حب اسود ( الفصل الثامن )

2


 الفصل السابق


هزت راسها وقالت : في حاجة اخيرة 

نظر اليها بتطلع ; بعد شهرين تلاته تطلقني

عصفت النيران بعيناه القاتمه بينما يهتف بعصبيه : واضح انك مصممه تخرحيني عن شعوري.. قلتلك خدي بالك من كلامك 

نظرت له بثبات : انا واحدة بالي من كلامي... ده قراري النهائي...  

نظر لها باستخفاف : قرارك النهائي.... ؟! 

اومات له ليقترب منها خطوة ومازالت نظره الاستخفاف تداعب عيناه ;  وياتري يامدام همس هتتعطفي عليا  شهرين تلاته ليه مااطلقك دلوقتي طالما واخده قرار 

احتقن وجهها بالغضب وانتفخت وجنتها الحمراء وهي تقول : انت بتستخف بيا زي عادتك 

هز راسه بهدوء ظاهري وهو يحاول السيطرة علي اعصابه والوصول لنهايه لهذا العناد : لا بس عاوز اعرف السبب.... ولا مش من حقي 

رفعت راسها بثبات : اكيد زي ماانت قلت قبل كدة مش هينفع نتطلق دلوقتي عشان ماما فمضطرة استحمل فترة وشهرين تلاته مناسب اوي بعدها ننفصل 

ضحك ليزداد احتقان وجهها بالغضب فماذا يضحكه في كلامها لتلك الدرجة لتزجرة بغضب ; ايه اللي مضحكك اوي كدة.. ؟! 

قال بصدق : كلامك طبعا..... وهي مامتك هيفرق معاها اتطلقتي بعد شهر أو يوم أو سنين.... 

مامتك هتزعل في كل الأحوال ان بنتها مطلقه 

لفت يدها حول صدرها وقالت بعناد : والله دي مشكلتي 

رفع حاجبه يطالع عنادها قبل ان يقول بهدوء :تمام طالما كدة يبقي خليني في مشكلتي 

نظرت له قائلة : اللي هي ايه..؟ 

جلس علي طرف الفراش ووضع ساق فوق الاخري قائلا بهدوء : اني مطلوب مني اطلقك بعد كام شهر 

قالت بانفعال : ده شئ طبيعي بعد اللي عملته ولا فاكر اني هرضخ واعيش معاك عادي ولا كأنك اجبرتني علي جوازك... تبقي بتحلم... كل يوم وكل لحظة هفضل اطلب منك الطلاق يبقي نتفق من الاول قلت ايه 

نظر لها مطولا لتهز قدمها بعصبيه بانتظار ماسيقوله بينما ظل عمر مكانه يتفحصها بعيناه وهو يفكر في ماقالته... لن يبقي الحال بينهم هكذا وهي لن تقبل بأي هدنه.... لذا لابد من ان يجعلها تقبل الهدنه دون أن تشعر.... قام عمر من مكانه ايتجه اليها قائلا بتفكير : ماشي ياهمس انا موافق نتطلق كمان كام شهر 

اتسعت عيناها بعدم تصديق ليكمل جملته :بس بشرط 

نظرت له بترقب ليقول بثبات : الكام شهر دول هنكون فيهم زوجين بكل معني الكلمه   

احتدت ملامحها بغضب شديد....ولم تثجق مانطق به ايقايض طلاقه لها بهذا الشرط لتهتف بغضب ; انت لسه واعدني انك مش هتقرب مني 

قال بهدوء مصطنع  ; ولسة قايلك متنطقيش كلمه طلاق ونطقتيها ومصممه عليها.....  انا مش راهب ولا قديس عشان اعيش معاكي بالطريقه دي وفي الاخر كمان اطلقك 

انا وافقت على طلبك عشان في الاخر كنتي هتكوني ليا بس طالما مصممه علي الطلاق ايه اللي يخليني أوافق علي طلب زي ده وايه معناه اصلا تكوني في عصمتي شهور وفي الاخر تطلقي من غير مالمسك

نظرت له باحتقار : يعني ده كل اللي همك 

هز راسه بهدوء : لا طبعا.. انا قلت حياة زوجيه كامله ..و الحياة الزوجيه مش الموضوع ده بس....ولكن تتضمن طبعا انك مراتي وحقي أقرب منك زي ماانا عاوز 

: غصب عني 

: مين جاب سيرة غصب 

: امال ايه...  انا مش فاهمه 

قال بغموض : مش مهم تفهمي غير اني مش هعمل حاجة غضب عنك 

هل يظن انها ستدعة يقترب برضاها ليكمل ; 

لو عاوز غصب كنت عملت كدة من زمان.... 

قدامك حل من الاتنين نعيش زي مااحنا سنه اتنين عشرة وفي الاخر هتبقي ليا 

او زي ماانتي عاوزة نتطلق كمان كام شهر بس تكوني فيهم مراتي 

فكري وقرري... واحنا هنفضل هنا لغايه ما تقرري 

رشقته بنظراتها المشتعلة غضبا : انا بجد مش قادرة استوعب اد ايه انت بني آدم مش طبيعي...

ارتسمت ابتسامه ساخرة علي شفيته ليقول بتهكم مرير اخفاه بداخله :  بصراحة مبقاش فارق معايا تشوفيني ازاي....!! 


(قراءه ممتعه رونا فؤاد) 

اتفاق خطير ولكنها ستقبل به..... ستفعل اي شئ لتبتعد عن هذا المكان فلتعود لعائلتها ولتري ماذا ستفعل بعدها 

..... تضمن كلامه انه لن يغصبها لذا فلتطمئن فهي بكل الاحوال لن ترضي باقترابه 

في صباح اليوم التالي كان يخرج من غرفته مرتدي ثيابه الانيقه وذاهب لعمله  لتوقفه : موافقه 

قال ببرود دون أن يلتفت اليها : علي ايه..؟ 

قالت بحدة : علي اللي قلته امبارح ...؟ 

رفع عيناه ببطء ناحيتها ليري مقدار تحفز كل خليه من جسدها فيزيد من بروده اكثر وهو يقول ; انا قلت كلام كتير... حددي 

زفرت بغل وهي تقول : موافقه نتطلق كمان شهرين 

اذن مازالت بنفس الراس اليابس مهما ضغط عليها حسنا فهي من اختارت تناول هاتفه ووضعه بجيب سترته وامسك بمفتاح سيارته قائلا بعدم اكتراث ; ٣ شهور.... 

نظرت له بغضب شديد فهي تحترق وهو كجبل من الجليد : لو موافقه جهزي نفسك لما ارجع من الشغل هنرجع بيتنا 

تركها وانصرف لتقذف بغل وحقد تلك التحفه الكريستاليه بالحائط... حيواان 

........ 

ماان خرج من المنزل حتي قاد بسرعه كبيرة يفرغ طاقته وغضبه فهي تدفعه للجنون 

ظن انها لن تقبل ولكنها قبلت بأي شئ يخلصها منه ليقول بوعيد : ماشي ياهمس هنشوف آخره عنادك 

........ 

.... 

(قراءه ممتعه رونا فؤاد) 

فتح باب شقتهم واشار لها لتتقدمه وتدخل اليها... شعرت بالراحة بمجرد تركها لهذا المكان ومجيئها لهنا... لا تنكر ان منزله أنيق للغايه مصمم بديكور راقي يبعث علي النفس الطمأنينه عكس ذلك الشاليه البارد... دخلت بضع خطوات ليكمل عمر طريقه الي الداخل حيث الممر الطويل المؤدي الي الغرف ليضع الحقائب بأحد الغرف فتهرب الراحة التي شعرت بها علي الفور..... هاهي وافقت على إتمام زواجهم فماذا ستفعل...؟ لاتفهم شئ لن يجبرها كما قال ولكن كيف...؟! 

ظلت جالسه علي تلك الاريكة الوثيرة بالبهو فترة طويله حتي استمعت الي صوته

: همس 

قامت من مكانها حينما كرر ندائه واتجهت اليه دون قول شئ لتدخل الي الغرفه الواسعه حيث كان واقف بوسطها وقد خلع سترته وبدأ بفك ازرار قميصه 

قال وهو يتعامل بتلقائيه شديده فهي من اختارت ان تكون زوجته لبضعه أشهر... همس لو سمحتي ياريت تفضي الشنط علي مااخد دوش 

أدارت ظهرها سريعا ماان خلع قميصه عن صدره العريض لتقول بتعلثم 

: ماما وحشتني عاوزة اروح لها 

متوقع منها كافه الأعذار وأنواع الحجج للهروب ليقول بهدوء : الوقت متأخر و احنا لسة راجعين.... 

قالت بعناد : بس هي وحشتني 

قال وهو يتجه الي الحمام : طبيعي انهم هيجوا يباركولنا... بكره نكلمهم نعزمهم علي الغدا

تنفست ماان دخل الي الحمام الصغير الملحق بالغرفه وأغلق الباب خلفه لتجلس علي طرف الفراش الكبير تفكر في ماذا اقحمت نفسها... انه يتعامل معها بهدوء شديد يرعبها فهي لا تستطيع تبين مايضمره لها ...!! 

...... 

اسرعت تضع ملابسه بالخزانه وسحبت لها ملابس نظيفه وخرجت سريعا من الغرفه باتجاه الحمام الاخر.... اخذت دوش طويل تحاول فيه إلقاء كل تلك الأحمال من فوق كتفها لتبدا بالتفكير بهدوء فهاهي استطاعت ان تجعله يوافق علي الطلاق ولو بهذا الشرط الذي يجب أن تطمئن نفسها من ناحيته فهو لم يغصبها وهي لن توافق برضاها اذن كيف سيحدث....! اغلقت المياة ووقفت ترتدي ملابسها امام المرأه الكبيرة بالحمام لتتذكر تفاصيل تلك الليله ومابعدها وهي تهز راسها ليس عليها ان تطمئن له ابدا   .... انه ماكر وسبق وخدعها وربما يفعلها مجددا....! 

.... 


(قراءه ممتعه رونا فؤاد) 

حينما خرجت من الاستحمام لم تجد له أثر بالخارج اذن فهو بالغرفه التي من الأفضل لها أن تبقي بعيدا عنها....! 

دارت بارجاء المنزل ثم جلست اخيرا بعرفه المعيشه وفتحت التلفاز تقلب في قنوات بشرود تتجاهل كل ماحولها لعلها تنفصل عن الواقع قليلا ليرتاح عقلها....! 

بدأت عضلاتها ترتخي لتتمدد فوق الاريكه وتغمض عيناها فهي بحاجة للنوم بالفعل...! 

سرعان ما فتحت عيونها حينما شعرت بخطواته ليرتجف قلبها بخوف.... اغمضت عيناها بقوة متظاهرة بالنوم ماان وقف لدي باب الغرفه لتشعر بوقوفه دقائق قبل ان تشعر به ينصرف تجاه المطبخ... دقائق اخري وكانت خطواته تعود لتشعر بعدها بهذا الغطاء السميك يوضع فوقها ولحظات وكان قلبها يهدر بجنون في صدرها حينما غزت رائحة عطرة الرجولي أنفها و شعرت بانفاسه الساخنه تلفح وجهها بينما شفتيه تضع تلك القبله الناعمه فوق جبينها..... لحظات وساد الصمت والهدوء حينما انصرف مجددا لغرفته يحمل القهوة التي أعدها...! 

وضعت يدها علي قلبها تهديء من نبضاته السريعه فهاهو تركها....! 

.......... 

... وكان هذا حاله اليومين التالين ملتزم بجانبه من الصمت المريب متظاهر بتصديق نومها الزائف علي تلك الاريكة... 

شيئا فشيئا وبدأت تطمئن لجانبه خاصه وان كل شئ يسير طبيعي للغايه... ينصرف صباحا لعمله الذي يمتد لساعات متأخرة تكون قد غطت في النوم بمجرد عودته.... دعي عائلتها كما وعدها باليوم التالي وبتهذيبه ولياقته قضي برفقتهم غداء لطيف بعدها تركها تشبع من اخوتها وامها وانصرف الي عمله....! 

فتحت عيونها اليوم علي صوته يناديها ; همس 

فتحت عيونها سريعا واعتدلت جالسه واتجهت اليه  ليقول بدون مقدمات ماان توقفت علي باب الغرفه  :  فين قمصاني.... ؟

نظرت له باستفهام غبي : نعم..؟ 

قال ببرود : ايه مش سامعه... بقولك فين قمصاني..... مفيش ولا قميص جاهز ليا 

اروح الشغل بأيه 

قالت بجبين منعقد ; وانا مالي روح زي ماتروح 

رفع حاجبه باستخدام من ردها المستفز : يعني ايه وانتي مالك..... انتي مراتي ولازم تهتمي بكل حاجة تخصني 

: يعني ايه.. ؟

هتف بانفعال : اية اللي يعني اية.... ؟ يعني سيادتك تتكرمي وتشوفي اي زوجه المفروض تعمل ايه... لبسي يكون جاهز وكمان تبدأي تجهزي الاكل ولا هناكل من برا طول عمرنا 

كان وجهها ساحة من التعبيرات لاتفهم شئ.. ليس بالمعنى الحرفي ولكن من تلك النبرة التي يحدثها بها عن واجباتها تجاهه 

ليزفر بضيق وهو يلقي بعدد من القمصان المتسخه علي الفراش ثم يسحب واحد جديد من رف ملابسه ويضعه فوق جذعه العاري ويبدأ بإغلاق ازاراه قائلا : انا هرجع الساعه عشرة الاقي العشا جاهز لو سمحتي 

تابع ارتداء ملابسه دون الاهتمام لنظراتها الحانقه ليحمل حقيبته وينصرف 

.... 

ترددت مطولا قبل ان تدفع عنادها بعيدا وتقرر ان تفعل ماطلب فليس من الحكمه ان تستفزة.... 

وبالفعل حادثت امها وأخذت وصفه لإعداد العشاء له وجهزته ووضعته علي السفر بتمام العاشرة الا الربع وبعدها اتجهت الي الاريكة التي أصبحت ملاذها....! 

ارتسمت ابتسامه ساخرة على شفتيه فقد توقع ان تعاند ولكنها واخيرا تعاملت بذكاء 

ولكن لا يخلو من تلك المكيده التي قصدتها وتفاجيء بها في الصباح بينما 

عقد حاجبيه وهو يمسك بالبالطو الخاص به 

وهو يرتب حقيبته للذهاب لهذا المؤتمر ليجد ان لونه  الأبيض تحول للاحمر.... ؟! 

اتجه اليها لتفتح عيونها حينما شعرت بوقفته المتحفزة امامها بينما يشير لها بهذا البالطو باستفهام : ايه ده.؟ 

قالت ببرود وهي تتجه الي المطبخ لتعد له الافطار ; انا مش شايفاك دكتور.... شيفاك جزار وده اللون اللي يناسبك

حقا ضحك مليء شدقيه من تصرفها الطفولي ليقول باستفزاز بينما سرعان ماكان يمسك بخصرها ويديرها اليه : 

المهم انك شايفاني...... جزار... دكتور... مش فارقه

....! 


(قراءه ممتعه رونا فؤاد) 


اية رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !