ورد فريد " الثاني والاربعون "

11


 

قبل أن يتحدث احدهما كان هاشم باندفاع يتجه الي ايهم ظنا منه أنه يضايق هانيا اخت هديل ومجرد دقائق

وكانت تبدأ مشاجره بين ايهم وهاشم وكلاهما يتبادل اللكمات مع الآخر ...؟

صرخت الفتاتان تحاول الفض بينهما بنفس لحظة وصول فريد ورؤيته إخوته وسط مشاجرة الرجلين .....!!.

اتسعت عيون فريد الذي اسرع بخطاه تجاه إخوته ليتوقف كل منهم مكانه حينما هتفت هديل بهلع ما أن رأت أخيها قادم باتجاههم : فريد !! 

.........

....

ضغطت نشوي علي أعصابها بقوة بينما كانت شاديه تمرر. يدها الخبيثه علي كتف رهف وتقول بنبره لعوب  : يلا بقي يارهوف .....خفي عشان تروحي بيتك الجديد 

نظرت الفتاه ببراءه الي شاديه : هو احنا رايحين بيت جديد 

تدخلت نشوي وهي تجاهد بقوة الا تفقد أعصابها حتي لا تفسد كل خططها بينما تنظر إلي شاديه برجاء مزيف : مش وقته يا مرات ابويا 

نظرت لها شاديه بغضب ثم  قامت من جوار رهف واتجهت الي الخارج هاتفه : تعالي يانشوي عوزاكي 

قامت نشوي خالف شاديه التي هتفت بغضب ما أن خرجت من الغرفه : جري ايه يابت انتي هو لعب عيال ولا ايه .....انتي مش قولتي موافقه 

هتفت نشوي سريعا : ايوة .....انا بس ..انا بس قصدي اني  انا هبقي اتكلم معاها 

نظرت لها شاديه بعدم تصديق لتهز نشوي راسها وتتابع محاولتها لجعل شاديه تطمئن أنها وافقت علي زواج ابنتها بهذا الرجل حتي لا تنفذ تهديديها وتفعلها دون وجودها .....تتظاهر مؤقتا حتي تغفل عيون شاديه التي لا تحيد عن ابنتها وبهذا الوقت ستأخذ ابنتها وتهرب 

زفرت شاديه ثم سحبت نشوي من يدها ودخلت بها الي المطبخ قائله بتأثر مزيف : يابت انا مبحبش اقسي عليكي ...انا عاوزة مصلحتك ومصلحه بنتك 

أخفت نشوي نظراتها المحتقره في عيونها وهزت راسها بموافقه مزيفه هي الأخري  لتكمل شاديه بحماس مدفوع بطمعها : المعلم فرج هيعيشها ملكه ....هتسكن في شقه زي القصر وهتلبس اغلي هدوم وهتتصيغ وتاكل احسن اكل والراجل كل ما هتبسطه هيبسطها واحنا معاها ....وكلها كام سنه ونخليه يكتب رسمي واهي البت وقتها تبقي تحمل منه وتجيب عيل إنما دلوقتي لازم تاخد الحبوب عشان متحملش.....انا اتفقت معاه علي كدة 

رفعت نشوي عيناها تجاهها بصدمه لم تستطيع إخفائها عن وجهها لتتابع شاديه بتأثر زائف : أيوة يانشوي ...البت مش لازم تحمل دلوقتي دي لسه صغيرة ....ده عشان مصلحتها 

أومات نشوي وهي تضغط قبضه يدها بيدها الأخري حتي لا تتهور وتمسك بأحدث تلك السكاكين وتغرسها بقلب تلك المراه الفاسقه والتي تتظاهر بالخوف علي ابنتها ....تلك الطفله التي تتفنن في تدمير مستقبلها كما فعلت بها.  ...

....

............


: ايه اللي بيحصل ده ؟!

تسمرت الفتاتان مكانهما ولم تقوي أي منهم علي النطق بشيء بينما حاول هاشم و ايهم التغلب علي الموقف 

بنطق اي كلمه 

ليقول هاشم بتعلثم واضح : سياده المستشار ...انا ..انا 

نظر فريد بطرف عيناه الي ايهم باستهجان قبل أن يشير الي هاشم بأن يصمت ليقول ايهم علي الفور بينما فهم نظرات فريد المتسائله عنه ...انا ايهم  و كنت اتقابلنا مع سيادتك قبل كدة في ......اوما فريد يقاطعه وهو يتذكره علي الفور بينما يحاول إيجاد سبب لما يحدث 

حاولت هديل نطق شيء وليتها لم تنطق : اصل الكابتن كان فاكر أن الأستاذ ايهم بيعاكس هانيا وبعدين .....قاطعها فريد بنظرته الحاده بينما التفت الي ايهم وهاشم مزمجرا : وايه اللي جاب الكابتن والاستاذ هنا اصلا ....؟!

اصيبت الفتاتان بالخرس ليفتح ايهم فمه مقرر أن يتخذ دفه الحديث : سياده المستشار في الواقع انا عاوز اتكلم مع سيادتك في موضوع وهفهمك كل حاجة 

اوما هاشم : وانا برضه حابب برضه اتكلم معاك في موضوع 

رفع فريد حاجبه باستنكار : هنتكلم في الشارع ...!!

قال ايهم بحرج : ممكن نقعد في أي مكان نتكلم 

قال هاشم سريعا : الجيم بتاعي قريب ممكن نتكلم هناك 

  أشار فريد للفتاتان : اطلعوا فوق 

ظلت اقدام هانيا وهديل متسمرة بالأرض للحظات قبل أن يستجيبوا لصوت أخيهم الحازم 

التفت فريد الي هاشم وأيهم هاتفا من بين أسنانه : ياريت كلامكم يكون في تفسير واضح للي انا شوفته دلوقتي 

اوما ايهم بينما اخذ قراره أنه سيخبر فريد بكل شيء بينما تردد هاشم في اخبار فريد بهذا الموقف الذي حدث بينه وبين أخته خاصه وهو لا يعرف  فعله علي شيء كهذا كما أنه لا يستطيع اخذ اي خطوة بتلك المشاعر المتذبذبه بينه وبينها .....

أشار فريد إليهم : اتفضلوا معايا 

قال الرجلان بحرج من الصعود لمنزل فريد : بس يافندم

قال فريد بنبره قاطعه : قولت اتفضلوا 

.........

...

بخطي متعثره دخلت هديل وهانيا الي المنزل لتستغرب هاله عودتهم  

: مالكم يابنات في ايه ؟! رجعتوا ليه ..؟! انتوا مش قولتوا رايحين لورد 

هزت هانيا كتفها بارتباك : مفيش....اه بس ..بس هديل مصدعه 

أسرعت هانيا تلحق بهديل التي دخلت الي غرفتها لتقول بتوتر : تفتكري ايه اللي هيقولوه لفريد 

هزت هديل رأسها بتفكير بينما تخشي أن يعرف فريد بهذا الموقف الذي اخفته عنه لتقضم اضافرها وتسأل اختها 

: تفتكري فريد هيعمل فيهم ايه ...؟! 

توترت هانيا : قولي هيعمل فيها احنا ايه ..  ....صمتت قليلا قبل أن تقول : احنا احسن حاجة نختفي من قدامه

رفعت هديل عيناها إليها : وده ازاي .....تلاقيه شويه وهينزل لينا 

قالت هانيا : احسن حاجة نروح لورد 

هتفت هديل : انتي غبيه ...يعني نروح برجلينا ما هو قاعد هناك 

أومات هانيا بمكر : اه بس مش يعرف يعمل لينا حاجة 

واحنا هناك ...اسمعي الكلام وقومي يلا 

نظرت هاله لأبنائها بدهشه : 

انتوا مش قولتوا خلاص مش رايحين 

أومات هانيا :  اه بس هديل خلاص الصداع راح 

نظرت لهم هاله بشك : فجاه الصداع راح ...

أومات هانيا : اه يالولو 

قالت هاله ومازالت تنظر لهاتفها بانتظار أن يجيب أخيها عليها بينما لم يطمئن قلبها من تلك المكالمه المقتضبه التي طمأنها بها عليه 

: لا خلاص روحوا بكرة الوقت اتاخر 

قالت هديل برجاء :  عشان خاطري يالولو ....وبعدين لسه بدري 

تدخلت هانيا لتقول : بليز يالولو ... كلها ساعه ونرجع ...

كمان ورد هتزعل اوي لو مروحناش 


......

تقدم رفعت يحمل كوبين من الشاي ويضعهم فوق الطاوله الخشبيه التي تتوسط الشرفه حيث أصر علي خيري أن يجلس معه بها قليلا 

سحب خيري نفس عميق بينما يقول بحسره : شوفت ولادي عملوا ايه يارفعت 

خفض رفعت عيناه بينما ما يزال لا يستوعب شيء مما سمعه وقد افضي خيري له بكل شيء ليحاول أن يزيح عن قلبه كل هذا الحزن والكمد علي فعله أبناءه 

تنهد خيري وتابع بحسره : رائف شايفني شيطان وبيقولي أنه بقي كدة بسببي .....انا يارفعت ...بعد كل اللي عملته عشانه بيلومني وبيحملني ذنب موت أمه 

انكسر قلبه بألم وتابع : رائف ابني الكبير اول فرحتي اللي مكنتش بعمل خطوة إلا بشورته وكنت دائما بميزه عن اخواته طلع شايل في قلبه كل ده ليا ...سنين وهو بيسن السكينه اللي هيحطها في قلبي .....سنين وعاوز ياخد حق أمه مني 

وضع رفعت يده علي يد خيري قائلا : استهدي بالله ياخيري 

....رائف بيحبك ...هو بس واخد علي خاطره منك 

قال خيري وهو يهز رأسه : مقاليش ليه علي اللي كان شايله في قلبه وانا كنت هفتح قلبي واقوله علي كل حاجه  .....كنت هقوله اني بشر زي اي بشر ...بغلط وبتوب ....كنت هقوله اني ضعفت قدام الدنيا بس مرضتش اجرح امه وحاولت اتحمل سنين مرضها وهي بنفسها قالتلي اتجوز ......رفع عيناه الي رفعت وتابع : اه يارفعت مكنتش ملاك وقتها وكانت النسوان قدامي زي الشياطين بس عمري ما فكرت أنها عارفه حاجة زي دي ....والله حاولت اني أقف جنبها ولا كان علي بالي حنان خالص بس انا انسان وغلطت ولما فوقت ونظمت كان الأوان فات وكانت عرفت كل حاجة ووقتها ركعت تحت رجليها عشان تسامحني ونويت أصلح غلطتي وأطلق حنان بس ....صمت وتحشرج صوته لحظه بالدموع قبل أن يتابع :  بس ماتت قبل ما اخليها تغفرلي غلطتي في حقها ..... ماتت وقلبها مكسور مني وملحقتش اخليها تسامحني  ...... وقسما بالله لما ماتت ما كنت ناوي اكمل في الجوازه دي بس كانت حامل وقتها .....وضع يداه علي وجهه وتابع بأسي ....خلاص بقي أمر واقع اني اعيش كل يوم وغلطتي قدامي 

  ......

......

فركت حنان يدها ووجهها بانفعال بينما لا تفهم شيء من أبنائها عن كون زوجها بخير ولكنه سيبقي بمنزل رفعت بضع ايام ...لم تصدق أنه بخير وكذلك إن سبب بقاءه هو أن الطبيب اختار اقرب مكان ليجعله يرتاح به 

كما حال رائف وامير الغريب بينما كل منهم لم يعد للمنزل 

...

...


ظل كل من هاشم وأيهم يفرك يده بينما عقلهم مضخه لا تتوقف عن ضخ كلام يقولونه لفريد بينما عقلهم يأس من  محاوله ترتيب تلك الكلمات .....نظر فريد إليهم بصبر نافذ : ايه تفسير اللي انا شوفته ...؟! 

قال ايهم وهو يتطلع الي هاشم ولا يستطيع شرح كل شيء لفريد بوجوده : هو لو ممكن نتكلم علي انفراد ...يعني هشرح لسيادتك سبب وجودي وليه الكابتن فكرني بعاكس انسه هانيا 

رفع فريد حاجبه : علي انفراد !؟

اوما ايهم برجاء ؛ لو سمحت 

أدار فريد رأسه الي هاشم الذي قال : وانا كمان لو علي انفراد هيكون افضل ..

تغيرت ملامح وجهه فريد مزمجرا بحده  :وايه بقي اللي هتقولوه علي انفراد 

انفلتت لسان ايهم : انا طالب ايد هانيا ....

تبعه هاشم بجراه هو الآخر : وانا كمان 

التفت له فريد بحده متهكما بينما لم يفق من صدمه كلمات ايهم : وانت كمان طالب هانيا 

هز هاشم رأسه سريعا : لا هديل ....الانسه هديل 

زم فريد شفتيه وجود علي أسنانه : انتوا جايين تهزروا

قال كلاهما بنفس اللحظه : لا لا ...جد جدا 

قال ايهم : لو بس سيادتك تديني فرصه اشرحلك كل حاجة بيني وبينك 

نظر فريد الي هاشم متهكما : وانت طبعا زيه 

نظر هاشم الي ايهم بطرف عيناه ثم هز كتفه لفريد : ياريت 

هل هو بمسلسل هزلي وهذان الرجلان يدفعانه للجنون أم أنهما جادان 

.......

..

هزت هانيا كتفها : هو ده اللي حصل ياستي 

نظرت ورد إليهما : وفريد عرف كل دة 

هزت هانيا كتفها : الله اعلم الاغبياء دول هيقولوا ايه 

هتفت هديل بحنق من بين اسنانها : لو البغل ده قال لفريد علي اللي حصل مش بعيد فريد يقتله 

قالت هانيا : لا يادودو مفتكرش يقدر يقول كدة لفريد 

قالت هديل بحيره : امال ايه اللي عاوزين يقولوه لفريد؟!  

قالت ورد بتفكير : هيحاولوا يشرحوا سبب الخناقه

طالت جلسه الفتيات وطالت تكهناتهم التي انخرست ما أن همست ورد سريعا وهي تستمع لصوت الجرس

: بس.... فريد .شكله رجع ..!! 


.....

......

اتسعت عيون هايدي بعدم تصديق : يعني انا اقولك نخرج تقولي مش فاضي 

قال خالد باستدراك : مش قصدي ياروحي .....قاطعته هايدي : امال قصدك ايه .....مش فاضي وراك ايه 

قال خالد : شغل ياحياتي

انفلتت الكلمات من بين شفتيها : وده من أمتي ؟! 

ضحك خالد بصخب وكذلك انفلتت ضحكه هايدي الناعمه معه ....بعد أن توقف خالد عن الضحك قال بنعومه : مضطر ياروح قلبي ....

عض علي شفتيه بتأمل وتابع : ماهو لو مخلصتش القضيه العيال بتاعه الجيم دي فريد مش هيجوزني 

رفعت هايدي حاجبها بفضول : قضيه ايه ؟!

ضحك خالد : لا يادودو دي اسرار شغل 

احتدت ملامح هايدي لتهتف من بين اسنانها : خالد !!!

احكيلي 

حاول خالد التملص قبل أن يقول باستسلام : مش معني اني هحكيلك يا روحي اني مش مسيطر مثلا ...لا انا بس بجيب رجلك بعد كدة هتشوفي السيطرة 

ضحكت هايدي لتكمل بخفه : طيب قول ياسيطره ...ايه حكايه الجيم ...؟! 

........

...

فتح رائف عيناه بثقل علي هذا الصوت بينما قضي النهار بأكمله نائما ليرفع عيناه الناعسه تجاه امير 

الذي تفاجيء به يوقظه 

اكفهر وجهه لرؤيه أخيه ولم تخفي عنه نظرات الشفقة الاي يراها بعينها منذ الأمس ليقول بحده قاصدا بها التمسك بهذا الغلاف الصلب الذي دوما ما يعامل به الاخرين 

: خير عاوز ايه ...؟! 

قال أمير : انت قافل تليفونك ليه ؟!

هتف رائف بضيق وهو يعتدل جالسا : وانت مالك 

تنهد امير : مالي اكيد ....انت ناسي أن ابوك تعبان ولازم نروح نطمن عليه ولا خلاص نسيبه مرمي عند عن رفعت

حاول رائف التحدث ببرود مصطنع وهو ينظر لأخيه بسخريه : روح له انت ياحنين 

قال امير بمكر وهو لا يفارق النظر لملامح أخيه : وانت مش عاوز تطمن عليه 

زفر رائف ولم يقل شيء بل امسك بعلبه سجائرة ووضع إحداهما بين شفتيه واشعلها زافرا دخانها دون النطق بشيء 

ليسحب امير أحد المقاعد ويجلس باريحيه ومازال ينظر لرائف الذي هتف بغيظ واضح بعد أن طالت حملقه امير به : في ايه .....بتبص ليا كدة ليه ؟!

قال أمير بجديه ؛ عشان اول مرة اشوفك علي حقيقتك 

اهتز بدن رائف ليعقد حاجبيه هاتفا بحده يخفي بها ما يدور بداخله من مشاعر غريبه عليه تجاه أخيه 

: وشوفت ايه ياباشمهندس أن شاء الله 

ابتسم امير له بحنان  ووضع يداه علي كتفه : شوفت اخويا قد ايه كان مظلوم 

أبعد رائف يد امير عنه بجفاء وسرعان ما هب من مكانه بغضب وهو يطفيء سيجارته ويسحقها بالمنفضه الزجاجيه .: جري ايه ياواد انت ....انت جاي تعمل عليا فيلم هندي ...اييييه نسيت فجاه اللي كنت بتدبره ليا

قال أمير بدفاع عن نفسه : حبيت انتقم منك علي اللي عملته فيا 

نظر في عيناه وتابع بعتاب حاد : انت دمرتني وعيشت طول عمرك تكسرني وتوقعني في مصيبه ورا التانيه .... ضيعت البنت اللي حبيتها من ايدي بسبب غلك وحقدك علي ابويا وياريت كدة وبس ....انت كمان روحت وكنت عاوز تتجوزها ....تتجوز البنت اللي اخوك بيحبها وبيحلم بيها ....البنت اللي ....قاطعه رائف بصوت غاصب بينما يريد به أن يغطي علي تلك الأصوات التي تعالت بداخله تخبره ببشاعه حقيقته .... ولما انا عملت كل ده ...جاي داخل عليا بوش الحنيه ده ليه 

هتف امير بانفعال : عشان انت اخوياااا

ساد الصمت للحظات ران بهما صوت امير لتتواجهه نظرات الاخوان للحظات قبل أن يهز امير راسها ويتابع بأسي : اخويا يارائف .....بعد كل اللي عملته اخويا 

....بعد كل اللي عملته متحملتش اشوف فريد بيضربك في فرح أخته. ....بعد كل اللي عملته متحملتش ااذيك بكل الورق اللي قعدت شهور أجمعه ضدك ....تفاجيء رائف بأمير يمسك بتلابيبه ويتابع بانفعال شديد وهو يهزه بعنف : بعد كل ده لسه فاكر انك اخويا ......اخوياااا يارائف عارف معناها ولا لا 

....

......


سحبت هديل حقيبتها سريعا واعتدلت واقفه هي وهانيا قائلين ما أن دخل فريد الي الغرفه...تصبحي علي خير يارورو  ..احنا هنمشي 

وقف فريد علي باب الغرفه يتطلع إليهم بينما يحاولون الهرب لتقول ورد ؛ حمد الله علي السلامه ياحبيتي

ابتسم لها وعيناه عادت لتنظر الي هديل وهانيا كالفئران الواقعه بمصيده قط ماكر 

ليقول : علي فين ؟!

قالت هانيا وهي تبتلع بتوتر : هنروح يافري

رفع حاجبه : بسرعه كدة 

قالت هديل بابتسامه متوترة : اه قولنا لماما مش هنتأخر 

اوما قائلا وهو يحك ذقنه : قالتلي ....

ابتسمت الفتاتان بسماجه: اه ...استأذنا منها نشوف ورد شويه 

اوما فريد بمكر : وشوفتوها

أومات هانيا تعديل بينما ورد تكاد تنفجر بالضحك لما يحدث ليهوي قلب الفتاتان بقدمهما حينما قال فريد : حيث كدة تعالوا ارجعكم البيت 

اتسعت عيون هديل بصدمه لتقول هانيا بتعلثم بينما انتهي بهم الأمر بين يديه 

: لا يافريد انت راجع تعبان ..ارتاح واحنا هنروح 

رفع حاجبه بتحذير : يلا قدامي 


......

......

نظرت الفتاتنان لورد باستنجاد لتهز ورد كتفها بقله حيله فقد أحكم فريد قبضته عليهم ....ما أن وضعت الفتاتان قدمها بالسياره حتي قال فريد وهو ينظر لساعته: الطريق بياخد ربع ساعه ....قدام كل واحده منكم سبع دقائق ونص تحكيلي علي كل حاجه ....

........


....

لم يستطيع امير التخلي عن تلك الملاحظه عن هناء وهند الجالسون بالخارج بينما طالت جلسه عتاب بينه وبين رائف الذي مهما حاول الهروب الا أن كل الماضي كان لابد وان تنكشف اسبابه بينما امير سرعان ما غلبه طبعه الطيب والتمس لأخيه الأعذار بعد أن سمع مقدار ما عاناه ليعرف أنه لم يحقد عليه من فراغ .....: وانت وقعت تحت ايديهم ازاي  

نظر له رائف بطرف عيناه مزمجرا : مين اللي وقع ...انا بس مش رايق لهم 

رفع امير حاجبه ورفع يداه : اتنين يامفتري 

لا وقاعدين مع بعض برا متفقين وزي السمنه علي عسل ولا كأنهم ضراير 

هتف رائف من بين أسنانه : هفضي ليهم ...الصبر بس 

صمت امير لحظه قبل أن يجذب سيجاره من علبه رائف ولكن قبل أن يشعلها سحبها رائف من بين شفتيه والقاها علي الطاوله : انت مبتدخنش

نظر له امير بمكر : خايف عليا 

قال رائف بنزق : قوم نطمن علي ابوك 

........


.....

نظر فريد الي هانيا قائلا  بصوت جاد : ومحكتيش

ليا ليه 

خفضت هانيا عيونها بينما اخبرت أخيها بكل شيء 

عن علاقتها بأيهم .....زجرها فريد : من أمتي بتخبي عليا أو علي ماما حاجة 

صمتت هانيا بخجل لتحاول التحدث : ماهو يافريد .....

نظر لها فريد نظره اسكتتها : مفيش ماهو ....فيه انك لو مكانش اللي حصل حصل النهارده كنتي هتفضلي مخبيه عليا 

صمتت بخجل ليتركها وينظر الي هديل ويتابع التقريع: وسيادتك ...مخبيه ايه ...؟!

بالفعل أخفت هديل هذا الموقف بينما تخشي رد فعل فريد ليرفع فريد حاجبه : وهو ده بس اللي حصل ....يعني مشي وراكي عشان يسألك بطلتي تروحي الجيم ليه 

اومات هديل لينظر لها فريد بخبث :  

وانتي اصلا بطلتي تروحي الجيم ليه. ...؟! 

هزت كتفها وخفضت عيونها وهي تكذب : عادي ...انت عارف البنت اللي اتخانقت معاها قبل كدة كانت سخيفه وانا عشان كدة بطلت اروح 

رمقها فريد بنظرات متفحصه من خلال مراه السيارة الاماميه قبل أن يوقف السيارة اسفل المنزل ويلتفت الي إخوته هاتفا بحزم : الظاهر اني انشغلت عنكم الفترة اللي فاتت ومبقتش واخد بالي من تصرفاتكم 

قالت هديل بدفاع : فريد احنا والله ما عملنا حاجة غلط 

نظر إلي هانيا بطرف عيناه قائلا بمغزي : نقابل راجل غريب من ورا اهلنا ده مش غلط 

خفضت عيونها هديل وهانيا عيناهم بخجل لتقول هديل بصوت خافت : اسفه 

تبعتها هانيا : انا كمان اسفه 

نظر لهم بطرف عيناه دون قول شيء للحظه قبل أن يشير لهم بالنزول ....فتحت هديل باب السيارة ونزلت ليوقفها فريد : هديل 

نظرت له ليقول : هاشم طلب يتجوزك

انصدمت ملامح هديل وتبعتها ملامح هانيا حينما نظر لها هي الأخري : وأيهم طلب يتجوزك ياهانيا 

اهتزت نظراتها ودق قلبها بجنون داخل صدرها بينما هديل ظلت مكانها كالبلهاء لا تستوعب شيء قبل أن تقول ببلاهه : انت بتقول ايه يافريد ؟!

قال فريد بينما تعمد أن يتركهم دون تفاصيل مع اخبارهم بقراره : بقولك هاشم طلب يتجوزك ....صمت لحظة قبل أن يكمل : وانا وافقت 

انفلتت الكلمات من شفاه هانيا بينما قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها : وافقت علي ايهم 

نظر لها فريد قائلا : لا ....مش موافق 

اهتزت نظرات هانيا لتمسك هديل سريعا بيد اختها التي تجمدت مكانها ...اطلعوا دلوقتي ولسه كلامنا مخلصش 

........

...تنهد بعد صعود إخوته ليقود عائدا للمنزل. ....تعمد القسوة علي هانيا وأخبارها برفضه بينما يعرف أن أخته مندفعه وسريعه في اتخاذ قرارات حياتها المصيريه دون تفكير ثم تندم لاحقا وهو لا يستطيع أن يغامر بمستقبلها بينما عرف كل شيء من ايهم عن ماضيه ناهيك عن فارق السن بينهم ....

.....

.........

ابتسمت ورد واسرعت تستقبل فريد الذي عاد بعد يوم مرهق للغايه ...حمد الله علي السلامه ياحبيتي

ابتسم لها ومال عليها ليقبل وجنتيها : الله يسلمك ياحبيتي 

وقفت خلفه تمد يدها الي سترته تخلعها له ليقول بحنان : متتعبيش نفسك ويلا ارتاحي 

هزت راسها : لا ..أنا كويسه جدا ...انت ادخل خد دوش وانا هجهز الاكل 

نظر لها لتبتسم بمشاكسه: بابا عامل ملوخيه بالارانب تحفه 

استجاب لمرحها: انا محتاج كوارع تنفعني بعد التعب اللي انا فيه ده 

ضحكت ورد واحمرت وجنتيها : لا ياحبيبي انت اصلا مش بتاكل الحاجات دي 

غمز اجذبها ليحيط جسدها بذراعيه : اكلهم عشانك ياجميل 

ضحكت ورد وقالت بدلال : انت بتعاكسني بقي  

تغيرت ملامح وجهه فريد حينما تذكر ما فعله ايهم وهاشم ليقول من بين أسنانه : بس متجبيش سيرة المعاكسه قدامي 

كتمت ورد ضحكتها لينظر لها فريد بخبث : طبعا حكولك علي كل حاجة 

صمتت لينظر اليها : يلا اعترفي 

فرت من أمامه هاربه: هروح اجهز الاكل 

........

....

قال هديل لهانيا : اكيد بيهزر ...انتي عارفه فريد استحاله يزعلنا 

هتفت هانيا وهي تهز كتفها متظاهرة بالبرود : ومين قال اني زعلانه. ...ولا اني اصلا هوافق 

نظرت لها هديل بعدم تصديق : يعني كنتي هترفضي ايهم لو فريد قال موافق 

قالت هانيا بعناد : اه طبعا 

فركت هديل خصلات شعرها : يبقي انا كمان لازم أرفض البغل ده ....اه ماهو هيقولك عليا ايه ماصدقت مثلا 

دخلت هايدي بتلك اللحظه لتقول وهي تقفز بين اخوتها : دودو ....شوفتي البنت بتاعه الجيم ايه اللي حصلها 

سرعان ما اجتذبت فضول هديل والتي واخيرا عرفت سبب لقاء فريد بهاشم بينما أخبر خالد هايدي بكل شيء 

  .......

....

اراح فريد ظهره للخلف بعد أن أنهي طعامه بشهيه ليمسك بيد ورد : تسلم ايدك يا روحي 

ابتسمت ورد له : بابا اللي عمل الاكل 

قال بحب : وانتي تعبتي وحضرتيه ...ربنا يخليكي ليا يا روحي ...انا فعلا كنت جعان 

امسكت ورد بوجهه قائله بحنان : ياحبيبي انت شكلك مرهق جدا ومحتاج تنام ...يلا قوم اغسل ايدك وادخل نام وانا جايه وراك 

قال برفض وهو يحمل الصينيه : لا ارتاحي انتي كفايه عليكي كدة 

أصرت ورد برفض أن تنظف هي الاطباق ليتركها فريد ويسبقها الي غرفتهم وسرعان ما تجتذب أنظاره تلك المفكره حينما توسد الفراش و التي كانت بجواره علي الكمود ....بفضول فتحها ليري خط ورد التي دونت المثير من الأسماء والعناوين وارقام الهواتف وقبل أن يتساءل عن هويتهم كان يقرأ أحد الأسماء المشهورة بين أطباء النساء ليفهم علي الفور .....وضع المفكره بجواره سريعا وأسند رأسه للوساده خلفه حينما عادت ورد للغرفه 

ابتسم لها بحنان بينما يريد أن يزيل كل اوجاعها التي تخفيها عنه وتبتسم له دوما 

: تعالي ياحبيتي 

توسدت صدره ليمرر يداه بخصلات شعرها الناعم هامسا : وحشتيني 

قالت وهي تضع يدها علي صدره : وانت كمان 

قبل رأسها ورفع وجهها إليه ليميل تجاه شفتيها ويأخذها في قبله متمهله بث فيها المثير من عاطفته ناحيتها .....

نظرت ورد في عيناه بعد أن فصل قبلتهم لتقول ..فريد 

: نعم 

قالت بتردد : انا .  ...انا كنت بشوف دكتور ...عشان ....عشان 

اعفاها فريد من تلك التفاصيل الثقيله ليقول علي الفور : اه ياحبيتي ....تحبي نروح امتي 

نظرت له : انت هتيجي معايا 

ابتسم لها بحنان ومرر يداه علي جانب وجهها : طبعا 

ابتسمت ولكنها سريعا ما محت الابتسامه من فوق شفتيها لتقول : لا ياحبيبي انا مش عاوزة اتعبك

قال بحنان : مفيش تعب اصلا  

هزت راسها بإصرار : لا يافريد كفايه عليك اللي اتحملته عشاني 

امسك بيدها قائلا بصوت حازم : ورد مش عاوز اسمع الكلام ده منك تاني .... انا معملتش حاجة غريبه انتي مراتي وحقك عليا اني اكون جنبك في كل الأوقات وخصوصا لو انتي محتاجه ليا 

تفاجيء بها سريعا ما تضع رأسها فوق صدره وتقول باعتراف وهي تتمسك به : وانا محتاجلك اوي يافريد ....محتجالك جنبي اوي 

ضمها سريعا إليه بينما مهما تظاهرت المراه بالقوه إلا أنها دوما ما تكون بحاجه لوقوف من تحبه بجوارها 

قبل فريد راسها : وانا جنبك ياحبيبتي ومش هسيبك ابدا 

استكانت فوق صدره لتقول بمشاعر جارفه : انا بحبك اوي يافريد .....اصلا مش لاقيه كلام اعبرلك بيه عن حبي ليك ...انت بجد حاجة كبيره اوي في حياتي ...انت حياتي كلها يافريد 

ابتسم بسعه وضمها إليه بقوة : وانتي قلبي وحياتي كلها ياوردتي 

...

......في الصباح الباكر 

تلفت فريد حوله قبل أن يتحرك علي أطراف أصابعه الي الباب ويفتحه بهدوء شديد ....

قال حمزاوى وهو يلتقف أنفاسه : اتفضل يافريد باشا الورد

وكزه فريد هامسا : هششش بس وطي صوتك 

نظر حمزاوي بدهشه الي فريد بينما لم يفهم شيء منذ تلك المكالمه التي تلقاها منه في هذا الصباح الباكر ليحضر له باقه من الورد....

قال حمزاوى بخفوت : طلع عيني علي ما لقيت بتاع ورد فاتح الصبح كدة ....بس مقدرش اقولك لا ياباشا

اخذ فريد باقه الورد منه ومد يداه بهذا المبلغ المالي الكبير الي حمزاوي : متشكر 

رفض حمزاوي : لا والله يافريد باشا ....أصر فريد : خد.ياحمزاوي وانت ساكت 

مال حمزاوي ناحيته وهمس بمكر لم يستطيع اخفاءه : الا لمواخذاه هي ايه الحكايه ....ورد وسيادتك بايت في بيت الاستاذ مختار ....هي الدكتورة زعلانه من سيادتك 

نظر فريد إليه وزم شفتيه بغيظ هاتفا من بين أسنانه : حمزاوي ....!! 

ضحك حمزاوي بمرح : بطمن علي سيادتك انت والست الدكتورة 

وكزة فريد بحنق وغيره واضحه :  مالك ومال الدكتورة ....يلا اتكل علي الله

اغلق الباب واتجه سريعا الي غرفتها بهدوء ليرتب باقه الورد ويضعها بجوارها بينما ينتقي اجمل ورده بها يداعب بها وجنتها .....❤️❤️❤️

فتحت ورد عيونها بابتسامه واسعه حينما رأت تلك الوورد التي امتزجت رائحتها برائحه عطر فريد الذي احاطها بذراعه وبدأت شفتاه بعزف سيمفونيه من انغام حبه امتزجت بها ورد بكل كيانها الذي احتله هذا الرجل بينما مثل كلمه رجل بكل ما تحمله من معني ...!!

كانت ابتسامه خفيفه تظلل شفاه ورد بينما جلست في انتظار دورها للدخول الي الطبيب وقد ركزت تفكيرها علي فريد الذي جلس بجوارها وأمسك بيدها ليبعد عنها ترقبها وتوترها بينما هي تأملت من داخلها أن يكون هناك خطأ في حديت الطبيبه وتخرج هي وهو من غرفه الطبيب بسعاده ..... تلاشت ابتسامتها من فوق شفتيها حينما وقعت عيناها علي تلك المراه التي خرجت بخطي متعثرة من غرفه الطبيب بينما احتقنت عيونها بالدموع ....

تأثرت بشده لرؤيه تلك المراه حتي كادت تبكي هي  الأخري بينما تذكرت نفس تلك الألام التي ارتسمت فوق ملامحها وهي تغادر غرفه تلك الطبيبه من قبل 

مدام داليا. ...مدام داليا 

التفتت داليا إلي الممرضه التي أسرعت خلفها بهذا المغلف الكبير : حضرتك نسيتي ده 

امسكت داليا بالمغلف الذي يحوي الإشعات التي قامت بإجراءها بينما داعب الشك قلبها لعدم حملها طوال فتره زواجها من نائل .....وكأنها تبحث عن سبب لتزيد من شقاءها وتعاستها وهي تعرف بأن لديها عده مشاكل تعيق إنجابها قبل علاجها ....سارت بخطوات متعثره اجتذبت عيون ورد التي شعرت بما تشعر به تلك المراه بكل قلبها الذي اتقبض بصدرها وضاق نفسها قبل أن ينتبه فريد لها ويقول بقلق : ورد انتي كويسه ؟!

حاولت الابتسام ولكنها فشلت لتشير إليه الي بقايا خطوات تلك المراه وتفيض الدموع من عيونها : صعبت عليا 

ربت فريد علي يدها بحنان ولم يجد ما يقوله بينما لايشعر بالألم الا من أكتوي به .....

.........

.....

قبض نائل علي مقود السيارة بأصابع متشنجه بينما قاد بغضب بالغ الي منزلها بعد أن ارسلت له رساله قبل عده ساعات تعتذر عن لقاء المحامي الذي أصر عليه متعلله أنها مشغوله بعمل ما بينما هي بالكاد تستطيع الوقوف علي قدمها بعد تلك الصدمه التي طعنت أنوثتها وامومتها لتظل ساعات جالسه أمام البحر تشكي له وجعها وقهرها بينما تسرب كل شيء من بين يديها حتي فرصتها أن تكون ام بيوم من الايام.....

تبرطم بحنق : مشغوله ....لما اشوف مشغوله بأيه 

بالطبع لا يستطيع تقبل أن تنشغل بشيء سواه بعد أن كانت بكل كيانها له هو فقط ....لا يستطيع ابتلاع حقيقه أنها من ابتعدت عنه بل وتابعت طريقها ....يريد اي سبب ليلقي به اللوم عليها بعد أن فشل في إيجاد سبب لهذا الجنون الذي تملك منه بعد أن شعر بخسارتها وهو لايريد الاعتراف بهذا .....

نزل من سيارته واتجه إليها بخطوات حانقه ما أن رايها تخطو باتجاه باب المنزل ...

تفاجات داليا به يمسك ذراعها : كنتي فين لغايه دلوقتي ...؟! 


....بعد زيارة الطبيب الثقيله أوصلها فريد الي منزل عائلتها واتجه الي عمله لينهيه علي مضض بينما لا يبارخ عقله التفكير في شيء يسعدها وقد شعر بمقدار الحزن في عيونها مع كلام الطبيب عن خطوات طويله من العلاج الذي قد يستغرق شهور طويله 

أخفت ورد حزنها حينما دخل اليها لتبتسم له علي الفور 

: حمد الله علي السلامه ياحبيتي

ابتسم لها قائلا : الله يسلمك ياحبيتي 

أتجه إليها قائلا 

: الا  قوليلي يارورو تعرفي الصبارة الراقصه اللي مجننه الناس اليومين دول 

اتسعت عيون ورد بحماس بينما تنظر للكيس الورقي الأنيق الذي يخفيه خلف ظهره لتقول بلهفه : انت جبتهالي صح 

هز فريد رأسه : لا طبعا يارورو .... 

قطبت جبينها بإحباط ليقترب منها ويداعب وجنتيها بظهر يداه : يعني يارورو ادفع ٤٠٠جنيه في البتاعه الهبله دي 

هزت راسها علي مضض وهزت كتفها قائله : عندك حق 

جلس بجوارها ومرر يداه بحنان علي وجهها قائلا : انا قولت ادفع في حاجة مفيده 

نظرت إلي تلك العلبه الانيقه التى فتحها امامها وتلألاء بداخلها خاتم بوسطة وردة مرصعه بالفصوص الحمراء النفيسه

لترفع عيناها المبهورة إليه من جمال تفاصيل الخاتم : فريد ده شكله غالي اوي 

وضعه في إصبعها قائلا بحب : مفيش حاجة تغلي عليكي... فكرت اجيب الصبارة ولا الخاتم ...قولت الخاتم  

رفعت حاجبها بمشاكسه : يعني مش عاوز تدفع ٤٠٠ جنيه

ودفعت في الخاتم كل ده 

داعب وجنتها : مش خسارة احط جنبهم صفرين 

نظرت له بحب واحتضنته: ربنا يخليك ليا ....بس ده كتير اوي يافريد 

قال بحب : مفيش حاجة تكتر عليكي ياوردتي ..

ابتسمت له ليرفع حاجبه بمكر وهو يمد يداه مجددا الي الكيس الموضوع خلف ظهره ليكمل بتمهل : وكمان عشان وردتي متزعلش ...جبت ليها الصبارة 

انقضت ورد عليه تحتضنه وتقبله ثم تتركه سريعا وتحتضن الصباره ...الله دي حلوة اوي يافريد 

رفع فريد حاجبه وابعد الصباره عنها بغيرة واضحه : متحضنيش البتاعه دي

نظرت له ورد بجبين مقطب واحتضنت الصباره مجددا بسعاده : ليه بس يافريد .....دي حلوة اوي 

عقد حاجبيه وأمسك بالصباره هاتفا : اوووو بقي قولت متحضنيهاش

داعبت وجنته : ليه يافري.....بص حلوة ازاي 

مررت يدها علي الصباره ليزفر فريد بغيره : تصدقي انا غلطان اني جبتها ...هاتي البتاعه دي 

انفلتت ضحكه ورد الناعمه وداعبت وجنته المقطبه.....بتغير عليا ياسيادة المستشار

انقض عليها يجذبها إليه : وهرتكب جريمه في البتاعه دي حالا لا حضنيتها تاني 

ضحكت ورد لتقول بدلال :: امال احضن مين ؟؛

طوق خصرها بذراعه : احضنيني انا 

نظرت له ورد بعيون لمع بها الحب لترفع وجهها إليه وتقرب شفتيها من شفتيه بجراه ....مش هحضنك وبس....لا و هبوسك كمان 

أغمض فريد عيناه للحظات باستمتاع بقبلتها الجاهله والتي سرعان ما اخذ الزمام منها ليقودها الي قبله ساخنه عصفت بكيانها .....

.......

....

بتردد وقفت هديل أمام باب الصاله الرياضيه لتتسع عيون هاشم وسرعان ما يقوم من أمام مرام التي جاءت لتشكره ....استدرات هديل عائدة وقد خانتها شجاعتها بينما لم تجد سبب للمجيء .. تفاجات بهاشم يسرع خلفها : هديل استني 

التفتت له لتري تراقص السعاده بعيناه لرؤيتها وقد انتوي. تصفيه كل ما بينهما ومصارحتها بكل مشاعره ناحيتها بعد طلبه زواجها 

أسرعت هديل تقطب جبينها بينما شعرت بتسرعها للمجيء الي هنا لتهتف : انت ايه اللي قولته لفريد ده ؟!

نظر لها هاشم بعدم فهم ؛ قولت ايه ؟!

رفعت هديل رأسها بعناد : انت ازاي متوقع اني أوافق عليك اصلا 

اهتزت نظرات هاشم بينما بغباء منها لم تقصده كان يتذكر كيف شرح لفريد موقفه المادي وأنه مازال يسدد اقساط القرض الذي افتتح به مشروعه المتمثل بالصاله الرياضيه ليظن أنها ترفضه لهذا السبب الذي لم يعيره فريد اي اهتمام ..


...

.....

فتح رفعت الباب لتقول حنان بحرج : متاسفه ياسيادة المستشار اني جيت من غير ميعاد ...بس عاوزة اطمن علي خيري 

افسح لها رفعت المجال : اتفضلي يافندم 

رفع خيري عيناه الي حنان التي قالت بلهفه وعتاب : كدة برضه ياخيري تقلقني عليك 

تفاجات بخيري يبعد يدها عنه بجفاء : انتي ايه اللي جابك هنا 

.......

جلس فريد في المساء برفقه ورد. عائلتها يشاهدون أحدي الافلام ليقوم مختار وسلوي بعد قليل تاركين لهم الحريه .....أجاب فريد علي هاتفه بينما جذب ورد لتتوسد صدره علي تلك الاريكه يشاهدون الفيلم سويا 

:  ...فريد ياحبيي انت هترجع امتي ...البيت وخشمن غيركم 

: كام يوم كدة ياماما 

قالت هاله : ماشي ياحبيبي ....انا بس قولت اكلمك واقولك ان كل حاجة وصلت وكله تمام 

وبكره عوض هيجيب ليا بنت جديده تشتغل هاخدها ونضبط كل حاجة 

تغيرت ملامح وجه فريد : بنت مين ؟!

قالت هاله : بدل شروق يافريد ....لو اعرف بس طردتها ليه 

قال فريد باقتضاب : مفيش ياامي ...واصلا مفيش داعي تجيبي حد انا هتصرف

قالت هاله برفض : مالكش دعوه انت انا قولتلك هجهز كل حاجة. ليك 

تنهد فريد واغلق بينما لم تفهم ورد شيء من تلك المكالمه وقد انشغلت بمتابعه احداث الفيلم مقرره أن لا تفكر بشيء سواه وقد انهكها التفكير ولوم نفسها انها لا تستحقه 

داعب فريد وجهها برقه بظهر يداه قائلا  : مش كفايه بقي ونرجع بيتنا 

هزت راسها وتراجعت بجسدها خطوة للخلف ليقترب فريد منها غير سامح لها بالابتعاد بينما يقول بمكر وهو يتابع اقترابه منها : لا ليه .؟!...خايفه استفرد بيكي مثلا لما نروح 

هزت راسها بينما بدأت الدماء تندفع لوجنتها من نظراته التي امتلئت بالاشتياق لها بينما يقترب أكثر كلما تراجعت  بجسدها حتي وصلت ورد الي حافه الاريكه ليلتصق فريد بجوارها....

ابتسم فريد وتلاعبت النظرات اللعوب بعيناه بينما 

يقول ببرءاه مزيفه : بس تعرفي أن هنا المكان ملائم اوي اني اعرف استفرد بيكي براحتي 

احمرت وجنتيها ورفعت عيناها إليه بعدم فهم ليتابع فريد ببطء وهو يميل ناحيتها : ليه لا وأستاذي العزيز سايبنا براحتنا اغلب الوقت وحماتي حبيبتي نازله فيكي نصايح واشعار فيا طول الوقت.....اقترب منها أكثر حتي شعرت بحراره جسده تلامس جسدها بينما يكمل ونظراته تتلكأ أمام شفتيها ... ده غير اننا بننام جنب بعض في سريرك الصغير اللي كل يوم في نص الليل بتسيبيه المكان كله وتنامي في حضني .....غمز وتابع : شفتي بقي ...هتهربي مني تروحي فين .....!!

ابتسم بخبث علي نظراتها بينما كانت تشابه غزاله بريئه وقعت ببراثن نمر ماكر ليتابع محاولته لاقناعها بينما 

بأصابع ماكرة كانت يده تتسلل الي خصلات شعرها تداعبها برقه شديده نزولا الي جانب عنقها

وهو يكمل : إنما في بيتنا هتعرفي تهربي مني براحتك ... في اوضتك مثلا ....نظر إلي تأثير قربه منها بينما بدأت أنفاسها تتعالي وهو يكمل بمغزي : أو في المطبخ  .....!!

ازدادت لمساته لعنقها نعومه وبدأ صدره يعلو ويهبط بينما لامست أنفاسه الساخنه وجهها الذي اقترب منه وبدأ بتلمس وجنتها الناعمه برقه بينما اجتاحت مخيلته ذكرياتهم وهو يكمل : فاكرة المطبخ ياوردتي ....

انهي كلماته بينما شفتيه تقترب من شفتيها حتي كاد يقبلها لولا أنها وضعت يدها فوق شفتيه ...فريد ..!!

قال باشتياق بالغ وشفتيه تقبل طرف يدها الموضوع علي فمه : هتجنني فريد 

حاولت التظاهر بالجديه وهي تقول  :فريد بس 

تابع قربه منها : ليه بس ..؟!

قالت وهي تنظر تجاه غرفه ابيها وامها : حد يصحي 

قال بخبث : يبقي اسمعي الكلام ونروح بيتنا 

ضيقت عيناها :  شوفت بقي أن نيتك مش حلوة

قال ببراءه مزيفه : انا ...!!

هو لو نيتي كدة كنت هقولك اهربي 

رفعت حاجبها : ياسلام 

اوما بابتسامه عابثه : طبعا وانا هجري وراكي 

ابتسمت بسعاده ليكمل متنهدا بحراره : قطعتي نفسي ياوردتي من كتر الجري وراكي 

قالت بدلال : انا يافريد 

مال فوقها وبلحظة كان يحملها بين ذراعيه قائلا : انتي ياورده فريد 

شهقت ليهمس :  هششش..

. انتي كدة اللي هتصحيهم ...

اتجه الي غرفتها وهو يتابع بمكر : مع اني مش ممانع ابدا أنهم يصحوا...ده استاذ مختار هيشكرني لاني قايم بالواجب مع بنته القمر دي 

دفنت ورد وجهها الذي احمر خجلا في عنقه وهي تهمس : انت قليل الادب علي فكرة 

التقط شفتيها بينما يفترسها بين شفتيه باشتياق بالغ .....وانتي وحشتيني علي فكرة ..

افلتت ضحكتها ليضعها فريد فوق الفراش ويسرع الي باب غرفتها يغلقه بالمفتاح ويعود إليها لتتتراجع ورد الي ظهر الفراش بينما اخجلتها نظراته العابثه ...فريد 

اقترب منها : قلب فريد 

قالت بخجل بينما غرق وجهها بحمرته حينما بدأ فريد بخلع ملابسه : اعقل ياسيادة المستشار

مال فوقها وتركزت نظراته علي شفتيها هامسا بنظرات راغبه مشتاقه : جننتي سياده المستشار

انتهت كلماته بين شفتيها التي لم يتركها بينما تحركت يداه تحرر سحاب سترتها ويبعدها عن جسدها الذي استجاب لمشاعره الجارفه باشتياق مماثل لتغمض ورد عيونها تنعم بحبه ودفئه حتي خيوط الشمس الأولي التي بدأت تغزو الغرفه لتضع اخيرا راسها فوق صدره وتنام .....


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !