حب اسود ( الفصل الثاني عشر)

4


الفصل السابق
 (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)

أثناء الطريق دارت بعقلها مئات الأفكار تتمزق مابين تماوج أفكارها فجزء منها يشعر بالذنب لتشويه صورته امام عيون اخته الوحيده وجزء اخر يخبرها انها فعلت الصواب وانتقمت لنفسها ممافعله بها..... ولكنها بكل الاحوال تريد أن تعفي قلبها من هذا الشعور بالذنب لتجد نفسها ممده على الفراش ككل ليله تغرق بافكارها ...وبنفس الوقت عمر مثلها ممد علي ظهره شارد بتفكيره في كل ماحدث... لقد ظن انه تجاوز معها ولو علي الاقل خطوة ليجد انها مازالت تحمل نفس الكراهيه والحقد تجاهه والا ماكانت لتنتقم منه بتلك الطريقه....! 

نظر في ساعته التي تشير للواحده فجرا يفكر انه ساعتان وتقلع طائرة نور اخته فهل يتركها تذهب دون أن يودعها علي الاقل...! 

قام من مكانه وقد اتخذ قراره فهو بكل الاحوال أخطأ ولا ينكر خطأه... لذا سيتحدث مع اخته فهي دوما كانت اكثر من يفهمه..! 

دخل الي الغرفه بخطوات هادئة حتي لايقلق نومها بينما يخرج ملابسه من الخزانه.... شعرت همس بحركته ولكنها ظلت تتظاهر بالنوم لتتفاجيء به يخرج من المنزل بهذا الوقت...! 

جلست الي ظهر الفراش لتتراسل مع ندي والتي قالت ببساطه : انتي معذبه نفسك اوي ياهمس ليه.... هيكون راح فين اكيد عنده شغل 

:يعني انا بس استغربت نزوله فجأه كدة 

;  انا مبقتش فهماكي..... منين عاوزة تاخدي حقك ومنين عشان حاجة بسيطة زي اللي عملتيها متضايقه اوي كدة 

: انا مش متضايقه انا حاسة بالذنب.... حاسة اني غدرت بيه.... يعني دي برضه اخته الوحيده وانا خليت شكله وحش قدامها 

: غدرتي بيه عشان قولتي لاخته حقيقته..... امال اللي عمله فيكي يتسمي ايه 

تتنهدت مردده لنفسها ... اللي عمله فيا.. ؟! 

هذا هو مربط الفرس كما يقال.... انها ليست عنيده تأبى النسيان او المسامحه بالرغم من قلبها المتسامح دوما... ولكنها تشعر بنزقه كرامتها بينما عقلها لايرحمها من فكرة انها ستتنازل عن كرامتها ان سامحت.... نحن بشر والتسامح من طباعنا فلماذا كل هذا العناد الذي يناقض طبيعه القلوب  .... ببساطه لأن عقولنا وتفكيرنا يختلف وهي نشأت علي صورة ابيها دوما ماكان يظلم امها وامها دوما متسامحه ولكنها لاتدري ابدا ان امها لن تكن متسامحه بل مستضعفه لم تكن تقوي علي مواجهه قسوة رجل كأبيها لذا أثرت الصمت والتنازل عن حقها لأسباب كثيره.. مجتمع لايرحم...ابناء بالوسط.. عائلة متخاذلة 

مهما تشابهت الظروف الا انها لا تكن واحدة دوما هذا ماهي بحاجة لسماعه ومعرفته...مهما كانت قساوة مافعله بها عمر الا انه لايشبه قساوة ابيها ولا قساوة اي رجل اخر 

تشابكت أفكارها كثيرا ولكنها استسلمت امام شعورها الجارف بالذنب وهي تتذكر انها كانت ظالمه بتلك الصورة التي نقلتها عنه لاخته لتتمني لو كان لديها الفرصه لإصلاح ماحدث.... ظلمها ويحق لها أن تأخذ بحقها ولكن ليس بتلك الطريقه بل بمواجهته....! اغلقت الهاتف ووضعته بجوارها  لتري حبوب دواءها فتقرر كطفله صغيرة ان تلجأ للخداع....كما كانت تفعل دوما حينما تريد أن تؤثر على والدتها ....! 

............ (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)

... 

تنهدت نور ونظرت الي عمر بأسي بعد ان افاض بمكنونات صدره لاخته  : بتحبها اوي كدة ياعمر 

اومأ لها دون قول شئ لتقول بتردد : وهي.. ؟! 

هز كتفه بانهزام فأن كانت سألته قبل ماحدث لكان قال إنها بدأت تعطي له الفرصه للدخول لقلبها ولكن بعد مافعلته تأكد انها لاتريد الا الانتقام منه 

: ناوي علي ايه...؟ 

هز كتفه بقله حيله : مش عارف يانور... مبقتش عارف اعمل معاها ايه..؟ 

:كمل اللي بتعمله 

رفع عيناه الي اخته بشك.... لتوميء له :  استحاله واحدة متحسش بكل الحب ده 

قال بانفعال : مش حاسه يانور... مش حاسه بأي حاجة

ربتت نور علي يده بثقة : لا حاسة ياحبيبي... حاسة بس بتكابر عشان اللي عملته فيها 

: بتكرهني 

قالت بتصحيح : بتكره اللي عملته فيها مش بتكرهك انت... 

تنهدت قائلة : طبعا انا عمري ماتخليت انك ممكن تعمل كدة.... لا وفي الانسانه اللي بتحبها بالطريقه دي 

قال بدون تفكير ; خفت تضيع مني يانور .... 

انا مش ببرر اللي عملته.... غلطت بس من حبي فيها مكنتش اقصد ابدا ااذيها.... بحبها بجنون يانور 

نظرت له اخته بتاثر لتنصدم به يكمل : بس واضح اني كنت غلطان وهي عندها حق 

نظرت له نور باستفهام ليفرك عنقه قائلا :  انا مسافر اسبوع.... هسيبها الفترة دي تفكر ولو صممت علي الطلاق.... عقدت نور جبينها باستنكار ; هتطلقها.. ؟! 

اومأ لها لتقول بعدم تصديق : بعد كل اللي عملته عشان تتجوزها 

: كنت فاكر اني صح...وأنها هتحبني وتنسي  بس القلب مفيش عليه أحكام 

: وده اللي حصل لها.... همس حبتك ورافضه تعترف عشان كدة بتعمل كل التصرفات دي.. عاوزة تجرحك وتعصبك عشان تقنع نفسها انك تستاهل تكرهك وتبعد عنك 

اسمع كلامي ياعمر... انت خلاص رميتها في نص البحر مينفعش تسيبها وتعتذر وتمشي ياتاخد بايدها تخرجها معاك للبر التاني يابرضه تاخد ايديها وترجعها مكان ماكانت.. إنما تسيبها في النص لا 

........ 


يوم... التالي...! في المساء كانت قد بدأت تشعر بنتيجه عدم أخذها لادويتها... هو غير موجود منذ الامس وهي تختنق بالذنب لذا لجأت لتلك الحيله التي كانت دوما تؤثر بها علي والدتها 

أجاب علي هاتفه ماان رأي رقمها ولا ينكر ان السعاده شقت طريقها لقلبه فهاهي شعرت بغيابه.... 

انتفض حينما جاءه صوتها : الو... تعالي بسرعه انا تعبانه اوي... 

قاد بجنون فهي لأول مرة تفعلها وتتصل به وتطلب ان ينجدها اذن فالأمر خطير 

بسرعه البرق كان يصل اليها ليندفع من باب الشقه الي غرفتها فيجدها تجاهد لالتقاف أنفاسها المتسارعه.... همس

نبره صوته المتلهفه اوجعت قلبها اكثر فماذا تفعل به....!! عقلها يخبرها انه يستحق كل العذاب ولكن لماذا يؤلمها قلبها...! ؟! 

:انا ماخدتش الدوا من يومين 

كان هذا اعترافها الذي نطقت به قبل ان تستسلم ليده التي بدأت بأسعافها بمهنيه... 

زفر بحنق وهو يبعد خصلات شعرها من فوق جبينها الذي لمعت فوقه حبات العرق....ستصيبه بالجنون يوما ما بافعالها...! 


فتحت عيناها بوهن لينظر لها بعتاب حانق : 

: لية بتعملي في نفسك كدة... 

: مكنتش اقصد 

عقد حاجبيه يتطلع اليها لتقول بخجل : يعني.. كنت متضايقه منك وشفت ان بكلامي ده هاخد حقي منك 

اغمض عيناه وسحب نفس عميق قبل ان يقول ببطء : واخدتيه.... ؟! 

نظرت له بخجل لتتفاجيء به يربت علي يدها بحنان قائلا بجديه : لو اللي عملتيه خلاكي تحسي ولو بذره صغيرة انك اخدتي حقك مني انا مش ممانع

اتسعت عيناها بعدم تصديق : انت بتقول ايه...؟ 

قال ببساطه تناقض ضراوه أفكاره : بقول اني غلطت واستحق تاخدي حقك مني بأي طريقه ولو كانت طريقتك انك تشوهي صورتي قدام نور ريحتك فحقك ترتاحي 

انفلت لسانها : انت بتستخف بيا. ؟

قال بجديه : وهستخف بيكي ليه.... 

هتفت بانفعال : عشان الكلام ده لايمكن تكون انت مقتنع بيه... انت 

نظر الي عيونها قائلا : انا ايه.... اعتقد اني اعترفت بغلطي قبل كدة كتير 

اومات له بغضب : اه بدليل اللي عملته من كام يوم 

جلس بجوارها قائلا بهدوء : لو قصدك اني اتعصبت عليكي فده مش اللي انا اقصده انا اقصد غلطتي في الاول إنما عصبيتي عليكي من كام يوم.... لا طبعا انا مش غلطان فيها ولو اتكرر الموقف هتعصب تاني وتالت والف 

.... اية فكراني طرطور عشان اقبل الهبل اللي قلتيه 

عقدت حاجبيها : هبل

اومأ لها قائلا : اه هبل.... لما واحدة تجي تقول لجوزها انا ببلغك تبقي هبله وشايفه نفسها مش متجوزة راجل اصلا 

هزت راسها قائلة : انا مش شايفه كدة... عضت علي شفتيها سريعا متراجعه : اقصد 

.... اقصد انا مش، هبله 

رفع حاجبه قائلا : يبقي انا مش راجل 

قطبت جبينها قائلة : لو سمحت انا مقصدتش

نظر اليها قائلا : قصدك ايه 

فركت يدها بتوتر قائلة : انا مقصدتش أوقع بينك وبين اختك.... انا بس بصراحة كنت متغاظه منك و... و... اهو بقي اللي حصل 

ضحك من كلامها وتصرفاتها التي تناقض سنها فهي بالفعل طفلة كثيرة الأخطاء فلم تجد من يوجهها وهو محق في ظنه فأمها دوما ماكانت تخاف عليها بسبب مرضها فلم تقسي عليها يوما ما... حتي اخوتها لا تستطيع اي منهما التحدث اليها بصراحة ان رأي يناقض رأيها خوفا عليها لذا كانت تجد بندي الصديقه التي دوما ما تتحدث معها دون الخوف الزائد عليها...! 

نظرت الي ضحكته قبل ان تقول بشك : يعني خلاص... ؟

رفع حاجبه  :  خلاص ايه.. ؟

هزت كتفها : خلاص... يعني خلاص الموضوع 

اومأ قائلا وهو يمرر يداه علي وجنتها بحنان :خلاص قبلت اعتذارك 

ابعدت يداه قائلة : ومين قال اني اعتذرت 

مال ناحيتها يتطلع لشقاوة عيونها قائلا : امال انتي عملتي كل ده ليه 

تراجعت للخلف من ذلك الغزو المفاحيء لمشاعرها : عشان.. عشان انا طيبه ومش بحب حد يزعل مني 

قال بخبث : اي حد ولاانا بس 

هزت كتفها : اي حد 

ضحك وداعب شعرها قائلا :   طيب ياستي ممكن لو سمحتي تكبري شويه وتبطلي متاخديش الدوا 

اومات له : اوك 

ابتسم لها ثم قال بمكر ; ولو كنتي عاوزة تصالحيني في طرق كتير اوي

قالت ببراءه : زي ايه...؟ 

لمع العبث بعيناه ليميل ناحيتها فتتراجع للخلف سريعا ولكنه كان بلحظة كالحائط امامها تتنفس أنفاسه بينما تظاهر بتعديل الوساده خلف ظهرها وهو يقول بخبث بجوار اذنها : لما تكبري هقولك تصالحيني ازاي 

لكمته في صدره : اوعي كدة وبطل قله ادب 

ضحك بصخب قائلا ببراءه مزيفه  : وهو في حد جاب سيرة قله الادب... ده انا كنت هقولك اني انا اللي هصالحك وهاخدك بكرة ونسافر 

ضيقت عيناها تطالعه بغيظ : نسافر

اومأ لها قائلا : اه إنجلترا عندي شغل هناك ونغير جو 

جلس امامها وتطلع الي عيونها لتمتد يداه الي خصلات شعرها يمررها عليها بحنان وهو يكمل ... بصراحة انا كنت هسافر لوحدي بس مهنتيش، عليا اسيبك لوحدك 

شعرت بتلك الذبذبات تتحرك علي طول عمودها الفقري من لمساته لخصلات شعرها ونظره عيونها التي صعبت عليها الا تستسلم وتترك عيونها تشتبك بعيناه لتلك اللحظات..... وهاهي اللحظة تجر الاخري ليملئها هذا الشعور بالراحة والسعاده  وهي تطأ ذلك المكان الخلاب منذ أن خرجت برفقته من المطار.... الجو رائع والمناظر خلابه ورفقته ممعته طوال الرحله التي امتدت ساعات لم تتوقف فيها عن الكلام أو الضحك معه ولم تنسي ذلك الشعور الذي جربته لأول مرة بينما تتجاذب تلك المضيفه الحسناء الحديث معه وهي تقدم له الخدمه 

..... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)

ابتسم عمر برضي لرؤيه تلك السعادة بعيونها فقد صدقت اخته حينما الحت عليه بأخذها معه لتلك الرحله وكان لها دور كبير في إنهاء الإجراءات بتلك السرعه.... 

وصلوا الي الفندق ولكنه  

لم يمهلها اي فرصه بل ارسل الحقائب الي الغرفه حيث سيقيمون وسرعان ماكان يصطحبها الي التنزه في ارجاء البلد حتي المساء....! كان يوم حقا لاينسى كما وعدها عمر بقراره نفسه انه لن يجعها ابدا تنسي تلك الرحله 

عادت بجسد مرهق لتجد نفسها تستند الي يده التي تخرجها من المصعد  وتاخذها الي الغرفه 

ابتسم بحنان وهو يرتب خصلات شعرها خلف اذنها : تعبتي 

تصرفت معه بتلقائيه لأول مرة... فدخلت لتخلع الجاكيث الثقيل الذي ترتديه فوقها  وترتمي فوق الفراش قائله بارهاق : اوي.... بس اتبسط اوي اوي 

ابتسم لها بسعاده وخلع معطفة واتجه الي الهاتف ليطلب العشاء قائلا : انا هدخل اخد دوش على ماتغيري  هدومك 

التفتت حولها ليبدأ القلق مجددا يتسرب اليها بعد هذا اليوم.... 

انها معه بغرفه واحدة هذا مالم تحسب حسابه وتعمده عمر ولكنه تركها لآخر اليوم ليري رد فعلها علي تلك الخطوة..! 

بعد فتره خرج من الاستحمام وقد ارتدى ملابسه بالدخل ليجدها ماتزال بملابسها 

قال بتلقائيه : همس يلا غيري هدومك علي مالعشا يوصل 

قالت بتردد : هو.. هو.. انت هتقعد هنا ؟

قال ببساطة : امال فين ؟!

نظرت له مجددا بتساؤل : معايا ؟!

ضحك قائلا : لا هنزل انام في اللوبي 

انفلت لسانها باعتراض : بس.... 

قاطعها قائلا ; مفيش بس بطلي اسئله وروحي غيري العشا وصل وانا جعان واكيد انتي كمان جعانه 

بالفعل كانت تتضور جوعا لذا استمعت لكلامه وسرعان مادخلت لتستبدل ملابسها وجلست برفقته تتناول الطعام بشهيه كبيرة لتجده قد طلب لها تلك الحلوي 

نظرت له بتردد ليقول بابتسامه حنونه فهي صغيره تحب الحلوي ويمنعها مرضها : متقلقيش مفيهاش سكر كتير خليتهم يعملوها مخصوص ليكي 

غص حلقها بتاثر... اهتمامه قاتل بالتفاصيل التي تخصها 

بعد العشاء خرج للشرفه ليدخن سيكارة وبنفس الوقت يدع لها مساحتها تستوعب فيها ماهو قادم... ستشاركه الفراش لأول مرة وهو مصر و لن يتنازل  عن التقدم خطوة في علاقتهم وايضا لن يخيفها منه فهو حتي الآن يسير جيدا بتقريبها منه 

دخل وأغلق الزجاج خلفه ثم اطفي الانوار العاليه واتجه الي طرف الفراش الاخر فهبت من مكانها بذعر : طفيت النور ليه..؟ 

قال وهو يكتم ضحكته علي خوفها :انتي بتخافي من الضلمه 

هزت راسها بشجاعه زائفه فهي تخاف منه وليس من الظلام : لا مش بخاف 

: امال ايه..؟ 

هزت كتفها : عادي بس طفيت النور ليه 

; هنام في النور ده كله ازاي وبعدين الابجورات شغاله 

اومات له وبدأت بقضم اظافرها بتوتر حينما وجدته  يجلس علي الفراش بالرغم من انه تعمد ان يكون بآخر الطرف الآخر للسرير الواسع 

التفت اليها قائلا :  مش، هتنامي 

هزت راسها : لا 

عقد حاجبيه : ليه..؟ 

هزت كتفها ببساطه ;  اكيد مش هنام جنبك 

قال ببساطة مماثله : ليه 

قالت بغيظ من هدوءه : انت عارف 

هز راسه قائلا : لا... عاوز اعرف منك 

اقترب قليلا ليقول بنعومه وكانه يتحدث الي طفله : هو مش احنا متجوزين يعني طبيعي علي الاقل ننام جنب بعض 

اومات له وهي تتراجع للخلف : اه بس انت عارف.. 

قال باصرار ; قلت مش عاوز اعرف غير منك 

: انام جنبك ازاي لا طبعا قوم شوف مكان تاني تنام فيه لو سمحت ياهقوم انا 

امسك بيدها قبل ان تقوم ليقول بعقلانيه : 

همس.. تعالي بس خلينا نكمل كلامنا 

جلست وهي تتطلع اليه ليكمل : طبيعي يكون ده احساسك..... بنت جميله وبريئه هتنام جنب راجل طبيعي تبقي زيك كدة قلقانه... اطمئنت لكلامه العقلاني الذي تابعه بينما يداه تتسلل بخفه خلف ظهرها لتحيط بها  : وانا كمان طبيعي اوي احس اني نفسي انام جنب البنت اللي بحبها 

تراجعت للخلف وهي تحاول التملص من قبضته فيقربها اليه اكثر متابعا : 

متخافيش انا مش هضايقك ابدا... 

انا حاسس ومقدر احساسك ومش عاوز حاجة غير انك تطمني ليا... نظر الي عيونها واكمل بمشاعر : عشان مفيش حد هيخاف عليكي ولا يحبك قدي 

مرر احدي يداه برقه علي خصلات شعرها الفاحمة وتابع : انا عارف ومقدر كل اللي انتي حاسة بيه....وعاوزك تتصرفي معايا علي حسب احساسك من غير تفكير زايد

انا قلت مش هجبرك علي اي حاجة انتي مش عاوزاها ووعدتك بكدة عشان كدة  سيبي احساسك يتصرف ..... خافي... اقلقي افرحي... ازعلي.. احلمي... اعملي اللي انتي حاسة بيه بس من غير مايكون العند هو اللي مسيطر عليكي،

ابتسم بعذوبه وهو يجد كلامه بدأ يثمر من ارتخاء ملامح وجهها ليكمل برفق شديد داعب أوتار قلبها : 

انتي تعبانه ومحتاجة تنامي وبعدين بكرة عندنا أماكن كتير هنروحها.... يلا نامي ياهمس

هل نامت مغناطيسيا بتأثير كلماته... نعم فهاهي تمددت علي طرف الفراش وبدأت تغمض عيونها 

هبت من مكانها حينما امتدت يداه تغلق النور الخافت بجواره بينما تمدد علي طرف الفراش الاخر لتقول بذعر : انت بتطفي الاباجورة ليه 

قال بهدوء : عشان انام 

هزت راسها واعتدلت جالسه : لا شغلها 

قال بمشاكسه ; وبعدين بقي ياهمس احنا قلنا ايه من شويه.... مش قلنا متخافيش 

ابعدت وجهها عن وجهه قائلة : قلت مبخافش 

رفع حاجبه : طيب يلا نامي وبلاش نظرة الخوف اللي في عنيكي دي  

غمز لها بمكر وتابع : متخافيش مش  هستفرد بيكي في الضلمه ولا هتحول زومبي واكلك 

نظرت له بجبين مقطب من ذكر الزومبي ليضحك قائلا : طلعتي بتخافي 

هزت راسها : لا طبعا 

ضحك قائلا بمكر  : عموما لو خايفه تعالي في،حضني 

لكمته بتوبيخ :  ايه قله الادب دي  

انتفضت دقات قلبها حينما مال عليها فجأه لتجد وجهه مقابل لوجهها ليطبع قبله علي جانب شفتيها هامسا :  تصبحي علي خير وسعاده يااحلي بنت في الدنيا 


وبالفعل طوال اسبوع وهي تستيقظ وتنام علي سعاده لم تشعر بها من قبل... اسبوع مضي عليها كالحلم بكل لحظة به.... منذ أن تستيقظ وحتي تنام وهي تستمع بوقتها برفقته يخرجان يتحدثان يضحكان.... عرفت عنه الكثير وبلتقائيه بدأ يدخل الي شرنقتها ويعرف عنها الكثير... لم يكن عمر زوجها ولا الرجل الذي اختطفها... كان عمر....! فقط عمر شخص تتعرف عليه للمرة الأولى وكم ارتاحت لهذا ليتناسي كلاهما وضعهما وهو كان أكثر من سعيد برؤيه سعادتها.... لم يرد ولو للحظة ان يذكرها انه زوجها حتي انه بمشاركته لها الفراش لم يتجاوز معها ولو لحظة... يقترب ويبتعد بحساب حتي لا تخاف منه حتي وأنها ضحكت علي برائتها حينما استيقظت في اليوم التالي متوقعه ان تجد نفسها نائمه بحضنه كما تري بالافلام لتجده يحترم المساحة التي بينهما كما وعدها... ليجد نفسه بهذا الاسبوع لم يخطو بعلاقتهم خطوة واحدة بل قفزة...فقد كسب سعادتها وثقتها وقربها منه...! 

استيقظت قبله لتجد نفسها تستدير الي جانبه وتتطلع اليه عن قرب لحظات قبل ان تبعد عيناها سريعا ماان شعرت باستيقاظة 

ابتسم لها بنعومه قائلا : صباح الخير 

قالت بصوت رقيق : صباح النور 

فجأه أفلت منها السؤال : هو انت مش المفروض جاي السفريه دي في شغل 

اومأ لها بتساؤل : اه... ليه.. ؟

هزت كتفها قائلة : اصل بقالك اسبوع مش بتروح اي شغل وطوال الوقت بتخرج معايا 

استند بمرفقه الي الوساده ومرر يداه الاخري بخصلات شعرها قائلا بمشاعر صادقه : مؤتمر ممل حضرت زيه كتير اضيع وقتي ليه فيه .... إنما الوقت اللي بقضيه معاكي عمري ماقضيت زيه 

احمرت وجنتها خجلا من غزله  الممزوج بحبه لتقول بخجل : وانا كمان عمري ماقضيت وقت زي ده قبل كدة 

نظر اليها بينما تخفي عيونها خجلا من تصريحها انها سعيده برفقته ; بجد ياهمس.... يعني مبسوطة 

اومات له : اه.. جدا

...... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)

.. ومن لا تكون بمكانها ولا تشعر بالسعاده.... توقف امامها وقد ارتدي تلك البدله التي يريد شرائها ليسالها عن رأيها... ها ايه رايك... اخد الاسود ولا الكحلي 

تاملته عن قرب وهو سعيد بنظراتها له وهي تدور حوله وتشاركه برايها.. دي حلوة اوي

ابتسم قائلا : طيب اخد معاها قميص لونه ايه.... 

بدأت تختار معه بحماس تلك الملابس التي أراد شرائها لتتقافز دقات قلبه وهو بكل ذكاء يتشارك معها تفاصيل حياته وحياتها  

انتهي ليسالها : وانتي 

: انا ايه. ؟

: مش هتختاري لبس ليكى 

هزت راسها : لا عندي هدوم كتير 

هز راسه قائلا : لا طبعا... يعني تكوني في لندن ومتشتريش هدوم... مستحيل 

يلا اشتري ليكي كل اللي نفسك فيه ومتنسيش تاخدي هدايا لاخواتك وطنط 


ابتسمت بحماس وبدأت تنتقي الهدايا 

لتجلس كطفله صغيرة لدي عودتهم تتطلع لما اشترته.... تقيس هذا وتريه هذا وهو بكل سعاده يشاركها رأيه وفي النهايه بدأ يساعدها بحزم الحقائب للعوده....! 

ولكن هل ظنت ان هذا كل ما في جعبته.... لا فهاهي تخطو منزلهم لتتفاجيء بتلك الأصوات المتعاليه happy birthday 

ابتسم بسعه وهو يري تعبير وجهها علي تلك الحفله المفاجاه التي أعدها لها لعيد ميلادها والتي رتب كل تفاصيلها مع اخوتها بالهاتف ولم تتواني امل او بسمه في فعل كل ماتحبه كما أراد فقد دعت كل صديقاتها ورتبت لكل شئ علي موعد وصولهم 

..... جلس برفقه خالها وامها في احد الاركان بينما انطلقت تحتفل مع صديقاتها لتطل عيناه تتابع سعادتها بسعاده جارفه...! لتجد نفسها لم تعد تشعر بهذا الحصار الذي كان يفرضه عقلها عليها وهاهي بكل تلقائيه تتحدث عنه مع صديقاتها عند سؤالهم بها عن سبب غيابها تلك الفتره.... بمرح وسعاده اخذت تري صديقاتها صور تلك الرحله وهي تتحدث عنه وهاهي تطفيء شموع عيد ميلادها وقد تركت العنان لنفسها وهي تشعر بيده ارتاحت علي خصرها و لم تتضايق من لمسته ولا حتي من تلك القبله التي وضعها علي جانب شفتيها بعفويه 

وهو يتمني لها سنه جديده سعيده 

هامسا : كل سنه وانتي معايا 

ابهجتها تلك الكلمات حتي انها لم تفهم انه يخبرها انه لن يتركها ولو بعد مائه عام وليس أشهر.... غرقت بتلك المشاعر التي يغدقها عليها باستسلام ومن تقاوم مشاعر حلوة كالتي تعيشها معه..... نظر اليها وهي تضحك بمرح مع صديقاتها واخوتها يتساءل كيف كان بتلك القسوة  وكيف ترك خوفه يسيطر عليه ويجعله يعذبها بتلك الطريقه..... لماذا لم يقترب منها هكذا من البدايه

انتهي الحفل ولكن سعادتها لم تنتهي...! 

كانت تمثل فتنه العالم اجمع بينما ابتسامتها الجميله انعكست على ملامح وجهها الجميل بينما شعرها الذي خلب عقله ينساب حول وجهها كشلال مهلك....! 

اقترب منها مأخوذ بسحرها ليقف خلفها ويحيط خصرها بيده ليتلتصق صدره بظهرها فتشعر بشعور  غريب يتسرب الي قلبها خاصه حينما همس بود بجوار اذنها : لسه هديتي 

التفت اليه تنظر له بعيون مبهورة : لسه في حاجة تانيه 

اومأ لها ويداه عادت لتحيط بخصرها يأخذها الي احد الغرف ليضع يده علي المقبض قائلا : مستعده 

ضحكت تشاكسه : اكيد جبت ليا سرير 

ضحك بصخب وضرب مؤخرة راسها قائلا : انسي...! 

فتح باب الغرفه لتجد تلك الغرفه وقد حولها لمرسم صغير لها احتوي كل أدوات رسمها ولوحاتها لتلتفت اليه بعدم تصديق... انت... 

انت عملت كدة عشاني 

اومأ لها بابتسامه سريعا ماانمحت من فوق شفتيه حينما وجدها تقفز بين ذراعيه لترتجف دقات قلبه بقوة من بين ضلوعه....! مهلكه..! 

بقربها وبعدها وعفويتها وعنادها وطيبته وشراستها... بكل مافيها مهلكه تلك الفتاه    ،..! 


عقلها غاب مع تلك الأحداث وقلبها دق بقوة بينما احاطت ذراعيه بها يقربها اليه حتي دفنها بصدره الهادر بدقات قلبه العاشق.... عناق حميمي دافيء انتهي بشفتيه تتحرك  ببطء متناولة شفتيها بتلك القبله الناعمه التي اخذتها لعالم اخر..... 

لم تكن قبله متطلبه او راغبه بل كانت قبله ناعمه للغايه تحمل مشاعر وتوق واحتواء 

استسلمت شفتيها الجاهله لتلك الرجفه التي سرت بهما بينما يكتشف ثغرها بتلك النعومه ويداه تقربها اليها اكثر 

كانت مغمضه عيناها حينما ابتعد ببطء عن شفتيها يتطلع اليها وهي بين ذراعيه ليهمس : بحبك 

فتحت فمها لتشعر مجددا بشفتيه فوق شفتيها بينما يداه تغوص باعماق شلالات شعرها الفاحم لتتبعثر مشاعرها التي تتفتح علي يده التي تحيط بها بهذا الحنان والرفق..... لم يكن ينتوي الاقتراب لهذا الحد ولكن غلبه شغفه وحبه الجارف لها وشجعه عدم صدها له.... تحركت شفتاه ببطء مثير تجاه عنقها الناعم يوزع عليه قبلات رقيقه قبل ان تلهب نيران شغفه بشرتها الناعمه لتخرج من بين شفتيها همسه رقيقه بأسمه الذي يسمعه لاول مرة منها : عمر... 

تنهد بانفاس ثقيله وشفتاه لاتتواني عن تذوق عنقها بتلك القبلات المثيرة : قلب وروح عمر 

حاولت دفعه بعيدا عنها :  عمر..... ابعد.  يداها التي وضعتها فوق صدره الهبت مشاعره اكثر  ليهمس بحميميه: عمر هيموت لو بعد عنك ياهمس.....عمر بيحبك اكتر من روحه  

عمر واه من عمر الذي جذبها لبحور عشقه المهلكه والتي لم تستطيع الصمود امامها فهو خطي الصعاب ولعب علي الوتر الحساس لأي فتاه يستحيل ان تصمد امام هذا السيل الجارف من الحب....... كان رجل مراعي للغايه وهو ياخذها لأول ليله بينهم برفق وحنان شديد لم يرد فيه شيء إلا أن يحفر طريق لقلبها العاصي..... كل لمسه وقبله وحركة وهمسه كانت مراعيه تحمل مشاعره التي يحاول ان يوصلها لها بكل الطرق 

ووصلت.. وصلت بطريقه جعلتها ترتجف وهي تفكر انها استسلمت له برضاها 

.....

(قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. 💚💚💚💚💚💚👍👍👍

    ردحذف
  2. كانها روايه جديده لو قريت رواياتك كل يوم مستحيل امل منها ولا افقد الشغف ♥️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !