ورد فريد ...السادس والعشرون

8


 الفصل السابق
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


بقلق شديد كانت داليا تكرر الاتصال بنائل الذي اكتفي بالأمس برساله تحمل كلمه واحده ( هتأخر )

وهاهو لثاني يوم لم يحضر للمنزل 

أسرعت بلهفه وقلق ناحيته ما أن استمعت لصوت مفتاحه بالباب ...نائل ...حبيبي انت كويس

انا موتت من القلق عليك 

قال باقتضاب بارد لا يوازي لهفتها وقلقها عليه ليسكن وخزة ضميرة أنها كانت قلقه عليه بينما كان هو برفقه أخري :  تقلقي ليه.... مش انا قولتلك هتأخر....!!

عقدت داليا جبينها من سماعها لنبرته ...فهو ربما جامد قليلا في تعامله معها وهي اعتادت وتقبلت بسبب حبها له ولكن الان نبرته مقتضبه وبلا سبب لتقول بدهشه : قولت هتتأخر يا نائل بس مقولتش هتبات برا ....

التفت لها بحاجب مرفوع : عندك مانع 

اتسعت عيناها بدهشه اكبر لتقول باستنكار :  نائل مالك بتتكلم معايا كدة ليه ؟! 

قرر أنه قد حانت اللحظة ........فليخبرها وينهي الأمر دون أي أنتظار 


......

بالترحاب كانت حنان تخطو اخر درجات من هذا السلم الحجري العالي حيث الدور بالخامس كان منزل فتحي الميكانيكي والذي تهلل وجهه كل من فيه بتلك الزيارة والتي أخبرتهم شوق عن سببها 

:يا اهلا يا اهلا....... كان هذا صوت فوزيه زوجته

:: البيت والشارع كله نور اتفضلي ياست الكل 

أمسكت شوق بيد حنان تساعدها علي صعود اخر درجات بعد أن انقطع نفسها وهي تصعد بينما انقلب المنزل منذ الصباح رأسا علي عقب استعداد لاستقبال حنان  بعد تلميح شوق عن رغبه حنان في رؤيه ريهام ابنتهم الكبري لطلبها لابنها رائف.. ... وبالتأكيد خبر كهذا جعلهم يقفزون فرحا بينما يعلمون من هو رائف ابن خيري الورداني والذي تلخصت معرفته بأنه جواز ابنتهم للعبور من ضيق الحال الذي يعيشون به ....... فهم يرونه بتلك النظرة الضيقه والمقياس السائد أنه عريس جاهز يمثل حلم للزواج بأي فتاه ....!!

جلست حنان في صالون المنزل ذو الحاله البسيطه تلتقف أنفاسها بينما تابعت فوزيه اسطوانه الترحيب ثم

وكزت أحدي ابنتيها : روحي هاتي العصيرمن جوه

وضعته امامها : اتفضلي ياست حنان ده احنا النهاردة زارنا النبي .....البيت نور والله 

قالت حنان بلياقه : منور بأصحابه ياست فوزيه

جلست شوق تتحدث في بضع مواضيع برفقه حنان وفوزيه التي قالت :  اخيرا تعالي ياريهام سلمي 

دخلت فتاه في مقتبل العشرينات بوجهه ملامحه جميله هادئه ترتدي بلوزة قطنيه صفراء وجيب واسعه باللون الاسود ووضعت حجاب خفيف علي شعرها الأسود اللامع 

دخلت بخطوات خجوله لتبتسم حنان برضي بينما كانت   الفتاه تماما كما تريد .... 

فتاه جميله هادئه ستكون طوعها وطوع ابنها ......وكم هي ظالمه مجحفه بينما هذا هو كل ما تريده وأتت لشراءه ...... فتاه أقل منها لتتحكم بها وتكون سهله الانقياد لها ولابنها ...فتاه رحب أهلها بالبيع وليس بالزواج القائم علي معرفه اخلاق وتربيه الرجل قبل اعطاءه الفتاه ..... نظرت حنان برضي وغرور الي تلك المراه التي تتسع ابتسامتها بهذا الشكل والتي تريها كم هي سعيده لتقدم رجل كهذا لابنتها...... بينما هو بالمعيار الذي أصبح غالبيه المجتمع يقيس به مناسب للغايه ....!!

..........

...

دخلت هاجر لاياد الذي كان كمن يقف فوق جمر ملتهب من الغضب لتجده يعد حقيبته بنفسه فأسرعت إليه 

: اياد سيب انا هجهزهالك ....

قال باقتضاب وهو يغلق سحاب الحقيبه :  شكرا جهزتها خلاص

غص حلق هاجر من حديثه المقتطب لها والتي تعرف أن له حق به ولكن لديها تفسير أن اعطاها فرصه لتتحدث ولكنه لم يفعل فهو بعد حديثهم الاخير يتجنبها تماما فانفلت لسانها لتقول بعتاب :  انت بتتعامل معايا كدة ليه 

وكم ضغطت علي وريده بتلك الكلمات لتنفلت اعصاب اياد لأول مرة وهو يلتفت لها بحده هاتفا بانفال شديد: انا اللي بتعامل معاكي كدة ليه ولا انتي ...؟!

تفاجات هاجر بانفعاله وصوته العالي لتسرع الي باب الغرفه تغلقه سريعا وهي تقول :  اياد وطي صوتك 

وكأنها سكبت بنزين علي نيرانه الغاضبه لتتوهج أكثر بينما صاح بحده:  مش هوطيه ياهاجر ...عشان أنا مش بعمل حاجة غلط

امسك ذراعها وهتف بانفعال : انا بتكلم بصوت عالي في بيتي مع مراتي وده حقي ..أنها اللي بتعمليه هو اللي غلط 

نظرت له بعدم فهم : غلط ..!!

عقد حاجبيه بقوة وهتف : اه غلط وانا بقي خلاص جبت اخري ومش قادر اتحمل اكتر من كدة 

انصدمت بثورته وبحالته بأكملها لتقف أمامه بعدم تصديق ولكنها لم تقل شيء فيكفي كل الكلام الذي اندلع بداخلها بالتزامن مع كلماته التي تتردد في أذنها لم يعمل يحتمل ...!!

غص حلقها بينما تابع اياد بلوم شديد منتقد صمتها : طبعا هتسكتي ...ماشي اسكتي براحتك بس انا مش هسكت تاني عن أي حاجة بتعمليها 

ضغط بيده بقوة أكبر علي ذراعها وتابع : انا جوزك وحقي تشاركيني حياتي .... تخرجي معايا.... تسافري معايا ...تنامي جنبي ومعايا ....

تتكلمي تتخانقي تضحكي ....انا وبس ومش هسمحلك تاني تهمشيني ولا تقولي لا وهقول ايه للناس.....عشان انا وبس اللي المفروض تهتمي برأيه.....نظر إليها وتابع بوعيد  :  ويكون في علمك لو انا كنت عاوز اخدك تسافري معايا غصب عنك كنت هعملها .....ترك ذراعها وتابع بغضب واضح : بس انا مش عاوز ...خليكي ...!!

جذب حقيبته بعنف من فوق الفراش واندفع بخطوات حانقه خارج المنزل صافقا الباب بقوة جعلت هاجر تنتفض من مكانها الذي ظلت واقفه به مصدومه من ثورته بتلك الطريقه بعد ما ما مر به معها .....الان فقط انفجر واخبرها كم تحملها ولم يعد يحتمل المزيد ...!! 

ترددت فريال التي استمعت لصوت ابنها بالدخول لهاجر وارادت أن تترك لهم حريه حل مشاكلهم ولكن قلبها لم يحتمل خاصه وهي لم تستمع لصوت هاجر أو حتي تستمع لأي رد منها علي انفعال ابنها بتلك الطريقه والتي لم تعرف سببها ولم تحاول تبين شيء إلا صوت ابنها الغاضب ....وضعت لزين بعض الالعاب علي الأرض التي افترشتها له بسجاد زاهي مليء برسومات الكارتون لتتركه يلهو وتتجه الي غرفه هاجر ...

طرقت الباب لتمسح هاجر دموعها التي انسابت كالشلال فوق خدودها سريعا وتقول : 

اتفضل 

دخلت فريال ليتأثر قلبها علي الفور لرؤيه هاجر الباكيه ...

فيبدوا أن ابنها تجاوز كثيرا وظلم تلك الفتاه ..ظ!!

..........

تجمدت عيون داليا بصدمه وهي تردد : رجعتها ..!!

اوما نايل باحتدام ليباغت هو بالهجوم :

اه ....عندك مانع 

غص حلقها بقوة وانشق قلبها نصفين لتنظر له بعيون سرعان ما لمعت بها الدموع بينما تابع بحزم ليجنب نفسه اي لوم أو عتاب من ناحيتها  : اوعي تنسي ياداليا أن ندي ام ابني ومراتي قبلك وطول عمري بحبها يعني فكرة اني اردها كانت وارده 

خرج صوتها مختنق بالدموع : وانا ؟!

نظر لها بعدم فهم متساءلا : انتي ايه ؟!

قالت بصوتها الممتزج بالبكاء :  هي مراتك وحبيتك وام ابنك وانا ايه ...؟!

شعر وكأن دلو من المااء البارد انسكب فوقه وكذلك كانت داليا تشعر والتي كانت بحاجه بالفعل لتلك الصدمه لتفيق من هذا الحب المؤذي الذي تمسكت به لسنوات ...جرت أقدامها من أمامه دون قول كلمه أخري له بل أرادت بشده ان تحدث نفسها ...  

نعم هي الوحيدة التي بحاجة لتحدثها الان .. 

يجب أن تخبر نفسها انها من وضعت نفسها بهذا الموقف وان الخطأ ليس خطأه ....!!

هي من نمسكت به وهو من لم يحبها يوما ....هي من قبلت منه تلك المعامله الباردة وبادلته الحب والمعامله الحسني دون انتظار مقابل ......وهكذا اعتادت العطاء دون انتظار مقابل .....وهذا ليس بعيب ولكن العيب أن يكون العطاء للشخص الخطأ ....!!

ضم نائل قبضته بقوة بينما يخبر نفسه أنه فعل الصواب حتي يبعد عن قلبه اي ذره ندم ..!!

.......

نظرت عفت الي ابنتها حنان بعدم رضي متهكمه :  ياختي بدل ما انتي بتجري تجوزي ابن جوزك

... جوزي واحد من عيالك 

عقدت حنان حاجبيها باستنكار : ايه ابن جوزك دي ياامي ..رائف ابني....!!

لوت المراه شفتيها قاذفه الحقيقه بوجهه حنان : لا مش ابنك ياحنان.....

وانتي عارفه كدة كويس ...وعمره ما هيكون ابنك 

نظرت المراه بعيونها الحاده لابنتها وتابعت : ال يا مربي في غير ولدك يا باني في غير ملكك

اهتزت نظرات حنان بينما والدتها تتابع سلخها كالعاده كلما التقت بها لتقول وهي تهز رأسها : لا طبعا ياماما ....الكلام ده غلط.... رائف بعتبره ابني 

لوت المراه شفتيها بسخريه: وهو بقي بيعتبرك ايه.... أمه ...!! 

ابتعلت حنان رمقها بتوتر وكعادتها تتعرض للانتقاد من قبل والدتها... تلك المراه المخضرمه ذات الطبع الحاد الصارم.. لتعتدل واقفه وهي تقول : متشكره ياماما

.....انا غلطانه اني جيت وفكرتك هتفرحي 

اشاحت المراه بوجهها متابعه باستنكار : افرح ولا توريني انك لسه بتكفري عن  غلطتك ...!!

اهتزت نظرات حنان وزمت شفتيها لتكمل المراه بانتقاد واضح : فوقي ياحنان ...عمره ماهيشوفك أمه ابدا....

انتي الست اللي خطفت أبوه من أمه وقهرتها.....!!

اسرعت حنان تغادر المنزل هربا من تلك الحقيقه التي نكرتها طوال عمرها  لتهز المراه رأسها بعدم اكتراث فهي أخرجت ابنتها من حياتها منذ وقت طويل بينما لم تفكر ابنتها يوم إلا بنفسها ولم تفكر بها ولا بأبيها الذي مات بحسرتها حينما اكتشف انها تزوجت بالسر بزوج المراه التي لم تري منها إلا كل خير ..!!

وكانت تلك الحقيقه التي تفسرت فقط بعقل رائف بينما يري علاقه أبيه القريبه بتلك الممرضه التي تهتم بوالدته في مرضها ....والدته التي لم يستوعب عقله الصغير وقتها أن معرفتها بزواج زوجها عليها من تلك الفتاه التي دوما احسنت لها وادخلتها منزلها هي ما جعلت الحسره تدب في جسدها الهزيل الذي لم يحتمل المرض ....

نعم كان صغير لا يفهم ولكنه احس بكل شيء لذا نما بداخله شعوره بالكراهية المطلقه بحنان التي مهما فعلت لا يراها الا المراه التي أخذت أبيه ...!!

لا يعرف احد تلك الحقيقة ابدا ولا حتي رائف بينما اسرع خيري بإعلان زواجهم السري بعد موت زوجته مباشرة خاصه بعد معرفه والد حنان الذي لم يتحمل الصدمه وقتها ...لتمر السنوات وتحاول دوما حنان محو آثام الماضي بحسن معاملتها لرائف الذي لا يستطيع أبدا تغيير شعوره نحوها ...!!

.....


في المساء ارتدت ورد ملابسها الرياضيه ووقفت تجمع خصلات شعرها للاعلي وسرعان ما نزلت خلف فريد الذي سبقها لمنزل عائلته

...قالت هاله بجبين مقطب : ايه ده ياورد انتي رايحه معاهم ؟!

أومات ورد بحماس لتهز هاله رأسها : لا يابنتي بلاش 

نظر فريد الي والدته باستفهام لتهمس هاله ببضع كلمات ...لا يافريد غلط ياابني الجيم ...افرض هي حامل..!! 

سرعان ماقطبت ورد جبينها بينما لاقي تحذير هاله قبول لدي فريد الذي نظر لها لتهز راسها سريعا ... ليس بعد كل هذا الحماس لتقول كطفله صغيرة : لا بقي يافريد انت وعدتني 

نظر إليها قائلا برفق : وعدتك ياحبيتي بس ماما عندها حق

قالت هاله مؤكدة : اسمعي الكلام ياورد 

لوت شفتيها كطفله صغيرة حرمتها والدتها من الخروج لتخرج هديل من غرفتها بتلك اللحظة قائله : يلا 

قالت ورد بإحباط : طيب هاجي معاكم ومش هعمل مجهود كبير .....

وليتها لم تأتي  فهاهي تسير علي أحدي الآلات الجري برتابه منذ نصف ساعه بينما عيناها كالنحله الطنانه تتحرك هنا وهناك بنظرات ناريه تجاه تلك الفتيات التي اجتذب فريد اهتمامهم بينما كان يحمل بعض الأوزان وقد التصقت ملابسه السوداء بجسده المتعرق لتظهر تقاسيم عضلاته أكثر ...حاولت أن تبرر لهم العذر فزوجها له طله وسيمه و جسد مثالي يجتذب الاهتمام .....حتي انها شخصيا لا تتوقف عن النظر إليه .....نظرت الي هديل التي تساقطت حبات العرق من كامل جسدها بينما تتدرب بهذا الحماس غير مكترثه بنظرات مرام الحقوده .....عادت ورد مجددا لتنظر الي فريد ولكن تلك المرة لم تجد أي عذر بينما فتاه شبيهه لمرام بنفس الجسد المثالي الواضح من ملابسها الرياضيه الملتصقة بجسدها تدور حول فريد كالنحله بينما تعرض عليه الأوزان المناسبه ....زفره عاليه انطلقت من بين شفاه ورد تبعتها يدها تضغط ازرار الإله بعصبيه وهي تطفئها وتنزل من فوقها وتتجه ناحيتهم بابتسامه جاهدت لرسمها بينما تعمدت الدلال بصوتها وهي تقترب منه : فريد انا تعبت كفايه كدة ...نمشي ولا لسه 

سرعان ما انحني ليضع الأوزان من يده قائلا : اوك ..نمشي طالما تعبتي 

تدخلت الفتاه بينما تشير لفريد علي بعض التمارين التي تخص الساعد قبل أن ينهي تمارينه لترشقها ورد بنظره حارقه بينما تقول بابتسامه مصطنعه : كوتش هاشم هو اللي بيدربه علي فكرة 

كانت ملاحظة واضحه من ورد للفتاه أن تبتعد ...بينما تكاد تجن ....ان كانت الصاله الرياضيه ملييئه بكل تلك الفتيات فلماذا لا تذهب تلك الفتاه لتدريبهم وتتركه هو لرجل يدربه ....!!

كتم فريد ضحكته علي غيرتها الواضحه بينما يجذب المنشفه الصغيرة ويضعها حول عنقه ويمد يداه يحيط بها كتفها برفق قائلا : تعالي هغير بسرعه ونمشي 

أومات بجبين مقطب لتقول : علي ما تغير هشوف هديل خلصت ولا لسه

تابعت هديل تدريبها بحماس لتتفاجيء بهذا الصوت الرجولي يتحدث من خلفها بخفوت : واضح اني هخسر عزومه المحشي

توقفت هديل والتفتت إليه بينما غزت الحمرة وجهها سريعا حينما التقت نظراتها بنظراته التي لمع بها مؤخرا اهتمام استغربته بها ....

قالت هديل بمرح وهي تتدارك خجلها : تحب اشوفلك طبق في شنطتي 

انفلتت ضحكه هاشم الصاخبه بينما يتذكر تلك المره ....!!

اجتذبت ضحكته نظرات مرام التي أتقدت النيران الغيورة بعيونها ....اول مرة تراه يتحدث مع متدربه كما يفعل معها الان .....زمت شفتيها بحنق ...وهي تتساءل اين ذهب غضبه من تلك الفتاه  ...!!

اتجهت ورد الي هديل قائله : خلصتي يادودو

تراجع هاشم خطوة ليترك لها المجال تتحدث مع ورد التي ظنها في البدايه اختها لتقول هديل : لسه ...روحوا انتوا وانا هخلص وارجع 

قالت ورد : هنستناكي

: لا يارورو ..روحوا انتوا

أومات واتجهت الي فريد الذي قال ..خلينا نروح نشتري شويه حاجات من الماركت ونرجع ناخدها 

قالت ورد بحماس : فكرة حلوة 

سارت ورد برفقته يتجاذبون أطراف الحديث بينما اشتري لها الايس كريم الذي طلبته بطعم الفستق ليصالحها به بعد أن قطبت جبينها كطفله صغيره وهي تخبره كم شعرت بنيران الغيرة ليضحك بسعاده بينما يسألها : وايه اللي يطفي النار دي ؟!

سرعان ما خطب ودها ورضي قلبها بحنانه لتقول : ايس كريم فستق 

اشتراه لها وساروا سويا يده تحتضن يدها  ....وكم أحبت قضاء الوقت معه وكأنها ماتزال عروس بشهر العسل بينما كانت دوما تندهش من إمساك المتزوجين بأيدي بعضهم  

...وكانت تقول الا يكون لديهم منزل ...؟!  لتفهم الآن أن السير يد بيد مع من تحب له طعم اخر من السعاده ....!!

تجولت بين ممرات الماركت لتتوقف لدي ثلاجه الاسماك قائله : فريد 

التفت لها بحنان : نعم 

: ايه رايك نتعشي باستا بالجمبري 

اوما سريعا بابتسامه : اوك ...بس نعملها سوا 

ابتسمت : اكيد موافقه 

أشارت للمستلزمات لتضع بعضها بعربه التسوق ليضع فريد هو الآخر بعض التوابل والزبد 

ضيقت عيناها وهي تنظر إليه قائله :  انت عرفت الاوريجانو لوحدك اهو 

ضحك فريد وغمز لها بشقاوة :  ده انا كنت بتلكك عشان اكلمك ....!!

..........

...خرج هاشم بخطوات رشيقه ينزل تلك الدرجات الرخاميه بينما يغلق سحاب سترته الجلديه

التفتت له هديل التي كانت واقفه بانتظار فريد وورد ليقول بتهذيب ؛ اتفضلي اوصلك

لا تنكر أن قلبها يخفق لهذا التغيير في معاملته معها لتقول بصوت هاديء : شكرا ...اخويا هيعدي عليا 

أوما قائلا بينما يتجه الي سيارته :بلغي  سلامي لسياده المستشار 

هزت راسها بابتسامه ليتوقف هاشم مكانه بعد أن فتح باب سيارته وينظر لها بتردد قبل أن يغلقها مجددا ويتجه ناحيتها 

سألته هديل باهتمام حينما عاد : في حاجة ياكابتن

هز راسه قائلا : لا ...هقف معاكي لغايه ما اخوكي يوصل 

لم تفهم في البدايه ليكمل هاشم وهو يهز كتفه بتبرير يستنكر به رغبته بالاطمئنان عليها وعدم تركها وحدها بالشارع  : بدل ما حد يضايقك زي المرة اللي فاتت 

هل قفز قلبها من موضعه الان ...؟!

نعم بل ويتراقص بين ضلوعها لدرجه جعلتها تخشي أن يستمع لدقاته العاليه .....سرعان ما وصل فريد بسيارته لتنظر هديل لهاشم قائله : مرسي ياكابتن ..عطلتلك

ابتسم بعذوبه : مفيش اي عطله 

انحني هاشم ليلوح لفريد لتتجه هديل الي سياره أخيها بابتسامه سرعان ما تلاشت وهي تلمح مرام تنزل الدرجات الرخاميه برشاقه وتستمع لصوتها ....كويس اني لحقتك ياهاشم ....ممكن توصلني في طريقك 

قال فريد بدهشة لهديل التي تسمرت مكانها وهي تفتح الباب دون أن تدخل للسيارة : يلا ياهديل 

دخلت للسيارة وكذلك فعلت مرام وهي تدخل سيارة هاشم بتلك الابتسامه الصفراء التي رمقتها بها والتي جعلتها تعجز عن تذكر تلك اللحظات التي قضت طوال الليله تتذكرها  دون أن تقفز ابتسامتها  الصفراء بالوسط ....

........

حاولت حنان تجاوز كلام امها وإبعاد شبح الماضي عنها فقد مضي وهي عوضت غلطتها بكافه الطرق وأولها هو معاملتها لرائف الذي بالفعل تعتبره كابنها بل وتعامله افضل من أبنائها 

دخلت حنان الي غرفه ابنها رائف ولم تجدو لتسأل مني : فين رائف ؟!

قالت الفتاه : لسه مرجعش 

بس أستاذ مازن مع الباشمهندس  امير في اوضته

دخلت حنان الي غرفه مازن الذي كان بتوتر يجيب امير : لا موصلتش لحاجة معاها ....

أنقذه دخول أمه من مزيد من الاسئله التي كان امير يطرحها عن تطور معرفته بأي شيء عن طريق هانيا 

تهكمت هاله لرؤيتها لأمير بالمنزل : هل هلالك 

نظر امير الي أمه بابتسامه : 

الشغل ياست الكل 

رفعت حنان اصبعها بتحذير : اعمل حسابك أن انتا هجوز اخوك وانت بعده علي طول

رفع حاجبه بدهشه : هتجوزي رائف 

أومات قائله بحماس : اه.... اختارت له عروسه إنما ايه .. تستاهله 

انفجر الشابان ضاحكان علي سذاجه والدتهما التي مازالت  تري رائف ملاك ليسخر امير : 

وهو من جهه يستاهل فهو يستاهل كل خير ..!!

تراجعت حنان عن توبيخ ابنها حينما استمعت لصوت انغلاق الباب لتخرج الي رائف تزف له الخير 

....


وقف فريد برفقتها يحضرون الطعام الذي كان له نكهه أخري بينما امتزج طعم الطعام بطعم قبلاته التي كان يختطفها بين الحين والآخر كلما تعمد الالتصاق بها متظاهرا بمساعدتها بينما هو لم يفعل شيء إلا الهائها بغزله الجريء لها .....ضحكت ورد بقوة بينما استغل فريد انشغال يديها بتقليب حبات الجمبري بينما وضعت فوقه الباستا الشهيه وبدأت بسكب صوص الكريمه ليقف خلفها تمام ويطوق خصرها ويلصق صدره بظهرها وينهال علي عنقها وكتفها الظاهر من حمالات قميصها القطني بالقبلات ....انفلتت ضحكه ورد المتغنجه بينما تداعب أنفاسه الساخنه بشرتها : فريد بس بقي ..مش عارفه اركز 

ضحك و تابع مايفعله لتحرك ورد عنقها يمينا ويسارا هربا من قبلاته التي تدغدغ بشرتها ...فريد 

هز راسه وتابع بهيام بينما شفتاه تجوب بعنقها :  ركزي في اللي بتعمليه وخليني اركز في اللي بعمله 

ضحكت بقوة بينما مازالت قبلاته المثيرة تداعب عنقها وكتفها....حاولت إيقافه ناطقه بأسمه الذي خرجت حروفه من بين شفتيها بتلك الطريقه التي أشعلت أثارته أكثر .. فريد !!

فلم يعد يستطيع الصبر أكثر ليحرك كلتا يداه حولها ويبعد يدها عن الملعقه الخشبيه ويضغط زر إطفاء الموقد بينما يديرها إليه وينهال محطم شفتيها بشفتيه بقبلات حارة  ... 

لم تكن اسعد بينما شعرت بأنها بالفعل تحلق فوق  السحاب وهو يحملها بين ذراعيه ويضعها فوق الطاولة الرخاميه بوسط المطبخ ويحيط وجهها بيديه يقربه لوجهه ويتابع قبلاته الشغوفه التي تحولت لسيل جارف من المشاعر المتدفقة بينما تتحرك يداه برقه وشغف حول جسدها الذي سرعان ما استجاب للمساته وذاب بين ذراعيه لوقت طويل قبل أن يجذب فريد جسدها يريحه فوق جسده المتمدد علي الارضيه الصلبه حتي لا يؤلمها.....بعد دقائق هدأت من خلالها أنفاسها رفعت ورد رأسها فوق صدره العاري لتنظر في ارجاء المطبخ

الذي شهد ثوره حبه التي طالت كثيرا مخلفه تلك الفوضي التي جعلت وجنتيها تشتعل احمرار بينما لاتعرف حقا كيف انتهي بهم المطاف فوق الارضيه الرخاميه المفروشه بسجاده رقيقه ....نظر لها فريد بعبث بينما تخفي وجهها بعنقه بخجل وهي تهتف : انت مجنون بحد 

قبل راسها قائلا بحب : بيكي ياروحي 

قالت وهي ماتزال تخفي عيونها عن نظراته الوقحه بينما الخجل يكاد يجعل وجهها ينفجر وهي تتذكر كيف بادلته مشاعره المجنونه لأول مرة بتلك الجرأه 

: طيب يلا قوم بقي ضهرك هيوجعك من الارض...

ضحك علي خجلها بينما اعتدلت واقفه وهي تحاول تغطيه جسدها بما وقعت يداه عليه والذي كان التيشرت القطني الذي كان يرتديه والذي وصل الي اعلي ركبتها ...انحنت لتجمع باقي الملابس المبعثرة هنا وهناك وتحاول تعديل آثار جنونه بينما أزاح كل ما علي الطاوله الرخاميه ليقع أرضا ..... اعتدل فريد واقفا من فوق الارض  وتمطأ بكسل وعيناه مستمتعه بهيئتها الفاتنه ليجد نفسه يستند بساعده الي طرف الرخامه بينما لم يتوقف عن متابعتها بعيون ممتلئه شغف وحب 

لمحت ورد وقفته بينما يتأملها لتقول متشاغله بما تفعله حتي لا تنظر إليه من الخجل :  

فريد هتفضل واقف كده .... يلا خد شاور وانا هكمل الاكل وادخل بعدك 

قال بوقاحه وعبث : طيب .ما تيجي ناخد دوش سوا 

أخفت ابتسامتها الخجول وزجرته :  بطل قله ادب بقي ويلا 

اتجه ناحيتها وداعب وجنتها بحنان وهو يتجه الي باب المطبخ ليعود إليها مجددا ويغمز بشقاوة ....طيب ما تيجي نكمل تاني الاكل سوا 

انفلتت ضحكتها الناعمه ولكنها اخفتها سريعا وهي تزجرة :  اتفضل يا سياده المستشار ومتعطلنيش....!!.

قبل وجنتيها قائلا : عيون سياده المستشار

...

..


انشغلت هايدي بتلك المحادثه علي الواتساب بينها وبين خالد الذي لا يتوقف عن احتلال كل ذره من كيانها وليس قلبها فقط مهما حاولت ...!!

ارسل لها خالد : وحشتيني 

ابتسمت شفاه هايدي وكتبت تلك الكلمات لتخفي خجلها

: ياسلام هو انا لحقت ولا انت حافظ مش فاهم 

ضحك وجهه خالد ليرسل لها بمرح : ده انا حافظ وفاهم ومستعد.اسمع كمان 

كللت ضحكتها ملامح وجهها لتريح ظهرها للخلف الي وساده الاريكه وتتابع محادثتها بينما لم تنتبه الي شرود هانيا التي جلست صامته عكس عادتها بينما انشغلت هاله بمتابعه أحد الأفلام القديمه  ... بعد قليل فتحت هديل الباب ودخلت بعاصفتها : مساء الفل علي الحلوين 

ابتسمت لها هايدي بينما هزت هانيا رأسها مالت تجاه هاله لتقبل وجنتيها : مساء الفل يالولو 

هزت هاله راسها باقتضاب : مساء النور

نظرت لها هديل باستفهام :الجميل ماله !؛؟

هزت هاله كتفها :  مفيش ..

قالت هانيا وهي تعتدل واقفه : تصبحوا علي خير ....انا هدخل انام 

عقدت هاله حاجبيها : كدة من غير عشا ياهانيا 

عزت هانيا كتفها واتجهت الي غرفتها : مش جعانه ياماما 

قالت هاله لهديل : ادخلي خدي دوش وانا هجهز العشا 

أوقفها هديل قائله : لا ياماما انا مش جعانه 

اندهشت هاله لتقول:  نعم ...

ضحكت هديل قائله : ايه يالولو مستغربه ليه    ....بقولك مش جعانه  و بس هاخد واحدة زبادي بالليمون 

هزت هاله كتفها لتقول هديل :  ايه يالولو يعني ااكل مش عاجب مأكلش مش عاجب ...

دارت حول نفسها بفخر بينما تكمل :  ...طيب بذمتك يالولو مش الفرق واضح 

ابتسمت هاله بحماس : طبعا واضح 

قالت هايدي بتشجيع ؛ واضح جدا ....برافو يادودو 

واللي واضح اكتر إرادتك المرة دي 

ابتسمت لها هديل بغمزة وقالت :  وانتي برافو ياقمر ....نظرت لها هايدي باستفهام لتقول : عاش ياوحش ....مسيطرة علي الباشا الضابط 

أخفت هايدي ابتسامتها الخجوله لتنظر لها هاله بطرف عيناها بسعاده متنهده:  ربنا يسعدكم 

أومات هديل لتقول : هدخل اخد شاور  وارجع بسرعه 

قالت هايدي لهاله : متتعبيش نفسك ياماما  ....انا هعمل ليا انا وانتي ساندويتشات وشاي بلبن

أومات هاله لتقوم هايدي تعد الساندويتشات وتعود تجلس برفقه والدتها هي وهديل التي كانت شفتيها تبتسم تلقائيا وهي تتذكر هاشم .....

وجمت ملامح هاله لتسالها هايدي : 

في ايه ....مالك يالولو ؟!  

هزت هاله كتفها : ابدا بس بقالنا كتير متجمعناش علي الاكل 

اومات هايدي بحنين : بصراحه اه

قالت هديل سريعا : تحبي اطلع انادي ورد وفريد ينزلوا يسهروا معانا 

هزت هاله راسها سريعا : لا سيبيهم اكيد نايمين 

قالت هديل بخبث : نايمين ايه يالولو دول لسه راجعين معايا من الجيم من شويه 

تنهدت هاله برفض : وانتي مالك بيهم 

شاكستها هديل : 

الله يالولو مش بقول اناديهم عشان تفكي 

قالت هاله برفض : انا كويسه ..... سيبهم في حالهم 

غمزت لها هايدي بمزاج رائق بينما خالد يرسل لها المزيد من القلوب وكلمات الحب : 

شكلك يالولو مستعجله علي الحفيد 

تنهدت هاله برجاء : يارب

.......


قبل فريد يد ورد برقه قائلا : تسلم ايدك الاكل تحفه 

ابتسمت له بحب:  بالهنا والشفا 

وقفت تجمع الاطباق ليساعدها ويضعهم برفقتها بالمطبخ  ثم يقول : هشرب سيجارة واجي وراكي 

أومات له ووقفت تنهي غسيل الاطباق ثم اتجهت الي غرفتهم و أسرعت تبدل ملابسها لترتدي شورت قصير باللون الاسود وتيشرت بحمالات رفيعه باللون الابيض ثم صففت شعرها ليدخل فريد وتخطف قلبه بجمالها بأي هيئه إن كانت ابتسمت له ورد بخجل بينما جلس فريد  علي طرف الفراش وأسند ظهره الوساده خلفه  يتأملها ..... وضعت كريمها المعطر علي يديها وساعدها وامسكت بعطرها لتنثر منه علي عنقها ثم بدأت بوضع احمر شفاه باللون الوردي لتخفي خجلها من عيناه التي تتأملها بينما أصبحت تهتم للغايه بهيئتها من أجله ...قالت لتحول عيناه عنها وتشير للتلفاز : حبيبي المسرحيه اللي بتحبها 

هز راسه ولم يبعد عيناه من فوقها بينما يقول : لا انا  بتفرج علي حاجه بحبها أكثر .

احمرت وجنتها بخجل من غزله الذي تعشقه ويجعلها تحلق بالسحاب .....سواء من غزله الرقيق لها أو جرأته معها .... فهو قادر أن يجعلها تشعر أنها اجمل انثي علي وجهه الأرض بينما تهمس عيناه وشفتاه بحبها واهتمامه بها بتلك الطريقه 

انتهت لتستدير إليه فيفتح لها ذراعيه مشيرا لها أن تأتي 

بخجل تقدمت ورد  منه ليجذبها فريد ويضعها بين احضانه ويتطلع إليها مطولا دون قول شيء 

اكتفي فقط بالنظر إليها ...فكم يحب تلك المراه التي احتلت كيانه وترسخت بقلبه وعقله واشبعت حواسه ودنياه بحب كالذي طالما قرأ عنه وزنه موجود فقط بالروايات 

ليهمس بمشاعر وهو يمرر أنامله برقه علي جانب 

وجهها :  مهما اقولك بحبك اد ايه مش هقدر اعبر عن اللي في قلبي ليكي ياورد

سحبت ورد نفس عميق ونظرت لعيناه وهي تمسك بيده وتضعها فوق قلبها قائله بصدق : وانا لو فتحت قلبي هتلاقي كل ذره فيه بتموت فيك يافريد 

اتسعت ابتسامه بسعاده تخطت حدود السحاب ليضمها إليه وسرعان ما تقوم شفتيه بالتعبير عن حبه لها وياخذها مرة أخري الي ذراعيها ينهل من بحر عشقها العذب. ....

.......

فتحت دريه الباب لتعقد حاجبيها بينما رأت داليا بتلك الهيئه لتقول بهلع : 

في ايه يابنتي ....ايه اللي حصل ...؟! 

ارتمت داليا بين ذراعي خالتها دريه ووالده نائل والتي اعتنت بها بعد موت والدتها

قالت داليا بنشيج :  رجعلها ياخالتو.... رجعلها 

اتسعت عيون دريه بصدمه وغامت عيناها  بالغضب ولكنها تماكت نفسها وربتت علي كتف داليا بحنان :  اهدي بس وتعالي ادخلي وبراحه فهميني ايه اللي حصل ....؟! 

.......

...

....نظر رائف بطرف عيناه الي تلك الصورة بينما لم تتوقف حنان عن التحدث بحماس عن الفتاه والتي لاينكر أنها جميله ...والافضل من كونها جميله أنها بريئه أو كما يقال قطه مغمضه ......!!

نعم فهي ليست النوع الذي يراه دوما ....هي فتاه مهذبه يستطيع جعلها تحمل اسمه ...فتاه تمام كورد التي رأي قبل سنوات كم استماتت للدفاع عن نفسها 

قالت حنان : ايه رايك يارائف ؟!

قال بعدم اكتراث أمام حنان :

مش بطاله 

رفعت حنان حاجبها : مش بطاله ....!!

دي البت زي القمر يارائف

هز كتفه بقليل من التعالي قائلا : اه بس شكلها علي قد حالها اوي...واضح من لبسها 

قالت حنان وهي تهز كتفها : وماله يارائف .....بكرة تلبس وتشوف الدنيا معاك ....

التفتت إليه وتابعت بجديه : وبعدين بقي  اللبس والحاجات دي مقدور عليها اهم حاجة الاخلاق ..

ولا ايه رايك ....

هز رأسه ببرود لتقول حنان بنفاذ صبر : قولت ايه يارائف 

قال بعدم اكتراث وهو يعتدل واقفا : اللي تشوفيه 

ابتسمت حنان : يعني اتفق مع ابوك نروح نخطبها اخر الاسبوع 

عقد جبينه واستدار ناحيتها : بسرعه كدة 

قالت حنان وهي تهز كتفها :: فين السرعه دي.  ..ده قبل اخر الشهر هتكون متجوزها. ...


........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

هزت هناء ساقها بتوتر بينما مكثت بهذا المنزل ذو الهيئه المخيفه قليلا بتلك الصور والحيوانات المعلقه علي الحائط بينما بعد دقائق خرجت نعمه صديقتها بابتسامه واسعه من خلف أحد الأبواب الخشبيه لتزجرها هناء بتوبيخ :  اتاخرتي كدة ليه ....انا اعصابي سابت

همست نعمه وهي تسحبها للخارج : هفهمك تعالي 

خرجت هناء لتقول نعمه : فين التأخير ده ....مش كنت بضبط كل حاجة مع الشيخه 

مدت لها نعمه يدها بشيء ابيض ملفوف وتابعت :  خدي ياستي الشبيخه امينه عملت لك العمل اهو ....

قالت هناء بتوجس وهي تأخذه من يدها : تفتكري هيجيب نتيجه 

قالت نعمه بتأكيد :  امال ايه 

هزت هناء راسها هاتفه : ياخوفي تكون اخدت ال ١٠٠٠جنيه وتطلع نصابه في الاخر 

قالت نعمه بتحذير  ؛  اوعي تقولي كدة الشيخه تزعل منك مش كفايه مرضتيش تدخلي معايا  

قالت هناء وهي تهز راسها : 

خوفت ..

عقدت نعمه حاجبيها لتتابع هناء : .أيوة ياختي خوفت  ادخل اقطع الخلف وانا مش ناقصه 

قالت نعمه :  اطمني الشيخه ....أكدت انك هتحملي الشهر ده ...انتي بس حطي العمل ده تحت رأسه

تنهدت هناء بتأمل : يارب يابت يانعمه ....وقتها رائف غصب عنه هيكتب عليا رسمي وابقي مراتة قدام الكل 

ابتسمت نعمه قائله : وقتها بقي ...متنسيش حلاوتي 

ضحكت هناء : عنيا ياقمر 

......

...تمددت هاجر في فراشها تضم زين الي صدرها وتبكي بصمت طوال الليل ...لم تستطيع قول شيء لحماتها التي طيبت بخاطرها ونصحتها أن تهديء وتمتص غضب زوجها ..... ولم تنكر فريال أنها لأول مرة تري اياد بتلك الحاله فهو شخص هاديء رزين للغايه ......لتتذكر هاجر حديثه فهاهو مل منها ويتلاعب الشيطان سريعا برأسها فأي ذنب ارتكبت ليهاجمها بتلك الطريقه ...كيف تترك المراه وتتعلق بذراعه وتسافر وليس وكأنها كانت زوجه ابنها الراحل من قبل ....

بعدم تصديق نظرت ورد الي هاجر التي حينما حدثتها هذا الصباح وجدت صوتها ليس علي مايرام ذهبت لزياتها لتفتح هاجر قلبها وتتحدث معها فهي تريد أن يستمع إليها أحد لتستفيض هاجر  بأخبار ورد بما حدث بعد أن اخذت  فريال زين ونزلت للنادي تاركه بتهذيب مساحه لها ولزوجه أخيها بالتحدث 

: مكنتش متخيله أن ده رد فعله علي اني قولت مسافرش  انا وزين معاه 

قالت ورد بموضوعيه : بس ده مش رد فعله علي السفر بس ياهاجر .....ده رد فعله علي احساسك أن علاقتكم شيء لازم يستخبي

نظرت لها هاجر لتهز ورد رأسها وتتابع : أيوة ياهاجر ...انتي دائما حاسه انك متستاهليش اياد ومكنش ينفعش انكم تتجوزو وخصوصا أنه اخو ادم الله يرحمه وطبعا اياد له حق يزعل ياهاجر لما يحس انك بتعملي للي حواليه حساب اكتر منه

قالت هاجر بتبرير : 

بس انا مقصدش أنا بس اتحرجت من طنط فريال....ياورد الست كويسه جدا معايا ومع ابني مرضتش اضايقها واخده واسافر .. اصلا انا بحس انا قليله اوي لما اكون قدامها قاعده مع اياد ولا كأني كنت مرات ابنها اللي مات .....

تنهدت ورد بتأثر بينما حساسيه هاجر الزائده تشابه ما عاشته من قبل وكيف كانت تتردد الف مرة قبل الخطوة وقبل الكلمه لتقول : 

كان ممكن براحه تتكلمي مع اياد وتقولي السبب الحقيقي انك مش عاوزة تسافري معاه 

قالت هاجر بتبرير : ماهو ياورد انا اتكلمت قبل كدة ومش معقول كل شويه هقوله اني محرجه ....

قالت ورد : بس لازم يعرف اللي انتي حاسه بيه 

هزت هاجر كتفها وقالت باقتضاب : هو اتعصب فجاه ومعرفتش ارد ولا أقول حاجة 

ربتت ورد علي يدها قائله : معلش ...وارجع اقولك حلو اوي أنه انفجر عشان يطلع كل اللي 

جواه وانتي الدور عليكي تتكلمي عن الحاجات الصغيرة الي لسه جواكي وبعدين تتصافوا

تنهدت ورد وتابعت بشجن:  تعرفي أن احلي حاجة ياهاجر لما  قلبنا وعقلنا يعبرو عن كل اللي جواهم .... الواحد بيرتاح وهو مش مخبي حاجه جواه

انفصلت عن ماحولها وتابعت بصوت هامس...انا وفريد كان في بينا مسافات وجبال وحواجز كنت فاكره أنها هتفضل طول العمر .....بس لما اتكلمنا اختفي كل ده  وكأنه مكنش موجود ..

ابتسمت هاجر لها لتمسح ورد بقايا دموعها قائله بتشجيع :  انا لو منك اسافر له

نظرت لها هاجر بعدم تصديق لتهز ورد رأسها وتشجعها 

:  اه ....اتجنني..

وماله قومي جهزي شنطتك واحجزي وسافري

: وطنط فريال 

قالت ورد ببساطه : قولي ليها مسافرة لجوزي..ضحكت وتابعت :  عمرها ما هتمانع وكمان انا لو منك اسيب زين 

نظرت لها هاجر بشك لتقول ورد : انا 

هاخده معايا أصله وحشنا اوي

قالت هاجر سريعا وقد تشجعت بكلام ورد ....فهو لا يستحق منها أن تكون سبب بضيق له بينما يحاول كل ما بوسعه ليسعدها هي وابنها 

؛ لا حرام لو كدة اخليه مع طنط احسن 

ابتسمت لها ورد لتحمر وجنه هاجر بينما مالت ورد ناحيتها وهمست ...خدي معاكي قميص حلو تصاليه بيعه 

انفلتت ضحكه هاجر بعدم تصديق : انحرفتي علي ايد سياده المستشار 

ضحكت ورد بمرح : الحق عليا بنصحك 

رفعت هاجر حاجبها بمكر  : والنصايح دي من أمتي ...كنتي قطه مغمضه يارورو ....

ضحكت ورد لتهز هاجر كتفها بمشاكسه :  وآلله شكل الباشا كان مقضيها أدب طول السنين اللي فاتوا وربنا فتحها عليه قريب 

نظرت لها ورد بجبين مقطب  :  ...متقوليش كدة عن فريد ....

قلدتها هاجر : متقوليش كدة عن فريد 

...طيب ياستي انا غلطانه ....

قالت ورد وهي تعتدل واقفه : ولا غلطانه ولا حاجة ....بلاش كلام كتير ويلا استعدي وانا همشي

أومات لها هاجر قائله بحب وهي تحتضنها : شكرا بجد ياورد

غمزت لها ورد :متنسيش القميص 

........

...قال خالد لوالدته ...ها قولتي ايه ياست الكل 

نظرت له زيزي بشك ليدفعها للموافقه : انتي مش عاوزة تجوزيني وتخلصي مني..... اهي جت لك الفرصه 

قال وليد أخيه الأكبر متفكها :  تخلص منه اه بس برضه مش سلق بيض

قال خالد بنفاذ صبر :  ياسيدي انا مبحبش البيض المسلوق وبحب المقلي عشان اسرع

ضحك وليد : ده انت مستعجل اوي 

قال خالد بلهفه : اوي اوي 

التفت الي والدته: ها ياماما قولتي ايه 

قالت زيزي بحيره : بفكر ياخالد ...برضه الجواز مش بسرعه كدة 

هز خا رأسه بإصرار : لا بسرعه ..ماهو يا امي كل ما طولنا الخطوبه ممكن نتخانق ليه بقي النكد خليني اخد نكد الجواز فجاه 

ضحكت والدته وفيروز التي قالت برجاء : خلاص بقي ياماما وافقي 

تنهدت زيزي ليقول خالد : اهم حاجة انك وانتي في القعده تقولي الكلمتين بتوع الأمهات دول ...انا مستعجله ونفسي افرح بيكم نكتب الكتاب اخر الشهر وتصممي علي كلامك..

قال وليد ضاحكا :  بتخطط ...ماتقول انك مستعجل 

قال خالد وهو يهز رأسه : لا لما تجي من ماما محدش هيعارض....أشار إلي أخيه وتابع

وانت بقي عليك فريد ...وأشار إلي فيروز وتابع : وانتي عليكي  هايدي تليني دماغها وتزني عليها 

صح وليد قائلا : وانت عليك ايه ؟!

قال خالد بوعيد وغيظ : عليا اجيب البنت صاحبه اختك من شعرها 

ضحكت فيروز وأوقفته قائله : خلاص بقي ياخالد ... احنا مش قولنا انتهي الموضوع و عيله وغيرانه

زفر بضيق من بين أسنانه : كانت هتضيعني 

غمز له وليد : وانا اقول متنكد بقالك فترة اتاريك

...بس من أمتي يانمس..... هايدي ..؟!

عمري ما توقعتها

قال خالد بهيام : طول عمري بحبها 

قالت زيزي بحنان:  ربنا يسعدكم 

....

.......

نظر كمال مشرف العمال الي نشوي التي بتردد قالت : طيب ينفع اخد يومين افكر

تدخلت سعاد : تفكري في ايه يانشوي ...

قال كمال بهدوء : معلش يا مدام سعاد سيبيها تفكر وتاخد وقتها

ابتسمت له نشوي بامتنان:  متشكرة اوي يااستاذ كمال 

اوما لها ليقول :  لو وافقتي نمضي العقد وتستلمي إشراف وتدريب قسم التطريز زي ما قولتلك 

أومات نشوي لتسير برفقه سعاد التي عاتبتها :  بذمتك ايه اللي محتاج تفكير .....شغلانه زي دي بمرتب متحلميش بيه تقولي افكر 

قالت نشوي : ياسعاد غصب عني.... ماهو كدة هسيب رهف من  الصبح للمغرب لوحدها

قالت سعاد باستنكار : وهي رهف صغيره دي ماشاء الله عروسه

: مرات ابويا هتضايقها 

قالت سعاد : معلش انتي تقولي لها ترجع من مدرستها تفضل في اوضتها متطلعش منها الا لما ترجعي 

تنهدت نشوي بحيره لتكمل سعاد بتشجيع بينما تراها امراه مكافحه طوال عمرها منذ ان انتقلت للسكن بهذا الحي وأصبحت صديقتها : عاجبك يانشوي تمقيق عينك في التطريز علي شويه ملاليم  وشغلك زي الخدامه لمرات ابوكي .....

كدة يبقالك قرش يقوي قلبك وتاخدي سكن تعيشي انتي وبنتك فيه لوحدك 

قالت نشوي بامتنان : ربنا يخليكي ليا ياسعاد ويديم المعروف 

.......

..قال رائف بخبث : والمصنع ده باسمك طبعا ياامير 

قالت امير بخبث أكثر وهو ينظر لأبيه قائلا : لا طبعا باسم الحج 

اندهش خيري ليهز امير رأسه مؤكدا : طبعا 

....حتي اسال المحامي انا قولتله ينقل كل الورق باسمك ياحاج

قال خيري برفض : مفيش داعي ده تعبك 

قال أمير : لا ياحاج وبعدين ماهو يعتبر مصنعك وانا يادوب كبرته

اوما خيري بينما هدأ خوف رائف وهو يري انغلاق مصنع أبيه الذي كان تحت يده ونقل كل شيء لمصنع امير ولكن هاهو امير الساذج كتبه بأسم أبيه ليرضي عنه.....

  وسرعان ما سيضع هو يده عليه. كسابقه خاصه مع ترك امير له مسؤليه كل شيء 

ولكنه لايعرف أنه الساذج هنا وان امير ذكي للغايه وخطط لكل شيء فهو يجعل رائف الذي سيظل يجتهد ليوقف المصنع علي ساقه بينما يظنه سيكون له يعمل لحسابه بدلا من أن يقف أمامه ...

ليحدث امير نفسه .(غبي بتشتغل ليا وانت مش عارف ) ...

.........

   .....


نظرت ورد الي فريد الذي كان منهمكا منذ عودته من العمل بهذا الملف الذي افترش أوراقه أمامه علي الطاوله الرخاميه الكبيرة بغرفه المعيشه ..وضعت امامه القهوة ليطفيء سريعا سيجارته ويلوح بيداه يبعد دخانها ..سوري ياحبيتي اني دخنت هنا 

قالت بابتسامه : براحتك ياحبيبى

نظرت له بينما كانت خصلات شعره مبعثره من كثرة ما عبث بها لتساله : مالك؟!

.. اول مرة اشوفك جايب معاك شغل البيت 

قال وهو يريح ظهره المتشنج من طول جلسته للخلف : 

قضيه مهمه ومحتاج افكر فيها بهدوء 

ابتسمت وقالت برفق وهي تعتدل واقفه : حيث كدة  هسيبك تشتغل 

أوقفها:  لا ....رايحه فين ..؟! 

قالت ورد برقه : هسيبك تخلص شغلك مش هعطلك

هز راسه : 

مفيش عطله ... تعالي اقعدي معايا ولا عندك مذاكرة 

هزت راسها ؛ لا خلصت 

تنهدت وتابعت : هانت بكرة اخر يوم امتحان 

قبل راسها قائلا : ربنا معاكي ياحبيتي 

مد ذراعه لتجلس بجواره ويحيط كتفها بذراعه قائلا :  اقعدي جنبي عشان تفتحي نفسي علي الشغل 

ابتسمت له ووضعت راسها علي كتفه تسأله ...ينفع تقولي عبارة عن ايه القضيه 

أخبرها بمجمل تلك القضيه إ

ليختم كلامه .....حاسس من كلامها أنها مظلومه بس الدليل غير كدة 

قالت ورد ببراءه :  يبقي تصدق احساسك 

ابتسم بحنان علي طيبتها : بس مش دايما الاحساس صح ...انا لازم اخد بالادله

: بس ياحبيتي احساسك اكيد صح

هز رأسه : مش دايما ....في ناس بتعرف ازاي تلعب باحساسنا 

نظرت له بينما تابع حديثه الجاد:  لازم نفكر بالاتنين الاحساس والعقل ونشوف الادله 

ابتسمت له قائله بعفويه :   لو في ايدك ارفع الظلم عنها .....!!

ابتسمت عيناه تلقائيا بينما كررت نفس جمله عمه له قبل سنوات عنها 

سألته ورد حينما طال صمته : مالك ياحبيبي سرحت في ايه...انا  قولت حاج غلط 

هز رأسه ومرر يداه بحنان علي شعرها : بالعكس قولتي كلام اقرب حد لقلبي

نظرت له بغيرة :  وده يبقي مين 

ضحك علي غيرتها : يبقي ياستي .....عمي رفعت 

عادت الابتسامه لوجهها سريعا بينما تقول : اه لو عمو رفعت يبقي اوك...

ابتسم وداعب وجنتها لتقول وهي تتثاءب : خلينا نبقي نروح نزورة

اوما لها قائلا : خلصي امتحانات ونروح 

أومات ليقول : قومي نامي 

هزت راسها واراحت راسها علي كتفه هفضل معاك لغايه ما تخلص 

.....

....


قالت ندي لنائل ببرود:  وانت مالك زعلان أوي ليه أنها سابت البيت 

هز كتفه يخفي شعوره. بالذنب تجاه داليا : ابدا بس يعني.... 

قاطعته وهي تقترب منه وتقول ببراءه مزيفه : وانا اللي فاكره أنها هتقولك خير ما عملت انك رجعت ام ابنك لحضنك.... لا بجد حقوده اوي بنت خالتك دي 

لعبت كالشيطان بعقله وتعمدت أن تكتفي بوصفها أنها ابنه خالته وقد انتوت من البدايه أن تبعدها وهاهي ابتعدت من نفسها ....

....

قالت داليا بعدم :  تصديق ارجع 

أومات دريه :  اه ترجعي ياداليا .....ترجعي بيتك 

قالت ماليه برفض : مستحيل ارجع له 

ياخالتو ....نائل ياريته رجعها وبس من غير مايقولي ..... ده كمان جرحني اوي بكلامه عنها اللي مراعاش فيه مشاعري ولا اني مراته وهو بيقولي بحبها من سنين 

قالت دريه بتوضيح : انا قولت ارجعي بيتك مش ارجعليه.... تفرق ياداليا 

نظرت إلي خالتها بعدم فهم لتكرر دريه جملتها : في فرق ولما تعرفي الفرق هيرجعلك راكع ....

..

.......

نظر عبد اللطيف الي ابنه الذي بدأ شيئا فشيئا يستعيد القليل من رونقه

قال ايهم  : قولت ايه يابابا 

قال عبد اللطيف : ياابني ياحبيبي انا عاوزك انت تخرج وتتبسط

قال ايهم : ماهو انا فكرت نخرج سوا نتغدي برا تغيير....انت عارف ماليش أصحاب قريبين غيرك 

اوما عبد اللطيف وتحامل علي ساقه قائلا بحنان :  مع اني مش قادر امشي بس هلبس ونخرج طالما انت هتكون مبسوط

قال ايهم بابتسامه غابت لسنوات : متقلقش يابابا انا  هسندك

بالفعل تناول هو أبيه الغداء بالخارج ليقضوا علي تلك الكأبه التي اكلت من عمرهم بين اجواء المنزل موقفين حياتهم لسنوات بعد ماحدث ...

سحب ايهم نفس مطولا بينما شرد يتذكرها ....مر يومان لم يراها خلالهم ولا ينكر هذا الشعور الذي تفاقم بداخله بالرغبه في رؤيتها بالرغم من أنه زجر نفسه كثيرا خاصه بعد رؤيتها مع هذا الشاب ...لا يريد أن يعلق نفسه بشيء ويفقده فيكفي خسارته التي لم يتجاوزها حتي الآن

... ...

.....

استغربت هاله كثيرا حاله هانيا خلال اليومان الماضيان فهي صامته ومنزويه اغلب الوقت لتدخل لها بحنان توقظها بعد أن نامت طوال اليوم 

هانيا ..هانيا 

فتحت هانيا عيونها لتقول هاله برفق وهي تربت علي كتفها؛  مالك ياحبيتي ...!!

.........

...

فتح فريد الباب ودخل ينادي علي ورد التي كانت جالسه الي الاريكه وواضعه احدي يديها علي خدها شارده ونظرات حزن تمليء ملامحها

عقد حاجبيه بقلق : ورد حبيتي مالك ؟!

هزت راسها وحاولت سريعا اخفاء تلك الدموع من عيونها 

: ماليش ياحبيبي ..هجهزلك العشا

اسرع يمسك بيدها يوقفها بقلق لرؤيه الدموع بعيونها 

: ورد مالك ..حد ضايقك ؟!

هزت راسها ليقول مجددا : طيب الامتحان كان صعب 

هزت راسها ليقول بقلق شديد : مالك طيب ياحبيتي ؟!

ارتمت بين ذراعيه وتركت لدموعها العنان وهي تخبره بأنها قامت باختبار الحمل المنزلي وكانت. النتيجه سلبيه وكم انقهر داخلها وهي تفقد املها أن تسعده بهذا الخبر 

ربت فريد علي كتفها بحنان شديد وزاد من ذراعيه التي ضمتها اليه ليهمس برفق :  هشش بس متعيطيش ياحبيتي 

رفع وجهها بحنان من فوق صدره ومسح دموعها من فوق وجنتها قائلا :  مش عاوز ابدا اشوف الدموع الغاليه دي 

انسابت دموعها بغزارة اكثر فهي تريد اسعاده كما يسعدها 

لتقول بصوت باكي : كان نفسي خهليك مبسوط بالخبر ده

ابتسم لها بحنان : ياحبيتي انا مبسوط بوجودك في حياتي ...

قبل راسها بحب وتابع : ورد حبيتي انا مش مستعجل خالص ... ابتسم وشاكسها بمرح : اينعم نفسي في بنوته قمر. شبهك  ....بس برضه نفسي نتدلع شويه

غمز لها بشقاوة : لسه يادوب بقالنا شهر...ايه زهقتي مني ولا ايه 

هزت راسها بابتسامه استطاع رسمها علي وجهها : لا طبعا بس كنت عاوزة اخليك مبسوط وكمان افرح ماما هاله 

قال بحنان : ياستي مالكيش دعوه بماما خالص خليكي معايا وانا بقولك براحتك ياحبيتي .... وبعدين شفتي بقي بوظتي المفاجاه 

اجتذب انتباهها لتقول : مفاجاه ايه ؟!

نظر لها بطرف عيناه قائلا : امسحي دموعك الاول 

مسحت دموعها سريعا كطفله صغيره ليقول فريد : 

واضحكي 

ابتسمت ليقول ؛ اوعديني مفيش عياط تاني 

هزت كتفها بعدم اقتناع واكتفت بقول : اوك 

رفع حاجبه : هو ايه اللي اوك 

قالت بتبرير : ماهو ازاي اوعدك معيطش تاني....

افرض اتفرجت علي حاجة أو موقف مؤثر 

ضحك علي تعليقها ليقول : يبقي متعيطيش قدامي 

قالت بدلال : متزعلنيش في يوم من الايام وانا مش هعيط 

داعب وجنتيها بحب قائلا : تفتكري اصلا اقدر علي زعلك 

قالت بابتسامه متلهفه : طيب يلا قول المفاجاه 

قال ببطء يحرق أعصابها :  ياستي مصطفي السكرتير بتاعي لسه متجوز 

زجرته ورد ليدخل في الموضوع دون التفاصيل : 

فريد !!

:  ..ياستي لقيته النهارده بيقولي 

قالت من بين اسنانها وهو يماطلها : 

فريد خلص 

ضحك وقال باستسلام: طيب... طيب

اخرج من جيب سترته مظروف ليقول :  خدي ياستي 

فتحته بلهفه وهي تسأله : ايه ده 

قال بابتسامه : تذاكر حفله 

قالت سريعا : عمر خيرت

انفجر ضاحكا ....لا ياستي  حمو بيكا 

قالت بعدم تصديق وهي تنظر لتذاكر الحفل المقام بأحد الفنادق الكبري : بتهزر !!

هز راسها قائلا : انتي مش بتحبيه 

هزت راسها باستنكار : لا طبعا

.... انا بحب فريد وبس .....انا بسمعه اه إنما احبه no

ضحك قائلا  : غلبتيني يالمضه 

قالت بدلال : طيب ايه بقي طلعها في دماغك 

قال : مصطفي قالي عليها وانا قولت زي ما اخدتك حفله عمر خيرت اخدك نفرفش عن بيكا 

ضحكت بحماس واحتضنته قائله بسعاده :  انت جميل اوي اوي 

ركضت لتجهز ولكنها سرعان ماتوقفت واستدارت له وتابعت : جميل ....اوي اوي اوي

....


نظر فريد لحمزاوي : فهمت 

قال حمزاوي سريعا : متقلقش ياباشا الخبر هيوصل لها حالا 

قال فريد بمكر : ولما الخبر يوصل وتعمل اللي متوقعه تجيبهالي .....تمام ياحمزاوي اتفقنا

قال حمزاوي : اتفقنا 


......

وبالفعل ساعه وكانت هناء تندفع كطلقه مدفعيه تجاه مكتب رائف تقتحمه باندفاع ما أن وصل إليها خبر خطبته لآخري ....!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم

 الفصل السابع والعشرون



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !