حب اسود ( الفصل العاشر )

5


 
(قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

بالفعل طوال تلك الليله لم يضايقها او يقترب منها فقط اكتفي بالاطمئنان عليها بين الحين والاخر وظل بمكانه علي هذا المقعد الذي قضي ليلته عليه ... ليتركها تنعم براحة هي بحاجة اليها بعد ماتفعله بنفسها عنادا ليس اكثر..... ظل عقله شارد لايتوقف عن التفكير بتصرفاتها التي بدأ يراها مؤخرا عن قرب..... هي ليست شخصيه غامضه ولكنها دوما ما تغلق علي نفسها بداخل شرنقه هشه تبعد بها من حولها حتى لا يقترب احد منها .. وقد ظن انه مع الوقت سيقترب ولكنها تزداد انغلاق علي نفسها كما وأنها دوما ما تقيد أفعالها بسلسله من العناد وكأنها تخشي ان تترك العنان لتصرفاتها فتعبر عما تشعر به....لايعرف سبب إغلاقها علي نفسها بتلك الشرنقه التي تناقض، تماما طبيعتها المرحه والتي كان دوما يراها مع اصدقاءها وعائلتها..... كانت عيناه تتأملها من خلال ضوء الاباجورة الخافت بجوارها ليري حلمه بأن تشاركه حياته منذ أن رآها وهاهو فعل المستحيل وتخطي حدود العقل والمنطق ليحقق حلمه ليجد هذا الحلم ابعد من المحال..... تنهد واتجه اليها ليجثو علي ركبتيه امام وجهها الجميل النائم وبرقه يمرر ظهر يداه علي وجنتها الناعمه ويبعد خصلات شعرها الاسود الفاحم عن وجهها ليراها بوضوح... أخطأ بحقها كثيرا ولكنه فعلها حبا وعشقا بها... الم يقولوا ان من الحب ماقتل وهاهو صريع حبها.... انه طوال عمره لا يقبل بالهزيمه ولا يقف امامه مستحيل لذا لم تكن عنده ذره استعداد ان يتنازل عن حبها لتخونه طريقته البشعه التي استخدمها مع انه يعترف الان ان فتاه عنيده بشخصيه همس لم يكن ابدا ليخترق جدارها الا بالفرض والقوة....!  

........... 

... 

فتحت عيونها في الصباح الباكر علي يده تربت برفق علي كتفها وهو يقول بتأثر : همس... معلش قومي خدي الحقنه وكملي نوم تاني 

اشفق عليها ان يعطيها لها وهي نائمه وتستيقظ علي ذلك الألم لذا اوقظها وكم اوجعه قلبه عليها أكثر وهي تمنح له ذراعها بهذا الاستسلام  يتمني لو يكون مكانها يسحب كل المها لداخله هو ... رفعت همس عيناها ببطء تجاهه حينما دلك يدها برفق وربت علي خدها بحنان قائلا : بالشفا 

لتكره مرضها الذي جعلها مدينه له باهتمامه بها.... لم تقل شئ وسرعان ماسحبت عيونها من امام عيناه التي نظرت لها ليتنهد عمر قائلا : تحبي اجيب لك تاكلي حاجة 

هزت راسها ليقول : طيب نامي وارتاحي 

هزت راسها قائلة : لا انا بقيت كويسه وهقوم 

هز راسه قائلا برفض : همس وبعدين معاكي قلت لازم ترتاحي 

ترفض ان تكون مدينه له بأي شئ ليخدعها مجددا بصورته القديمه وهو ليس اكثر من ماكر مخادع اجبرها علي الزواج به بكذبه بشعه وقايضها بإكمال هذا الزواج لتحصل علي الطلاق لتقول بانفعال :وبعدين معاك انت.. بطل تعاملني اني عيله صغيرة.... انا كبيرة وعارفه مصلحتي كويس 

ارتسمت ابتسامه ساخرة علي جابت شفتيه قائلا : طيب وياكبيرة في حد عارف مصلحته يعمل اللي عملتيه... كان فين عقلك وانتي بتعملي كده 

قالت بعناد : اللي عملته عادي... ايه تعبت شويه وكنت هاخد الحقنه وابقي كويسه 

نظر لها باستنكار لتبريرها عنادها ; انتي شايفه كدة 

اومات له : اه 

هز راسه قائلا : طيب انا غلطان اني كنت خايف عليكي ...  

قالت ببرود : لا متشكرة.... متخافش عليا انا اعرف اهتم بنفسي كويس 

زم شفتيه بضيق وقام من جوارها قائلا بعدم اكتراث : براحتك 

خرج من الغرفه وتركها لتزفر بضيق شديد من نفسها فهو بكل الاحوال انقذها وهي حدثته بتلك الطريقه.... ولكن ماذا تفعل وهي تخشي ان تنخدع مجددا بتصرفاته 

اتكأت علي جانبها وامسكت بهاتفها تراسل صديقتها ندي وتخبرها بماحدث 

: متضايقه من نفسي... حسيت نفسي قليله الذوق وناكرة للجميل 

: ليه يعني...؟ 

: هو برضه في كل الأحوال خاف عليا 

: وهو مش السبب في كل اللي انتي فيه.... عمال يضايقك ويفرض سيطرته عليكي..... تاكلي ايه تشربي ايه تلبسي ايه وحتي مش بتخرجي من البيت وفي الاخر تقولي خايف عليكي... اعتقد دي خطة جديدة منه ياهمس خدي بالك كويس وبطلي سذاجه 

ارتاحت لكلام ندي والذي يصادف هوي في نفسها التي بدأت تستجيب لمعاملته الجيده لها وتعترف بخوفه عليها بكل الاحوال.... فهي لا تنسي ان بكل موقف بينهما مهما كانت ضراوة أفعاله الا انه ماان يشعر انها بخطر عليها ينتهي كل شئ بلحظة ولا يظهر الا خوفه وقلقه عليها 

........ 

دخل الي الغرفه ليجدها تغلق هاتفه وتضعه جانبها فيسالها بفضول : بتكلمي مين..؟ 

هزت كتفها : واحدة صاحبتي 

اومأ لها قائلا ; طيب..... نور اتصلت كذا مرة تسأل عليكى.... خدي كلميها 

مد يده بهاتفه لها بعد ان طلب رقم اخته..... لتتحدث مع نور بضع لحظات وتنهي المكالمه 

مدت يدها له بالهاتف ليرن علي الفور فتقع عينها علي اسم حسناء التي تتصل به  

اخذ الهاتف واجاب علي الفور : ايوة ياحسنا 

لا مش، جاي في حاجة ضروري 

.. طيب تمام 

عموما انا هنزل العياده بليل  


................(قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

انقضى النهار وهو يتجنب الحديث معها كما ارادات إلا ببضع كلمات عن طعامها ودوائها واخيرا دخل الي الغرفه ليتجه الي الخزانه الضخمه يسحب ملابسه وياخذها للخارج ليرتديها ثم يعود اليها قائلا وهو ياخذ ساعته الانيقه من فوق طاوله الزينه ويضعها بمعصمه ; انا عندي شغل لو تعبتي او احتاجتي حاجة كلميني علي طول 

هزت راسها وابعدت عيناها عن النظر اليه 


بعد انصرافه قامت لتاخد دوش تنتعش به بينما اقنعت نفسها انها تزيل به رائحة فراشه عن جسدها بينما نامت به طوال الليل واليوم... خرجت وهي تحيط جسدها بالمنشفة وتتجه الي الخزانه لتترك تلك البيجامه الثقيله جانبا وتسحب شورت قصير وتيشرت واسع ارتدته فوقها فالجو بدأ بالاعتدال... صففت شعرها وتركته ينساب بحريه علي ظهرها

بينما أعادت ترتيب سريره وغرفته كما كانت وخرجت ...اتجهت الي المطبخ وأعدت لنفسها شيئا خفيفا تأكله بعد ان شعرت بالجوع فهي ظنت انه سيتأخر لتجلس باريحيه علي الاريكة الوثيرة تأكل طعامها وتتابع احد الأفلام التي تحبها .... تعالت ضحكتها علي احد مشاهد الفيلم حينما تفاجأت  بعمر يفتح  الباب ودخل ليراها جالسه بهيئتها العفويه.... ليبتسم هو الاخر ماان رأي حالتها تحسنت

اختنقت بلقمتها ماان وجدته عاد بتلك السرعه لتسعل وهي تحاول ابتلاع الطعام.... 

اسرع عمر اليها ليمرر يداه برفق علي ظهرها وهو يعطيها كوب الماء : اشربي  

ابتعلت رشفة الماء وهدا سعالها ليضحك علي تصرفها بينما يقول : لو شفتي عفريت مكنتيش هتخافي اوي كدة 

نظرت له بعيونها الجميله قائلة : انا اتخضيت ... افتكرتك هتتاخر 

هز كتفه قائلا : اتأخر واسيبك وانتي تعبانه.... التوي جانب شفتيه بتهكم وهو يتابع : طبعا عارف انك كبيرة وبتعرفي تاخدي بالك من نفسك بس اعمل ايه في عقلي الصغير اللي مش بيطمن الا وهو شايفك قدامه

انتفخت شفتيها الورديه من سخريته بينما احتقن وجهها بالغضب..... تعلقت عيناه بشفتيها حينما رأي  كسرة الخبز الصغيرة التي علقت فوقها فوجد يداه ترتفع تلقائيا بمنتهى الرقه يحركها فوق شفتيها ويرسم خطوطها متظاهرا بازالتها..... ارتجفت من فعلته وبدأت أنفاسها تتسارع لتبعد يداه عن شفتيها هاتفه بانفعال : اوعي انت بتعمل ايه...؟ 

ظلت عيناه فوق شفتيها لايستطيع تحركها بينما يقول ببراءه : كنت بشيل دي

بظهر يدها بعنف مسحت شفتيها التي اهتزت امام نظراته فتعالت وتيرة أنفاسه الراغبه بالانقضاض علي شفتيها المثيرة بتلك اللحظة...تحركت رعشه علي طول ظهرها من نظراته التي تتأملها بتلك الطريقه لتتراجع للخلف تلقائيا..... حمحم وهو ينفض تلك الأفكار عن راسه ولكنه لم يستطيع الإبتعاد كليا ليميل ناحيتها بحركة مفاجأه ويقبل جبينها قائلا وهو يحاول تنقيه حشرجة صوته قائلا : حمد الله علي سلامتك 

ابعدت راسها سريعا عن مرمي أنفاسه الساخنه التي تكاد تحرق بشرتها الناعمه وهي تقول باقتضاب :  الله يسلمك. 

ابتسم لتلك الحمرة التي غزت وجنتها ولتلك الارتجافه بجسدها الذي لاينفر منه كالسابق فهي بريئه للغايه ولا تفهم ولكنه يعرف انه اصبح يؤثر بها 

سألها وهو يفتح حديث بينهم  : بتتفرجي علي ايه... 

هزت كتفها وقالت وهي تبعد الطبق من فوق ساقها الذي انكشف امامه الان بارتداءها هذا الشورت القصير لتزداد حمرة وجهها ماان انزلقت عيناه دون ارادته الي ساقيها.... فيلم... 

قامت من جواره وهي تحمل الطبق ليقول بجبين مقطب : رايحه فين كملي اكلك 

هزت راسها قائلة : لا شبعت 

قال وهو يجذب الطبق من يدها : طيب سيبي الطبق وكملي الفيلم 

هزت راسها وقالت وهي تسرع للخارج : 

لا.... سقعت هقوم البس 

يعرف انها لاتريد ان يراها بهذا المنظر وأنها ماتزال خائفه منه وهو لايريدها ان تخاف ابدا... بل يريدها ان تتصرف بعفويه كما فعلا قبل قليل.... 

انها زوجته وحقه ان يراها ويقترب منها ولكنه لايريد تعجل تلك الخطوة ابدا ويسير طبقا للخطة التي وضعها.... 

ارتدت ستره رياضيه ثقيله وبنطال ثم جمعت شعرها للأعلى ليدخل عمر الي الغرفه فتسرع بوضع مشبك شعرها لتخرج 

ارتعشت يدها ووقع المشبك منها بينما شعرت به يقف خلفها وينظر اليها من خلال المرأه.... انحنت سريعا لتمسك بالمشبك ولكنه كان اسرع منها ليوقفها وتمتد يداه الي خصلات شعرها يحررها وهو يقول باعجاب واضح :  شعرك حلو اوي 

لمسه يداه لشعرها بتلك الرقه والنعومه جعلتها ترتجف دون أن تدري سبب لتلك الرجفه ولا لتلك الدقات التي تتسارع بداخل قلبها.... هرب صوتها ولكنها تراجعت خطوة للخلف وهي تغمغم     ... شكرا 

ازدادت حركة يداه متعمقه داخل خصلات شعرها الفاحم لتغمض عيناها تلقائيا ماان اقترب الخطوة التي ابتعدتها... 

تعالت إشارات عقلها بالخوف من اقترابه لتتفاجيء بنبره صوته الولهه بينما يقول : تعرفي ان اول حاجة شدتني ليكى هي شعرك.... 

رفعت عيناها ببطء، تجاهه لتصطدم بتلك الابتسامه الحالمه التي ارتسمت علي شفتيه بينما اردف يتحدث عن أول لقاء لهما..... لتتجمد عيناها علي ملامح وجهه الشارده بهذا اليوم الذي يتذكر أدق تفاصيله بصورة جعلتها عاجزة عن النطق....!

انهي كلماته التي جعلتها في حاله فوضى واقترب منها بنظرات عاشقه .... يحبها ولايتمني شئ قدر قربها... يريد أن يدفنها بين ضلوعه لتري لوعه احتراقه بحبها... 

هدر قلبها بجنون وهي تشعر بأقترابه الخطير منها بينما ارسل عقلها اليها إشارة تحذير ان عليها الإبتعاد والان.... 

دفعته من امامها بغريزتها الخائفة واسرعت لتخرج من الغرفه ليسحب عمر نفس عميق يهديء به ضربات قلبه الملتاع 

قضي وقت طويل واقف أسفل المياه البارده 

ليهديء فوران مشاعره... لم يكن ينتوي الاقتراب منها كما فهمت بل كل مااراده هو أن تطمئن لاقترابه ولكنها كالعاده هربت بخوف يشعره باحباط شديد بينما كل محاولات تبوء، بالفشل.... ولكنه بأي حال لن يتوقف عن المحاوله 

خرج اليها ليجدها جالسه تعبث بهاتفها

قامت ماان وجدته يجلس بجوارها قائلة : اجهزلك العشا 

هز راسه قائلا : لا متعمليش حاجة انتي تعبانه... تحبي نطلب بيتزا 

هزت راسها :  لا انا اكلت 

قال بابتسامه هادئة :  ناكل تاني ونسهر نتفرج علي فيلم  

انفلت لسانها بأوامر عقلها الرافض لتلك الأحاديث التي أصبحت تتجاذبها معه لتهز راسها :  لا عاوزة انام  

اومأ لها برفق قائلا : طيب قومي جوه في الاوضه 

هزت راسها : لا هنام زي كل يوم 

بدأت نبرته بالانفعال وهو يقول برفض : انتي هتتعبي من النوم علي الكنبه وبعدين متقلقيش انا هسيب للسرير ليكي و مش هضايقك 

هزت راسها بعناد : لا مش تعبانه 

رفع نظره اليها ليزفر بحدة ويقوم متجها للخارج.  .... اوقفته بتعلثم وهي تقول :  احنا ممكن نجيب سرير ليا في اوضه من الاوض اللي فاضيه  

قال بنبرة قاطعه : لا 

استغربت رفضه بتلك الطريقه ليستدير اليها قائلا : الاوضتين دول ان شاء الله هفرشهم واحدة للولاد وواحدة للبنات ومش، ناوي افرشهم الا لما يجوا

حاولت أن تتجاهل ماقاله او يلمح اليه فهو سيطلقها بعد شهران ولن يكون بينهما أطفال لتقول ببرود استفزة :  براحتك ده بيتك

زم شفتيه وجز علي أسنانه قائلا بعصبيه : بيتنا 

هزت راسها : لا بيتك.... انا هنا ضيفه لمدة شهرين كمان 

انفلتت اعصابه ليعود اليها بخطوة واحدة ويمسك بذراعها مزمجرا : وآخرة استفزازك ليا 

حاولت التمسك بشجاعتها بالرغم من خوفها الداخلي من غضبه الذي اشعلته : انا مش بستفزك ولا حاجة..... انا بس بقول عن الاتفاق الي بينا 

هدر بغضب لم يستطيع السيطرة عليه ; وهو ده بس اللي فاكراه من اتفاقنا 

تسارعت دقات قلبها من مغزى كلامه لتعض علي شفتيها توقف ارتجافها بينما جذبها بقوة ليصطدم جسدها بصدره العريض و يميل امام وجهها قائلا بهمس خطير : اهم شرط في اتفاقنا لسة متنفذش..... انا سايبك بمزاجي 

وضعت يدها بتلقائيه علي صدره توقف اقتراب أنفاسه الساخنه التي احرقت بشرتها :انت... انت.. قلت مش هتجبرني 

قال بنبرة مريبه : انا عارف كويس اوي انا قلت ايه.....ياريت انتي اللي تاخدي بالك بتقولي ايه 

وضع يده فوق يدها التي وضعتها علي صدره وقرب وجهه بوجهها اكثر ليهمس امام شفتيها : تصبحي علي خير ياهمس 

....... 

تراجعت للخلف وسقطت علي الإريكة ماان حررها من قبضته لتضع يدها فوق صدرها تهديء من ضربات قلبها بينما ماتزال رائحة عطره الرجولي المختلطه برائحة أنفاسه العطره عالقه بانفها... لقد كان قربه منها اليوم خطير.... انه يتلاعب بها وببراءتها فهي في النهاية فتاه بلا خبرة امام رجل مثله يعرف كيفيه جعلها تستجيب لقربه الذي يستحيل ان تستجيب له بعد كل أفعاله معها..... لذا عليها الا تنساق لمكره وتتذكر جيدا كل أفعاله التي أكدت لها أن  الرجال جمعيهم  متشابهون....! 


في الصباح (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

قامت من نومها وبحركة كسوله كانت تجمع شعرها بفوضويه اعلي راسها وتخلع تلك السترة الثقيله التي ترتديها بعد ان شعرت 

بالحر   .... اتجهت الي المطبخ لتلتقط كوب من الماء وترتشف منه القليل قبل ان تتجه الي الاستحمام لتتسمر قدماها بالأرض ماان استمعت لتلك الحركة بالخارج... دب الذعر بأوصالها فلا يوجد بالمنزل سواها...! 

فهو لابد وانه بعمله منذ اكثر من ساعه ككل صباح..... خرجت من المطبخ بخطوات مهزوزة تتطلع حولها لتتبين مصدر هذا الصوت.....صرخت بهلع ماان اصطدمت بهذا الجسد الضخم.... سرعان ماكان عمر يمسك بكتفها برفق يهديء خوفها : ده انا متخافيش

  ... 

عقدت حاجبيها لحظة تنظر اليه بهذا الشورت والتيشيرت المنزلي لتساله : .. انت.. انت هنا 

ترك كتفها وتراجع خطوة للخلف وهو يفرك خصلات شعره و يقول بصوت مازال يحمل اثار النعاس : الناس بتقول صباح الخير 

تجاهلت ماقاله حينما وجدته يتجه الي الاريكة بغرفه المعيشه التي تطل على باقي المنزل ليرتمي فوقها قائلا : لو سمحتي اعملي لي قهوة ياهمس

قالت باستهجان لجلسته بتلك الراحة وكأنه سيظل بالمنزل ولن يذهب لعمله ككل يوم :انت مش عندك شغل 

قال وهو يمسك بريموت التلفاز :  لا واخد اجازة يومين 

جحطت عيونها من وجهها.... عن أي اجازة يتحدث 

... هل سيبقى معها لا... بالتاكيد لا..!! 

بابتسامه قرأ بسهوله تعبيرات وجهها الرافضه ولكنه تجاهلها ببراعه اتقنها كما اصبح يفعل طوال الايام الماضيه... يكتفي بأخذ مساحة بسيطة في يومها حتي تأمنه بعد ان ارهبها بأفعاله وعصبيته الزائدة  ثم شئ فشئ تبدأ بالاعتياد علي وجوده..... لم ينام طوال الليل وهو يفكر في ردات فعل جسدها وعيونها المنافيه لتصرفاتها ليشعر بأن هناك شئ ما يدفعها لتلك التصرفات...! 


انفلت لسانها بانتقاد وهي ترفض، وجوده بالمنزل : النهارده  مش الجمعه عشان تاخد اجازة 

اسند ظهره للخلف ينظر اليها بابتسامه متسليه : اجازتي باخدها لما بكون فاضي... وانا معنديش حالات مستعجله اليومين دول  

اومات له باحباط ليقول : ممكن القهوة لو التحقيق خلص 

اتجهت الي المطبخ وهي تقضم شفتيها بتوتر فقد اعتادت الاسبوع الماضي ان تبقي وحدها بالمنزل طوال اليوم وتقريبا لا تلتقي به وقد كانت تشعر بالراحة لشئ كهذا اما اليوم فبقاءه معها يوترها وخاصه بعد ماحدث بالأمس وتذكيرة لها بالشرط.... فماذا ستفعل منذ هذا الصباح.... 

جاءها صوته يتعجلها : همس فين القهوة  ؟ 

تبرطمت بغضب من استعجاله لها وقطع تفكيرها  : خدامه عندك انا 

شهقت حينما جاءها صوته من خلفها : لا طبعا.. انتي مراتي حبيتي .... استدارت بسرعه لتجد وجهها مقابل لصدره العريض فتندفع سريعا للخلف ولكن يداه سرعان مااحاطت بخصرها ليقيدها امامه وهو يقول بنبره هادئة : لسه تعبانه 

هزت راسها بالنفي وهي تريد الإبتعاد 

ليقترب اكثر ولايدع لها المساحة لتهرب من امامه بينما يقول : متضايقة اني طلبت منك القهوة 

هزت راسها مجددا لتقول بتعلثم : هعملها

اومأ لها قائلا : متشكر اصل عندي صداع ومحتاج اشرب قهوة 

اومات له وابتلعت بتوتر  خطوة للخلف ويخرج بابتسامه هادئة فهي تستجيب له ولكن عقلها العنيد يابي ان يدعها تحرر العنان لهذا القرب 

وضعت امامه القهوة وسرعان ما خطت تجاه الحمام للاستحمام وهي تخفي تعابير وجهها وتكاد تموت وتري تعبير وجهه 

شهق عمر ماان ارتشف من القهوة التي وضعت بها الكثير من الملح بدلا من السكر 

قالت بتشفي : احسن 

وهي تتخيل إفساد مزاجة منذ الصباح كما فعل معها حينما أخبرها بأمر تلك الاجازة 

بقيت مطولا تنعم بحمامها قبل ان تخرج من المغطس وتجفف جسدها وترتدي ملابسها ثم تصفف شعرها حتي نسيت ما ينتظرها بالخارج...!! 

كالثعلب الماكر كان ينقض علي خصرها ماان خطت للخارج لتصرخ بخوف بينما لمعت نظرات العبث بعيناه 

ماكرة صغيرة تشاكسه بلاهواده.... فهو بالفعل كان بحاجة لكوب القهوة وهاهي افسدت مزاجة ولكن من قال إنه لايرحب بكل ما تفعله فلتعيث فسادا بحياته وليس بقهوته فقط   !..! 

وهاهي بين ذراعيه يندم أشد الندم علي امساكها بتلك الطريقه حينما شعر بجسدها البض الذي يكاد يشعر بنعومته بين ذراعيه من خلال قماش ملابسها الناعمه  وانفاسها الرقيقه تتسارع امام صدره 

استعادت ثباتها وهدرت دقات قلبها بجنون من قربه لتحاول التخلص من ذراعيه حولها : اوعي 

هز راسه قائلا : لا 

: ليه..؟ 

التوت شفتيه بابتسامه ماكرة وهو يقول :مش الاول اقولك تسلم ايدك علي القهوة 

رفعت عيناها الجميله اليه بشقاوة لم تتعمدها وهي تقول بينما تحاول كتم ضحكتها : عجبتك 

لمعت عيناه لرؤيه نظرتها الشقيه التي سرعان ماارتجفت حينما وجدت يدها بين يديه امام شفتيه تتلقى فوقها قبله ناعمه جعلت كل عرق وعصب بجسدها ينتفض ناهيك عن نبرته وهو يقول بينما عيناها متركزة فوق عيونها :  تسلم ايدك ياحبيتي 

جذبت يدها من بين يديه ليكمل بعبث وهو يغمز لها : مشربتش زيها 

أفلتت ضحكتها من حنق نظراته قائلة : بالهنا والشفا 


هربت من امامه ماان تعالي رنين هاتفه ليزفر بحنق وهو يجيب... 

.... 

الجلوس معه بنفس الغرفه مستحيل وهاهو اختار ان يبقي بغرفه المعيشة المطله علي المنزل بأكمله وكأنه ضابط استطلاع يترقب خطواتها..... 

وهاهي تختبيء منذ ساعتين بالمطبخ

تشغل نفسها بأي شئ بعيد عنه....! . 

لم تشعر بوقوفه خلفها بينما وضعت سماعات الأذن و انهكمت بمشاهده احد فيديوهات الطبخ... ظل يتأملها بشغف بينما تتلاعب بخصلات  شعرها الاسود الطويل  قبل ان يتجه اليها... 

استدارت بسرعه ونزعت السماعه من اذنها ماان شعرت به يقف خلفها لتتفاجيء بنفسها امامه... ارتبكت حينما وجدت نفسها بهذا القرب منه بينما خلفها الاستاند الرخامي 

قال وهو يتعمد الاقتراب منها اكثر : بتعملي ايه..؟ 

قالت بتعلثم : الغدا 

قل وهو يقترب اكثر بينما تتراجع حتي كاد ظهرها يلتصق بالرخام  : متتعبيش نفسك هنخرج نتغدى برا  

رفع يداه ليداعب وجنتها قائلا بمشاكسه : بصراحة ياهمس .... الاكل اللي بتعمليه

نظرت له بترقب لتتفاجيء به يقول : وحش

نظرت له بغيظ ليوميء براسه ويؤكد : اوي 

دفعته بصدره بغيظ هاتفه : ولما هو وحش بتاكله ليه..؟! 

تفاجأت به يرفع يدها لشفتيه يقبلها بنعومه  جعلت الكهرباء تسري بجسدها : عشان بتعمليه ليا بإيدك 

جذبت يدها بسرعه من بين يداه لتقول بشراسه : اوعي كدة وبطل اللي بتعمله ده 

ضحك بتسليه : وانا عملت ايه...؟ 

قالت بغضب : كل شويه تمسك ايدي 

رفع حاجبه : انا... ؟! 

قالت بغيظ : ايوة انت.... امال كنت بتعمل ايه من شويه 

غمز وهو يجذب يدها مجددا ويطبع عليها قبلة سريعه : كنت ببوسها مش ماسكها 

هتفت بحدة تبعد اي استجابه لها لمشاكسته :اية قله الادب دي 

ضحك قائلا بوقاحة : قليل الادب عشان بوست ايدك..... امال لو بوستك هبقي ايه..؟ 

احمر وجهها بينما انتفخت شفتيها لتزجرة بحنق وهي تسرع لتغادر  : اية الكلام اللي بتقوله ده.... ماتحترم نفسك يادكتور.... 

اسرع خلفها ليمسك بخصرها ويدفعها الي الحائط يحتجزها بجسده قائلا بعبث مستمتع برؤيه غضبها المحبب : دلوقتي بقيت دكتور... مش كنت جزار من كام يوم 

هتفت به بحنق وهي تحاول التخلص من قبضته : ومازالت جزار.... دكتور ايه اللي بيقول كلام زي اللي بتقوله 

لمعت عيناه بالمكر بينما يقترب بجسده منها اكثر لتتقافز دقات قلبها بداخل صدرها كالالعاب الناريه لتزحف شفتيه ببطء تجاه اذنها هامسا بحميميه الهبت حواسها وخدرتها : امال لو قلت لك انك حلوة وزي القمر واني هتجنن واجرب طعم لسانك الطويل ده هتقولي عليا ايه...؟ 

تبعثرت مشاعرها وكلماتها وفقدت السيطرة علي صوتها من همسه الحميمي الذي اغرقها بالخجل من كلماته الوقحه ليكاد ينفجر وجهها حمرة من مواجهه لهيب أنفاسه التي يوزعها علي بشرتها الناعمه.... 

رفعت يدها لتدفعه بعيدا عنها فيستجيب عمر لدفعتها ويبتعد وهو يري الخجل يكاد يقتلها بينما تتظاهر بالغضب وهي تزجرة : بطل قله ادب...

راقب هروبها من امامه بتسليه بينما تتراقص دقات قلبه عشقا بها  

........ 

بالتاكيد رحبت بالخروج من المنزل ولو برفقته فبالخارج اهون كثيرا من البقاء معه وحدها 

بكل تلك النظرات الماكرة التي تراها بعيناه 

كانت تهرب من عيناه بالنظر حولها طوال فترة الغداء ليقول : بتبصي حواليكي ليه...؟

هزت كتفها : ابدا بس  بقالي كتير مخرجتش 

اومأ لها قائلا : عندك حق.... هنبقي نخرج كتير بعد كدة 


انتهي الغداء وهاهي ستعود للمنزل ولكنها 

لا تريد العوده  ابدا بعد ماحدث هذا الصباح والذي بعث التوجس بقلبها 

قالت بتوتر : احنا رايحين فين 

قال وهو يدير السيارة : هنرجع البيت 

هزت راسها : لا 

التفت لها بجبين مقطب : لا 

اومات له : لا مش عاوزة ارجع.. .. قصدي... يعني عاوزة اشتري حاجات 

قال ببساطة : حاضر.... عاوزة تشتري ايه... ؟

لم تكن تريد شيء ولكنها تجد حجة حتي لا تعود.... 

اشترت اشياء كثيرة وهو لايمانع لتجد بنفسها الرغبه في اغاظته فتزيد في المشتريات وهو ذكي سرعان مافهم لعبتها و يدفع بابتسامه 

لتسأله وهي تحمل تلك الأكياس الكثيرة وتعطيها له ليضعها بالسيارة  ; في حاجة 

قال بابتسامه : ابدا ياروحي عاوزة حاجة تاني 

هزت راسها : لا 

ضحك قائلا : فاضل محلين في المول 

أفلتت ضحكتها وهي تقول : خليهم المرة اللي جايه 

قال بمرح : وجايه علي نفسك ليه...؟ 


........ (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

استبدلت ملابسها سريعا مستغله انشغاله بتلك المكالمه لتنتوي ان تسرع الي اريكتها وتتظاهر بالنوم ولكن هاهو امامها وقد انهي مكالمته بسرعه.... رايحة فين..؟ 

قالت متظاهرة بالتثاؤب  : هنام 

رفع حاجبه قائلا : علي الكنبه 

هزت كتفها ببراءه : امال انام فين..؟ 

قال بمكر وهو يشير الي الفراش الذي لم تشاركه به ولو مرة : جنبي  

ذعرت ملامحها وهزت راسها سريعا :  لا انا مرتاحة كدة 

خالف توقعتها حينما قال بنبرة هادئه : وانا مش عاوز غير راحتك 

ابتلعت لعابها بتوتر مرتابه من هدوء، نظرته ليباغتها بتلك القبله التي اختطفها من وجنتها قائلا : تصبحي علي خير 


لم تنام بسهوله وقد عج عقلها بالتفكير في كل ما يحدث.... ولكنها لم تتوقف عن تذكير نفسها بعدم الارتياح لمكره 

وهاهو يشرق صباح اليوم التالي لتقفز من نومها منذ بكره الصباح فهي لن تعطيه اي مساحة ليتلاعب بها كالامس  


فتح عيناه بصعوبه علي تلك اليد التي تهز كتفه بقليل من القوة ليقطب جبينه بقلق :

همس مالك ياحبيتي..؟ 

تجاهلت قلقه الذي قفز من عيناه ظنا منه انها مريضه  وكلمه حبيتي لتقول بحزم : 

عاوزة اروح لماما 

قال ببلاهه : الساعه ٦ الصبح 

هزت كتفها قائلة : وحشتني 

اعتدل جالسا يتطلع اليها قائلا باستنكار : انتي مصحياني الساعه ٦ عشان مامتك وحشتك 

اومات له قائلة بجديه : ايوة وفيها ايه ماانت كدة كدة بتصحي بدري عشان شغلك 

هز راسه قائلا : اه بس انا في اجازة وعاوز انام 

قالت بجبين مقطب : طيب براحتك نام و انا هروح لماما 

امسك بمعصمها قبل ان تستدير قائلا : اعقلي وبطلي شغل عيال صغيرين 

: انا 

اومأ لها قائلا  : اه.... فاكرة لما هتروحي لمامتك هتهربي مني مثلا 

قالت ببراءه مزيفه : واهرب منك ليه......؟ 

جذبها فجأه ناحيته لتتعثر وتقع فوقه وقبل ان تستوعب كان يستدير بها ليصبح فوقها 

لتتلاحق أنفاسها بقوة ماان وجدت جسدها الصغير اسفله وهو يقول بعبث :  خايفه تفضلي معايا لوحدك.... وناسيه اني سايبك بمزاجي 

لكمته في صدره بقبضتها وهي تتململ بقوة تحاول ابعاده من فوقها : اوعي .. اوعي وبطل قله أدب 

قال بغمزة : وهي فين قله الادب.... انا عملت حاجة 

زجرته بقوه تحاول ابعاده عنها وقد توترت كل اعصابها من قربه الذي دفع بها مشاعر غريبه  : اوعي خليني اقوم 

قال ببرود : لا 

نظرت له بحنق : لا ليه.. ؟

قال بتسليه : انا مرتاح كدة 

حينما أيقنت انه لن يتركها تظاهرت بالاختناق 

فهزت راسها وجسدها بقله حيله لتقول بانفاس لاهثه وهي تغمض،عيناها  :  انت تقيل اوي.... اوعي بقي مش قادره اتنفس

فهم لعبتها ليميل ناحيتها اكثر فسرعان ماكانت تفتح عيونها هاتفه به بتوبيخ :  

اوعي كدة ياقليل الادب هتعمل ايه 

ضحك وهو يداعب وجنتها : كنت هفوقك 

لكمته بصدره : قليل الادب 

ضحك قائلا : قليل الادب اه بس مش غبي 

عقدت حاجبيها ودفعته قائلة : طيب اوعي بقي 

اوهمها انه سيقوم من فوقها ليباغتها ويلتقط شفتيها بشفتيه مطبق عليها بقبله ناعمه للغايه لتغزو تلك المشاعر الغريبه عالمها وتهز كيانها بينما تشعر بتلك الفراشات تتحرك بمعدتها وتسري تلك الرجفه الخجوله بكامل عروقها..... كانت شفتيها كالعسل بل كانت تفوقه بحلاوتها ولكنه جاهد ليسيطر علي،جموح مشاعره ولم يجعلها تطول او تزداد عمقا حتي لاتخاف منه مجددا ليبتعد ببطء عنها يتطلع برضي تام لتلك الحمرة التي زينت وجهها بالكامل وهي تفر من امامه 

............. 

(قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

اية رايكم وتوقعاتكم

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !