيا انا طبيعي في الاول استغربت انجذابي ليكي وانكرته بس مقدرتش انكر احساسي بيكي وفعلا اعترفت بيني وبين نفسي اني حبيتك انتي الوحيده اللي دخلت حياتي وقلبي وقدرت تغيرني كدة .....

كل ده جميل ياهانيا .....

أومات وخفقات قلبها تهفو للسحاب ...نعم جميل و

جميل للغايه أن تسمع اعترافه منه ولكنه اعتراف منقوص او ممزوح بشيء اخر يفقده حلاوته 

ليعترف ايهم : 

انا صادق مع نفسي وعارف انا عاوز ايه وده خلاني انتقل للخطوة التانيه وهي ان يكون بينا ارتباط رسمي 

صمت وترك لها فرصه لعلها تفهم العوائق الموجوده أمامهم 

ليكمل بعدها : طبيعي ياهانيا وهكون بكدب علي نفسي لو توقعت أن عيلتك هتوافق عليا بالبساطة دي ....

: جايز زي ما بتقول الموضوع صعب بس مش مستحيل هزت كتفها وتابعت : يعني هنتعب شويه لغايه ما نقنعهم وفي الاول والاخر دي حياتنا 

هز ايهم رأسه قائلا بعقلانية زائده : كلامك جميل بس زيك مندفع ياهانيا ومش واقعي ......نظر إليها بينما بدأت تتغير ملامح وجهها بعدم فهم حينما تابع بهدوء  : هانيا مجرد طلبي ليكي هيقابله مش بس رفض.... الطلب ده هيقوم حرب  وانا مش هقدر 

نظرت له هانيا بعدم تصديق لهذا التخاذل والاستسلام بدون حرب لتقول بعدم تصديق : مش هتقدر ..؟!

نظر لها ايهم لترمقه هانيا بنظرات استنكار شديده قبل أن تقوم وتغادر خطوتنان 

امسك بها ايهم سريعا : هانيا استني انا بكلمك ...!!. 

نزعت ذراعها من يده مزمجرة بغضب : وانا مش عاوزة اكلمك 

؛ مش عاوزة تكلميني .؟!

هتفت بثبات : أيوة مش عاوزة اكلمك ....ولا عاوزة اشوفك..... انا ندمانه اني عرفت واخد زيك ....ضعيف ومعندوش استعداد  يحارب عشاني 

تركته وذهبت تأبي أن تبكي من اجله فهو

لا يستحق بينما لايقبل ان يتنازل عن غرورة وكبرياؤه المزيف من اجلها ويوافق علي الخضوع لمعايير مجتمع باليه..!!

.........

..


توترت ملامح شروق ما أن استدارت ووجدت فريد واقف  بوسط باب المطبخ ينظر إليها بنظرات جامده ...!!

.......

...

جلس رائف بكمد يفكر أن كان امير يعلم كل تلك الحقيقه إذن لماء صمت ...؟! وهدرت دقات قلبه بجنون بينما يفكر فيما ينتويه له 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !