حب اسود ( الفصل الثالث عشر )

2


 الفصل السابق

( قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 

بصعوبه بالغه استجاب عمر لجفونه التي تتهاوي ارهاقا بينما هو لايريد ان يغمض عيناه عن رؤيتها.... كانت سعادته ونشوته تصل عنان السماء وهي بين ذراعيه لينهي الأمر بقبلات رقيقه طبعها علي جانب عنقها  بينما همس استسلمت سريعا للخدر الذي اصاب حواسها ومازالت لم تستوعب قط ماحدث بينهما فهي أصبحت زوجته..... استسلمت للنوم ولدفء احضانه ولم تستجيب لأي من الأصوات التي تعالت بداخلها للتحدث عما حدت بينهم...... ازدادت يداه التي تحيط بها ضمها اليه وخفض راسه ليطبع  قبله علي اعلي راسها  وظلت يداه تعبث بخصلات شعرها بنعومه حتي نام لعده ساعات قبل ان يسيتقيظ علي صوت المنبه ليقوم بصعوبه من جوارها ويدخل أسفل المياة البارده لعله يفيق من نعاسه..... ماان غادر الفراش حتى شعرت همس بهذا الدفء الذي كان يحيط بها يختفي لتفتح عيونها  وتتمطيء بارهاق لينسدل الغطاء عن جسدها فلتخفض عيناها تتطلع الي اثار الليله الماضيه علي كل شئ حولها... تلك الملابس المبعثرة بكل مكان وهذا الفراش الفوضوي 

وتلك الآثار التي علي جسدها.... جسدها الذي دمغ كل انش به ببصماته... 

مررت يدها علي شفتيها المتورمه ببطء تتذكر قبلاته ولمساته وذلك الشعور الذي مازال لم يستوعب انها لم تكن كارهه لاقترابه ابدا يتعاظم بداخلها.....!

ظلت فترة بتلك الحاله التي لم تستوعب بها بعد شعورها اهو صدمه ورفض وكره ام هو تقبل وتوق لماحدث بينهما وقد أصبحت زوجته فعليا وصدق في انه لم يجبرها علي شئ وهذا كان الشعور الوحيد الذي استطاعت تميزة من بين فوضي مشاعرها وهو شعورها بالخزي من اختفاء كل ثوابتها امام هجومه الضاري علي مشاعرها الذي جعلها تستسلم له بتلك الطريقه 

خرج عمر من الاستحمام يسبقه صفيره المنتشي لتتسع ابتسامته ماان رآها قد استيقظت....توقف مكانه لحظة يتأمل تلك الجميله التي خطفت قلبه فخطفها عنوه...،!وجهها الجميل الذي سرت به تلك الحمرة المحببه بينما شعرها الفاحم الذي يعشقه منسدل علي كتفها العاري الذي اخفته خلف هذا الغطاء الناعم ... كانت كحوريه من احد الأساطير تستحق الغوص في بحار ومحطات من أجل الفوز بها....... جابت براسه الالاف الأفكار عن ما ستفعله حينما تستيقظ بعد ماحدث بينهما ولكنه في النهايه تفائل بالخير فهي لم تكن رافضه ولا كارهه لاقترابه بل كانت فتاه خجول بريئه بكل ما تحمله الكلمه من معني... مشاعرها كانت بغايه البراءه وهو يراعي هذا وهو يحفر طريقه الي قلبها قبل جسدها..... اقترب منها ومال ناحيتها ليطبع قبله علي جانب عنقها فتتهادي رائحته العطرة المنسابه من جسده الذي مازالت المياة تقطر منه الي أنفها بينما يهمس بعشق : صباح الفل والورد والياسمين علي همستي 

يخلب قلبها دوما ويخرجه من موضعه ولكن عقلها دوما ما يقف عقبه امام استسلام قلبها لتلك المشاعر وها قد توقف عن استقبال اي شئ حتي يحاول حل تلك الفوضى التي يشعر بها...... اومات له وهي تأسر شفتيها أسفل أسنانها قائلة بخفوت  : صباح النور 

تطلع بتساؤل عن سبب صمتها ليقول وهو يداعب خصلات شعرها  : انتي كويسة.. ؟

اومات له دون قول شئ وتلك الحرب الطاحنه بعقلها ادت بها لتلك الحاله التي استغربتها من الصمت... همس 

رفعت عيناها اليه ليسألها بحنان : مالك ياحبيتي ساكته ليه..؟ 

هزت كتفها دون قول شئ فاحتار في تفسير رد فعلها... لا ينكر انه توقع ان تثور او تنهار او ان تكون سعيده ولكن حاله الصمت المصدومه علي وجهها لم يتوقعها 

قال بنعومه ; حبيبي

رفعت عيناها اليه ليقول بحنان بينما يداه ماتزال تداعب خصلات شعرها : انا ضايقتك في حاجة 

فتحت فمها لتتحدث ولكنها لم تجد اجابه فهو حقا لم يضايقها بالعكس فهي لا تستطيع إنكار تلك السعاده التي تشعر بها بجانب عميق بداخلها ولكن عقلها يرفض الاعتراف ان سعادتها يمكن أن تكون علي يد رجل لذا اكتفت بهز راسها بالنفي ليوميء لها عمر قبل ان يقول برفق واعتذار ; همس حبيتي انا مضطر انزل عشان عندي عمليه مهمه... 

اومات له ليقول بتبرير ;  لولا انها مهمه جدا انا مكنتش سبتك 

اومات له ; لا شوف شغلك... 

: مش متضايقه مني 

هزت راسها ليسالها  : انتي هتروحي الكليه النهاردة 

هزت راسها ليقول طيب ارتاحي شويه وانا كلها كام ساعه وارجعلك

........... 

لم تتوقع ابدا أن يكون الصمت هو تعقيبها علي ماحدث حتي انها استغربت نفسها ولكنها كانت حقا لاتستطيع تميز شعورها هي فقط لاتدري.... لتتدرج مشاعرها من البدايه منذ تلك الليله التي استيقظت بها علي هذا الكابوس الي كل مشاعر القهر التي عايشتها بعدها والي تلك السعاده التي شعرت بها بعد كل هذا واخيرا شعورها وهي بين ذراعيه....! شعور بالخجل من نفسها لأنها استسلمت له وشعور مناقد له تماما بأصوات تخبرها ان استسلامها شئ طبيعي امام كل ما يفعله من أجلها وهذا الحب الذي لايتواني لحظة عن اغداقها به... اخطأ واعترف بخطاه ويحاول جهده ليجعلها تنسي.. ! 

نعم ربما تنسي خطأه ولكن هل تنسي ان حياتها أصبحت بيده هل تتجاهل كل الأصوات المحذره براسها الا تتراجع وتسلم حياتها لرجل....!

كان عقله بأكمله مشغول بها مستغرب هذا الصمت...! 

عاد للمنزل ليقابله هذا الهدوء الشديد.... فتح باب الغرفة ودخل ليقترب منها بينما اغمضت عيونها بقوة متظاهرة بالنوم 

لم تصل لقرار ولا لتحديد ماهيه موقفها لذا ستهرب كعادتها 

شعر بتشنج كل اعصابها ماان اتكأ بجوارها علي الفراش ليداعب صوته الحنون أوتار قلبها حينما همس باسمها : همس. 

غمغمت بصوت خافت ليقول برقه : حبيتي انتي كويسة 

هزت راسها وهي ماتزال مغلقه عيونها فهي ليست بحاله تسمح لها بمقابله غزو جديد لمشاعرها 

:طيب نايمه من دلوقتي ليه 

قالت باقتضاب وهي تستدير للجهه الاخري : ابدا.... عاوزة انام 

: طيب اكلتي واخدتي الدوا 

قالت بكذب : اه 

اومأ لها وجذب الغطاء فوقها قائلا : ماشي ياحبيبتي نامي ...

انحبست أنفاسها حينما لامس جسده ظهرها وهو ينحني عليها ليقبل راسها قائلا بنعومه تصبحي علي خير

شعرت به يتحرك في الغرفه بخفوت جاهد جاهد حتي لا يقلق نومها بعدها انسحب للشرفه ليدخن قليلا ثم عاد اليها مجددا ليتمدد بجوارها لحظة قبل ان يحذبها اليه ويحيطها بذراعه وسرعان ماتنتظم أنفاسه وينام...... فتحت عيونها تتطلع الي السقف بشرود... يختلج صدرها احاسيس كثيرة وكلها تقودها لهذا الرجل الذي تكمن كل مشكلته انه رجل وهي تكره الرجال بعد تلك الصورة البشعه التي ترسخت في عقلها سنوات عنهم ولن تتغير بيوم وليله ...! مالت براسها تتطلع اليه وتتساءل هل هو مختلف عنهم.....حقا لاتدري فهو رجل تناقضت أفعاله فتاره يكون كالوحش الضاري وتاره يكون عاشق

ازداد ارتباك مشاعرها الخائفه من خوض تلك التجربه والتي تشبه السير بنفق مظلم اما ان تجد الضوء بنهايته واما يكون بلا نهايه وتظل بظلامه...! 

( قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 

في الصباح التالي كعادته قرر ان يقضي علي غابات صمتها قبل ان تتغول وتعود مجددا للانغلاق عليها وبذكاء ودهاء رجل يعرف ان من امامه ليست اكثر من فتاه خائفة ان تقع بالحب كان يسدد كل اسلحته ليحارب خوفها 

: همسي.... 

رفرفت ببطء جفونها قبل ان تفتح عيناها علي لمسته الحنونه لكتفها   وهو يقول : يلا حبيتي اصحي  

اول ما قابلته كان ابتسامته الاثره بينما قال باعجاب وهو يتطلع اليها :صباح الجمال ياروحي 

جذب تلك الصينيه التي وضعها امامها قائلا بتدليل : يلا قومي انا جهزت ليكي الفطار 

نظرت اليه ثم إلى الافطار الذي اعده وجلبه لها الي الفراش 

بينما وضع تلك الورده الجميله امامها قائلا : ملقتش ورده احلي منك 

اندفعت الدماء الي وجنتيها من غزله ليبتسم لها فتقول بتعلثم : تعبت نفسك 

داعب خصلات شعرها قائلا : علي قلبي زي العسل  

عادت لتبتسم مجددا ليغمز لها بمشاكسه : بس متاخديش علي كدة... المرة اللي جايه هفطر من ايدك 

نظرت له بقليل من المرح من ذكرياته لها عن طبخها ليضحك قائلا : الفطار مفيش فيه اي اختراعات جنبه وعيش وقهوة.  ..

صمت وتراجع سريعا : لا.... بلاش قهوة 

أفلتت ضحكتها  لتشرق شمس يومه لتوها فيقول بحنان وعيناه تعلقت بضحكتها : دلوقتي بس الصبح طلع.... 

نظرت له بتساؤل ليكمل : عشان شفت ضحكتك الحلوة 

غزت الحمرة وجنتيها ليمرر ظهر يداه برقه عليها قائلا : يلا افطري بقي 

أفلت سؤالها من بين شفتيها : وانت..؟ 

ابتسم لها بحنان قائلا :  لا ياحبيتي انا شربت قهوتي 

هزت كتفها قائلة : طيب كل.. اي حاجة يعني 

التفت لها وتراقصت السعاده بعيناه لتلك البادره منها.... ليقول بشقاوة : لو من ايدك هاخد لقمه 

اومات له ومدت يدها اليه لتتمهل شفتاه وهو يتناول تلك القمه من بين انأملها التي ارتعشت ماان لامستها شفتاه والتي تبعها بقبله وضعها بباطن كفها جعلت الدماء تنتفض بكامل جسدها الذي عصفت به تلك المشاعر التي يبعثها بها 

سحبت يدها المرتجفه سريعا لتمسك بكوب العصير وترتشف منه رشفه كبيرة 

ضحك عمر علي تعبير وجهها الممتعض من طعم عصير البرتقال الاذع 

نظرت له بجبين مقطب  : ايه ده.... ده وحش اوي مفيش فيه سكر خالص 

نظر اليها قائلا بغزل : واحط فيه سكر ليه.... كفايه شفايفك تلمسه.... نظرت له ليكمل بعبث وهو يميل تجاه شفتيها يباغتها بتلك القبله العاصفه : طعمها احلي من العسل 

استحال وجهها للقرمزي خجلا مما يفعله هذا الرجل الذي لاتصدق انه من في غضبه هائج كالبحر العاصف....! 


شعر انها نالت كفايتها من الخجل ليبتسم لها برقه قائلا :  يلا خلصي فطار واجهزي، عشان اخدك في، طريقي الكليه 

اومات له وبدأت بتناول أفطارها ليقوم عمر من جوارها متجها الي الخزانه لارتداء ملابسه   ...... بتلقائيه تعمدها كان يخلع ملابسه امامها وكأنه يخبرها ان هذا الطبيعي... سعلت بقوة واختنقت بلقمتها وهي تدير وجهها سريعا هادره به ... انت بتعمل ايه..؟ 

قال بقليل من العبث الممزوج بالبراءه المزيفه :  هكون بعمل ايه.... بلبس عشان رايح الشغل 

قالت وهي ماتزال مغمضه عيونها التي لم تصدق مافعله : البس برا 

قال بمرح : برا فين...؟! البس عند الجيران يعني

قالت وهي تهز كتفها : البس في اي حته 

اقترب منها قائلا بمكر : لا انا هلبس هنا.. 

انكمشت علي نفسها ماان اقترب منها وهو يقول بعبث : هتفضلي مغمضه عنيكى كتير 

اومات له قائلة : اه لغايه ماتلبس 

ضحك قائلا : طيب مش لابس 

هدرت به : عمر 

كم يعشق اسمه من بين شفتيها ليجلس بجوارها قائلا : لا طالما فيها عمر يبقي مش لابس برضه 

قالت بجبين مقطب ولم تعد تحتمل مايفعله بها فهي ستموت خجلا  : بطل بقي 

امتدت امامه ليداعب ظهرها برقه قائلا : طيب قولي ياعمر تاني 

فتحت عيناها تنظر له بتوبيخ : اوعي تقرب 

شهقت وعادت لتغمض عيونها مجددا بخجل مما رأته من جسده العاري : قوم بقي وبطل قله ادب 

لتتعالي ضحكته علي هيئتها وهو ياخذ ملابسه ويخرج من الغرفه قائلا :طيب بس بس.. امال لو قلعت هدومي كلها هتعملي ايه 

هتفت به بتوبيخ : قليل الادب 

قال من خلف آلباب : عارف 

........


( قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 


اقتباس 


انتي ليه غريبه ياندي و مصممه تشحنيني ضده 

قالت ندي باستنكار :  انا اللي غريبه و بشحنك ضده  ياهمس ولاانتي اللي تصرفاتك بقت غريبه فعلا..... 

مش كنتي من ايام  مش بتكرهي حد قده وعاوزة تخلصي منه... دلوقتي بقيت انا غريبه 

..... عموما ياهمس انا اسفه ومش هتدخل بينك وبين جوزك....  

نظرت لها همس بتأنيب لتتابع بتهكم :

بس ياريت لما تحددي موقفك تكلمي ايمان تقوليلها عشان  مش بعد مالست تقف جنبك وتحاول تساعدك  وتجيب لك حقك.... تلاقي انك في الاخر مرتاحة ومبسوطة في حضن الدكتور ولا علي بالك 

ابتلعت لعابها ببطء، وهي تسالها : 

هي ايمان رفعت القضيه...؟!.  


( قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 

اية رايكم و توقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !