ورد فريد ... السابع والعشرون

8


الفصل السابق
 (روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


بخبث كان حمزاوي ينتظر اللحظه المناسبه وهاهي نعمه صديقه هناء المقربه كانت لتوها تخرج من منزلها ليتجه بخطوات سريعه تجاه تلك الورشه الصغيرة للميكانيكا حيث انحني ذلك الرجل الاشيب بداخل أحدي السيارات يصلحها ....صباح الفل يا عم فتحي  

قال الرجل بترحيب : صباح الفل ياحمزاوي .....

قال حمزاوي :امال فين الحلاوة ياعم فتحي 

اخرج فتحي رأسه من السيارة ليقول وهو يمسح يده بتلك القماشه الصغيرة : عنيا ياحمزاوي ....

قال حمزاوي متعمدا بصوت عالي بينما اقتربت نعمه : تسلم عينك ياعم فتحي وربنا يتمم بخير .....خلي الحلاوة عليا انا ....ده العريس رائف بيه مش اي حد 

اتسعت عيون نعمه التي تلكأت خطواتها بينما اختطف سمعها اسم رائف ....صباح الخير يا عم فتحي 

قال الرجل للفتاه : صباح الخير يابنتي 

اسرعت نعمه بخطواتها وخلفها علي مسافه معقوله كان حمزاوي والذي من خلال خطواتها المسرعه تأكد أنها ستوصل الخبر لهناء ...

التي كانت بدون تفكير تندفع كطلقه مدفعيه تجاه مكتب رائف تقتحمه باندفاع ما أن وصل إليها خبر خطبته لآخري ....!! 

كان رائف واقف يجمع اشياءه في صناديق كبيرة حيث سينقل مكتبه الي المصنع الآخر ....التفت الي هناء التي دخلت بتلك الطريقه لتباغته مزمجرة : انت هتتجوز ..!!

رفع حاجبه باستنكار : انتي ايه اللي جابك هنا.....

أعادت هتافها المنفعل : رد عليا انت هتتجوز 

ترك رائف مابيده واتجه ناحيتها مزمجرا : انتي اللي تردي عليا ....ازاي تيجي هنا وانتي عارفه أن المصنع مقفول ..افرضي حد شافك 

هتفت بتهكم : ما يشوفوا ....ايه واحدة وجايه لجوزها

اسرع رائف يدفع الباب بقدمه ويزجرها بحده : انتي اتحننتي يابت انتي ... وطي صوتك 

رفعت هناء حاجبها بسخط : يبقي ترك عليا انت ناوي تتجوز 

نظر لها رائف ببرود : وانتي مال اهلك ...؟!

اتسعت عيناها بصدمه : انا مالي ....

اوما ببرود شديد لتهتف بحده : انا مالي يعني ايه .....

هو انا  مش مراتك

رفع رائف إصبعه بتحذير تمام وجهها : بت انتي لمي الدور احسنلك وبطلي الكلمه دي ....

عقدت هناء حاجبيها بتحفز : ولو ملمتهوش.... ؟!

قال رائف بوعيد : يبقي هوريكي الوش التاني 

اندفعت هناء ناحيته بغضب : لا ده انا اللي هوريك انا هعمل ايه لو فكرت تتجوز عليا 

ضحك رائف مليء فمه لتتسمر هناء مكانها بدهشه من ضحكته .....نظر لها وقال ببرود : بإمارة ايه ياحلوة ..!!

قال هناء بسذاجة : بإمارة اني مراتك 

ضحك رائف مجددا واستدار الي تلك الخزانه الحديديه بجواره وفتح أرقامها السريه بيننا يقول ببرود شديد ....

:  تصدقي صح ....ازاي انا كنت ناسي الموضوع ده ....!!

اخرج رزمه ماليه ووضعها أمامه وفوقها رزمه أخري واخري بينما الخبث يتراقص بعيناه من ظنها الساذج أنه سيدفع لها مقابل صمتها لتتفاجيء به يخرج ورقه مطويه ويرفعها امامها بتحقير قائلا :

اكيد قصدك علي الورقه دي ...؟

هتفت هناء باحتدام : اه ....ايه هتنكر انك متجوزني

قال رائف وهو يشعل سيجارته ويستند بظهره للمقعد براحه شديده قائلا :  لا طبعا مش هنكر الورقه ....وبغمضه عين كان يشعل القداحه مرة أخري ويوجهها الي طرف الورقه وهو يكمل ببرود : انا 

هحرقها بس...... وسرعان ما احترقت تلك الورقه التي ركضت هناء تحاول إنقاذها بلا جدوي .....

زمت هناء شفتيها بوعيد : انت ناسي أن معايا نسخه 

ضحك رائف بصخب قبل أن يكمل متهكما : ده لو لقتيها.....!!

جحظت عيون هناء بصدمه لتسرع تفتح حقيبتها السوداء الجلديه الكبيرة تبحث في ذلك الجيب الذي كانت تضع به تلك الورقه وتغلقها جيدا ليتابعها رائف بعيون شامته ....فعل ظنت أنها تستطيع أن تلوي ذراعه 

ليقول بتأثر زائف ....ايه يا هناء ...مش لاقيه الورقه يامراتي ....؟! 

ضحك بصخب ليحتقن وجهه هناء و تفهم أنه مؤكد اخذها من حقيبتها سابقا ....لتهتف من بين اسنانها بغضب : وانت فاكر اني هسكت 

هز كتفه ببرود : هتعملي ايه !

قالت بغضب شديد وهي تتجه ناحيته تحاول الهجوم عليه : هفضخك .....هقول للبت اللي ناوي تتجوزها علي كل حاجه ...ومش هي وبس ده انا هطلع من هنا علي الحاج خيري الاول 

ابعد رائف يداها قبل أن تلمسه ليقبض علي معصمها بقوة ويزمجر بها : ولا يهمني ....اعلي ما في خيلك اركبيه 

شدد قبضته بقوة أكثر وتابع : بس انتي الخسرانه الوحيده ...

مفيش دليل علي كلامك ...وحتي لو البت صدقت ...ولا يهمني في جزمتي والف زيها بأشارة اختار منهم غيرها واتجوزها 

دفعها بعنف لتتعثر وتسقط أرضا فينحني رائف فوقها قائلا بوعيد وعيناه تطلق شررا : جربي بس تفتحي بوقك وشوفي هعمل فيكي ايه ....

............

....

نزلت هاجر من تلك السيارة التي خصصها لها مقر الشركه 

حيث يعمل اياد ما أن أخبرتهم أنها زوجته وتريده بأمر هام ليرسلوها الي الموقع حيث يعمل بتلك السيارة خصيصا .....أوقف السائق السيارة وأشار إلي احد تلك الكبائن الموجوده بالمكان ليقول .....الباشمهندس اياد هناك 

سحبت هاجر نفس عميق قبل أن تصعد تلك الدرجه وتطرق باب الكابينه المعدني ....

قام اياد الذي كان يأخذ استراحه لنصف ساعه ليفتح الباب .....تفاجيء بها أمامه لتشعر هاجر بالضيق من نفسها بينما كل ما اهتم به بتلك اللحظة هو سؤالها بقلق لهيف ...هاجر مالك ياحبيتي انتي كويسه ...زين كويس ....ايه اللي حصل ....؟!

وقفت مكانها تتطلع الي نبرته وعيناه القلقه لتشعر كم هي أساءت إليه وكم هو رجل بقلب من ذهب بينما بلحظه 

قلقه عليها نسي كل شيء....!!

عاتبت نفسها بقوة بينما وقفت مكانها تحاول ايجاد افضل طريق لتعتذر له هذا إن كان اعتذارها كافي من الاساس بعد ما ماحدث     ....

: لا بجد ..؟!

عقد اياد حاجبيه بدهشه حينما قالت تلك الكلمات لتدخل هاجر خطوة الي داخل تلك الكابينه الصغيرة المكيفه وتعيد كلماتها : لا بجد ....يعني انت جايبني كل المسافه دي بالطريقه دي وفي الاخر انت اللي قلقان عليا 

نظر لها بغباء مطلق للحظات قبل أن يفهم أنها خجوله من  الاعتراف بخطأها ليرفع حاجبه : واضح انك جايه لوحدك ....انا مجبتكيش

قالت بعفوية وهي تهز كتفها : جبتني لما سافرت وانت زعلان ...تفتكر يعني كنت هعمل ايه ؟!

ازدادت خفقات دقات قلبه ليتمهل قليلا وهو يسألها : يعني انتي جيتي كل المسافه دي عشان تصالحيني 

نظرت إلي عيناه بأسف واعتذار وهزت راسها قبل أن تتجرأ وترفع نفسها وتقبل وجنته قبله سريعه وهي تقول : اسفه مقصدتش ازعلك 

اتسعت عيون اياد بصدمه بينما ابتسامه راضيه تسللت الي شفتيه وظل واقف مكانه لحظه يحاول استيعاب ماحدث للتو .....!! 

.......


هتف رائف بامتعاض وهو يجمع باقي أوراقه بهذا الصندوق : بنت كلب ....عكرت مزاجي 

خرج من المكتب يهتف بصوت عالي ....عوض...عوض 

انت يازفت

اسرع الرجل الاشيب إليه : نعم يارائف بيه 

اشار الي أحد الصناديق قائلا : هات الصندوق ده ورايا علي العربيه 

اوما الرجل واسرع يحمل هذا الصندوق ويتجه به خلفه ويضعه بسيارته 

.........

....

خرجت هناء بخطي واجمه تسير بهذا الطريق الضيق الغير ممهد الي منزلها بينما الآلاف الاسئله تدور برأسها وأولها ماذا ستفعل بعد أن غدر بها هذا الندل بتلك الطريقه .....لامت نفسها كثيرا علي اختيارها لهذا الطريقه ولكنها سرعان ما توقفت فماذا كانت تفعل لتهرب من سطوة زوج والدتها الذي لا يترك لها قراشا واحدا الا ويأخذه ...تعبت كثيرا واردات الحياه المنعمه لتبيع نفسها بتلك الطريقه فهذا هو الشيء الوحيد الذي تملكه ....ربما نظرتها سطحيه ولكن لا نستطيع أن ننكر أنها حال الكثير ممن خرجوا للحياه دون قدر كافي من تعليم أو معرفه والأهم هو تربيه ...!!

نعم فالاخلاق والتربيه هي تلك العمله التي أصبحت نادره كثيرا في وقتنا ....لم تعد الام تنشأ أبنائها علي حسن الخلق والتهذيب ....لم تعد الفتاه تخاف علي نفسها وتشعر بقيمتها الغاليه بعد نصائح الأمهات وتربيتهم الحريصه لبناتهم وتركوهم سواء للتلفاز أو الهاتف او اصدقاء السوء لتأخذ كل فتاه معرفتها من مكان مجهول وفي النهايه تجد نفسها وصلت لمكان مجهول كما حال هناء ... ببساطه وسذاجه عقلها ظنت أنها تستطيع جعل ذئب ماكر كرائف يتزوجها ويكون تذكرتها الرابحه للعبور من خط الفقر لتجمع في النهايه بعد أن التهم لحمها تركها لقمه سائغه لمجتمع لايرحم .....

التفتت هناء بوجهها المحتقن الي حمزاوي

الذي اقترب منها وقال بمغزي : ابن الحرام غدر بيكي    

التفتت له بدهشه ليسرع يطمئنها : 

متخافيش ياهناء انا عارف كل حاجة 

قالت بتوجس : انت عاوز مني ايه ...مالك ومالي 

قال حمزاوي بثقه: عاوز اجيبلك حقك 

عقدت حاجبيها : ازاي ..؟! 

ابتسم حمزاوي قائلا : هقولك ...

..........

.. بكت هانيا بين ذراعي والدتها التي امتقع وجهها وهربت منه الدماء فلا تستوعب ما قالته ابنتها .....

لأول مرة تشعر هانيا بالقهر لتلك الطريقه بينما كتمت بداخلها طوال هذان اليومان ماحدث والذي افاضت به لوالدتها ....!!

...........

...

أوقف رائف سيارته أسفل منزله وظل جالس بها دقائق قبل أن يري في مرأئتها سيارة امير تتوقف خلفه وينزل منها ....

دخل الاثنان الي المصعد ليتصل ذلك الشاب النحيل الذي كان متوقف بدراجته الناريه علي مسافه معقوله بحمزاوي ويخبره باخر التطورات. ..... !! 

......

...

نظرت هناء بعيون متسعه وهتفت بعدم تصديق : يعني هتخليه يتجوزني ياباشا 

قال فريد : والله لو نفذتي اللي انا قولتلك عليه ....هيتجوزك ....

لمعت عيون هناء بالأمل ليقول فريد ...قولتي ايه هتقدري ؟!

قالت هناء سريعا بتأكيد : طبعا ياباشا 

اوما لها وأشار لها لتنزل من السيارة : يلا ...حمزاوي مرتب كل حاجة 

.......

...

نفث رائف دخان سيجارته بينما جلس امير  أمامه باريحيه شديده يتابع معه تطورات العمل .....قال رائف : بس انت مخلي كمال ده يشرف علي توظيف العمال ليه ؟!

قال أمير وهو يهز كتفه : عشان هو بيختار البنات اللي عاوزة تشتغل

تهكم رائف بوقاحه : وانا كنت محتار البنات اللي عاوزة حاجة تانيه 

ضحك امير بزيف قائلا : انت ادري بنفسك ....

تعالت تلك الطرقات علي الباب ليرفع امير رأسه يسأل رائف : مين اللي جايلك 

هز رائف رأسه : يمكن الواد البواب 

فتح رائف الباب ليتفاجيء بهناء امامه .....

هتف من بين أسنانه : ايه الي جابك هنا يابنت انتي .....

انا مش قولت خلاص المولد اتفض ....!!

لم تقل هناء شيء ولكنها سرعان ما باغتته ودفعته للداخل بقوة وبلحظه كانت تمزق ملابسها وتصرخ وهي تجذب خصلات شعرها تبعثرها وتضرب وجهها بقوة ...؟.

خرج امير علي تلك الصرخات هاتفا :  في ايه ..؟! 

حاول رائف تكميم فمها بعدم فهم لتمد هناء يدها لتمزق قميصه وتخدشه بأظافرها بقوة استمدتها من رغبتها بالانتقام منه بعد غدره بها ....في لحظة انفلتت من يد رائف الذي صرخ بألم وهي تدعس علي قدمه بقوة بكعب حذائها وتنقض علي امير هو الاخر ممزقه قميصه ......كل هذا كان بمثابه حلم حدث في لحظات رج خلالها صراخها ارجاء العمارة ....

تفاجيء رائف بدخول هذا الضابط وبرفقته بعض العساكر بينما ارتمت هناء علي الأرض صارخه : الحقني يابيه..... اغتصوبوني يابيه ....

انصعقت ملامح امير ورائف بينما أشار الضابط الي أحد العساكر : حط الحديد في ايديهم ....

....

........


دار رائف حول نفسه بينما بانفعال قال أمير للظابط

: عاوز اكلم المحامي بتاعي 

لوي الضابط شفتيه باحتقار : هتكلمه متقلقش بس الآول نعمل المحضر 

قال رائف بدقات قلب متسارعه بينما لم يتخيل أن تلقي تلك الفتاه عليهم تهمه كتلك بتلك الجرأه 

:  محضر ايه ياباشا..... بقولك البنت دي بتتبلي علينا  

قال الضابط ببرود : وهي هتكدب ليه ......

تعرفك منين 

قال رائف بتبرير: ياسعاده الباشا البت دي شغاله عندنا في مصنع القماش بتاع ابويا 

وانا طردتها  فحبت تنتقموعخلت التمثيليه دي 

رفع الضابط حاجبه : يعني مخدرتهاش وخطفتها بمساعده اخوك المدعو امير وتناوبتوا اغتصابها زي مابتقول

قال أمير بصدمه : لا طبعا ايه الكلام الغريب ده ...إحدى مين واغتصب مين 

هتف رائف : يابيه البت دي كدابه ......حتي

اسال البواب انا و اخويا طالعين من يجي ساعه وكنا بنراجع حسابات المصنع 

قال الضابط: هو ده بيت العيله 

هز رائف رأسه : لا دي شقتي  

: وقاعد فيها لوحدك 

هز كتفه : يعني ساعات بقعد فيها اخلص شغل

قال الضابط : بس البواب قال مشافش حاجة لانه كان بيشتري طلبات للعمارة من الصبح ....و هناء سليمان قالت انك استدرجتها لمكتبك بحجه انك هتديها باقي حسابها  وفجاه حست بحد بيكتفها وبيحط حاجة علي مناخيرها ولما فاقت لقت نفسها في الوضع ده  

هتف امير بضياع : كدابه ....كدابه 

هز رائف رأسه بعدم استيعاب كيف استطاعت تلك الفتاه تدبير كل هذا الأمر .....صرخ بعنفوان  البت دي كدابه.....

نظر امير الي رائف بحنق : انطق البت دي عملت كدة ليه ....اتكلم 

قال رائف وهو يحاول اختيار الطريق الاقل ضررا ليقول : ياحضره الضابط البت دي بتكدب ... دي تبقي واحدة انا كنت متجوزها عرفي وطلقتها وعشان كدة عاوزة تنتقم مني 

تهكمت ملامح الضابط ليقول :  معاك دليل 

اغمض رائف عيناه وضم قبضته بقوة فهي استغلت ما فعله وانتقمت اشد انتقام بينما لم يكن يدري أن الورقه التي احرقها قبل قليل كانت ستكون طوق نجاته ....

وكزة امير  بغل : انطق فين ورق الجواز العرفي

قال رائف بنبره خافته : حرقتها 

اغمض امير عيناه بضياع .... ليهتف رائف : بنت غبيه زي دي ترتب كل ده 

رفع امير رأسه سريعا ليقول للضابط : الكلام ده كله كدب انا مش هتكلم الا لما يكون المحامي بتاعي موجود وقبل اي حاجة لازم يتكشف علي الست دي واكيد الكشف هيثبت أن محصلش حاجة من اللي بتقول عليها 

قال الضابط بثبات : حقك وعموما تقرير الطبيب الشرعي هيثبت كل حاجة  

بتلك اللحظة  

رفع الضابط عيناه بينما طرق الباب لتتسع عيون رائف بصدمه بينما عقد امير حاجبيه حينما اعتدل الضابط واقفا بترحيب : فريد باشا ...اهلا اهلا 

دخل فريد بخطواته التي تقطر زهوه انتصاره بينما يري ان كلاهما بمنتهي الغباء التقطوا الطعم ووقعوا بيده .....!!

قال فريد بهيبته : تسمحلي بدقائق معاهم ياباسم باشا 

اوما الضابط الشاب سريعا  :  طبعا يافريد باشا ..اتفضل

خرج الضابط لينظر فريد بتشفي في كلاهما .....قال أمير بنبره حاقده : انت اللي رتبتها

قال فريد بابتسامه منتصره دون أن ينكر : فصلتها بالمللي

قال رائف بغل وهو يحاول التحلي بالهدوء : هنطلع منها ....انا كنت متجوز البت وتقرير الطبيب الشرعي

هيثبت أن محدش مننا قرب منها 

ضحك فريد بثقه : وانت فاكر اني بعد الترتيب ده هنسي حاجة زي دي.....

قام وسار بخطوات متمهله باتجاه رائف وهو يقول ببطء مع كل خطوة ....موضوع انك متجوزها بأيدك حرقت الورقه ......انا بقي بخصوص الطبيب الشرعي ....

توقف تمام أمام رائف وقال بابتسامه منتصره : التقرير بيتكتب دلوقتي ...

نظر له رائف بتوجس ليتابع فريد بضحكه متشفيه : بيتكتب بالضبط زي ما انا عاوزة ..... 

اتسعت عيون رائف بصدمه بينما عجز عقل امير عن التفكير ...لم يتوقع ابدا أنه سينتقم منه وظن أنه الوحيد الذكي بتلك الدائرة ليتلاعب بهم فريد بين اصابعه بل ويجعلهم هم من يلفون الحبل حول رقبتهم.... فقد توقع وهو يخطط أن يتنكر رائف للزواج من هناء ولكن نداله رائف الزائده جعلته يمحي كل الدلائل ....

اقترب فريد من رائف وهتف من بين أسنانه بقذف جبهه لتزويره التقرير الذي هدد به ورد قبل سنوات : .....مش لوحدك اللي بتعرف تزور تقارير....

امسك فريد فكه بعنف وهتف بسخط : فاكر اللي عملته فيها .....

اهتزت نظرات رائف بينما فرك امير وجهه بتوتر ....انتهي كل شيء .....نظر لهم فريد بشماته : اهو انا جبت حقها

استدار فريد واتجه للباب ليسرع يتوسله بينما توقف امير مكانه بعقل يائس يحاول التفكير في حل .....و بالرغم من تشفيه في رائف لانه نال ما استحقه علي مافعله بورد  إلا أنه ناله نفس الانتقام علي يد فريد الذي أخذ بثأرها .....

: وخالك...؟!

توقف فريد بعد نطق امير بتلك الكلمه التي تابعها : 

وخالك هتقوله ايه 

هز فريد كتفه بعدم اكتراث :  وانا مالي 

قال رايف بجديه : ابويا هيتكسر ومش 

ومش هيرفع عينه في عنين حد ومش بعيد يروح فيها 

توقف فريد مكانه لحظة قبل أن يندفع بعنف ينقض علي رائف : وانت ابوك احسن من ابوها .....ماهو ده اللي كنت هتعمله في ابوها ولاناسي ....

حاول رائف نطق شيء ولكن فريد لم يدعه ينطق بكلمه لينقض علي امير هو الاخر ويلكمه بقوة في فكه :  

وانت ياكلب مفكرتش في ابوك انت كمان 

اهتزت نظراتهم ليرمقهم فريد باشمئزاز قبل أن ينطق فريد بالخلاص الذي رتبه لرائف مؤقتا ولكنه سيظل طوق حول رقبته باقي العمر ....

:  اتجوز البت رسمي 

انصدمت ملامح رائف : نعم 

قال فريد بهيمنه: اللي سمعته.... البت هتدخل تتفاهم معاها تخرج من هنا راضيه اطلعك انا منها ...تطلع من هنا مش راضيه يبقي انت اللي اخترت

تركهم فريد وخرج بعد أن نفذ وعده لهناء ...انتقم منهم بعد أن اتفق مع أحد الضباط أصدقاؤه علي تلك الخطه بعد أن أخبره أن رائف يتملص من الاعتراف بزواجه من الفتاه المسكينه التي لجأت إليه ووافق الضابط ....

استغل هناء في انتقامه ولكن بعد أن أعطاها وعد بمساعدتها كما ساعدته وهاهو وفي بوعده ...

قال امير بغل :  اتجوزها وخلينا نخرج من هنا ولا عاجبك نتحبس

قال رائف بامتعاض : 

وحياة امك...تخرج انت واتدبس انا....أبوك هيقتلني لو عرف اني اتجوزت بنت زي دي 

هتف امير بحنق : 

مش وقته خلينا نطلع الاول وبعدين نشوف حوار ابوك

.......(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

....

خرجت ورد من كابينه الاستحمام وهي تدندن ...ياخارجه من باب الحمام وكل خد عليه خوخه ...

تابعت بصوت يقطر سعاده وهي تعقد حزام روب الاستحمام الوردي القصير حول قدها الرشيق : خوخه ..خوخه 

شهقت بفزع حينما طوقتها ذراع فريد الذي لم تنتبه لدخوله ليضمها إليه سريعا وهو يضحك ويكمل غناءها خوخه ..خوخه 

ضحكت ورد لتقول بدلال : رجعت امتي 

قال وهو ينحني يضع يداه خلف ركبتها ويحملها بين أحضانه ويسير بها الي غرفتهم : من اول ما طلعتي من بااب الحمام 

ضحكت ورد عاليا ليضعها فريد برفق فوق الفراش ويميل فوقها هامسا بأنفاس متأججه راغبه 

ممكن ادوق الخوخه ...

ضحكت ورد بخجل محبب ليقبل فريد كلتا وجنتيها برقه شديدة ثم ينثر قبلاته علي كامل وجهها قبل أن تتجه شفتاه الي عنقها ذو الرائحه المثيرة ...افلتت تأوه ورد المنتشيه التي أغمضت عيناها وتركت نفسها لسيل مشاعره.....تحركت شفتيه الي شفتيها يطبق عليها بقبله متمهله يتذوق فيها كل انش بفمها قبل أن تتحرك يداه برقه تفك حزام روبها ......!!

.......

...

بغل جلس رائف بسيارته وهو يلعن بفريد وهناء .... كان امير ينتوي الذهاب لمنزله بعد خروجه هو ورائف الذي كتب كتابه علي هناء التي خرجت ترفع راسها بزهو الانتصار ..  ولكن اتصال حنان التي قالت بصوت منفعل : تعالوا علي البيت حالا 

توجس رائف وأمير ليقول : تفتكر عرفت حاجة 

قال أمير وهو يهز ساقعه بعصبية : مش عارف .....

قال رائف وهو يدير السيارة : تعالي نشتري هدوم بسرعه قبل ما نرجع وتشوفنا بالمنظر ده ....

........دارت حنان حول نفسها بينما مازالت لا تستوعب ماحدث قبل قليل ....

Flash back

تعالي رنين جرس الباب لتترك حنان ما بيدها وتتجه للباب بنفس اللحظة التي كان مازن قد اتجه ليفتح 

....فتح الباب ليجد هاله أمامه ...عمتو...لم يكمل كلمته بينما شهقت حنان بصدمه حينما رفعت هاله يدها بدون مقدمات وصفعت مازن بقوة ....

: هاله .. انتي بتعملي ايه ...؟!

هتفت هاله باحتقار تجيب حنان : بأخذ حق بنتي اللي الكلب ابنك اتجرأ ومد أيده عليها ...

نظرت باحتقار لكلاهما واستدارت تغادر 

اسرعت حنان تجاه ابنها تزجرة ....عملت ايه ياحيوان ...انطق ...!!

Back 

اسرع امير ورائف يدخلون المنزل علي صوت حنان المتعالي بينما تصرخ بأبنها ....ياكلب بتمد ايدك علي بنت خالك ياسافل

نظر مازن لامير باتهام لتتسع عيون أمير بصدمه فهو لم يقل له ابدا أن يتجرأ عليها بتلك السفاهه ..كل ما أراده هو التقرب منها لمعرفه اي شيء عن ورد ..

....

عقد خيري حاجبيه بدهشه بينما يوقف سيارته أسفل المنزل ويلمح أخته تسرع بخطواتها تعبر الطريق بعد أن وقفت طويلا تلتقف أنفاسها بينما لم تتخيل أن يتجرأ مازن علي ابنتها ...هاله.. هاله

لم تكن هاله تسمع شيء بتلك اللحظة لتدخل الي التاكسي الذي أوقفته وينطلق بها قبل وصول خيري إليها ....

زم شفتيه بحنق وهو يفكر أن مؤكد حنان ضايقتها بسبب موضوع هايدي ليضع المفتاح بالباب بهدوء ويدخل بخطوات متسلله وهو يستمع لصوتها الساخط ليتبين تلك الكلمات التي جعلت قدماه تتسمر بالأرض بضع لحظات قبل أن ينهار واقعا حينما استمع لصوت مازن يخبرهم أنه بالفعل تحرش بابنه عمته ....!!!

: بابااااا ..كان هذا صوت امير الذي لمح بعيناه تقهقر خطوات خيري لحظة قبل أن يسقط أرضا ...

.......

وضعت ورد رأسها فوق صدر فريد العاري بينما تمرر أصابعها برقه فوق عضلاته قائله بانتشاء : هو ليه  كل الرجاله متبقاش حلوة زيك كدة ..

ضحك فريد بغرور : انا حلو ..؟! 

هزت راسها : حلو اوي يا سياده المستشار .....رفعت راسها واستندت بذراعيها الي صدره قائله : راجل اي واحده تتمني تكون جوزها ....تنهدت وتابعت بهيام : كل يوم ليا معاك بيكون احلي من اللي قبله 

ابتسم لها قائلا : وانا كمان ياوردتي كل يوم انتي جنبي فيه بيكون اسعد يوم في حياتي 

داعب خصلات شعرها النديه لتقول وهي تريح راسها علي صدره مجددا : هو ليه مش كل الرجاله المتجوزين ميبقوش زيك كدة ....

هزت كتفها وتابعت : يدلعوا مراتهم ويحنوا عليهم 

ابتسم لتتابع : يعني انا اعرف أن بابا بيحب ماما بس عمره ماكان بيدلعها اوي كدة زي ما بتعمل معايا 

ضحك فريد وداعب ارنبه انفها قائلا : اكيد استاذ مختار كان بيدلعها بس مش قدامك 

ضحكت وقالت بمرح : تفتكر 

اوما وهو يمرر يداه بشعرها : طبعا ...يعني يارورو هيدلعها قدامك ازاي....

هزت راسها باقتناع لتقول باستدراك : افهم من كدة انك مش هتدلعني لما نخلف 

ضحك. فريد علي ملامحها وهو يهز راسه : اه طبعا 

وكزته بكتفه  : ياسلام ...

جذبها بحضنه وقال بعبث : هدلعك بس بعد ما الولاد يناموا 

انفلتت ضحكتها الناعمه ليبتلعها فريد بشفتيه مطولا قبل أن يقطع قبلتهم رنين هاتف ورد .....جذبت الغطاء حول جسدها وقامت للخارج حيث تركت هاتفها ليستند فريد براحه الي الوساده خلفه وهو يري نظرات امير ورائف بانتشاء ....!!

عادت ورد بعد قليل ليسالها فريد : مين ياروحي 

قالت ببساطه وهي تتجه الخزانه تلتقط لها ملابس : دي ندي ...

عقد حاجبيه بينما ارتد للواقع بقوة مرتطما بهذا الماضي الذي ابي الرحيل ....

دخلت ورد للاستحمام ليدور فريد حول نفسه بحنق شديد ...تلك اللعينه لا تريد أن تخرج من حياته ابدا ...

........

...

اندهش نائل حينما دخل للمنزل ووجد داليا ....لم ترفع داليا راسها عن هاتفها حينما فتح رائف باب المنزل ودخل ليقف نائل مكانه لحظة لايدرك ماذا يفعل ...؟!

هل يتعامل وكأن شيئا لم يكن ...هل ستصمت وتقبل كما قبلت كل شيء وكما اعتاد منها ليقرر اخيرا الدخول 

قال وهو يتطلع إليها : السلام عليكم

أجابت داليا بعدم اكتراث دون أن ترفع عيناها عن هاتفها : وعليكم السلام ...

اغتاظ من تجاهلها له ولكنه ظن أن هذا هو رد فعلها علي اعاده ندي لعصمته ليتجه الي الممر المؤدي للغرف وهو يخبر نفسه أنها بضعه أيام وستتجاوز وترضي وحدها كما تفعل دوما ....

؛ استني ..!!

توقف مكانه والتفت إليها لتشير داليا بهدوء الي باب الغرفه المجاوره لغرفتهم الرئيسيه : هدومك في الاوضه دي ...

اتسعت عيناه بصدمه ممزوجه بعدم الفهم : ايه ؟!

عادت لتنظر الي هاتفها مجددا وتقول بعدم اكتراث ظاهري بيننا تضغط علي نفسها باقصي قوة لتبدو بهذا الثبات سيرا بنصيحه خالتها ...

: بقولك هدومك وكل حاجتك في الاوضه دي ....

هتف نائل بامتعاض : يعني ايه ....ايه ياهانم بتتطرديني من بيتي 

قالت ببرود وهدوء عكس ما توقع : العفو ....انا بس نقلت هدومك الاوضه دي عشان لو حبيت تجيب مراتك تبات معاك

استهجنت ملامحه بقوة ...هل تسخر منه بكلامها ليهتف وقد تزعزع كل تفكيره بموقفها البارد الذي قلب كل الموازين بينما توقع كما قالت ندي حرب ليجد عدم اكتراث وبرود لاينكر أنه ضايقه ليقول بقليل من الانفعال : انتي اتجننتي ياداليا....مراتي ايه اللي اجيبها معاكي في نفس البيت

هزت كتفها ببرود : وايه الجنان في كده ....مش مراتك وأم ابنك وحبيتك....قذفت جبهته وهي تكرر نفس كلماته بسخرية : وارد اوي تيجي تعيش معاك هنا

عقد حاجبه وقال باستنكار شديد : يعني انتي معندكيش مانع تعيشي مع ضرتك 

هزت داليا كتفها ببرود وقالت بعدم اكتراث : عادي مش فارقه ....

...

عقد فريد حاجبيه بقوة : ايه.؟!

استغربت ورد تغير ملامحه بتلك الطريقه بينما قالت ببساطه : بقولك كانت بتتصل تعزمني علي حفله عيد ميلاد ابنها

لم يشعر فريد بحده نبرته بينما يقول : وهو ايه اللي بينك وبينها عشان تعزمك

استغربت ورد كثيرا لتترك تصفيف شعرها وتتجه إليه : في ايه يافريد مالك متعصب ليه ....

حاول السيطرة علي أعصابه بينما يقول : ابدا بس مستغرب...ايه العلاقه بينكم عشان تعزمك 

قالت ورد ببساطه : مش زميلتك يافريد 

انفلتت اعصاب فريد ليقول بانفعال : لا مش زميلتي ياورد ومش عاوز يكون ليكي بالست دي اي علاقه ...فاهمه ...

عقدت ورد جبينها بقوة بينما استغربت موقفه الحاد من تلك المراه دون غيرها لتقول بعدم فهم : ليه يافريد...مالها الست دي ....ليه دايما شايفاك واخد موقف منها ...

اهتزت نظرات فريد بينما استجمع كل شجاعته وقد عرف أن الدائرة انعقدت حول عنقه ولا مفر ولا هروب ....!!


قراء ممتعه بقلم رونا فؤاد

كل سنه وانتوا طيبين وبخير 

ايه رايكم في اللي عمله فريد في رائف وأمير ...

ياتري امير هيسكت .....فريد هيعترف اخيرا بكل حاجة لورد


الفصل الثامن والعشرون

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !