الفصل السابق
بوجوم شديد ظل امير جالس خلف مكتبه الفسيح واشباح الماضي تمتزج بأصوات الواقع وتقضي علي خيالات المستقبل التي كان يرسمها بكل لحظه خلال السنوات الماضيه وكلما كانت تلك الأشباح تحاول سحبه إليها كلما كان يحاربها بتلك الخيالات والأحلام عن المستقبل ......ولكن أي مستقبل بدونها ..!!
غامت عيناه بينما يتذكر كلماتها ونظراتها الكارهه والتي لم ترمقه إلا بها ولكنه كان يتجاهلها ....ولكن الان لا يستطيع تجاهلها .....نعم لا يستطيع بعد رؤيتها تلجأ لفريد ولا تري في العالم سواه ..... عقد حاجبيه بانزعاج شديد بينما يفكر أنها لم تترك فريد بعد كل ماحدث وهو قد ظن أنه استطاع الوصول إليها ....ماذا حدث ؟! وماذا سيحدث ؟!
هل سيخسر ...؟!
أغمض عيناه برفض ...أنها الهدف الوحيد الذي فعل كل هذا من أجله ....سافر محطم قبل عامان بعد ظنه انه خسرها ....ولكن حينما علم أنها مازالت علي قيد الحياه بل وتزوجت بفريد لانها اختارت من هو افضل منه كما أخبره رائف كان كل هدفه أن يعود ويثبت للجميع أنه ليس بفاشل ....عاد وعرف بكل ظلمه عليها بسبب تصديقه لكلام رائف والاحري بسبب كونه جبان تركها وهي بين الحياه والموت ولم يواجهه نتيجه خطأه ولكن ماذا كان يفعل بينما أبيه لايراه الأ فاشل مهما فعل ..... إجتهد وعمل كثيرا ....كانت أيامه عباره عن عمل متتالي بلا كلل ولا ملل ...
Flash back
انتبه علي صوت ذلك الرجل الاشيب ...امير انت لسه هنا بتعمل ايه ؟!
اوما أمير وهو يهز رأسه : بشتغل علي كام حاجة قبل عرض بكرة
قال الرجل المدعو عز والذي هاجر قبل سنوات طويله للولايات المتحده ولم يعد يوما إلي مصر : عارف ياامير اني بشوف نفسي فيك
نظر له امير بابتسامه : فعلا ... طيب ازاي ...ده انت من اشهر رجال الأعمال هنا وانا ولا حاجة
تنهد بمرارة : مجرد مهندس فاشل
عقد عز حاجبيه بانزعاج شديد : فاشل ...!! اوعي تتكلم كدة عن نفسك تاني ...مش عشان دماغ ابوك معشش فيها التفكير الغبي ده تبقي انت فاشل ....زم شفتيه وتابع بصراحه : ابوك هو اللي فشل أنه يحتويك ....مفيش ابدا حاجة اسمها ابن فاشل بس في حاجة اسمها اب فشل أنه يبني ابنه صح وده اللي عمله ابوك
نظر له امير بانبهار لم يتوقف عنه منذ أن عمل تحت يده ...رجل مخضرم وذو عقليه متفتحه راقيه لا يتوقف عن إسداء النصائح له ولغيره من العاملين لديه ويعتبرهم كاولاده واكثرهم كان امير فقد رأي به الكثير من ملامح ابنه الذي فقده قبل سنوات في أحدي حوادث سباقات السيارات التي اصر علي المشاركه بها ولأنه لم يكن يفرض رأيه عليه رضخ وانتهت حياته بأحدي تلك السباقات
وكانت تلك الليله بدايه لانطلاق امير تجاه مستقبله بعد أن وعده عز بأسهم في مجموعته أن نجح بعرض العمل باليوم التالي ولم يتواني امير عن الربح ولم يتواني عز لحظه عن الوقوف بجواره وتشجعيه واسداءه النصائح التي عمل امير بها ببراعه ......يحمل كل مقومات الرجل الناجح ومع ذلك لم يراه أبيه الا فاشل بينما حينما أمن عز به دفعه الي هذا المستقبل .....
Back
عاد امير الي واقعه علي تلك الكلمه (المستقبل )
كيف يكون مستقبله بدونها بعد أن بني كل تلك الخطط بوجودها معه .....هل تخذله ولا تكون برفقته وتمضي بمستقبلها يد بيد مع اخر....؟!
إذن مع من سيسير الي مستقبله ؟!
...........
....
أوقف رائف سيارته بكراج المصنع ونزل منها بينما غامت عيناه بتفكيره الذي لا ينتهي ....زفر بضيق وهو يتذكر هناء وهند بينما لا يستطيع أن ينشغل بهما وهو الآن
يحاول معرفه ماذا ينتوي له امير وحتي لا يساق مرة أخري الي خطوات لا يعلم بها قرر مواجه امير
سحبت نشوي نفس عميق تحاول به تثبيت دقات قلبها بينما وقفت منذ ساعه خلف أحدي السيارات بانتظار رائف ....ستخبره بكل شيء ..!!
ليحدث ما يحدث لها المهم أن تنقذ ابنتها ...!!
ما أن رأته ينزل من سيارته حتي جذبت أقدامها المتشبثه بالأرض واتجهت إليه ....لا يوجد لديها ما تخسره أكثر مما خسرت طوال تلك الأعوام بدء من شبابها وحياتها وكرامتها ....ليس لديها أي شيء تخسره الا ابنتها وهذا ما لاتستطيعه ابدا
: رائف ...!!
التفت اليها بدهشه : نشوي ....!! واقفه هنا بتعملي ايه ..؟!
ابتلعت لعابها بتوتر : مستنياك ...
رفع حاجبه بتساؤل : مستنياني؟!
أومات سريعا لتحاول أن تتحدث قبل أن تفقد شجاعتها أن فكرت برد فعله : اااه..عاوزة اتكلم معاك في حاجة مهمه
نظر إليها ونظر في ساعته بينما يريد اللحاق بأمير قبل أن يغادر ويختفي كما يحدث منذ يومان :دلوقتي ؟!
أومات برجاء : اه ...لو سمحت الموضوع مهم
حك ذقنه وتطلع إليها بينما فهم أنها بالتأكيد ستقبل بعرضه ليقول بنبره عابثه : طالما موضوع مهم ....وماله أفضي نفسي عشانك ياستي ..اتفضلي تعالي مكتبي ...
سارت خطوة أمامه ليتبعها بعيناه فلم ينتبه الي تلك السيارة التي توقفت ونزلت منها حنان ....!!
ما أن أوقف السائق السيارة بموقف سيارات الشركه حتي وقعت عيناها عليه يسير برفقه تلك المراه ليحتقن وجهها بالغضب وسرعان ما تنادي عليه بصوت حاد : راااائف !!
توقف رائف مكانه حينما استمع لصوت حنان والتفت إليها بدهشه حينما رآها تتجه إليه بخطوات حانقه ......دون ادني مقدمات كانت حنان ترشق نشوي بنظراتها الغاضبه بينما تسأله بأتهام : مين دي ؟!
هز رائف كتفه متجاهل سؤال حنان ليوجه سؤال آخر لوالدته : خير ياماما ...في حاجة ؟!
نظرت حنان بحنق واضح الي نشوي بينما كلمات فوزيه عن سمعته مع فتيات المصنع تتردد في أذنها : اه في ...جايه اشوفك بتتكلم مع مين ؟!
اندهشت ملامح رائف بشده بينما توترت ملامح نشوي التي لا تقوي علي مواجهه من هذا النوع
قال رائف بصوت بارد : واحده من اللي بيشتغلوا في المصنع
قالت حنان بحدة وهي تنظر إلي نشوي بمغزي: ولما هي شغلها جوه المصنع واقفه معاك برا ليه!؟
هتف رائف بحنق بينما دهشته تزداد مما تفعله حنان : عندها مشكله في الشغل وجايه تعرضها عليها ....ايه المشكله ؟!
قالت حنان بحده واضحه وهجوم ممزوج بالتقليل الواضح من نشوي : لا في مشكله طبعا .....العامله لما يكون عندها مشكله تروح تقولها لمراقب العمال أو المهندس مجدي ...مش خبط فوق كدة تروح لصاحب المصنع
اهتزت شفاه نشوي بقهر من ازدراء حنان لها والتي تابعت : يلا روحي شوفي شغلك ...وإياك مرة تانيه تخطي حدودك وتتكلمي مع رائف بيه بالطريقه دي
التفت رائف بحده الي حنان بعد انصراف نشوي : ممكن افهم ايه اللي عملتيه ده
قالت حنان ببرود : عملت ايه .....يحميك من الاشكال دي
رفع حاجبة : تحميني ؟!
أومات : طبعا ....تلاقيها جايه ترسم عليك ...ومش بس هي ...لا دي كل البنات اللي شغاله بتبقي عينيها علي صاحب المصنع
نظر لها بتهكم : ياسلام ...ومن امتي الاهتمام ده فجاه ما طول عمري بتكلم معاهم
نظرت له حنان بحنق : من وقت ما سيرتك بقت علي كل لسان
نظر لها بدهشه : سيرتي
أومات حنان وسرعان ما انفلتت الكلمات من شفتيها وأخبرته بكلام فوزيه ليحك ذقنه وقد فهم وكعادته لا يأخذ كلامها علي محمل الجد
: وهو ده اللي ضايقك وخلاكي تيجي لغايه هنا
أومات حنان بصدق لم يصل الي رائف الذي أغلق قلبه تجاهها منذ الوهله الأولي ولا يريد بها إلا امراه خطفت أبيه من أمه وتسببت بقهرها وموتها
: يارائف ياحبيبي انا خايفه عليك ....اوعي بنت من دول تشدك ناحيتها
هز رأسه ببراءته مزيفه : ايه اللي بتقوليه ده ياماما ....ما انتي عارفه موضوع البنات مش في دماغي
أومات وربتت علي كتفه : ربنا يكرمك ببنت الحلال
هو امير فوق اطلع اشوفه ؟!
هز رائف رأسه : اه بس انا وهو عندنا شغل مهم اوي .....بصي انتي روحي دلوقتي وانا وهو هنخلص شغل ونرجع
أومات حنان واتجهت الي السيارة لينطلق بها السائق وعلي الفور يتجه رائف إلي نشوي ولكنها كانت قد غادرت .....!!
.........
...
أوقف نائل سيارته ونزل منها متجها الي منزل والدته التي اتصلت به قبل ساعه وأخبرته أنها تريده بأمر هام
دق الجرس لتفتح له دريه
قال بلهفه : خير ياماما قلقتيني ...؟!
لم تقل دريه شيء بل أشارت له تجاه داليا الجالسه علي أحد المقاعد بوسط البهو
عقد حاجبيه وهو يتقدم الي الداخل : داليا ...انتي كويسه ؟!
هزت داليا راسها ورددت باقتضاب : كويسه
عاد لينظر الي والدته بينما لم يفهم شيء : خير ياامي في حاجة ؟!
نظرت داليا إلي خالتها لتبدأ الحديث لتزم دريه شفتيها وتتحدث بامتعاض : داليا جايه النهارده ومصممه علي الطلاق يانائل وعشان كدة انا اتصلت بيك
ببطء التفت نائل الي داليا التي لايعرف من اين اتت لها كل تلك القوة والثبات علي موقفها الذي اتخذته ضده لأول مرة في حياتها
خفضت داليا نظراتها من أمام نظراته لتتحدث بحزم : لو سمحت يا نائل مفيش اي سبب للمماطله....خلاص موضوعنا انتهي واصلا مكنش المفروض يبدأ ....غلو سمحت ياريت نخلص الموضوع ده النهارده
ضيق عيناه باحتدام : يعني انتي مصممه ؟!
أومات وهي تكتم أنفاسها المتصاعده : اه ... اصلا انت رجعت بمكانك الصح جنب مراتك وابنك وانا ماليش مكان في حياتك من الاساس. عشان افضل فيه .....الموضوع خلصان ومش فاضل الا
الإجراءات ودي حاجة شكليه وانت معاند ومش عاوز تعملها معرفش ليه
سخنت أنفاسه ليتجه إليها بخطوات غاضبه بينما يأس من محاوله إقناعها : مش عارفه ليه معاند.....؟! عشان مش زيك بسهوله مستعد ابيع
رفعت داليا عيناها إليه مستنكرة : ابيع ؟!.
انا اللي بسهوله ببيبع
هتف باحتدام : أيوة امال تسمي ايه اصرارك علي الطلاق
هتفت بحنق شديد : اسميه بحافظ علي كرامتي ...كرامتي اللي استحملت عليها منك حاجات كتير اوي ...بس كل اللي استحملته في كفه وانك تتوقع اني استحمل اتقاسمك مع واحده تانيه في كفه .....غص حلقها من العتاب وعاد قلبها يؤلمها من جديد متمرد علي طوقها الحديدي الذي فرضته حوله مقيده هذا الحب
مرر نائل يده بعنف بين خصلات شعره : قولتلك عشان ابني
هتفت بمراره وهي تشيح بوجهها عنه : مش ده اللي قولته ...... التفتت له من جديد : فاكر قولت ايه ولا افكرك .....نظرت في عيناه بعيونها التي خانتها بها الدموع وهي تتذكر تلك اللحظة القاسيه : قولت انك رجعت امرأتك اللي بتحبها وان ده شيء طبيعي .. !!
فرت دمعه ساخنه من عيونها دون إرادتها لتمسحها سريعا وتشيح بوجهها عنه هاتفه بقوة تخفي بها ضعفها : لو سمحت يانائل طلقني وخلص الموضوع ده
التفت الي والدته بيأس لتخفض دريه عيناها بقله حيله بينما عجزت عن إقناع داليا بالعكس. ....
وهاهو ينطق بكلمه الطلاق لينغرس نصل حاد بقلب داليا التي جاهدت الا تبكي بينما تخبر نفسها انها انتصرت لكرامتها لأول مرة في حياتها معه ....!!
نفس النصل الحاد كان ينغرس بقلب نائل الذي شعر بصدره يضيق عليه ولم يطاوعه لسانه لدقائق طويله لنطق تلك الكلمه بينما لم يكن يعرف أن خسارتها ستكون مؤلمه لتلك الدرجه
حاول السيطرة علي نفسه بينما إصرارها علي الطلاق نحره ليعتدل واقفا ينظر إلي والدته التي نكست راسها بأسي ثم ينظر إلي داليا قائلا بصوت أجش وهو يخرج سلسله مفاتيحه : ده مفتاحي بتاع الشقه ....بكرة الصبح هخلي المحامي ينقلها بأسمك ويقعد معاكي تتقفوا علي النفقه ويدفعلك المؤخر
هزت داليا راسها بينما لاتري بتلك النقود ابدا المواساه لاي امراه بعد الطلاق .....
حقوق المراه بعد الطلاق يجب أن تاخذها ولكنها لا تكون ابدا تعويض أو مواساه عن هذا الوجع شديد الألم بقلب كل امراه بعد الطلاق
حمحمت داليا تنقي صوتها من غصه حلقها : لا متشكرة انا مش عاوزة حاجة
رفع حاجبه باستنكار : مش عاوزة حقوقك
هزت راسها واعتدلت واقفه : متنازله عن كل حاجة
ضيق عيناه : وهتعيشي فين بعد الطلاق ؟!
قالت دريه بحزن : هترجع تعيش معايا طبعا
هزت داليا راسها : لا ياطنط ...انا هدير اموري
هنا تشكلت دائرة الشك برأسه الذي ما زال عاجز عن استيعاب أنه فقط السبب الذي أوصلها لتلك القوة والعناد فازعه لكرامتها ليقول باتهام مبطن : واضح انها مرتبه كل حاجة
نظرت له داليا : تقصد ايه ؟!
نظر في عيونها باتهام : قصدي واضح ....اصرارك علي الطلاق وكمان انك تتنازلي عن كل حاجة معناه انك لقيتي بديل يعوضك وخلاص مبقاش لينا عازة عندك
احتقن وجهه داليا بعد أن فهمت حقيقه تلميحه بينما قالت دريه باستنكار توكزة : ايه اللي بتقوله ده يانائل انت اتجننت ؟!
قالت داليا ببرود عكس النيران المشتعله بداخلها : بيقول اللي اي حد شاف أن كل حاجة مؤامرات وخطط هيقوله
نظرت إليه بازدراء وتابعت :لو كنت اتجوزتك عشان فلوسك فكانت برضه فلوسك بس اللي هتهمني لما اتطلق منك
انفجر نائل بغضب من عجزة امامها : عاوزة تفهميني انك اتجوزتيني عشان بتحبيني .....فين الحب ده ...اييييه اتبخر ولا خلص
نظر لها بتهكم وتابع : لو بتحبيني مكنتيش اصريتي تتطلقي مني
نظرت له داليا بشفقه حقا من كلماته التي حاكها عقله للهرب من الاعتراف بخطاه في حقها ويحملها كل المسؤوليه
...........
.....
رفع امير عيناه الي رائف الذي دخل إليه بوجهه متجهم
: لما انت عارف الحقيقه كل ده سكتت ليه ....بترتب ليا ايه ؟!
نظر له امير ببرود دون أن يقل شيء بينما مازالت مراجل عقله تغلي وقد أصبح انتقامه من رائف اخر همومه التي باتت كجبل فوق صدره بعد خسارتها ....
قال رائف بانفعال : رد ...قول ؟!
قال أمير ببرود متعمدا : هتعرف وقتها
بنفس اللحظة .....
دخل فريد بصدر منتفخ وخطي ثابته الي مكتب امير الذي بوغت ليقول فريد بأبتسامة هادئه :
قولت ارد لك الزيارة ...
احتقن وجهه امير الذي تفاقم غضبه لرؤيه فريد امامه وحاول بصعوبه السيطرة علي أعصابه وهو يقول بهدوء مصطنع : رديتها
ارتسمت ابتسامه ماكرة علي طرف شفاه فريد بينما يقول بهدوء شديد وهو ينقل نظره بين رائف وامير : اه بس المرة دي هردها بجد
اندفع امير قائلا : قصدك ايه ؟!
قال فريد بتشفي : قصدي اني هاخدك معايا واضايفك عندي في النيابه
نظر إلي رائف وتابع بخبث : ومش انت بس ....لا كمان هاخد رائف بيه
هتف رائف بامتعاض بينما المشاكل تتراشق فوق رأسه ولا يريد الدخول بحرب اخري : فريد لو سمحت انا برا الموضوع ده
...... مواضيعك انت وهو خلصوها مع بعض انا فيا اللي مكفيني
ضحك فريد بصخب ليقول بعدها بتأثر زائف يسخر به من رائف : فيك ايه يارائف ....
دي حتي الحفله لسه هتبدا وانا والله مجهز ليكم ضيافه متحلموش بيها ......
بثقه تطلع إليهم بينما بدأت دقات قلب امير تتسارع بشك من تلك الثقه التي يتحدث بها فريد الذي تابع : ها بقي
تحبوا نبدا بمين ......بالتقرير المزور ورشوة الممرضه بتاعتك يارائف بيه ولا بحساب اللبنك اللي امير بيه فتحه بأسم مراتي بمساعده موظف البنك المرتشي والبن الخدامه اللي دخلت بيتي ...... اهتزت نظرات امير بينما لم يتوقع أن ينكشف بتلك السهولة بينما اتسعت عيون رائف بذهول ليكمل فريد بتشفي من رؤيته لهيئتهم ومن تمني أن تراهم ورد وتتشفي وهي تأخذ حق الخوف الذي عاشت به سنوات بسببهم :
بصراحه محبتش ادور اكتر من كدة وقولت كفايه قضيه تزوير يعني من سبع لعشر سنين ومش عاوز واحد منكم يقلق عشان أنا هشد حيلي اوي انها تكون عشر سنين أن شاء الله
احتقن وجهه امير
بينما هتف رائف بيأس : فريد اللي حصل ده كان زمان وخلاص خلص انا مكنتش اقصدك بيه اصلا
غاب هدوء فريد لينقض علي تلابيبه :
مكنتش تقصد ياكلب و يابن ال....
بقي عملت فيها كل ده بعد عمله اخوك القذره لا وكمان راجعين تكملوا عليها دلوقتي
لم يكتفي بلكم رائف لينقض بعنف علي امير مزمجرا :
بتهددها وتخطفها وجاي كمان تحاول تخليني اشك فيها .... اشتدت قبضته فوق عنق امير وتابع :
دي ظفرها برفقه الف من عينتك ولو شوفت بعيني دلايل اكتر من كدة مش هصدقها .....
ساد الصمت فجاه حينما التفت رائف إلي الباب
الذي كان خيري واقف أمامه وقد استمع لحوارهم
..... ظل كل منهم واقف مكانه بينما تسمرت اقدام خيري التي لاتقوي علي حمله بالأرض رافض تصديق حقارة أبناءه
تغيرت ملامح وجهه فريد فلم يكن يتوقع أن يري نظرات الانكسار بعيون خاله بتلك الطريقه ليكور قبضته ويؤمن بكلامها أن ليس فقط المذنبين هم من سيدفعوا ثمن أخطائهم ....بل هناك ابرياء كخاله سيشارك بهذا الثمن
...........
....
قالت هديل : بصراحه ياهانيا هو نوعا ما عنده حق
هتفت هانيا باستنكار : حق ؟!
أومات هديل : أيوة ....يعني انا بصراحه مش قادره الوم عليه ابدا عشان كلامه منطقي
تفتكري ماما أو فريد هيوافقوا
هتفت هانيا بحنق: وهو كان جرب
قالت هديل : من غير تجربه.... واضحه
هزت هانيا رأسها بقوة تخفي بها المها : اللي واضح ان هو أستسهل
قالت هديل بدفاع : ياهانيا بلاش تظلميه وحاولي تقدري موقفه
هزت هانيا رأسها بعناد بينما رفضت اي محاوله منه الحديث معها أو الاجابه علي مكالماته: ولا اقدر ولا مقدرش خلاص الموضوع انتهي
هتفت هديل بعدم تصديق : هتنسيه
قالت هانيا باصارا : لازم ....مينفعش افكر في واحد زيه اصلا مفكرش في حاجة غير كبريائه وغروره
قالت هديل برفق : هانيا ياحبيتي
انتي صغيره وهو اكبر منك بكتير وعشان كدة ستيف الموضوع بعقل
هتفت هانيا بغصه حلق رافضه ايجاد اي مبرر لتخاذله : الحب مفيش فيه صغير وكبير
أومات : عندك حق بس هو شاف كتير وعشان كدة خاف ......قاطعتها هانيا بهجوم : اللي شافه في حياته
مش مبرر ابدا لجبنه
هزت هديل رأسها بيأس من محاوله إقناع رأس اختها اليابس : انتي بتظلميه وانا مش قادره الومه في موقفه ولا الومك ...انتي من وجعك بتقولي كدة بس لما تهدي هتعرفي أن معاه حق ولو بنسبه صغيره
جايز هو وصل ليكي الموضوع غلط ....ممكن كان كل اللي يقصده بكلامه انك تشاركيه خوفه وتطمنيه انك هتفضلي معاه تحت اي ظرف
عقدت هانيا حاجبيها بانزعاج من كلام هديل فهي لا تريد اي اعذار له بل تريد أن تظل تراه ضعيف متخاذل جبان .....تريد أن تمحي صورته واي شيء يخصه من عقلها بتلك الاتهامات حتي تستطيع مسحه من قلبها
: ومن امتي العقل ده ؟!
قالت هديل وهي تهز كتفها بينما تدري جيدا ما كانت تريد اختها سماعه منها ولكنها قالت الحقيقه لتقول : انا قولتلك رائي وبصراحه برائي ده صح بنسبه كبيرة بس انتي مش عاوزة تسمعيه ومصممه تشوفيه كدة
قامت هانيا بحنق قائله : أيوة هو كدة .....
ابتسمت هديل بخبث لتزجرها هانيا : انا طالعه اقعد مع ماما
...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابتسمت هايدي بسعاده بينما هاجر تخبرهم بما فعله اياد من أجلها
: وطنط فريال دي احسن حماه انا شوفتها في حياتي ....التفتت الي هاله وتابعت : متخيله ياماما تكون في حماه بالطيبه دي ؟! اكيد لا
اتسعت عيون هاله بانزعاج قائله : قصدك ايه ...هو انا مش حماه طيبه زيها ولا ايه!
ضحكت هايدي بينما قالت هاجر باستدراك : لا طبعا ياماما ...حضرتك طيبه كدة مع ورد
أومات هاله بنزق بينما قالت هايدي وهي تغمز لهاله: اه طبعا بس الطيبه زادت منك يالولو مؤخرا
زجرتها هاله بتوبيخ : بس يا بنت بطلي ...وبعدين اه طيبه وربنا عالم بنيتي
عقدت هاجر حاجبيها باستفهام لتخبرها هايدي بما فعلته هاله مع ورد وذهابها للطبيب
قبل أن تفتح هاجر فمها كانت هاله تقول بدفاع عن نفسها : مش عاوزة اي كلمه ....عارفه أن ماليش حق اعمل كدة بس انا عملت كدة بقلب ام ....فاهمين يعني ايه ام ..؟! ام حسيت أن حملك ممكن يحسسها بالنقص فعملت اللي اي ام مكاني هتعمله
أومات هاجر لتخفض هايدي عيونها بحرج فهي ضغطت علي وريد والدتها كثيرا بينما من داخلها تعرف انها لم تقصد ابدا مضايقه ورد
: عارفه ياماما ...وورد اكيد عارفه كدة
تنهدت هاله : ورد دي بنتي زيكم وربنا يعلم غلاوتها وانا لما كنت معاها امبارح كلمتها وهي قالت انها مش زعلانه مني
ربتت هايدي علي يد هاله لتقول هاجر بمكر : طيب يالولو ومقالتش الدكتورة قالت لها ايه
زجرتها هايدي. : بس يا سوسه
ضحكت هاجر. سريعا : بهزر
خرجت هانيا من الغرفه علي ضحكات اخوتها لتقول بمشاكسه : علي اخر الزمن هاجر وهايدي خزان الاحزان بيضحكوا وانا و دبدوبه قاعدين فاتحين خزان الاحزان جوه
انفجرت الفتيات بالضحك لتضحك هاله هي الأخري بينما فتحت هاجر ذراعها لأختها الصغيرة قائلة : تعالي واحكيلي مشغله خزان الاحزان ليه
تهربت هانيا : ابدا مفيش
قالت هايدي بمكر : هو ايه اللي مفيش ...؟!
ده انتي ودودو ال ٢٤ ساعه بتحكوا وبقي في اسرار علينا
قالت هانيا وهي الي برفقه اخوتها : مفيش ..غلبت الغصه حلقها ولكنها تجاوزتها سريعا وهي تقول :
...انتوا قولو ليا بتضحكوا علي ايه ؟!
.......
.....
همست سعاد لنشوي : كنتي قولتي الحقيقه وقتها وخلاص يانشوي
هزت نشوي راسها قائله بصوتها الباكي: اقول لمين ....؟!
هزت سعاد كتفها : لأمه ؟؛
تنهدت نشوي بأسي : وتفتكري واحده زيها كانت هتقبل يكون لابنها بنت مني ..... انا خلاص مش هتكلم في الموضوع ده وزي ما ربيت بنتي السنين دي بعيد عنه هكملها
قالت سعاد وهي تربت علي يدها : طيب و ناويه علي ايه؟! شاديه مش هتسيب البت في حالها ...هتقبلي يعملوا فيها كدة
شحذت نشوي قوتها بينما تقول بوعيد : ابدا ...عمري
ولو علي جثتي .....حتي لو اضطريت اقتلهم مش هخلي بنتي تعيش مصيري
قالت سعاد بقلق : مش هتقدري تقفي قصادهم
أومات نشوي : جايز انا أضعف من اني أقف قصداهم بس برضه مش هسلم .....انا هاخد بنتي واهرب
اتسعت عيون سعاد لتهز نشوي راسها بإصرار : ههرب اروح اي مكان المهم أحافظ علي بنتي
صمتت سعاد تفكر مع نشوي التي كانت تفكر هي الأخري بصوت عالي : بفكر أسرق الفلوس اللي بشقي والتعب فيهم و شاديه بتاخدهم مني علي الجاهز
قالت سعاد برفض : لا اوعي ....انتي كدة هتفتحي عنيها عليكي
قالت نشوي بحيره : ماهو انا لازم يكون معايا فلوس .....لازم الاقي حتي اوضه اقعد فيها انا ورهف لغايه ما الاقي شغل
قالت سعاد بتأثر : والله لو معايا ما اعز عنك
ربتت نشوي علي يدها : عارفه ياحبيتي
قالت سعاد بتشجيع :
طيب خلينا نفكر سوا في حل للفلوس دي بس اهم حاجه اليومين دول تحاولي تخلي شاديه تطلعك من دماغها ومتشكش فيكي
أومات نشوي : ما انا بعمل كدة
.......
.... دخل عبد اللطيف الغرفه الي ابنه والذي عاد مجددا لنفس الجلسه الواجمه بعد أن كان قد بدأ يفتح ذراعيه للحياه مجددا
ربت علي كتفه : مالك يا ايهم؟!
انتبه ايهم من شرودة ليقول : ابدا يابابا
قال عبد اللطيف : طيب في حاجة مضيقاك
هز ايهم رأسه : لا خالص
قال عبد اللطيف : طيب قاعد لوحدك ليه
تنهد ايهم قائلا بوجوم : ابدا ....
نظر عبد اللطيف الي ابنه بتأثر بينما طالت جلسته بالشرفه طوال الليل .....
وكم كان الليل طويل علي داليا التي تركت العنان بدموعها تنهمر من عيونها تحاول بها أن تغسل وجع قلبها لعل مقوله أن البكاء يعطي الراحه تكون صحيحه .....وكانت هناك هانيا التي رفضت أن تسمح بدموعها بمغادره عيونها فظلت محبوسه خلف أهدابها وهناك كان ليل طويل اخر ولكن لم يكن البكاء هو بطله بل كان التفكير والحيره فقد قضت نشوي ليلتها تفكر في كيفيه الهروب من براثن هذا القدر الذي تحيكه امراه بقلب اسود كزوجه ابيها الذي لا يستحق لقب اب بينما كان هاشم واقع بنفس الفكر لايعرف خطوته القادمه و امير الذي افترسه التفكير هو ورائف يحاولون التفكير فيما سيحدث لهم بعد أن انكشفت كل ألاعيبهم و هناك كانت ندي التي لا يتوقف عقلها عن التفكير في كيفيه الحصول علي اكبر فائده ممكنه من نائل الذي تري تسربه من بين يديها اصلح أمر وشيك بينما فريد لم تخلو ليلته من التفكير والحيرة بينما وقع بين شطري الرحي ولكنه أبي أن يضيع ليلته بفكر وحيرة ليشدد من ذراعيه حول جسد ورد التي يأخذها بحضنه بوسط فراش المشفي الصغير ويغمض عيناه وينام براحه فيكفي أنها معه ...!!
وهناك من كان اليأس وقله الحيله حليف ليلتهم كخيري الذي فجاه اكتشف بأنه اب لوحوش وليس لأناس ...اب لاشباه رجال ....ولا يجد وصف مناسب لحقارتهم والتي لم يعرف عنها شيء طوال تلك السنوات . ....الان فهم سبب نظرات زوجه فريد له وتجنبها لهم جوال تلك السنوات ...الان فهم نظرة فريد الدونيه لأخلاق رائف ....الان أدرك أن مازن حينما تجرأ ومد يداه علي ابنه عمته كان شيء طبيعي لكونه اخ لرائف وامير
وعلي درب اخر من دروب الياس كان يقف ايهم بينما الحزن ىرعي مجددا في أراضي قلبه .....وعلي درب قله الحيله الممزوجه بالعجز كان يقف نائل والذي عجز عن أن يترك رصيد بقلب تلك المراه التي لا يدرك كيف كان قاسي معها بتلك الدرجه
وهناك الليل كان يسدل خيوط ورديه علي إحلام الآخرين بينما نهل حزن الليالي منهم الكثير وجاء وقت الراحه والسعاده مثل هاجر التي نامت بين ذراعي زوجها المحب وهايدي التي نامت علي صوت نغمات عشق خالد ...
..........
...
اشرقت شمس اليوم التالي والكل منشغل بهمومه أو سعادته لتستقبل هاله صباحها في الاستعداد لعودة ورد الي المنزل اليوم كما أخبرها فريد قبل لحظات بينما هانيا وهديل بقيت كل منهم في فراشها دون ادني رغبه في استقبال يوم جديد مماثل لما سبقه وهناك هاجر التي استقبلت نهارها بافطار شهي من يدها لحماتها وزوجها بأول يوم لها بمنزلها الجديد بينما هايدي استقبلت صباحها بصوت خالد وهناك نشوي التي استقبلت صباحها ظاهريا كأي صباح ولكن بداخلها عزم علي إنقاذ ابنتها
بينما فريد استقبل صباحه بالراحه وقد شعر أنه أزاح من فوق كاهله الكثير حتي وان لم يحقق انتقامه ورضخ لكلامها دون إرادته حينما لم تفارق نظرات خاله المنكسرة عيناه بينما حاول إقناع نفسه أن حلقه الانتقام ستنغلق علي ابرياء دون إرادته والعدل الإلهي هو القادر الوحيد علي فصل كل مذنب بذنبه لذا تراجع مؤقتا عن فعل شيء فليهتم بها اولا. ...
اتسعت ابتسامته المشرقه حينما أخبرهم الطبيب أنها تستطيع مغادره المشفي ولكن سرعان ما غابت تلك الابتسامه حينما تفاجيء بصوتها الخفيض بينما تقول : فريد ...انا مش هرجع معاك البيت
عقد حاجبيه بعدم فهم : ايه ؟!
خفضت عيونها دون قول شيء ليهتف فريد بانزعاج واضح بينما لا يدري سبب لما تقوله بعد كل ما مروا به :
ورد احنا اتكلمنا واتصالحنا وانتي فهمتي موقفي واظن انك انسانه ناضجه عشان تقدري سبب كل اللي عملته وقتها
هزت راسها وبدأت الدموع تشق الطريق الي حلقها وقد وصلت إلي لحظة أخباره بالحقيقه فلا مهرب اليوم :
مش انت السبب ؟!
قطب جبينه بعدم فهم : امال؟!
صمتت لحظه قبل أن تخبره بما قالته لها الطبيبه والذي جعل ملامح فريد تنزعج أكثر ليقول باستنكار واضح وهو يقترب منها ويرفع وجهها لتنظر إليه :
وانتي متوقعه أن ده سبب يخلينا نبعد عن بعض
هزت راسها بصوت مختنق : اه
نظر لها فريد برفق شديد بينما انشطر قلبه الآلاف الشظايا من أجلها ...نعم هي فقط بينما كل مرة تجابهه الم وصدمه اكبر مما قبلها ليتنهد قائلا بحنان :
انتي اكيد متعرفنيش كل ده ياورد لو متوقعه أن ده سبب يخليني ابعد عنك
رفعت عيونها التي لمعت بها دموع رفضت أن تبكيها بينما تقول : بالعكس أنا اعرفك كويس اوي وواثقه انك هتفضل معايا بالرغم من اللي قولته ....متأكدة انك مش هتسيبني في وقت ضعفي وهتقف جنبي وتيجي علي نفسك زي ما عودتني وعشان كدة انا مصممه علي الانفصال
تغيرت ملامح وجهه قائلا باستهجان : ورد متجننيش ايه اللي بتقوليه ده .....؟! انفصال ايه
خفضت عيناها قائله : انا واخده قرار
هتف بانفعال : ومين قال اني هوافق ؟!
تنهدت ورد بارهاق واضح : ده قراري يافريد ....احنا لازم ننفصل
زم شفتيه بحنق يحاول السيطرة علي أعصابه بينما يتذكر نصائح الطبيب الا تتعرض لأي انفعال مهما كان خلال الفترة القادمه ليقول : عموما ياورد مش وقته الكلام اللي بتقوليه ده
نظرت له بجبين مقطب : مش وقته
اوما لها بجديه : اه .....مش وقته ولا مكانه .... اهم حاجة نهتم بصحتك الفترة ده وبعدين نبقي نشوف موضوع الولاد......مرر يداه علي شعره بعصبيه وتابع :
واصلا انا مش راضي عن تصرف ماما بس وقتها كان في دماغي حاجات كتير ومعرفتش اتكلم معاكي
قالت ورد بسماحه : مفيش كلام يتقال
هي كانت خليفه عليا
اوما بانفعال : مش بالطريقه دي. .....مكنش ينفع تحطك قدام الأمر الواقع أي أن تكون نيتها
تنهدت ورد قائله : عموما اللي حصل حصل واكيد ربنا أراد أنه يحصل ...كنت هعرف سواء ماما هاله اخدتني لدكتور أو لا
رفعت عيناها إليه تحاول أن تكمل بصوت ثابت :
اللي حصل اكيد له سبب وكان لازم يحصل في وسط اللي بنعيشه
فتح فمه باعتراض فهي لا تحتمل اي حديث في موضوع مؤلم وشائك بتلك الطريقه بينما ربط حجر علي قلبه وتظاهر حتي الآن أن الموضوع لا يؤثر عليه أو يضايقه : ورد.....قاطعته ورد قائله '
فريد لو سمحت قدر موقفي
هتف بانفعال : قدري انتي موقفي وارحميني عشان أنا بجد تعبت ياورد ومحتاج ارتاح واعيش في هدوء
خفضت ورد عيناها وسرعان ما شقت الدموع طريقها لعيونها ليزفر فريد بضيق من انفعاله وسرعان ما يقترب منها بأسف : ورد حبيتي انا اسف اني زعقت ....بس غصب عني ...
رفع ذقنها برفق بأصابعه ومسح دموعها قائلا : ورد انا مش محتاج لحد ولا لحاجة في الدنيا غيرك ....موضوع الولاد مش فارق معايا
خفضت عيناها مجددا لتقول : مش هينفع ......مش هينفع تاني نكرر اللي حصل
ضيق عيناه بعدم فهم : ....نكرر ايه ؟!
قالت بقوة هي بحاجه اليها الان ....بينما اعترفت أنه يجب أن تنبع تلك المرة القوة من داخلها لتعترف : نكرر اللي عيشناه..... نظرت إليه وتابعت : فريد احنا اتجوزنا وانت قبلت بوضعي واتنازلت عشاني وانا عيشت سنتين معاك وانا حاسه اني أقل من اني استحق اكون زوجه ليك تألم قلبه وبدي التأثر علي ملامحه بينما تابعت ورد بجديه : انا عشت بإحساس النقص ده وكنت بستكتر اي حاجة علي نفسي ولو مجرد نظرة او كلمه حلوة منك ....احساس النقص ده عاش جوايا سنين لدرجه اني فقدت الثقه في نفسي .... ودلوقتي لو رجعنا لبعض هعيش نفس احساس النقص ده تاني
هز رأسه برفض شديد قائلا بحنان وهو يضمها إليه :
ورد حبيتي انتي عمرك ماكان ناقصك اي حاجة انتي بالنسبه ليا كتير اوي عليا
احتضنته ورد هي الأخري بكلتا ذراعيها بينما تابعت : وانت كتير اوي عليا يافريد ....انت راجل مفيش بجد منك
رفعت عيناها إليه وتابعت بحب شديد : أنا بحبك اوي و عيشت معاك اسعد ايام حياتي ...عمري اصلا ماعيشت سعاده زي اللي عيشتها علي ايدك
غص حلقها وتابعت : بس مش هقدر
وكل اللي بتعمله بيخليني اتمسك بقراري اكتر .....أنا مش هظلمك اكتر من كدة معايا
قال بصدق وهو يحيط وجهها بكلتا يديه :
انتي بتظلميني بكلامك ده...
انا مش هتخلي عنك ابدا مهما حصل
هزت راسها وبرفق أبعدت يداه عن وجهها : وانا مش هرجع في قراري لو بتحبني نفذ طلبي
قال بعتاب : عاوزة تبعدي عني ياورد
قال برجاء : عاوزة محسش تاني بأي نقص وانا معاك
نظر لها بعتاب لتكمل بعزيمه : كلامي معاك مش معناه اني هيأس يافريد .....انا واثقه أن شاء الله ربنا هيقف معايا وان لكل شيء علاج
نظرت له ولمعت نظراتها بالعزم القوي وهي تتابع : انا هتعالج يافريد
ابتسم لها سريعا بتشجيع : امال ايه لازمه كلامك طالما انتي عارفه كدة
لتتابع بنبره خافته : هتعالج ولو بقيت كويسه هتلاقيني راجعه لوحدي
عقد حاجبيها بانزعاج : مش فاهم
قالت بجدبه : يعني هننفصل يافريد لغايه ما اتعاالج
لو ربنا أراد هنرجع ولو لا يبقي ...قاطعها فريد برفض : هتتعالجي وتخفي ياورد وهتجيبي ليا اربع بنات
وكعادته استطاع رسم الابتسامه علي وجهها مرة أخري ...
.......
....
لو يدرك ايهم شيء من حديث والده الذي جاهد بقوة في محاوله مما هو فيه ليصمت اخير قبل أن يقول
: تلفونك بيرن ياايهم
انتبه ايهم ليأخذ هاتفه بلهفه ولكنها
لم تكن هي ....
بل كان الدكتور عبد الحميد ......
رحب بدعوه الطبيب له ليطمئن عليه ولكنه وافق لعله يراها وبالفعل كان يراها ...!!
كانت تنزل برفقه اختها هايدي بلحظة وقوفه مطولا أمام باب الطبيب بأمل أن يقابلها صدفه وقد كانت صدفه بالفعل منحها القدر له ولكنها كانت منحه مؤلمه حينما
تقابلت عيناه بعينها المشتاقه
لتبعد هانيا عيناها عنه بجفاء لم يعتاده منها وتكمل طريقها دون الالتفات له برفقه هايدي
وقف ايهم ينظر في إثرها لحظات طويله بينما اوجعه قلبه من جفاءها معه
وسرعان ما كان يغادر بعد شكر الطبيب من قلبه :
دكتور عبدالحميد انا كويس جدا واتحسنت كتير اوي وعشان كدة مفيش داعي تكشف عليا انا بس حبيت اجي اشكرك علي آللي عملته معايا
ابتسم الكبيسي بسماحه:
العفو علي ايه ..ربنا يوفقك
غادر وهو يسأل نفسه بيأس هل سيعيش في العذاب بدونها....؟!
هل سيكون هذا هو حالهم ....
ان يتأكله قلبه بالاشتياق لرؤيتها أو تقتله نظراتها الجافيه .... لا لا يحتمل ..!!
.........
.
نظرت له ورد برجاء : انت مش عاوزني أخف وابقي كويسه يافريد
اوما لها علي مضض بينما يعرف كلامها الي أين سيصل
: يبقي تاخدني لبيت بابا
هز رأسه برفض لم يمل من تكراره : قولت لا
نظرت له بعيون راجيه صعبت مهمته ليقول متذرعا بالحجج: وتقدري تقوليلي هقول ايه وانا سايبك في بيت أهلك وانتي تعبانه ...استاذ مختار هيقول عليا ايه
ايه مش قادر اتحملك وانتي تعبانه
ابتسمت برقه علي حجته الواهية لتقول بهدوء : اطمن ياسيدي محدش هيقول حاجة...انا امبارح قولت لبابا اني راجعه البيت عنده عشان خاطر ماما تطمن عليا ومتزعلش منه أنه خلي عليها اني في المستشفي
رفع فريد حاجبه : وهو يعني عشان عمي ميزعلش حماتي ازعل انا ....لا يعني لا
تجرأت ورد لتحيط عنقه بذراعيها بدلال : عشان خاطري يافريد ... لو بتحبني زي ما بتقول متخلنيش تاني احس اني مش كفايه ليك
زم شفتيه ونظر لها بعتاب بينما تصر بتلك الكلمات التي لا تجعله يرفض طلبها
.......
...
علي مضض وضع حقيبتها الصغيرة بمنزل ابيها الذي احتضنها بحب وقادها الي غرفتها تستند الي ذراعه وتتبعهم سلوي ببكاء من عجزها عن مراعاه ابنتها الوحيده
.......
..
أغلقت ندي الهاتف بحيرة اكبر وبنفس الوقت لم تستطيع اخفاء ابتسامتها الشامته بعد مكالمه دريه لها والتي قالت بانفعال : اهو طلقها وخلي ليكي الطريق ...بس اياك ترتاحي
لم تفهم ندي بالبدايه معني كلام حماتها البت تابعت بحنق ووعيد ::: سامعه اياك ترتاحي لاني مش هريحك
نظرت ندي بتفكير ..أن كان قد طلقها ..إذن ما سبب حالته العصبيه تلك الأيام ....
ضيقت عيناها وتجاهلت تهديد حماتها بينما دوما عرفت كيف تلعب علي الحصان الرابح ....فلا تستطيع ابدا اي حماه مضايقه زوجه ابنها إلا أن سمح ابنها بذلك لذا تعرف أن مهمتها مع نائل وليس مع حماتها ....
........
...
تردد ايهم لحظة قبل أن يضغط زر الجرس
دخل ليخرج طارق سريعا لاستقباله ..
: مساء الخير ياعمي
ابتسم طارق : مساء الخير ياايهم ..تعالي ياابني اتفضل
جلس ايهم ليقول عمه : عامل ايه ؟!
قال ايهم بابتسامه خفيفه : الحمد لله
ودون مقدمات تابع : كنت بعد اذن حضرتك عاوز منال في موضوع
استغرب طارق ولكنه قال ::
طبعا يا ابني ثواني هنادي عليها
....
...
بخطي مرهقه صعد فريد الي منزله لتقول هاله : هديل خدي اطلعي هاتي الغسيل بتاع اخوكي
قامت هديل علي مضض لتصعد لمنزل فريد
: فريد ماما قالت عاوزة الغسيل
دخل فريد اللاستحمام قائلا : ادخلي خدي اللي انتي عاوزاه علي ما اخد شاور
بدأت هديل بأخذ الملابس ليرن جرس الباب ....تركت ما بيدها واتجهت لتفتح لتتسع عيناها بصدمه حينما وجدت هاشم امامها وسرعان ما كانت تقول باندفاع
انت ايه اللي جابك هنا ؟!!
ابتلع هاشم المفاجاه برؤيتها ليقول باندفاع هو الآخر : اولا انا مش جاي ليكي.... انا جاي لسيادة المستشار
ثانيا انتي ايه اللي جابك هنا حدود علمي ان ده بيته مش بيتك
هتفت هديل بحنق : وانا أخته
..تعالي صوت فريد من الداخل ؛ مين ياهديل ؟!
هزت كتفها ببرود مصطنع : معرفش
نظر لها هاشم بغيظ ليحمحم ويقول بصوت عالي نسبيا
: انا ياسيادة المستشار
اتجه فريد الباب ليري هاشم وعلي الفور يتذكره ليقول :
اهلا اهلا ياكابتن اتفضل ...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
روعه جدا 💖💖
ردحذفجميييييل
ردحذفررررووووعاتك
ردحذفرائع
ردحذفايوا بقى اتش اتحرك
ردحذفتسلم ايدك حبيبتى
تحفه
ردحذفالبارت حلو اوي
ردحذفرائع
ردحذفتحفه🌷🌷🌷🌷
ردحذفجميلة وشكرا للكاتبة
ردحذفيا تري ايهم حيرجع لمنال
ردحذف