الفصل السابق
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
قال رائف لحنان : عموما انا مش جاي عشان كدة .....ما.....سرعان ما ابتلع كلمته ولم يكملها لتنظر له حنان بقهر وتنفلت الكلمات من قلبها الملكوم : ايه يا اابني ... حتي كلمه ماما مش هتنطقها .....عاتبته بحزن شديد من وسط دموعها الغائرة : هتقولي ايه .... أمسكت بذراعه وتابعت بتوسل : حقك عليا يااابني سامحني ....رائف انا بحبك والله وكانك ابني .... اللي بتعمله ونظراتك ليا دي اصعب الف مرة من كرهك ليا ...احساسك انك مش قادر تبصلي قاهرني
اشاح رائف بوجهه سريعا وتنفس ليبعد الغصه عن حلقه : لو سمحتي خليني اخدك البيت ....مكنش ينفع اللي بابا عمله
قالت حنان بأسي وهي تري السماح مستحيل : بالعكس ...ابوك عمل الصح ...
التفت لها بحده : ايه الصح في اللي عمله ....يحملك انتي وبس الذنب ....يطلقك بعد العمر ده ....يسيب امير ومازن ضايعين اكتر ما احنا كلنا ضايعين اصلا
أغمضت حنان عيونها وتعالت شهقاتها بينما فشلت في فعل شيء واحد صحيح : انا معرفتش اكون ام كويسه ليكم
هتف رائف بحنق : ولا هو عرف يكون اب .... لوي شفتيه باشمئزاز : كان شايف اد ايه انا بكره اخواتي وبحقد عليهم وعمره مافكر يسأل حتي ليه .. لا ده كمان كان بيزود كرهي ليهم وهو بيقف في ضهري ويشجعني علي الغلط ....طلعت بحب الفلوس وكل يوم مع واحده شكل فاكر اني كدة صح اتاريني طالع نسخه اوسخ
التفت لها وهز رأسه بينما لم يعد هناك ما يقال ليتركها ويغادر بخطوات غاضبه بينما تهاوت حنان علي الاريكه تبكي بلا انقطاع
جلست عفت بجوارها تواسيها لترفع عيناها إليها : عارفه يا امي اللي هتقوليه
هزت عفت راسها : لا ياحنان ...مش هلومك ولا اعتب عليكي....خلاص اللي حصل حصل
ربتت علي كتفها وتابعت :
قومي يابنتي .....قومي اغسلي وشك وروحي خدي ولادك في حضنك وحاولي تصلحي اللي انكسر
قالت حنان بشك : تفتكري حاجة ممكن تتصلح
أومات عفت بتشجيع : طول ما البني ادم بينفس عمر ما الاوان بيفوت ...قومي ياحنان
............
فتح رائف الباب ليدخل ليري هند تسرع خارجه من المصعد وتدخل خلفه ...
قالت سريعا وهي تري ملامحه الغاضبه فظنت أنه غاضب لأنها تاخرت يومان لدي والدتها :
معلش اصل امي كانت تعبانه وفصلت جنبها اليومين دول
نظر لها رائف بعدم اهتمام لتقترب منه قائله برجاء : معلش لو ضايقتك بس مش هكررها وهفضل هنا
رفع رائف عيناه إليها قائلا : وامك ؟!
: مالها
: هتسيبيها لوحدها
قالت بتعلثم : ماهو كل كام يوم هروح اشوفها
زفر رائف ليتجه الي أحد الادراج يفتحها ويخرج منها بضع رزم ماليه ويشير لهند : خدي دول
نظرت هند له : ايه ده !!
قال ببرود : اللي انتي شايفاه ......خديهم وروحي
قالت بتعلثم : بس ...بس
سحب أحدي الاوراق المطويه من الدرج ومزقها
قائلا : خلاص..... خدي الفلوس
نظرت له وهي تراه يمزق ورقه الزواج : رائف ...انت
قاطعها بحزم : قولت خلاص ....خدي الفلوس و هبعتلك فلوس تانيه تعيشي بها كويس انتي وامك
؛ ماهو
هتف بسخط : خلصنا.... مش هنلف وندور علي بعض
كل اللي كنتي عاوزاه الفلوس واهي قدامك ....
اتسعت ابتسامتها هناء التي كانت تتصنت من الغرفه لتنتظر حتي جمعت هند اشياءها وغادرت .......
نفخ رائف دخان سيجارته وظل في وجوم لتخرج له هناء بمشيتها المتغنجه وتجلس بجواره ....احسن انك مشيتها
التفت رائف لها قائلا : وانتي كمان حصليها
اتسعت عيون هناء بصدمه ليهز رأسه : مش عاوز حد منكم هنا
قالت برفض : بس يا رائف
قاطعها : مفيش بس. .... خدي الفلوس وبكرة نروح لأي مأذون هطلقك
تركها ودخل الي غرفته صافقا الباب خلفه بعنف شديد ليزيح كل ما في طريقه بغضب .....لماذا يشعر بهذا الغضب ما دام انتقم منها ومن الجميع .....لماذا لا يشعر بلذه اي شيء ...لماذا يري مقدار حقارته ويري عتاب والدته وعتاب حنان ....لماذا يشعر بافقتاد امير منذ الأمس .....لماذا وهو يكرهه ....لماذا يشعر بالضغينه تجاه أبيه لانه مزقهم ....اسئله بلا توقف وأجابتها واحده ...ضاع بطريق الانتقام واحترق بنيرانه
وبعد أن رأي وجهه علي حقيقته لم يعد يستطيع ولا المضي قدما ولا التراجع
...........
...
اتسعت عيون داليا حينما وجدت نائل يدخل الي غرفتها ويسحب أحدي الحقائب الكبيرة لتساله :
بتعمل ايه ؟!
التفت لها بترقب : انتي مش خلاص وافقتي نرجع لبعض ياداليا .. يبقي يلا نرجع بيتنا
لمعت نظراتها بالتردد ليترك مابيده ويقترب منها ويسالها بنبره هادئه : ايه ياحبيتي بتفكري في ايه. ....
رفعت عيناها إليه بينما احست لأول مرة باهتمامه
لتفتح فمها تتحدث ولكنه سبقها يشجعها : ايه ياداليا اتكلمي يا حبيتي....انتي لسه زعلانه مني ؟!
هزت راسها بتردد بينما لا تريد التمادي بعد كل ما فعله ولكن دون إرادتها مازال هناك بعض الخوف من القادم وأن هذا التغيير هو لحظي وسيعود لسابق عهده بينما هي تحاول أن تبدأ حياه بدونه بالرغم من حبها له وأن عادت له وهو عاد لسابق عهده لن تستطيع مجددا الابتعاد عنه
نظر نائل لصمتها : مالك يا داليا ؟!
هزت راسها قائله بصوت خافت :
بصراحه خايفه ترجع تتعامل معايا تاني زي زمان
هز رأسه بتصميم وقاطعها : انسي كل اللي فات ياداليا ....امسك بكتفها لتنظر إليه وتابع بصدق : عمري ما هجرحك تاني
نظرت إلي عيناه ليتابع بينما مازال يري ترددها : داليا ....انا مش عاوز اضغط عليكي ....انا بس فعلا نفسي نرجع بيتنا تاني وكل حاجة بينا تتصلح ....انا متشتت ومش قادر اكون في بيت وانتي في بيت تاني
أومات لتتذكر ابنه فتقول : انا عارفه انك عاوز نرجع كمان عشان يوسف
قاطعها وهو يهز رأسه : لا ياداليا انا مقدرش اطلب انك تربي ابني .... يوسف مرتاح جدا مع امي وانا أن شاء الله بشوف شقه جنبها عشان اكون قريب منه
هزت راسها ؛ لا طبعا ايه اللي بتقوله ده ....يوسف طبعا هيعيش معانا
عقدت جبينها وتابعت : اصلا يا نائل انا مش معاك في انك تحرمه من أمه
نظر لها باستنكار: وهي مش أمه اللي باعته بالفلوس
خفضت عيناها : أيوة بس .. .قاطعها : مفيش بس ...انا عملت اللي فيه مصلحه ابني ..يوسف مينفعش يكبر مع ام زيها تربيه علي الجشع والطمع والغش والخداع واسوء الصفات
هز كتفه وتابع : وبعدين اصلا الحمد لله أنها مكانتش قريبه منه فمش حاسس اوي بفقدانها ...تهكم وتابع : ده بيسال عن خالته اكتر منها
خفضت عيونها دون قول شيء ليربت نائل علي كتفها ويتابع : متشغليش بالك بأي حاجة . .. يوسف امي معوضاه بحنانها واهتمامها ومش ناقصه أي حاجة
: وانت هتعيش بعيد عنه ازاي
: لا ياحبيتي ما انا قولتلك .....هنسكن جنبهم وكل يوم هكون معاه ...وبرضه لو مناسب ليكي يبقي يقعد معانا ...قاطعته برفض : لا طبعا انت ازاي متخيل اني ممكن اوافق علي حاجة زي دي ..... يوسف هيعيش معانا وهحاول اعوضه عن أمه
ابتسم لها : يعني مش هتتضايقي منه
هزت راسها بعتاب : مينفعش تسال سؤال زي ده
ربت علي كتفها : معلش ياحبيتي ....مش قصدي ...انا بس مش عاوز يكون ابني عبء عليكي
هزت راسها بابتسامه : بالعكس .....صمتت لحظات قبل أن تقول : اقولك... يلا بينا حالا نروح نجيبه وكمان طنط ونعيش مع بعض....
البيت كبير
قال بمشاكسه : لا بقي ده انتي بتزوغي مني
ابتسمت بخجل : مش قصدي
ابتسم لها ليقول بحماس : طيب ايه .... نروح نتغدي عند ماما وبعدين نرجع بيتنا
أومات بخجل : نروح لطنط وانا يوم ولا اتنين وهرجع معاك
اوما علي مضض بينما يريد ترك حريتها لها لتعود برغبتها
إليه ......
....
فتحت ورد عيونها علي قبله فريد الناعمه التي وضعها فوق جبينها ليودعها قبل ذهابه لعمله
صباح الخير ياحبيبي
ابتسم لها بحنان : صباح الورد
...معلش صحيتك
هزت راسها واسرعت تعتدل جالسه : لا ياحبيبي ...اصلا انا هقوم اجهز لك الفطار
نظر في ساعته : لا ياروحي ...مش هلحق يادوب انزل
هزت راسها بإصرار : بسرعه ياحبيبي هعملك ساندويش وقهوة
أسرعت الي المطبخ ليقف فريد يكمل هندام ربطه عنقه ثم يجمع بعض أوراقه ويضعها بحقيبته الجلديه ويتجه خارج الغرفه
سكبت ورد القهوة ووقفت تعد له افطار سريع لتشهق حينما حاوطتها ذراعه ...فريد
ضم ظهرها الي صدره ووضع رأسه في عنقها يقبلها قبلات ناعمه ... لتقول بينما تدغدها أنفاسه : انا خلصت
استدارت له ليبتسم ويميل تجاه شفتيها : وانا هفطر احلي فطار
التهم شفتيها لتغمض ورد عيناها دقائق تبادله قبلته .....حاوطتها ذراعيه أكثر ليميل مجددا تجاه عنقها فتنفلت ضحكه ورد الناعمه وهي تشاكسه : غاوي مطبخ ياسيادة المستشار
ضحك فريد بينما مازالت شفتاه تطوف بعنقها وكتفها : بيفتح نفسي
ضحكت ورد عاليا لتحيط عنقه بذراعيها ...طيب يلا افطر عشان متتاخرش
قضم من الساندويتش الذي قربته لشفتيه ...تسلم ايدك
ابتسمت له ووقفت تهندم له ملابسه برقه بينما يكمل فريد تناول طعامه لتقول بدلال : هتتأخر النهارده
هز رأسه : توء .... هرجع علي الغدا
ابتسمت له وقبلت وجنته وهي تودعه لدي الباب : هتوحشني
داعب شعرها : وانتي ياروحي ...سلام
...
فتحت هاله الباب لتجد عوض البواب : صباح الخير يا مدام هاله
ابتسمت هاله له : صباح النور ياعوض
مد يداه إليها بتلك الباقه الكبيرة من الورود : اتفضلي ....دي وصلت لحضرتك
أومات هاله وأخذت منه باقه الورد ودخلت وهي تحملها لتتطلع الي هذا الكارت ظنا منها أنه لأحد بناتها لتتسع عيناها بدهشه حينما قرأت ما هو مكتوب علي الكارت
( صباح النور علي احلي حماه في الدنيا ......زوج بنتك المستقبلي )
ابتسمت هاله بانشراح لتتسع ابتسامه هانيا بينما وقفت لدي باب غرفتها تري رد فعل أمها علي ارسال ايهم الورود لها لعلها ترضي عنه ...لحظات وتلاشت ابتسامتها حينما قالت هاله ....ذوق اوي هاشم يا هديل
نظرت لها هديل ببلاهه لتخرج هانيا سريعا ....ده من ايهم ياماما
انفجرت هديل ضاحكه علي رد فعل هاله لتعقد هانيا جبينها : ايه ده يا ماما ...انتي كشرتي ليه كده ؟!
للدرجه دي مش طايقاه
نظرت هاله لابنتها ورفعت حاجبها : عندك مانع
هزت هانيا كتفها : يعني ....مستغربه ...ده حتي
طيب اوي ياماما
جلست هاله علي الأريكة وظلت باقه الورد بحضنها بينما تقول : والله هنشوف ....انا حاليا حاطاه تحت الميكروسكوب
ضيقت هانيا عيونها باعتراض : ياسلام واشمعني هو ...
قالت هاله مشاكسه : اهو مزاجي كدة
ضحكت هديل لتداعب وجنه اختها : يا نونو ماما بتغلس عليكي ....دي ماما طيبه وجميله وعمرها ما تعرف تبقي حماه
ابتسمت هاله وفتحت ذراعيها لابنتيها : اهي قالت لك ...تعالي
احتضنت هانيا والدتها : يعني بتحبيه
قالت هاله : بحب اللي يحبكم ويسعدكم
ضحكت الفتيات لتضحك هاله وتتابع : انا بس كنت بقرص ودانه عشان فضل مصمم ورايح جاي يتكلم مع فريد مع اني قولت لا
ضحكت هانيا : كدة برضه يا لولو يعني بتعاقبيه أنه متمسك بيا
داعبت هاله وجنتيها بحنان ؛ اهو لما نشوف هيتحملك ولا لا
..........
...
التفت رائف إلي هاتفه ليجيب علي حنان التي قالت بصوت متحشرج : رائف .... انت فين ياابني ...؟!
قال بقلق : مالك ياما....عاد مجددا ليبتر كلمته فتبتلع حنان غصه حلقها قائله : انا بدور عليكم ....امير ومازن مش عارفه عنهم حاجة
قال رائف مخالف توقعاتها بينما ظنته سيلفظها: قوليلي انتي فين وأنا جايلك
..........
....
جففت نشوي يدها وخرجت من المطبخ باتجاه ورد قائله : انا خلصت الغدا يادكتورة
أومات ورد بابتسامه : تسلم ايدك ....تعبتك
هزت نشوي راسها : تعبك راحه ....بعد اذنك هنزل اجيب رهف من المدرسه
أومات ورد : اه طبعا ....اتفضلي
........
.....
مد نائل يداه علي ظهر الاريكه ملامس كتف داليا واقترب قليلا منها ليجلس ملاصق لها تماما بينما تناولوا الغداء برفقه والدته ويوسف. ....لتداعب الفراشات قلبها وتلمع الابتسامه بعيونها بينما تشعر بتلك المشاعر وكأنهما زوجان في شهر عسلهما
قال لوالدته بمشاكسه : دي اللي قولتي هصالحها بكلمتين حلوين .....اهي مطلعه عيني
ضحكت دريه قائله : تطلع تنزل براحتها
ضحك نائل : يعني اتفقتوا عليا
ضحكت دريه : اه ولو زعلتها تاني برقبتك
عقد حاجبيه : اهون عليكي
قالت دريه وهي تعتدل واقفه : لا ياحبيبي ....انا هقوم اعمل ليكم حاجة تشربوها
اوقفتها داليا : لا ياخالتوا متتعبيش نفسك .....انا شويه وهروح
هزت دريه راسها بمكر امراه مخضرمه بينما تدري ان ابنها يتحرق لعدم تركها تفترق عنه لتقول : لا تروحي ايه .....
انتوا تباتوا هنا النهارده
..........
.... جهزت هايدي نفسها صباحا لتذهب الي عملها
لتدخل الي الغرفه علي أطراف أصابعها بهدوء حتي لا توقظ خالد الذي ظل نائم واخبرها انه يذهب الي عمله اليوم ليرتاح قليلا ...
سحبت حقيبتها واستدارت لتغادر ولكنها عادت لتنظر الي خالد الذي تقلب في الفراش وفتح عيناه الناعسه لتترك ما بيدها وتبتسم له : صباح الخير ياحبيبي
سعل خالد قليلا ثم قال بصوت متحشرج : صباح النور ياحبيتي
قالت بجبين مقطب : مالك ياحبيبي انت تعبان ؟!
هز رأسه لتقول : انا جهزت الفطار في المطبخ ياحبيبي وان شاء الله مش هتأخر
اوما لها : ماشي ياحبيتي ...خدي بالك من نفسك
هزت راسها بابتسامه واتجهت الي الباب ولكن سرعان ما استدارت وعقدت حاجبيها بقلق حينما عاد خالد ليسعل من جديد ...: مالك ياخالد ؟!
سرعان ما مد يداه الي جواره وسحب منديل ورقيا ليعطس بقوة لتتجه هايدي الي جواره سريعا
قال خالد ...وهو يتراجع للخلف : خليكي بعيد ياهايدي شكلي اخدت برد
هزت راسها وسرعان ما اتجهت الي جواره ووضعت يدها فوق جبينه تجس حرارته ....لتقول بقلق : انت سخن ياحبيبي
هز رأسه وأمسك بيدها بحنان قائلا : انا كويس ....شويه وهقوم اخد دوش وهفوق
يلا بس انتي انزلي شغلك عشان متتاخريش
هزت راسها بإصرار : لا طبعا مش هسيبك وانت تعبان
ابتسم خالد لها بعيناه الواهنه لتقوم هايدي من جواره وتستبدل ملابسها ثم تتجه الي المطبخ لتجهز له أحدي المشروبات الدافئة ..... عادت للغرفه لتجده قد استغرق بالنوم مجددا
وضعت الكوب بجواره ثم مدت يدها برفق لتوقظه لتشعر بحراره جسده المرتفعه ....بقلق نادته لتوقظه : خالد. ...قوم ياحبيبي
فتح خالد عيناه بصعوبه هامسا : خليني انام شويه
هزت راسها : لا مينفعش تنام وانت سخن كدة ...قوم معايا
بصعوبه حاولت إسناد جسده وهي تساعده ليدخل الي دوش بارد ..... اجلسته علي حافه حوض الاستحمام وساعدته علي خلع ملابسه ثم برفق بدأت تجعل المياه تتدفق فوق جسده ورأسه
شهق خالد الذي ساعدته المياه علي استعاده كامل وعيه
.......
...
ضحكت هديل وكذلك هاشم بينما تخبره برد فعل هاله هذا الصباح وتفكيرها أنه من احضر الورد
تنهدت هديل بمشاكسه : لولو مفكرة انك رومانسي وليك في الورد والكلام ده
رفع هاشم حاجبه : قصدك اني مش رومانسي
هزت هديل كتفها : يعني ....
قال هاشم باستنكار : ايه يعني دي ....؟! كل ده ومش رومانسي
قالت هديل بدلال : كل ده ايه ...؟!
رفع حاجبه : حالا بسرعه نسيتي وانا بجري وراكي في كل حته عشان بس تسمعيني ...اه منك يامفتريه
ضحكت هديل وشربت القليل من كوب العصير الموضوع امامها : بهزر يا اتش ميبقاش خلقك ضيق كدة
قرب لها أحدي الاطباق قائلا : طيب كلي احسن كمان تقولي اني بخيل
ضحكت هديل ووضعت شوكتها في أحدي قطع المحشي الشهيه قائله : بصراحه يااتش عزومه المحشي دي اتاخرت اوي ....
رفع حاجبه ضاحكا : مش كويس انها جت اساسا .... ده انا هدربك شهر زياده علي الطبق ده
ضحكت هديل ثم شردت قائلا قبل أن ترفع عيناها إليه متسائله : حبيتني ليه ياهاشم ؟!
نظر لها وهامت عيناه بملامحها يتطلع إليها قبل أن يجيب : عشان عسل ..!!
اتسعت عيناها من إجابته التي لم تفهمها : عسل ؟!
اوما لها وهو يقول : اه ....عسل
عارفه ياهديل كلمه عسل اللي بتطلع منك لنا تشوفي طفل جميل وتقولي عسل أو تأكلي حاجة حلوة وتقولي زي العسل أو حد يقول نكته تقولي دمه زي العسل أو حتي وصف اول فتره الجواز أنها شهر العسل
بدأت الابتسامه ترتسم فوق شفتيها بينما تابع وصفه لها بتلك الطريقه العفويه ليبتسم لها هاشم ويمد يداه ليضعها فوق يدها ويتابع بمشاعر : اهو انتي بقي العسل اللي في حياتي ....
اشتبكت عيناها بعيناه وطالت نظراتهما لتخفض هديل عيونها بخجل وتحاول سحب يدها من اسفل يده ولكنه تمسك بيدها أكثر ليضعها بين كلتا يداه وهو يتابع بصوت هاديء .. من اول ما شوفتك وانتي دخلتي قلبي وعقلي معرفش ازاي ....ضحك وهو يتذكر : كنت ببقي عاوز اخنقك مش بس بسبب تصرفاتك لا بسبب عقلي اللي مكنش بيبطل تفكير فيكي ....بقيت كل ما اقرب منك وأشوف اد ايه انتي انسانه جميله ...دمك خفيف ..صريحه ...بسيطه ....روحك حلوة اوي ...عاقله بالرغم من جنانك الواضح ....لقيت نفسي حبيتك وكان نفسي اصارحك بمشاعري دي
هزت كتفه وصمت لتهز راسها بابتسامه واسعه بينما تتقافز دقات قلبها بداخل صدرها تشعر بسعاده جارفه بينما لأول مرة تستمع لمثل تلك المشاعر من رجل لتتسع ابتسامتها متنهدة وبداخلها تريد أن تصف حبها له مثلما وصفها بتلك الكلمه التي تشبه العسل ...!
.........
...
مررت هايدي يدها برفق علي وجهه خالد المبلل : حاسس انك احسن
لم تتلقي اجابه لتنظر الي حيث شردت عيناه فتزم شفتيها وتزجره بحنق حينما وجدت عيناه متركزة فوق ملابسها المبلله التي التصقت بجسدها ...خااالد !!
رفع عيناه إليها بابتسامه ماكرة بينما وبخته : انت في ايه ولا في ايه ياقليل الادب انت ....
مد يداه ليحيط بها خصرها وترتسم النظرات اللعوب بعيناه بينما يقول : انا في مراتي اللي كل يوم بتحلو اكترر من الاول
افلتت ضحكتها ليحاول خالد جذبها إليه ولكنها تتراجع .... بطل قله ادب ..انت تعبان
استند خالد بيداه علي حافه المغطس واعتدل واقفا وهو يقول : انا بقيت زي القرد
أدارت هايدي وجهها سريعا بخجل لتتعالي ضحكه خالد الصاخبه ....مكسوفه من ايه ياعبيطه ... ما انا ببقي معاكي ...قاطعت وقاحته وهي تلقي له بالمنشفه وتركض للخارج
ضحك خالد وأحاط خصره بالمنشفه وخرج ليسعل قليلا لتلتفت له هايدي بينما جلس علي طرف الفراش يجفف شعره بالمنشفه الصغيرة لتتجه إليه : يلا انا جهزت هدومك .... البس بسرعه عشان متتعبش زياده
هز رأسه حينما قربت منه ملابسه ليحيط خصرها بذراعه ...لا مش هلبس دلوقتي
حاولت هايدي التملص منه ...خالد بطل قله ادب ...بجد انت تعبان
جذبها لتسقط بجواره وسرعان ما كان يميل فوقها ..انا زي الفل طول ما مراتي حبيتي مهتمه بيا كدة
ضحكت هايدي ليميل تجاه شفتيها يلتقطها بشفتيه يقبلها بشغف واشتياق يزداد بينما كل يوم يعرف أنه اختار نصفه الاخر الصحيح بقلبه وعقله
.........
....
ابتسمت نشوي لابنتها التي خرجت للتو من مدرستها ولوحت لها لتركض تجاهها رهف بينما يجهلون النظرات
الخبيثه التي كانت شاديه ترمقها بها .....بينما لم يتوقف فرج عن ارسال رجاله بكل مدرسه يبحثون عن الفتاه ووصلوا إليها ليضع تلك الخطه والتي لا يظهر هو بها بينما ستحضر له شاديه الفتاه
توارت شاديه بعيدا ليذهب امين الشرطه الي نشوي :
انتي نشوي سعد
ارتجفت أوصال نشوي : ااه
هتف وهو يقبض علي ذراعها : اتفضلي معايا ....
قالت نشوي بخوف : ليه انا عملت ايه ؟!
قال : هتعرفي كل حاجة في القسم
قالت بصدمه : قسم ....؟! ليه انا معملتش حاجة ؟!
جذبها من ذراعها : هناك هنشوف.... اتفضلي معايا
ركضت رهف باتجاه والدتها التي يحاول امين الشرطه سحبها الي سيارة الشرطه لتقول بخوف : ماما في ايه ؟!
قالت نشوي وهي تحاول أن تبدو ثابته : مفيش حاجة
قالت الفتاه ببكاء : ماما بياخدوكي ليه
قالت وهي تطمئن ابنتها : اكيد في حاجة غلط اسمعي يارهف انتي تروحي حالا علي البيت ومتنزليش منه ....
قالت الفتاه ببكاء :
لا مش هسيبك
هتفت نشوي بحزم : اسمعي الكلام يارهف .... اوعي تروحي اي مكان اطلعي البيت ومتنزليش منه ...
امشي يارهف اجري علي البيت
وقفت الطفله تنظر بعيون باكيه الي والدتها التي لم ينطق لسانها إلا أن تذهب للامام ولا تلتفت إليها ولكن اقدام رهف قد تسمرت بالأرض التي تساقطت فوقها دموعها حتي غابت سيارة الشرطه التي أخذت والدتها عن الأنظار ....
ايه يارهف مالها امك ؟!
التفتت الطفله الي شاديه بخوف لتتراجع خطوتين للخلف ولمن شاديه أسرعت ناحيتها قائله باستنكار : مالك يابت خايفه مني كده ليه ......مصمصت شفتيها وتابعت : وانا اللي جريت عليكي اول ما شفت العسكري بياخد
امك
...هو ايه اللي حصل ؟!
قالت رهف من وسط دموعها :
معرفش أخدها وبيقولها هتعرف في القسم
قالت شاديه بتأثر زائف سرعان ما خدعت به الطفله :
طيب تعالي نروح وراها القسم نشوف في ايه ؟!
ترددت رهف قليلا ولكنها طفله بكل الاحوال قلقه علي والدتها لذا امسكت بأول يد امتدت لها ولا تعرف انها تخفي بداخلها سكين غادر
قالت شاديه بتأثر زائف وهي تحيط كتف رهف بذارعيها : تعالي ياحبيتي ...... ده حظك اني كنت في مشوار هنا وبالصدفه شوفت اللي حصل
امتلئت نظراتها شر وخبث وهي تضع الفتاه بالسيارة لينطلق بها سعيد .....
..........
...
انصدمت ملامح نشوي حينما قال الضابط : في محضر معمول ضدك امك سرقتي فلوس ودهب من المدعوه شاديه سليمان وهربتي بيهم من منزل والدك
قالت نشوي وهي تهز راسها : لا يا باشا والله ماحصل
قال الضابط وهو ينظر في الأوراق أمامه : في شهود بيأكدوا ده ومنهم حرامي مسجل قال انك اتفقتي معاه ادخليه البيت عشان يسرق المدعوه
انهمرت دموع نشوي من الظلم والافتراء الذي دوما ما يجد لها طريق. ......
نظرت ورد في ساعتها بقلق بينما مرت ساعتين ولم تعد نشوي الي المنزل ليدخل فريد بهذا الوقت فيري الإحباط بنظراتها وهي تفتح له
: ايه ياحبيتي مالك ؟!
قالت بقلق : ابدا بس نشوي اتاخرت اوي
عقد حاجبيه بشك : اتاخرت ....
أومات له : اه بتروح تجيب بنتها وكلها نص ساعه وبترجع النهارده بقالها اكتر من ساعتين
قال بشك ممزوج بالضيق بينما حذر والدته من إدخالها للمنزل بعد أن رأي ما فعلته شروق
: حاجتك تمام
نظرت له ورد باستفهام : حاجة ايه ؟!
زفر قائلا : أي حاجة..... فلوس ...دهب
الحاجات دي ياورد
نظرت له ورد بعدم تصديق : فريد.... في ايه انت بتقول كدة ليه ؟!
هتف بحنق :
عشان اللي فهمتيه .....شوفيها بدل ما انتي قلقانه عليها اوي كدة تكون اخدت حاجة وخدت بنتها ومشيت
هزت ورد رأسها : لا طبعا نشوي مش هتعمل كدة
هتف فريد بضيق : تعرفيها منين
هزت كتفها : معرفهاش بس احساسي .....وبعدين دي غلبانه وطيبه
اشاح بوجهه بينما تعلم الا يثق بسهوله مثلها : قومي بس شوفي واسمعي الكلام
نظرت إلي ضيق خلقه قليلا ثم سألته :
مالك يافريد في ايه ؟!
هز رأسه : مفيش ياحبيتي عندي بس قضيه شاغله دماغي
أومات له قائله بتردد : طيب ياحبيبي معلش ....هو احنا هنسكت مش المفروض ندور عليها
التفت لها فريد باستنكار لتصر ورد بنظراتها القلقه بينما لا تلوم ابدا طيبتها ولا حسن ظنها بالناس لمجرد مقابله أناس مزيفه ...
استندت نشوي بوهن علي أحدي الحوائط حيث بقيت خارج غرفه التحقيق وبيدها الأصفاد
التفتت سريعا الي سعاد التي اتصلت بها فلم تجد سواها لتطلب منها الاطمئنان علي عوده رهف الي منزل فريد
قالت نشوي : جيتي ليا ليه ياسعاد قولتلك اطمني علي رهف
قالت سعاد برفض : اسيبك هنا ازاي ......ربتت علي كتفها وتابعت :
انا كلمت عز يجيب محامي
قالت نشوي بيأس واستسلام : ولا محامي ولا حاجة المهم البنت انا في داهيه
قالت سعاد : متقوليش كدة .....هتخرجي من المصيبه اللي وقعتك فيها بنت الحرام دي ...انتي لازم تقولي للظابط علي كل حاجة
اجمدي كدة يانشوي وانا هروح اطمن علي رهف و هرجعلك تاني .... روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتح فريد الباب ليقطب جبينه حينما رأي سعاد
: خير
قالت بتعلثم : انا ..انا ..انا سعاد
يعني انا بنت خاله نشوي
نظر لها لتكمل : هي رهف ...رهف رجعت
نظر فريد بدهشه الي سعاد : رجعت ؟! رجعت منين
قالت سعاد بقلق : هي مرجعتش
قال فريد بانفعال بينما لا يفهم شيء : هو في ايه ...رجعت منين وفين نشوي
قالت سعاد بتوتر : بصراحه نشوي في القسم
اتسعت عيون فريد : قسم
أومات سعاد بأسي : والله يا باشا هي مظلومه ومرات ابوها منها لله اللي عملت كدة .....المهم يابيه البت رهف راحت فين .....
ركضت سعاد من أمامه بغير هدي بينما تهوي دقات قلبها بخوف علي الطفله
قالت ورد برجاء :
فريد .... عشان خاطري شوف ايه اللي حصل لها
قال برفض حازم : ورد وبعدين ..!! احنا مالنا ومالها
قالت برجاء : دي واحده غلبانه ووقعت في مصيبه يافريد ....
ايه ياحبيتي من أمتي مش بتقف جنب حد محتاج لك
عشان خاطري .... ...اشاح بوجهه لتكمل رجاءها : وحياتي عندك ..طيب علي الاقل شوف في ايه ولو مش مظلومه ملناش دعوه
اوما علي مضض ليتجه الي قسم الشرطه
دخل فريد بهينته الي مكتب الضابط
لتدخل نشوي وسرعان ما تمتليء عيونها بالدموع المقهورة والممزوجه بالخوف وهي تنظر الي فريد قائله بصوت مختنق بحمم دموعها : سياده المستشار انا معلملتش حاجة......
انفلتت دموعها وتابعت تردد بقهر : والله ما عملت حاجة دول بيفتروا عليا عشان عاوزين يبيعوا بنتي
عقد فريد حاجبه بعدم فهم لتصمت نشوي فجاه وتتهادي ملامح الرعب علي وجهها وهي تسال فريد بلسان ثقيل : هي رهف ...رهف ...مرجعتش...!!
قال الضابط : اهدي ياست وفهمينا بتقولي ايه
انهارت نشوي باكيه وهي تخبرهم بالقصه لتنهي كلامها بتوسل : ابوس رجلك يا فريد باشا أقف جنبي ....بنتي هما اكيد أخدوها ....ابوس ايدك
............(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بغل وغضب كانت سعاد تندفع الي منزل شاديه و بكلتا يديها تطرق علي الباب..... بخطوات بارده متغنجه كانت شاديه تفتح الباب
لترفع حاجبها ما أن رأت سعاد هاتفه :
خير ؟!
انقضت سعاد عليها بغل صارخه : فين البت ...؟!
أبعدتها شاديه عنها هاتفه ببرود : بنت مين يا..... ؟! جايه ترمي بلاكي عليا يابت انتي ولا ايه
حاولت سعاد دفعها لتدخل تبحث عن الفتاه بينما تنادي بأعلي صوتها ....رهف ....رهف
ضحكت شاديه ببرود :
مش هنا يااختي
...ماهي هربت مع امها
بمنتهي الخبث والتشفي مالت على أذن سعاد بهمس خفيض : قولي لامها تعيش وتاخد غيرها
حاولت سعاد الانقضاض علي شاديه ولكن شاديه سرعان ما كانت تمسك بها وتدفعها بعيدا عنها : جري ايه يابت انتي هتضربيني ولا ايه ....
دفعتها للخارج وصفقت الباب بعنف لتكاد سعاد تسقط من علي السلم ولكنها عادت لتضرب علي الباب بقوة وهي تصرخ بأعلى صوتها مهدده ليتجمع الناس علي صوتها فتحت شاديه ووقفت تنظر إلي سعاد ببرود جعل القهر يزداد بعروقها
: لو البنت حصل ليها حاجة مش هتشوفي يوم حلو .....البت ليها اب هيدفنك لما يعرف اللي عملتيه فيها
.......نشوي ليها ضهر ومش هتعملي فيها كدة تاني
ضحكت شاديه بشماته وأغلقت الباب مجددا لتسرع سعاد تمسح تلك الدموع التي تجمعت في عيونها بظهر يدها وتنزل ركضا لاتعرف الي اين ولكنها تعرف انها لن تقف مكتوفه الأيدي أمام هذا الظلم والجبروت.....
اخرجت هاتفها الذي يرن من حافظه يدها الصغيرة
: أيوة ياعز
قال أخيها وهو يقف أمام باب ضابط القسم : انتي فين ياسعاد
قالت بعزم وهي تركب احدي الميكروباصات : انا رايحه مشوار .....انت وصلت لنشوي
أوما قائلا : اه ومعايا الاستاذ عبد الله ..... بس في ناس تقيله اوي معاها
قالت سعاد : ده المستشار اللي بتشتغل عن لازم
قال عز : يعني كدة انا ماليش لازمه
قالت سعاد : لا ياعز خليك معاها الله يكرمك وطمني عليها لغايه ما اجيلك
..........
...
أوقف رائف سيارته في المكان الذي وقفت به حنان بانتظاره لتركب وتنظر إليه ولكنه لم يقل شيء
حاولت التحدث ولكنها لم تجد في قاموس الكلمات ما تقوله بينما رائف نفسه لا يجد هو الآخر شيء ليقوله ...منذ متي وهو يهتم بأخوته ...لماذا شعر أنه مسؤول ... لماذا يشعر بأن اقتراب امير منه الايام الماضيه لم يكن يضايقه بل كان بحاجة إليه فعلا ....
........
...
نظر المحامي الي امير قائلا : انت متأكد ياامير بيه ؟!
اوما امير باقتضاب : اه .... شوف اي حد يشتريه
تردد المحامي : بس بيع بالسرعه دي فيها خساره كبيرة .....
هز رأسه بعدم اكتراث : مش مهم
: أيوة يافندم بس المصنع شغال كويس ليه يتباع
قال أمير وهو يشيح بوجهه : بيع ومتدخلش في تفاصيل ....
اوما المحامي وخرج لينظر امير بوجوم في أثره بينما قرر ترك كل شيء والعوده للخارج كما جاء ....مر وقت طويل ولم يخطو أبيه ولا رائف المصنع وهو لن يبقي لإدارته لذا سيبيعيه ....
........
...
نزل رائف من منزل امير والذي كان متاكد من وجود مازن به لتسأله حنان بلهفه : لقيت اخواتك
اوما رائف : مازن فوق
قالت بقلق : وامير ؟!
هز رأسه دون قول شيء لتقول حنان : مازن منزلش معاك ليه
قال رائف متنهدا : سيبيه كام يوم وهبقي ارجعه ...خلينا نروح البيت الاول نتكلم مع بابا
قالت حنان برفض : لا ياابني بلاش ....انا كل اللي عاوزاه انتوا وبس
التفت لها رائف لتهز راسها : ابوك حر في اللي يعمله ولو هو شايف اني استاهل كدة انا موافقه ....بس انتوا مالكمش اي ذنب ... لازم اطمن عليك انت وأخواتك
هز رأسه وأدار سيارته دون مناقشتها في أي شيء بينما لا يجد بداخله أي قوة لمواجهه أبيه مجددا ......
تحرك بضع أمتار ليجد المحامي يهاتفه ويخبره بموضوع بيع المصنع فلم يهتم إلا لسؤال واحد
: امير. في المصنع ؟!
: ايوه ...انا لسه نازل من عنده حالا وقولت أبلغك
اوما رائف ليساله المحامي : تحب سيادتك اعمل ايه
قال رائف بعدم اكتراث لم يكن من طباعه السابقه خاصه وهو يعرف ببيبع المصنع لن يعود له شيء : هو حر نفذ اللي قالك عليه
اندهش المحامي ولكنه صمت ...اتجه رائف إلي المصنع
بينما ركضت سعاد بأقدام متعثرة ايضا الي المصنع لتحاول بأي طريقه الوصول لعنوان رائف والذي قبل لحظات كان يدخل الي المصنع برفقه حنان الي امير الذي كان يهرب من كل شيء بجلوسه في غرفه مكتبه ....
تفاجيء امير برائف وحنان يدخلون إليه
ليقوم بقلق : في ايه ؟!.
أسرعت حنان إليه بقلب لهيف : كدة ياامير تقلق امك عليك ....
اخفي رائف قلقه بسؤاله البارد : قافل تليفونك ليه ؟!
نظر له امير بسؤال أبرد : ايه قلقت عليا..؟!
لوي رائف شفتيه دون قول شيء لتقول حنان : طبعا قلق عليك ....انتوا اخوات
عقد رائف حاجبيه لتلك الاصوات التي تعالت بالخارج ليتجه الي الباب يفتحه و يقوم امير خلفه
نظر رائف باستهجان الي تلك المراه التي وقفت تتشاجر مع السكرتيرة التي قالت بحزم : مينفعش تقابليه
قالت سعاد وهي تحاول تفادي السكرتيرة واخول لمكتب رائف : لازم أقابله ...اوعي
: في ايه .....؟! كان هذا صوت رائف لتلتفت الي سعاد وسرعان ما تهتف بانفاس متلاحقه :
الحق بنتك يا رائف بيه ..!!
نظر رائف إليها بصدمه ممزوجه بالاستنكار: بنتي مين
ياست انتي .....انتي مجنونه ؟!
وقف امير مكانه بصدمه بينما تابعت سعاد :
بنتك انت ونشوي ...
انصدمت ملامحه لتكمل : نشوي مسقطتش لما كانت حامل ...... البنت اللي شفتها معاها دي بنتك ....
هدرت الدماء بعروق رائف بينما توقف عقله عن العمل لتكمل سعاد بتوسل : والله مش بكذب اعمل فيا اي حاجة لو طلعت بكدب بس تعالي معايا الحق البنت .....محدش غيرك هيقدر علي الناس دول
تسمرت اقدام حنان التي خرجت تري سبب تلك الاصوات بالأرض بينما وقف امير من مكانه بصدمه وهو يستمع لكلام تلك المراه ...عن أي ابنه تتحدث وعن اي حمل ....؟! ولكن صدمه رائف كانت لا تصفها كلمات ..... لم تدع سعاد له المجال لتمسك بذراعه برجاء : هقولك علي كل حاجة بس ابوس ايدك تعالي نلحق البت الاول
حاول رائف الثبات مكانه ولكن سعاد جذبته بتوسل : مفيش وقت ابوس ايدك. ....
لم يفهم شيء ولكنه وجد نفسه ينساق ليد سعاد ويتجه لسيارته ......بينما يحاول بعقل مشوش تذكر ملامح تلك الطفله وتلك الأحداث التي مضي عليه وقت طويل ...ابنته ؟!
قالت حنان بلسان ثقيل : شوف اخوك ياامير
التفت لها امير ليري امتقاع وجهها فيسالها بقلق وهو يمسك بيدها : انتي كويسه
هزت راسها وتهاوت علي المقعد خلفها : الحق اخوك ...الحق اخوك بسرعه
ركض امير خلف رائف الذي انطلق بسرعه بسيارته بينما تتحدث سعاد بقلب لهيف وتخبره بكل ما حدث ....
كاد عقله يخرج من موضعه بينما لم تصف كلمات تلك الأحاسيس التي اجتاحت قلبه من مجرد بضع كلمات من سعاد عن مدي القهر والظلم الذي تعرضت له تلك المراه وابنتها ....ابنه ....له ابنه عاشت كل هذا الظلم ولا يعرف بها إلا ..الان ؟!
: ابوها ومراته سنين بيعذبوا نشوي وبييعوا ويشتروا فيها وهي صبرت عشان البنت.... عاشت مرار محدش يتحمله عشان بنتها ....حفرت في الصخر وداقت المرارة
دمعت عيون سعاد لتكمل بقهر ..... وبعد كل ده عاوزين يرموها في السجن
قبض رائف بيده علي المقود :
هي فين ؟!
قالت سعاد : في القسم
ضغط بسرعه علي دواسه الوقود بينما يسمع من سعاد باقي الأحداث ....
دخل رائف الي مكتب الضابط لتتقابل نظراته بنظرات فريد ويتوقف كلاهما مصدومين : انت؟!
عويل نشوي أخرجهم من صدمتهم ...بنتي ضاعت ....بنتي ضاعت
قال رائف مزمجرا ......هو فين .....اسمه ايه ابن ال ....؟!
قالت نشوي بنشيج: اسمه فرج .....
هدر الضابط بغضب من دخول رائف وسعاد المكتب بتلك الطريقه : انت مين ؟!
قال رائف بعنفوان : جوزها ...
انصدمت ملامح فريد لتنهار نشوي بالبكاء أكثر : خطفوا بنتي ...رموني هنا عشان يستفردوا بيها ويبيعوها لراجل اد ابوها .....
قال فريد للضابط بعدم فهم وحيرة : واضح أن الموضوع في حاجات كتير يافندم .. ..ياريت تفتح محضر بأقوالها وتنزل قوة باسرع وقت تجيب الراجل اللي الست نشوي قالت عليه ومرات ابوها وتتهمهم بخطف البنت
و لو ممكن تخلي سبيلها علي مسؤليتي
هز الضابط رأسه باعتذار : للاسف يافريد باشا .... المحضر اتعمل وانا بعتت اجيب الست اللي بتتهمها بالسرقه ....وبخصوص موضوع البنت هنفتح محضر وناخد اقوال المدام ....قاطعه رائف بعنفوان : واحنا لسه هنستني تاخد الأقوال
رفع الضابط رأسه إليه باستهجان ليتدخل فريد : اعمل اجراءاتك يافندم وياريت تكون بسرعه قدر الامكان وزي ما طلبت اخلي سبيلها علي مسؤليتي....
قالت نشوي بتوسل : مش مهم انا المهم الحق بنتي
اوما فريد لها بينما اندفع رائف خارج الغرفه لتسرع سعاد خلفه ....هتعمل ايه يابيه
التفت لها رائف : قوليلي تعرفي عن ابن ال....ده
أسرعت سعاد تخبره بكل شيء بينما
اوصي فريد الضابط بنشوي وتركها بينما يدرك أن الوقت ليس لصالحهم و عليه الاهتمام بالطفله اولا
أوقف رائف : استني ...انت رايح فين
التفت رائف إلي فريد قائلا بضياع ....هعمل اي حاجة .....هعمل اي حاجة
زفر فريد وسرعان ما تحدث مع خالد وبضع زملاء له ليصدر سريعا أمر بمداهمه منزل فرج وشاديه
اسرع امير الي أخيه ليقف بجواره بينما لم تمر نصف ساعه وكانت الشرطه تداهم منزل شاديه وتأخذها الي قسم الشرطه وكذلك المعلم فرج
تفاجات شاديه برائف وامير امامها بينما أنقص رائف عليها ما أن لمحها تسير والعسكري ممسك بذراعها .....
انطقي فين البنت ....؟!
قالت بثبات :
بنت مين معرفش ....انت مالك ومالي ياراجل انت
امسك امير برائف الذي كان يخنقها بيده ليسحبها العسكري سريعا الي مكتب الضابط هي وفرج وسعد لمواجهتهم
هتف الضابط بها مزمجرا : انطقي ياروح امك بدل ما اخلي العساكر تنطقك ...انطقي اخدتي البنت فين ؟!
قالت شاديه بخوف : معرفش ....معرفش حاجة عنها ....امها أخدتها وهربت
صرخت نشوي : هربت عشان كانوا عاوزين يبيعوها للراجل ده .....هما اللي اخدوا بنتي مفيش غيرهم
انقض رائف علي فرج ليمسك بتلابيبه: هقتلك بأيدي انطق .....البنت فين
قال فرج بضعف مزيف : شايف ياباشا ....شاهدين ياحكومه..... بيهددني
ضرب الضابط مكتبه : وبعدين ....هتطلعوا كلكم برا
امسك فريد برائف بينما قال خالد
: متاسفين يافندم ....بس زي ماحضرتك شايف ....محروق علي بنته والوقت مش في صالحنا جايز يكونا. عملوا فيها حاجة
قال الضابط : اتكلم ياراجل انت ...فين البنت ....؟!
قال فرج بثبات : معرفش عنها حاجة ....؟!
زمجر الضابط : يعني ايه ؟!
قال فرج بثبات : يعني زي ما الست شاديه قالت .....هربت مع امها ....
صمت لحظه ثم تابع بكذب : ياباشا انا كنت ناوي اخطبها لابني وامها كانت موافقه واخدت شبكه ومهر وشقه وفي الاخر اخدت الفلوس والبت وهربت قولت للواد استعوض ربنا وخلصت علي كدة ...مالي بقي ومالهم
صرخت نشوي : كداب ....كداااااب
كان عاوز يتجوز بنتي ...هو وشاديه اتفقوا علي بنتي ....هاتوا عزه الكلبه وهي تقول
مع كل كلمه كان رائف ينظر بغضب لنشوي ....غضب حارق بينما صمتت كل هذا الوقت ....ولكن غضبه الأكبر كان من نفسه بينما داهمه خوف مرعب أن يواجهه حقيقه كتلك
هز الضابط كتفه محدث فريد وخالد : للاسف مفيش دليل ضدهم ....مقدرش احتجزهم
اتسعت ابتسامه شاديه الواثقه ونظرت الي فرج الذي لمع الخبث بعيناه بينما انهارت نشوي بضياع ...يعني ايه ....يعني انا بنتي كدة راحت
هز الضابط رأسه وحاول التحدث : لا طبعا ...احنا هندور عليها
لم يصل شيء من كلماته لاذنها مع مغادره شاديه وفرج لمكتب الضابط ليهمس خالد لفريد ...متقلقش هخلي عينهم عليهم
اوما فريد بينما التفت إلي امير ورائف وقد تبخرت كل الحواجز فجاه ولم يعد شيء يجمعهم الا إنقاذ تلك الطفله البريئه ...لينظر رائف إلي نشوي التي مد امير يده لها بالماء ولكنها رفضت وتابعت بانهيار تندب سوء حظ ابنتها العاثر
نظرت سعاد بعدم تصديق الي شاديه التي خرجت من مكتب الضابط بينما أوقفها العسكري لحين انتهاء إجراءات إخلاء سبيلها ......استني هنا ياست علي ما اخلص ورقه اخلاء سبيلك
قالت شاديه بشماته : كانت فاكرة نفسها ناصحه ...اهو انا خارجه وهي هتشرف علي البورش
اغتلت ملامح سعاد لتنظر بنفس اللحظة د الي العامل الذي يتحرك في رواق القسم يحمل صينيه عليها اكواب القهوة والشاي لتنظر الي كوب الماء وبلحظه تباغته و تأخذ الكوب الزجاجي وتضرب راسها بيه وتصرخ ......ااااااه
اسرع الجميع لتصرخ سعاد وهي تمسك بأحدي يديها بتلابيب شاديه بينما يدها الأخري تضعها فوق جرحها النازف : ضربتني يابيه .....الحقوني
نظر الضابط الي الصراخ لتدخل سعاد الي الضابط تستنجد به وهي تسحب شاديه التي انصدمت لما فعلته سعاد ......ليقول الضابط بأمر للعسكري : خدها علي الحجز .....
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
وضعت سعاد منديل فوق جرح راسها وجلست حيث أشار لها الضابط بجوار نشوي التي ابقاها في مكتبه كما طلب منه فريد وخالد لتحتضنها .....متخافيش يانشوي . .ربنا معاها
لكن نشوي ونظرت الي سعاد التي لم تهتم لشيء إلا لها ليتحشرج صوتها ....ضربتك
هزت سعاد راسها واخبرتها بما فعلته وختمت كلامها بغل : المهم انها دخلت الحجز ....
اسرع رائف وامير خارج القسم يحاولون اللحاق بفرج الذي صمم علي الخروج وسط حمايه الشرطه بعد ماحدث مع سعاد وشاديه ليضغط رائف علي دواسه الوقود يحاول اللحاق بسيارة الشرطه ولكن بمنتصف الطريق اوقفتهم بتحذير واضح .....ركن رائف سيارته ونزل منها لايعرف ماذا يفعل .....نزل امير خلفه وكذلك فعل فريد الذي لحق بهم هو وخالد
اتخذ رائف أحدي الزوايا واجري اتصال قائلا :
عوض هات ليا رجالتك وتعالي علي المكس
: أوامرك يارائف بيه
سحب نفس عميق ونظر الي فريد هاتفا : انا هجيب جوز امها ونقرره
اوما فريد وقد فهم ما انتواه
وسرعان ما كان رجال رائف يحضرون سعد الي أحد الأماكن التابعه له .....نال الكثير من الضرب و تمني لو كان يعلم شيء ليخبرهم به بعد هذا العذاب بينما لم تشفي كلماته غليل رائف
المعلم ...المعلم هو اللي خلاني اقدم البلاغ ..هو خطط لكل حاجة مع شاديه
أشار خالد لهم : سيبوه ليا
.......
ليله طويله مر وقتها ببطء كل واحد منهم يحاول فعل ما يقدر عليه لمحاوله إنقاذ تلك الطفله ....التي لايعلم مصيرها الا الله
جلس رائف متهاويا مكانه علي الرصيف بينما لم تعد تحمله قدماه وهو يتذكر كلمات سعاد عن كل ماحدث
مد امير يداه الي أخيه ليوققه هاتفا بتشجيع : قوم علي رجلك وهنلاقيها أن شاء الله
غص حلق رائف وظل مكانه هاتفا بانكسار : ربنا بيخلص مني
اشاح فريد بعينها يبعد غصه حلقه بينما يدرك أن هذا هو العدل ولكن أن تدفع ثمنه الطفله..... لا
ضرب خالد علي المكتب بعنف وقد عاد ومعه سعد :
اسمعي يا وليه انتي كل حاجة انكشفت ...جوزك اعترف عليكي و تسجيل كاميرات الشارع جابتك وانتي واخده البت .....انطقي
قالت شاديه ببكاء بعد أن عنفها المخبرين : معرفش فين....رجاله المعلم اخدوها مني ......
ركل فريد سيارته بعنف صارخا بالهاتف : يعني ايه اختفي..؟!
قال خالد باعتذار : زاغ منهم يافريد ...بس متقلقش بندورة عليه في كل حته
نظر رائف وامير إلي فريد الذي هز كتفه بغل : هرب منهم
هوي قلب رائف بينما توقع ما يحدث باختفاء فرج ليهتف بقلب متمزق وبيأس لأول مرة :
هنعمل ايه ......البنت ضاعت ؟! ثقل لسانه بينما تابع : بنتي ...بنتي ضاعت
تهدل راسه فوق كتفه وتابع وهو يضرب رأسه :
ايه هلاقيها كمان كام يوم ميته ومرميه في أي مكان
امسك امير كتفه : لا متقولش كدة هنلاقيها ....هنقلب الأرض عليها ونلاقيها ......قوم معايا
نظر إلي فريد باستنجاد ليقول فريد وهو يفرك وجهه : اكيد في خيط ....اكيد
خد رائف ودور وانا هروح بيته احاول اعرف عنه حاجة
أخذ امير أخيه الي سيارته وانطلق بها وكذلك فعل فريد
لم يترك فريد مكان الا داهمته الشرطه
بينما قاد امير في سيارته وعقله لا يتوقف عن التفكير في خيط يوصلهم الي مكان فرج ...... بينما رائف بجواره ثابت لايري ولا يسمع وكل مايلوح بأفقه هو بقايا صورة تلك الفتاه التي انحفرت بعقله
....همس وهو يفرك رأسه بعنف : كانت قدامي ومحستش بيها
التفت امير الي صوت رائف المتقطع .....الذي تابع
انا استاهل
تنهد امير : وانا كمان استاهل ... بس هي متستاهلش هنلاقيها يارائف
قال رائف بيأس : ازاي بس
قال أمير .....فرج ده اكيد له مكان بيختفي فيه واكيد وا من رجالته يعرف طريقه
أوقف سيارته اسفل مكتب المقاولات الذي يملكه فرح ليساله رائف :
انت رايح فين ؟!
قال أمير بينما يري حالته :
خليك في العربيه
دخل امير الي مكتب فرج ...
هب حسن احد رجال فرج من مكانه فور دخول امير الذي قال : كنت عاوزة المعلم فرج
قال الرجل بينما سألت عنه الشرطه قبل قليل : لا مواخده باليه ....هو مش موجود بس أأمرني
قال أمير وهو يخرج من جيبه رزمه ماليه يغري لها حسن ....انت اللي أأمرني...
نظر له حسن بتوجس ليلقي امير بالرزمه امامه : كام وتقولي هو فين
نظر حسن إليه
ليقول امير : خمسين الف ....
تردد الرجل ليقول امير : خليهم ....ميه
فتح فمه ليتحدث ليقتحم رائف المكان بتلك اللحظه وينقض علي الرجل ممسك بتلابيبه : انطق قوووول هو فين
حاول امير إيقافه :
استني يارائف
ضربه رائف بقوة لتسيل الدماء من انفه وسرعان
ما يدخل احد رجال فرج علي تلك الأصوات مزمجرا وهو يري امير ورائف : في ايه ..؟!
استغل حسن دخول زميله ليفلت من يد رائف ويركض هاربا
ركض رائف خلف حسن بينما امسك امير بالرجل الآخر
ليطبق فوق عنقه : قول اتكلم فين فرج
هتف الرجل بانفاس مقطوعه : والله مااعرف..... مفيش غير حسن هو اللي يعرف خط سير المعلم
بدون تفكير كان رائف يضغط دواسه الوقود بينما لاح له حسن يركض بقوة هاربا ليصدم ساقيه بسيارته ..... سقط حسن ما أن دعس رائف علي المكابح لينزل سريعا وبلا شفقه يجذبه بعنف من ملابسه ويلقيه بالسياره غير عابيء بأصوات الماره الذين تجمعوا علي هذا الحادث ليندفع بسيارته باقصي سرعه .....
امسك المقود بتحدي يديه بينما بيده الأخري بغل امسك برأس حسن وضربها بمقدمه السياره
....انطق بدل ما اخلص عليك
قال حسن بلسان ثقيل بينما سالت دماءه بكل مكان ....هقوول ...هقول علي كل حاجة
..........
....
فركت ورد يدها بقلق سافر وقامت من جوار هاله : لا ياماما اكيد في حاجة .....فريد اتاخر اوي
قالت هاله في محاوله منها لتبدو هادئه بالرغم من القلق الشديد بداخلها ....يابنتي خالد اتصل وقال عندهم شغل
هزت ورد رأسها بعدم تصديق : شغل ايه ....لا ياماما
ده خرج ورا نشوي ومن وقتها مرجعش ومش بيرد علي تليفونه ...ايه دخل خالد
قالت هاله وهي تخالف الشك الذي ازداد بداخلها : وهيكذب ليه بس يابنتي
قالت هديل ....طيب انا هكلم هايدي
هزت هاله راسها : لا ...هتقلقيها ليه
هزت هديل رأسها : اهو نفهم أي حاجة
قالت هاله بحزم : مفيش حاجة تتفهم ..اهدوا وهو شويه وهتلاقوه راجع
حاولت هاله اخفاء القلق بداخلها وقامت تعد لنفسها كوب من القهوة بينما ورد ظلت تتحرك ذهابا وإيابا بقلق .....
همست هانيا لها ....تعرفي كانت في قسم ايه ؟!
نظرت ورد إليها ....تقريبا سيدي جابر
أومات هانيا بهمس : تعالي ندخل جوه ...هكلم ايهم يحاول يعرف اي حاجة
أومات ورد لها ...طيب تعالي
نظرت هديل لهم وأشارت ...هقعد هنا عشان ماما متاخدش بالها
........
...
قال خالد لفريد بكلمات متسارعه بينما قامت المباحث بعمل تحريات واسعه عن فرج ....فريد الراجل ده عنده بيت في برج العرب
قال فريد بلهفه : فين ياخالد بالضبط
قال خالد : انا هبعت قوة تداهم المكان متقلقش
قال فريد برفض : ....قولي بس المكان الأول
........
قام ايهم من مكانه مسرعا يجذب ملابسه بينما مازالت هانيا معه علي الهاتف ليقول : طيب حاضر ياهانيا انا هروح وافهم في ايه واقولك ....اسمها ايه الشغاله
قالت هانيا بتفكير : نشوي ....بس مش عارفه نشوي ايه
بس هي وبنتها مرجعوش ولا فريد كمان وشكل في حاجة لأن فريد وخالد هناك
اوما ايهم : طيب ياحبيتي ....اطمني وان شاء الله مفيش حاجة
التفتت هانيا الي ورد : ايهم هيحاول يعرف في ايه ...!
قالت ورد بقلق : قلقانه عليه اوي ياهانيا .....مش بيرد عليا ليه بس ....
..........
...
اقتحم رائف بوابه المنزل الحديديه بسيارته بعد أن ألقي منها حسن حينما لاحت انوار هذا المنزل أمامه ليهب الحارس الاشيب من مكانه مزمجرا ...مكانك
تفاجيء رائف بالمعلم فرج يخرج أمامه مشيرا إلي الحارس : سيبه
اندفع رائف ناحيته ليجذب فرج تلك العصا الحديديه من جوار الباب ويخفيها خلف ظهره هاتفا بشجاعة مزيفه بينما رأي رائف وحده .....ده انا كنت مستنيه
ما أن اقترب رائف منه لينقض عليه حتي فاجأه المعلم بضربه قويه علي رأسه ليسقط رائف أرضا نفسي عليه وتسيل الدماء من رأسه. .....
قاد فريد مسرعا وهو يتطلع الي هاتفه ليري المكان الذي أخبره خالد به .....
.........
...
فتح رائف عيناه ليجد نفسه مقيد الي أحد المقاعد
نظر له فرج بتشفي بينما ينفث دخان الأرجيلة : بقي هتقتلني ......
طيب يلا وريني هتقتلني ازاي......يلا
زمجر رائف بعنف وهو يحاول جذب يداه المقيده بالمقعد ....ورحمه امي ما هرحمك ياابن ال.......
ضحك فرج وهو يلقي الشيشه من يده : مش هرد عليك .....تابع ضحكته الدنيئه وهو يميل علي رائف ويكمل :
اقولك ....انت بس اديني ساعه وبعدها وريني شطارتك .....
زمجر رائف بقوة : متقربلهاش .....
ضحك فرج : امنعني.....
زأر رائف بقوة حتي انجرحت احباله الصوتيه بينما تركه فرج وسار بهذا الرواق المؤدي الي أحدي الغرف ليستمع علي الفور لصرخه الفتاه بعد صوت انغلاق الباب ...... بجنون حاول تخليص نفسه وصورة ورد المقهورة تمليء رأسه بذلك اليوم ......
ليهتف من قلب ملكوم بيأس ....يارب .....
ارتبك الحارس الاشيب ما أن داهمت سيارة فريد البوابه ليحاول مناداه فرج وتحذيره ...يامعلم.....لم يمهله فريد الذي قفز من سيارته بسرعه وقت ليلكمه بقوة في وجهه ثم يضرب رأسه بمقدمه السيارة ....
دون تفكير لأي عواقب كان يندفع الي الباب بعد أن رأي سيارة رائف متوقفه بالخارج ليركل الباب بقدمه وكاله بقوة. ... .. صاح رائف ما أن رأي فريد يندفع من الباب
....فريد الحق البنت يافريد
قال فريد وهو يتلفت حوله : هي فين
أشار رائف بعيناه الي حيث تعالي صراخ رهف التي ارتعب كل انش بها ما أن رأت ذلك الراجل يقتحم عليها الغرفه لتتكوم برعب في تحد الزوايا وتصرخ بخوف تنادي والدتها ....ماما ...الحقيني
بحقارة بدا فرج يخلع ملابسه. ....مفيش ماما يا حلوة ....في المعلم فرج .....تعالي وانا هروقك
دفعت الفتاه يداه عنها برعب وحاولت الركض ولكنه امسك بها لتضربه بيدها الرقيقه وهي تصرخ .....اوعي ...سبيني ...ماماااا
عضت يداه التي امتدت لها بغريزة الدفاع عن نفسها ليصيح بحنق :
يابنت ال ....
دفعها بقوة علي الفراش خلفها لتتعالي صرخات الفتاه ما أن اقترب منها بينما بغل اندفع فريد الي الغرفه
التفت فرج بمفاجاه حينما رأي فريد ليهب علي الفور ليواجهه .....تأهب فريد له صارخا بالفتاه :
اجري يارهف
ركضت الفتاه بخوف خارج الغرفه لاتدري في أي نار وجدت نفسها بينما لم يستطيع فرج اللحاق بها حينما وقف فريد أمامه يحول بينه وبين الوصول إليها ......
انقض فرج بجسده الضخم علي فريد الذي تقهقهر للخلف اثر ضربه قويه من فرج ليهب سريعا مجددا ويحاول ضرب فرج ويلكمه بقوة .....
لم يصدق رائف الذي كان بيأس يحاول تخليص نفسه رؤيه رهف تركض بدموعها خارج تلك الغرفه والرعب يمليء ملامح وجهها ......توقفت مكانه ما أن رأت رائف المقيد لتسرع إليه تحاول فك قيوده ....
افاق الحارس واسرع الي الداخل وهو يمسك بأحدي القطع الحديديه الكبيرة لتصرخ رهف ما أن حاول ضرب رائف بها لينتبه سريعا ويجذب الفتاه بعيدا ويتفادي الضربه .....
جذب فرج ذلك السكين الموضوع بطبق الفاكهه وسرعان ما لوح به تجاه فريد الذي حاول جذبها منه ......
احتدمت معركه بين رائف والحارس بينما تكومت رهف تبكي في أحد الأركان بخوف ليدفع رائف الحارس بقوة وسرعان ما يهوي عليه بتلك القطعه الحديديه .....اسرع الي رهف التي كانت ترتجف بقوة ...متخافيش ...متخافيش ياحبيتي ....
لا يعرف.... هل يحتضنها ام يعتذر ام يخبرها بأنه ابيها ....
تفاجات الفتاه به يجذبها لحضنه لتدفعه عنها بخوف.... ليستعيد رائف نفسه سريعا بينما تبكي ..... عمو فريد
قام رائف سريعا وهو يقول ....خليكي مكانك متخافيش ....اسرع الي الغرفه ليري فرج ينهال ضربا علي فريد ويرفع يداه بالسكين التي سرعان ما حاول جذبها من يده دون تفكير لترتد بصدره .......
ليتوقف امير مكانه الذي سبق اقتحام سيارات الشرطه المكان صارخا بينما وقع أخيه ارضا غارقا بدماءه ......راااائف
اندفعت قوات الشرطه للمكان وسرعان ما قيدوا فرج بينما زمجر بهم فريد وهو ينحني فوق رائف ..... اطلبوا إسعاف ...بسرعه
.....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
جميله جدا ♥️
ردحذفجمييييل
ردحذفتتتححححفة
ردحذفروووعه
ردحذف