ورد فريد " الواحد والاربعون "

9


 الفصل السابق

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظر لها اياد بحب : يعني مبسوطه معايا 

أومات بسعاده لينفلت سؤاله الغيور....اكتر منه ...؟!

بنفس اللحظه خفض اياد عيناه بحنق من نفسه لعدم قدرته تلك المرة علي السيطرة علي غيرته التي تسير دوما يد بيد بطريق الحب ....كلما كان يحبها أكثر كلما كانت تلك الغيرة تداعب اوتار قلبه وتسري بعروقه وهو كان يحاول السيطره عليها وأبعاد تلك الافكار عن رأسه عن مقارنات بينه وبين أخيه ....   اهتزت نظرات هاجر وبقوة اكبر كان قلبها يهتز حينما شعرت بمقدار الحاجة في صوته ......نعم نبرته ونظرته لم تكن إلا حاجة ....حاجه لرد يطمئن قلبه الذي يحبها ....وصل سؤاله لقلبها ولكن هذا لا يعني أنه سؤال سهل ... انه سؤال صعب والأصعب هو موقفها.....!! 

صعب للغايه وكم هي أجبن من أن تواجهه شيء صعب كهذا ...


: اياد

نادت اسمه و وضعت يدها علي كتفه لينظر لها وبرفق كانت تسأله : انت كنت هتبقي مبسوط مع واحده غيري 

رفع عيناه إليها لتري لاول مرة ضياع ..... بتلك اللحظه كانت كطفل صغير بحاجة إلي والدته لتطمئنه وكم لامس ضياعه قلبها لتمسك بيده وتنظر إليه وتتابع :  لو كنت  اتجوزت واحده غيري كنت هتبقي مبسوط 

هز اياد رأسه بصدق : هاجر انا بحبك انتي وعمري ما اتخيل اني احب واحده تانيه غيرك 

اتسعت ابتسامتها لتقول ببساطه اخرجتها من تلك المعضله الصعبه :  وانا كمان يااياد بحبك ومبسوطه معاك ومرتاحه جدا وعشت حاجات كتير عمري ما عيشتها ولا حسيتها الا معاك 

كانت اجابتها شافيه وصادقه وبسيطه دون أن تتطرق لماضي مؤلم لكلاهما .....نظر إليها اياد لتبتسم له قبل أن ترفع ذراعه وتضع راسها فوق صدره ثم تجعله يحيط بها بذراعه ......بينما تابعت بصدق :  انا بحبك ومحتاجلك يااياد حياتي من غيرك كانت ولا حاجة ....انت عملت عشاني حاجات حلوة كتير اوي ونفسي انا اللي  اخليك

مبسوط معايا 

قبل راسها قائلا بحب : انا مبسوط طول ما انتي جنبي ياحبيتي 

...........

....نظرت إلي عيناه بينما لاتجد كلمات لوصف دقات قلبها الذي امتلكه بحبه وحنانه ورجولته الزائده بينما لا يتركها بأي موقف تفكر ولو فقط تفكير أنها تحتاجه الا وتجده بجوارها ....قبل فريد راسها قائلا : تعرفي ياورد انك احلي حاجة في حياتي كلها .....حياتي حلوة الحمد لله بس بيكي انتي احلي .....نظرت له ليهز رأسه : الحمد لله عندي عيله حلوة وشغل كويس وكل حاجة بس كل ده من غيرك ولا حاجة ....

ابتسمت ورد لكلام فريد الرقيق لتقول بأنفاس مبهورة : انت ازاي قادر تكون كدة 

جلس بجوارها علي طرف الفراش قائلا وهو يداعب وجنتيها بحب : عشان ربنا كرمني بزوجه حلوة وطيبه 

ابتسمت له ليلتفت فريد الي تلك الطرقات الخفيفه علي الباب والتي تلاها دخول مختار بابتسامته الهادئه ليقول :فريد ياابني الغدا جاهز تحب اجيب لك الاكل هنا ولا تتفضل تتغدي معانا برا 

ابتسم فريد بتهذيب قائلا : ليه تعبت نفسك ياعمي 

قال مختار بحب وهو يحمل صينيه الطعام الفارغه من جوار ورد : مفيش اي تعب 

......نظر إلي فريد وتابع حتي لا يحرجه ويتناول طعامه براحه : انا بقول اجيب لك تأكل هنا طالما انتوا قاعدين تتكلموا

قال فريد وهو يهز رأسه :  لا انا هجيب ورد ونخرج نقعد معاكم 

قالت ورد : بس انا اكلت ...

قال فريد وهو يميل عليها : تأكلي تاني 

شهقت حينما تفاجات بفريد يحملها ويتجه بها الي الخارج :  تقعدي معانا تفتحي نفسنا 

خفضت عيونها تخفيها في كتفه بخجل بينما اتسعت ابتسامه مختار لسعاده ابنته التي يحرص عليها زوجها ......

برفق وضع فريد ورد علي أحدي المقاعد الموضوع حول الطاوله ليجلس بجوارها بينما يبدا مختار بالترحيب هو و سلوي أثناء تقديم الطعام الشهي 

قال فريد بينما يتذوق الطعام بشهيه كبيرة:   تسلم ايدك يا طنط الاكل تحفه 

قالت سلوي بابتسامه وهي تنظر لزوجها : تسلم ايد مختار هو اللي عمل كل حاجة 

هز مختار رأسه بسماحه وهو يربت علي يدها : كله بفضل توجيهاتك يا أم ورد

ابتسمت سلوي له بحب فهو دوما ما يجبر بخاطرها .....وضع مختار المزيد من الطعام أمام فريد وهو يتابع :تعرف يافريد يا ابني انا عمايل الاكل بقت عندي مزاج ....!! 

أم ورد تقعد معايا في المطبخ ونفضل نتكلم ....وهي تقولي اعمل دي كده يامختار  ....وشيل دي وقشر دي وحط زيت وملح وهوب يطلع احلي اكل 

ضحك فريد وورد التي دوما ما نشأت في هذا الجو العائلي المحبب من الود والمحبه بين ابيها وامها بينما تنهد فريد بتوق لهذا الجو المعبق بأصل رجل طيب وامراه محبه 

اوما فريد قائلا : عندك حق ياعمي ... الاكل حلو  عشان واقف بحب تعمله 

وسرعان ما ارتسمت ابتسامه ماكرة علي شفاه  فريد الذي التفت الي ورد قائلا :  فاكرة ياورد الجمبري اللي عملناه سوا واحنا الاتنين في المطبخ 

احمرت وجنتيها بقوة بينما اتسعت ابتسامه فريد علي رؤيتها تكاد تغرق في خجلها  وهي تتذكر تلك المرة 

قال مختار : ورد بتعمل المكرونه بالجمبري تحفه طول عمرها 

غمز فريد بعبث الي ورد دون أن يراه مختار بينما تابع : كانت احلي مكرونه بالجمبري اكلتها في حياتي 

خفضت ورد عيونها بخجل ليبتسم لها فريد ويمضي الغداء وسط ضحكات وكلمات العائله .... 

اصر فريد علي مشاركه مختار وقام ليجمع الاطباق برفقته بعد انتهاء الغداء لتحاول سلوي و ورد التدخل ليحسم فريد الأمر : انتوا مكانكم وانا وأستاذي هنتصرف مع بعض 

أكد مختار كلامه : عين العقل 

حمل فريد الاطباق برفقه مختار الي المطبخ وسرعان ما كان يرفع اكمامه ويضع المنشفه علي كتفه ويتجه لغسل الاطباق ولكن مختار رفض وفريد أصر  

: لا يااستاذي الاطباق عليا والقهوة عليك 

عز مختار رأسه : ميصحش ياسيادة المستشار 

هز فريد رأسه :  مش هيحصل....انا قولت الاطباق عليا والقهوة علي حضرتك  

قال مختار علي مضضض : ماشي 

ابتسم فريد وبدأ بغسل الاطباق ليقول بتهذيب : ياريت بعد اذنك تعمل حساب عمي رفعت ....كان عاوز ينزل يطمن علي ورد فأنا هطلع اناديه يقعد معانا شويه 

قال مختار بترحيب :  طبعا ..طبعا يشرف 

أنضم رفعت إليهم بتلك الجلسه العائليه التي طالت الي المساء وكم كان وجودهم وسط عائله تحبهم بلسم شافي بعد كل ما مر عليهم من توتر وأزمات لتشفي الكثير من الجروح التي حملها كل منهم وسط حب واحتواء العائله 

قال رفعت بمشاكسه لورد : انا مش هتنازل عن طبق الرز بلبن اللي اتحرمت منه لما الولد ده اتجوزك

قال فريد بمشاكسه:  اتحرمت ولا اترحمت تفرق ياعمي 

وكزة رفعت : بس ياولد 

نظرت له ورد بجبين مقطب : قصدك اني بعمله وحش 

هز رأسه : لا طبعا ياحبيتي انا بهزر 

قال رفعت : طبعا بيهزر .....ده الرز بلبن بتاعك احلي من بتاع المالكي ياورد 

ضحك الجميع ليتعالي رنين الجرس بتلك اللحظه 

قال مختار وهو يعتدل واقفا : هشوف مين 

اوقفه فريد قائلا : خليك مرتاح ياعمي هفتح انا 

بعد عده دقائق  عاد فريد يحمل علبه كبيرة وصلت من أحدي محلات الحلوي الشهيرة......

نظر له الجميع باستفهام ليضع فريد العلبه بوسط الطاوله الرخاميه الموضوعه وسط الصالون ويفتحها قائلا :  دي تورته احتفال بسلامه ورد وخروجها من المستشفي

ابتسم الجميع لتنظر له ورد بعيون سرعان مالمعت بها الدموع من رقته ومن مايفعله معها قبل أن يخطف أنفاسها وهو ينحني فوق جبينها يقبله قائلا بحنان :  حمد الله علي السلامه ياحبيتي 

قال رفعت بابتسامه : ربنا يخليكم لبعض

......بعد تلك الجلسه اللطيفه  أصر فريد علي مساعده مختار في ترتيب المنزل وغسل فناجين القهوة لينتهي ويتمني ليله سعيده الي مختار ثم يتجه الي غرفه ورد التي كانت مستنده بظهرها الي الفراش تشعر بقليل من الالم في ساقها ولكنها سرعان ما ابتسمت له حينما دخل الي الغرفه لتقول بعتاب لطيف : فريد انت بجد تعبت اوي النهارده 

ابتسم لها وهز كتفه : فين بس التعب ده ...وانا عملت ايه يعني 

نظرت له بحب :  كل ده ومعملتش ....كفايه انك مسبتنيش لوحدي وتعبان معايا من اول اليوم وكمان ساعدت بابا ....ازدادت ابتسامتها بينما تكمل : غير الاحتفال والتورته....يبقي كل ده ومعملتش

جلس بجوارها ومرر يداه علي خصلات شعرها قائلا بحب : طبعا ياوردتي    .....اصلا كل حاجة بتبسطك معنديش اي مانع اعملها ....نظر إلي عيونها وتابع باشتياق :  المهم تخفي بسرعه عشان نرجع بيتنا 

خفضت عيونها حينما قال تلك الكلمات التي إعادتها الي واقعها لتقول بنبره خافته :  فريد ....احنا اتفقنا.....قاطعها قائلا : الحاجة الوحيده اللي اتفقنا عليها اني كنت باخدك علي قد عقلك .....رورو بطلي نكد بقي 

رفعت عيونها إليه باستهجان: انا نكديه يافريد ؟! 

اوما لها وانفجر ضاحكا : بقيتي نسخه من هاجر وهايدي 

احتدت ملامحها بينما تعالا ضحكه فريد الرجوليه حتي دمعت عيناه وهو يري تحول ملامحها علي ما نطق به 

لتمسك ورد بغيظ بأحدي الدمي المحشوة بجوارها وتقذفه بها .....حاول فريد السيطرة علي ضحكه وهو يتفادي الدميه ويتجه ناحيتها : بهزر ....بهزر 

نظرت له بجبين مقطب : هزارك بايخ .....وكمان هقول لهاجر وهايدي

داعب وجنتها : بقي كدة 

أومات : اه كدة ....ويلا بقي عشان عاوزة انام 

نظر لها بمكر : حاضر ثواني اغير هدومي واجي اخدك في حضني ونامي علي طول

نظرت له : هو انت هتنام جنبي 

نظر لها ببلاهه:  نعم .....امال هنام جنب الاستاذ مختار مثلا 

استبدل ملابسه واتجه بجوارها بينما ورد تخشي كثيرا أن يندم حينما يمضي به العمر دون اطفال ان استمروا سويا ....التفتت له وحاولت أن تتحدث بجديه: فريد ....انت كدة بتعذبني علي فكره 

عقد حاجبيه بعدم فهم : بعذبك

أومات له : اه ..انا قولتك اني مش عاوزة احس اني مقصره معاك وانت بكل اللي بتعمله معايا ده بحس اني مستاهلش واحد زيك 

يعرف مقدار حساسيتها ولكنه تجاهلها وتجاهل كل حديثها ليمد ذراعه ويجذبها الي صدره قائلا بحنان : هشسس بطلي الكلام ده ....اصلا انتي كتير عليا ...

: بس يافريد 

: قاطعها : انتي اللي بس كفايه كلام  وتعالي في حضني ونامي يلا  عشان أنا مقتول نوم فعلا 

............

....

بمنتصف الليل صدع رنين الهاتف الذي لم يسمعه فريد  

بينما غرق بنوم عميق من الارهاق  ....فتحت ورد عيونها علي صوت الهاتف لتربت ورد علي كتفه برفق وتناديه بصوت ناعس : فريد 

مع ندائها للمرة الثالثه استجاب لصوتها لينتفص وهو يغالب النعاس : ورد .... في ايه ....انتي تعبانه 

وضعت ورد يدها برفق فوق يده : لا ياحبيبي انا كويسه بس تليفونك كان بيرن

التقط هاتفه من جواره وهو يفرك وجهه يبعد عنه اثار النوم وسرعان ما عقد حاجبيه وباصابع متلهفه طلب رقم والدته حينما وجدها من كانت تتصل به 

سرعان ما أجابت هاله بصوت باكي : فريد الحقني.... يافريد 

انتفض فريد من مكانه بهلع : في ايه ياماما... البنات كويسين

قالت هاله ببكاء : خالك يافريد ..خالك مرجعش البيت و ولاد خالك بيدوروا عليه من بدري ومش لاقين له أثر 

سحب فريد نفس يهديء به نفسه ليقول برفق لوالدته : طيب اهدي 

قالت هاله بقلب لهيف : هموت من القلق عليه يافريد خايفه احسن يكون حصل له حاجة 

قال : طيب انا هنزل ادور عليه بس اهدي انتي 

قالت هاله : انا جايه معاك 

قال فريد برفض : تنزلي ايه بس .....خليكي مكانك وانا هتصرف

قالت هاله بقلب قلق : اقعد ازاي واخويا معرفش عنه حاجة 

قال فريد بتأكيد : لو سمحتي ياامي 

اسمعي الكلام وانا هتصرف 

ما أن اغلق الهاتف حتي قالت ورد بقلق :  في ايه يافريد ؟!

اتجه فريد الي ملابسه يلتقطها :  مفيش ياحبيتي 

قالت بإصرار قلق:  فريد انت مخبي عني ايه .....مالها ماما هاله ؟! 

قال وهو يرتدي ملابسه علي عجل : ابدا مفيش ..هي بس قلقانه شويه أن خالي اتاخر

بدأت تتسارع دقات قلب ورد حينما تعلق الأمر بخيري لتقول ورد بتوجس بصوت خافت بينما خشيت أن يكون نفذ ما انتواه في رائف وامير 

فريد ....انت ...؟! 

فهم ما تريد قوله فقاطعها بقليل من العصبيه بينما الظنون عصفت برأسه أن يكون شيء سيء حدث لخاله بسببه :  معملتش حاجة ياورد

ابعد عيناه عن عيونها وهو يقول بصوت متقطع : هو سمع وعرف كل حاجة 

اتسعت عيون ورد بصدمه :  عرف ؟! 

اوما فريد دون قول شيء بينما وضعت ورد يدها علي قلبها بتأثر فهي لا تنكر أنها لم تري من خيري شيء سيء بينما تخشي أن يكون قد حدث له مكروه وأن يكون فريد السبب حينما أخبره بحقيقه أولاده 

زفر فريد بضيق وتابع : مكنتش عاوزة يعرف بالطريقه دي 

هزت ورد رأسها بوجوم ليقول فريد وهو يلتقط مفاتيح سيارته وهاتفه : ورد خدي بالك من نفسك ومالكيش دعوه بحاجة بتحصل عشان صحتك ....لو في حاجة اتصلي بيا 

.........

...

مرت عده ساعات وفريد يبحث بكل مكان عن خاله وقد سبقه بالبحث رائف وامير ومازن .....ظل كل منهم يدور في حلقه مفرغه بالبحث عن ابيهم الذي لم تفارق صورته عيونهم بعد ما حدث وقد ظن كل منهم أنه سيهدم العالم فوق رؤوسهم ولكنه اكتفي بنظرة منكسره قبل أن يجر قدماه ويغادر ....وحالما استوعب امير و رائف انكشافهم أمام ابيهم كانوا يركضون خلفه ولكنه كان قد اختفي 

ولم يعد للمنزل من وقتها ليطول الأمر حتي منتصف الليل ويبدأ القلق يعرف الطريق إليهم ......زفر فريد بضيق من عناد والدته التي أصرت وذهبت الي منزل أخيها .....التقت عيناه بعيون رائف وامير حينما صعد ليأخذ والدته وكل منهم سرعان ما خفض عيناه بينما يري كم هو ضئيل وحقير.....

امسك فريد بكتف والدته : ماما لو سمحتي تعالي ارجعك البيت وان شاء الله هنوصله 

هزت هاله راسها بدموع : نوصله ازاي ....ده حتي ساب عربيته قدام المصنع وقافل تليفونه 

صمتت لحظه ثم التفتت الي حنان قائله :  ايه اللي حصل ...في حاجة ضايفته النهارده ؟!

عقدت حنان حاجبيها بعدم فهم : مفيش حاجة حصلت .....

قالت هاله بانفعال من قلقها علي أخيها :  يعني ايه مفيش حاجة حصلت 

قالت حنان من بين دموعها :  وهيكون ايه حصل بس ياهاله 

قالت هاله باتهام : اكيد حد فيكم زعله ....

امال هيمشي منه لنفسه ....؟! 

عادت نظرات فريد وامير ورائف تلتقي من جديد وكل منهم يحمل الذنب فوق كاهله 

ليقول رائف وهو يريد الهروب من ذلك الشعور :  انا نازل اكمل تدوير 

امسك فريد بيد هاله قائلا : تعالي ياماما هرجعك البيت وانا هكمل تدوير

خرج الجميع مجددا للبحث مجددا ليعاود فريد للاتصال  ببعض من أصدقاءه :  وصلتوا لحاجة ؟! 

: للاسف لا يافريد باشا 

طال بحثهم حتي الفجر دون فائده .....

بارهاق قاد فريد الي منزل ورد مرة أخري بينما تذكر عمه ليفكر بأن خيري قد يكون ذهب إليه.....فلم يترك أحدهم مكان لم يبحث عنه به.   ..... قال رفعت بقلق حينما اتصل به فريد بهذا الوقت وقد اخبره فريد سريعا بعدم عوده خاله للمنزل : لا يافريد .....مشفتهوش خالص النهارده ...

تنهد فريد بثقل : طيب ياعمي عبثي اكلمك تاني 

قال رفعت بقلق : طيب استني ياابني هلبس وانزل لدور معاك 

قال فريد : مفيش داعي ....هطمنك

تحرك فريد بسيارته بإحباط وقلق ولكن ما أن دخل الي الشارع حتي لاح له خيال سياره رائف أمام مبني المصنع القديم..... أوقف سيارته ونزل منها متوجها للدخل لتتوقف قدماه حينما استمع صوت خاله ليتنفس اخيرا براحه وقد عثر. رائف عليه اولا ليتمهل فريد بضع خطوات يستمع لصوت خاله المنفعل.....

: ليييه عملت كدة ......!!

هز خيري رأسه ومازال حتي الآن لا يستوعب أن رائف قد يكون بتلك الوضاعه.....!!

اهتزت نظرات خيري ليقول بصوت مختنق بالخزي : 

انت تعمل كدة .....ليه يارائف ....؟! انت تعمل كدة في بنت ....ومين بنت مختار ....ليييه 

انت واخوك تعملوا كدة في مرات فريد .....اللي مفيش ازمه هو وعمتك سابوكم فيها .....انتوا تعملوا كدة .... تخططوا وتزورو....تهددوا 

..تخطفوا .....اقترب خيري بخطوات ضائعه والكلمات تنبثق من فمه ومازال لا يصدقها ....لا يصدق أن تكون صورة أبناءه بتلك البشاعه بينما هو كل ما كان يراه مجرد صور لا تمت لهم بصله ......خذله امير وقبله مازن ولكن صدمته في رائف أكثر من الكل ....

وقف أمام ابنه بعيون زائغه : 

ناقصك ايه عشان تعمل كدة  ..... قصرت معاك في ايه.... ده انا جيت علي الكل عشانك .....كسرت اخواتك وميزتك عنهم طول عمري ....

التفت فريد الي تلك الاقدام التي توقفت خلفه لتتقابل عيناه بعيون امير الذي فكر مثل رائف أن أبيه بنفس المكان ليصل بنفس لحظه تعالي صوت رائف الذي لم يحتمل المزيد من تلك المشاعر التي تجمعت بداخله وهو يواجهه حقيقته وبشاعته لينفجر بأبيه باتهام : كنت بتعمل كدة عشان تكفر عن غلطتك 

انصدمت ملامح خيري ليردد بلسان ثقيل : غلطتي ؟؛ 

اوما رائف بجحود وهو يعود بذاكرته لهذا الماضي الذي تسبب في هذا التشوه الذي وصل له بعد أن عاش بكل تلك الأحقاد تجاه أبيه وحنان لتمتد بعدها لأولادهم : اه ....ولا ناسي 

.....ازدادت نبرته حده وغص حلقه وهو يتابع : ناسي غلطتك في حق امي .....

عقد خيري حاجبيه بمفاجاه ليكمل رائف بانفعال بالغ :  امي اللي ماتت بحسرتها لما اتجوزت عليها ورميتها في عز مرضها 

قال خيري باستنكار لهذا الاتهام :انا رميت امك .....ميت قالك الكلام ده .....اقترب وتابع وهو ينظر لعيون ابنه التي امتلئت حقد : رائف انت مش فاهم حاجة انت كنت صغير وقتها 

نظر رائف إلي أبيه باستنكار مرير : صغير ...؟! 

صغير اني اشوف امي بتتعذب وانت والممرضه مقضينها كل يوم في الأوضه اللي جنبها 

اهتزت نظرات خيري بينما لم يظن يوم من الايام إن رائف يعرف شيء كهذا ...... ليحاول الاقتراب منه : رائف انت اكيد فاهم غلط .....ده محصلش

دفع رائف يده بحنق صارخا : محصلش .....هو ايه اللي محصلش ...بقولك شوفتكم بعنيا ومش يوم ...كل يوم .....

حاول خيري مد يداه الي كاف رائف ليهدأ بينما شعر بما يحمله بقلبه تلك السنوات ليهتف رائف بجفاء وهو يبتعد عنه : متقربليش انت السبب في اللي انا فيه .....

انت وهي .....عمري ما هسامحكم علي اللي عملتوه في امي !!

.....امتلئت عيون رائف دموع دون إرادته بينما يفضي بما بقي في صدره وتلك الليله لا تبارح خياله :

امي اللي الست مراتك كانت بتنسي مواعيد دواها عشان كانت شاغله دماغها في الليله اللي هتقضيها معاك ....

انصدمت ملامح خيري لينظر له رائف باحتقار ويتابع  :  ولا حتي انت كنت بتشغل بالك تدخل لها دقيقه تطمن إذا كانت اخدت الدوا ولا لا ...

ملئت المرارة حلقه وتابع : اهي ماتت وارتاحت وسابت ليكم الجمل بما حمل.   ... شعر خيري بضيق في صدره ليضع يده بألم علي قلبه بينما تابع رائف باعتراف مرير : 

انت وهي تستاهلوا كرهي ليكم ......واخواتي محدش قالك اكسرهم ولا ميزني عنهم  ولا قولت لمراتك حبيني اكتر من عيالك عشان تريحني ضميرك 

وضع خيري يده علي قلبه الذي شعر به يكاد ينفجر من بين ضلوعه ليقول بضياع : و البنت الغلبانه ذنبها ايه تدفع تمن غلطاتنا

قال رائف بغل : اسال ابنك اللي سابها بين الحياه والموت....!! 

قال خيري بعتاب من صوته المتهدج : تقوم تستغل ضعفها 

: ده اللي اتعلمته منك ....

طأطأ خيري رأسه بخزي ليكمل رائف عليه : انا خريج مدرستك ياخيري بيه ...

متوقع مني اكون شيخ الجامع.....!!

نظر له باحتقار وتابع :  انت علمتني اكون بوشين قدام الناس الحاج خيري وانا مش اكتر من حيوان مش فارق معايا الا شهوتي ولا فاكر أن حنان اول ولا اخر واحده ......من اول مرض امي وانت داير ورا النسوان وانا كنت بشوفك ...جايز مكنتش فاهم وقتها سبب حسره امي ودموعها بس فهمت وعرفت انها ماتت بسببك لما خذلتها في وقت ضعفها ومرضها مكنش اكتر من سبب 

وضع خيري يده علي قلبه بينما لم يعد يحتمل : رائف انا مش شيطان كدة ياابني ...انت فاهم غلط 

زم امير شفتيه بينما تجمدت اقدام فريد بالأرض وهو يستمع لتلك المراره التي لأول مرة يسمعها من رائف .....بينما امير يفهم سبب تلك الكراهيه والحقد التي طالما ملئت قلبه من ناحيته ..... سعل خيري بقوة ليخرج امير وفريد من  جمودهم ويندفع كل منهم الي الغرفه

بينما تهاوي خيري علي الأريكة الجلديه بصعوبه يحاول أخذا أنفاسه .....بابا....

حينما رائف رائف امتقاع وجهه أبيه سرعان ما نفض عنه قسوته واتجه إليه بقلق : بابا ... 

صاح فريد وهو ينحني يفحص خاله :  اطلب دكتور بسرعه 

امسك خيري بيد فريد وقال بصوت مبحوح وهو يحاول التقاف انفاسه :  انا كويس 

فتح امير ازرار قميص أبيه وبدأ بتدليك صدر أبيه : بابا اهدي 

فرك رائف وجهه يحاول إخفاء دموعه وهو يطلب رقم الطبيب

قال خيري بصوت متهدج : سامحني يافريد انت اتاذيت بسبب ولادي 

قال فريد : مش وقته الكلام ده 

نادي خيري بصوت ضعيف اسم ابنه : رائف 

: نعم 

: انت وامير لازم تكفروا عن اللي عملتوه 

قال فريد بنبره قاطعه :  خالي قولت مش وقته....اهدي دلوقتي  

دخل الطبيب بعد قليل ليبدأ بفحص خيري : خلينا ننقله المستشفي احسن 

هز خيري رأسه : لا مش عاوز اروح مستشفيات 

علي مضض وافق الطبيب ليقول : طيب ياريت يرجع البيت ويرتاح راحه تامه وبكرة هتنظره في المستشفي يعمل شويه أشعات 

اوما الجميع ليسير رأئف من الحبيب للخارج بينما يسند امير ظهر أبيه ليعتدل جالسا ...يلا يابابا خليني اخدك البيت 

هز خيري رأسه بصوت واهن : مش عاوز اروح البيت  

قال أمير برفق : لازم ترتاح يابابا 

تعالي رنين هاتف فريد ليجيب علي عمه ويطمئنه 

عاد رائف ليظل خيري علي عناده : انا هفضل هنا ....

بالطبع لايريد رؤيه حنان ولا يطيق النظر لوجهه أحد بعد ما واجهه رائف بتلك الحقائق 

قال رائف بصوت حاول أن يكون هاديء : هتفضل هنا أزاي.

قال خيري بصوت واهن : سيبوني هنا انا كويس

تنهد فريد وقد فهم موقف خيري ليقول : تعالي ياخالي ....تعالي ارتاح كام يوم عند عمي 

نظر رائف وامير إلي فريد الذي استند خيري الي كتفه وبالفعل أخذه الي منزل عمه 

تمهلت اقدام رائف امير حينما نزل كل منهم بعد أن تركوا خيري مع رفعت ..... قال أمير لرائف : انت هتروح؟! 

هز رائف رأسه وقد فهم من نظرات امير أنه استمع لحديثه هو وإبيه ليقول بكبرياء مزيف بينما لايريد شفقه من أحد : متشغلش بالك بيا وخليك في نفسك 

ارتسمت ابتسامه باهته علي شفاه امير فرائف لن يتغير

: بس احنا في مركب واحده ...علي الاقل فريد هيسجننا سوا 

تهكم رائف : يعني مش هخلص منك ابدا ...

هز امير راسه : للاسف 

رفع رائف عيناه الي فريد الذي نزل خلفهم ليخقض عيناه بخزي سريعا ويتجه الي الخارج ويتبعه امير .....

اخيرا انتهت الليله مع حلول الصباح ليدخل فريد للمنزل مع اول خيوط الشمس .....

كانت ورد تتحرك بقلق ذهابا وايابا في صاله المنزل لنسرع إليه ما أن استمعت لخطواته و تفتح الباب له 

وقلق تسأله : ايه اللي حصل ....هو كويس   ....لقيتوه

اوما فريد : اه اطمئني

تنهدت براحه لتنظر الي ملامح وجهه وتسأله بقلق : فريد انت كويس؟!

اوما وهو يدخل الي الغرفه : اه 

قالت بقلق : فريد انت مخبي عليا ايه ...؟!

هز رأسه قائلا برفق : مفيش ياحبيتي .... انا بس تعبان 

أومات له بابتسامه : طيب تعالي ارتاح 

قال بصوت مرهق : مش هينفع عندي شغل ..... هاخد دوش واغير هدومي وانزل 

قالت بتأثر : ما تاخد إجازة 

هز رأسه : مش هينفع عندي جلسه مهمه 

أومات له ليتجه فريد الي حقيبته يخرج منها ملابس فتقول ورد سريعا : انا فضيت هدومك وحطيتها هنا في الدولاب 

اوما لها بابتسامه : شكرا ياحبيتي 

ابتسمت له بحنان : روح انت خد دوش  وانا هجهز هدومك 

خرج فريد من الاستحمام وعاد للغرفه وهو يجفف جسده بأحدي المناشف بينما أحاط خصره بالاخري ....جلس بارهاث علي طرف الفراش لتجلس ورد خلفه وتمسك بأحدي المناشف تجفف شعره برفق ليمسك فريد بيدها يديرها إليه ويضع رأسه علي صدرها ويتنهد بثقل  

مررت ورد يدها لبضع دقائق في خصلات شعره الرطبه ليغمض فريد عيناه بارتياح بينما حضنها هو الراحه له بعد ما مر به ...جاءه صوتها الحنون :  ليه كل ده شايله جواك...؟!

تنهد فريد قائلا بنبره مستسلمه :  عشان كان عندك حق 

......رفع رأسه من فوق صدرها ونظر اليها متابع : حتي لو انا مأخدتش حقك..... اطمني ربنا اخده 

أمسكت وجهه بين يدها الرقيقه وقالت بابتسامه : واثقه في كدة .....ابتسمت وتابعت : وبعدين انا حقي من الدنيا اخدته بوجودك في حياتي 

داعبت الابتسامه شفتيه من كلماتها لتهز راسها بابتسامه عذبه لونت هذا الصباح الذي بدأ بكأبه : 

لتكمل ورد بابتسامه عذبه وهي تنظر له بحب : انا بحبك اوي يافريد...... مهما احاول اوصفلك مشاعري مش هقدر اعبر اد ايه انا بحبك 

امسك وجهها بين يديه ومال ناحيتها يقبل طرف شفتيها قائلا : وانا بموت فيكي ياقلب فريد.....

امسك بذقنها يرفع وجهها إليه ثم عاد ليهبط بشفتيه فوق شفتيها بقبله مشتاقه طالت لدقائق قبل أن يتمهل ويترك اسر شفتيها لتتنفس 

نظر في عيونها التي اغمضتها واستسلمت لقبلته المشتاقه ليمرر فريد ظهر يده علي وجنتيها قائلا : وحشتيني اوي ياورد 

ابتسمت له بخجل : وانت كمان وحشتني اوي 

قبل وجنتها قائلا بمشاكسه: 

  انا كدة هسيب الجلسه واقعد 

ضحكت بخجل : لا ياحبيبي ...روح شغلك 

عقد حاجبيه : عاوزة تخلصي مني بسرعه كدة ...مش لسه قايله اني وحشتك

أومات قائله بخجل : ماهو انا هستناك تخلص شغل وترجع

غمز لها : شغل ايه ...ده انا دماغي كلها هتكون في الكلام الحلو ده  

قالت بحب وهي تنظر لعيونه : انا عاوزة اقدملك كل حاجة حلوة مش بس كلام.

امسك بيدها :  وهو في حلاوة اكتر من كدة 

عاد ليلتقط شفتيها مجددا لتترك ورد له قياده تلك القبله التي قادت لسيل من قبلاته المشتاقه وزعها علي وجهها وعنقها ...همسا بصوت متهدج بينما تزداد قبلاته عمقا : 

فريد 

تمتم من بين قبلاته ...مممم

همست بنبره ناعمه وهي تحاول أبعاد عنقها عن مرمي شفتيه : انت كدة هتتاخر 

عقد حاجبيها كالاطفال : دي بوسه يارورو مستخسره في حبيبك بوسه 

ابتسمت بخجل وهزت راسها : اكيد لا بس انت لازم تروح الشغل .....تقوم بسرعه اعملك فطار علي ما تلبس

امسك بيدها يوقفها : متتعبيش نفسك وارتاحي خالص ...متقوميش من السرير

هزت راسها : مش تعبانه وحاسه اني بقيت كويسه 

قال باصرار : برضه 

قالت : طيب هعملك قهوة علي الاقل 

هز رأسه ليقول بمكر : لو مصره اوي ...تعالي ساعديني وانا بلبس 

نظرت له بعدم فهم ليضع القميص فوق جذعه العالي ويشير لها تجاه الازرار..توقفت ورد أمامه بقامتها القصيرة التي بالكاد وصلت إلي صدره لتبدأ بغلق الازرار ويبدأ فريد بوصله من وقاحته بينما أحاط خصرها بأحدي يداه ويده الأخري بدأت بالعبث بخريطه جسدها .....همين بخجل وهي تبعد يداه ..فريد بس ....! 

تابع مايفعله بينما لم تعد يدها تسعفها لتغلق باقي الازرار ....ليستغل فريد الفرصه ويدفن رأسه بعنقها ....دغدغتها أنفاسه الساخنه لتنفلت منها ضحكه ناعمه سرعان ما ابتلعتها حينما استمعت لتلك 

الطرقات الخفيف علي الباب . ..... 

حمحم فريد يستعيد ثباته : أيوة 

قال مختار بصوت هادئ من خلف الباب : صباح الخير يا ابني 

ابتسم بينما عرفت ورد بخجلها خشيه ان يكون ابيها استمع لصوت ضحكاتها :  صباح النور ياعمي 

: انا جهزت الفطار ياابني صحي ورد

تنهدت ورد براحه فلم يستمع ابيها لشيء طالما قد ظنها نائمه ليقول فريد بمكر : 

ورد صاحيه  ياعمي 

وكزته ورد بغيظ في صدره ...ههششش

ابتسم فريد لها بنظره لعوب لتهمس : بس اسكت 

تابع مختار : يلا ياولاد انا وسلوي مستنينكم 

: جايين ياعمي

نظرت له ورد شزرا: انت غلس علي فكره ....امبارح الجمبري والنهارده تقوله صاحيه 

ضحك فريد : يعني هو مش سامع صوتك مثلا 

زمت شفتيها بخجل ووكزته : كله منك 

قال ببراءه مزيفه : وانا عملت ايه ...؟! 

قبل أن تتحرك كان يجذبها الي صدره مجددا ويهمس بعبث : كل ده عشان عملت كدة 

ومجددا عاد الي شفتيها ....انتزعت ورد شفتيها من بين شفتيه التي تكاد تلتهمها بنفاذ صبر. ..لتهمس بخفوت : فريد بابا مستني 

........

قال فريد وهو يتجه الي طاوله الأفطار برفقه ورد 

:  ليه بس تعبت نفسك ياعمي 

ابتسم مختار بسماحه: مفيش اي تعب ....

: تسلم ايدك يابابا 

........

...

دخل رائف الي المنزل ليجد هناء وهند جالسون سويا ....لم يعيرهم اهتمام فعقله بمكان آخر لايريد الا البقاء بمفرده 

القي مفاتيحه علي الطاولة وتهالك جالسا علي الاريكه قائلا : الباب مفتوح اتفضلوا ...... واللي عاوزه فيكم تروح لابويا تقوله .....تتفضل مش همنعها 

تفاجات هند. وهناء بنبرته الضعيفه عكس ما اعتادوا ليتركهم ويدخل الي أحد الغرف ويغلق الباب وينام هربا من كل ما حدث ....

.......

...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


لم تنام هاله حتي بعد أن اطمئنت علي أخيها من فريد وانتظرت حتي الصباح لتذهب إليه علي مضض بعد تشديد فريد أنه من سيأخذها ....بالتأكيد لن يخبرها أحد بشيء ومن الأفضل ألا تري خيري بتلك الحاله .....

وهاهو فريد يتصل بها : خليكي لما ارجع من الشغل ياماما .....

: انت مش عاوزني اروح اشوفه ليه 

قال فريد بهدوء : وانا هعمل كدة ليه. ....الراجل كان بيخلص شغل واتأخر شويه وانتوا قلبتوا الدنيا من غير داعي 

قالت هاله بعدم تصديق لتلك الروايه : شغل ايه 

: وانا اعرف شغله منين ....رائف هو اللي افتكر واحد شريكهم وفعلا لقيناه قاعد معاه 

علي مضض قالت هاله : طيب انا هكلمه 

قال فريد : هو أول ما يصحي هيتصل بيكي 

أغلقت وجلست بوجوم تفكر فيما يقوله ابنها وحنان التي ادركت من صوتها وجود شيء لا تفهمه 

خرجت هايدي بعد أن ارتدت ملابسها واستعدت لذهابها للعمل لتجد هاله جالسه شارده : صباح الخير ياماما 

قالت هاله باقتضاب : صباح الخير 

قالت هايدي بقلق : مالك ياماما ....انتي كويسه ؟! 

أومات هاله لتخرج هديل بنفس اللحظه.   ..

التفتت حولها بدهشة حينما وجدت هاله جالسه بالبهو ولم تحضر الأفطار كعادتها لتقول : صباح الخير يا ماما .....هو فين الفطار ؟! 

اشاحت هاله بوجهها : جهزيه انتي وأخواتك 

رفعت هديل حاجبها : ليه ...؟!

هتفت هاله بانفعال : تعبانه ...ولا عندك مانع 

نظرت لها هايدي بتوبيخ لتقول هديل بسرعه : انا اسفه مقصدتش .....سلامتك ياماما ...مالك ؟! 

شعرت هاله بالندم لأنها انفعلت علي ابنتها لتقول 

: معلش ياهديل مقصدش ازعق. ...انا بس مصدعه شويه 

قالت هديل وهايدي : سلامتك ياماما ....تحبي انزل انادي دكتور عبد الحميد 

هزت هاله راسها : لا انا كويسه .....انا هدخل اوضتي ارتاح ....

قالت هديل لأختها : مالها ماما ؟!

هزت هايدي كتفها : مش عارفه .....تلاقيها متضايقه أن فريد مش في البيت 

تنهدت هديل : ومين سمعك ...البيت كئيب اوي من غيرهم 

أومات هايدي لتقول : انا هنزل عشان متأخرش

قالت هديل وهي الوش شفتيها : والفطار مين هيجهزه ليا 

قالت هايدي : اعملي لنفسك ياهديل

قالت هديل وهي تقطب جبينها : ما انتي عارفه ماليش في المطبخ ...انا اكل وبس 

ضحكت هايدي لتقول : اتصرفي 

أومات هديل وفركت خصلات شعرها واتجهت الي هانيا لتوقظها ....انتي مش نازله 

هزت هانيا رأسها : لا هروح فين ؟! 

قالت هديل ؛ اي مكان ....ايه رايك ننزل نفطر في أي مكان عشان لولو عامله إضراب ومش عامله فطار 

قالت هانيا برفض بينما تغلغلت الكأبه بحياتها : لا ماليش نفس ...افطري انتي 

بإحباط تمددت هديل بجوارها : لا هنام ....

......

...

صباح كئيب اخر قضاه ايهم وعيناه تبحث عنها بكل مكان ويداه لا تتوقف عن الاتصال بهاتفها المغلق .....ضرب مكتبه بقبضته ثم تبع قلبه بنفس اللكمه لعله يتألم أو يشعر بشيء آخر غير غيابها ونيران اشتياقه لها ...غابت عنه تلك الأيام فغاب ذلك النور من حياته والتي ظن انه اعتادها كئيبه فارغه ولكن بدونها أصبحت جحيم لا يطاق .....

.....


قال فريد بابتسامه وهو يقوم من طاوله الأفطار : مش هتاخر ياورد ...خدي بالك من نفسك 

أومات له بابتسامه ليلتفت الي مختار قائلا : 

استاذي متتعبش نفسك وخليك قاعد مع القمرات دول .....الغدا النهاردة عليا 

قال مختار برفض هاديء :  لا بقي متحاولش اصلا انا وام ورد متفقين هنعمل النهاردة احلي ملوخيه بالارانب 

ضحك فريد قائلا : غلبتني ....اكيد مش هقدر اقاوم 

اتجه الي عمله وما أن دخل الي مكتبه حتي دخل إليه البعض يرحبون بعد طول غياب تام الأيام الفائته 

؛ حمد الله علي السلامه ياسياده المستشار 

: الله يسلمك 

: المدام عامله ايه 

: بقت بخير الحمد لله 

دخل إليه البعض من رؤساءه أيضا لينتهي بعد ساعه بجلوس وليد برفقته يتحدثون في قضيه الشاب الذي. يملك الصاله الرياضيه 

ليدخل إليهم مصطفي بمرحه المعتاد :  صباح الخير علي باشا مصر

ابتسم فريد وصافحه بحراره : مصطفي  واحشني والله 

: حمد الله علي سلامه المدام 

: متشكر

قال مصطفي : ده كمان مجدي بيه رجع من العمره 

قال فريد :  طيب لو كدة قوم يا وليد خلينا نسلم عليه

قام فريد برفقه وليد للخارج ليتفاجيء بندي تتراجع بصع خطوات ما أن رأته بالممر ولكن قد فات الاوان ورأها

لتأخذ نفس تستعيد به ثباتها. وتتابع خطواتها بثقه 

قال وليد : ندي عامله ايه ؟!

ابتسمت : ازيك ياوليد باشا 

: الحمد لله ...ايه رجعتي 

هزت راسها وعيناها تنظر إلي فريد : لا رجعت ايه ....الاستقالة نهائيه 

اوما وليد لتقول وهي تبحث عن أي سبب : انا بس كنت جايه اسلم علي هدي 

اوما وليد بينما نظر إلي فريد الذي لم يقل كلمه لتأخذ ندي المبادره :  ازيك يا فريد باشا 

هز رأسه دون قول شيء 

لتقول ببرود ؛ حمد الله علي سلامه المدام سمعت انها كانت تعبانه 

قال فريد متجاهلها :  وليد انا هدخل لمجدي ...

اوما وليد : .خدني معاك ...بعد اذنك ياندي

احتقن وجهه ندي لتجاهل فريد لها علي هذا النحو واحراجها بتلك الطريقه التي استغربها وليد ولكنه لم يسأل ....

بينما فريد كان من يتسأل عن السبب الحقيقي لمجيئها الي هنا ...فلم تكن يوما علاقتها بزميلتها جيده لتأتي إليها ......

زمت ندي شفتيها وهي تتجه الي مصطفى : ايه يامصطفي انت غيرت رقم تليفونك 

: ندي .....واحده واحده طيب سلمي عليا الاول 

قالت باقتضاب : ازيك ....اسمع انا عاوزاك في حاجة مهمه 

قال مصطفي : خير 

لم يبارخ السؤال تفكير فريد خاصه حينما لمحها في اخر الممر واقفه مع مصطفي ...... ماذا تنتوي ؟!


فتح رائف عيناه بعد عده ساعات علي صوت هناء توقظه ليقول باستهجان :  انتي لسه هنا ؟! 

أومات هناء وهي تبتسم له : اه ومش هسبيك 

رفع رائف حاجبه : نعم يااختي 

: وانا كمان يارائف .....عقد حاجبيه والتفت الي هند التي انطلقت بتلك الكلمات لتهز راسها :  

اه ....انا وهناء اتفقنا 

قال رائف باستنكار : اتفقتوا علي مين ..؟!

ضحكت هناء : علي ايه ....

مش علي مين ياحبيبي 

مررت يدها بين خصلات شعره وتابعت : اتفقنا نفضل معاك 

ابعد رائف يدها عنه هاتفا بسخط : وانا مش عاوزكم يلا برا.... وكل واحده هتوصلها ورقتها 


.......

...


استند نائل بظهره الي مقعده الجلدي الوثير ينظر من خلال النافذه الضخمه خلف مكتبه ....لماذا يشعر بكل هذا الضيق لبعدها ..؟!

حاول مرارا أن ينكر هذا الشعور بالخسارة الجثيمه ولكنه لم يستطيع ليعترف بالفعل أنه خسرها وان شعوره بالخسارة يزداد يوما بعد يوم خاصه حينما يريد أن خسارته كانت أمام مكسب ندي .....!! الان فقط يري أنه اختار خطأ ...تنهد بثقل وحل ربطه عنقه قليلا بينما يتذكر كلماتها عنه وإصرارها علي الطلاق وشعور غريب بالغيره يشعل كيانه وهو يفكر أنها كما وجدت عمل ومنزل جديد قد تجد حياه جديده برفقه رجل آخر .....

لم يحتمل المزيد من هذا الشعور ليمسك هاتفه بعصبيه ويجد.نفسه بدون تفكير يتصل بها 

لم تجيب الا بعد عده رنات...الو 

ما أن استمع الي صوتها حتي انفصل عن ما حوله ....بالفعل من اشتاق لها خاصه حينما استحضر عقله صورتها ....نائل ...

سماعه لاسمه من شفتيها جعل الشعور بالاشتياق يتفاقم 

لتعيد داليا بدهشه : نائل وقد ظنته اغلق لتنظر الي الهاتف ولكنها وجدته ما زال علي الخط  ...

: الو 

حمحم واستعاد ثباته : الو 

شعر باندفاعه حينما لم يجد سبب لمكالمته : في حاجة يا نائل ...طنط كويسه ....؟!

لهذا هو الشيء الوحيد الذي أصبح بينهم لتسأل عنه ؟!

: اه كويسه ؟!

انتظرت أن تعرف سبب لاتصاله ليفكر نائل سريعا : كنت ...كنت بكلمك ...عشان نروح للمحامي سوا 

شعرت بغصه في حلقها بينما خذاها للمرة التي لاعرف عددها ولكنها تخشي أن تعترف بهذا لقلبها الذي مازال يتأمل شيء منه لتقول بصوت جاهدت أن يكون طبيعي : اه عشان نكمل إجراءات الطلاق 

عقد حاجبيها بامتعاض شديد بينما لم تكتفي بنطقه لكلمه الطلاق بل تريد تلك الورقه أيضا ليقول بقليل من الانفعال : لا ....عشان تمضي علي عقد الشقه والعربيه 

استغربت داليا نبرته ولا تنكر أن قلبها عاد لينبض بينما يحاول قلبها اخبارها أنها من أصرت علي الطلاق وان نائل استجاب لها وكان متمسك بها ولكنها رفضت هذا التفكير حتي لا تعود مجددا لما كانت به ...

: عقد ايه ....؟! 

: الشقه والعربيه هيبقوا باسمك 

: ليه ....؟!

: حقك 

: احنا اتكلمنا قبل كدة يانائل وقولتلك .....قاطعها بحنق شديد من نفسه حينما انصاع لها ووافق علي الطلاق ليقول بنبره قاطعه : انتي متقوليش انا اللي اقول. .....شوفي فاضيه امتي ...

هل يفتعل حجه لرؤيتها ...نعم لا ينكر 

: داليا. ........نيران اشتعلت بكيانه حينما استمع لصوت رجولية ينادي اسمها 

قالت برقتها المعتاده : لحظه وجايه 

هنا كانت البراكين تتفجر من رأسه حينما قالت : معلش يانائل مضطره اقفل عشان عندي شغل 

ضرب المكتب بقبضته بقوة .....صارخا بعنف بينما كانت بيده وهو من اضاعها بغباءه.....!! 

..........

: انت فين يافريد قلقتني عليك 

قال فريد وهو يجمع اشياءه بعد أن أنهي عمله اخيرا : معلش ياحياتي الجلسه طولت 

: طيب انت راجع امتي  

قال فريد بمشاكسه : وحشتك 

قالت بخجل : فريد 

قال باصرار : ردي

قالت بنعومه :  اه 

: اه ايه 

قالت بحب : وحشتني 

قال بمكر : لا شكلي موحشتكيش اوي 

هزت راسها : وحشتني اوي اوي 

ضحك : وانتي اكتر ....

بصي ياروحي معلش اعتذري لعمي واتغدوا انتوا عشان أنا هعدي علي ماما وبعدين ارجع البيت 

قالت : هستناك 

رفض : لا ياحبيتي بلاش تقعدي من غير اكل كل ده. ...عشان الدوا ياورد

هزت راسها بإصرار : لا هستناك  نتغدي سوا ...ابتسم قائلا : ماشي ياحبيتي ...مش هتأخر .....بسرعه بس هطمن علي ماما وارجع

عضت علي شفتيها : انت كدة بتتعب بسببي ...كان زمانك قاعد في البيت 

قال بعبث : خلاص عوضيني لما ارجع 

ضحكت بخجل :  بتستغل الفرصه يعني 

قال فريد بوقاحه : ده انا هتسغلها استغلال... بس الدكتور يديني افراج

ضحكت بخجل شديد : بس يافريد 

: حاضر ياعيون فريد...

عاوزة حاجة اجيبها وانا راجع 

: شكرا ياحبيي ربنا يخليك ليا 

: ويخليكي ليا ياروحي 

...........

...بلا هدف سارت هديل علي الرصيف تشاهد المحلات بينما شعرت بالضيق من البقاء بالمنزل لتقرر أن تخرج قليلا.....

وبعد أن شعرت بالضيق اخرجت هاتفها : هانيا بطلي سخافه والبسي وانزلي ...انا زهقت لوحدي 

قالت هانيا برفض : لا ماليش مزاج

قالت هديل برجاء : بليز يا نونو ....طيب بصي نروح لورد 

علي مضض وافقت هانيا لتقول : طيب انتي فين ...؟! 

: انا في اخر الشارع .....

: طيب ارجعي استني تحت وانا هلبس ونازله 

قالت هديل : ماشي متتاخريش .....

أغلقت لتسدير الي المنزل ولكن تتوقف أمام محل المثلجات الشهير وتفكر أن تكافيء نفسها بأحدي مثلجاته الشهيره ......علي بعد يضعه أمتار اتسعت ابتسامه هاشم بعدم تصديق حينما لمحها .....ليهز رأسه بابتسامه ...كم اشتاق اليها ليراها صدفه بعد أن منعه كبرياءه من المحاوله مجددا 

وقفت هديل تستلم طلبها الذي امتليء بالمكسرات والشيكولاتة وغادرت لتلتمح بطرف عيناها هذا الذي كان يسير خلفها .....في البدايه لم تصدق أنه هو حتي بخبث أدارت راسها ولمحته .....وضعت أحدي القطع في فمها بحنق وهي تفكر لماذا يسير خلفها بينما هاشم يبحث عن سبب يوقفها بها دون أن يبدوا مجددا أنه يستجديها لتسمعه ....!!

عكصت هانيا شعرها العسلي فوق راسها وأغلقت ستراها الرياضيه البسيطه ونزلت دون أي اكتراث لهيئتها لتضغط علي زر المصعد وتنزل 

علي الجهه الأخري كان ايهم لايدري ما يفعله بينما جلس في سيارته وعيناه علي باب المنزل منذ وقت طويل ...ساعات تمر وهو يخبر نفسه أنه حتما سيراها .....انتفض من مكانه حينما رآها بالفعل تخرج من باب المنزل وتنزل تلك الدرجات الرخاميه باتجاه الشارع .....بسرعه غادر سيارته وعبر الشارع باتجاهها لتلمحه هانيا حينما لفت انتباهها بوق السيارة التي كادت تدهسه وهو يعبر بتلك السرعه دون أي حذر ....

تسمرت قدماها بالأرض لحظه حينما التفت عيناها بعيناه ولكنها سرعان ما استعادت ثباتها لتشيح بعيناها عنه وتوليه ظهرها وتغادر دون الالتفات الي سؤال طرأ بذهنها عما يفعله أمام منزلها ولا عما جعله يعبر الشارع بتلك الطريقه .....

تغاضي ايهم عن تجاهلها له بتلك الطريقه ليسرع خلفها : 

هانيا استني عاوز اتكلم معاكي .....

هتفت بنبره قاطعه : مفيش بينا كلام 

هز رأسه بإصرار : لا في .....

ومش بس كلام في بنت حاجات كتير اوي 

قالت بحنق بينما لاتريد مجددا أن تسير خلف مشاعرها وتنجرح مرة أخري بعد أن خذلها :  مفيش بينا أي حاجة ....قولتك قبل كدة اني ندمانه اني اصلا عرفت واحد زيك جبان

زم ايهم شفتيه بضيق ليحاول ابتلاع اهانتها له  ويهتف من بين أسنانه : هانيا انا مش هحاسبك علي الكلام ده دلوقتي .... خلينا نقعد في أي مكان نتكلم وافهمك  انا قولتلك الكلام ده ليه يومها 

هتفت بحنق واندفاع شديد كعادتها :انت قولت كل حاجة خلاص وانا فهمت ......خلاص بقي انتهي 

هتف ايهم بضيق : هو ايه اللي انتهي ....احنا لسه هنبدا ياهانيا ....بس انتي بقى عندك استعداد تربطي

حياتك بواحد في ظروفي وتحاربي معايا لغايه ما نوصل لبدايه حياتنا سوا

اهتزت دقات قلب هانيا ولكن نظراتها ظلت ثابته وهي تقول :كنت 

ردد ايهم باستنكار : كنتي !؛؟

أومات باندفاع : اه كنت ...كنت مستعده احارب الدنيا كلها عشانك  لما برضه كنت فاكره  انك زيي.... إنما لما لقيت العكس معنديش اي استعداد حتي اكلمك 

امسك بذراعها بغضب من هجومها عليه بلا هوادة : هانيا  استني .....

تظاهر هاشم بالمفاجاه حينما التفتت له هديل :  انتي  

عقدت هديل حاجبيها بتأهب : انت...!! 

انت بتعمل ايه ....ايه  بتراقبيني 

رفع هاشم حاجبه باستنكار  :  براقبك....!

أومات وتابعت بنفس الهجوم  : اه ....ماشي ورايا ليه ؟!

تلفت هاشم حوله متظاهرا أنه يسير بطريقه ذاهب الي صالته الرياضيه ليقول باستهجان وغيظ من هجومها عليه فهي حتي لم تلقي عليه ولو سلام كما أنها تجاهلته وتعمدت القول إنها لا تعرفه حينما رآها بمنزل أخيها : ماشي وراكي ....هز رأسه وتعمد أن يستفزها : 

لا ده انتي مغرورة اوي.....عقدت هديل حاجبيها بشده بينما اندفعت الدماء الي وجنتيها وهاشم يتابع : هو الشارع بتاعك ولا حاجة ياانسه .....وبعدين هو انتي تعرفيني اساسا عشان تقوليلي ماشي وراكي 

زمت هديل شفتيها بحنق شديد : انا مغرورة ....!!

اوما هاشم وهو ينظر لها بتحدي : اه ...اكتر بنت مغرورة شفتها ....تسارعت انفاس هديل بحنق بينما تابع هاشم وهو يفيض بغيظ بكل مكنونات قلبه : عشان مش شايفه غير نفسك ورأيك وافكارك وبس .....

ضغطت هديل علي شفتيها بقوة حتي كادت تدميها بينما تبحث عن رد لاتهامه والذي لم يأتي من فراغ ولكن كان بسبب موقفها منه 

سحب هاشم نفس عميق حينما رأي وقع كلماته علي ملامحها وهو ما لم يحتمله فقد اعتادها مرحه ضاحكه ومنذ ما حدث بتلك المرة وهي متجهمه الملامح 

ليقول بنبره صادقه بينما التقت عيناه بعيونها : لو يهمك تعرفي ..... فأنا ماليش علاقه باللي حصل وزي زيك بالضبط 

احتدت ملامح هديل فور تذكرها ذلك الموقف لتسحب عيونها فورا من أمام نظراته لها وسرعان  ما ترشقه بكلمتها التي قالتها باستخفاف :  ميهمنيش....!!

نظر لها هاشم بحنق لتبادله نفس النظره بأشد منها وسرعان ما تضرب الارض بقدمها وهي تتجاوزة وتسير بخطوات حانقه ..... 

لم تكد تخطو خطوتين بتلك الخطوات الغاضبه حتي اصطدمت دون أن تقصد بأحد المارة الشباب والذي سرعان ما كان يقول :  خدي بالك يا قطه  

وكالعاده كانت تندفع بدون تفكير : ايه قطه دي ....ما تحترم نفسك ياحيوان انت ..!!

زم هاشم شفتيه وهو يتابع ما يحدث بينما يضغط علي نفسه بألا يندفع خلفها ليحدث نفسه : خليها ....احسن تستاهل ...مش ميهمهاش....

احتقن وجهه الشاب من كلمات هديل ليقول بغضب  : لا بقي  ......ده انتي قليله الادب ....!! 

وما كانت الا لحظة التي اغلق بها الشاب فمه بعد تلك الكلمات قبل أن يتلقي لكمه قويه جعلت الدماء تسيل من أنفه .....امسك هاشم بتلابيبه مزمجرا بصوت مخيف : مين دي اللي قليله الادب ياابن ال.....***

حاول المارة فض الشجار ليترك هاشم الشاب واخيرا 

ولكن من قال إن الشجار انتهي فهاهي هديل تشعل الفتيل من جديد ... 

علي فكرة مكانش في داعي تتدخل اصلا .....

اتسعت عيون هاشم وسرعان ما تلونت بغضب شديد بينما يضم قبضته بقوة مزمجرا من بين أسنانه : بنت انتي .....متستفزنيش ....

قال هديل بتحدي : ولو استفزيتك هتعمل ايه ؟!... اسمع بقي انا شايفاك وانت ماشي ورايا 

هتف بغضب من بين أسنانه : لا شفتك صدفه 

: كداب ...قاطعها بغضب : لا شفتك صدفه وبعدين ...نظرت له بابتسامه متحديه: وبعدها مشيت ورايا 

اوما باعتراف : اه

: ليه ؟!

لانت نبرته : عشان عاوز اتكلم معاكي 

هتفت بهجوم وبغيظ كانت تتذكر كلمته وهو أيضا تداعب قلبه بينما تعامله بهذا الجفاء 

: وتتكلم معايا ليه ....بينا ايه اصلا 

فتح فمه مقرر أن يخبرها بتلك المشاعر التي شعر بها تجاهها وخربها ذلك الموقف : هديل انا ....صمت حينما وجدها تدير راسها : هانيا .... ؛!!

بنفس اللحظة لمحت اختها بينما ايهم يهتف بها معترض طريقها : هانيا استني

التفتت هديل لأختها : هانيا 

قبل أن يتحدث احدهما كان هاشم باندفاع يتجه الي ايهم ظنا منه أنه يضايق هانيا اخت هديل ومجرد دقائق

وكانت تبدأ مشاجره بين ايهم وهاشم وكلاهما يتبادل اللكمات مع الآخر ...؟

صرخت الفتاتان تحاول الفض بينهما بنفس لحظة وصول فريد ورؤيته إخوته وسط مشاجرة الرجلين .....!!.


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. حلوه اووي

    ردحذف
  2. اكتر روايه بتسعدنى هى وستكونين لى دول قلبى من جوه فريد وجواد ♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  3. أحداث جميلة وشيقة

    ردحذف
  4. البارت حلو اوي تعيشي وتكتبي حبيبتي

    ردحذف
  5. جميل اوي يارونا ..تسلمي

    ردحذف
  6. عظمه ياحبى تسلم ايدك بجد

    ردحذف
  7. انا قرات لحد البارت ال12وبعدين مش لاقيه باقي البارتات اجيبهم ازاي لاقيه من 43وبس الباقي الي في النص مش لاقياه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !