الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عقدت هانيا حاجبيها حينما اغلق ايهم هاتفه أكثر من مرة ولم يجيب عليها .....لتزفر بضيق : حتي انت ياايهم
دخلت ورد إليها هامسه تسألها : ايه ...عرف حاجة ؟!.
هزت هانيا كتفها : مش بيرد
فركت ورد يدها : لا كدة في حاجة ....الموضوع يقلق
قالت هانيا وهي تنظر الي هاتفها : هكلمه تاني ......
تركتها ورد واتجهت الي الخارج ولكن بداخلها انتوت الا تصبر أكثر من هذا .....انتهزت فرصه تواجد هاله بغرفتها ثم تلفتت يمينا ويسارا قبل أن تتسلل علي أطراف أصابعها الي باب المنزل وسرعان ما خرجت ......
بينما لم تستطيع البقاء بالمنزل والقلق يأكل قلبها بتلك الطريقه لذا قررت أن تذهب هي لتعرف ما يحدث
.........
....
نكس امير رأسه بقلب لهيف يتطلع الي رائف الذي غاب عن الوعي ما أن حملته سيارة الإسعاف التي قطعت الطريق بسرعه كبيرة بينما يحاول المسعفون تضميد جرحه الغائر الي حين وصولهم المشفي ......رفع رأسه ببطء ينظر إلي فريد الذي احتوي الطفله بين ذراعيه بحنان يربت علي كتفها بينما شهقاتها لا تتوقف من هذا الخوف الذي عاشته ..... نقل امير عيناه الدامعه إليها ثم الي أخيه وهو يتذكر كلماته ( كانت قدامي ومحستش بيها ) ....بالفعل كانت الفتاه معهم ولم يتخيل أحد أن تكون ابنه رائف ......عادت عيون امير تتطلع الي أخيه مجددا برجاء صامت أن يتمسك بالحياه من أجل إصلاح خطأه بحق تلك المراه التي تجرعت ذل وهوان سنوات من أجل نزواته .....
اسرع الاطباء تجاه سيارته الإسعاف يحملون رائف فوق السرير النقال ليسرع امير خلفه بينما يشير فريد الي أحد الأطباء بفحص الفتاه والاطمئنان عليها بينما خارت قواها تماما بعد ما عاشته .....
أسرعت الطبيبه تأخذها من يده : اطمن يافندم ....
قال فريد : متسيبوهاش لوحدها
أومات وأخذت رهف ليسرع فريد خلف امير.......
..........
...
دخل أحدي إمناء الشرطه الي غرفه الضابط حيث بقيت نشوي وسعاد ...لتنتفض نشوي سريعا تسأله بقلق سافر
: طمني الله يخليك ....... مفيش اخبار عن بنتي
هز الأمين رأسه بتأثر : لا ...بس اطمني ده الداخليه مقلوبه
غارت عيون نشوي بالدموع ليقول بتأكيد : اطمني ياست بأذن الله هيلاقوها .....خفض صوته وتابع : ده انا سمعت أن الباشا مدير الأمن بنفسه بيتابع الموضوع
وبالفعل قبل دقائق تفاجيء ايهم بعمه طارق يدخل خلفه الي القسم الذي انقلب فور وصوله
قال ايهم بدهشه بعد أن اتصل به طالبا منه توصيه أحد الضباط ليتفاجيء به يحضر بنفسه
: عمي تعبت نفسك وجيت ليه ....ده كان كفايه تكلمهم
ابتسم طارق بهدوء وربت علي كتف ايهم الذي يكن له حب خالص ممزوج بذنب ابنته يتمني لو يكفر عنه بأي شيء
: انت اول مرة تطلب مني حاجة .....تعالي ندخل لمأمور القسم ......
دخل برفقته الي مكتب مأمور القسم ليعرفوا ما حدث
وبالفعل لم يقصر حد بأداء عمله فور علمهم بتلك الجريمه التي كانت سترتكب بحق فتاه صغيرة
.........
...
قال امين الشرطه وهو يضع تلك الأكياس أمامهم والتي تحمل طعام بناء علي تعليمات أحد الضباط بعد توصيه خالد وفريد لهم
: اتفضلوا الاكل
نظرت نشوي الي تلك الأكياس بعيون غائرة بالدموع ثم الي الأمين .... كيف تأكل وهي لاتعرف شيء عن ابنتها
لتمسك سعاد بكتفها بمواساه ..... أن شاء الله هيلاقوها ..خلي املك في ربنا كبير
قالت نشوي بصوت مختنق بالدموع : ماليش غيرك يارب
مد الأمين يداه بأحدي زجاجات المياه التي فتحها الي نشوي قائلا : طيب اشربي واهدي وان شاء الله خير.
قامت سعاد إليه وقالت برجاء : والنبي يا حضرة الأمين لو عرفت حاجة تيجي تقولنا علي طول
اوما بتأكيد : متقلقيش يا ....
قالت سعاد : سعاد ...اسمي سعاد
ابتسم الأمين بتهذيب : عاشت الاسامي ....انا محمود ...لو محتاجين أي حاجة ...خلي العسكري ينادي عليا
قالت سعاد بامتنان : تشكر
سار خطوة ثم عاد إليها قائلا : الجرح اللي في رأسك لازم يتخيط
هزت سعاد راسها : انا كويسه ...المهم نطمن علي رهف
تنهد : أن شاء الله
عادت سعاد لتجلس بجوار نشوي التي جفت مقلتيها من كثرة البكاء لتضع يدها فوق يد صديقتها وتدعي بسرها أن ينجي الله تلك الفتاه الصغيرة التي عاشت أمها من أجلها ....
.........
...
وصلت ورد الي القسم لتتلفت حولها بخوف واضح بينما لم تدخل مكان كهذا من قبل. ...
سالها اخد العساكر : خير يافندم
قالت بتعلثم : كنت عاوزة اسال عن ..عن واحدة هنا
نظر إليها العسكري متسأئلا : بتعمل ايه الواحده هنا ؟!
هزت ورد رأسها بتوتر ....مش عارفه. ...هي اسمها نشوي
قال العسكري بجبين مقطب : يامدام مفيش حاجة اسمها اللي بتقوليه ده .... انتي جايه تهزري
قالت ورد وهي تهز راسها سريعا : لا والله .....لو سمحت انا مش عارفه حاجة اكتر من اسمها وان اتقبض عليها الصبح
نظر لها العسكري باستهجان لتفرك ورد وجهها بحيرة قبل أن تلمح خالد يخرج من أحد الغرف برفقه بضع ضباط لتسرع تناديه ....خالد ....
عقد خالد حاجبيه بدهشه لرؤيتها واسرع ناحيتها
: ورد ...ايه اللي جابك هنا
تراجع العسكري باعتذار : متاسف ياباشا ....المدام مقالتش أنها تبع سيادتك
اوما خالد له وأخذ ورد بضع خطوات : ايه اللي جابك هنا ياورد
قالت ورد بقلق : في ايه ياخالد ....ايه اللي حصل لنشوي وبنتها وليه محدش بيرد فيكم
تنهد خالد باستعجال بينما يتابع اخر تطورات الوضع بعد خروج قوه لمداهمه منزل فرج قبل قليل : معلش ياورد الموضوع كبير شويه
قالت بقلق شديد : ايه اللي حصل ؟!
قال خالد :
مفيش وقت احكليك .....انتي بس ارجعي البيت واطمني
هزت راسها برفض بينما كلامه زاد من قلقها : مش هرجع ....واصلا فين فريد ؟!
قال بعفويه : مع رائف وامير بيدور علي بنته ......
انصدمت ملامحها ونظرت الي خالد بعدم فهم .....
وتسائلت هل قال إن فريد مع رائف وامير ....وعن اي ابنه يتحدث ....
قبل أن تسأل كان هاتف خالد يرن ليقول خالد بصدمه :
مستشفي ايه
هوي قلبها لتقول بقلق : فررريد
همس خالد وهو يعود لمحادثته : اطمني
انهي خالد مكالمته : طيب انا جاي علي المستشفي
قالت ورد برجاء قلق : خالد قولي أي حاجة ......
قال خالد : اطمني فريد كويس ....وكمان لقيوا البنت
: كويس ...امال مستشفي ايه ...؟!
فتح فمه ليخبرها ليهب كل من في الرواق اثر خروج طارق مدير الأمن برفقه ايهم بعد أن عرفوا باخر المستجدات وعي القبض علي فرج وإيجاد الطفله وأصابه رائف
التفت خالد الي ايهم وطارقليقول بتهذيب :
اهلا يافندم
صافح الرجلان ليقول ايهم : عرفت اللي حصل
اوما خالد : اه بلغوني .....
قالت وورد بقلق شديد : حد يفهمني أي حاجة
قال خالد وهو في عجله من أمره : ايهم لو سمحت خد ورد وصلها البيت وانا هروح لفريد المستشفي
فارت اعصاب ورد ليقول طارق برفق : اطمني يابنتي ...سياده المستشار بخير ولكن والد البنت اتصاب من البلطجي ده وفي المستشفي
......
...
اسرع الأمين محمود الي نشوي وسعاد بوجهه متهلل يزف لهم الخبر .....
لقيوا بنتك ياست
هبت نشوي بأقدام لا تحملها لتنظر له بعدم تصديق فيهز رأسه بابتسامه لتنهار نشوي بالبكاؤ غير مصدقه ومحمود يخبرهم بما عرفه عن القبض علي الرجل ....
: الخبر وصل حالا .....قبضوا علي الراجل اللي خطفها
قالت نشوي بلهفه : طيب هي فين ...... خدني ليها
دخل طارق بهيبته وبرفقته أيهم وورد التي أصرت علي الاطمئنان علي نشوي ليقف الأمين باحترام .....
لم تجد نشوي شيء سوي دموعها تشكرهم بها لتربت ورد علي كتفها ومازالت ضايعه لا تفهم شيء( .....رائف ...ابنه ...نشوي ...فريد ....اصابه ...فرج .....) مقتطفات لا تفهم منها شيء سوي أنها تريد الاطمئنان علي فريد
قال ايهم بصوت خافت : خليكي هنا مع نشوي وانا هروح لفريد
هزت ورد رأسها : لا لو سمحت خدني معاك يا ايهم
حاول أثناءها : بس ياورد
قالت برجاء : لو سمحت
اوما لتقول نشوي باستجداء :
وانا عاوزة اشوف بنتي وبعدين اسجنوني
قال طارق وهو يعطي تعليماته للضابط المناوب : اخلي سبيلها
نظرت نشوي له بعدم تصديق :
يعني خلاص انا .....
اوما لها طارق وهو يربت علي كتفها : اتفضلي يامدام اطمني علي بنتك والساده الضباط هيكملوا كل الاجراءات وهيبعتوا ياخدوا أقوالك
أسرعت نشوي تركض وخلفها سعاد ....استني يا نشوي ....
أسرعت ورد برفقه ايهم تأخذ سعاد ونشوي في طريقهم
وطوال الطريق وكان منهم بتفكير .....نشوي تريد رؤيه ابنتها واخذها بحضنها وسعاد الدنيا لاتسع فرحتها بانتصار الحق وورد لاتفهم شيء وتتمني الا يكون مازال هناك ذيول من الماضي تتبعها .....
ركضت نشوي الي حيث أخبرتها موظفيها الاستقبال بمكان ابنتها .....تباطأت خطي ورد حينما خرجت من المصعد واتجهت الي حيث اخبروها لتقع عيناها علي امير وملابسه ملطخة بالدماء وقبل أن تعصف الظنون برأسها كان قلبها ينبض بقوة لرؤيه فريد بتلك الحاله لتركض إليه بدون تفكير ......
ارتمت بين ذراعيه تبكي ؛ فررريد ..... انت كويس
نظر امير بطرف عيناه الي قلقها والي فريد الذي احتواها سريعا بين ذراعيه : انا كويس .....جيتي ليه ياورد
قالت وهي تنظر إلي جروح وجهه المتورم : خوفت عليك كنت هموت مقدرتش استني غير لما اطمن عليك
نكس امير رأسه ليضع مازن يداه فوق كتف أخيه يسحبه بعيدا فيقول امير لاخيه بصوت خافت بينما للمرة الألف يري ان لا مكان له بحياتها : انا كويس المهم رائف يقوم منها
اوما مازن الذي قال : أنا مقولتش لماما حاجة مش هتستحمل....
......
اقتحمت نشوي الغرفه حيث أخذوا الطفله للاطمئنان عليها
لترتمي رهف باحضان والدتها : ماما انا خوفت اوي اوي منه
ضمتها نشوي بقوة حتي كادت تحطم عظامها : متخافيش يابنتي ....متخافيش
قالت سعاد بابتسامه واسعه : متخافيش يا رهف تاني خلاص ابوكي موجوده
تجمدت الطفله بين ذراعي والدتها وسرعان ما رفعت عيناها المصدومه لتنظر الي والدتها : ابويا ....!!
........
...اخذ فريد ورد بعيدا قليلا ليهمس بحزم :
اسمعي الكلام ياورد ويلا ارجعي البيت
نظرت له بجبين مقطب : مش هسيبك يافريد ....
نظر لها بانفعال : وبعدين معاكي ....قولت اسمعي الكلام
هتفت بعناد : طيب اسمع الكلام انت وتعالي الدكتور يطمن عليك.....انا خايفه يكون حاجة مكسورة في جسمك
هز رأسه وزفر بينما يشعر بكل عظامه تأن ولكنه لا يهتم ولا ينكر أن بداخله قلق علي رائف .... بينما يتذكر انكساره وكل ما مضي عليهم الساعات الفائته والتي مرت وكأنها دهر .....
نظرت ورد الي هاتفها الذي يرن لتقول بتوتر :
دي ماما هاله.
امسك فريد الهاتف من يدها : هاتي ....اكيد بعد جنانك وخروجك هي هتموت من القلق عليكي
نظرت له باعتذار دون قول شيء ليأخذ الهاتف ويجيب علي والدته : ....أيوة ياماما ....ورد معايا متقلقيش
...ااه ...كان فيه مشكله صغيرة
لا ....كلنا بخير وكلها ساعه ونرجع البيت
وبالفعل بنفس اللحظه خرج الطبيب وطمأنهم علي رائف ...
..........
توقفت سياره ايهم اسفل منزل فريد بينما اصر علي توصيلهم الي المنزل بينما ترك فريد سيارته بمكان الحادث ..... ليقول فريد بتهذيب لطارق : متشكر يافندم
قال طارق بابتسامه هادئه : علي ايه ياابني كلكم ولادي ..الحمد لله انها جت سليمه
صافح ورد : اتشرفت بيكي يادكتورة
ابتسمت ورد وتحركت بضع خطوات بينما قالت لفريد : هطلع انا عشان نشوي ترتاح هي ورهف
هز رأسه وعاد الي ايهم وطارق : متشكر مرة تانيه يافندم ....وتكون فرصه سعيده لو تتفضل ترتاح شويه عندنا
ابتسم طارق ليقول : اوي اوي .....ده انا طمعان في فنجان قهوة كمان وحابب اتعرف علي عيله ابني ايهم
قال فريد بترحيب : طبعا اتفضل يافندم
هيئه فريد جعلت قلب هاله يقفز من موضعه لتصيح بخوف ما أن فتحت الباب : فريد ايه اللي حصل ..؟!
أشار فريد الي ايهم وطارق ...انا كويس
نظرت هاله الي ايهم وطارق وسرعان ما رحبت بهم .....ركضت هديل وهانيا للخارج فور سماعهم صوت فريد لتتفاجيء بأيهم ....وسرعان ما نظرت هانيا شزرا الي ايهم دون مقدمات هاتفه : مردتش عليا ليه ؟!
ابتسم ايهم وأشار بطرف عيناه الي عمه الجالس علي أحد المقاعد الوثيرة قائلا وهو يشدد علي حروفه ....عمي
انتبهت هانيا لتخفيف نظرات الوعيد بعيونها وتبتسم بينما قال ايهم ...
هانيا خطيبتي ...
تفاجات هانيا بابتسامه طارق الذي قال بود شديد : كان نفسي اتعرف علي عروستنا القمر في ظروف احسن من كدة
مدت هانيا يدها له : فرصه سعيده يااونكل
استمعت هاله لقليل من المقتطفات من طارق و فريد عن مدي ظلم البشر بالمتاجرة بطفله صغيرة بينما اجل فريد صدمه أن تلك الطفله تكون ابنه رائف إلي وقت يكون له برفقتها وحدهم ....بعد قليل استأذن ايهم وعمه الذي أراد أن تعود علاقته بأخيه وابنه كما كانت بينما شعر بالسعاده من أجل ايهم الذي استطاع اخيرا التغلب علي حزنه وعاد للحياه وكذلك بدأت ابنته تسير في حياتها بطريقه صحيحه بعد ندمها علي ماحدث
كانت هاله تموت لتعرف ما حدث وحاول فريد أن يؤجل معرفتها بما حدث قدر الإمكان لتتهاوي مكانها ما أن أخبرها فريد بكل شيء
وضعت الطفله راسها المبلل فوق ساق والدتها ونامت من الارهاق لتجلس نشوي مع ورد تخبرها بقصتها
لتعرف أن اسوء ظلم عاشته أمام ما عاشته تلك المسكينه لا شيء
بقيت هديل تخبر هاشم بما حدث حتي الصباح
ليقول هاشم باستنكار : ازاي متكلمنتيش
قالت هديل بمشاكسه : تصدق كانوا محتاجين عضلاتك معاهم......ضحكت وتابعت بصوت خفيض : ده فريد ياعيني اتطحن ضرب
ضحكت ليزجرها هاشم : بطلي ضحك وقوليلي هو كويس
دلوقتي ؟!
أومات له :
اه..... بس اللي اسمه رائف يستاهل اللي حصل له... خسيس وواطي
قال هاشم بتوبيخ : عيب ياهديل
هتفت بامتعاض : عيب ليه بقي....وهو مش عيب يعمل كدة في بنات الناس.... اهو ربنا خلص منه
قال هاشم بجديه : هديل متنسيش أن في بنت صغيرة كانت هتدفع التمن
تراجعت هديل لتقول : بصراحه اه... نشوي دي غلبانه اوي
...تخيل كل ده حصلها هي وبنتها ...بجد صعبانه عليا تنهد هاشم هاتفا : صدفه عجيبه بس اكيد ربنا مرتبها ...أنها تشتغل عندكم ورائف يعرف بعد السنين دي
اومات هديل : فعلا ...
.......
استندت هاله بيدها الي المقعد خلفها ليسرع فريد يمسك بها بينما دار العالم من حولها وهي تعرف منه بما حدث
رائف
اوما فريد متنهدا لتقول بلسان ثقيل : خيري ...خيري حصل له ايه لما عرف ؟!
هز فريد رأسه :
لا يا ماما متقلقيش......ميعرفش حاجة...
كفايه اللي هو فيه
رفعت عيناها ببطء الي فريد الذي انزلق لسانه دون ارادته لتساله بقلق ...انت مخبي عليا ايه
حاول أن يخفي الأمر : ولا حاجة ...هكون مخبي ايه يعني
هزت هاله راسها : لا في حاجة اكيد ...انا قلبي حاسس ان في حاجة مش طبيعيه بقالها فتره ..صوته مش عاجبني وموضوع طلاقه لحنان فجاه ومش عاوز يقول السبب
أصرت هاله ليخبرها فريد بمقتطفات عن رائف وتوتر علاقته بأبيه بسبب الماضي لتلمع الدموع بعيون هاله سريعا هاتفه :
ياحبيبي ياابني ....شايل كل ده في قلبك سنين وساكت
.....اخص عليك ياخيري ....وحنان اللي كنت فاكرها ملاك بتربي الولد اليتيم ....اتاريهم قهروا أمه وعاش متعقد
ربت فريد علي يد والدته برفق وقال بحياديه : ماما بلاش نحكم علي حد
أومات هاله بإقرار : عندك حق يافريد .....فات الاوان
هز فريد رأسه : ولا فات ولا حاجة ...افتكر أن كل واحد خلاص اتعلم من غلطته
هتفت هاله بأسي : بعد ما العيال ضاعت
: مفيش حاجة ضاعت .....افتكر بعد اللي حصل لرائف الدنيا هتتغير
قالت هاله برجاء : طيب خدني اطمن عليه
نظر فريد الي رجاء أمه برجاء اخر : معلش ياماما .... انا مش قادر اتحرك خليني ارتاح ساعتين والصبح اخدك
هزت هاله راسها : مش هقدر يافريد استني للصبح ...العيال من غير امهم خليني أقف جنبهم....
خليني انزل انا
هز رأسه : لا طبعا تنزلي ازاي لوحدك دلوقتي .....بصي ياامي الفجر قرب ....والله ساعتين وان شاء الله اصحي اخدك المستشفي
أومات تهاوده : ماشي ياحبيبي اطلع ارتاح ....
ولكنها لم تحتمل هاله الانتظار حتي الصباح بعد معرفه ماحدث لترتدي ملابسها مقررة الذهاب
عقدت هانيا حاجبيها بدهشه وهي تدخل من الشرفه وتجد هاله تهم بالخروج ....ماما ..
في ايه ؟!
قالت هاله : مفيش ياحبيتي .... نازله اطمن علي ابن خالك
رفعت هانيا حاجبيها : دلوقتي ؟!
: اه ...يلا بقي متعطلنيش
قالت هانيا توقفها : لا ياماما مينفعش تنزلي لوحدك في وقت متأخر كدة
قالت هاله بعدم اكتراث : هتخطف يعني ....بطلي رغي وسيبني انزل ...ولاد خالك لوحدهم
زمت هانيا شفتيها لحظه بتفكير قبل أن تقول :
طيب لو مصممه.... استني ايهم يوصلك
نظرت لها هاله بدهشة : ايهم . ..؟!
خفضت هانيا عيونها بتعلثم : ماهو ....ماهو أصله كان تحت
نظرت لها هاله بدهشة : تحت فين ...بيعمل ايه تحت دلوقتي ....
قالت بخجل بينما احمرت وجنتيها : اهو بقي ياماما
كان بيصالحني عشان مردتش عليا في التليفون ....
تهادت الابتسامه الي وجهه هاله لتخرج هانيا من جيب سترتها ذلك المغلف الكبير من الشيكولاته ....جه يديني دي
ابتسمت هاله لتركض هانيا من امامها بخجل ...ثواني هتصل بيه يرجعلك
....
......
برفق ضمدت ورد جروح وجهه وعنق فريد الذي غفي من الارهاق أسفل يدها لتنحني تقبل وجنته وتريح رأسه علي الوساده وتجلس بجواره تتطلع إليه بحب لاتصفه كلمات بينما يوم بعد يوم يثبت رجولته بمواقفه ...
.......
...
ابتسم ايهم لهاله بود وهو يفتح لها باب السيارة : اتفضلي ياطنط
قالت هاله بامتنان : معلش هتعبك يا ابني
قال ايهم بابتسامه واسعه : حضرتك تتعبيني براحتك وانا اطول
ابتسمت هاله له : بكاش اوي
ضحك ايهم بينما يتحرك بسيارته لتكمل هاله بمشاكسه : بس تعرف انك شكلك دخلت قلبي
ضحك ايهم قائلا بمرح : اه والله ده انا طيب وابن حلال
ربتت هاله علي كتفه : الله يعينك علي هانيا
ابتسم لها قائلا : هي عناديه ودماغها ناشفه ....بس بحبها
ابتسمت هاله له لعفويه كلماته التي نفذت الي قلبها بينما كل واحده من بناتها رزقها الله برجل حنون يحبها ومادام الحب موجود فكل شيء آخر يهون
أوقف ايهم سيارته امام المشفي ليقول بتهذيب : انا هستني حضرتك لما تخلصي
هزت هاله راسها : لا طبعا روح ارتاح كفايه انك وصلتني شكرا ياايهم ....انا كدة كدة هفضل معاهم ياحبيبي
ابتسم ايهم لها لتدخل هاله الي المشفي وسرعان ما
ارتمي امير في حضنها ما أن لمحها .... شفتي اللي حصل لينا ياعمتو
ربتت علي كتفه بحنان لينظر لها مازن بخجل فتفتح له ذراعيها : تعالي يازفت
تنهد امير بين احضان عمته ليتحدث بصوت خافت وكأنه يحدث نفسه بينما لم يبقي أحد مع رائف حتي نشوي التي أخذت ابنتها وغادرت فلما تبقي معه من الاساس :
محدش اهتم يفضل معاه .....بس هو اللي عمل كدة في نفسه
قالت هاله بحنان : معلش .....بس كويس أنه فاق من اللي كان فيه وكلكم عرفتوا أن مالكوش الا بعض
اوما امير ومازن : فعلا
..........
....بعد مرور شهر ....
.......في منزل يبدو عليه الرفاهيه اتجهت نشوي التي ارتدت عباءه بيتيه باهظه بابتسامه الي غرفه ابنتها التي غلب عليها اللون الوردي كما طلبت ولم يعد لها شيء تطلبه الا وينفذ ..... لم يترك رائف شيء إلا وفعله من أجل تلك الصغيره لعله يستطيع تعويضها ولو يوم واحد عن عذاب سنوات .... كان هذا هو كلب نشوي الوحيد منه بعد هذا العتاب بينهم
Flash back
ليه يانشوي مقولتيش ليا من زمان ....ليه ؟!
اتسعت عيون نشوي الغائرة بالدموع وهي تنظر إليه مردده : ليه ...؟! ليه
هزت راسها وتحشرج صوتها بحلقها : بتسألني انا ليه ....بتسألني انا ومش بتسأل نفسك ليه ؟!
غص حلق رائف وهو يحاول التخيل أو التفكير برد فعله إن كان قد عرف بوجود ابنته من قبل ليحاول التحدث بوهن : لو كنت عرفت ...قاطعته نشوي بنبره قاطعه : مكنش في حاجة هتتغير
عقد رائف حاجبيه لتهز راسها وتتابع بأسي شديد وهي تهز راسها بينما اندفعت تلك الذكريات المريرة لراسها : أيوة مكنش في حاجة هتتغير ....
عشان اللي رفض يكون له طفل من الاول ورماني في الشارع وانا بستنجد بيه مكنش رد فعله هيتغير لما يعرف بوجود بنته .....
انهمرت الدموع المقهورة من عيونها وتابعت بصوت مختنق بالدموع : وقبل ما تقول أي حاجة خليني انا اقولك ....انا جيت لك يارائف .... جيت لك تاني عشان استنجد بيك و اقولك ان عندك بنت ..... بعد كل اللي عملته فيا جيت لك ومكنش فارق معايا حاجة وقتها إلا أن علي الاقل تاخد بنتك حتي لو بعيد عني بس تعيش كويس وأنها متكبرش زيي .....رفعت عيناها التي كتبها كاسات الدماء وهي تتابع : جيت لك وفاكر وقتها عملت ايه ...طردتني .....طردتني ومسمعتنيش ...هددتني اني أظهر قدامك تاني ورميت ليا شويه فلوس علي الأرض ومشيت وسبتني
ازداد انهمار دموعها ليغمض رائف عيناه التي لمعت بها الدموع بينما تابعت نشوي بأسي .... كنت فاكر كل حاجة هتخلص لما ترمي ليا شويه فلوس . ... فلوس كنت محتاجه لما قرش منها بس مقدرتش اوطي اخدها من علي الأرض ....اشتغلت خدامه أكرم ليا من الذل اللي كنت هحس بيه لو خدت قرش واحد من اللي رماني في الشارع انا وبنتي .....
حانت لحظه المواجهه القاسيه لترفع نشوي عيناها إليه وتتابع باتهام شديد : انا عمري ما كرهت حد في الدنيا قد ما كرهتك ...... انت السبب في ضياع حياتي
ابتلع رائف بصعوبه بينما لم يجد كلمه يدافع بها عن نفسه وهي تكمل : كنت عايشه مذلوله عند ابويا ومراته اه ....بس كنت بتعلم واشتغل عشان اصرف علي نفسي وراضيه اوي .... كنت بحلم باليوم اللي هخلص فيه من ذلهم ليا لغايه ما ظهرت انت وفلوسك وفتحت عينيهم الطماعه عليا عشان يفهموا اني ممكن اجيب فلوس اكتر لو باعوني .... انت اللي فتحت المزاد وهما باعوا وقبضوا منك ومن الراجل العجوز اللي بعدك .....
لم يجد كلمه ينطقها ليصمت طويلا وعيناه تنظر لها برجاء بينما يقول : اعمل ايه عشان تسامحيني ...؟!
قالت نشوي دون تفكير : عوض بنتي عن كل المرار الي شافته .....
Back
دخلت الي غرفه ابنتها لتلتف لها رهف بحماس شديد وهي تشير الي كل تلك الملابس ....ماما البس ايه ؟!
ربتت نشوي علي كتفها ومررت يدها علي شعرها بحنان : كلهم حلوين ....البسي اللي يعجبك
نظرت رهف الي ملابسها التي انبهرت بها بينما لم تحلم يوم بأن ترتدي مثلها أو أن تعيش تلك العيشه الرغيده التي لم يتردد رائف لحظه في توفيرها لها ....مجرد أن استعاد القليل من صحته طلب من امير أن يأخذه خارج
المشفي وكتب كتابه علي نشوي التي لم تعترض من أجل ابنتها التي كتبها بأسمه وانتقلت الي ذلك المنزل وتركت له حريه وجوده بجوار ابنته التي اغدقها بكل وسائل الترف ....لم تعترض أو تمانع اي شيء في مصلحه ابنتها
اخرجتها رهف من شرودها : ماما
نظرت لها نشوي لتتنهد قائله : تعرفي اني فرحانه أن بقي ليا اب ....
نظرت نشوي لابنتها التي تتحدث عن الموضوع لأول مرة بينما تقبلته ولم تتحدث لتكمل رهف بشجن :
كنت بشوف في المسلسلات البنات اللي زيي بتكره ابوها وبترفضه بس في الواقع انا فرحانه أن بقي ليا اب .....حتي لو كنت زعلانه منه لأننا اتعذبنا كتير اوي من غيره بس انا فرحانه .....اخيرا بقي لينا حد ياخد باله مننا ياماما ويخلينا نعيش مش خايفين .....لمعت الدموع سريعا بعيون الفتاه وتابعت بشجن : فرحانه اني مش هكون قلقانه عليكي وفرحانه عشان مش هتتبهدلي تاني
.....فرحانه أن عندي اب زي كل البنات صحابي
دمعت عيون نشوي وسرعان ما جذبت الطفله لحضنها بينما لا تلوم قلبها الأبيض الذي لم يعكره سواد الظلم
لتربت علي كتفها بحنان شديد بينما عاشت كل تلك السنوات تصارع لجعل ابنتها سعيده وهاهي اوصلتها لبر الامان ....لن تفكر ابدا أن تحمل ابنتها ضغينه أو سوء لأبيها مهما فعل .....تريدها أن تعيش بهذا النقاء
: ربنا يخليه ليكي ياحبيتي
نظرت رهف الي والدتها : وانتي ياماما مش فرحانه زيي
ربتت نشوي علي شعر ابنتها : انا مبسوطه طول ما انتي مبسوطه
قالت رهف : بس انا عاوزاكي مبسوطه
لنفسك .....بابا بيقولي نفسه يعوضك
قالت نشوي بامتنان : عوضني ياحبيتي طالما خلاكي مبسوطه
ابتسمت لها رهف قائله : طيب ما تيجي تخرجي معانا ....ده بياخدني اماكن زي اللي كانت بتيجي في التلفزيون
ابتسمت لها نشوي: لا ياحبيتي ...اتبسطتي انتي
فتحت رهف فمها لتترجي والدتها ولكن تعالي رنين جرس الباب ....ترددت نشوي قبل أن تتجه لتفتح : افتحي الباب لابوكي يا رهف
قالت رهف : لا مش بابا
....لسه هيكلمني لما ينزل من بيت تيته حنان
أومات نشوي واتجهت لتفتح الباب بينما تتحاشي رؤيه رائف قدر الإمكان وتترك له حريه التواجد بحياه ابنتها وهو رائف نفسه لم يتجرأ بعد لطلب السماح فهو يعرف انها لن تسامح بسهوله كما هو لم يسامح نفسه بالأساس لكل الاثام التي ارتكبها ....
ابتسمت نشوي لسعاد التي فتحت لها الباب لتأخذها بحضنها..
سعاد وحشتني اوي
احتضنتها سعاد : وانتي ياشوشو اوي
افسحت لها المجال لتدخل ..تعالي ادخلي ..ده انتي واحشتيني اوي
ابتسمت سعاد بسعه ،: وانتي والله يانشوي ...طمنيني عامله ايه
قالت نشوي بابتسامه : انا زي الفل ..طمنيني انتي عامله ايه مع حضرة الأمين
ضحكت سعاد بخجل : زي الفل ....
ربتت نشوي علي يدها بسعاده بينما لم تمر يضعه ايام بعد هذه الليله الصعبه وكان الأمين محمود يتقدم لخطبتها
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تعالي رنين الجرس لتنادي نشوي ابنتها ...رهف تعالي افتحي باين ابوكي جه ياخدك
أجابت الفتاه من خلف باب غرفتها : قولي له ثواني ياماما ..
نظرت نشوي الي سعاد لحظه قبل أن تقول : معلش ياسعاد يااختي افتحي الباب وانا هدخل جوه
نظرت لها سعاد : ما تفتحي له الباب يانشوي ....ده مهما كان جوزك
شددت نشوي علي كلماتها وهي تسرع تدخل الي غرفتها : ابو البنت وبس ..معلش ياسعاد افتحي انتي
قامت سعاد بحرج لتفتح الباب لينظر لها رائف فهاهي ككل مرة يأتي لأخذ ابنته تتواري خلف باب غرفتها فسرعان ما تقول بابتسامه ودودة: اهلا ..اهلا ...اتفضل يااخويا ده بيتك ....
دخل رائف خطوة دون قول شيء لتكمل سعاد بتعلثم : لا مواخذه اني فتحت ...بس نشوي في الحمام ورهف اهي جايه حالا ...اتفضل يااخويا
تركت رائف يدخل واسرعت خلف نشوي لتزجها بنظراتها بهمس : عيب عليكي ...الراجل وشه جاب الوان وفهم انك مش عاوزة تفتحي له الباب
تنهدت نشوي دون قول شيء لتقول سعاد : يلا تعالي قابليه
هزت نشوي راسها ...لا ياسعاد ....خلي رهف تطلع له عشان ياخدها ويمشي
نظرت لها سعاد بغيظ لتسرع تطرق باب الصغيرة التي فتحت باب غرفتها بابتسامه واسعه وسرعان ما كانت تحتضن سعاد ....طنط سعاد وحشتيني اوي
احتضنتها سعاد : وانتي اكتر ياقلبي ....
أشارت رهف الي ملابسها الجديده لتقول بحماس : ايه رايك في هدومي الجديده ياطنط
قالت سعاد بابتسامه : حلوة اوي ياروح طنط
: بابا جابلي حاجات كتير اوي
ربتت سعاد علي كتفها بحنان قائله : ربنا يخليه ليكم ياحبيتي ....بلا بقي عشان هو مستني برا
ركضت الفتاه ليعتدل رائف واقفا سريعا يبتسم لها وسرعان ما يفتح ذراعيه لها يحتضنها ...عامله ايه ؟!
قالت رهف ...كويسه اوي . .وانت ؟!
نظر لها لحظة بحيرة وكأنها سألت سؤال صعب بينما هو لايعرف ان كان بخير أو لا .. .حقا لا يعي شيء بعد تلك الليله التي فقد فيها كل شيء عهده بنفسه وأصبح انسان جديد مازال يتعرف عليه .... لايعرف كيف يعود إلي سابق عهده ولا أن يتحول كليا لإنسان جديد بدأ يظهر من داخله
ابتسم لها قائلا : يلا بينا
أومات له بحماس ليلقي نظره سريعا بطرف عيناه الي الممر المؤدي الي الغرف ثم يسرع للخارج ....وضعت رهف يدها بذراعه وهي تسير معه الي المصعد بينما ابتسامتها وكلامها العفوي يأخذه لعالم اخر ..... تتحدث بحماس عن مدرستها الجديده والتي لم تكن تحلم ولو بالمرور من امامها والتي أدخلها رائف لها ...تتحدث معه وتخبره عن يومها وعن صديقاتها الجدد ورائف يستمع بنهم وهو لا يفارق النظر إلي وجهها وكأنه ينظر إلي نفسه .... كلاهما يتعرف الي الآخر بينما هو يتعرف علي نفسه من خلالها .....لم يكن يتخيل أن سوء عمله قد وصل إلي تلك الحدود وان تلك الصغيرة كانت ستكون الثمن .....مهما فعل قليل ولا يساوي ذره من أيامها التي عاشت بها تصارع ظلم وقهر وفقر وذل وهوان ...ولكنها جميله بريئه بقلب ابيض تراه فارس مغوار انقذهم من الظلام بينما هو من القاهم بهذا الظلام ....
........
...
سألت نشوي سعاد : مشي
أومات سعاد بغيظ : اه ..مشي
أومات نشوي وخرجت برفقه سعاد قائله : تعالي نعمل كوبايه شاي ونكمل كلامنا
قالت سعاد : تعالي وقبل اي حاجة قوليلي لغايه امتي هتفضلي تعملي كدة
قالت نشوي وهي تتحرك في هذا المطبخ الواسع والغايه بالاناقه : وانا عملت ايه ....
قالت سعاد وهي ترفع حاجبها : اللي عملتيه مع جوزك
هزت نشوي راسها : قولتلك ابو رهف ..... رائف ولا حاجة غير ابو بنتي اللي لولاها عمري في يوم ما كنت عيشت في بيته ولا اخدت منه مليم ولا حتي اتكتبت علي اسمه
: يانشوي عفي الله عما سلف ...
تنهدت نشوي : اه ياسعاد بس لما يكون ما سلف مش أنه يدمر حياتي ويرميني انا وبنتي لكلاب السكك ....الحمد لله أن بنتي طلعت منها سليمه ومدفعتش تمن غلطته
:اهو كان طائش ومكانش يعرف ....إنما دلوقتي عقل واتغير واتعلم الدرس .....عيشوا سوا وربوا البنت
اشاحت نشوي بوجهها. : والنبي يا سعاد قفلي علي السيرة دي ....اتغير ولا متغيرش ميهمنيش ....
ها بقي قوليلي ناوين تتجوزا امتي
خفضت سعاد عيناها بقليل من الخجل بينما قالت بسعاده
هو محمود مستعجل ...بس انا بقوله نستني شويه
: ليه بس ....خير البر عاجله
ضحكت سعاد وهي تتذكر نفس تلك الجمله التي يقولها محمود لها دوما بينما منذ أول لقاء وهو شخص واضح وصريح لتتذكر دهشتها حينما رأته امامها بعد يضعه ايام
من تلك الليله : ازيك يا ست سعاد
: حضرة الأمين ازيك
...دي ايه الصدفه دي
حمحم محمود قائلا : بصراحه مش صدفه ...انا جاي مخصوص
عقدت جبينها : خير
قال بابتسامه هادئه : خير ... متقلقيش
نظرت له ليتحدث ليقول : بصراحه انا جاي ادخل البيت من بابه
لا تنكر أنها تفاجات بما قاله وتفاجات أكثر بينما يتحدث مع أخيها عز : لما شفتها بتضرب نفسها بالكوبايه قولت أنها اكيد مجنونه بس لما عرفت هي عملت كدة ليه ..قولت واحده جدعه زيها لازم يكون ليا نصيب فيها
ضحكت نشوي : والله بيفهم
ضحكت سعاد هي الأخري : اهو طلعنا بمصلحه من بنت ال...شاديه
تجهم وجهه نشوي وهي تتذكر تلك المرأة لتقول : منها لله
أومات سعاد وارتشفت من كوب الشاي الخاص بها قائله بتشفي : اهي اخدت جزائها واترمت في السجن
هزت نشوي راسها : وبرضه قليل عليها ....بس ربنا مش هيسيبها
ربتت سعاد علي يدها قائله : و هيعوضك انتي وبنتك
تنهدت نشوي : يارب ...انا كل اللي يهمني رهف تبقي مبسوطه
قالت سعاد بابتسامه : هتبقي أن شاء الله....الله اكبر عليها وهي فرحانه مع ابوها
ساد الصمت لحظات بينما لا تنكر أن رائف يحاول قدر الإمكان اسعاد تلك الصغيرة
..........
....
تردد اياد قليلا قبل أن يتجه الي المطبخ حيث وقفت هاجر تعد الطعام
: هاجر تعالي عاوزك
قالت وهي تقلب الطعام : ثواني يا اياد ...هخلص
قال برفق وهو يمسك الملعقه من يدها : معلش ...سيبي اللي في ايدك وتعالي
عقدت حاجبيها وهي تسير برفقته للخارج : في ايه يااياد
.....مالك ؟!
سحب نفس مطولا ثم زفره ببطء قبل أن يخبرها وهو يتطلع الي ملامح وجهها رد فعل علي ما يقوله عن تلك المراسلات التي تفاجا بها تأخذ منحني اخر من زوجه صديقه ....صمتت هاجر تستمع إليه ولا تنكر مقدار مفاجاتها بينما تري بضع رسائل من زوجه أحد أصدقاءه والتي كانت في البدايه مجرد كلام عادي عن مشكله بينها وبين زوجها وتدخل اياد بينهم لتجدها بعد ذلك ازدادت وأصبحت سؤال عنه وعن حياته وكانت اجابات اياد مقتضبه لتجد صور لها تسأله عن رأيه فيما ترتديه وهنا لم يجد اياد مفر من اخبار هاجر بعد أن أغلق كل شيء في وجهه تلك المراه
: اكيد مش هقدر اتكلم مع هاني في حاجة زي دي ...انا مش برد عليها وهي فهمت ... بس انا فكرت اني لازم اقولك
نظرت اليه هاجر بينما بدأت تفرك كلتا يديها تفكر في رد عليه ليأخذ اياد منها زمام الحديث ويتابع بصدق :
هاجر حبيتي ....انا بني ادم بسيط عارف أولي وآخري
عايش مبسوط معاكي ومش عاوز حاجة تعكر حياتنا وشوفت اني لو خبيت عنك هيكون غلط في حقك وثقتك فيا وعشان كدة قولتلك ....
رفعت عيناها إليه : وجوزها ...مش هتقوله
هز اياد رأسه متنهدا : لا ... موقف سخيف وهيخرب حياتهم
قالت هاجر وهي تهز كتفها : تستاهل
اوما لها : اكيد ...بس انا مش عاوز اخسر صاحبي ... مش هيقدر يبص ليا بعد كدة
ظلت هاجر صامته لحظة ثم أبعدت الهاتف من يده واقتربت منه ووضعت راسها علي صدره
احاطها اياد بذراعيه لتقول وهي تحتضنه : انا بحبك اوي يااياد ....
قبل راسها : وانا بموت فيكي
رفعت عيناها إليه بمشاكسه : يعني مبصتش علي صورها
رفع اياد حاجبه : عندك شك اني ابص لغيرك
هزت كتفها بدلال ؛ قولي انت
رفع وجهها وامسكه بين كفيه ونظر الي عيونها : اقولك ياستي . ... عمري ما ابص لواحده غير مراتي القمر دي ....وضع يده فوق بطنها التي انتفخت قليلا : ده كفايه البالونه الصغيرة دي
ضحكت هاجر ووضعت يدها فوق يده : خد بالك بدل ما البالونه تزعل وتزعلك
ضحك اياد : لا وحياتك كله الا الزعل .... انا ما صدقت تخطينا مرحله النكد
ضحكت هاجر بدلال : تخطينا مرحله النكد ...امال احنا في أي مرحله
مال اياد تجاه عنقها يمرر عليه شفتيه : احنا في مرحله الدلع ...
...........
....
خرجت حنان من غرفه خيري لينظر امير إليها بتساؤل : برضه مش عاوز يأكل
هزت راسها بأسي : بياكل لقمه بالعافيه ....تنهدت وتابعت وهي تهوي جالسه علي المقعد خلفها : وبعدين ياامير ...هنسيبه كدة
هز امير كتفه بقله حيله : مش عارف ياماما .....الدكتور قال إنه هو اللي رافض يتكلم لانه مكتئب ومفيش سبب عضوي لحالته دي
قالت حنان : طيب نشوف دكتور تاني ...لو فضل كدة هيجراله حاجة ...دي حتي هاله مش قادره عليه
اوما امير قائلا وهو يربت علي كتف والدته : معلش ... سيبيه الفتره دي ...برضه اللي حصل مش شويه
أومات حنان وهي تهز راسها بوجوم : عندك حق ...ده الواحد كأنه في حلم
.....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....جلست ندي تفكر بغل في كل من ظلمها واولهم فريد
نظرت لها رشا اختها باستجهان : ظلموكي ؟!!!!
أومات ندي بحقد : اه ...ظلموني ودمروا حياتي
قالت اختها وهي تهز راسها : لا طبعا .... انتي اللي ظلمتي نفسك محدش ظلمك
نظرت إلي اختها وتابعت : حياتك تفرق ايه عني
يا ندي .....احنا طلعنا في ظروف واحده بس انا خليته هدف ان ولادي ميعيشوش زينا وهما محتاجين ..... إنما انتي خليتي ظروفنا تكون وسيله تحققي بيها اطماعك ....
اتجوزتي واحد مش بتحبيه وكان بالنسبالك مش اكتر من بنك فلوس وبرضه مرضتيش ضيعتي ابنك وشغلك وحتي احترام اللي حواليكي..... كان ممكن تنفصلوا وتفضلي علي علاقه طيبه بنائل ياندي وكان يوسف هيفضل في حضنك ......
إنما انتي قطعتي كل الطرق ومعملتيش حسابك ان الطرق بتتقابل مهما طال العمر
بكت ندي بقهر : طيب اعمل ايه ...كل حاجة ضاعت مني ..ابني وبيتي وشغلي ....مبقاش عندي حاجة
زمت رشا شفتيها بتأثر لتربت علي كتف اختها : انسي اللي فات وابدئي من جديد
نظرت ندي الي اختها باستنكار : ابدأ ؟!
اومات رشا : اه ..دوري علي شغل
نظرت إلي اختها التي قالت باستدراك: شغل ليكي انتي مش عشان أنا متضايقه من قعدتك معايا ....لازم تبداي وتبني حياتك من جديد
........
...وهاهي لا تتردد في طرق باب نائل مرة أخري
تفاجأ نائل بها تدخل الي مكتبه
: انتي ايه اللي جابك هنا ؟!
قالت ندي : عاوزة ابني يانائل
تمسك نائل بأعصابه بينما يجيب بقطعيه: لا
حاولت التحدث : يانائل حرام تحرمه مني ..يوسف محتاج ليا
قام نائل من خلف مكتبه ليقول بغضب واضح : قصدك انتي محتاجاله عشان الفلوس
هزت راسها وفتحت فمها لتتحدث ولكنه لم يعطي لها فرصه ليقول بسخط :
اسمعي...دي اخر مرة تخطي برجلك ناحيه بيتي أو شغلي ...ويوسف اللي كان عندك استعداد تبيعيه تنسيه خالص ..فاهمه
...........
....جلس نائل لحظات يطرق علي مكتبه بغضب بعد خروج ندي ليسحب مفاتيحه ويغادر ....
أدار سيارته واتصل بالمحامي الذي طمأنه : لا طبعا يانائل بيه ....التنازل صحيح ومتقدرش تاخد الولد من سيادتك تحت اي ظرف
اوما نائل واغلق هاتفه : متشكر يامتر
اتصل بداليا بينما نظر في ساعته ليفكر بأخذها من عملها والخروج برفقتها ليتجاوز غضبه من مجرد رؤيه تلك المراه ......أعاد الاتصال ولم تجيب ليتجه الي عملها وما أن أوقف سيارته حتي كانت داليا تعيد الاتصال به بعد أن رأت هاتفها
: أيوة يانائل معلش ياحبيبي لسه شايفه التليفون
: ولا يهمك ياروحي ...انا كنت بكلمك عشان اعدي عليكي نتغدي برا
قالت داليا سريعا : معلش ياحبيبي مش هينفع عندي شغل كتير
تجمدت نظرات نائل وانعقد لسانه بينما يراها بنفس اللحظه تخرج من مقر عملها وتتجه الي سيارتها المتوقفه بالاسفل ....
: نائل
...أخرجه صوتها من جموده بينما للحظه لم يفهم كذبها عليه وادعاءها أن لديها عمل فيما يراها تغادر بنفس اللحظه
لم يخرج من شفتيه الي همهمه خافته وعيناه متركزة عليها وهي تتحرك بسيارتها : ها....
قالت داليا : معلش ياحبيبي ..انا كلها ساعتين واكون خلصت هعدي أخذ يوسف من الحضانه وبعدين ارجع البيت ..ولا اقولك ....خلينا نتغدي كلنا عند طنط
اوما بوجوم واغلق ولكنه سرعان ما كان يتحرك خلفها وكل الظنون تعصف برأسه .....!!
...
........
اتسعت عيون الفتيات بترقب بينما سألت ورد هاجر : وعملتي ايه ؟!
قالت هاجر بثبات وثقه : ابدا ....بعت لها مسج اني شوفت كلامها مع اياد وقولتلها ان ميصحش ست محترمه تعمل كدة وان اي راجل تاني كان هيفهمها غلط ولان جوزي بيحبني وبيثق فيا قالي علي كل حاجة
اتسعت عيون هايدي بعدك تصديق لتقول : ياعقلك ...لا كدة تصفيق حاد لهاجر ...من أمتي العقل ده
ضحكت مهدئا بمشاكسه وهي تضع يدها فوق بطن اختها المنتفخه : لا ده الواد ده عقلك اوي
ابتسمت هاجر قائله : مش ولد
اتسعت عيناهم لتقول هايدي : طلعت بنت
أومات هاجر بقليل من الحيرة : اه .... بس مقولتش لسه لاياد
: ليه
هزت كتفها : خايفه يتضايق ويكون نفسه في ولد
هزت هايدي راسها : لا مفتكرش ...اياد مش ممكن يكون تفكيره كدة ....التفتت الي ورد التي غص حلقها دون إرادتها : مش كدة ولا ايه ياورد
أومات ورد بينما اهتزت شفتيها بحزن لامس قلبها دون إرادتها
أسرعت هانيا الي هاله تخبرها بأن هاجر حامل بفتاه لتسرع هاله إليهم بابتسامه واسعه
انسحبت ورد بخجل بينما عادت عقده النقض تلح علي قلبها من أجله .....من حقه أن يكون له طفل وهي لاتستطيع اعطاءه له
خفضت هايدي عيونها بألم بينما شعرت بما تشعر به ورد لذلك لم تقل أنها هي الأخري حامل حتي لاتجرحها
.......
عقد نائل حاجبيه بينما يراها توقف سيارتها اسفل هذا العقار الضخم وتتجه الي الداخل .....
بأقدام متعثرة صعد الدرج حيث سبقته داليا ليتفاجيء بعياده أحد الأطباء ....
ابتسمت داليا للفتاه التي قالت : الدكتور مستني حضرتك اتفضلي
دخلت داليا لتستدير الفتاه الي نائل الذي ما زال مشتت لا يفهم شيء ....
حمحم قائلا بينما سألته الفتاه : افندم
: المدام الي دخلت .......داليا انا جوزها
أومات الفتاه بابتسامه هادئه : اه.... اتفضل
ما أن فتح الطبيب فمه ليتحدث مع داليا حتي تفاجأ بدخول نائل الذي انصدمت داليا لرؤيته
نظر له الطبيب باستفهام ليقول نائل بصوت متعلثم : انا جوزها
ابتسم الطبيب قائلا : كويس انك جيت..... كنت لسه بهكلم مع مدام داليا عن اول مرحله في العلاج
نظرت داليا إلي نائل بتوتر ولم تعي شيء من كلام الطبيب بينما تركزت نظراتها علي ملامح نائل وهو يعرف بما تخفيه عنه ......
ساد الصمت بينهم لدي نزولهم من عياده الطبيب ولكن
ما أن دخلت داليا الي سيارته حتي تفاجات به يقول :
ازاي تخبي عني حاجة زي دي ...
كنت للحظه أن كلامه يحمل هجوم ولكنها تفاجات به يكمل وهو يمسك بيدها : ازاي تعيشي كل ده لوحدك
ياداليا
خفضت داليا عيناها قائله بصوت مختنق بالدموع : مكنتش عاوزة اكون ناقصه في نظرك
شدد نائل علي يدها : وهو ده بأيدك .....
رفعت عيناها التي امتلئت بالدموع إليه متفاجاه بحنانه ورفقه بها ليسرع نائل يبعد تلك الدموع من عيونها : داليا حبيتي متعيطيش .....
انتي دموعها بغزارة : انت مش زعلان مني
هز رأسه سريعا : لا طبعا ....لو زعلت في حاجة هو انك خبيتي عليا
: خوفت تسيبني
هز رأسه : متخافيش من اي حاجة ... وبعدين ازاي تفكري كدة ...انا بحبك ياداليا ومعنديش اي استعداد اخسرك تاني ....
رفع وجهها إليه بحنان ومسح دموعها قائلا : هو لو بدلنا الاماكن انتي هتسبيني
هزت راسها : لا ...
ابتسم لها : يبقي ازاي تفكري اني ممكن اعمل كدة .....
: بس ....بس انا مش بخلف
قال برفق وهو يربت علي كتفها : مفيش حاجة مستحيله وانتي سمعتي كلام الدكتور. ..في علاج واحنا هنعمل اللي علينا ....
ولو محتاجه تسافري برا تتعالجي انا معاكي ..... وده المهم ..... اني معاكي في أي حاجة وهشاركك كل حاجة الوحشه قبل الحلوة
تهادت ابتسامه لوجهها من بين دموعها : انت اتغيرت
ابتسم لها ومال يقبل وجنتيها : علي ايدك
..........
خرج رفعت الي الشرفه حيث جلسته المفضله هو وفريد ليجده متكيء علي السور وشارد بوجوم
وضع صينيه القهوة فلم ينتبه له فريد الشارد الذي سرعان ماالتفت له حينما شعر بيده تربت علي كتفه برفق
: مالك ياسيادة المستشار
تنهد فريد وهز رأسه : ابدا
نظر له رفعت بعدم تصديق : لا ازاي بقي ده انت شكلك متضايق...ايه يا حبيبي متخانق مع ورد
هز رأسه : لا خالص بالعكس
ابتسم رفعت : ربنا يخليكم لبعض.....طيب هاله والبنات كويسين
اوما فريد : اه
ساد الصمت لحظات قبل أن يقطعه فريد بتردد : عمي
قال رفعت بتلهف : نعم
قال فريد بتردد : هو بصراحه انا محتاج منك حاجة
هز رفعت رأسه سريعا : قول يافريد
فرك فريد وجهه قليلا قبل أن يقول : محتاج مبلغ منك
اوما رفعت سريعا : طبعا ايا ابني .....اللي انت عاوزه
قال فريد بحرج : بس هو مبلغ كبير شويه ....كام شهر وارجعه لحضرتك
: اللي انا املكه كله ليك ......ومتشغلش بالك بأي حاجة
الصبح انزل البنك اسحب لك اللي انت عاوزه
قال فريد بامتنان : شكرا ياعمي ربنا يخليك
ربت رفعت علي كتفه : حبيبي يافريد . .... انت ابني
.........
....
نظرت ورد بدهشه الي فريد : بتعمل ايه ياحبيبي ؟!
التفت فريد لها قائلا : بجهز شنطتنا
عقدت حاجبيها بدهشه : ليه ؟!
امسك بكتفها قائلا : عشان بعد بكرة أن شاء الله هتعملي العمليه فأنا حجرت لينا كام يوم في أوتيل قريب من المستشفي .
نظرت ورد له بينما دق قلبها بقوة .....يراعي مشاعرها ويفعل المستحيل من أجلها ...كانت تفكر بكيف ستبرر لهاله غيابها بوقت تلك العمليه و تعبها بعدها لتجده قد قام بترتيب كل شيء من أجل ألا يجرحها
قال لهاله باليوم التالي :
ماما انا مسافر يومين شغل . .....وهاخد ورد معايا تغير جو
ابتسمت هاله له : ترجعوا بالسلامه ياحبيبي
جلست ورد بملامح واجمه علي الفراش الوثير بتلك الغرفه بالفندق
جلس فريد بقربها قائلا : مالك ياحبيتي
التفتت له ونظرت إليه طويلا قبل أن تقول بجديه : فريد انا حملتك كتير اوي
رفع حاجبه : تاني الكلام ده ياورد
قالت بإصرار : لازم اتكلم . ...تكاليف العمليه والفندق
والعلاج كل ده حمل عليك
هز رأسه وقاطعها : متشغليش بالك بأي حاجة
: ازاي بس يافريد
امسك بكتفها : اسمعي الكلام وطول ما انا عايش متفكريش في أي حاجة ......مرر يداه علي شعرها بحنان وتابع : ياورد ياحبيتي انا مفيش حاجة بفكر فيها إلا سعادتك
خرج صوتها متحشرج بالدموع : وسعادتك
ابتسم لها بحنان وجذبها الي حضنه : بتكمل لما بشوفك مبسوطه ....
ضمت نفسها إليه قائله : انا بحبك اوي
قبل راسها واخذ يمرر يداه بحنان علي شعرها قبل أن يرفع وجهها ويقول بشقاوة ....طيب ايه بقي مفيش إثبات لموضوع بحبك اوي ده
ابتسمت له : قولي اثبت ازاي وانا اثبت
ضحك بمرح : نتفرج علي مسرحيه
افلتت ضحكتها قائله : وانا اللي مخي راح حته تانيه
سرعان ما دفن رأسه بعنقها : ماهو انا مخي دائما في الحته التانيه ...بس قولت اضحك عليكي بموضوع المسرحيه
ضحكت ورد ومررت يدها علي لحيته ومالت عليه تقبل كل انش بوجهة وتهمس : بحبك
..........
.....
تألمت نشوي وهي تحاول أن تقوم من الفراش بينما تشعر بألم شديد في كل انش من جسدها منذ ليله امس وقاومت هذا الصباح بينما تجهز ابنتها للذهاب للمدرسه ولكن الالم اشتد لتقول لنفسها بينما لا تستطيع القيام من الفراش : باين اخدتي علي الراحه يانشوي . .. ايه شويه برد هيخلوكي تنامي في الفرشه
حاولت أن تضغط علي نفسها ولكن جسدها الواهن لم يساعدها لذا تراجعت مجددا تندثر بالاغطيه بينما شعرت بالبرد لترتاح قليلا بينما ابنتها ماتزال في مدرستها
..........
...
عقد رائف حاجبيه حينما لم تفتح نشوي الباب لرهف التي صعد برفقتها ووقف لدي المصعد بانتظار دخولها والاطمئنان عليها
نظرت رهف الي إليها بقلق : ماما مش بتفتح
اتجه إليها قائلا: متقلقيش يمكن راحت مشوار
قالت الفتاه بخوف وقلق واضح : هتروح فين ...دي مش بتخرج
اوما رائف بينما يتفهم خوف الفتاه علي والدتها وتعلقها الشديد بها : متخافيش استني ....معايا مفتاح
أخرج نسخه المفتاح من سلسله مفاتيحه الفضيه وسرعان ما فتح الباب لتدخل رهف تركض بقلق الي غرفته والدتها : بابا
اسرع رائف علي صوت ابنته المذعور ليجد القلق يغلف ملامح ابنته : ماما ...ماما تعبانه اوي
قال بقلق وهو يقترب من نشوي التي كانت بعالم اخر بينما سرت الحمي بجسدها الواهن: مالها
: سخنه اوي ومش بترد عليا
قال برفق وهو يمد يداه يتملس جبين نشوي الملتهب : متقلقيش
أخرج هاتفه بسرعه واتصل بأحد المستشفيات التي سرعان ما ارسلت طبيب لمعاينة نشوي
: هتبقي كويسه هتاخد الحقن دي بانتظام مع الادويه
تاكل كويس وترتاح يومين
وقفت رهف بجوار إبيها الذي اطمئن لانخفاض حرارة نشوي بعد أن أعطاها الطبيب تلك الحقن ليقول بحنان : انتي اكيد جعانه ....ايه رايك اطلبك اكل
قالت بحماس : طيب ما نعمل احنا
ابتسم لها ووافق سريعا ليدخلوا سويا الي المطبخ
شعور غريب انتاب رائف بينما وقفت رهف تعقد له مريول المطبخ وتقول بمرح : يلا وريني شطارتك يابابا
ضحك رائف : ايه ده.... انا قولت انتي هتعملي
ضحكت رهف :
مش بعرف ماما كانت بتعمل كل حاجة
اوما وربت علي شعرها بحنان : ماشي نشوف النت اكيد فيه وصفات
اعطي ابنته هاتفه : خدي اختاري تحبي نطبخ ايه
نظرت رهف للهاتف بانبهار
ليقول رائف بحب : عاجبك
ابتسمت الفتاه : اوي
قال رائف برفق : بس كدة ....اجيبلك احسن منه لو ماما وافقت
عقدت نشوي حاجبيها وهي تحاول أن تفتح عيونها الواهنه
لتنتفض سريعا ما رأت الساعه تجاوزت الخامسه عصرا
: رهف
قامت من الفراش بتخبط ولكن سرعان ما
تباطأت خطواتها حينما. استمعت لتلك الاصوات الاتيه من المطبخ
قال رائف بحنان وهو ينظر لابنته وهي تتناول طعامها لتقول : كل يا بابا انت كمان
اوما لها وأمسك بالشوكه ولكنه لم يستطيع منع سؤاله : زعلانه مني يارهف
هزت راسها سريعا : لا ... بس نفسي تصالح ماما
نظر إليها متنهدا : في حاجات مش بتتصلح بسهوله كدة .... وانا غلطت في حقها جامد اوي
قالت الفتاه ببراءه : بس ماما طيبه
اوما رائف باعتراف : عارف بس انا مش طيب
: ليه يابابا ....ماما قالت ليا أن ....يعني الظروف كانت ضدكم وان جدو عمره ما كان هيوافق تتجوزا
نظر رائف الي ابنته بينما لم تخبرها نشوي بحقارته معها ليحمل ذنب اخر تجاه تلك المراه التي فعل بها الافاعيل
عادت نشوي الي فراشها لتندثر بالاغطيه وهي لا تصدق أن من كان يتكلم مع ابنتها هو رائف ....!!
جلس فريد فريد واجم لينظر إليه رفعت بتأثر بينما لم يجد ملجأ له سوا ليخبره
: مش عارف اقولها ايه
قال رفعت بتشجيع : قولها الحقيقيه وخدها في حضنك
هز فريد رأسه بينما يدرك أنها لن تحتمل معرفه فشل العمليه : مش هتستحمل
قال رفعت برفق : هتتحملوا كل حاجة سوا ....عارف أنه صعب عليكم
نظر فريد الي عمه الذي تابع : اوعي تفكر اني مش حاسس بوجعك اللي بتحاول تخبيه عشانها.... بين لها وجعك وانتوا الاتنين هتداوا بعض
قال فريد بحزن :
مش هقدر
قال رفعت بتشجيع : قدرت علي كل حاجة... هتقدر علي محنه صغيرة زي دي
ان كان وجعه قيراط فهو مليون بينما شعر بدمعه ساخنه تنساب من عيونها وتسقط علي ذراعه الذي نامت فوقه بينما كبحت دموعها أمامه بعد أن لم يحتاج لكلمات تفسر وجهه الذي قرأت تعابيرة
أدارها فريد إليه لينظر اليها بعيون فاضت حنان فسرعان ما تنساب دموعها أخذها بحضنه بقوة وتنفس رائحتها قائلا بحنان : بس يا حبيتي متعيطيش... هنعيد العمليه تاني وهتنجح.... وحياتي عندك لو بيتحبيني متزعليش ...!!
الاخير ٥
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت نشوي عيونها الواهنه حينما لامس هذا الشيء البارد جبينها ....عقدت حاجبيها حينما وجدت رائف قريب منها بينما تلمست يدها تلك المنشفه المبلله التي وضعها علي جبينها ....حاولت الاعتدال سريعا بينما تسعيد كامل وعيها ...ماذا يفعل...؟!
هل يقوم بعمل كمادات لها ...؟!
خرج صوتها متعلثما ...انت ..انت بتعمل ايه هنا!؟
قال رائف بهدوء بينما يمسك بيدها التي حاولت بها ابعاد الكمادات الباردة عن جبينها : اهدي ...دي كمادات عشان لقيتك سخنه
أبعدت يده بجفاء واضح ما أن لامست يدها وهتفت بانفعال : اوعي كدة ..انت مالك بيا سخنه ولا باردة ...
نظر لها بعتاب تجاهلته نشوي واحتدت نبرتها وهي تكمل : ايه عاوز تمن قعادك جنبي وانا تعبانه
اتسعت عيون رائف بصدمه مما نطقت به : ايه اللي بتقوليه ده يانشوي ...؟!
هتفت بحنق وهي تهب واقفه من الفراش : بقول اللي اعرفه عنك .....مش كل حاجة عندك وليها تمن يا رائف بيه ولا ايه ؟!
خفض عيناه وكور قبضته بضيق واضح من هجومها عليه ......ومن ظن أن مجرد بضع ايام تغير بها ستنسيها ماعاشته في الماضي معه
لم يجد رائف شيء يقوله إلا : اهدي ....
.انتي لسه تعبانه
هتفت بانفعال : قولتلك ملكش دعوه بيا تعبانه ولا اموت
....رفعت إصبعها أمام وجهه وهتفت بضيق : اسمع .....انا مشفتش منك الا كل شر واللي بتعمله مع رهف ده عشان تعوضها عن اللي عاشته بسببك إنما أنا مش عاوز من وشك حاجة فاهم
فتح فمه ولكن لم يجد كلمه فهي محقه في كل ما قالته ومحقه في كراهيتها له ....
اتجه الباب الغرفه : ماشي يانشوي عندك حق في كل كلمه قولتيها مش هجادل .....انا بس كنت خايف عليكي
وعشان كدة قولت افضل جنبك لغايه ما تخفي ....مش عشاني بس عشان خاطر رهف خدي الدوا وخدي بالك من نفسك
أزاحت الادويه من جوارها بهياج هاتفه : مش عاوزة منك حاجة .....وفر خوفك لنفسك
وقفت ترتجف من فرط انفعالها تنظر له بغضب ليشيح رائف بوجهه وينصرف بخطوات حانقه ..... ليس منها بل من نفسه
لا يعهد سكوته عن اهانه وحتي ان كان يسحتقها ولكنه صمت فهي يحق لها أن تفعل ...أصبح ممزق بين ما كان عليه وعهده في نفسه وما أصبح عليه ومازال لم يعهده ....
........
.............
اعتدل فريد واقفا سريعا من خلف مكتبه حينما تفاجيء بعمه رفعت يدخل إليه ،: صباح الخير يا سياده المستشار
: عمي .... صباح النور ....ايه المفاجاه دي !!
ابتسم رفعت وهو يحتضنه بحنان بينما شعر بأسي شديد من أجل ما يمر به هو وزوجته : قولت اعدي عليك
نظر له فريد بامتنان بينما يدرك بما يختلج صدره من حزن من أجله ....ربت رفعت علي كتفه بحنان : عامل ايه ؟!
قال فريد وهو يهز رأسه : الحمد لله
سأله رفعت : و ورد عامله ايه ؟!
تنهد فريد قائلا : هتعمل ايه .... مهما تحاول تبين قدامي انها مش زعلانه بس انا حاسس بيها ....بقالها يومين مكتئبه ومش بتاكل وحتي اخواتي مش بتنزل تقعد معاهم ولا مع امي .... مكسورة وحاسه أنها مقصره معايا
اوما رفعت ومرر يداه برفق علي كتف فريد قائلا : اسمع يافريد من عمك .....انا عارف أن اللي بتمروا بيه مش سهل عليكم بس انتوا مش اول اتنين يواجهوا مشاكل لازم تخرجها من الحاله دي...
: بحاول
ابتسم رفعت بحنان قائلا : انا عارف انك واقف جنبها ....وزي ما الدكتور قال كام شهر وجربوا مرة تانيه وان شاء الله هتنجح
اوما فريد بأمل : أن شاء الله
ابتسم رفعت قائلا ؛ وانا بقي جبتلكم حل يطلع ورد من الحاله دي
نظر له فريد ليكمل رفعت : ورد هتشتغل
عقد فريد حاجبيه باستفهام ليكمل رفعت : خليها تشتغل عشان تنشغل عن التفكير في الموضوع ده شويه
....وانا كمان لقيت ليها شغل
: بتتكلم جد ياعمي
: طبعا ياحبيبي انا كلمت ليها واحد صاحبي ولقيت ليها شغل حلوو جدا ومناسب لدراستها
تردد فريد : أيوة بس ...قاطعه رفعت : مفيش بس ...اسمع مني الشغل هيشغلها شويه عن التفكير وهيحسن نفسيتها وبعدين هتشتغل قريب منك ...
لم ينتظر ليعود إليها سريعا بعد انتهاء عمله ليخبرها بعد أن اقتنع بكلام عمه ....
فتح الباب ودخل ..ورد ..حبيتي
وقف مكانه بدهشة حينما لم يجدها بالمنزل ..استغرب عدم وجودها بينما صعد للتو من منزل والدته ولم تكن بالاسفل ....وقعت عيناه علي تلك الورقه الموضوعه علي الكمود
( فريد انت تستاهل كل الخير اللي في الدنيا ...كمل حياتك مع واحده تستاهلك اكتر مني وتقدر تسعدك
بحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك )
كور الورقه بقبضته واندفع للخارج بغضب مما فعلته ..
...!!
:
: ورد
اندهش رفعت الذي كان يخطو الي داخل المنزل ليجدها تحمل حقيبه بيدها وتتجه الي الدرجات التي تؤدي لمنزل أهلها
: ايه يابنتي مالك ؟!
حاولت اخفاء دموعها : مفيش
وقف رفعت امامها وقال بحنان : مفيش ازاي ...وايه الشنطه دي
....رفعت عيناها الباكيه إليه بينما يسألها : اوعي يكون الواد فريد زعلك
يعرف أنه لم يفعلها فهو كان معه منذ وقت قليلا
بكت ورد وهي تهز راسها : لا ياعمو انا اللي مزعلاه
ابتسم رفعت بحنان قائلا : طيب ممكن نطلع نتكلم فوق
هزت راسها : اصل انا .....قاطعها رفعت قائلا :
انتي جايه لبابا ....طيب وهو انا مش زيه
ابتسم لها بحنان قائلا : خلي الاستاذ مختار للكبيرة وانا فضفضي معايا....ممكن
أومات ورد ليحمل رفعت الحقيبه عنها ويشير لها أن تصعد برفقته ....بحنان شديد ربت رفعت علي كتفها بينما تبكي وتخبره كم تشعر أنها غير كافيه له بسبب عدم قدرتها علي الانجاب
: وده يخليكي تسيبيه
قالت ورد من بين دموعها : لازم عشان مظلمهوش معايا اكتر من كدة
: وهو قال إنه مظلوم
هزت ورد رأسها : مش هيقول ....بس حقه يبقي سعيد ويكون له طفل
قال رفعت بسماحه : وهيبقي أن شاء الله ..... بس احنا نقول يارب
تنهدت ورد بأمل : يارب ....
ابتسم رفعت وربت علي كتفها بحنان قائلا : يلا حبيتي اغسلي وشك واهدي وانا هكلم فريد زمانه قلقان عليكي
قالت ورد وهي تهز رأسها : لا لو سمحت ياعمو ....
: ليه بس ياحبيتي ..احنا مش قولنا خلاص
: بس ياعمو انا عاوزة ابعد شويه يمكن يقدر يشوف حياته مع حد غيري يستاهله
قال رفعت بجديه : انتوا الاتنين تستاهلوا بعض ياورد ...
..... قومي اغسلي وشك ومتفكريش في أي حاجة من دي
ما أن قامت حتي امسك هاتفه واتصل بفريد وأخبره
: ورد عندي
قال فريد الذي كان يوقف سيارته اسفل منزل أهلها : انا تحت
: تمام ....اطلع عندي
نظر رفعت الي الممر حيث دخلت ورد لتغسل وجهها ليتجه الي الباب
همس لفريد :
هي جوه بتغسل وشها ..... اتكلم معاها وانا هنزل عشان كان عندي مشوار
اوما فريد ليربت رفعت علي كتفه قائلا بينما لمح غضب فريد : فريد واحده واحده عليها
اغلق الباب ووقف بتاهب بانتظار خروجها ....
تفاجات ورد به امامها بينما تجفف وجهها
: فريد !!
.......
عقد هاشم حاجبيه :
يعني ايه مش عاوزة فرح
قالت هديل ببساطه : يعني مش عاوزة فرح ياهاشم
: ليه مش زي كل البنات
هزت كتفها بدلال : انت شايف ايه ؟!
ابتسم لها بحب :
شايف احلي بنت في الدنيا
ضحكت قائله : مش اوي يا كابتن
: لا اوي ويلا اختاري مكان للفرح
قالت بجديه وهي تهز راسها : لا.... هاشم انا بتكلم جد مش عاوزة فرح
تنهد هاشم قائلا : هديل لو علي التكاليف متشغليش بالك انا عامل حسابي
هزت راسها بتهذيب : لا خالص انا بس بقول مفيش داعي
نظر لها باستفهام : ليه ؟!
: اهو كدة وخلاص ..نكتب الكتاب ونتجمع في أي مكان نحتفل عيلتنا وعيلتك ونبقي نسافر بالفلوس نتفسح
: حبيتي متشغليش بالك .....هعملك كل اللي نفسك فيه
رفعت هديل عيونها إليه قائله : قولت ايه ؟!
قال هاشم : هعملك كل اللي نفسك فيه
: لا قبلها
وضع يده فوق يدها ونظر الي عيونها قائلا : قولت حبيتي
سحبت يدها بخجل قائله : قول بس
ضحك بصخب : ليه بقي ممنوع اللمس
أومات بخجل : اكيد
ضحك: ماشي
عاد ليضع يده مجددا قائلا : ها .... نفسك في ايه
تظاهرت بالتفكير بينما سرت القشعريرة بجسدها بينما يده تلامس يدها : نفسي في اللي قولتلك عليه
قال هاشم بحب : وانا نفسي اعملك الفرح اللي بتحلمي بيه
: بس انا ياهاشم نفسي في حاجة بسيطه
هز كتفه : خلاص نعمل فرح بسيط
: انت دماغك ناشفه ليه كدة
: عشان أنا الراجل ولازم كلامي يتسمع
نظرت له بمرح : ايه ده....لا متفقناش علي كدة
ضحك قائلا : نتفق
.........
...
اوما ايهم بينما هانيا لا تتوقف علي الإشارة لتلك الصور
: ولو عملنا فرحنا هناك كمان تحفه ....ايه رايك ؟!
قال ايهم بحنان : حلو ياحبيتي اختاري المكان اللي يعجبك
عادت لتنظر الي الصور ولكن ايهم كان شارد .....لترفع اليه عيونها : انت مالك سرحان في ايه..... لو مش عاجبك المكان نغيره
هز رأسه : لا خالص....ده فرحك اختاري اللي يعجبك
: وانت ؟!
: انا ايه
قالت بحمره وجهه : مش فرحك
اوما بابتسامه هادئه : اه ياروحي ... بس ده يومك انتي
قالت بدلال : طيب ماهو يومنا لازم نختار تفاصيله مع بعض
اوما لها قائلا بحنان : تمام زي ما تحبي وريني
أغلقت الحاسوب قائله : لا قولي الاول انت سرحان في ايه
حك ذقنه بصراحه قائلا : خايف
عقدت حاجبيها باستفهام : من ايه ؟!
تفاجات به يقول : من النتيجه
ضحكت هانيا : نتيجه ايه . ...هو انت اللي امتحنت ولا انا
: انا
رفعت حاجبها : ياسلام
اوما بجديه : طبعا مش طنط حماتي موقفه جوازنا علي نجاحك
قالت بعدم اكتراث : هنجح متقلقش
قال ايهم بجديه : وحياتك مافي حاجة قلقاني الا تكبير دماغك ده
: ماهو انا بنجح كل سنه
نظر لها بخبث : مش اوي يا حبيتي وخليكي صريحه
حمحمت قائله : يعني ماده ولا حاجة مش سقوط
اتسعت عيون ايهم : لا ابوس ايدك ....السنه دي مفيش مواد في نجاح ...هانيا انتي مش كل ماده تقولي ليا انك حليتي كويس
ضحكت بصخب : للدرجه دي قلقان ....ياحبيبي كبر دماغك... حتي منجحتش السنه دي هنجح السنه الي بعدها
اتسعت عيناه برفض : ومين يستني سنه كمان. لا بقولك ايه احنا نتصرف نعمل ايه حاجة قبل ما النتيجه تظهر
نظرت له بدلال : نعمل ايه ..؟!
حك ايهم ذقنه قائلا : اي حاجة...نزور النتيجه أو اخطفك مثلا واتجوزك وأصلح غلطتي
ضحكت هانيا بصخب ليزجرها ايهم : وطي صوتك .....بتضحكي علي ايه
قالت هانيا وهي تحاول ايقاف ضحكتها الناعمه : علي اللي بتقوله ....ايه ياايهم قلبت زعيم عصابه
هز كتفه : انا مستعد اعمل اي حاجة بس اتجوزك
اجتاح الخجل وجهها الجميل :
تخطفني
: اه ....ايه رايك ؟!
ضحكت قائله : رأي تعقل ..فين ايهم العاقل الراسي
امسك بيدها قائلا : بقي مجنون هانيا ....
..........
...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
وقفت ورد بضيق تتطلع الي فريد الذي افترش بعض أوراق عمله أمامه علي الطاوله الرخاميه بينما اخذ منها موقف منذ عودتهم من منزل عمه ولا يتحدث معها بعد ما فعلته
: فريد
قال بينما لم يرفع عيناه عن اوراق عمله : نعم
: تحب تتعشي
هز رأسه : لا ماليش نفس
: ليه
قال باقتضاب : عادي ياورد كلي انتي
حمحمت وعادت لتسأله : طيب مش هتنام
هز رأسه : لا انا عندي شغل
عادت الغرفه ولكنها بعد قليل اتجهت اليه مجددا
: فريد
رفع عيناه إليها لتقترب منه وتجلس بجواره
: انت زعلان مني
نظر لها بطرف عيناه قائلا : لا
: امال مش بتكلمني ليه
قال بجديه : مخاصمك
رفعت حاجبها : انت مش قولت انك مش زعلان مني
اوما : اه
: امال مخامصني ازاي
التفت لها ونظر إليها قائلا : ابدا ....بس ببعد عنك زي ما كل مرة تعملي
خفضت عيناها بخجل ووضعت يدها علي كتفه : طيب متزعلش
التفت لها بجديه : لا زعلان ياورد . ... عشان انتي بسهوله فكرتي تسبيني ومش بس كدة لا كمان فعلا نفذتي وسبتي البيت
هزت راسها : مش قصدي بس خوفت اظلمك ....
عقد حاجبيه بامتعاض : ومكنتيش خايفه عليا من بعدك يعذبني
: ماهو انا كمان كنت بتعذب
صمت ينظر إليها لتقترب منه وتكمل : انا كل ما بفكر اني مش قادره اجيب لك طفل وانك اتحملت كل ده
قاطعها : مشتكش ياورد
قالت بغصه حلق : ومش هتشتكي
قال فريد بانفعال : عشان معنديش شكوي ياورد .. .. كفايه عليا وجودك
أمسك بكتفها وتابع : انا بحبك وعندي امل ربنا يكرمنا بس احنا نعمل اللي علينا
تحشرج صوتها بالدموع : عملنا وفشلت
رفع وجهها إليه قائلا : نعمل تاني وتالت ايه المشكله
انزلقت دمعه من عيونها : وانت ذنبك ايه
امسح دموعها سريعا : وانتي ذنبك ايه ياحبيتي
.....ورد دي اراده ربنا
: ونعم بالله
ابتسم لها وضمها إليه بحنان : انا راضي بكل اللي كاتبه ربنا وكفايه عليا وجودك في حياتي
لم تجد.شيء تقوله أمام هذا الكيان الضخم من الحنان الجارف لتقبل وجنته بحب : متزعلش مني
احاطها بذراعه: مش زعلان
ابتسمت له ومسحت وجهها : طيب هنتعشي
داعب وجنتيها قائلا بمكر : هنعمل العشا سوا
ضحكت قائله : انا عملت خلاص
ضحك بخبث وهو يميل تجاه شفتيها : نعيد تاني .. انتي عارفه علاقتي بالمطبخ
ضحكت ورد ليمسك وجهها ويقبل شفتيها قائلا : انا عاوزك تضحكي علي طول
أومات له ليكمل : واياكي مرة تانيه تفكري تبعدي عني ولا تسيبي البيت
ابتسمت وهزت راسها قائله : ماشي
يلا نحضر العشا سوا
ابعد اوراق عمله وجذبها إليه قائلا : لا خليكي في حضني
كم كانت بحاجه الي حضنه لتستكين بداخله بينما تغمض عيناه باستسلام لقبلته العاصفه والتي انتهت بنوبه حب عاتيه .. ..
اراح راسها فوق صدره العاري وأخذ يمر. يداه بين خصلات شعرها
قائلا : تعرفي اني كنت مجهز ليكي مفاجاه
رفعت راسها سريعا بحماس : ايه !!
هز كتفه : توء ....مش هقول
مالت عليه بحب : لا قول عشان خاطري . ..
قال بمرح : تدفعي كام
قالت سريعا : عمري كله عشانك
ابتسم وضمها إليه : انتي حياتي
رفع ذقنها إليه وغمز قائلا : من اول مرتب هتعزميني علي العشا
نظرت له لحظات بعدم فهم ....قصدك
هز رأسه : اه هتشتغلي
...........
...
نزل امير من سيارته حينما رأي رائف ينزل من سيارته هو الاخر أمام منزله حيث جلس بانتظاره
: ايه مفيش اتفضل
أشار رائف له : تعالي
صعد امير برفقته ليري ملامح وجهه المتجهمه : مالك
هز رائف رأسه وهو يرتمي علي أحد المقاعد : مفيش
قال امير بمشاكسه : هتخبي عني
نظر له رائف بطرف عيناه : وانت كنت تعرف حاجة عني
قال أمير بثقه : اه اعرف
نظر له رائف ببرود متعمد : تعرف ايه بقي يا فيلسوف
قال امير ضاحكا من وسط هموم قلبه لهذا الشتات بين عائلته : اعرف انك قاصد تبعد عشان فاكر انك ضعفت لما اتغيرت
نظر رائف بطرف عيناه ليكمل امير : هتفضل بعيد لغايه امتي يارائف ....
هتف رائف بنبره خاويه : علي طول .....كدة احسن
نظر له امير بجبين مقطب : احسن لمين
: للكل
ساد الصمت لحظه بينما يدرك امير ما يعيشه أخاه من صراع ليقول : ابوك تعبان يارائف وكل الدكاترة قالوا إن تعبه ده نفسي
زفر رائف فهو يعرف بينما حنان لا تتوقف يوميا عن الاتصال به : وانا هعمل ايه
قال أمير بجديه : تروح له...و تتكلم معاه
صمت رائف ليكمل امير : انت لازم تتكلم مش هينفع تفضل ساكت و واخد جنب من الكل ....
هتف رائف بعدم اكتراث مزيف : مش هيجيب نتيجه
قال امير برفض : مين قال كدة .... انت كنت حاولت
: حاولت معاها ومنفعش
فهم امير أنه يتحدث عن نشوي ليقول : اللي عملته مش اسمه محاوله...... نشوي حقها تعمل معاك اكتر من كدة
وحقها انك تطلب تسامحك
هز رأسه : مالوش داعي مش هتقبل
قال امير بإصرار : جرب .....مش هتخسر حاجة
ابوك لو تكلمت معاه هيخف ونشوي لو تكلمت معاها هتسامحك وانت هترتاح
ظل رائف صامت ليكمل امير : اسمع مني .... انا سمعت كلامك واستسلمت أنها عن انها مش هتسامحني بس انا غلطان كان لازم اتكلم معاها واحاول..... قاطعه رائف منتفضا من معني كلمات أخيه : هي مين.....؟!
اوعي يكون
قال امير بجديه : ورد يارائف
انصدمت ملامح رائف هاتفا : انت اتجننت ....انت لسه بتفكر فيها
: عمري ما بطلت تفكير فيها ...
هتف رائف بانفعال : تبقي مجنون ....ياابني افهم احنا اذينا البنت دي جامد ..... ابعد عنها وكفايه
قال أمير بإصرار : لازم تسامحني
قال رائف بغضب : مش هتسامحك افهم بقي
.....امسك بكافه يوبخه : هو انت كنت دوست علي رجلها عشان تقولي تسامحك ......الحاجة الوحيده اللي تقدر تعملها انك تبعد عنها
هز رأسه برفض : مقدرش
قال رائف بجديه : تقدر ......هو اللي خلقها مخلقش غيرها
: بحبها
قال رائف بعصبيه : ده مش حب ده جنان
سخر امير : وانت تعرف ايه عن الحب
قال رائف بغضب : اعرف انه مش بالعافيه
رفع أصبعه وتابع بوعيد : اياك تقرب منها تاني ياامير انا اللي هقف لك
ضيق امير عيناه ليكمل رائف بجديه : ورحمه امي انا اللي هقفلك لو قربت منها ....اللي عملناه بشع يا امير افهم ......
انك تجبر واحده تقرب منها غصب عنها .....
دي مش رجوله افهم بقي وافتكر أن بنتي كانت جنبي بكام خطوه ومكنتش قادر ابعد الراجل الزباله ده عنها شوفت فيها ورد وقتها وشوفت اد ايه كنا حيوانات استغليناها
اشاح امير بوجهه بينما القي رائف تلك الحقائق أمامه لينهي كلامه : توعدني انك هتسيبها في حالها
رفع امير رأسه يحاول تجاوز الموضوع : هتيجي معايا لابوك
قال رائف بتسويف : هشوف
قال أمير :لا مفيش حاجه اسمها هشوف. ..انت
تاخد بنتك وتروح له
........
...
دخلت حنان الي غرفه خيري قائله بابتسامه :
خيري .....في ضيف جاي يشوفك
اتسعت ابتسامتها وتابعت : لا مش ضيف ... ضيفه حلوة اوي
....بنت رائف رهف
رفع خيري عيناه الي حنان التي وقفت علي باب الغرفه بينما أشارت للفتاه الصغيره أن تتقدم
دخلت الفتاه لتقول بتهذيب : السلام عليكم
نظر خيري لها لتقترب وتكمل : الف سلامه علي حضرتك
قالت حنان بينما لم يقل خيري شيء : معلش يارهف هو جدو تعبان شويه بس هيخف أن شاء الله ويتكلم معاكي
وقف رائف علي باب الغرفه ليتطلع له خيري بنظره مسيرة ثم سرعان ما يخفي عيناه عن النظر لابنه بينما عرف أنه السبب في كل ما وصل إليه سواء بقهره علي والدته أو في الإفراط بدلاله من أجل ألا يشعر بالذنب ناحيته
: قربي يارهف سلمي علي جدو
ما أن اقتربت حتي فتح لها خيري ذراعاه قائلا بلسان ثقيل :
تعالي ياحبيتي
تفاجأ حنان به يتحدث لتهتف بعدم تصديق : خيري
ابتسم امير بينما حاول رائف اخفاء سعادته ولكن حنان لم تستطيع لتغرق وجهه رهف بالقبلات ..ياحبيتي. .جدو خف اول ما شافك
قال أمير ليلطف الجو ويسمح لخيري بالتعرف عن حفيدته : هنسيبك ياحاج تتعرف علي الحلوة دي وانا ورائف هننزل نجيب ليكم حاجة حلوة عشان نحتفل وتيته حنان هتعمل لينا غدا حلو
...مش كدة
أومات حنان بسعاده : اه حالا
أخذ امير رائف أخاه ليشتروا قالب حلوي كبير
: تحب نعدي نجيب مراتك واهو تتجمع العيله كلها
اشاح رائف بوجهه قائلا بضيق : وحياه ابوك بطل دور المصلح ده..... انا فاهمك
هز امير كتفه : وهو عيب احاول اقرب اخويا من مراته
قال رائف بقطعيه : مش هتقرب
قال أمير : هتقرب انت بس مش عارف تجيبها سكه
هتف رائف بضيق : قولتلك قبل علي السيرة دي
هز امير راسه : لا مش هقفل ..انت لازم تحاول مرة وعشرة عشان بنتك ولا عاوزها تطلع زينا ..اسمع كلامي
هز رائف رأسه : ولا اسمعك ولا تسمعني
برفض حاول اخراج كلمات أمير من رأسه
ولكنه استدار واتجه منزل نشوي عائدا بعد أن أوصل رهف الى مدرستها
فتحت نشوي الباب لتنهدش من وجوده : انت !!!!
رهف راحت المدرسه
قال ببساطه : عارف ما انا اللي وصلتها
: امال جاي ليه
:عاوز اتكلم معاكي
هتفت نشوي بضيق : في ايه
قال باقتضاب : نرجع لبعض !!
نظرت له بدهشة فلم تتوقع أن يطلب منها أن تعود اليه : اه يانشوي ....انا بحاول الاقي كلام اعتذرلك واطلب سماح بس مش لاقي بس من جوايا انا نفسي تسامحيني ونفتح صفحه جديده
عشان رهف خليها تتربي بينا
: مستحيل
قال اياد بحنق : اختك فضحتني
قال فريد بحنق مماثل بينما لم تتوقف ورد عن رؤيه هاتفه وسؤاله عن أصدقاؤه وزوجاتهم غيره عليه بعد ما حدث مع هاجر واياد
: ياعم كنت اسكت ومتقولهاش..... اهو لبست انا
ضحك اياد : احسن تستاهل
قال خالد بينما ينفخ دخان سيجارته : ليه ياعم الغتاته
: اهو يعني يدوق شويه من نكد الستات
ضحك الجميع بينما قال ايهم : نكد ايه بس
قال خالد وهو يربت علي كتفه : عندك حق ماهو انت لسه في الاول ...
متقلقش كلها كام يوم وتتجوز وتشوف
......
.........
نظرت داليا إلي نائل بتأثر بينما اعد كل شيء لسفرهم للخارج لاجراء تلك العمليه ..نائل انت اتكلفت كتير اوي
ابتسم وداعي وجنتيها : ياحبيتي فداكي عمري كله مش شويه فلوس
....
.......
نظر هاني بدهشه الي ايهم الذي قال بجديه وهو يعيد طلبه : اه زورها
: انت بتهزر
: انت شايف اني بهزر ...انا بتكلم جد جدا ....زور النتيجه وشيل الماده ياهاني
: هروح في داهيه
: لا متقلقش ...انت بس هتزور الكشف وبعدين نقول غلطه
: وده ليه
: انت مالك ياأخي ...زور وخلاص
: ولو اترفدت
: ياسيدي مش هيحصل حاجه ...
......
...نظرت هاله الي ايهم الذي قال بابتسامه واسعه : نجحت اهي وبتقدير كمان
رفعت هاله حاجبها بعدم تصديق : هانيا جابت تقدير
اشار ايهم الي الورقه التي بيده : اهي ياطنط النتيجه قدام .....
دققت هاله بالورقه ليقول ايهم : ها .....كدة نتجوز اخر الشهر ....
هزت هاله كتفها : موافقه ....
قفزت هديل من مكانها واحتضنت هانيا ...مبروك يا نونو ....
قالت هانيا بسعاده : كدة نعمل فرحنا سوا
.........
...
نظرت سماح الطبيبه الشرعيه الي ورد التي كعادتها منذ أن استلمت العمل معها ما تزال لم تعتاد ذلك الجو والتقارير أو الصور عن جثث وضحايا
: ورد ...مالك ....
نظرت ورد الي الميكروسكوب مجددا : مش عارفه ..بس حاسه اني دايخه
أسرعت سماح لتمسك بها : طيب تعالي اقعدي
قبل أن تصل لها كان الدوار يشتد بورد لتصيح سماح بسرعه تنادي أحد لمساعدتها .....
ورد. ...ورد
اسرع فريد بقلق بسيارته ما أن اتصلت به زميله ورد تخبره أنها تعبت .....
جلست ورد علي أحد المقاعد بالممر حيث اسعفها أحد الأطباء وقام بعمل تحليل لها لرؤيه سبب الاغماء لتمد سماح يدها إليها بالعصير : اشربي ياحبيتي
ارتشفت القليل قبل أن يخرج الطبيب وبيده ورقه مبتسما ....الف مبروك يامدام ورد ....انتي حامل
سعلت ورد التي توقف العصير بحلقها وقفزت من مكانها ...ايييه ؟!
احتضنتها سماح : مبروك ياورد .....
اسرع فريد بخطاه من اخر الممر بينما لمحته ورد التي خرج صوتها عاليا .....فررريد ...انا حامل ....!!!
لحظة وكان كل من بالممر يصيحون ....الف مبروك يا باشا .....
الف مبروك يافريد .....مبروك يافندم
وتعالت بعض الزغاريد التي لا يعرف مصدرها بينما بلحظه كانت بين ذراعيه .....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
الروايه خلاص فاضل ليها بارت النهايه يارب تكونوا استمتعتم بيها
رووووعه يارونى فصل منتهى الروعه والجمال ونهايته جميله جدا جدا جدا تسلم ايدك حبيبتى ♥♥♥♥
ردحذفتحفه بجد يارونا
ردحذفروووعه💗
ردحذف