ورد فريد ( الثالث والاربعون )

5



الفصل السابق
 (روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


عقدت داليا حاجبيها بدهشه من هجوم نائل عليها بتلك الطريقه و الذي لم يمهلها فرصه ووجدته يسحبها من ذراعها ويدخل بها الي المنزل 

حاولت داليا سحب ذراعها من يده وهي مندهشه من معاملته الشكسه لها قائله  : نائل....ايه اللي بتعمله ده ... اوعي سيب دراعي ..... !!

هتف بحنق من بين أسنانه وهو يدخل ممسك بذراعها الي المصعد : مش قبل ما افهم 

نظرت له بحنق ونزعت ذراعها من يده : تفهم ايه....!؟  

نظر لها بعيون التهبت بها النيران والتي لاتعرف سبب لها بينما لم تكن إلا نيران الغيرة تسري بكيانه بينما يقول بحنق : مش هنتكلم في الشارع .....اطلعي نتكلم فوق 

علي مضض وقفت داليا بجواره بالمصعد بينما فعلا لا تفهم شيء   ....فقد عهدته عصبي ولكنه لم يكن عصبي معها فقد كانت دوما ما كانت تنفذ أوامره فلم تتعرض لعصبيته بل كان كصفحه هادئه يأمر فيطاع وهي دوما كانت تفعل ما يريد دون ادني معارضه منها ..... لتطرأ علي ذهنها تلك الفكرة بأن ربما كان هنا الخلل في حياتهما أنها كانت مطيعه لينه زياده عما هو لازم ....!!  

بانفعال من طريقته معها كانت تبحث باصابعها عن مفتاح المنزل لتجده يمسك المفتاح من يدها ويدسه في الباب ويفتحه ويدخلها ويدخل خلفها صافقا الباب بقدمه وسرعان ما يسألها بنبره حاده :  كنتي فين لغايه دلوقتي ؟! 

عقدت حاجبيها باستنكار من سؤاله فماذا يعنيه بها بعد أن طلقها وعاد لزوجته الأولي  :  نعم  .....وانت مالك ؟! 

اشتعلت النيران بعيناه ليزمجر بنبره عاليه بينما يكاد يجن من وقوفها أمامه بتلك الطريقه عكس ما اعتاد وهذا ما يكذب به علي نفسه بينما أكثر ما يجعله يكاد يجن هو دورانه خلفها وشعوره أنها تحررت منه :  داااااليا 

هتفت داليا بانفعال ولم تعد تستطيع التظاهر بالهدوء أكثر : عاوز ايه مني ....مالك ومالي ...اخرج ولا ارجع اي وقت .....انت مش طلقتني.   .. ؟! 

هتف بغضب شديد  : انتي اللي طلبتي الطلاق وانا مكنتش موافق 

نظرت له داليا باستنكار : وايه الغريب في طلبي .....

عاوزني أفضل معاك بعد ايه  .....!! 

هتف نائل بانفعال : لو بتحبيني زي ما بتقولي كنتي استحاله تطلبي مني الطلاق ...... هز كتفه وتابع باتهام نابع من شعوره بعدم تقبل خسارته بعد :  بس واضح اني مش فارق معاكي  ... عايشه حياتك ولا فارق معاكي وجودي من عدمه ....

نظرت له داليا لحظات بعدم تصديق لإلقاء اللوم عليها والمزايده علي حبها بعد كل ما فعله بها لتهتف بانفعال بدات تفقد السيطره عليه : 

وهو انا كنت فارقه معاك ......ولا كنت حاجة في حياتك اصلا .....حبي ليك ايه اللي جاب تتكلم عنه وانت اصلا عمرك ما حبيتني

ازداد لهيب النيران بقلبها الملتاع حينما فتح الجرح بكلامه لتندفع ناحيته  بغضب وقهر وتدفعه في صدره  هاتفه :  انت بجبروتك رجعت في يوم وقولت ليا في وشي انك رجعت لمراتك اللي بتحبها .....اهتزت نظرات نايل الذي تركها تفعل به ما تريد لتتابع داليا بهجوم وعتاب قاسي : مكنش عندك ذره رحمه حتي تكذب وتقولي رجعتها عشان أي سبب تاني 

انفجرت الدموع من مقلتيها بينما صدي كلماته مازال ينحر قلبها بسكين بارده تمزق وتجرح ولكنها لا تتعطف بالموت لتنهي العذاب بل تتلذذ بعذاب ضحيتها ....... رفعت عيناها الباكيه ناحيته وتابعت باتهام وهي تعاود لكمه في صدره  : انت  مصمم ترمي اللوم عليا لييييييه . ..... ايه اللي قاصده بكلامك كل شويه  ....جاي ليه دلوقتي ....فارقه معاك في ايه اني اكمل حياتي أو لا 

....غص حلقها بالدموع لتمتزج شهقاتها بكلماتها بينما واخيرا انفجرت بكل ما كبتته داخل صدرها :  متضايق اوي اني لسه واقفه علي رجلي .....ده كل اللي فارق معاك ...ازاي داليا عرفت تعيش بعدك .....

تعالت شهقاتها بينما نظرت في عيناه وتابعت بكلمات منكسره ولكن بنره قويه :  عاوز مني ايه تاني يانائل .....عاوزني اقولك اني مش مبسوطه واتكسرت بعدك ...اه اتكسرت واتوجعت ومش مبسوطه ....قلبي اتكسر الف حته مش بس لما طلقتني ...لا لما قولت انك بتحب غيري ...قلبي اتكسر لما وجعي مفرقش معاك .....انفجارها رشق قلبه بتلك الشظايا الحادة ليتحرك من موضعه ويضرب بقوة في جنبات ضلوعه لتختم داليا كلماتها بقهر :   اه يانائل انكسرت بعدك وكل اللي بعمله ده تمثيل عشان مسمعش من حد كلمه شفقه ......نظرت في عيناه التي تجمدت نظراتها أمامها وتابعت : ارتحت.....رضيت غرورك لما اتاكدت انك كسرتني وحطمتني ودوست عليا وكملت حياتك ..... 

هز رأسه وخرجت نبرته مهتزة من فرط تأثره بجسامه ما فعله بها  ليقول باستهجان :  مين قال اني مرتاح  .... انا زيك بالضبط  

رفعت عيناها إليه هاتفه بسخريه مريرة : زيي .....

زيي ازاي. .... انت عايش حياتك جنب مراتك وابنك اللي بسرعه استغنيت عن البديله وروحتلها 

قال بضياع شابه معني كلمته : ضايع .....

امسك بكتفها ونظر في عيونها باعتراف نبع من بين طيات صدره وهو يكمل كلمته : ضايع من غيرك ياداليا. .... ومش عارف انا عملت ولا بعمل ايه ....

ضغطت يداه علي كتفها أكثر بينما يتابع بجديه يحاول قول كل ما يجول في خاطره لعله يصل لسبب لهذا الشعور بالضياع والخسارة بعدها وقد ظنها لا شيء بحياته : داليا انا بقالي اربع ساعات واقف في الشارع مش عارف ليه 

رفعت داليا عيناها الحمراء من اثر الدموع إليه دون قول شيء ليكمل : مش عارف حاجة غير اني اتجننت لما لقيتك مش عاوزة تشوفيني وبتتحججي بأي حجة  ...... لقيت نفسي جاي زي المجنون لبيتك  واتجننت اكتر لما ملقتيكيش

لانت مسكه يداه علي كتفها ونظر في عيونها متابع باعتراف اخيرا عرف مقصده : 

داليا انا من بعد من خرجتي من حياتي وانا حاسس ان ناقصني حاجة..... مش ببطل تفكير فيكي ومش عارف ليه 

خفضت داليا عيناها عن نظرات عيناه لتقول بمراره تعمدت أن يذوقها قلبها حتي لا يتأمل بالمزيد  : عشان

انت اناني و عاوز كل حاجة ...صعبان عليك أن البديله تروح من ايدك ......عادت لتنظر له من جديد ولكن بشراسه تلك المره وهي تتابع : بس انا مش بديل لحد ومش هعيش بديل تاني ...اللي بينا انتهي يانائل وارجوك اطلع برا حياتي وكفايه بقي خليني اعرف أقف علي رجلي .... انهي حديثها بشراسه هو الآخر ولكن لم تكن كلمات شرسه بل ضمه شرسه وضعها بها بداخل حضنه فقد جذبها بقوة الي صدره لينقض علي شفتيها يقتنص قبله سلبت أنفاسه قبل أنفاسها من فرط شغفه واشتياقه لها ....تذوقت شفتيه رحيق شفتيها العذب بشراسه ونهم بينما هذا الشغف الذي شب بين ثنايا صدره يزداد ولا يقل كلما تعمقت قبلته أكثر ......دقائق طويله وهو وكأنه يقبلها لأول مرة يتابع قبلته بتمني ورغبه مجنونه وشغف وبالفعل كانت أول مرة يقبلها بتلك الطريقه التي تحمل حبه لها ......ما أن شعرت داليا أنها ستعود للغرق مجددا في دوامه عشقه  الذي لم يأتي لها إلا بالاوجاع حتي حاولت استجماع نفسها لتضع يدها علي صدره تحاول أبعاده وانتزاع شفتيها من بين شفتيه . ....

علي مضض ترك نائل شفتيها بينما ظل محتفظ بها بين ذراعيه لتحاول داليا التملص منه والهرب من الغرق مجددا بتلك الدوامه السحيقه ...

انت بتعمل ايه ....؟! 

فاجأها برده : 

بعمل اللي كان لازم اعمله ......

انا رديتك لعصمتي .....!!!

انصدمت ملامح داليا مما نطق به بينما شعور غريب بالراحه اجتاح أوصال نائل الذي تابع : انا من الاول كنت رافض اطلقك وانتي اللي اصريتي بس خلاص انسي كلمه طلاق ...انا رديتك ويلا عشان ارجعك بيتك 

دقات قلبها تسارعت بصدرها ولكنها تجاهلتها عن عمد بينما تحلت بأكبر قدر ممكن من الثبات وهي تقول :  و مين قال اني موافقه ارجعلك 

عقد نائل حاجبيها باستنكار : داليا متجننيش.....بقولك انا خلاص رديتك 

نظرت له بتحدي : وانا مش موافقه ....ايه هتجبرني  ...!!

نظر لها نائل بعتاب بينما شابه بتلك اللحظه طفل صغير قد اعتمد علي والدته بكل شيء والان تركت يده ليقف وحده وهو مكانه لايعرف ماذا يفعل .....فقد اعتاد منها أن تحبه وتفعل كل ما يريحه ولم يعتاد علي فعل شيء من أجلها ليقول بكلمات متعلثمه : داليا ....انا مش هجبرك ....بس انا مكنتش موافق علي الطلاق 

نظر إلي عيونها وتابع ': انا مش عارف اعيش من غيرك و انتي  كمان مش قادره تعيشي من غيري يبقي ليه منرجعش لبعض 

أبعدت داليا عيونها عن عيناه قائله بجديه : عشان السبب ده مش كفايه .... مش كفايه اني ارجع تاني اعيش مع واحد عمره ما فرق معاه احساسي ولا مشاعري ولا أهتم بيا ولا حتي يعرف انا بحب ايه ولا بكره ايه.    ....شخص مش بيشاركني اي حاجة وكأنه عايش في اوتيل يأكل وينام وبس 

ابتلع نائل لعابه بينما يبحث عن كلمات يقولها لعلها تشفع له أمام رصيده المنعدم لديها 

لينقذه رنين هاتفه بتلك اللحظه ......تجاهله مره ولكن بالمرة التاليه كان يلتقط الهاتف من جيب سترته ليعقد حاجبيها ويجيب علي الفور حينما رأي رقم رشا اخت ندي 

: رشا في حاجة ؟!

أتاه صوت المراه متعلثما :  ....يوسف  ...يوسف وهو بيلعب مع الولاد وقع يانائل علي رجله ومش قادر يتحرك ....كلمت ندي كتير مش بترد وانا مش عارفه اعمل ايه 

اتسعت عيناه بهلع ليهتف بقلب لهيف : خديه علي المستشفي بسرعه وانا جاي حالا 

قالت داليا بقلق :  في ايه ....ماله يوسف

قال نائل بينما ارتجفت نبره صوته بالقلق : وقع ....

اسرع الي الباب لتركض داليا خلفه بدون تفكير : نائل...استني انا جايه معاك 

لمعت عيناه القلقه وهو يهز لها رأسه ويشير لها أن تأتي ليسرع يضغط علي زر مفتاح سيارته يفتح لها الباب ويركض الي امام المقود .....

......بملل نظرت ندي الي هاتفها وهي تنزل من مكتب المحامي بينما تعطيه تلك الأوراق لترتيب قضيه طلاق رابحه ضد نائل لتضغط علي الهاتف وتتصل باختها وسرعان ما تنتفض ملامحها من وجهها حينما أخبرتها اختها بما حدث ......

سرعان ما كانت تصل الي المشفي لتهتف بأختها بحنق شديد حينما عرفت انها أخبرت نائل  :  كلميته ليه ياغبيه....؟! 

قالت رشا وهي تهز راسها : كنتي عاوزاني اعمل ايه .....الواد كان مش قادر يتحرك ومش  مبطل عياط من الوجع ...دي مسؤليه وانا مقدرش اتحملها 

قالت ندي بغيظ : كنتي كلمتيني 

زفرت اختها بغضب : كلمتك وانتي مردتيش 

فركت ندي يدها بخوف واضح وهي تدور حول نفسها هاتفه :  هقوله ايه ....هقوله ايه لو سالني كنت فين ؟!

عادت لتنظر الي اختها بحنق وتتابع : 

غبيه ....علي الاقل كنتي قولتي اني معاه 

تنهدت اختها بضيق شديد : أقوله كنتي معاه ازاي وانا اصلا مش عارفه اوصلك .....

هتفت ندي بعدم تفكير بينما خوفها من رد فعل نائل شتت تفكيرها  : كنتي قولي لي حاجة 

زفرت اختها بضيق : اهو اللي حصل يا ندي وبعدين انتي بتفكري في ايه ......نظرت لها بتوبيخ وتابعت : خليكي في ابنك نشوف حصله ايه الاول

حرفيا كل ما كان يشغلها هو الخوف من استجواب نائل الذي تفاجات به يدخل الي المشفي بخطاه القويه وداليا برفقته .....!!

سأل بنبره حاده : 

ايه اللي حصل ؟! 

قالت رشا بتوتر:  كان بيلعب مع الولاد ..... فجاه لقيت الولاد بتصرخ ويوسف بيعيط جامد اوي وواقع علي الأرض .....

رمق ندي بنظرة متوعده هاتفا :  وطبعا الهانم مكانتش موجوده ... رمته ليكي وخرجت 

فتحت ندي فمها لتتحدث ليشير لها نائل بإشارة حانقه من يده أن تصمت لتتقابل نظراتها بنظرات داليا التي خفضتها عل دي الفور فلم تأتي لشيء إلا الاطمئنان علي الطفل 

اتجه نائل الي الغرفه حيث أخذ الطبيب الطفل 

ليطرق الباب .....التفتت له الممرضه ليقول : انا أبوه ممكن ادخل 

أشار له الطبيب بالدخول ليسرع الي يوسف الذي كان يبكي .....امسك بيده ومرر يداه علي وجنته يمسح دموعه قائلا بحنان : حبيبي.... انا جيت ... متعيطش

انتهي الطبيب من فحص الطفل بعنايه ليسأله نائل اخيرا : خير يادكتور ...ماله يوسف 

قال الطبيب : تمزق في اربطه الكاحل من اثر الوقعه 

قال نائل بقلق :  هيبقي كويس

اوما الطبيب : أن شاء الله .....احنا كمان

هنعمل اشعات عشان نطمن ان الوقعه ماثرتش علي اي جزء تاني  

اوما نائل : اعمل كل اللازم يادكتور 

.......

ما أن دخل نائل الي الغرفه حتي اقتربت ندي من داليا باندفاع وغل:  ايه اللي جابك ......جايه تصطادي في الميه العكره 

صمتت داليا لتتدخل رشا قائله ؛ ندي مش وقته 

هتفت بسخط في اختها : اوعي انتي خليني اعرف جايه ليه ....جايه وعامله قلبك علي ابني ولا جايه تتحايلي عليه يرجعك  

نظرت داليا إليها بينما من كثره الحقد والغل الواضح بعيونها حقا  اشفقت عليها من أن ترد ....فليتأكل داخلها بنيران حقدها .....اغتاظت ندي من صمت داليا لتكمل بهجوم شديد لتدفع داليا علي المغادره قبل خروج نائل :  خلي عندك كرامه .....هو مش طلقك .....لا وكمان  عمره ما حبك بتجري واره ليه ....

نظرت لها داليا بازدراء ولم تدافع عن نفسها بكلمه لتقول رشا بتوبيخ لأختها  :  ندي بس بقي 

التفتت الي داليا باعتذار : معلش يامدام متزعليش ندي بس متضايقه علي ابنها 

دفعت ندي يد اختها التي حاولت امساكها لتنظر الي داليا بغضب : وجودك مالوش سبب 

نظرت داليا إلي الباب المغلق وبالفعل لم تجد لنفسها سبب للبقاء ......

انتهي الطبيب من فحوصات الطفل ليقول : هيفضل بالرباط لمدة أسبوعين وبعدين هشوفه   .....مش هيدوس علي رجله خالص والادويه تتاخد بانتظام 

اوما نائل ليعطي الطبيب الروشته لنائل الذي قال للممرضه :  خليكي جنبه لو سمحتي علي ما اروح الحسابات وارجع اخده 

أومات الممرضه ليخرج نائل الذي سرعان ما عقد   حاجبيه حينما لم يجدها كلمه تخرج من فمه كان السؤال عن داليا لتقول ندي وهي تشيح بوجهها : معرفش 

قالت رشا بلهفه : الدكتور قال ايه يانائل ..يوسف ماله ؟!

نظر نائل إلي ندي بازدراء قائلا : مع ان المفروض أمه اللي تسال السؤال ده .....

انتبهت ندي الي أنها بالفعل لم تسأل عن ابنها ...حتي لم تهتم ولو بالدخول إليه لتراه ليتجه نائل لدفع حساب المشفي وهو حقا لا يستوعب ام بهذا الجحود ...

انتهي من إجراءات الحساب ويداه تضغط علي رقم داليا التي أغلقت هاتفها وتناست كل ما حدث.... فهي محقه هو بجوار زوجته وابنه ليس لها مكان ولم يكن عليها للبقاء من البدايه 

اعاد هاتفه الي جيبه واتجه ليحمل ابنه خارجا 

قالت رشا باعتذار : انا متاسفه يا نائل  .... مكنتش اعرف ان ده ممكن يحصل 

قال بتهذيب متجاهل ندي : حصل خير الاطفال بيقعوا دايما 

ظنت ندي أنها اطمأنت قليلا من كلماته ولكن نظراته جعلت الخوف لا يفارق قلبها طوال الطريق 

اسرع البواب حينما وجده ينزل من سيارته ويحمل ابنه :  عنك يا نائل بيه 

هز نائل رأسه قائلا : لا ...خد الروشته دي هاتها من الصيدليه وحصلني علي فوق 

حمل ابنه ودخل الي غرفته لتتفاجيء ندي به يبعد يدها حينما اقتربت هاتفا بصوت حاد : اطلعي برا

خرجت ولم تقل شيء لينحني نائل علي ابنه يستبدل له ملابسه .....

قال وهو يسند ساقه فوق أحدي الوسائد ثم يضغط زر التلفاز :  اتفرج علي الكارتون علي ما اجيب الاكل يا بطل ...داعب شعره بحنان قائلا : اتفقنا 

اوما الطفل : اتفقنا  

اتجه نائل للمطبخ لتسرع ندي خلفه :  نائل في ايه بتتعامل معايا كدة ليه ؟! 

تجاهلها وأخرج الطعام ووقف يعد لابنه بضع ساندويتشات وبعض قطع الفاكهه وجهز كوب من العصير ليتعالي رنين الجرس بتلك اللحظة  

فتح الباب ليقول البواب : الدوا يانائل بيه 

أخذه من يده ونقده مبلغ مالي قائلا : خد يابشير 

هتف الرجل بامتنان ' : تسلم يابيه والف سلامه 

عاد لغرفه ابنه اطعمه وأعطاه ادويته وجعله ينام ثم خرج الي تلك التي جلست فوق جمر ملتهب مترقبه رد فعله بينما كل ترتيبها سينتهي ليس لصالحها أن طلقها الان وأثبت أنها ام غير كفوء  

جذبها نائل بقوة من ذراعيها ودفعها الي الغرفه ووصد الباب 

كنتي فين ؟!

استغلت داليا لتقول : انا اللي المفروض اسالك كانت معاك بتعمل ايه 

قال نائل بصوت ارعبها : متسألييييش ..... انا اللي أسألك !!!

هزت كتفها محاوله الثبات : كنت بشتري شويه حاجات 

ليوسف ....طلب مني لعبه وصمم نزلت اشتريها 

نظر إلي كذبها بحنق لتبتلع وتتابع : حتي اسال رشا 

قاطعه بسخط : مسألش حد غير نفسي .....ابنك ياهانم كان مع الدكتور لوحده ليه 

اهتزت نظراتها ليقبض علي ذراعها بحنق متابعا : واقفه برا وسايباه لوحده ولا كأنه كلب مش فارق معاكي 

قالت بتعلثم : نائل ....انا بس ....انا بس مكنتش مركزة 

هتف بسخط : وعمرك ما ركزتي معاه .....عمرك ما ركزتي الا مع نفسك وبس 

قالت ببراءه مزيفه وهي تعتصر عيونها لتبكي: انا يانائل ....انا برضه اللي مش شايفه غير نفسي.  ....انا اللي كنت مع طليقتي

امسك نائب ذراعها بغضب : متحاسبنيش ...انا اللي هحاسبك من هنا ورايح 

نظرت له بعدم فهم ليكمل : وحسابك تقل معايا اوي وقريب اوي هصفيه 

.....

ترك ذراعها وعاد مجددا الي غرفه ابنه يحاول أن يهديء من أنفاسه بينما رأي بوضوح كم أخطاء بحق داليا واختار امراه لا تستحق وخسر تلك التي ارتاح بوجودها بجواره واهدر حقها وجرحها جرح غائر 

نظر الي ابنه وفكر أنه لا يفرق عنه شيء..... طفل صغير جذبته الدميه اللامعة لتنكسر ساقه وهو يركض خلفها بينما لم يري منها إلا لمعتها 

عاد يتصل بداليا مجددا وكم كان بحاجة لسماع صوتها 

ولكن هاتفا المغلق كان هو كل ما استمع إليه ليرسل لها رساله صوتيه : داليا طمينين عليكي 

............

همست ورد بينما تتوسد صدر فريد ..: فريد 

تمتم بينما يداعب النعاس جفونه : مممم

مررت يدها ترسم خطوط مشتته فوق صدره : بتحبني 

ابتسم وتمتم : بموت فيكي 

سحبت نفس وزفرته ببطء بينما تحاول تجاهل تلك الأفكار التي تدور برأسها ولكنها لم تستطيع لتكمل بتردد :: هو انت ممكن تسيبني أو تبعد عني في يوم من الايام 

فتح عيناه وعقد حاجبيه ناظرا لها : ليه بتقولي كدة  ياورد 

نظرت في عيناه ترجو أن ترسو علي بر امامها كما اعتادت : عشان خايفه ..... خايفه اوي 

نظر لها بتساؤل لتكمل ورد وهي تخبره بتلك الأفكار التي تشاحنت برأسها بينما تعيش كل تلك السعاده برفقته :  خايفه تكون كل السعاده اللي عايشتها دلوقتي معاك تعويض من ربنا عن اني مش هخلف.....

قاطعها فريد وهو يمسك بوجهها بين يديه '  

ورد متقوليش كدة 

خفضت عيناها بأسي : انت مش مجبر تفضل معايا .....انا كدة بظلمك 

اسكتها برفض : بس ياورد .....قولتلك مش عاوز اسمع الكلام ده تاني  

انا اخترتك واخترت اني اكمل عمري معاكي ولو رجع بيا الزمن برضه هختارك  وعمري ما هسيبك مهما حصل 

غص حلقها بالدموع ولكنها لم تبكي بل ارتمت بين ذراعيه تحتضنه هاتفه بصدق : انا بحبك اوي .....اوي أوي يافريد 

قبل رأسها وضمها إليه أكثر : وانا بموت فيكي .....

قبل جبينها ورفع وجهها إليه  واكمل : ورد ياحبيتي انتي إن شاء الله هتخفي..... وان شاء الله قريب اوي هتجيبيلي ولاد كتير اوي وهنفتكر الايام دي ونضحك 

نظرت له بعيون مبهورة بينما كلما خانتها قدماها وكادت تسقط تجده سرعان ما يسندها ويقويها بوقوفه خلفها :  انت ازاي قادر تكون كدة

ابتسم لها : انتي اللي خلتيني كدة عشان بحبك 

قالت بامتنان  : 

انا حملتك كتير اوي 

قال وهو يفتح لها ذراعيه لتأتي بحضنه : وانا ياستي عاوزك تحمليني اكتر كمان .....ابتسم وتابع وهو يقبل راسها :  امال ربنا خلقني ليه ....

عشان اكون نصك التاني 

رفعت عيناها إليه بينما خفق قلبها بقوة داخل قلبها لا يجد كلمات أو احساس تصف به شعورها تجاه هذا الرجل ليمرر فريد يداه علي شعرها ويتابع : هتخفي وهتجيبيلي ولاد كتير اوي 

داعب وجنتها بإصبعه وتابع بتحذير مشاكس لها : بس اعملي حسابك ياوردتي أن انا مش عاوز بنات ......تقمص الجديه وتابع : كفايه عليا اوي كدة 

ضحكت وعادت لتضع رأسها فوق صدره مجددا وعي تقول بدلال : بتحبني بجد يافريد 

ضحك : نعيد الشريط من الاول 

عقدت حاجبيها ورفعت راسها ناحيته :  بطل غلاسة وقولي بتحبني 

رفع حاجبه قائلا  : لا ياورد مش بحبك ....

نظرت له ليفرك وجهه : امال بقالي ساعه بقول ايه 

قالت بتردد : ماهو بصراحه السؤال ده له هدف 

نظر لها بعدم فهم : هدف ايه ؟!

تنهدت بينما تريد أن تصفي كل ما بينهما : هدف ....يعني قصدي انك بتحبني و لو اتكلمت معاك مش هتزعل مني 

عقد حاجبيها بعدم فهم : قصدك ايه ....انا مش فاهم 

صمتت لينظر الي الحزن الذي اجتاح وجهها فجاه قائلا : 

مالك ياورد اتغيرتي ليه 

هزت كتفها بتراجع : مفيش 

هز رأسه : لا طبعا فيه .... 

نظرت له بشك ليقول بتشجيع :  قولي كنتي عاوزة تتكلمي في ايه ...؟! 

خفضت عيناها قائله : لسه زعلانه منك 

عقد حاجبيه باستفهام : زعلانه مني انا ..؟! 

نظرت له بطرف عيناها وزجرته بهمس خافت : انت اتجوزت عليا ولا نسيت 

ضيق عيناه بينما يتساءل من اين انشقت الأرض وعاد هذا الموضوع ليخرج له بينما قضي ليله من الجنه بين ذراعيها وكاد الفجر يشرق لتتحدث بهذا الأمر الآن ....بينما  ورد ارادت اغلاق كل الماضي بتلك الليله حتي لا يعود شيء يحزن حياتهم من جديد 

فركت يدها بغيره واضحه وهي تقول : زعلانه منك اوي يافريد وكل ما افتكر بحس بنار في قلبي .....

امسك بيدها وجذبها إليه ليضعها في حضنه بينما فكر أن يتركها تعبر عن كل ما بداخلها حتي تشعر أنها كأي زوجه مكانها وليست بأقل   : تحبي اصالحك بأيه .... اطلبي مني اي طلب أكفر بيه عن غلطتي 

نظرت له بحزن : اصلا انت عملت كتير اوي لدرجه اني مش قادره الومك بس غصب عني يافريد قلبي لسه واجعني 

ابتسم لها بحنان وقبل راسها : سلامه قلبك أن شالله انا 

وضعت يدها علي فمه : بعد الشر 

قبل يدها التي وضعتها فوق شفتيه قبل أن يقول : تحبي 

نسافر شهر عسل تاني 

نظرت له بعدم تصديق : بتتكلم جد 

أوما : طبعا...جد في أي حاجة تخلي الضحكه الحلوة دي تفضل علي وشك 

اتسعت ابتسامتها وهزت كتفها قائله بدلال : حيث كدة بقي ......انا عاوزة اشتغل 

عقد حاجبيه : وايه طلعها في دماغك فجاه 

هزت راسها : هو مش فجاه اوي .....بس انا كنت بحلم علي طول اني اتخرج واشتغل ....اللي حصل خلاني انشغلت بس طالما خلاص قفلنا الماضي خليني افكر فيي مستقبلي وابدا اقدم علي شغل ...

اوما لها بجديه : اه ياورد بس ... بس يعني موضوع الشغل ده ...قاطعته باستنكار : فريد انت 

اكيد انتي مش هتقولي اقعدي في البيت بعد دراستي دي كلها 

هز رأسه : لا ياحبيتي وانا من أمتي بعمل كدة .....انا بس خايف عليكي 

هتفت بحماس : يعني موافق 

هز راسه بتردد : موافق علي ايه بس..... واحده واحده 

سيبي الموضوع ده شويه كدة وانا هفكر  وارد عليكي 

قطبت جبينها : انت لسه هتفكر ياحبيبى. ...ده انا وهديل كنا ناوين ندور علي شغل من بكرة 

ضيق عيناه : هديل ...متجبيش سيرتها انا مش طايقها ولا هي ولا هانيا 

قالت ورد بدفاع : فريد هما  معملوش حاجة 

نظر لها بتحذير : ورد

قالت بجديه : مفيش ورد . ..انا بقول الحق ....نظرت له وتابعت : 

يعني ايه الغلط اللي عملوه ..اي بنت مكانهم ممكن تقابل واحد يحبها وبعدين انت دماغك كبيرة وفاهم كدة 

قال فريد بجديه : 

مكنش ينفع يخبوا عني طالما زي ما بتقولي هما عارفين أن دماغي كبيره وهفهمهم   .....مينفعش يخبوا عني كان لازم يحكولي او علي الاقل يحكوا لماما 

أومات : في دي عندك حق ....بس هو جايز خانهم التصرف مش اكتر 

اوما لها لتقول بمكر : افهم من كدة انك موافق علي هاشم وأيهم 

هز رأسه : لا طبعا 

عقدت حاجبيها : ليه 

قال بجديه : عشان هانيا مش عارفه هي عاوزة ايه أساسا وهديل اه معنديش مانع بس برضه محتاج افكر 

قالت ورد بعتاب : بس هانيا هتزعل انك وافقت علي هاشم وأيهم رفضته

نظر لها باستنكار : وهي رحله لازم يطلعوا سوا ...

ضحكت قائله : انت بتهزر

اوما قائلا بينما داعب النعاس عيناه بقوة : انا شويه كمان وههلوس

نظرت له ليهز رأسه :  بصي بقي يارورو انا بصراحه تعبت وعاوز انام 

قطبين جبينها بدلال : تعبت مني 

هز راسه : لا طبعا ياروحي وعاوز افضل اتكلم معاكي للصبح بس مش قادر ......اليومين دول مهروس مشاكل وشغل لما تعبت 

قالت بحنان : سلامتك ياحبيبي ....حقك عليا انا تعبتك معايا اوي 

هز رأسه : انتي حبيتي اللي برتاح في حضنها..... خديني بقي في حضنك ننام ساعتين قبل ما اروح الشغل 

وضع رأسه فوق صدرها لتمرر ورد أناملها برقه بين خصلات شعره وسرعان ما يزحف النوم لجفونه ولكن صوتها عاد ليداعب أذنه من جديد ...فريد 

تمتم : مممم

قالت وهي ما تزال تمرر يدها بين خصلات شعره : انت مش قولت انك واخد إجازة وفاضي ليا 

افلتت ضحكته بينما لم يستطيع فتح جفونه ليهمس ...كنت بضحك عليكي ....لو اخدت إجازات اكتر من كدة اترفد 

ضحكت ورد ليتمتم وهو يريح رأسه فوق صدرها أكثر ويحيط جسدها بجسده : ناني يا وردتي وبطلي تفكير 

........

...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

وضعت داليا هاتفها علي طاوله الزينه بينما ترتدي ملابسها في الصباح لتضغط علي الرساله التي وصلت لها من نائل .....

لتعود للهاتف وتعيد سماعها بينما لأول مرة تشعر بهذا القلق في صوته .....عادت تلك الرساله أكثر من مرة 

وسرعان ما كان يتصل بها حينما وصلته الرساله أنها فتحت هاتفها 

تراجعت عن الرد ولكنه أصر علي الاتصال 

فتحت دون قول شيء ليأتيها صوته : داليا 

صباح الخير

حمحمت : صباح الخير  ...يوسف أخباره ايه 

: الحمد لله 

قال بنبره قلقه :  مشيتي ليه 

قالت باقتضاب : مكانش وجودي له داعي 

تنهد نائل قائلا بجديه : داليا احنا لازم نقعد نتكلم مع بعض...

انا غلطت في حقك كتير. ومحتاج فرصه نتكلم فيها ونصفي اللي بينا 

قالت داليا بينما كلمات ندي تترد في أذنها فليس لها مكان وسط ابنه وزوجته : مفيش داعي للكلام

رفض نائل قائلا :: لا فيه ياداليا .....ارجوكي اسمعيني الاول 

نظر الي ابنه النائم بجواره وتابع : 

انا مضطر ابقي جنب يوسف النهارده.      ولولا كدة كنت جيت لك دلوقتي 

قالت داليا وهي تغلق : خليك جنب ابنك يانائل ....  


.........

..

عقدت هاجر حاجبيها بقوة : ايه ده ...

قال اياد بانتصار : قفص برتقال .....

مش متخيله عملت ايه لغايه ما وصلت لواحد عنده مزرعه في الاسماعيليه .....وبعت له واحد.صاحبي جابه وجالي علي طول 

اشاحت هاجر بوجهها بعيدا عن لون البرتقال الذي جعلها تشعر بالغثيان : شيل يااياد 

رفع حاجبه بعدم فهم لينحني يلتقط أحد البرتقالات ويقربعا من وجهها : اشيل ايه .....بقولك برتقال 

وضعت يدها علي انفها ما أن وصلت لها رائحته هاتفه :  ابعد يااياد مش طايقه ريحته

انفلتت الكلمات من شفتيه : نعم يا اختي 

التفتت له هاجر بحده ليقول متراجعا : قصدي نعم ياحبيتي ....هو مش ده البرتقال اللي كان نفسك فيه 

قالت برفض : كنت بس لا.... لا مش عاوزة 

هز رأسه رافض أن يفهم أن الحاملعادي للغايه أن تريد شيء وتنفر منه باليوم : انتي مش مركزة يا جوجو....

قرب البرتقال من انفعا مجددا : بقولك ده برتقال اسمعلاوي

أبعدت يده سريعا وركضت الي الحمام بعد أن شعرت بالغثيان ......

لتخرج بعد دقائق تضع يدها علي بطنها بألم وتجفف وجهها بالمنشفه ..امسك اياد بها يسندها قائلا بقلق : 

حبيتي انتي كويسه 

أومات ليمسك بيدها ويجلسها ويجلس بجوراها ويضع زين فوق ساقه ...

حبيتي تحبي اقوم اعملك حاجة تشريبها 

هزت راسها ليقول : هكلم ماما تطلع تشوفك 

قالت وهي تربت علي يده بينما انهكها الغثيان :  

انا كويسه ....متقلقش هو الحمل كدة 

قال بمشاكسه : طيب هنعمل ايه في البرتقال دة 

ضحكت وهي تبعد يداه :  

اوعي يا اياد بقي واياك تقرب البرتقال ده مني تاني 

ضحك ليقول لزين هامسا : هناكله انا وانت ....

....

.......

قامت مرام لتتجه الي هديل التي تفاجات بوجودها لينظر هاشم إليها والي هديل ويهز كتفه باستسلام فكالعادة ستفهم خطأ 

قالت مرام : متاسفه ياهديل علي الموقف اللي حصل 

......نظرت إلي هاشم وتابعت بينما يستحق أن تبرأه بعد وقفته برفقتها وبعد أن عرفت من هاشم أن فريد هو من تصدي لها وساعده : بصراحه هاشم مالوش ذنب في لي حاجة ..... انا اللي. عملت كدة

رمقته  هديل بنظرات غاضبه لم يعرف سببها بينما كل ما شعرت به هديل هو الغيره من وجود مرام التي تابعت بشرح : انا وهاشم متربين سوا وكنت فاكرة أن في مشاعر بينا وحسين بالغيره لما لقيته مهتم بيكي .....

هزت كتفها وتابعت : هاشم  راجل جدع اوي ويستاهل كل خير ......نظرت إلي هديل وتابعت قبل أن تنصرف : انا اسفه بجد 

انصرفت مرام لتحاول هديل أن تخرج من دوامه المشاعر التي عصفت بها لأول مرة بينما دغدغ غرورها أن تري اعجاب في عيناه بل وكانت مرام تراه 

قطع هاشم الصمت الذي دار لفتره قائلا : 

طبعي هتفهميني غلط كالعاده 

هزت هديل رأسها : لا ....هايدي قالتلي علي اللي حصل 

رفع حاجبه بعدم تصديق : يعني مش هتفهي غلط 

هزت راسها بينما بدأت ابتسامه تتهادي لشفتيها : لا 

داعبت ابتسامتها اوتار قلبه ليقول : بجد 

أومات ثم قالت بينما تتحاشي النظر له : اه ....

هو بس في حاجة عاوزه افهمها 

قال وهو يهز رأسه : عاوزة تفهمي ايه ؟!

ترددت هديل بينما كست الحمرة وجهها : هي قالت .....قالت انك ...

ابتسم هاشم وقاطعها قائلا : .قالت اني معجب بيكي 

خفضت هديل وجهها بخجل بينما زجرت نفسها علي غباء سؤالها وكأنها تريده أن يعترف باعجابه بها بينما لم يمانع هاشم وسرعان ما استغل الفرصه ليصارحها بمشاعره

: اه قالت كدة ....نظر إلي حمرة وجهها وتابع بمكر :  مع أن ده مش محتاج سؤال بعد ما طلبتك من اخوكي 

توترت هديل من فرك خجلها لتندفع متظاهرة بالجديه: انا قولت انك بتقول كدة عشان خوفت من فريد

رفع هاشم حاجبيه بغيظ بينما أفسدت تلك اللحظه ليقول من بين أسنانه وقد كان علي وشك خنقها : بصي ياهديل اسكتي ...

نظرت له وهمت بفتح فمها لتتفاجيء به يمسك بشفتيها بين أصابعه قائلا : بوقك وهو مقفول احسن كتير 

ارتجف جسدها وسرت الكهرباء به من امساكه لشفتيها بينما اهتزت أوصال هاشم وابتلع بتوتر من لمسه لشفتيها ليحررها علي الفور وسرعان ما تهتف هديل بهروب من شعورها : وانا قولت ايه

قال  بغيظ : قولتي خوفت . ...هخاف من ايه يابنتي انتي  وبعدين سياده المستشار. راجل متفهم جدا

ابتسمت هديل وقالت بثقه : طبعا ....اخويا ده احسن راجل في الدنيا

حمحم هاشم قائلا بمغزي : اه طبعا ...بس  في رجاله تانيه كويسه برضه 

هزت راسها بنفي : لا طبعا مفيش زي فريد 

فرك رأسه بينما لايعرف لماذا وقع بحب تلك التي تلقي بتلك الكلمات هنا وهناك من فمها الذي يقطر احجار

: ما علينا....نرجع  للموضوع بتاعنا 

نظرت له ليحمحم هاشم وهو ينظر إلي عيونها قائلا باعتراف :  هديل انا معجب بيكي جدا ....شدتيني من اول ما شوفتك وكنت ناوي اصارحك بمشاعري ناحيتك بس اللي حصل يومها خلاني .....قاطعته هديل تتحفه بغباء كلماتها بينما تقول بعفوية غير مصدقه اعترافه : انت ...

يعني انت  بعضلاتك دي وال 6packs و شكلك وشخصيتك  معجب بيا انا .....عقد حاجبيه بعدم فهم 

لتشير الي نفسها : انا ...معجب بيا انا ....انا كدة زي ما انا واحد زيك معجب بيا 

ضحك علي طفولتها وبراءه كلماتها ليقول بمشاعر :  انتي موافقه تتجوزيني ونبدأ مع بعض ....هديل انا لسه قدامي سكه صعبه شويه عندك استعداد تمشيها معايا 

ابتسمت بخجل لتخفض عيناها وتقول بدلال : 

هفكر 

ضحك هاشم ليقول بمشاكسه : ياتري طبق محشي ممكن يساعدك تفكري اسرع وتاخدي قرار لاني كلمت اهلي وعاوزين نيجي نطلبك رسمي في اقرب وقت 

اهتز جسد هديل من فرك دقات قلبها التي تراقصت بفرح لتفرك يدها بتوتر بالغ وخجل وهي تهز راسها : يساعد اوي ....

........

....

قالت حنان بلهفه وهي تقترب من خيري : خيري مالك ياحبيبي سلامتك 

ابعد خيري يدها عنه بجفاء واضح لتعقد حاجبيها وتتطلع له بتساؤل : مالك ياخيري ؟!

هتف باقتضاب : ماليش .....جايه ليه 

قالت باستنكار : بلاش اجي اطمن عليك 

هتف بجفاء : اطمنتي ....يلا اتفضلي 

عقدت حاجبيها هاتفه : في ايه ياخيري..... بتعاملني كدة ليه ؟! 

بعد ما أخبرها بكل شيء بانفعال شديد ويحملها وحدها كامل المسؤوليه 

تجمدت الدموع في عيون حنان مصدومه من اتهام خيري لها لتهتف باستنكار : أنا ....انا بس اللي غلطت وقتها 

اشاح بوجهه عنها بينما يريد أن يريح ضميرة بأي ثمن ولو علي حساب شخص آخر ولكنه لا يحتمل أن يكون وحده المذنب .....أنه لا يستطيع النوم  بسبب كلمات رائف 

قالت حنان بشجاعه لمواجهه اثام الماضي :  مش هقول مغلطتش ...لا غلطت ياخيري.....نظرت له وتابعت :  بس انت زيك زيي غلطان.....رفع خيري عيناه ناحيتها لتهز راسها:  انت اللي ادتني امل أن واحد زيك ممكن يبص للممرضه الغلبانه 

انت اللي خليت بنت الدنيا ياما اخدت منها تتعشم وتشوفك عوضها ......انت اللي نسيت ظروفك وانا كمان نسيتها

فاضت الدموع من عيونها :  غلطت ياخيري بس اكتر حد غلطت في حقها هو نفسي 

....نظر لها لتهز راسها وتتابع : انا حملت نفسي ذنب موتها وقهرتها وبالرغم من اني عيشت احاول أكفر عن ذنبي في حقها بأني اعوض ابنها بس فشلت عشان نظرة الاحتقار في عينك عمرها ما راحت وانا قبلتها وعملت نفسي مش شايفاها 

هزت راسها بينما انسابت الدموع فوق وجنتيها : ماشي ياخيري لو ده هيريح ضميرك ويخليك تصلح علاقتك برائف أنا موافقه اتحمل اللوم كله ...

نظر لها خيري لتكمل : بس ده مش عشانك....ده  عشان رائف ....عشان حبي له مش تمثيل رائف يعتبره ابني 

انهمرت الدموع من عيونها وهي تخرج من المنزل 

فكادت تتعثر بينما اغشت الدموع عيونها لتتسمك بالدرابزون بينما تنزلق أحدي قدميها مرتطمه بالدرج الرخامي ......

رفع رائف وامير عيناهم تجاه هذا الصوت ليري رائف  حنان وهي تكاد تقع  ....بغريزة فطريه خطي رائف تجاهها سريعا يمسك بيدها : ماما حاسبي 

رفعت حنان عيناها إليه وازداد انهمار دموعها بتلك اللحظه حتي تعالت شهقاتها حينما نطق تلك الكلمه بعفويه .....!! نعم طالما منعه حقده من عدم الاعتراف بحبه لها 

لتتعلق عيناها الباكيه بعيناه للحظات قبل ان يسرع امير تجاهها : ماما مالك 

مسحت دموعها بظهر يدها : مفيش 

: مفيش ازاي ....انتي كنتي عند بابا هو قالك حاجة زعلتك 

هزت راسها : لا ياحبيي انا بس زعلانه أنه تعبان 

خفض رائف عيناه بينما فهم أنها تواجهت مع خيري ليقول امير وهو يمسك يدها من يد رائف :  تعالي اوصلك 

التفت الي رائف  وتابع : اطلع انت لبابا وانا هوصل ماما وراجع 

تردد رائف ولكنه لم يكن بحال لسماع كلمات للاسف والندم من حنان أو من خيري لذا أوهم امير أنه سيصعد بينما وقف علي الدرج بانتظار عودته 

......

....

قال مختار برفض حينما دخل ووجد ورد تساوي فراشها   : بتعملي ايه 

قالت وهي تطوي الغطاء : ولا حاجة يابابا 

امسكه من يدها : سيبي اللي في ايدك ده 

قالت برفض وهي تتابع : وانا عملت ايه يابابا 

دي حاجة صغيره ا ...انت بتتعب اوي 

قال بحنان : تبعك راحه ياقلب بابا 

ابتسمت له : ربنا يخليك ليا 

ربت علي شعرها قائلا : يلا بقي ياقمر سيبي اللي فى ايدك واقعدي ارتاحي 

أومات له بينما بالفعل شعرت بالتعب ليقول مختار : انا هاخد سلوي للدكتور عشان المتابعه ...هتتعبي لو سبناكي لوحدك ياحبيبتي

هزت راسها : لا طبعا يابابا 

قال مختار بحنان : كلها ساعه ولا ساعتين بالكتير مش هنتأخر

ابتسمت ورد : براحتك ياحبيبي  

قالت سلوي بابتسامه : هجيبلك حاجة حلوة وانا جايه 

ضحكت ورد بينما كانت دوما ما تنتظر الحلوي بعد عوده ابيها وامها من اي مشوار 

وقفت ورد تودع ابيها لتصطدم عيناها بعيون امير الذي كان قد أوصل والدته وعاد لتتمهل خطواته بينما يقف أمام مختار الذي قال بابتسامه ::امير ....عامل ايه ياابني 

ابتلع بصعوبه : الحمد لله 

خفض عيناه بخزي من امامها وهو يقول : حمد الله على السلامه يادكتورة 

حاولت ورد الرد أمام إبيها ولكن صوتها لم يخرج لتقول سلوي وهي تربت علي كتفه : الله يسلمك ياابني 

عامل ايه..... ووالدتك عامله ايه

:: الحمد لله تمام ..... 

قال مختار بتهذيب : كنت هقولك اتفضل بس عندنا ميعاد مع الدكتور 

قال أمير : الف سلامه       ....متتعبش نفسك يااستاذ مختار انا اصلا  اطالع لسياده المستشار 

اوما مختار قائلا : اتفضل ياابني 

التفت لابنته التي تجمدت أقدامها بالأرض ليقول :  ادخلي ياورد ياحبيتي....احنا مش هنتأخر 

حاول رائف الامساك بيد امير الذي فهم ما انتواه وقدماه تتمهل في الصعود 

بينما امير لم يستطع أن يقاوم ليطرق الباب بإصرار 

لم تتوقع ورد أن يكون لديه الجرأه ولكنها وجدته امامها وقبل أن تتخذ أي رد فعل كان يقول برجاء  واسف : سامحيني ياورد.... انا عارف أنه صعب بس لو يهمك تعرفي انا ندمان علي ظلمك انا اسف 

زم شفتيه حينما كان الباب ينغلق في وجهه بنفس اللحظه ليستجيب ليد رائف الذي امسك بكتفه عمرها قائلا بجديه : عمرها ما هتسامح

نظر امير له ليتابع رائف : ماهو في حاجات صعب اوي نسامح فيها 

نظر امير لرائف بينما لا يعرف هل يتحدث عن نفسه ام 

عن ورد ولماذا هو بهذا التصالح مع ذنوبه ليعرف أنه يستحقها بينما.... فكما اخطيء ابيه في حقه وحق والدته فعل هو وأخذ بذنبها ناس بريئه 

غسلت ورد وجهها بالمياه البارده كثيرا ولم تتوقف أمام ماحدث بينما ستمضي في حياتها دون الالتفات لشيء قد حدث في الماضي ...

لايهم نبرته النادمه فكما قال رائف هناك أشياء لا يمكن السماح بها


...


جلست علي فراشها تتذكر صباحها بمنزل عائلتها الدافيء 

قبل سنوات بينما تداعب اشعه الشمس الستائر البيضاء من كل جانب وكم من أيام جلست تذاكر هنا وتتحدث هنا لشتعر بالراحه تتسرب الي أوردتها وهاهو سبب راحتها يتصل 

وهاهي اول كلمه تنطق بها دون مقدمات : وحشتني 

اتسعت ابتسامته قائلا : واضح طالما دي اول كلمه قولتيلها 

ابتسمت قائله:  عامل ايه 

قال بنبره ناعمه واجابه جعلتها تحلق في السحاب  : بحبك هكون بعمل ايه.....وانتي ؟!

قالت بحب : بفكر فيك 

قال فريد بلهفه : لا ده الفولت عالي اوي .....حيث كدة أنا أقوم ارجع علي طول 

ضحكت : وبالنسبه اشغلك 

هتف بعدم اكتراث : يتأجل 

عامله ايه ياروحي 

::الحمد لله 

،:ضايقنتك أو تعبتك 

قالت بخجل:  لا خالص بالعكس مبسوطه اوي 

قال باهتمام : اخدتي الدوا 

أومات : اه بابا اداهولي قبل ما يخرج 

: هو عمي خرج 

اه راح هو ماما للدكتور عشان ميعاد الكشف الدوري بتاعها   

لمعت النظرات العابثه بعيناه وهو يسألها : يعني انتي لوحدك 

قالت بتلقائية :اه 

نظر فريد حوله يبحث عن مفتاح سيارته باحدي يديه بينما بيده الأخري مازال يسند الهاتف بإذنه : مش بقولك اقوم اجي

احمرت وجنتيها: فريد اعقل 

نظر في ساعته وقال بنبره لعوب وهو يغادر مكتبه :  بالضبط ربع ساعه وهكون قدامك 

غزت الحمرة وجهها وفاضت السعاده من قلبها لتقفز سريعا من فراشها وتتجه الي الخزانه تسحب لها ملابس تستبدل ملابسها ثم تقف امام المراه تصفف شعرها ولكنها سرعان ما تشعر بالضيق أنها لم تحضر اي شيء معها من مساحيق التجميل 

لتهتف بحنق لنفسها : مفيش حتي روج ....ينفع كدة 

بالفعل دقائق وكان يصل إليها .....فتحت ورد  الباب ليري فريد المتلهف جبينها المقطب فيقول سريعا : مكشرة ليه

هزت راسها :  مفيش 

القي هاتفه ومفاتيحه علي الطاوله وأحاط خصرها بذراعه : قولي ...في ايه ؟!

هزت كتفها : 

مضايقه اني مجبتش معايا مكياج وكنت عاوزة ابقي حلوة 

ضحك وقبل راسها : انتي قمر في كل الاحوال

نظرت له بينما واضح بشده شحوب وجهها وهزلانها

لتقول بحب : انا بحبك 

ابتسم لها : وانا بموت فيكي 

قال بعبث ووقاحه : وبعدين هو انا جاي عشان نقضيها كلام .....عمي هيرجع واحنا لسه بنتكلم

خفضت وجهها بخجل : فريد بطل قله ادب 

ضحك بوقاحه : اذا كنت أنا راجع مخصوص أقل ادبي 

احمرت وجنتيها بقوة لتقول بتعلثم من فرط خجلها :  بجد ؟! 

ضحك قائلا : متعرفيش 

قالت ببراءه : لا 

ضحك فريد بصخب ليقترب منها قائلا :  وانا هعمل نفسي مصدقك......حملها وهو يقول بعبث:  تعالي بقي اقولك انا راجع ليه .....


انتفضت ورد من بين ذراعيه حينما استمعت لرنين هاتفها لتلتقطه بأصابع مرتجفه تجيب علي ابيها الذي قال :  ورد ياحبيبتي احنا علي أول الشارع ماما بتقولك عاوزة حاجة من برا 

قالت بتعلثم : لا لا شكرا يابابا 

أغلقت الهاتف والتفتت الي فريد هاتفه به : قوم ماما وبابا رجعوا 

اتسعت عيون فريد علي خوفها ليضحك قائلا وهو يحيط جسدها بجسده مستلقي فوقها مجددا  :  في ايه .....اهدي ياحبيتي محسساني اننا مقفوشين

داعب انفها بانفه متابعا : فاكرة لما اتمكسنا في الشارع 

وكزته وهي تتملص من أسفله :  انت بتهزر 

....هات هدومي 

هز رأسه وابعد ملابسها : لا 

هتفت بجبين مقطب : فريد قوم بقولك ماما وبابا راجعين ....قوم البس بقي يافريد 

هز رأسه : لا .....

: لا ايه ...اصلا هقولهم انت رجعت بدري ليه 

ضحك قائلا : أحسن عشان تصممي نقعد هنا ....

كان زماننا في بيتنا واخدين راحتنا

هتفت ورد بغيظ وهي تسحب ملابسها من خلف ظهرة : كل ده ومش واخد راحتك 

جذبها الي حضنه والتهم شفتيها بشفتيه : لا ياوردتي .....

بيتنا وحشني


.........

....قالت سعاد بهمس بينما تزف الخير لنشوي 

لقيتلك الحل 

قالت نشوي بلهفه : ايه 

: لقيت لك شغل 

اتسعت عيون نشوي لتكمل سعاد : البت فجر اختي بتشتغل عند ناس محترمين اوي دكتور ومراته وقالت لي إن جيرانهم كلموها و عاوزين واحده تشتغل وكمان تبات عندهم  

انفرجت اسارير نشوي : بتتكلمي جد 

أومات سعاد وتابعت : ومش كده بس ....دول ناس عالين اوي ...ظابط أو لواء حاجة كدة 

يعني محدش هيقدر يقرب من بيته 

قالت نشوي بينما يرتجف قلبها شكرا لله : تفتكري يوافقوا عليا ومعايا بنتي 

قالت سعاد بأمل : 

وليه لا ....

روحي بس انتي بكرة مع فجر قابلي الست وان شاء الله ترضي 

تنهدت نشوي : يارب 

ربتت سعاد علي يدها قائله : لو الست وافقت هندبر طريقه تهربي بيها انتي ورهف 

قالت نشوي بخوف : ربنا يقف معايا احسن شاديه مفتحه عيناها عليا جامد 

.........

...

نفخ رائف دخان سيجارته متظاهرا بعدم الاكتراث وهو يسأل امير : 

ناوي علي ايه ؟!

قال أمير وهو يهز كتفه بيأس :هرجع مكان ما كنت 

تغيرت ملامح رائف : هتسافر

اوما امير : اقعد اعمل ايه .....خلاص ورد راحت مني 

رفع عيناه الي رائف وتابع : ولو علي المصنع متقلقش

قاطعه رائف باستخفاف : 

مصنع ايه ياواد انت ..... كفي نفسك انا اعمل اده عشر مرات 

ضحك امير وهو يهز رأسه : مش  هتتغير 

قال رائف متصنع القسوة : عاوزني ابقي عيل زيك واجيب ورا .....انا زي ما انا 

قال أمير بمكر  : لا. مش زي ما انت ولا حاجة .....انت بس بتقاوح .....

نظر إلي رائف وتابع : وانا مستني اما اشوف هتفضل تقاوح لامتي خصوصا مع الاتين اللي قاعدين برا 

صمت رائف ليتنهد امير بينما يريد بالفعل تصفيه سنوات الحقد والغل بينه وبين أخيه ويشعر أن رائف يريد هذا ولكنه لا يريد الاعتراف 

قاطع امير الصمت مجتذب أطراف الحديث بمشاكسه : صحيح يا رائف.... انت هتعمل ايه مع مراتاتك دول  

صمت رائف ليمازحه امير : افهم من سكوتك انك مش عارف تتصرف 

نظر له رائف بطرف عيناه وصمم علي الصمت ليتابع امير :  في العادي كنت هترمي ليهم قرشين وتطلقهم وتهددهم .....بس معملتش كدة ...

ساكت ليه يارائف 

قال رائف باستخفاف : بيسلوني 

رفع امير حاجبه من اجابه أخيه التي يتهرب بها من الاعتراف أن هناك شيء تغير به بعد أن أفاض بكل ما كان يحمله في صدره تلك السنوات : ياسلام  

اوما رائف لينظر له امير قائلا بمكر : بتتسلي ولا مش عاوز تظلم حد تاني 

صمت لحظه ثم نظر لأخيه ساخرا:  انت مهندس ولا دكتور نفساني 

تنهد امير بمراره : ياريت علي الاقل كنت عالجت نفسي

نظر له رائف ليعترف امير : 

بفكر فيها ومش عارف انساها 

زم شفتيه وتابع بإصرار : لازم امشي واسافر وابعد عن أي حاجة بتفكرني بيها ...

..

.......

وقف خالد بصدر منتفخ ينظر إلي نفسه بينما اخيرا وصل اليوم المرتقب .....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !