وقعت ببراثن صقر الفصل الثاني عشر

6


 الفصل السابق

ضم قبضته بغضب وهو يضغط علي أسنانه بغيظ : لو مفتحتيش الباب هكسره 

قالت بانفعال : قلتلك مش فاتحة واتفضل روح للهانم مراتك 

قال بغيظ وتوعد : ماشي ياساجي... هنشوف كلام مين اللي هيمشي .... شهقت بمفاجاه لتتراجع للخلف سريعا ماان دفع الباب بقوة لتتراجع للخلف بخوف حينما دخل للغرفة وهو يقترب منها لتجد نفسها اسيرة لذراعية التي امسكتها تقربها له بينما التقت عيناها بعيناه القاتمه لتغمض عيناها سريعا بينما شعرت بانفاسة قريبه منها وهو يقول بصوته الاجش : كنتي بتقولي اية بقي ؟

ظلت مغمضة عيناها ولم تحرك ساكنا  ليقول أمرا : فتحي عينك وبصيلي وانا بكلمك 

ظلت بلااستجابه ليسرع هو بامساك ذقنها ليرفع وجهها نحوه لتفتح غابات عيونها الخضراء الجميلة علي وسعهما لتتقابل بعيونه التي ازدادت قتامتها وهو يتطلع لتلك العيون التي تشبه الجنه بغاباتها الخضراء لايعرف ماذا تفعل به بمجرد النظر اليها لتسلب انفاسة بتلك الطريقة لينحني نحوها قائلا : انتي اد اللي عملتيه ... ؟! 

زمت شفتيها التي تشبه حبات التوت قائلة بتحدي  : اه...

التوت شفتيه بابتسامه متسليه من غضبها الذي جعل وجنتها الحمراء تنتفخ ليقترب منها اكثر قائلا بمغزي وهو يمرر انامله برقه علي شفتيها : بتطرديني وعاوزاني اروح لها 

ابعدت يداه عنها ونظرت اليه بغضب قائلة : اه مش انت متجوز... جاي عندي لية.... اوعي تكون فاكر اني هقبل الوضع ده وانا بحذرك لو فكرت تقربلي تاني انا هكسر ايدك 

ضحك باستخفاف من شراستها التي راقته كثيرا ليهمس بخفوت بجوار اذنها : تستاهلي عقاب علي كل اللي بتتجرأي وبتقوليه 

ارتعش جسدها من همسه الحميمي بأذنها وقد هز مشاعرها وشل أطرافها لتزحف عيناه تجاه عنقها الذي توزعت عليه علامات قبلاته من ليلة امس وتنزل تجاه باقي جسدها ينظر اليها وهو يميل نحوها اكثر ليهمس لها بوقاحة  :وبصراحة انا بقيت بحب اعاقبك اوي ياساجي 

نطقه باسمها بذلك الهمس المثير وتر اعصابها للحظات ولكنها لن تسمح له بأن  يضحك عليها مجددا  ويستغل سذاجتها لتجاهد للتمسك بثباتها وارادتها لترفع كلتا يديها وتدفعه بعيدا عنها هاتفه بشراسة : قلتلك متقربليش تاني 

ارتسمت ابتسامه هازئة علي شفتيه قائلا :مش شايفة ان اعتراضك ده متأخر شوية بعد ليلة امبارح ... 

اندفعت الدماء الغاضبه لوجهها لترفع يدها تجاهه تسدد له صفعه عنيفة تلقاها صقر في راحة يده اليمني ليرفع حاجبه ناظرا اليها وهو يعتصر اصابعها الرقيقة بين اصابعه الغليظة قائلا : كمان بتتجرأي وترفعي ايدك عليا... ده انتي حسابك تقل اوي معايا 

قالت بتحدي : وانت مين عشان تحاسبني 

بنظرة مريبة ضيق عيناه تجاهها قائلا : هقولك انا مين.... بس مش هنا 

قبل ان تتساءل كان يقول بجدية : اجهزي وتنزلي ورايا علي تحت عشان هرجعك البيت 

فتحت فمها وكانت علي وشك التحدث لتجده امامها قائلا بخفوت محذرا  : احسنلك تنفذي اللي قلته ومتنطقيش ولا كلمه لو مش عاوزاني اعاقبك علي كل اللي عملتيه حالا 

تسارعت دقات قلبها متأثرة بقربه منها  لتخفض عيناها سريعا وهي تهز راسها ايجابا  لتشعر بشفتيه تقترب ليطبع قبله سطحيه علي جانب شفتيها قائلا بخفوت : برافو عليكي

تركها وانصرف ليتجه لغرفته متجاهلا تماما لزينه التي ارتسمت علي شفتيها ابتسامه ظنا منها انه عاد ليطمئن عليها ولكنها سرعان ما تلاشت حينما وجدته متجاهلها كعادته حتي انه لم يسأل عن حالها.... 

توجهه للحمام ليقف تحت المياة الباردة وهو يتذكر مافعلته ساجي قبل قليل لتنمو ابتسامه علي جانب شفتيه فهي قد جن جنونها حينما ذهب لزينه.... انها تغار بشدة .!! 

انها لم ثتور عليه بتلك الطريقة بالرغم من كل مافعله بها لتفعلها الان لمجرد انه تركها وذهب لزينه وتخبره انها لاتقبل بزوجه اخري.. ..! حسنا انها تفقده عقله بتصرفاتها الطفوليه التي بات يعشقها ولم يعد يطيق صبرا للابتعاد عنها لذا يريد أن يعود بها لمنزله بعيدا عن كل من حولهم... لقد منع نفسه بصعوبة من أخذها بين ذراعيه لمرة اخري ومعاقبه شفتيها علي تلك الكلمات التي تتفوه بها..! 

مد يده ليغلق المياة ومازالت الابتسامه علي وجهه وهو يتوعدها... ماشي ياساجي هو انتي لسة شفتي حاجة 

خرج من الحمام وقد ارتدي ملابسة ووقف امام المرأه يهندم من نفسه لتقطب زينه جبينها بتساؤل فالوقت لايزال مبكرا لانصرافه

: انت رايح فين بدري كدة؟

نظر اليها نظرة محذره لتسرع بتمثيل المرض وهي تغمض عيناها بقوة قائلة :اصل انا تعبانه اوي 

نظرت اليه باعين راجية ضعيفة : متسبنيش لو سمحت ياصقر 

التفت اليها قائلا باستنكار : هسيب شغلي واقعد جنبك يعني 

قالت بصوت مختنق بالدموع : لا مش قصدي... انا بس بقول ان محدش هيهتم بيا كلهم بيكرهوني

زفر بضيق فهو ليس من عادته ان يتجاهل انسانيته هكذا ويكون بهذه القسوة كما انها زوجته ايضا

ليقول وهو ينظر اليها : طيب اهدي وقوليلي عاوزة اية... هطلبك الدكتور يشوفك بس انا لازم اسافر 

هزت راسها بضعف لامس أوتار قلبه لتقول باحباط : مفيش داعي للدكتور... شوية وهبقي كويسة.. سافر انت 

تنهد مطولا ينظر اليها لايريد ان يظلمها ولكنه لايجد بداخله شئ تجاهها فوجودها بحياته خطأ من البداية عليه اصلاحة 

اومأ لها ثم نادي بصوته القوي لسعاد التي هرعت علي الفور :اوامرك ياصقر بيه 

قال بلهجة إمرة وهو يلقي بالبعض من ملابسه التي اخرجها من الخزانه علي الفراش :جهزي شنطتي ونزليها علي تحت وتفضلي جنب الست زينه متسيبيهاش  

اسرعت سعاد بتوضب الملابس بداخل الحقيبه 

ليلتفت اليها قائلا  : هبقي اتصل اطمن عليكي 

ابتسمت له زينه قائلة  بصوت ضعيف : متشكرة... تروح وترجع بالسلامه 

.... 

...... 

ابتسمت له صفيه وهو ينزل الدرج قائلة : صباح الخير ياصقر 

قبل يدها قائلا : صباح الخير ياأمي 

: اية ياحبيبي انت مسافر ولااية؟ 

: اه عندي شوية شغل في اسكندرية يومين وراجع علي طول 

: بالسلامه ياحبيبي.... طيب انا هجهز الفطار علي طول 

هز رأسة : لا ياماما مفيش داعي... انا هدخل اشوف جدي وامشي علي طول عشان مستعجل 

قالت برجاء :طيب لقمه صغيرة 

ابتسم لها بحنان : خليها قهوة وهشربها مع جدي 

اومات له ليقول : معلش ياماما .... زينه كانت تعبانه ممكن تبقي تبصي عليها بعد شوية 

هزت راسها ليلمع في عيناها سؤالها قائلة:زينه بس اللي عاوزني اطمن عليها

اومأ لها : اه زينه بس...وابعتي فاطمة تستعجل ساجي 

سألته بدهشة : هي مسافرة معاك؟ 

: لا.. هرجعها البيت قبل مااسافر 

: طيب ماتسيبها  معانا لغاية ماترجع

هز رأسة بنبرة قاطعه : لا ولو سمحتي ياماما محدش يتدخل 

اومات له باستسلام لتتجه للمطبخ...


..... 

.......

لوت سوسن شفتيها بتوبيخ لسعاد : اية يا سعاد كل ده فوق مش عارفة ان ورانا شغل

قالت سعاد : لا انا هجهز الفطار للست زينه وهطلع تاني اقعد جنبها أصلها تعبانه شوية 

قالت سوسن : تعبانه... اية حامل يابت ولااية 

هزت سعاد راسها قائلة  : معرفش.... بس سيبك انتي من الموضوع ده... ده في موضوع تاني حصل...... 

اتسعت عينا سوسن بعدم تصديق مرددة بهمس : انتي بتقولي اية يابت ياسعاد

قالت سعاد بهمس خبيث : زي مابقولك كدة... كان بايت في اوضتها وركبه ١٠٠ عفريت لما شافني وزعق فيا 

لوت سوسن شفتيها بعدم تصديق : وهو هيبات عندها لية...هي دي مش بنت عزيز بيه الله يرحمه علي ماسمعنا لما جت قبل كدة مع امها وكانوا في الملحق بتاع البيت 

: ايوة ياسوسن... المرة دي بقي جاية معاه لوحدها... بليل بقي لما الست زينه قالتلي انها تعبانه واني اروح اناديه رحت زي ماقالتلي اوضته القديمه..... لقيته فتح الباب وهو متعصب وكان... لامواخذة يعني... همست :شكله كان معاها وكانوا نايمين كمان... 

شهقت سوسن بصدمه : يالهوي.....انتي اتجننتي ياسعاد  

:  يابت بقولك شايفاها بعيني نايمه في اوضته لما قام فتحلي الباب.... ياعيني مستغفلين رافت بيه اللي تعبان ومش دريان بحاجة وطبعا الست زينه الغلبانه مش هتقدر تتكلم.... شهقت سعاد بصدمه ماان تعالي صوت صفيه التي دخلت المطبخ لتستمع لحديث تلك الخادمه لتصرخ بها : نهارك اسود ... انتي بتقولي اية يابت انتي 

ارتجفت سعاد بخوف : والله... ياست صفيه اناااا... قاطعتها صفية بغضب : انتي اية يازبالة انتي عشان تجيبي سيرة ابني علي لسانك.... ده انا هقطع لسانك .... 

هتفت بخوف : ياست صفية... انا مش قصدي... انا.... جذبتها صفيه من ملابسها لتصيح بها بغضب : انتي يومك اسود ياكلبه... عارفة اللي بتجيبي سيرتها تبقي مين.... دي تبقي مرات صقر... عارفة هيعمل فيكي اية لما يعرف اللي قلتيه علي مراته ...... انهمرت دموع سعاد بخوف واضح... لا والنبي ياست صفيه بلاش تقولي لصقر بيه....

هتفت صفيه بغضب : عاوزة تجيبي سيرة ابني ومراته كدة بالساهل واسكتلك انتي والكلبه التانية ده انتوا نهاركم اسود 

بكت سوسن بحرقة : والله ياست صفيه انا ماليش دعوة هي اللي كانت بتتكلم .... اخرستها  صفيه بحدة : اخرسي... 

قطب بدر جيبنه وهو يتجه لتلك الأصوات العالية قائلا بصوت اجش : في أية ياصفيه مالك صوتك عالي لية؟ 

هتفت صفيه بغضب : تعالي شوف يابدر دخلت لقيت الكلاب دول بيجيبوا في سيرة صقر وساجي 

عقد بدر حاجبيه بغضب جحيمي : بتقولي اية ؟

تراجعت سعاد برعب للخلف ليجذبها بدر بعنف من شعرها لتصرخ بتوسل: ابوس ايدك يابدر بيه... انا معملتش حاجة 

: ده انا هقتلك يابنت الكلب... انتي بتجيبي سيرة بنت عيلة السيوفي 

قالت بارتجاف وهي تتوسلة : سامحني يابدر بيه... سامحني انا معملتش حاجة.....

: ده انا هقطع لسانك انتي وأهلك 

جذبها بعنف تجاه باب المطبخ الخلفي ليهتف باسماعيل حارسه... اسماعيل... اسماعيل 

ارتج المنزل لصوت بدر الجهوري ليسرع اليه اسماعيل قائلا : نعم يابدر بيه 

: خد البتين دول وادبهم لغاية مااجيلك 

... 

.... 

......... 

كان صقر جالسا برفقه جده حينما اندفع بدر وهو ينفث النيران ليلتفت اليه رافت قائلا : في أية يابدر مالك؟ 

قال بدر بغضب : في ان سيرتنا بقت علي لسان الخدامات كمان...... 

عقد صقر حاجبيه واشتعل وجهه  بالغضب بينما اخبرهم بدر بما حدث  ليزمجر بغضب وهو يعتدل واقفا : ده انا هقطع لسانهم... اوقفة عمه : استني ياصقر...انا خلاص اتصرفت معاهم ....وبعدين الغلط غلطنا من الاول 

عقد صقر حاجبه باستفهام ليكمل بدر ; ايوة طبعا ياصقر محدش يعرف انها مراتك... وانت كمان راجل متجوز كنت بقي بتعمل اية عندها وش الفجر.... 

سحق صقر أسنانه: عمي.! 

التفت اليه بدر قائلا بغضب : عمي اية ياصقر... دي الحقيقة... انت اللي غلطان 

قال رافت مؤيدا : ايوة ياصقر عمك عنده حق... البلد كلها لازم تعرف انك اتجوزت بنت عمك .... اول ماترجع من اسكندرية هنعمل فرحكم

هتف صقر باعتراض : فرح لا طبعا... 

: لا لية 

: انا حر...

:لا مش حر دي سمعه العيلة وسمعه بنت عمك ومراتك 

زم شفتيه ليكمل بدر بتعقل : اية مشكلتك ياصقر... اللي بنقوله ده هو اللي لازم يحصل...افرض مراتك حملت دلوقتي اية فجأه هنقول للناس انك اتجوزت وبعدين انت اصلا هتخبي جوازك لية 

: مش هخبي جوازي بس خلاص مفيش داعي لفرح ولا كلام فارغ 

قال رافت : فرحك كلام فارغ..! 

نظر صقر لجده يذكره بأنه قد أقام بالفعل حفل زفاف  وهي من هربت منه ليتزوج بأخرى 

: جدي خلاص الموضوع انتهي... 

دخلت فاطمة قائلة بتهذيب :الست صفيه بتقولك ان الست ساجي جاهزة 

قطب رأفت جبينه قائلا : انت هتاخد ساجي معاك 

هز رأسة قائلا : لا هرجعها علي البيت 

زفر بدر بضيق : بيت اية اللي هترجعها عليه ياصقر...انت عاوز الكل يجيب في سيرتك 

قال رافت بحزم : ساجي مش هتطلع من البيت قبل ما الناس كلها تعرف بجوازكم 

نظر اليه صقر باستنكار ليكمل رأفت بجدية :ولا كمان هتبات عندها قبل الفرح... كلامي انتهي ومحدش هيعارضني فيه 

تركهم صقر وانصرف وهو ينفث النيران  كعادته حينما لايريد تنفيذ شئ ليقول بدر : وبعدين يابابا في دماغة الناشفة دي 

هز رافت راسه متنهدا : مش عارف يابدر... بس انا مش هسمحله يخالف كلامي... دي سمعه العيلة... انت بس ظبط كل حاجة ولما يرجع نبقي نقنعه 

..... 

وقفت ساجي مكانها مندهشة حينما مر صقر من امامها كالعاصفة المشتعله دون قول شئ ليتجاوزها خارجا من المنزل دون توجيه اي كلمه لها فقط اخبرتها فاطمة بأن جدها يريدها ان تذهب اليه... 

........ 

رمشت سهام بعيونها بوهن قبل ان تفتح عيناها ليسرع شريف تجاهها بلهفه زائفة :عمتو... عمتو  انتي فقتي 

أدارت سهام عيناها بارجاء تلك الغرفة البيضاء تحاول استيعاب ماحدث لتردد بلسان ثقيل : انااا فين.... اية اللي حصل ؟

: انتي تعبتي شوية ياعمتو.... وفي المستشفي هنادي ليكي الدكتور 

دخل عدة أطباء لغرفة سهام التي بدات الأحداث تتدفق لراسها لترجف عيناها قليلا وهي تنظر تجاه شريف الذي اسرع نحوها ينظر اليها بابتسامة مطمئنة 

: الحمد لله وظائف الجسم ابتدت تستعيد كفاءتها بس هنعمل شوية فحوصات نطمن 

اومأ له شريف لنبدأ الممرضات بتجهيزها لاخذها لعمل الفحوصات الازمة... 

..... 

...... 

أشعل صقر سيكارته بينما نظر اليه فريد قائلا: واحنا من امتي بندخل شركاه معانا 

نفث دخان سيكارته : المناقصة دي وبس 

: طيب افهم 

هز صقر راسه : مش لازم تفهم يافريد... كل اللي عاوزة منك انك تطرح تنفيذ المناقصة من الباطن وترسي العطا علي شركة شريف عبد الحميد والباقي هبقي ابلغك بيه 

تنهد فريد مطولا وهو ينظر لصقر الذي لن يستطيع معرفة شئ منه مالم يريد ذلك ليقول ; ماشي ياصقر زي ماتحب ... بس انت شايف ان مناقصة كبيرة زي دي بالملايين اديها لشركة ملهاش اسم 

قال صقر بنفاذ صبر :وبعدين معاك يافريد انا عارف ياسيدي انا بعمل اية 

هز راسه ليبدا بتجهيز تلك الأوراق التي بها اول خطوة لاعادة الأموال التي أخذها شريف ثمن لورث ساجي التي يتمني لو يعرف السبب لفعلتها تلك فكيف تضحي بميراثها لهذا اللعين بتلك البساطة...! 

..... 

......... 

وضعت احد الممرضات الوسادة خلف ظهر سهام التي ساعدتها علي الاعتدال لتخرج بعدها.... 

: حمد الله علي السلامه ياعمتو 

اشاحت سهام بوجهها دون قول شئ ليقترب شريف لفراشها قائلا ببراءه : كدة برضه ياعمتو مش عاوزة تردي عليا... ده بدل ماتشكريني اني قدرت ارجع فلوسك تاني

التفتت اليه بلهفة : رجعتها

اومأ لها وعلي شفتيه ابتسامة ساخرة فهي كما هي لم تتغير عبدة للاموال حتي انها لم تسأل عن ابنتها حتي الآن وكل مااهتمت له هو المال  : ايوة طبعا... انتي بس ارتاحي دلوقتي ولما تخفي هبقي احكيلك علي اللي حصل 

اومأت له ليتجه تجاه الباب مغادرا لتتذكر اخيرا : فين ساجي ياشريف؟ 

قال ببرود : جدها اخدها غصب عنها 

قطبت جبينها : انت بتقول اية؟

اتجه نحوها قائلا :صقر السيوفي اخدها ورجعها عندهم.... عمتو انتي لازم تخفي عشان نعرف هنتصرف ازاي ونرجع ساجي.... ساجي مينفعش تفضل هناك والا فعلا كل حاجة هتضيع..... 

..... عقد صقر حاجبيه وهو يراجع ذلك الفيديو وهو يزم شفتيه قارب الوصول للحقيقة كما أن شعوره بأن ساجي لم تفعل شئ بارادتها قد زاد اذن فمن اعطي الاموال لشريف هو سهام وليست ساجي

التفت لجسار قائلا :عين رجالتك متغفلش عنهم 

: متقلقش ياصقر بيه.... هي كلها كام يوم وتخرج من المستشفي وكل خطوة هتكون عند سيادتك.... اخرج بضعه أوراق من جيبه قائلا : ودي المعلومات اللي طلبتها عن منير ابو الدهب وبنته 

هز صقر راسه وهو ياخذ الملف ويضعه بالسيارة قائلا : تمام... يلا انا هرجع دلوقتي وانت خلص مع رجالتك وحصلني... 

..... 

.. 

... 

اتجهت ساجي لغرفة جدها وهي تعض علي شفتيها بارتباك لاتريد اي مواجهه او أسئلة لاتعرف كيف تجيب عليها... طرقت الباب ليدعوها صوت جدها للدخول... 

:تعالي ياساجي 

دخلت ساجي بخطي مترددة ليقول جدها بلطف :اية يابنتي مش تيجي تصبحي علي جدك ولا انا لازم ابعتلك

هزت كتفها : لا ابدا... بس.. أصل 

هز رأسة قائلا : لا خلاص مش هتروحي في اي مكان وهتفضلي هنا 

ابتلعت لعابها بتساؤل عن معني كلمات جدها الذي قال موضحا : هتبقي تروحي مع صقر بس بعد ما نعمل لكم فرح 

رددت : فرح.! 

اومأ لها وعيناه تعاتبها : ايوة فرح... فرح ياساجي بدل اللي هربتي وسبيته قبل كدة 

نكست عيناها بخجل وقد احمر وجهها من شدة انفعالها وهي تتذكر تلك الليلة ليناديها جدها لتنظر اليه وهي تري تلك الأسئلة بعيون جدها الذي قال بحزم : اظن من حقي افهم كل حاجة 

نكست راسها بصمت فماذا ستخبره..؟ انها تخجل من أخبار جدها بماحدث تلك الليلة كما انها ايضا تخشي من رد فعله تماما كصقر فهو لن يصمت ماان يعرف بأن والدتها اتفقت مع شريف علي تلك العبه القذرة علي حفيدته... انها بالرغم من اي شئ والدتها ولابد وان لديها تفسير وسبب لمافعلته بها وهي تخشي بطش صقر وجدها بها لذا لابد أن تصبر قليلا لعلها تعرف الحقيقة ان تحدثت مع والدتها فقد جال بخاطرها بأن شريف ربما هو من قام بتلك الخدعه وحده فعقلها مازال لايستوعب ان والدتها تفعل بها هذا... 

: ساجي تحدث جدها ليخرجها من صمتها 

:قوليلي كل حاجة ياساجي... اية اللي حصل وخلاكي تهربي.... رفعت عيناها تجاه عيون جدها التي تحمل الطيبة بالرغم من قوته : مكنتيش عاوزة تتجوزي صقر 

هزت راسها بالنفي ليسالها مجددا وهو يحتفظ بهدوءه : طيب هربتي منه ليه؟  سبتي ورثك لية لابن خالك... 

.... سهام اللي خلتك تعملي كدة 

ظلت صامته ليقول بنفاذ صبر ; هتفضلي ساكته كتير؟ 

صمتت بضع لحظات ثم قالت بخفوت : مش عارفة اقول اية؟ 

: قولي اي حاجة انا سامعك....

فركت يدها وهي تنظر للأسف قائلة بصوت خفيض : هتصدقني لو قلتلك اني انا مش عارفة ولا فاهمه حاجة....كل اللي حصل  بالرغم من انه حياتي بس انا ماليش اي يد فيه....وده العادي انا اصلا طول عمري كدة

ماليش ايد في اي حاجة تخص حياتي... 

طول عمري بسمع الكلام اللي يتقالي وبنفذه... شجن صوتها قليلا وهي تكمل : بابا مكنش جنبي ولا علمني يعني اية تكون ليا شخصية وراي... بالرغم انه كان دايما بيجيب ليا كل حاجة نفسي فيها بس انا كان نفسي اتكلم معاه هو زي ماكنت بتكلم مع ماما... انا عرفة انكم بتكرهوها... بس هي امي برضه... انا معرفش حد في الدنيا غيرها.. كبرت وشايفاها علي طول متعذبه بسببي لاني انا اللي ربطت حياتها ببابا اللي كان سبب عذابها... 

قطب رافت جبينه من كلامها ولكنه ثمن لتسترسل في الحديث : انا معرفهوش عشان ادافع عنه.... عارفة انه ممكن كان طيب بس غصب عني معرفهوش.... ياجدو هو اه كان بيحاول يقرب مني بس مكنش، بيحاول اوي... كان بيعمل كدة تقضية واجب... متمسكش بيا 

:متظلميهوش يابنتي... ابوكي كان بيبحبك بس سهام كانت بتسمم أفكارك من ناحيته 

اومات له : جايز..... عموما انا خلاص مش عاوزة افتكر حاجة من دي ربنا يرحمه 

... تنهدت مطولا ثم قالت وهي تنظر اليه :انا معنديش سبب ادافع بيه عن نفسي.... اسفة ياجدو اني عملت كدة... بس كان غصب عني  

نظر اليها رافت بتشجيع لتبتلع لعابها قائلة : مش هقولك غير اني مقصدتش اعمل كدة وكنت مضطرة 

اندفع رافت : سهام هي اللي خلتك تعملي كدة صح .. 

هزت راسها بالايجاب قائلة بتفسير واهن : ماما برضه ملهاش غيري وخافت اني ابعد عنها لمااقرب منكم عشان كدة كانت رافضة جوازي من صقر 

حبت اننا نبعد وانا خفت اقولها اني اتجوزت صقر خلاص من وراها عشان كدة سكت وبعد كدة الورث ضاع وخفت من صقر لما يعرف.... هزت راسها بألم واردفت :  انا متلخبطه ومش فاهمه ولاعارفة حاجة... بمشي ورا احساسي والاقي نفسي واقعة في مشاكل 

فجأه لقيت نفسي خايفة من كل حاجة... من ماما ومن صقر ومن شريف... ولغاية دلوقتي

خايفة

جذبها رافت من ذراعها لاحضانه الحنونه يربت علي شعرها برفق :اوعي تقولي كدة... حفيدة السيوفي متخافش من اي حاجة ولا من اي حد....

طفرت الدموع من عيونها لأول مرة تشعر بالحنان والاحتواء وبأن هناك من يقوي ظهرها لتتشبث به اكثر ليمرر رافت يده بحنان علي ظهرها :خلاص ياساجي كفاية متتكلميش غير لما تبقي عاوزة.... بس اعرفي ان انا جنبك ياساجي.... انا جنبك ومش عاوزك تخافي من اي حاجة طول ماانا عايش

رفع ذقنها لتنظر اليه ليري دموعها المترقرقة بعيونها ليمد يده برفق يمسحها قائلا : انا جنبك.. ومش انا بس.. انا وعمك بدر وولاد عمك زين ورحيم وقبل كل دول صقر ابن عمك وجوزك... اكتر واحد هيقف جنبك ويحافظ عليكي..

وضع وجهها بين كفيه قائلا :انا عارف انك لسة مخبيه عليا حاجة بس انا مش مستعجل اعرفها وهستني في يوم تجي تقوليلها لي انا متأكد ان بنت عزيز ابني مش طماعه ولا هربت من جوزها عشان الفلوس ...

اومات له وانحدرت دمعه علي خدها تجتاح الراحة اوصالها لأول مرة تجد من يستمع اليها ويفهم مشاعرها ليقول وهو يمسح تلك الدمعه;مش عاوز اشوف دموعك تاني.... ولا عاوز الاقيكي ضعيفة انتي حفيدة رافت السيوفي ومرات صقر السيوفي يعني مفيش حاجة تخوفك.. فاهمة

اومات له ليبتسم لها بحنان رابتا علي كتفها... لتهمس له بخفوت : شكرا ياجدو

طرقت صفيه علي الباب قائلة : تحب اجهزلك الفطار دلوقتي ياعمي

هز راسه قائلا : لا يا صفيه ماليش نفس... بس خدي ساجي تقعد معاكم بدل ماهي طول اليوم حابسة نفسها في اوضتها

ابتسمت صفية بتشجيع : طبعا ياعمي تعالي ياساجي دي حتي طنطك نجوي من امبارح وهي عاوزة نطلعلك

ابتسمت لها ساجي قائلة : طيب ماتنزل تقعد معانا ياجدو...

ابتسم لها قائلا : مش قادر ياساجي 

: ولا عشان خاطري 

اومأ لها قائلا : ماشي هنزل عشان خاطرك 

قالت بسعادة  : وانا هجهز الفطار لينا كلنا 

قالت صفيه : متتعبيش نفسك ياساجي الشغالين كتير

: لا مفيش تعب... انا اصلا بحب اطبخ جدا

ساعدت ساجي وصفيه رأفت لينزل الدرج 

....

......

تجمعت العائلة حول مائدة الطعام  التي اعدتها ساجي ليقول بدر بسعادة وهو يري ابيه جالس بمكانه علي راس الطاولة : نورت مكانك يابابا

ابتسم له رافت لتقول صفية : البركة في ساجي هي اللي اقنعت عمي ينزل يتعشى معانا 

ابتسم بدر قائلا : بكرة ان شاء الله كمان نتجمع كلنا علي العشا يكون صقر رجع وابقي اقول لرحيم يجيب مراته كمان ويجي وزين يخلص شغلة بدري 

... بدأ الجميع بتناول الطعام الشهي وتجاذب أطراف الحديث لتشعر ساجي سريعا بالالفه وسطهم لتشعر بمقدار غباءها لأنها استمعت لكلام والدتها عن مدي سوء عائلتها وهم بالواقع طيبون ويحبونها كثيرا..... 

... 

..... 

في اليوم التالي كانت ساجي بالمطبخ تعد طعام العشاء حيث ستجتمع العائلة برفقة صفيه ونجوى وأصوات ضحكاتهن تتعالي بالمكان فلم ينتبه احد لزينه التي وقفت لدي الباب تتطلع إليهم بمثل هذا الحقد فلم يعاملها احد مثلما يعاملوا تلك الفتاه

التفتت اليها نجوي قائلة : واقفة عندك بتعملي اية يابت ناجي 

قالت زينه ببرود : داخلة اجيب كوباية عصير عندك مانع 

رمقتها نجوي بنظرة غاضبه : اتكلمي عدل يابت انتي احسنلك... 

تدخلت صفيه بعقلانيه قائلة : اتفضلي يازينه اطلعي اوضتك وهخلي فاطمة تجيبلك اللي انتي عاوزاه 

التفتت لنجوى قائلة : وبعدين يانجوي

قالت نجوي بغضب : ولا بعدين ولاقبلين البت دي لازم تتربي... انا هقول لصقر علي قله ادبها 

تغيرت ملامح وجهه ساجي لتوكز صفيه نجوي بكتفها وهي تقول : خلاص بقي يانجوي 

تجمعت العائلة حول الطاولة مجددا ولكن ليس برفقتهم صقر الذي أخبر جده بأنه سيتاخر للغد لان لديه العديد من الأعمال المتأخرة لتشعر ساجي بقليل من الاحباط ولاتنكر بأنها بالفعل افتقدته 


....

لم يكن هذا حالها وحدها فهو ايضا اشتاق اليها ليجد نفسه ينهي الأعمال سريعا ويقرر العودة  

.... 


دخل صقر المنزل ليشعر بالدهشة لتعالي تلك الأصوات من غرفة السفرة ليتوجه اليها ليري تلك الضحكة المشرقة التي ارتسمت علي شفاه ساجي وهي تتحدث مع والدته وقد تجمعت العائلة حول المائدة ليتقدم بخطوات بطيئة تجاههم وعيناه متركزة عليها وقد انطفأ كل غضبه منها لمجرد رؤيتها فهو اشتاق اليها بشدة بالرغم من انه غاب ليومين الا انه شعر بغيابها فقد اعتاد رؤيتها كل يوم  .... توقفت يدها التي تمسك بالشوكة امام فمها حينما التقت عيناها بعيناه في نفس لحظة هتاف صفية بسعادة : صقر حبيبي حمد الله علي السلامة

: الله يسلمك ياماما

رحب به جده والجميع ولكن عيناه كانت ماتزال تنظر نحوها لتخفض عيناها سريعا حتي لايري سعادتها برؤيته والتي انستها بالتاكيد غضبها منه

قالت نجوي: تعالي ياصقر دي مراتك اللي عاملة العشا... دي أكلها تحفه 

ابتسمت ساجي بخجل لتكمل ناهد زوجه رحيم والتي تعارفت عليها ساجي قبل قليل لتجد انها فتاه لطيفة ومحببه:  فعلا ياصقر تسلم ايديها الاكل حلو  اوي 

التفتت لها قائلة بابتسامة : وهي كمان حلوة اوي 

خفضت ساجي وجهها  الذي احمر خجلا لتتعالي دقات قلبها ويزداد احمرار وجهها  ماان وجدته يتجه نحوها ليجلس بالمقعد المجاور لها وينحني ليطبع قبله علي وجنتها امام الجميع قائلا : امال اتجوزتها لية

ضربت الحمرة وجهها بينما ضحك الجميع بسعاده لتودده اللطيف لها خاصة وهم يعرفون ما حدث بينهم ولم يتوقع احد ان يتخلى صقر عن رصانته أمامهم ويتغزل بها كدليل علي انتهاء العداوة ومرور العاصفة 

كانت ماتزال باندهاشها من تصرفه الذي اخجلها ليهمس لها : هتفضلي مكسوفة كتير 

حمحمت وهي تحاول ابتلاع الطعام ولكن وجودة قربها جعلها تتوتر خاصة وهي تري تلك الابتسامة اللعوب التي ارتسمت علي فمه ليقول لجده : انا موافق علي اللي اتكلمنا عنه قبل مااسافر 

لم تفهم شئ بينما تعالت بجوارها الهمهمات حينما قال رافت : بعد اسبوع هنعمل فرح عشان البلد تعرف بجواز صقر وساجي 

قال صقر باستنكار وهو يهمس لجده :اسبوع؟ 

بادله جده الهمس : اسبوع ياصقر...

كانت الوحيدة التي ماتزال غير مصدقه ماحدث بينما تعالت بجوارها التهنئات ليتوقف الجميع عن الحديث ماان توقفت زينه لدي باب الغرفة لتقول برقة :مساء الخير 

رفع صقر نحوها عيناه الغاضبه لتتجاهلها وتقترب اليه قائلة : حمد الله علي السلامه ياصقر... 

اومأ لها دون قول شئ بينما امتقع وجهه ساجي التي رأت تلك الفتاة تجلس بجواره وتهمس له ببضع كلمات... 

شعرت بنظرات الجميع تجاهها ليحمر وجهها وتقول بخفوت : شبعت 

انسحبت ساجي لغرفتها تريد الإخلاء بنفسها 

... تماوج الغضب براسها وقلبها فهي كلما شعرت بالسعادة تتعالي تلك الحقيقة وهي انه متزوج بأخرى 

لاتنكر ساجي بأنها تشعر بالغضب والغيرة والغيظ وكل تلك المشاعر التي لم تفهمها فهي غاضبه منه لذا طردته وغاضبة من نفسها لأنها دفعته للعودة لامرأة اخري أرادت الا يقترب منها طالما هو متزوج من سواها وايضا كانت تريده ان يعود اليها

ولكنها ستصبح زوجته امام الجميع وزفافهم بعد اسبوع 

جلست علي طرف الفراش تسأل نفسها بعدم تصديق هل مرت العاصفة؟... هل انتهت المشاكل وهي بالفعل بين عائلة تحبها ؟!... هل سترتدي ثوب زفاف وتتزوج بصقر..؟! هل كما أخبرها جدها ان زمن الخوف والضعف انتهي وان الجميع بجوارها.... ؟! 

.... 

عضت زينه علي شفتيها بتوتر ماان انسحب صقر من العشاء لتعد نفسها لمواجهه غضبه الذي مالبث وفجره بوجهها : انتي اية اللي عملتيه 

قالت ببراءه : وانا عملت اية.... فاطمة بلغتني انك وصلت نزلت اسلم عليك عشان محدش يقول مراته منزلتش تشوفه لما وصل من السفر

زفر بحنق فهو متأكد انها تعمدت إغاظة ساجي ليخرج صافقا الباب خلفه بعنف بينما ابتسمت زينه بسعادة وقد وصلت لمبتغاها.... فتحت باب الغرفة بهدوء لتري الي اين ذهب لتجدة ينزل الدرج تجاه غرفة جدة لتتسلل خلفه مستغلة بأن الجميع قد خلد للنوم 

......

بعد قليل 

القت زينه باحدي زجاجات العطر بغضب لتتحطم وتتناثر اجزاءها وهي تكتم صرختها الحاقدة بعد ان استمعت لما يدور بغرفة رافت وصقر الذي قال حينما اخبره رافت بما دار بينه وبين ساجي  : عارف ياجدي ان في حاجة اجبرتها تعمل كدة...وعرفت ان سهام هي اللي باعت الحاجات لشريف بعد ماخلت ساجي تتنازل لها عن كل حاجة.... بس اعمل اية سألتها كتير واديتها فرصة ووعدتها اني مش هاذيها بس هي صمتت تخبي... زم شفتيه بغضب :مش عارف هي بتحمي مين بسكوتها ده؟ 

:معلش ياصقر متضغطش عليها دي امها برضه 

:ماشي ياجدي... انا كدة كدة  هعرف الحقيقة المهم انها بدأت تتكلم 

: عين العقل يابني... انت مش متخيل انا فرحان اد اية وهي بدأت تاخد علينا وتحبنا 

اومأ له بابتسامه ليقول رافت : وفي حاجة تانية عاوز اكلمك فيها 

: قول ياجدي 

صمت رافت قليلا ثم قال : انا مش راضي ان يكون لحفيدتي ضره 

نظر صقر لجده الذي اكمل : انت ناوي تخلي الاتنين في عصمتك 

هز صقر راسه قائلا : لا... انا كنت ناوي اطلق زينه بس كام شهر كدة 

تنهد رافت بارتياح قائلا : لو كنت ناوي يبقي مفيش داعي تأجل كام شهر وتحرق قلب بنت ابني..... . طلقها واديها كل حقوقها وبالزيادة كمان عشان متبقاش ظلمتها 

اومأ له : حاضر ياجدي هطلقها بس كام يوم كدة اظبط الموضوع.... مفيش داعي حد يقول طلقها عشان بنت عمه 

:اللي يقول يقول ياصقر 

ضحك صقر قائلا : دلوقتي بقي اللي يقول يقول... ولا عشانها غيرت كلامك 

اومأ له رافت بابتسامة : اه ياصقر... غيرت كلامي... حفيدتي الوحيدة وعاوز اريحها عندك مانع.... وبعدين بقي بذمتك بقي في واحد يبقي متجوز ساجي السيوفي وعلي ذمته واحدة تانية 

غمز له صقر بشقاوة قائلا : بصراحة لا 

ضحك رافت عاليا بسعاده بينما قام صقر قائلا ; انا طالع انام بقي عشان تعبت اوي النهاردة

اوقفه جده قائلا بتحذير : متهوبش ناحية اوضتها ياصقر

التفت اليه صقر بعدم رضي ليربت جده علي يده قائلا : تصبح علي خير يابني 

ابتسم له صقر بعبث وهو يهمس بجانب اذنه : انت طبعا عارف ان صقر مبيسمعش كلام حد 

ضحك جده بصخب ليسرع صقر تجاه غرفة ساجي..! 

ازدادت نيران حقدها اشتعالا فهو سيطلقها وستخسر كل شئ بسبب تلك الفتاه التي سلبت عقله... ولكنها لن تصمت..  لا لن تنهزم بتلك السهولة وتخرج من هذا المنزل ابدا.... نظرت لانعكاس صورتها بالمرأه وهي تخبر نفسها بأن المعركة قد بدأت..!! 


......

....

كانت جالسة تشاهد التلفاز بشرود حينما دخل صقر للغرفة لترفع نظرها اليه وتحاول سريعا إيجاد جمودها وهي تقطب جبينها قائلة بغضب : انا مش قلتلك متجيش هنا تاني.... اية اللي جابك دلوقتي 

نظر اليها بعيناه التي وترترت كل عصب فيها قائلا بعبث وهو يخلع سترته ويلقيها علي الاريكة باهمال : جاي اوضتي انام

انتفضت ساجي من مكانها وتوقفت امامه وهي تعض علي شفتيها بغيظ : اوضتك هناك عند مراتك مش هنا

بلحظة كانت يداه تحيط بخصرها وبعيناه ظهرت تلك الابتسامة الماكرة وهو يقول :ما دي اوضه مراتي برضه

حاولت تخليص نفسها من بين ذراعيه وهي تهتف بغضب : لا.. مش مراتك 

رفع حاجبه مرددا بعبث وعيناه مركزة علي تلك الشفاه التي اشتاقها: مش مراتي ؟!

اومات باصرار وهي تحاول التخلص من ذراعيه التي تحيط بخصرها  : اه...واوعي كدة قلتلك متقربش مني تاني واتفضل روح للي اتجوزتها عليا

شدد من ذراعيه حولها ومال نحوها ببطء لتشعر بانفاسة تقترب من وجنتها التي اشتعلت احمرار يريد التهامها : وهو مش انتي اللي خلتيني اعمل كدة 

توقفت عن التململ بين ذراعيه لترفع عيناها نحوه لينظر اليها قائلا بجدية : انتي اللي خلتني اتجوزها لما هربتي 

نكست عيونها وقد جف حلقها ماان تطرق لتلك الليله ليشعر صقر بامتقاع لونها ليمد يده يرفع ذقنها اليه لتنظر اليه بعيونها الاثرة ليسألها وعيناه معلقه بغابات عيونها : عاوزاني أطلقها؟

تعالت دقات قلبها فهل يسالها ان كانت تريده لها وحدها.. ؟

خفضت عيناها ليرفع ذقنها بيده مجددا لتنظر اليه وهو يعيد سؤاله : عاوزني أطلقها ياساجي

هزت راسها بالايجاب ليسالها وهو يهمس بجوار اذنها : غيرانه

بدأت تبتعد عنها ارادتها لتنساق لهمسه وتهز راسها مجددا ليزداد صوته همسا وهو يسالها :بتحبيني؟

أفلتت منها ارادتها لتهز راسها مرة اخري لترتفع ابتسامه علي جانب شفتيه ويهمس لها بخفوت : وانا كمان.... 

....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

........الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !