حب اسود ( الفصل التاسع )

6


 الفصل السابق

ليقول باستفزاز بينما سرعان ماكان يمسك بخصرها ويديرها اليه : 

المهم انك شايفاني...... جزار... دكتور... مش فارقه

رمقته بنظرة تقيميه من اعلي الي أسفل  وعادت لتؤكد : جزار.... استحاله تكون دكتور 

استفزته بكلماتها  واسرعت تفر من امامه ليعود ممسك بها مجددا : استني هنا رايحة فين..؟ 

قالت وهي تحاول تخليص نفسها من قبضته بتوتر من اقترابه : عاوزة ايه..؟ 

رفع حاجبه قائلا ; مش هتعتذري عن اللي عملتيه 

هزت كتفها بشماته : وانا عملت ايه.... ؟

عقد حاجبيه ورفع البالطو امامها قائلا بغيظ : بوظتي البالطو بتاعي وانا عندي مؤتمر مهم اروح ازاي..؟ 

ضحكت بخفه ولأول مرة يري من قرب ضحكتها الناعمه التي شلت اطرافه بينما تقول وهي ترفع البالطو وتضعه عليه : لايق عليك اوي علي فكرة 

ظلت عيناه معلقه بها لتتلاشي ابتسامتها تدريجيا من نظراته التي وترتها لتقول وهي تبعد يداه عن خصرها : اوعي خليني اروح اجهزلك الفطار 

رفع حاجبه بارتياب قائلا ; هتعملي فطار بجد ولا اختراع زي عشا امبارح 

عقدت حاجبيها مردده بغيظ : اختراع...؟! 

اومأ لها قائلا : اه... انتي جبتي وصفه الفراخ دي منين..؟ 

زفرت بغيظ منه فهو من طلب منها اعداد الطعام وهي لاتعرف كيفيه طهي اي شئ وقد جاهدت لتفعل كما قالت والدتها : من ماما

نظر لها بشك لتغتاظ : بتسأل ليه ..؟ 

هز كتفه واخفي ضحكته من طعم الطعام المريع : لا ابدا.. أصلها كانت حلوة 

اومات له بغيظ من استفزازه لها لتقول : طالما عجبتك اعملك منها تاني النهاردة 

اتسعت عيناه بهلع وهز رأسه : لا متتعبيش نفسك   ... احنا هنخرج نتعشي برا...

نظرت له بشك : نخرج 

هز راسه قائلا : اه.. نور عزمانا علي العشا.. اجهزي وهعدي اخدك علي الساعه ٨

قبل ان تتحرك كان يطبع قبله سريعه علي خدها قائلا : سلام 

مسحت خدها بغيظ من آثار قبلته وبغيظ اكبر من انها تبادلت حديث معه 


........ 

تحدثت مع امها واخوتها ثم اتصلت بندي صديقتها التي قالت بعتاب : كدة برضه ياهمس كل ده متكلمنيش

: معلش ياندي ماانتي عارفه اللي انا فيه 

قالت ندي بتلهف : انا كنت قلقانه عليكي اوي.... قوليلي ايه اللي حصل.... عمل فيكي حاجة 

فتحت فمها لتتحدث ولكنها سرعان مااغلقته مجددا لتقول ندي وقد فهمت صمتها :  اية ياهمس خايفه ومش تحكيلي.... والله ماقصدت يومها اقول لشهاب حاجة بس غصب عني ومتخيلتش انه يعمل اللي عمله

متزعليش مني ياهمس 

اغمضت همس عيونها وسحبت نفس عميق لاتريد تذكر تلك الليله لتقول : مش زعلانه  ... انا عارفه انك متقصديش 

اومات ندي قائلة : ايوة طبعا انتي صاحبتي 

.. ساد الصمت لحظة قبل ان تسالها ندي مجددا فتبدأ همس باخبارها عما حدث.. يعني انتي هتطلقي منه 

قالت همس بتنهيده : ايوة طبعا... انا مكنتش عاوزة اتجوز من الاول وهو اجبرني يبقي لازم يطلقني 

قالت ندي بارتياب:بس الشرط بتاعه 

قالت همس وهي تطمئن نفسها : هو وعدني مش، هيجبرني علي حاجة وانا استحاله اسلم له برضايا عشان كدة الشرط ده زي قلته

قالت ندي : وانتي اثقة فيه بعد كل اللي حصل 

سؤال عابر ولكنه يحمل الكثير من المعاني التي انتبهت لها همس التي أجابت بحيرة :مش، عارفه ياندي... مش عارفه ولا فاهمه حاجة 

قالت ندي بفضول : يعني انتي لسة عند موقفك منه ولاموقفك اتغير لما اتجوزتوا

قالت همس بنفي قاطع : موقفي من اي وجود راجل في حياتي استحاله يتغير 

كلهم انانين مش، بيفكروا غير في نفسهم وهو اولهم زيه زي بابا وزي شهاب الكذاب... كلهم زي بعض 

قالت ندي بموافقه : عندك حق... 

انتهت المكالمه لتتمدد ندي علي فراشها وهي تتذكر صورة عمر وتراجع كل أحداث قصته مع همس.... وبالرغم من كل رفض همس الا انها اكثر من مرحبه ان تكون بطله قصه لرجل يعشقها حد الجنون ويعبر كافه الخطوط للفوز بها...!! 

........... 

.... 

نظرت في ساعتها لتجدها تجاوزت الثامنه ولم يأتي بعد ولكن قبل ان تتساءل عن تأخير كان المفتاح يدور بالباب ويظهر امامها

: مساء، الخير...؟ 

قالت باقتضاب : مساء النور. 

خلع سترته قائلا : انا كلمت نور خليتها تأجل ساعه لان كان عندي شغل.... هغير هدومي وننزل علي طول 

اومات له دون قول شئ ليتوجه الي غرفته 

دقائق واستمتعت الي صوته يناديها 

اتجهت اليه لتتفاجيء به يحيط خصره بالمنشفه وقد خرج بتوه من الاستحمام... .. قال بتلقائيه وهو يجفف شعره بالمنشفه : همس لو سمحتي جهزي ليا هدومي 

اسرعت تبعد عيناها سريعا عنه وقد تخضبت وجنتها بالحمرة من هيئته لتقول وهي تسرع للخروج من الغرفه : جهزها لنفسك 

قبل ان تخطو باب الغرفه كان يوقفها : استني هنا عندك... ؟

توقفت ولكنها ظلت توليه ظهرها متوقعه ان يلقي عليها تقريع لما قالته : اية اللي انتي عملاه ده

التفتت له بتحفز : معملتش حاجة.... قلت جهز هدومك لنفسك.. انا اصلا معرفش انت عاوز تلبس ايه... يبقي جهزها لنفسك 

قال وهو ينزع المنشفيه من حول خصره ويبدأ بارتداء بنطاله وستجه اليها : انا مش،بتكلم علي كدة... انا بتكلم علي اللي انتي لابساه 

استدارت له سريعا بجبين مقطب : ماله اللي انا لابساه

تطلع اليها بنظره متفحصه من راسها حتي اخمص قدميها فهي ارتدت بلوزة حريريه بيضاء و تنورة قصيرة  وفوقهم جاكيت بطول التنورة التي أظهرت ساقيها الممشوقتان بالرغم من لون الجورب الاسود الذي ارتدت اسفلها 

: انتي متوقعه اني هسيبك تنزلي بجيبه قصيرة كده 

قالت بتحفز : وفيها ايه... وبعدين أن لابسه شراب اسود 

فرك وجهه بعصبيه : شايف انتي لابسه ايه مش أعمي.. روحي غيري 

هزت راسها : لا 

اجتقن وجهه بالغضب ورفع حاجبه : نعم 

قالت بتحدي : قلت لا هدومي عاجباني ومش هغيرها...متدهلش في اختياراتي 

هتف بانفعال : نعم يااختي... متدخلش،

لا انا أتدخل ونص انا جوزك ولا ناسيه 

اتفضلي روحي غيري هدومك بدل ماقسما بالله اوريكي وش، مش هيعجبك ياهمس

احتدت ملامحها : متهددنيش

: انا اعمل اللي انا عاوزة 

قالت بتحدي : وانا اعمل اللي انا عاوزاه.... وانا لبسي عاجبني 

تعالت أنفاسه الغاضبه ولكن سرعان ماتسرب المكر لنظراته وهو ينظر اليها بتطلع من جديد ليقول بوقاحة : وانا كمان هدومك عجباني... 

اجفلت من نظراته لتضرب الارض بقدمها وهي تقول : متبصليش كدة 

اقترب منها كالذئب الماكر لتتراجع سريعا الي الخلف :ومبصش ليه.... يعني الكل هيبص عليكي وانتي نازله كدة وجوزك لا 

لوت شفتيها باشمئزاز من معني كلماته ليتوقف مكانه ويكمل بجديه : لما ابقي بقرون ابقي انزلي كدة... اتفضلي غيري هدومك 

خرجت وصفقت الباب خلفها بعنف شديد لتستبدل بحنق تلك التنورة ببنطال وتعيد تصفيف شعرها وتخرج لتجده واقف يهندم من ربطه عنقه امام المرايا الهيبه الكبيرة المعلقه بوسط البهو 

التفت اليها لتصطدم عيناها بهيئته الوسيمه والتي سرعان ماانكرتها واستنكرت الاعتراف بها... قيمتها نظراته لتزفر قائلة : انا جاهزة 

اومأ لها قائلا : تمام... سارت بضع خطوات ليوقفها قائلا : فين الجيبه..؟

نظرت له بغباء : جيبه ايه.؟ 

: اللي كنتي لابساها 

: عاوزها ليه..؟ 

: ادخلي هاتيها 

هزت راسها : لا 

: اسمعي الكلام 

: هتعمل بيها ايه..؟ 

: هرميها 

رفعت حاجبيها باستنكار ; نعم.... ترميها ليه 

: عشان متتلبسش تاني 

وبالفعل كان يدخل الي الغرفه وتحت انتظارها يلقي تنورتها المفضله بسله القمامه 

احتقن وجهها بالغضب الشديد من فعلته المهيمنه لتدفع يده بجفاء حينما امسك بيدها يدخلها الي المصعد... متلمسنيش

زفر ونظر لها بتحذير من التمادي لتتبرطم بحنق من سيطرته عليها 

وهاهو وجهها يحمر مرة اخري بحنق شديد حينما رفض طلب الحلوي الذي طلبته بعد انتهاء العشاء ليصرف النادل قائلا : مش هتاخد حلو... 

لتزجرة اخته باستنكار :  عمر في ايه ماتسيبها تطلب اللي هي عاوزاه 

هز راسه واشار النادل بالانصراف لتقول نور التي كانت لغايه اللطف وقد تقربت من همس كثيرا كأخت كبيرة 

في ايه ياعمر انت بايخ يااخي.... 

اوعي تكون خايف عليها تتخن والهبل ده 

هز عمر راسه بضيق قائلا : لا طبعا انا مش تافه يانور.. هي بس مش هينفع تأكل حلويات الليله دي  

دفعت همس مقعدها للخلف قائلة : رايحة الحمام 

قانت لتتبعها نظرات عمر الذي قطب جبينه بشده وهو يؤنب اخته : همس عندها السكر وانتي مصممه تاكليها حلويات ومهما احاول اخليكي تسكتي برضه مصممه ايه الغباء ده يانور 

شهقت نور بتاثر حينما علمت بمرض لتقول باعتذار : عمر حبيبي انا اسفه والله ماكنت اعرف 

عادت  همس بعد فترة لتفهم من نظرات نور المتأثره انه أخبرها وهاهي تشفق عليها 

قالت بدون تفكير : انا عاوزة اروح 

وضع يده فوق يدها برفق ; همس حبيتي 

نزعت يدها قائلة بتصميم : قلت عاوزة اروح 

حاولت نور التحدث : لسه بدري ياهموس

قالت بابتسامه بسيطة : معلش عندي صداع 

اومأ عمر قائلا : خلاص زي ماتحبي 

ماان ركبت السيارة بجواره حتي التفت اليها قائلا : همس حبيتي انا مقصدتش اضايقك انا خايف عليكي  

انفلتت اعصابها لتقول : انت عاوز تتحكم فيا 

هز راسه قائلا باستنكار ; لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده... انا خفت عليكي 

انتي اكلتي نشويات كتير علي العشا ومينفعش تاكلي حاجة حلوة بالشكل ده 

والا سكرك هيعلي  

اشاحت بوجهها تجاه النافذه دون قول شئ ليزفر ويتابع : بتعاندي  معايا وخلاص وبرضه مصممه تأذي نفسك 

قالت باقتضاب ; لو سمحت عاوزة اروح 

; همس 

قالت باصرار ; قلت عاوزة اروح 

في منتصف الليل كانت تنفذ ماقاله حرفيا عن عنادها الغبي لتجد نفسها عنادا به تلتهم تلك الكميه من الشيكولاته بحنق وغيظ وكأنها تدفع بسيطرته بعيدا عنها 

ولكنها تعاند نفسها فهاهي تشعر بتسارع دقات قلبها وبدأت يديها بالارتعاش..... وضعت يدها علي صدرها تحاول التقاف انفاسها التي بدأت تضيق...... غبيه فقد اذت نفسها كما قال ورفعت مستوي السكر بدمها مدت يدها لتناول المياه لشعورها الشديد بالعطش ولكن يدها المرتعشه لم تسعفها ليقع الكوب من يدها متحطم.... هب عمر من نومه مذعور علي صوت تحطم الزجاج وأسرع للخارج..... قال بخوف ماان رأي حالتها :

همس.. انتي كويسه

التقفها بين يديه بينما غشيت تلك الدوامات السوداء عيونها ليري امتقاع وجهها وزيغ بوءبوء عيونها  

حملها بسرعه قبل ان تقع لتتمسك بعنقه دون ارادتها وهي تتنفس بصعوبه..... 

تلفت حوله وهو يخرج بها من المطبخ ليري اثار ما تناولته فيعرف مااقترفت بحق نفسها وضعها علي الفراش وركض الي حقيبته ليخرج شريط لقياس السكر  وسرعان

ماكان يعلق لها احد المحاليل الوريديه ويبدأ باسعافها... 

بعد فتره بدأت تستعيد وعيها...لتواجهه عيناه عيونها و ينظر لها بعتاب قائلا :  انتي بتعملي كدة ليه في نفسك..... حرام عليكي 

خفضت عيونها بخجل فهي بالفعل تصرفت كطفله صغيرة حرمتها امها من الحلوى خوفا عليها فاكلتها عنادا بها  لتتحداها ولا تدرك انها تؤذي نفسها 

امسك بيدها برفق وهو ينزع تلك الحقنه منها ويدلك لها بحنان مكانها ثم ينحني مقبل يدها بحنان جارف لامس قلبها لأول  مرة 

ارتجف قلبها وسحبت يدها من أسفل يده ببطء وحاولت النهوض ليقول بجبين مقطب ; 

رايحة فين 

قالت بوهن : انا بقيت كويسه 

قال باقتضاب وهو يعيدها الي الفراش : انا اللي اقول مش انتي..... وانتي مش كويسه انتي لسه تعبانه ومحتاجة راحة 

قالت بعناد وأهن ;هروح انام برا 

قال بانفعال بسيط من عنادها : قلت مكانك 

هتنامي هنا 

نظرت له برفض ليقول بنبرة ازداد انفعالها ; انا مش هعضك و معنديش اي نيه استغلك 

حتي لو نمت جنبك 

نامي واطمني انا كدة كدة عندي شغل وسهران اخلصه 

شعرت بالخجل من معاملته ومن تصرفاتها الطفوليه 

ليقوم عمر من جوارها قائلا : نامي وارتاحي 


همس عنيده جدا 

وعمر ابتدي يحاول 

اية رايكم وتوقعاتكم 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !