الفصل السابق
(قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
كانت تريد الهرب بأي طريقه ليس منه كما اقنعت نفسها ولكن من تلك الاحاسيس التي اصبح يولدها بقلبها ومن تلك الأصوات التي اصبحت تتعالي برأسها وتتحدث عنه.... أوقف سيارته أسفل منزل عائلتها لتمد يدها الي المقبض لتنزل ولكنه سرعان مااوقفها قائلا بابتسامه :مستعجله اوي تسيبيني
قالت وهي تبعد عيناها عن ابتسامته : ماما وحشتني
انحبست أنفاسها حينما شعرت بانفاسه تدغدغ وجنتها حينما مال ناحيتها واقتنص قبله من خدها الناعم قائلا : وانتي هتوحشيني....
سرت كهرباء بكامل جسدها خدرت حواسها ليبتسم برقه وهو يمرر يداه علي جانب وجهها قائلا : هخلص شويه حاجات واعدي عليكى
هزت راسها ونزلت بسرعه بالرغم من الارتجافه التي أصابت قدمها وحواسها بسبب فعلته....!
.....
ركضت بسمه وأمل من غرفتهما علي صوت هيام السعيد ترحب بها : .. حبيتي.. همس
اية المفاجاه الحلوة دي..؟
قالت بمرح : وحشتوني قلت اجي افطر معاكم
احتضنتها بسمه وهي تجذبها للداخل بينما قالت هيام بتساؤل : هو عمر مش، طالع معاكي
اغتاظت من حب امها له لتقول باقتضاب : لا عنده شغل
قالت امل : تعالي بقي ياهمس انتي وحشتينا اوي اوي
.......
لم تكن موافقته لذهابها لرؤيه امها واخوتها في صالحه ابدا فهي بالرغم من سعادتها الا انها ماان عادت لمنزلها حتي تشعشع بداخلها شعورها بالافتقاد لمنزلها وأهلها ولحياتها قبل ان يدخل اليها ليداهم ذلك القهر الذي عاشته علي يده قلبها الذي عاد ليمتليء بالكره له
وسرعان ماخبت تلك المشاعر التي كانت قد بدأت بالنمو بداخلها له دون أن تدري او تعترف بها بعد ان رأته عن كثب وسرعان ماكانت تنخرس تلك الأصوات التي بدأت تتعالي بداخلها عن انه مختلف عن غيرة ....!
تجاهلت الرد علي مكالماته طوال اليوم متعمده واكتفيت ببضع كلمات مقتضبه ارستلها له عن انها بخير ولكنها مشغوله ولا تستطيع الرد عليه الآن....
كان المنزل بدونها كالجحيم وكان يعد الدقائق حتي يذهب ويعيدها أملا منه انها اشتاقت له ولو بمقدار ذره كما غلب اشتياقه لها كل ذره بكيانه ولكن هاهي كعادتها توصد كل الأبواب بوجهه...... غضب بشده من عدم ردها علي مكالماته وبلغ غضبه مبلغه مان تلقي تلك الرساله ردا علي رسالته انه في الطريق اليها
لتخبره انها ستنام الليله في منزل عائلتها...
ماذااااا.. ؟! صرخ عقله وقلبه فهو لا يحتمل البقاء بدونها وماهذا القرار المفاجيء بأنها لن تعود الليله...؟!
تعرف همس انها تغضبه وانه لن يمررها لها لذا ارسلت الرساله وسرعان مااغلقه هاتفها و تظاهرت بالنعاس امام امها واخوتها فهي بحاجة للابتعاد عنه وعن مراوغته معها والتي
زغزت ثوابت تفكيرها
دخلت بسمه اليها قائلة : همس عمر اتصل وبيقول واقف تحت مستنيكي
قالت همس وهي تندثر بالاغطيه : قوليله نايمه يابسمه
قالت بسمه بدهشة : نايمه ايه.... ماانتي صاحيه
قالت همس : لا نايمه روحي بقي قوليله كدة
هزت بسمه كتفها بقله حيله وطاوعت اختها
أغلق الهاتف بعد ان أخبرته بسمه بماقالته والذي أشعل نيران غضبه ليتوعدها قائلا.... ماشي ياهمس لما اشوف اخرتها معاكي
تكرر الموقف بالصباح التالي لتتجاهل الرد عليه أيضا .....! ولكنه سرعان ماكان يرسل لها رساله... كانت تحمل كلمتان ولكنها تحمل أيضا وعيده لها : ردي علي التليفون
أجابت بصوت حاولت جعله غير مكترث : نعم
جاءها علي الفور صوته الغاضب : مش بتردي علي تليفونك ليه..؟
: قلتلك مشغوله
قال ساخرا : مشغوله في ايه ان شاء الله..؟
قالت بغيظ : حاجة متخصكش
صمت لتشعر بصوت انفاسه يتعالي من نبره تمردها وهو يردد : ميخصنيش
اومات له بعناد : اه
قال بتهكم : وكمان ميخصنيش اللي عملتيه امبارح
قالت ببراءه : وانا عملت ايه...؟
: ازاي تباتي برا البيت ومن غير اذني بتحطيني قدام الأمر الواقع
قالت بدفاع زائف : لا
; امال ايه..؟
قالت ببراءه : كنت نايمه
قال من بين أسنانه : همس... انا فاهمك كويس وعديتها بمزاجي وصدقت انك نايمه
قاطع حديثم حينما سمعت صوت احد يتحدث معه ليقول باقتضاب وهو ينهي المكالمه ليعود لعمله : ماشي ياهمس
هخلص شغلي واعدي عليكي نروح ونبقي نكمل كلامنا
قالت بسرعه : لا ماانا هقعد النهاردة كمان مع ماما
هدر صوته بشر وهو يضغط علي كلماته بنبره قاطعه : قلت هخلص شغلي واعدي عليكى
وكما فعلت بالأمس كانت تلك الليله تتظاهر بالنوم لتستنكر امها فعلتها وهي توقظها ; همس قومي عيب جوزك تحت مستنيكي
قالت برجاء وهي تتظاهر بالنوم : لا ياماما انا مش قادره اصحي
: بطلي دلع وقومي
قالت وهي تدفن راسها بالوساده : مش بتدلع ياماما بس عشان خاطري سبيني انام
قالت هيام بحنان ممزوج بقله الحيله : طيب واقوله ايه انا دلوقتي...
: قوليله اي حاجة
(قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
توقعت ثورة عارمه منه ولكنها وجدت هدوء شديد من جانبه حتي انه لم يتصل في الصباح التالي لتشعر بالتوجس يسري بقلبها من صمته المريب ولكنها سرعان ماحاولت تهدئه نفسها بأنها في منزل عائلتها ولن يستطيع أخذها بالقوة لذا فلتطمئن وباسوء الظروف فلتخبر امها انها تشاجرت معه ولا تريد العوده...!
ابتلعت لعابها تتحلي بالشجاعه وهي تجيب عليه حينما اتاها صوته الصارم ; جهزي نفسك هخلص شغلي واعدي عليكي
: خليها بكرة عشان انا لسه عاوزة اقعد مع ماما واخواتي
رفع عمر حاجبه وانفلتت اعصابه ليقول بخشونه : اوعي تفكري اني غبي ومش عارف انك بتخططي لحاجة بس احسنلك متفكريش ياهمس ....
انا قدامي ساعتين اخلص شغلي وهعدي عليكي ياريت تكوني جاهزة
ومتفكريش لو مثلتي انك نايمه زي كل يوم هسيبك
اغلقت الهاتف وخرجت الي امها وهي تفرك يدها بعد ان اختمرت تلك الفكرة برأسها
قالت بصوت ضعيف : ماما انا كنت عاوزة اقولك حاجة...؟
عقدت هيام جبينها بقلق : ايه ياهمس ياحبيتي في أية... ؟
جلست بجوار امها تتطلع اليها قبل ان تقول بتعلثم : ماما... أصل
قالت هيام بنفاذ صبر من القلق : اصل ايه قولي ياهمس.. انتي متخانقه مع عمر
فتحت لها امها الطريق لتهز رأسها قائلة : اه...
قالت هيام بلهفه : ليه يابنتي في ايه... انا كان قلبي حاسس عشان مش عاوزة تروحي معاه.... ؟اتخانقتوا ليه
قالت بتمثيل وهي تتظاهر بتأثر ; مش مهم اتخانقنا ليه.... احنا اصلا مش بنبطل خناق ومش متفقين خالص
ازدادت نبرتها خفوت وهي تلقي بقنبلتها
: بصراحة كده احنا قررنا نتطلق
هبت هيام من مكانها كالتي لدغتها حيه لتهدر : ايه... تطلقوا..!
شهقت امل اختها لتقول باستنكار ; همس انتي بتقولي ايه.؟
: بقول اللي هيحصل لما اتنين ميتفقوش طبيعي ينفصلوا
قالت هيام بخشونه : وهو انتوا لحقتوا..... انتي مكملتيش شهر جواز
هزت كتفها : عادي...
هتفت هيام بحدة : هو ايه اللي عادي... انتي واعيه للي بتقوليه ولا بتدلعي
قالت همس بحدة مماثله : ايوة ياماما.. ومش بتدلع خالص
تدخلت امل قائلة : همس براحة وفهمينا ايه اللي حصل
قالت هيام : ايوة قوليلي ايه اللي مش متفقين فيه بالضبط
ابتلعت لعابها بتعلثم وهي تبحث في رأسها عن اسباب قويه لما قالته : شغله صعب اوي ومشغول طول الوقت وبيسيبني لوحدي
قالت هيام باستنكار : مش شغله يابنتي
لعبت علي وتر حنان امها لتقول بانكسار زائف : ايوة ياماما بس انا كمان انسانه
وبقي عندي اكتئاب من القعده لوحدي طول الوقت... وبعدين عصبي جدا مش،بيتفاهم معايا خالص.... انا كنت تعبانه من يومين ولا سأل فيا ونزل شغله
دمعتان زائفتان ذرفتهم وسرعان ما كسبت بهم تعاطف امها واخوتها
لتكمل : عاوزني طول الوقت محبوسه في البيت ومش بيخرجني خالص واهو اتعصب عليا دلوقتي لما قلت اقعد معاكم يومين اخرج من حاله الاكتئاب اللي عندي.....
فيها ايه بقي لما اقعد معاكم ماهو بيبات برا كتير
قالت امها باستنكار ; بيبات برا
اومات بمكر ; ايوة علي طول... وانا بخاف اقعد لوحدي
نظرت لأمها بدموعها الزائفه : انا طول الشهر ده تقريبا مش بشوفه عمليات وشغل طول الوقت
ضمتها امها اليها بحنان :بس ياحبيتي متعيطيش
ضحكت بخبث في حضن امها فهاهي خطتها تسير علي مايرام ولكن مانطقت به امها تاليا محي الابتسامه من علي وجهها : انا هتكلم معاه
انتفضت من حضن امها : لا... تتكلمي معاه
في ايه..؟ خلاص مفيش كلام انا هتطلق منه
قالت هيام باستنكار ورفض : لا طبعا طلاق ايه...... هو كل واحده تتخانق مع جوزها تتطلق
وبعدين اللي قلتيه حاجات عاديه بتحصل وده بحكم شغله انا هكلمه ياخد باله ويوفق بين بيته وشغله
هزت راسها : لا ياماما متتكلميش.. انا بقولك عصبي ومش متفقين
اعتصرت عيونها لتبكي مجددا وهي تقول : ولا انتي ماصدقتي خلصتي مني...
قالت هيام باستنكار : لا طبعا انتي بنتي حبيتي بس انا خايفه عليكى
: يبقي توافقي
: أوافقك تضري نفسك.... جوزك اي واحدة تتمناه والمشاكل اللي، بينكم دي بتحصل بين اي اتنين متجوزين
تعالي رنين الجرس لتقول هيام : افتحي يابسمه ده اكيد البواب جاب الطلبات
تعالي صوت بسمه : ده دكتور عمر ياماما
احتقن وجهها بالدماء بينما كانت ماتزال بحضن امها حينما رحبت به بسمه....
قالت هيام وهي تبعدها عن حضنها وتقوم لترحب به بابتسامه واسعه وليس وكأنها كانت تشكي لها منه منذ لحظات : اهلا.. اهلا ياعمر ياابني
قال بهدوء : مساء الخير... متأسف اني جيت من غير ميعاد
قالت هيام بترحيب : اوعي تقول كدة... ده بيتك تجي في اي وقت
خدعها كعادته... ألم يقل ساعتين...؟!
نظرت له بطرف عيناها بغيظ ليقابلها بابتسامه بارده اخفي خلفها انيابه
: متشكر انا بس جيت اخد همس
قالت امها بمغزي : سيبها معانا كام يوم طالما انت مشغول ياابني
نظر الي امها باستفهام : مشغول..؟!
نظرت لها همس برجاء الا تتابع ماانتوت قوله ولكن هيام قالت : اسمحلي ياعمر ياابني اتدخل....
نظر الي امها التي تابعت بينما دقات قلب همس سقطت في ساقيها :همس قالتلي انكم متخانقين... بس هو كل اتنين يتخانقوا يقولوا طلاق
جزعت ملامحه ليرشق همس بنظرة ارعبتها : طلاق ايه
نظر اليها باستفهام.... ماذا قالت لأمها التي تابعت : انا عارفه ياابني ان شغلك صعب وان همس لسه مش فاهمه ان انشغالك عنها ده غصب عنك... بس همس صغيرة وانتوا لسه متجوزين وطبيعي تزعل لماتسيبها طول الوقت لوحدها
بدأ يفهم الان تلك التمثيليه الصغيرة التي حاكتها لتكسب تعاطف امها
ابتلعت لعابها بصعوبه بينما تحولت نظراته اليها رافعا حاجبه وقد تبين ماقالته لأمها التي اندفعت بسيل من العتاب واللوم والنصائح
سينقض عليها الآن تعرف هذا جيدا لذا اغمضت عيناها بخوف بانتظار ثورته التي ستندلع في اي لحظة وامها لا تتوقف عن لومه وتقريعه : انا طبعا مش معاها انها تنطق بكلمه الطلاق عشان خناقه بسيطة زي دي بس انا زعلانه منك..... بقي تبقي تعبانه وانت تسيبها لوحدها....
هزت راسها بعتاب :لا ياعمر ياابني مكنتش اتوقع انك تعمل كده طيب كلمني وانا كنت اجي اخد بالي منها
هل أخبرت امها انه تركها وهي مريضه.. تلك المخادعه الصغيرة....! بارعه في التمثيل..!!
انكمشت علي نفسها بخوف ماان قام من مقعده واتجه اليها بخطوات بطيئه وقد توقعت ماسيفعله لتغمص عيناها بخوف
ولكنها فتحتها سريعا ماان تفاجأت به يقبل راسها قائلا بهدوء مريب وعيناه تتطلع اليها بمكر : انا اسف ياحبيتي
قفزت عيونها من وجهها ماهذه اللهجه ليبتسم لها بمغزي ويتابع : حقك عليا ياروحي... من النهارده مش هسيبك لوحدك ابدا تاني ... وياستي عشان أصلح غلطتي دي انا هاخدك ونسافر شهر عسل تاني قريب اوي
ابتسمت هيام وربتت علي كتفه : ربنا يخليك ليها ياحبيبي
ضحكت امها واخوتها بسعاده بينما هي هربت دمائها من وجهها حينما قالى: يلا بقي ياحبيتي اجهزي عشان نروح
لا... لا... نظرت لأمها لتنجدها ولكن امها قالت بابتسامه سعيده : يلا ياهمس قومي البسي عشان تروحي مع جوزك
قامت علي مضض وكل انش بها يرتجف فهاهو فهم لعبتها وسرعان ما كان يخرج نفسه من الموقف ويحظي بالمزيد من حب امها واخوتها....
دخلت امها الغرفه خلفها وبدأت بمحاضرة طويله عن واجبات الزوجه وعن ضرورة احتواءها لزوجها : ياهمس عمر طيب اوي وابن حلال... وشغله طبيعته انه يتأخر انتي بقي مش تبقي نكديه وطول الوقت خناق.. لا يرجع يلاقيكي مستنياه بابتسامه حلوة تتكلمي معاه عن يومه ومشاكله..شاركيه حياته .
تنهدت هيام بشجن ;انتي لسة في أول الطريق ياهمس بلاش تخلي حياتك حزينه.... حاول تبني سعادتك
أفلتت الكلمات من لسانها : وانتي ليه معملتيش سعادتك ياماما
قالت هيام وهي تشيح بعيونها الحزينه : ابوكي الله يرحمه مش زي عمر
قالت همس بينها وبين نفسها بعناد : كلهم زي بعض
(قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
انكمشت علي نفسها بجوار الباب ماان ركبت السيارة لينظر لها عمر بطرف عيناه وابتسامه ماكرة تلمع علي شفتيه فهي كعادتها تفعل الكارثه وتخاف بعدها من رد فعله
اوقف السياره أسفل المنزل لتظل جالسه
قال باقتضاب : يلا انزلي ولا هتفضلي هنا
فتحت الباب بأيدي مرتعشه وسرعان ماكانت تنكمش علي نفسها بالمصعد الذي توقف سريعا بالطابق الخاص بمنزله...
فتح الباب واشار لها لتتقدمه لتسابق قدمها الريح وهي تركض الي الغرفه تريد أن تحتمي بأي شئ منه......
هدات ضربات قلبها حينما استمعت لرنين هاتفه لتستغل الفرصه وتدخل سريعا للحمام.... كالطفله الصغيرة استرقت السمع من خلف الباب لتستمع لصوته الذي يتحدث بالهاتف لتتنهد بارتياح فهو مازال مشغول بمكالمته... فتحت الباب بهدوء، شديد وخرجت تتسلل علي أطراف اصابعها الي اريكتها لترتمي فوقها وتجذب الغطاء حتي راسها وتغمض عيناها.... هدأ صوته لتتعالي دقات قلبها بصدرها فهو سيأتي اليها الان بعد ان انهي مكالمته .... اغمضت عيناها بقوة لدقائق طويله وهي تحبس أنفاسها بانتظارة ولكنه لم يأتي ...!
بدأت تهديء ضربات قلبها وترتخي اعصابها بعد ان مر وقت كافي ولم يخرج غرفته.. لابد وانه نام...
اغمضت عيناها بارتياح وسحبت نفس طويل وبدأت ابتسامه ممتنه ترتسم علي شفتيها لتنتفض جفونها بفزع ماان شعرت بانفاسه قريبه منها.... فتحت عيناها لتصطدم بوجهه امام وجهها... شهقت بفزع : انت... انت هتعمل ايه
مال ناحيتها لتتراجع للخلف سريعا بينما يقول بعبث ذئب ماكر : هصالحك طبعا ياروحي .... ده انا حتي مزعلك اوي وسايبك طول الوقت لوحدك وبتعصب عليكي وبسيبك وانتي تعبانه واروح شغلي
زمت شفتيها واسرتها أسفل أسنانها من هذا المأزق لتزداد نبرته خبثا بينما تلكأت عيناه علي شفتيها : اد ايه انا اعمي ومعنديش نظر.... بقي في واحد يسيب مراته اللي بيموت فيها وينزل شغله.... توء توء.... لازم اصالحك
اقترب من وجهها اكثر وتابع بهمس حميمي :مكنتش اعرف انك عاوزني افضل معاكي طول الوقت
دفعته بعيدا عنها واعتدلت جالسه سريعا وهي تحاول الإبتعاد عنه ومن خبث نظراته وكلماته لتقول بتعلثم : انا.... لا طبعا
ضحك بمكر ; امال مين اللي اشتكت اني سايبها اغلب الوقت
: انت عارف اني مقصدتش وكنت بقول اي كلام
ضحك بصخب علي هيئتها وعلي اعترافها : وهو عشان تقولي اي كلام... تقولي سيبتك وانتي تعبانه
اقترب منها لتتراجع بظهرها اكثر الي طرف الاريكه : بقي انا يامفترية سيبتك وانتي تعبانه امال مين اللي فضل سهران جنبك طول الليل
فركت عنقها بتوتر وهي تخفض عيناها بخجل :لا
; امال قلتي كدة ليه..؟
افلت لسانها : عشان ماما تبطل دفاع عنك
ضحك مجددا ورفع حاجبه : تقومي تكرهيها فيا
أفلتت ضحكتها هي الاخري ليتطلع بشغف اليها فكم يعشقها بكل مافيها تلك الفتاه التي سلبت عقله...
بهتت ضحكتها بينما طافت عيناه على ملامحها ببطء مثير وهو يقول بخبث : اعاقبك ازاي بقي علي اللي عملتيه..؟
قالت ببراءه وهي تتطلع اليه : وانا عملت ايه..؟
ابتلع لعابه ببطء، من نظراتها التي أثارت حواسه ليهمس امام شفتيها : كل ده ومعملتيش حاجة.. ؟
امتزجت أنفاسه بانفاسها وهي تقول : مكنتش اقصد...
ثقلت أنفاسه وغامت عيناه القاتمه بالشغف من تلك البراءه التي تخدعه بها وهو اكثر من مرحب بما تفعله به ليتعالي ناقوس الخطر بعقل همس من اقترابه الخطير فتنتفض في اللحظة الحاسمه التي قاربت شفتاه فيهما علي لمس شفتيها...
انا جعانه
نظر لها ببلاهه وهو يحاول استعاده السيطرة علي أنفاسه المبعثره : نعم...!
قالت وهي تتراجع بخطوات مرتعشه فماذا يفعل بها هذا الرجل ألم تكن تريد التخلص منه ومن زواجه فلماذا اذن تتراقص تلك الفراشات بداخلها بكل أفعاله واقترابه منها
قالت بتعلثم : بقول جعانه.... و... و...
وضعت يدها علي راسها في محاوله منها لاقناعه : حاسة اني دايخة شويه من قله الاكل
دون تفكير كان يندفع اليها بقلق... مالك...؟
حاسة بأيه..؟
نغزها قلبها من نبرته القلقه فمنذ متي وهي بهذا المكر والدهاء والذي يفهمه ولكن من أجل عيونها يتحمله... اجلسها برفق وامسك بمعصمها يقيس ضغطها
لتجد عيناها تنزلق تلقائيا الي ملامحه التي اتخذت وضعها الجاد وهو يفحصها.... انه وسيم وله هيبه وحضور لم تعهدها في رجل من قبله..... انه اول رجل تتطلع ايه بهذا القرب ولا تنفر منه كسابق عهدها.... توقفت سريعا عن الاسترسال بتأمله تزجر نفسها علي ماتفكر به
رفع عمر عيناه اليها متسائلا :اخدتي الدوا النهارده
اومات له ليقول بجديه ; ضغطك كويس.... يبقي محتاجة تأكلي عشان الدوخة تروح
بالفعل نصف ساعه وكان الطعام الذي طلبه لها يصل ليضعه امامها وبهيمنه يأمرها ان تنهيه... وبالفعل لم تجادله بل انهت طعامها علي الفور لتهرب من هذا العقاب الذي يدعيه.... بعد انتهاء الطعام
شهقت بهلع ماان شعرت بجسدها محمول بين ذراعيه القويه.... وضعت يدها علي صدره تبعده لتشعر اناملها بتلك الفوضى المتمثله بدقات قلبه التي تهدر بجنون بداخل صدره.... خطي بها الي الغرفه لتنتفض من بين ذراعيه ماان مال بها ليضعها فوق الفراش ولكن قبل ان تفتح فمها كان يهمس.. ششششش نامي
تجمدت مكانها وانساقت الي يداه التي تعيدها الي الفراش لتجده يضع الغطاء الناعم فوقها وينجني فوقها يقبل جبينها هامسا : تصبحي على خير
فقط...!!
لم تصدق مافعله للتو فهو وضعها بالفراش كفتاه صغيرة وقبل جبينها وتركها....!
............. (قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
ومن قال انه تركها .... لا انه تركها ظاهريا ولكنه يغرس باقدام ثابته طريقه الي قلبها... يحبها ويريدها ولكنه يريد اكثر ان تبادله حبه وعشقه لذا يكبح رغبته بها مهما استبدت به حتي يحصل علي قلبها في البدايه وهذا ما يفعله مهما حاولت الإنكار...! مرت عده ايام وهو علي هذا النحو اللطيف معها تجمع بينهما أحاديث لاتخلو من مشاكساته واقترابه الذي يبعثرها... لاتنكر ان خوفها منه بدأ يزول ولكن عقلها ظل متمسك بعناد بهذا الشبح من أفكارها رافضا اي شئ اخر يراه منه...
انهت محادثتها مع ندي صديقتها ثم خرجت اليه فهو ترك لها الغرفه وينام علي الاريكة.... كان جالسا ويضع حاسوبه امامه يعمل...
شعر بقرب خطواتها ليرفع عيناه عن شاشه الحاسوب...ليسالها باهتمام : منمتيش. ؟
هزت راسها ليضع الحاسوب جانبا وهو يقول برفق : طيب تعالي في ايه مالك...؟
هزت كتفها واقترب بضع خطوات قائلة : ابدا بس كنت عاوزة اقولك ياريت تعتذر لنور عن عزومتها لينا بعد بكره
عقد حاجبيه باستفهام : ليه..؟
قالت ببساطه : الدراسه بدأت النهارده وندي بعتت ليا جدول المحاضرات و... قاطعها بجبين مقطب : ندي.. ؟! انتي بتكلميها
: اه... ومكلمهاش ليه ندي صاحبتي... ؟
زمجر باستنكار ; صاحبتك بعد اللي عملته فيكي
كعادتها اندفعت بعناد تدافع عن صديقتها لتقول بتحفز: اه صاحبتي.... وبعدين اللي حصل ده مكانتش تقصده وشهاب هو الل.... ماتت الكلمات علي شفتيها ماان قفز من مكانه واطبق علي ذراعها بتحذير ; قلت متنطقيش اسمه
لاتنكر انها خافت من نبرته مهما تحلت بالجراه امامه وهي تقول : لو سمحت سيب ايدي...
ترك يدها وهو يتطلع اليها بانفعال بينما تتابع : عموما انا كل اللي قصدته ان ندي صاحبتي من سنين ومتقصدش تأذيني ابدا
ضحك ساخرا : امال لو قاصده كانت عملت ايه زياده عن اللي عملته
صمتت بينما انتفخت وجنتها بغضب وهو يتابع بصرامه :انا مش عاوز تكون ليكي علاقه بالبنت دي تاني
هزت راسها برفض واختل توازن عقلها كعادتها والقت بكلمات غبيه : لا طبعا وانت مين اصلا عشان تقولي كدة.....
هتف بانفعال : انا جوزك
اندفعت بحده : ده لمدة معينه عشان كدة انا مسمحلكش تدخل في حياتي
نظر لها وقفز اللهب من عيناه وبدأت ملامح وجهه بالتغير لتتابع بغباء اكبر متجاهله كل التحذيرات التي أرسلتها لها عيناه : انا جيت اقولك ان ندي بعتت ليا جدول المحاضرات و اني مش هكون فاضيه عشان عزومه نور فاعتذر لها بالنيابه عني
اوقفتها نبرته الغاضبه حينما اتجهت لتغادر :استني هنا....
توقفت بينما كل انش بها يريد الفرار امسك بذراعها وادارها ناحيته لتري الغضب بعيناه ولا تدري عن مقدار تلك الحرب التي يجاهد بها حتي لا تنفلت اعصابه : انا حذرتك قبل كدة كام مرة انك تستفزيني
فتحت فمها لتعترض ; انا استفزيتك في ايه انا كنت بق.... اخرسها بنظراته المحذره وهو يهتف بانفعال : سمعت كنتي بتقولي ايه بس بصراحة مش فاهم
نظرت له ليتابع : مش،فاهم انتي بتبلغيني ولا بتاخدي رايي ولا بتستاذني ولابتحذريني ولا ايه
: مش فاهمه
هز راسه وتابع بانفعال شديد : لا فاهمه وفاهمه كويس اوي كلامك ده هيوصلني لفين.... اسمعي ياهمس انا مبحبش اعيد كلامي... بطلي تستفزيني عشان انتي الوحيده اللي بتتاذي
اخر مرة هسمحلك فيها تقولي الكلام السخيف اللي قولتيه
ارتجفت شفتيها بينما شقت الدموع طريق لحلقها وهو يتابع بعصبيه وهيمنه : انا مش طرطور ولا رجل كرسي في البيت عشان تقولي ببلغك... انا جوزك وقبل ما تفكري مجرد تفكير في حاجة اكون عارف بيها
انا عارف ان الدراسه بدأت ومن غير مااستني من ندي هانم جبت جدول محاضراتك
اما امتي بقي هتروحي الكليه فده انا اللي اقرره مش انتي
وعقابا ليكي علي كل اللي قولتيه.... مفيش نزول لغايه مااقرر انا.. فاهمه
...........
.. انفلتت دموعها من مقلتيها ببكاء شديد وهي تخبر صديقتها بماحدث والذي ماتزال لا
تصدقه ليتوافق كلام عقلها مع كلام صديقتها :تتخيلي اني اول مرة أوافقك علي كلامك ياهمس .. فعلا كلهم زي بعض
قالت همس بقهر ; ايوة كلهم زي بعض وهو اكتر منهم... حيوان حقير
: طيب اهدي بس ياحبيتي
قالت بانفعال : مش ههدي... انا لازم اتطلق منه
ساد الصمت لحظات لتتردد الكلمه بعقلها مررا وتكررا دون الاعتراف انها من سارت بهذا الطريق المظلم لتواجهه غضبه وان مافعله او قاله كان رد فعل لتجاهلها لوجوده علي هذا النحو
: تطلقي ياهمس... انتي لسه مصممه
: ايوة طبعا وانا كنت امتي أتراجعت
قالت ندي بتفكير ; انا قلت انك رجعتي في كلامك.. يعني لما اتغير معاكي
هزت راسها بنفي قاطع : لا طبعا... يتغير ميتغيرش انا رايي عمره ماهيتغير ابدا
; عموما ياهمس الموضوع في الاول والاخر متوقف عليكي ......
انتي اللي تقرري وبصراحة انا شايفه انك كنتي ابتديني تميلي له لولا الخناقه الأخيرة
: لا طبعا.... انا لسة عند موقفي
قالت بلهفه : يعني مش هتغيري رايك بالرغم من اللي بيعمله معاكي
: لا طبعا
تنهدت ندي قائلة : بصراحة عندك حق ياهمس... ده بيتحكم فيكي ولا كأنك شئ ملكه
هتفت همس بغل : انا مش ملكه ولا ملك غيره... انا هطلق منه وابقي حره نفسي
تنهدت ندي قائلة : طيب طالما كدة انا هقولك حاجة يمكن تساعدك
قالت همس : قولي....
: انا كنت بتكلم مع ايمان بنت عمي عن مشكلتك بس طبعا من غيرر مااقول ان المشكله تخصك وقالتلي ان الخلع سهل جدا في الحاله دي طالما انتي رافضه تكملي معاه
عقدت همس جبينها بتفكير لتتابع ندي بتشجيع ; انتي عارفه ان ايمان محاميه شاطرة وليها في حقوق المرأه وكدة وتعاطفت اوي مع مشكلتك ورفضت ان واحد زي عمر ده بعد اللي عمله يكون له عين يتجوزك كمان.. وبصراحة قالتلي انك كان لازم تبلغي عنه من الاول.....
......
ان ظن عمر نفسه انه هدم كل شئ بعصبيه عليها والتي كان لها اسباب فهو قد عاد لنقطة الصفر بجداره بعد ان استطاعت ندي بجداره شحنها عليه....!!
ولم تفلح محاولته المتمثله في هذا الصباح حينما دخل اليها بهدوء قائلا : اجهزي عشان عندك محاضرة كمان ساعه... هوصلك في طريقي
أخطأ في عصبيته ولكنه كان رد فعل علي استفزازها له وماذا كانت تتوقع منه أن يصمت...!
ظلت علي حالتها النافره منه وهو لم يمانع فمشاجرتهم كان لها داعي وأسباب فهو رجل بكل الأحوال وتجاهلها له علي هذا النحو لابد وان يثير جنونه...
همس
التفتت له ومازال وجهها يحمل نفس الملامح الغاضبه ليقول بحنان وهو يوقف السيارة امام كليتها ; خدي بالك من نفسك.. لما تخلصي كلميني هعدي عليكي
لم تقل شئ بل نزلت وصفقت الباب خلفها بعنف ليزفر عمر بضيق فماذا تتوقع منه بعد ماقالته...!
قضمت اظافرها بغيظ وهي تتذكر كلام ايمان التي تفاجأت بها تحضر مع ندي الي الكليه يتحدثان بعد انتهاء محاضرتها
وسرعان ماكانت ايمان تدخل في تفاصيل الطلاق من رجل كهذا...! كانت امرأه شرسه بالرغم من انها في أواخر الثلاثينات من عمرها الا ان تجربتها المريرة في الطلاق جعلتها من اشد أعداء الرجل ليكتمل الخناق علي عنق عمر فلم تكن همس فقط من عليه تجاوزها فهاهي امرأه كإيمان وندي أصبح لهم اضلع في الأمر بموافقه همس....!
كانت طوال الطريق تهز قدمها بعصبيه مفرطة وقد اضحت تراه كما خيلته لها ايمان بالضبط رجل خسيس بلا اخلاق ولا شرف دمر حياتها وانتهك حقها بالاختيار واجبرها علي الزواج به وهي عليها ان تكون قويه وتأخذ حقها بأي طريقه ولا تخضع له ابدا ....!
لم تلاحظ انه لم يتوقف أسفل منزلهما بل توقف أسفل منزل اخر...
: ده بيت نور.. هنطلع نسلم عليها عشان مسافره بكرة
اومات له ومازالت غارقه بافكارها العدوانيه التي ذرعتها ايمان بعقلها...
ابتسمت نور بسعاده فهي أحبت همس وسعيده لرؤيه سعاده أخيها
قال عمر ; المرة اللي جايه حازم والبنات لازم يكونوا معاكي
اومات له : طبعا... انا بس اخدت اجازة صغيرة عشان احضر فرحك بس في الصيف هنقضي الاجازة كلها هنا
اومأ له وقد استدرك شئ ليقول.. انا هنزل نص ساعه اجيب حاجة وراجع علي طول
بالطبع كيف فاته إحضار هدايا لبنات اخته ولزوجها....!
نظرت نور الي همس بود قائلة ; مالك ياهموس شكلك مش مبسوطة.... اوعي يكون عمر مزعلك
نظرت الي نور قليلا بينما فكرت بعدوانيه انه يستحق ان تراه اخته علي حقيقته
شهقت نور وهزت راسها بعدم تصديق : انتي بتقولي ايه.... اخويا انا عمل كدة
قالت همس بحقد : اه... اخوكي عمل كدة
تجمدت عيون نور علي عمر الذي دخل بنفس اللحظة قائلا بسعاده وهو يحمل تلك الأكياس الانيقه التي تحمل الهدايا التي احضرها ; جبت شويه حاجات تحفه لحبايب خالو.... صمت ليري احتقان وجهه اخته ونظرات همس المتشفيه فتتلاشي ابتسامته تدريجيا وهو يتساءل : في أية... ؟
قالت نور بدون مقدمات : اللي قالته همس ده صحيح..... انت عملت كدة ياعمر
داهمت نغزة قويه قلبها بينما تري ذلك العتاب بنظراته لها لتدرك فداحة خطأها وهي تشوه صورته امام اخته ... حتي وان كان يستحق فهو حاول بكل الطرق التكفير عن خطأه وتلك كانت التفاصيل التي اخفتها واجحفته حقه بها فلم يصل إلى نور الا كونه رجل خسيس خطف فتاه واوهمها انه اغتصبها ليجبرها علي الزواج به بل وحاول اغتصابها مجددا واجبرهاا ان توافق على إتمام الزواج مقابل ان يطلقها
صاحت نور بقهر وهي تمسك بكتف عمر : انطق ياعمر وقولي انت عملت كدة.... ؟!
.. انت اخويا الدكتور.... عمر الشاب الناجح اللى اي بنت تتمناه عملت كدة عشان تجبر واحدة مش، بتحبك توافق علي جوازك منها....
انسابت دموعها علي وجنتها وهي تنظر لهمس بكراهيه لا تنكرها فهي تحدثت عن أخيها وكأنه شيطان.... حتي وان كان شيطان فهو أخيها الوحيد وهي زوجته وتكرهه فلماذا تحبها نور
قات نور بقهر: ليه ياعمر..... ليييه
قال عمر بهدوء ينافي فوران اعصابه ودمائه متجاهل كلام اخته : يلا ياهمس
امسكت به نور بغضب ; مش هتمشي ياعمر قبل ماترد عليا.... انت عملت كدة
ابعد يد اخته وهو يتمسك بأخر عقال باعصابه ويجذبها : قلت يلا ياهمس
: قلت مش، هتمشي قبل ماافهم
التفت الي نور بغضب قائلا : تفهمي ايه.... اه يانور عملت كدة.... خطفتها واجبرتها تتجوزني
عملت كل اللي قالت عليه
نظرت له نور بخزلان لتقول بصوت مبحوح :لييه..؟
اشاح عمر بعينه قائلا باقرار : عشان بحبها
شعرت همس بالندم والخجل الشديد ونظرات اخته التي امتلئت بالخزلان تتابع انصرافهم ولاتتوقف عن مخيلتها فهي انتقمت منه ببشاعه ليوخزها ضميرها بقوة خاصه حينما لم يبدر منه أي رد فعل علي مافعلت كما توقعت ان يثور عليها ويعاقبها علي فعلتها...!
يومان وهو يتجنبها بهدوء قاتل.. يذهب لعمله وياخذها لكليتها ويعيدها دون قول شئ.... تزعزت تلك العدوانيه التي غرستها تلك المرأه بعقلها وهي تستعيد انسانيتها
وتفكر بالأمر انها تجنت عليه حينما أخبرت اخته بتفاصيل واخفت تفاصيل.... أنكرت اعترافه بخطاه ومحاولته لاصلاحه .... كانت قاسيه وكاذبه حينما اخفت اعترافه ان حبه الشديد لها هو مادفعه لكل تلك الأفعال
تشعر بذنب شديد تجاهه وقد افسدت علاقته باخته الوحيده...
قالت ندي بقليل من الاستهجان: صعبان عليكي
قالت همس باقرار : حاسة بالذنب
:بعد كل اللي عمله فيكى
هزت راسها بحيره لينطق لسانها باعترافات عقلها : مش عارفه ياندي... بس هو مش وحش اوي زي ما قلت لاخته
ارتجفت نظرات ندي وهزت كتفها : انتي قلتي الحقيقه... مش هو عمل كدة
اومأت لها بصمت وعادت لتشرد مجددا فهو فعل كل هذا ولكن ليس بتلك البشاعه....!
اخرجتها يد ندي التي توكز جانبها من شرودها
وهي تقول لعمر الذي اقترب ناحيتهم : ازيك يادكتور
ببرود قال عمر لندي ; اهلا...
التفت الي همس متجاهل ندي قائلا : خلصتي محاضرتك
اومات له لتسير امامه الي السيارة بينما تتطلع ندي اليه والي همس.... بالرغم من كل مافعلته به الا انه مايزال يهتم بها...!
...........
(قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
ايه رايكم في اللي حصل
ندي مش وحشة ولا حلوة... هي بنت في حياة كتير مننا.. صاحبه غصب عنها بتغير من صاحبتها وسمحت للغيرة دي تظهر...!
عمر صعب عليكم بعد اللي همس عملته
همس تايهه ومتلخبطة لسة مش واقفه علي ارض صلبه وعمر لسه مش عارف عقدتها
بس هيعرف قريب
يلا رأيكم وتوقعاتكم
مستنيه تحليل الأحداث ورايكم
(قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
♥️♥️♥️♥️♥️♥️💚💚💚💚💚💚
ردحذفروعه جدا جدا 💖
ردحذفجميله جدا🥰
ردحذفمفيش كلام يوصف إبداعك وجمال سردك وكتابتك تسلم ايدك يا مبدعة
ردحذفلكن حابة اسأل سؤال هل حب عمر مبرر لافعاله دى يعنى اللى يفرض على واحدة حبه وجوازه منها دا مش تحكم
يعنى دلوقتي بقى فى شباب بتقتل البنت اللى بيحبها علشان متبقاش لغيره دى جريمة هل الحب مبرر ا هل دا حب صحى اصلا
طبعا عمر حاول يصلح غلطه لكن فى الواقع الراجل مبيعترفش بغلطه أصلا وهيبقى شايف ان دا حقه وهى مش من حقها تعترض
ودا تصرف غير سوى