ورد فريد ( السابع والاربعون )

1



 اتسعت عيون شاديه بهلع حينما دخلت الي الغرفه التي بقي بها كل شيء علي حاله الا وجود رهف ....ركضت بجنون في أرجاء المنزل تنادي رهف ونشوي ولكن لم يكن لهم اثر .....عقد سعد حاجبيه بانزعاج حينما دخلت شاديه تهجم عليه وهو نائم ...قوووووم ...شوف المصيبه اللي حلت علينا 

انتفض من مكانه : في ايه يا وليه علي الصبح 

صكت شاديه صدرها بيدها عده مرات تولول وتصيح : بنتك اخدت البت وهربت .....هربت 

جحظت عيون سعد حتي كادت تخرج من مقلتيها ...بتقولي ايه ياوليه 

هتفت شاديه بعويل : بقولك البت هربت ..... قام من مكانه مسرعا بينما يرفض التصديق أن صيده الثمين قد هرب من اسفل يده وقد اعتقلها سنوات وسنوات يستفيد منها وها قد كان علي وشك الاستفاده من ابنتها أيضا .....

: هربت يعني ايه ياوليه .....دوري عليها كويس تكون هنا ولا هنا 

هتفت شاديه وهي تلطم علي وجهها : هنا فين ...بقولك ملهمش اثر في البيت 

: هدومها وهدوم البت هنا هربت ازاي 

قالت شاديه وهي تنظر في الخزانه المتهالكة .... تلاقيها هربت اول ما نزلت اشوف الخناقه

عقد حاجبيها باستفهام : خناقه ايه ؟!

هتفت بعدم اكتراث : بنت ال ....سعاد كانت بتتعارك مع الواد صبي المعلم فرج ونزلت اشوف في ايه 

وكزها بتوبيخ. : وهي حبكت تنزلي ياوليه ....

قالت شاديه وهي تهز راسها : مجاش في دماغي ابدا أنها هتهرب ....ده انا كلها دقائق اللي نزلت فيهم

زم شفتيه بحنق ...بنت ال ..... هقطع من لحمها لما الاقيها

نظرت له شاديه : نلاقيها فين بس 

هتف بذكاء مصطنع : هتكون فين ... تلاقيها متلقحه عند البت صاحبتها وهي ليها متوي تاني 

انا رايح اجرجرها من شعرها 

ما أن فتح الباب حتي وجد عزه أمامه بابتسامه واسعه ارتسمت علي شفتيها المصبوغه بلون احمر قاني

: صباح الفل عليكم

توترت شاديه : صباح النور

نظرت لها عزة بدهشه : مالك يا شاديه ...ده انا قولت هكلع الإقيكي بترقصي من الفرحه 

كاد قلب شاديه يهوي بينما أخرجت عزه تلك العلبه وفتحتها أمام شاديه : المعلم باعت الدهب ده للعروسه اهو اكتر مرتين من الدهب اللي جابه ليها اخر مرة 

ارتجفت أوصال شاديه حينما قالت عزه : هي فين عشان البسهولها بأيدي 

نظرت إلي سعد الذي تسمر مكانه لتعقد عزه حاجبيها باستفهام ...في ايه ...مالكم ؟!

قال سعد : انا رايح 

التفتت عزه الي شاديه : في ايه ياشاديه ...مالك 

؟!

فين البت وامها ؟!

قالت شاديه بلسان ثقيل : هربت 

ضربت عزه صدرها : يالهوي...!! 

..........


دفع خالد بطاوله العشاء واتجه بها ليضعها أمام باب الغرفه ليعود ويتسمر مكانه حينما وجد هايدي قد ارجعت راسها الي الخلف واغمضت عيونها.....اتسعت عيون خالد وسرعان ما مال ناحيه هايدي يناديها : ...دودو ....هايدي ....هايدي انتي نمتي ...؟! 

لمس وجنتيها بطرف أصابعه : حبيتي انتي نمتي بجد. ...؟!

بالتأكيد لم يحصل علي اجابه ليظل جالسا بجوارها دقائق يتوعد لوليد صاحب النصيحه الذهبيه متبرطما : انا كان ايه اللي خلاني اسمع كلامك .....اهو قضيت الليله كلام و البنت نامت ولا كأني حكيت لها حدوته قبل النوم 

طرق بأصابعه بغيظ قليلا قبل أن يلتفت اليها وسرعان ما تتهادي ابتسامه واسعه الي شفتيه بينما غرق بتأمل ملامحها ليهز رأسه ويتمتم ....مش مهم ..المهم انك بقيتي ليا 

برفق انحني ليحملها ويسير بها الي ذلك الفراش الوثير المغطي بغطاء حريري باللون الابيض وقد توسطته بتلات الورود الحمراء ....وضعها فوق الفراش وانحني ليعدل من وضع راسها فوق الوساده لتتحرك هايدي وتحيط عنقه بذراعيها ....خفق قلبه بجنون لهذا القرب الذي طالما حلم به ولكن مهما بلغت به ذروة أحلامه إلا أنها لا تضاهي الواقع جمالا بينما شعر كطفل مراهق لأول مرة يقترب من فتاه ....وضع رأسه علي الوساده بجوارها وظلت عيناه معلقه ملامحها يتأملها وكأنها ليست بالفعل محفورة بعقله وقلبه لتتهاوي عيناه في النهايه ويغرق في النوم بينما سبقته هايدي بنوم عميق داعبته تلك الاحلام الورديه بينما وصلت اخيرا الي بدايه طريقها برفقه حبيب يمسك بيدها وليس مجرد زوج .... لتندثر مقوله (فاتها قطار الزواج ) 

فعن أي قطار يتحدثون إن كان رفيق الدرب مجرد عابر سبيل ... لم ترد أن يكون رفيق دربها مجرد رجل رآها وقد رشحتها له أحد الأقرباء ...انتظرت الحب وشراكه الحياه وهاقد وصلت إليها. ....!!

........

.....

قالت عزه بتوتر : المعلم بيتصل 

نظرت لها شاديه برجاء : قوليله لسه مخلصناش

نظرت لها عزه باستنكار لتقول شاديه برجاء. : ابوس ايدك ياعزه ...اهو سعد قالب عليها الدنيا وهيلاقيها 

قالت عزه بشك وهي ترفع حاجبها :والله يااختي لو ناوي يلاقيها كان لاقاها من الصبح ...انا لازم اقول للمعلم علي كل حاجة

قالت شاديه : لا ابوس ايدك .....اصبري ياعزه وكلها ساعه ولا اتنين ويلاقيها ....هتكون راحت فين يعني ...؟!

...


دخلت هاله لتشرب بعد أن أنهت صلاه الفجر لتتفاجيء بنشوي قد وقفت تصلي هي الأخري بأحدي اركان المطبخ .....قالت بصوت هاديء : تقبل الله يابنتي 

ابتسمت لها نشوي بسماحه : ربنا يكرمك يا مدام 

قالت هاله بعتاب : ليه بتصلي هنا ....كنتي صليتي برا في الريسبشن أو اي مكان 

قالت نشوي بخجل وتهذيب : متشكرة اوي يامدام. ... انا قولت اصلي قبل ما ابدا اشوف ورايا ايه 

قالت هاله برفق شديد لتلك الفتاه التي لامست قلبها بينما تشعر أنها راضيه زياده عن اللزوم بأقل القليل 

: مفيش وراكي اي حاجة .....انتي تروحي تكملي نوم جنب بنتك 

: بس ...قاطعتها هاله : مفيش اي حاجة اصلا تتعمل و ما المطلوب منك لما سياده المستشار ينزل شغله تطلعي تشوفي لو ورد محتاجه حاجة 

أومات نشوي بابتسامه : متشكره اوي ....ربنا يكرمك زي ما بتكرميني 

ربتت هاله علي كتفها بحنان لتعود نشوي الي تلك الغرفه الصغيرة المخصصه لها هي وابنتها وقد توسطها فراش صغير نامت عليه رهف بكل راحه وفي أحدي الجوانب خزانه بوسطها مراه .... كانت تلك الغرفه كالقصر بالنسبه لها ..لاول مرة تشعر بالأمان والراحه بينما اختفت ملامح شاديه وأبيها من حياتها القاتمه والتي واخيرا بدأت تتفتح. الوانها ولو قليلا. ....تمددت بجوار رهف واحتضنتها وأخذت تقبل راسها وتعود لتشكر الله أنه نجاها من هذا المصير ......


.........

.....بصق المعلم فرج بفظاظه بجوار شاديه التي ارتمت علي الأرض بعد أن تلقت ضرب مبرح منه 

: مش انا اللي يتضحك عليا ياروح امك 

....التمثيليه دي تتعمل علي عيل برياله مش علي المعلم فرج 

قالت شاديه وهي تهز رأسها وتبكي بألم : والله يا معلم هو ده اللي حصل 

جذبها بعنف من شعرها ...بقي امها اللي كانت طايرة من الفرحه وعماله تطلب حاجات لبنتها هي اللي أخدتها وهربت 

قالت شاديه بيأس بينما كانت تكذب طوال الوقت وتخبره أن نشوي موافقه بل وتسحب منه الأموال بادعاء أنها نشوي من تطلب 

: أيوة يامعلم 

ركلها فرج وهو يتطلع حوله : ولما هو كدة فين المعدول ابوها 

قالت بنشيج : بيدور عليها 

هز راسها بوعيد وأشار لأحد رجاله ...واد ياسعيد ...تقف علي أول الشارع واول ما تلاقي الهلهوله اللي اسمه سعد تجيبه علي المخزن 

اوما الشاب : حاضريامعلم 

التفت الي عزه وأشار لها بطرف عيناه لتنحني سريعا تجاه ذراع شاديه تحاول نزع تلك الأساور بعنف ....صرخت شاديه برفض ليزجرها المعلم بصفعه قويه من يده : اقلعي ياروح امك الدهب ده ....وقسما عظما لو مرجعتيش كل مليم اخدتيه لهقطع من لحمك 

خلعت عزه من ذراعيها الاساور ومدت يدها بهم الي فرج : اتفضل يامعلم 

أخذهم وجذب شاديه بعنف من شعرها : مش بس كده ...كمان البت هترجع وتجيبها تحت رجلي والا هرميكي انتي وعيالك برا بعد ما اادبك 

فاهمه ....!!

.......

.........

.........بغيرة واضحه نظر نائل الي داليا التي أولته ظهرها وتحدثت بصوت هاديء

: مفيش مشكله بكرة أن شاء الله يكون الشغل جاهز 

أغلقت لتلتفت فتتفاجيء بنظرات نائل الواقف خلفها 

والذي سرعان ما هتف : مين اللي بتتكلمي معاه ده ؟!

بحكم العاده فتحت داليا فمها لتجيب علي سؤاله ولكنها سرعان ما تراجعت لتصمت لحظة قبل أن تقول بهدوء : اعتقد ان ده شيء ميخصكش ؟!

هدوء كلماتها أشعل عاصفه بركانيه بعروقه ليقول بعنفوان : يعني ايه ميخصنيش ....انتي مراتي 

شددت علي كلماتها : طلقيتك!!

قال بانفعال : رديتك ياداليا 

نظرت له بثبات ،: وانا موافقتش ..... احتدت نبرتها وتابعت : و اوعي تفكر اني ممكن تاني اعمل حاجة انا مش موافقه عليها

عقد نائل حاجبيه باستنكار ...مش موافقه 

نظرت في عيناه بثبات : اه مش موافقه ...مستغرب ليه اوي كدة .....ازدادت حده انفعالها وهي تتابع : ايه كنت فاكر اول ما هتشاور ليا هجري تحت رجليك زي زمان 

تعلثم نائل ليهز رأسه سريعا بينما تعالي صدر داليا صعودا وهبوطا من اثر انفعالها وخفضت عيناها سريعا تبحث عن حقيبتها لتغادر ولكن نائل كان سرعان ما يمسك بذراعها يوقفها ...داليا استني 

سحبت نفس عميق والتفتت له ...عاوز ايه ؟!

قال نائل برجاء لم تعهده به : عاوز نتفاهم ؟! 

جذبت ذراعها من يده وهتفت وهي تشيح بوجهها : مفيش بينا تفاهم 

....اللى بينا انتهي 

هز نائل رأسه : منتهاش ياداليا .... لو سمحتي اهدي وخلينا نتكلم 

نظرت له بانفعال : انا هاديه جدا 

رفع حاجبه : هاديه ...كدة هاديه

أومات له ونظرت الي عيناه وتابعت : هاديه نفس هدوئك معايا لأتفه الأسباب ....هادئه نفس هدوئك وانت بتبلغني انك رجعت مراتك اللي بتحبها ...

خفض عيناه بيأس بينما لا يجد لنفسه أي فرصه معها بينما كلما اقترب كلما فتح الجراح من جديد 

وقفت داليا بتاهب لثورته القادمه ورفضه لتأنيبه وانتقاده فهو ليس بمن يقبل لتتفاجيء به يقول بهدوء شديد : عندك حق ....

رفعت عيناها إليه بعدم فهم ليستغل نائل الفرصه ويعيد طلبه بشكل هاديء راجي ودها: داليا انا اعترفت انس غلطت وطلبت منك نرجع لبعض وتديني فرصه اصلح الغلط ده وانتي علي نفس عنادك 

أوقفته بنبره حاده : انا مش عنيده ...انا واحده بتدافع عن كرامتها 

تمسك بهدوءه : ماشي ياداليا 

كلما فتحت باب تهاجمه منه اغلقه لتقول بانفعال بينما فكرت أنه فقط يساير التيار حتي تعبر السفن : يعني ايه ماشي ....بتاخدني علي قد عقلي مثلا 

تنهد نائل بعمق هامسا من بين أسنانه : الصبر من عندك يارب 

واجهته داليا بعيون تطلق شررا : ياريت يبعتلك الصبر زي ما صبرني عليك كل ده .....

هزت راسها وتابعت بصوت غير راضي اقرب للهمس وهي تتجه لتأخذ حقيبتها : انا اصلا مش عارفه انا كنت صابرة ازاي كل ده ...

أوقفها نائل : انتي بتعملي ايه ؟!

قالت وهي تلتقط حقيبتها ؛ باخد شنطتي عشان امشي 

رفع حاجبه بنفاذ صبر : يعني بعد اللي قولته ده كله برضه علي موقفك ومصممة تعاندي 

تعادلت واقفه ونظرت له بشموخ : قولتلك مش بعاند 

هزت كتفه : امال تسمي اللي بتعمليه ده ايه 

فكرت داليا لحظه قبل أن تقول : بسميه أن الموضوع مش بالبساطة دي .....انا بدأت احط لنفسي بدايه حياه جديده ....خيانتها عيناها دون إرادتها ونظرت إلي عيناه 

بينما تكمل بصوت مختلج قليلا بمشاعرها : جايز مش هكون مبسوطه فيه بس علي الاقل هكون مرتاحه يانائل 

اجتاح الحنين الي راحته بجوارها قلبه ليمسك بذراعها ويقربها إليه لتجد داليا وجهها علي بعد انشات قليله من وجهه حتي شعرت بانفاسه بينما اخترقتها نظرات عيناه وهو يقول : وانا مش مبسوط من غيرك ابدا ياداليا ....اول ما خرجتي من حياتي حسيت اني ضايع ومش عارف امشي خطوة واحده 

اهتزت نظرات عيونها وتسارعت دقات قلبها الذي مهما قاوم إلا أنه يذوب به عشقا لتتمهل أنفاسها ويظن نائل لحظة أنه نال غفرانها إلا أنها لم تمهله تلك الراحه ابدا لتنفض ذراعيه عنها وتبتعد بضع خطوات تحاول بها السيطرة علي نفسها ومشاعرها بينما تترك لعقلها زمام الأمور وقد أحسنت بهذا القرار لتنظر له باتهام واضح قائله : انت مش شايف أن كلامك كله عن نفسك وعن اللي انت حاسس بيه ..... بالرغم من أن كل كلامك ده المفروض متوجه ليا إلا أن كله عنك انت ....

هزت كتفها وتابعت : للاسف يانائل حاليا بقي كل اللي يهمني هو احساسي انا ....عشان كدة احساسك ده حاول تتأقلم معاه ...معلش بقي اصل العالم مش داير حواليك لوحدك 

ولا انت محور الكون 

أسرعت تلتف وتتجه الي الباب بينما تسمر نائل مكانه للحظات يستوعب ما نطقته ...محقه ....نعم محبه بكل كلمه ...حتي بمحاولته لإصلاح خطأه كان اناني ....

اسرع يلحق بها قبل أن تغادر لتتفاجيء داليا باعترافه: عندك حق ...انا كنت اناني جدا معاكي ولغايه دلوقتي مازالت 

نظر في عيونها وتابع : بسانا مقصدتش كدة ....صدقيني ياداليا كلامك دلوقتي وكلامك قبل كدة عني مع ماما واد ايه كنت بخليكي تعيشي كل ده ....ده شيء انا مكنتش قاصده ابدا 

هز كتفه وتابع بخجل : ...علي رايك كنت شايف اني محور الكون وان ده شيء طبيعي اني اخد وبس ....

رمشت داليا باهدابها بينما لا تستوعب حقا أن نائل هو من واقف امامها يعترف بخطأه بينما خلع عباءة الطاووس التي كان يرتديها بل وخلعها بنفسه ....!!

: ينفع تسامحي جهلي وتديني فرصه ....

لمح بعيونها التردد ليشجعها : اسمعي ...انسي كل اللي قولته واللي عملته وخلينا نقعد مع بعض ...اتكلمي معايا وقوليلي كل اللي انتي حاسه بيه وتأكدي أن هتلاقي إنسان تاني غير نائل اللي تعرفيه .....

هل وضع يده اخيرا علي مفاتيح قلبها وعقلها معا بكلماته ...نعم لا تنكر ...!!

تهادت ملامح السعاده لوجهه بينما قرأ موافقتها ليقول بترقب : ها يا حبيتي قولتي ايه ؟!

رفعت داليا وجهها إليه ما أن نطق بتلك الكلمه التي خدرتها بلحظه بينما وقعها ظل يتردد في أذنها 

ابتسم نائل لها واراد أن يعتذر عن مقدار بخل مشاعره تجاهها بينما فاضت دوما بكرم مشاعرها وحبها علي قلبه حتي أن كرم مشاعرها وحبها كان يكفي كلاهما 

وقعت باصعب اختيار بينما قلبها موافق وبشده ولكن كرامتها المجروحه مازالت ترفض ليتدخل عقلها بحكمه بينما تقول بتمهل : ماشي يانائل ... معنديش مانع نتكلم 

تهللت ملامحه ....نتكلم ياحبيتي ...نتكلم زي ما انتي عاوزة 

أومات ورفعت راسها ناحيته بقليل من الكبرياء الواضح : بس حاليا انا مش فاضيه ....هبقي اكلمك ونتفق علي وقت ومكان نتكلم فيهم 

تحركت خصلات شعرها مع حركتها بخطوات ثابته خارج الباب بينما ظل نائل واقف مكانه لا ينكر صدمته بينما تعلمت ابجديات التلاعب به وكأنه ريشه في مهب رياح حبها .....تنهد وارتسمت ابتسامه أكثر من راضيه علي طرف شفتيه بينما يبيح لها استخدام كل الوسائل في ترويض حبه لها كيفما تري ...المهم أن ترضي وتعود إليه .....تنهد وسحب نفس عميق بينما يحدث نفسه أن هذا التلاعب يختلف تمام عن تلاعب ندي به ليحتقن وجهه بتلك اللحظه ويكور قبضته بوعيد بعد أن تغيرت ملامح وجهه كليا ....

.........

...

هتفت ندي بغضب : بقولك خطف ابني يامتر تقولي استني .....استني ايه ...؟!

انت حالا تنزل تعمل له محضر فاهم 

رفع منير عيناه تجاه الباب لتلتفتت ندي ببطء مردده : نائل ....!!

..........

...

نظرت هانيا بعدم اكتراث الي هاتفها الذي وصلت إليه رساله ...ولكن سرعان ما أن رأت مرسلها حتي اجتذب انتباهها 

: كنتي زي القمر علي فكرة 

اعتزلت جالسه سريعا وامسكت بالهاتف تنظر إليه ولم تستطيع اخفاء تلك الابتسامه التي ارتسمت علي شفتيها 

.....طال انتظار ايهم بينما ظل ينظر إلي هاتفه ويري أنها قد رأت رسالته وبانتظار ردها ...وهاهي عنيده كما عهدها ....رفع حاجبه وأمسك بهاتفه وسرعان ما اتصل بها ....ازدادت ابتسامه هانيا والتي امتزجت بنظرات شريرة ماكرة بينما دغدغ غرورها الأنثوي وها هو يحاول خطب ودها من جديده 

: الو 

تسارعت دقات قلب ايهم ولكن تمهلت نبرته وهو يقول : افتكرت انك نمتي ....

قالت بدلال بينما تتظاهر بالبرود : لسه .... مش جاي ليا نوم 

تمتم بنبره هادئه : مممم ...يبقي دي فرصه كويسه اوي احكيلك حدوته 

اندهشت ملامحها ...حدوته ؟!

قال ايهم بهدوء : اه عشان تعرفي تنامي ....مش بتحبي الحواديت

بالرغم من استغرابها لما يقوله إلا أنها تحولت بلحظة الي 

طفله متحمسه وهي تقول : بحبها اوي 

لمعت نظرات ايهم بينما يقول : جميل ....

تمدد علي الفراش وأسند ظهره الي الخلف وبدأ بروايه تلك الحدوته بنبره هادئه : كان يامكان كان في مرة زمان ... مزرعه وكان فيها معزه حلوة اوي اوي ....

رددت هانيا : معزه 

تمتم ايهم : هششش ...وتابع 

: كان ليها عيون عسلي جميله وكان صاحب المزرعه بيحب المعزه دي اوي وبيهتم بيها جدا ....المهم في يوم من الايام صاخب المزرعه انشغل شويه عن معزته عشان كان بيشتري مزرعه اكبر واحسن ويكون فيها مكان مخصوص للمعزه اللي بيحبها

المعزه بقي فكرت أنه مبقاش بيحبها ولما رجع بعد كام يوم دورت وشها عنه و كمان رفضت تاكل او تشرب 

صاحبها حاول معاها وهي فضلت عنيده .....يومين وهي رافضه تأكل وتشرب والراجل تعب معاها علي الأخر وهي عنيده جدا ومصممه علي رأيها .....كانت حاسه بالجوع والعطش لدرجه انها مش قادره تقف علي رجليها مع ذلك فصلت تعاند كل يوم اكتر من اللي قبله وشافت أن تخلي صاحب المزرعه عن محاولته يأكلها أنه تصديق علي تفكيرها أنه مبقاش بيحبها ومش أنه بسبب عنادها وعشان كدة فكرت تهرب وتسيب المزرعه و فعلا بالليل مشت ناحيه السور وبالرغم من أنها مش قادره تتحرك من الجوع والعطش الا ان العناد سيطر عليها ....فجاه لقيت قدامها ذئب جعان خافت وحاولت تجري منه وبسرعه بصت علي سور المزرعه اللي نطت من فوقه بس مكانتش قادره تجري ووقعت واخر حاجه شافتها قبل ما تغمض عينيها باستسلام كانت بصه الذئب ليها ......

صمت لحظات ليصل الي هدفه بسؤاله : ده بقي يعلمنا ايه ؟!

قالت هانيا بلهفه وتاثر : ايه اللي حصل للمعزه؟!

احتقن وجهه ايهم ليهتف بحنق : ابدا صاحب المزرعه حاله شلل من عنادها ....

ضيقت عيناها : يعني ...يعني انا معزه 

زفر ايهم : اه معزه دماغك ناشفه وعنيده 

احتقن وجهها وزمت شفتيها بغيظ شديد وكادت تلقي بحمم غضبها عليه ليذوب كل هذا ويتبخر بلحظه حينما تابع ايهم بنبره ناعمه : بس بحبك وبموت فيكي 

اهتز قلبها بداخل صدرها وسرعان ما اصطبغ وجهها بالحمرة وزينت الابتسامه شفتيها حينما كررها ايهم 

مجددا : بحبك ياهانيا ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك 

عصا علي شفتيها بخجل بينما لم تجد شيء لتقوله وكم تمنت أن تسمع منه اعترافه بحبها بتلك الطريقه ....وكم تمني هو أن تكون أمامه ليري عيونها الحلوة 

...........


.....

حرك فريد اهدابه لحظات ثم فتح عيناه الناعسه وهو يتثاءب ليفتح عيناه سريعا علي وسعهما حينما رأي ورد مستيقظه وتنظر له بينما أسندت راسها الي ذراعها

: ورد مالك ...انتي تعبانه 

هزت ورد رأسها بينما بقيت ابتسامتها علي شفتيها وهي تقول بنعومه : توء ....انا كويسه جدا 

نظر لها بشك : امال صاحيه بدري اوي ليه ؟! 

قالت بابتسامه : ببص لك ؟!

نظر لها بدهشه لتهز راسها وتحيط عنقه بذراعيها قائله : بلص علي احسن زوج وراجل في الدنيا كلها ....فريد الفريد 

انفلتت ضحكه فريد الصاخبه ....فريد الفريد 

أومات له وقالت بحيره : بحاول الاقي وصف ليك مش لاقيه ...اي وصف هيظلمك 

فريد ياحبيبي....انت بين قوسين راجل بكل معني الكلمه دي 

ابتسم لها قائلا : بجد ياورد ....يعني انا مقصرتش معاكي في حاجة 

دون إرادتها تغيرت ملامح وجهها وخفضت عيونها لتقول بأسي : انا اللي مقصره معاك

هز فريد رأسه سريعا وأمسك بذقنها : لا ..لا كنا ماشين حلو ايه رجعنا للكلام ده تاني 

نظرت اي عيناه ليغمز لها بشقاوة : تعرفي ياوردتي ....انا حاسس ان قريب اوي هتبقي حامل 

نظرت له بتأمل وسرعان ما غزت الدموع عيونها ليكمل فريد بمرح : وهتطلعي عين اهلي بهرمونات الحمل اللي بسمع عنها 

ابتسمت له وامسكت بدموعها داخل اهدابها : يارب يافريد 

رفع حاجبه بمشاكسه: يارب تطلعي عين اهلي 

ضحكت من بين دموع قلبها : لا ...يارب ابقي حامل 

ووقتها مش هضايقك ابدا 

ابتسم وقبل راسها : أن شاء الله ياحبيتي ....وهعتبر ده وعد وهمضيكي عليه كمان 

نظرت له بدهشه لتجده سرعان ما يفتح الدرج من جواره ويخرج ورقه وقلم : اكتبي 

قالت بدهشه : اكتب ايه ؟!

املاها : اكتبي والله لما أن شاء الله اكون حامل مش هنكد علي فريد بهرمونات الحمل 

انصاعت له واحبت كثيرا ما يفعله بينما يحول حزنها الي رجاء من الله بتحقيق حلمهم والتأمل فيه 

مسموح ليا اتوحم براحتي بس اتوحم علي فريد ذات نفسه 

توقفت عن الكتابه ورفعت عيناها إليه : وده ازاي

داعب ارنبه انفها : وقتها هقولك 

ضحكت ليتابع : اهم حاجة ...وقت الولاده هكون ست لطيفه ومش هفرج عليه المستشفي واقوله انت السبب في اللي انا فيه 

ضحكت ورد ليكمل بوقاحه وهو يهمس ...علي اساس مش بيكون بمزاجكم يعني 

وكزته ورد ..قليل الادب 

غمز بشقاوة ومرر يداه باغواء علي ظهرها :حيث بقي مضيتي ..... احنا دلوقتي نعمل اللي علينا ...

افلتت ضحكتها الخجوله ....فريد. ..هتتاخر علي الشغل 

تراجع بها للخلف ليميل تجاه شفتيها .... مش مهم ...!!


.........

...


داعبت هديل شعر رهف بمرح وهي تلتقط بعض قطع الطماطم من وسط طاوله الأفطار التي تحركت نشوي تجهزها هي وهاله ..صباح الخير يارهوف

قالت رهف برقه : صباح النور يا ابله هديل 

ابتسمت هديل لها : عسل ...يلا اقعدي افطري واقفه ليه 

قالت رهف وهي تهز راسها : لا شكر انا فطرت 

أومات هديل وجلست لتقول هاله بتحذير : اياك تمدي ايدك علي حاجة الا لما نتجمع كلمت ... قومي صحي هانيا واستعجلي اخوكي وورد عشان ينزلوا 

قالت هديل بشر وهي تقفز من مقعدها : ده انا هطلع اغلس ...تراجعت سريعا وصححت كلماتها : قصدي هطلع استعجلهم بنفسي 

رفع فريد رأسه من عنق ورد حينما اخترق آذانه رنين جرس الباب المتواصل ليتبرطم بكافه الألفاظ ....هو ايه يابنتي انا معمول ليا عمل كل ما اقربلك 

ضحكت ورد وجذبت الغطاء فوقها ليرفع حاجبه بغيظ : بتضحكي 

أومات له بخجل : اه ...اللي يشوفك متعصب كدة يقول انك ...انك 

....صمتت وخفضت عيونها ليبتسم فريد بمكر ويميل ناحيتها متجاهل تماما رنين الجرس : اني ايه ؟!

هزت كتفها ونظرت له بعيناها الخجوله أنه يفهم قصدها ولكنه بسماجه أصر ...اني ايه قولي 

هزت راسها ولكنه ظل بانتظار اجابتها لتقول سريعا وهي تغادر الفراش هربا من نظراته اللعوب : انك مخلصتش 

تعالت ضحكه فريد العابثه وسرعان ما تحرك ناحيتها ليحشرها بزاويه الحائط ويتوقف امامها تماما بينما تتأمل عيناه خجلها بنظره راغبه : كنت ناوي علي جوله تانيه 

اندفعت الدماء الي وجهه ورد التي لم تستطيع الصمود أمام وقاحته لتوكزة بصدره العاري : قليل الادب 

وتسرع تفر من أمامه .....وقف فريد لحظة يتطلع في إثرها بابتسامه واسعه براحه وسعاده لم يشعر بها من قبل ليتنهد يرضي شديد لكل السعاده التي طرقا بابه حتي انسته بالفعل صعوبه ما مروا به سويا ....عقد حاجبيها بانزعاج حينما أخرجه صوت الجرس من تفكيره ليلتقط التيشيرت الخاص به من علي الأرض ويضعه فوق صدره العاري ويتجه الي الباب بوعيد....تجمد اصبع هديل علي الجرس حينما وجهته لتضغط عليه مرة أخري ولكن فريد كان قد فتح الباب لتبتسم بسماجه ...صباح الخير يافري

نظر لها فريد ببرود : خير !!

هزت كتفها بدلال : بقولك صباح الخير يا سياده المستشار 

قال وهي يتظاهر بالجديه : وانا بقولك خير 

تابعت دلالها : لا قولي صباح الورد والفل والياسمين ...

يا فري ياحبيبي استقبل صباحك بابتسامه واسعه 

رفع حاجبه ليتبرطم من بين أسنانه : كانت احلي اصطباحه قبل ما تطلعي 

قالت بسماجه: بتقول حاجة يافري 

: لا ...ها عاوزة ايه ؟!اوعي تقولي عاوزة ورد .... مش خلاص الكليه خلصت و هايدي اتجوزت ومفيش مشاوير بتاعه الصبح ...طالعه ليه 

ضحكت هديل : ايه يافري. ...انت بتقطع علاقتك بينا ولاايه ...شاكسته : انا طالعه اقولك الفطار جاهز 

اوما لها : طيب نازلين 

قالت بسماجه : طيب هستني ننزل كلنا

هز رأسه : لا ياسخيفه ...انزلي واحنا جاين وراكي 

قالت برخامه متعمده : هتفرج علي العفش الجديد ....اصل مشفتهوش

أمسكها فريد من ياقه سترتها قبل أن تدخل ..ابقي شوفيه بعدين ....يلا انزلي 

ضحكت هديل ونزلت ليدخل فريد الي الداخل ....كانت ورد قد أنهت استحمامها ووقفت امام المراه تصفف خصلات شعرها وابتسامتها لا تفارق وجهها بينما لا تجد وصف لما يجعلها تشعر به ...تشعر أنها أميرة أو ملكه بل اجمل اميرات الأرض ونساءها ...بينما يغدقها بحبه ودلاله ....نظرت إلي وجنتيها التي توردت والي لمعه عيونها بينما تكاد تجزم أنها تزداد كل يوم جمالا بينما يسقي قلبها وروحها بحبه .... عضت علي شفتيها وتابعت تفكيرها ....ليس فقط قلبها وروحها بل جسدها بينما يحتل كيانها كله و يرويها بحنانه وحبه وغزله أيضا 

كانت غارقه في دنياها الخاصه حينما خرج فريد من الاستحمام ووقف خلفها يتأملها وهي شارده وتلك الابتسامه مرسومه علي طرف شفتيها .... اقترب وأحاط ظهرها بجسده ووضع رأسه علي كتفها ونظر الي عيونها من خلال المراه .....سرحانه في ايه 

هزت كتفها والتفتت له لتظل بحضنه ...بفكر فيك ...

ابتسم لها : بجد 

هزت راسها بتأكيد : طبعا ... اصلا ياحبيبي انا مش بفكر غير فيك انت وبس 

جذبها إليه وقبل راسها : وانا كمان ياوردتي 

تمتمت بين حضنه : ربنا يخليك ليا 

قبل يدها : ويخليكي ليا ياحياتي 

توجهت الي الخزانه وأخرجت ملابسه واتجهت ناحيته لتقف تغلق له ازارار قميصه وتعقد ربطه عنقه ....أحاط فريد خصرها بذراعه وتركها تفعل ما تريد ليداعب عنقها بانفه متمتم....شكلي مش رايح الشغل النهارده 

ضحكت ورد وانسلت من بين ذراعيه : لا ... 

رفع حاجبه : لا ايه 

قالت بتعلثم : لا روح الشغل ....

ضحك قائلا : يعني لما ارجع بليل هنأكل مكرونه بالجمبري 

ضحكت ورد بخجل واخفت عيناها عن عيناه ليتوقف فريد خلفها ويهمس مجددا بجوار أذنها .... موافقه

هزت راسها بخجل ليبتسم لها ويمسك بيدها : حيث كدة خلينا ننزل بدل ما الزنانه تطلع تاني 

نزلت ورد برفقته ليضحك وهو يخبرها بكلام هديل : ال استقبل صباحك بابتسامه ...

غمز لورد بشقاوة : كنت مستقبله باحلي اصطباحه 

ضحكت ورد بعدم تصديق : اصطباحه ياسيادة المستشار..!!

همس بجوار أذنها ...بقيتي إدمان ياوردتي 

ضحكت ودخلت برفقته الي منزل عائلته لتستقبلهم هاله بالترحاب بعد أن مضي وقت طويل علي اخر تجمع لهم ....تناولوا الأفطار كما اعتادوا سابقا بالضحك وجذب أطراف الحديث لتتنهد هاله بارتياح وامتنان ولا تترك كلمه حلوة الا وجهتها لورد وورد بكل حب استقبلت اعتذارها من بين السطور والواضح في كلامها فلم تكن أبدا ناكرة للجميل لتدحض كل أفعال تلك المراه بموقف واحد ضايقتها به.....

اعتدل فريد واقفا : انا هنزل ...عاوزين حاجة ؟!

هزت ورد رأسها : شكرا 

بينما قالت هاله سريعا : اه يافريد ياحبيبي معلش ...اختك هايدي نسيت تليفونها امبارح ...لو ممكن تعدي عليهم فى طريقك تديهولها ...

احسن تسافر من غيره 

اوما فريد واخذ الهاتف من والدته واتجه الي الباب ....

سارت هاله خلفه تودعه ليقول بصوت خافت وهو ينظر إلي نشوي بطرف عيناه بينما وقفت تجمع طاوله الأفطار

: عامله ايه معاكي ؟!

قالت هاله بسماحه : كويسه اوي يااابني وبنت حلال 

وحتي بنتها دخلت قلبي 

اوما فريد ليقول بتحذير : عموما ياريت تاخدي بالك برضه 

......

...


فتح رائف عيناه بانزعاج حينما مررت هناء يدها علي صدره بحركات دائريه ناعمه لتوقظه

امسك رائف بيدها بقوة يوقفها مزمجرا : عاوزه ايه ...؟!

ابتلعت هناء قائله : ابدا يا حبيبى قولت اصحيك

لوي رائف شفتيه متهكما : حبيبك 

قالت بدلال : اه طبعا ...شوف حتي انا جهزت لك الفطار 

اشاح بعيناه عن صينيه الأفطار وسحب علبه سجائرة من جواره واشعل إحداها بقداحته الذهبيه ثم ألقاها بعدم اكتراث علي الكمود بجواره لتقول هناء برفض : لا يا رائف بلاش سجاير من غير ما تاكل 

هتف بخشونه : مالكيش دعوه بيا و يلا اطلعي برا 

هزت هناء راسها : يعني ايه ماليش دعوه بيك 

اقتربت منه ومررت يدها علي كتفه : انا مراتك ....قولي وفضفض ايه اللي مضايقك اوي كدة ....انا 

نظر لها رائف بطرف عيناه لتتابع : عمري ما شوفتك بالحاله دي ابدا ....ولا بتأكل ولا بتشرب وطول اليوم سجائر وقاعد ساكت ..ده حتي المصنع مش بتروحه

هتف بعدم اكتراث وهو ينفخ دخان سيجارته : ومش هروح ولا عاوز أكل ولا شرب ...يلا بطلي رغي واطلعي برا 

حاولت مجددا الاقتراب منه بينما تقول بخبث : ليه بس ياحبيبي ....ده انا ما صدقت البت هند حلت عننا وقولت هنقعد مع بعض بدل ما كانت كابسه علي نفسنا 

نظر لها قائلا بصوت رخيم متسائلا : مشيت ؟! 

لوت شفتيها : ياريت ....

نظر لها لتتبرطم بحنق : راحت تشوف امها وراجعه

قال رائف وهو يعود يسحب سيجارة أخري : حيث كدة ....روحي انتي كمان شوفي اهلك 

هزت راسها : لا ...انا قاعده معاك 

وبعدين اصلا انت عارف جوز امي ولا هيسال فيا 

قال بضيق : قومي روحي في اي حته .....

رفعت حاجبها ليشير لها : افتحي الدرج ده خدي منه فلوس وروحي شوفي اهلك انتي كمان يلا 

ترددت هناء بينما لم تصمد طويلا أمام اغراء الأموال لتقول : بس ...بس ...انا مكنتش عاوزة اسيبك 

هتف بعدم اكتراث : خلصي. بقي 

أومات واتجهت الي الدرج وفتحته لتنظر إليه : اخد كام ؟!

قال رائف بلا مبالاه : خدي اللي انتي عاوزاه 

سرعان ما اخذت بضع رزم ماليه واتجهت إليه بلهفه : شكرا ياحبيبي ....مش هتاخر 

أشار بيده بلا مبالاة : براحتك 

سألته وهي تعقد طرحتها حول شعرها : طيب وانت مش رايح المصنع 

هز رأسه : قولت لا 

...

.......

تقدم مازن من أبيه بتردد بينما لا يبارح خيري غرفته منذ أن عاد للمنزل بعد رحيل حنان 

: بابا 

التفت له خيري ليقول مازن بتعلثم : هو ....هو حضرتك مش هترجع ماما البيت 

هتف خيري ببرود : وهو انا اللي كنت مشيتها

تعلثم مجددا : بس ...بس يعني ...قصدي هي اكيد ممشتش من نفسها وحضرتك اكيد عملت حاجة تضايقها 

هب خيري من مقعده هاتفا بغضب شديد ما زال يسري باوصاله من عقده الذنب التي لم تبارحه بالرغم من القاءه كامل الحمل علي حنان : جري ايه ياواد انت ....انت هترد عليا علي اخر الزمن 

...مش ناقص غير حته عيل فلتان قليل الربايه زيك يتكلم معايا ويقولي اعمل ايه ومعملش ايه 

اهتزت نظرات مازن بانكسار : انا مش عيل يا بابا .... 

ولو كنت قليل الربايه فا العيب ده بسبب حضرتك 

انصدمت ملامح خيري الذي هدد بشر ليتدخل امير سريعا بتلك اللحظه ويسحب مازن من أمام أبيه .....

هتف مازن بحرقه : لحد امتي هيفضل يعمل كدة .....لما احنا عيال يبقي هو اللي معرفش يربي رجاله

كمم امير علي مضض فم أخيه الذي دفع به الي غرفته بينما يريد أن يثور مثل اخيه بالضبط ولكن ثورة رائف مازالت تطحن عظام أبيه بالذنب ....

.......

...

وضعت شاديه أحدي قطع القماش المبلله بالمياه البارده علي وجهها المتورم بينما بالكاد افلتت ليله الامس من بين يد فرج .....صاحت بابنتها الصغيره : بت يانهي ..افتحي

الباب 

ركضت الطفله تفتح الباب لتنظر شاديه الي الطارق فتجدها سعاد ....تغيرت ملامح شاديه بوعيد لتثبت سعاد نظراتها وهي تقول بتمثيل : صباح الخير ياخالتي شاديه .....امال البت نشوي فين ...؟!

نايمه لغايه دلوقتي ولا ايه ؟!

عقدت شاديه جبينها وقامت باتجاه سعاد التي تشفت بداخلها وهي تري وجهه شاديه المكدوم

: قصدك ايه يابت انتي .....هي بنت ال....مش معاكي 

رفعت سعاد حاجبيها : معايا ...معايا فين ...؟!

انا امبارح كنت بايته عند اخويا عز في الورديان ويادوب 

لسه راجعه امي قالت ليا أن الحاج سعد سأل عليا قولت اجي اشوف جايز نشوي عاوزاني

احسنت سعاد بابعاد الشبهه عنها بينما عقل شاديه لم يصل لإبعاد ما حدث من مساعده سعاد لنشوي وظلت تدور في دائرة أنه ليس هناك مكان لتظل به هي وابنتها وستجدها مؤكد .....

........

...ضغط وليد زر المصعد باتجاه غرفه أخيه ليتصل به فريد ....وصلت 

: اه ...

قال فريد : انا في الريسبشن وكنت هديك تليفون هايدي تطلعه 

قال وليد : طيب اطلع حصلني اهو بالمرة تسلم عليهم 

قبل ما يسافروا


......


فتح خالد عيناه بصعوبه يبعد آثار النعاس لتدور عيناه لحظة يتطلع لسقف تلك الغرفه التي استغربها وسرعان ما ينتفض من مكانه حينما استوعب ماحدث ليهتف لنفسه بغيظ ..... نمت ياعريس ليله فرحك 

ادار رأسه لتقع عيناه علي هايدي النائمه بسلام وليس وكأنها قد هدمت كل أحلامه التي كان يحلمها بأول ليله لهم سويا .....

طرق وليد طرقات خفيفه علي الباب ليقوم خالد ويخرج الي الغرفه الأخري ....مين ؟!

جاءه صوت وليد : انا ياخالد ...افتح ياعريس

تحولت ملامح خالد وهدرت بالشر ليتوعده من بين أسنانه ...كمان ليك عين تقولي ياعريس ....ده انا هطلع .....**"

فتح خالد الباب لتقابله ابتسامه وليد الهادئه : صباحيه مباركه ياعريس 

سرعان ما كان خالد ينقض عليه بغيظ .....وكمان ليك عين تقول ياعريس بعد ما بوظت الليله 

انصدم وليد بعدم فهم بينما 

اسرع فريد يحاول أن يحول بين خالد الذي انقض علي وليد ...ليقول خالد بحنق من بين أسنانه : اوعي بس يافريد سيبني عليه ؟؛ 

امسكه فريد : عمل ايه ..فهمني ؟!

نظر خالد الي أخيه شزرا ليهتف من بين أسنانه : عمله اسود ومنيل

عض علي شفتيه بغيظ وتابع . .....بس اقول ايه انا اللي غلطان اني اخدت بنصايحه 

نظر له فريد بمكر ...نصايحه ....مممم قولتلي ...وضع يده علي كتفه وتابع بخفوت : ونصحك قالك ايه بس ...؟!

هز خالد رأسه بغل هاتفا : قولي آخره نصايحه كانت ايه .....البت نامت وانا نمت زي الجردل .......فجاه رفع رأسه تجاه أخيه وعاد لينقض عليه ؛ اوعي يافريد سيبني عليه ......

لم يستطيع فريد تخليص وليد من قبضه خالد بينما غمرته نوبه ضحك صاخبه سرعان ما انضم وليد له بها وهو يهتف : انت اللي خايب وانا مالي 

كور خالد قبضته بغيظ .....بس بدل ما اغير ديكور وشك 

...جذبه فريد مشاكسا : بس خلاص اهدي بقي ياعريس 

نظر له خالد بغيظ : انت هتتريق 

هز فريد رأسه : لا ابدا ...انا بس عشانك 

صوتك عالي والباب مفتوح ....كلمه كمان والاوتيل كله هيعرف انك نمت 

هتف خالد من بين أسنانه : كله من نصايحه

ضحك كلاهما مجددا ليقول وليد : وانا مالي ....قولتلك ....زجرة فريد قبل أن يكمل : لم نفسك يااخويا ...انا اخوها ولا مش واخد بالك 

حمحم وليد : متفهمنيش غلط ياسيادة المستشار ....انا قولتله واحده واحده

نظر وليد لأخيه وتابع : محبكتش من اول يوم 

نظر له خالد بغيظ : علي اساس استنيت انت 

قال وليد باعتراف بينما ضحك مجددا : وحياتك استنيت أسبوع بحاله 

هز كتفه وتابع : بس وايه يعني .... مش بدل ما اخوفها ومراعيش مشاعرها ....دي يادوب خارجه من بيت اهلها داخله بيتي ...لازم اراعيها هي الاول 

نظر فريد الي عقلانيه وليد بإعجاب قائلا : عندك حق .... قال خالد بخبث : انت كمان استنيت أسبوع 

غامت عيون فريد بذكريات تلك الليله ليتذكر نظراتها وخوفها ومحاولتها الضغط علي نفسها بالرغم من أنها لم تكن مهيأه ابدا لهذا بينما بالرغم من نواياه إلا أنه يعترف أن لو كان تمهل قليلا لربما كان تغير كل شيء 

حمحم خالد : ايه ياعم روحت فين ....بقولك انت كمان استنيت 

تنهد فريد وحك ذقنه : لا ...مستنتش

رفع خالد حاجبه ليربت فريد علي كتفه : .بس كانت اغبي حاجة عملتها. .....وليد عنده حق ..راعي مراتك الاول 


....

.....


اتجهت نشوي الي هاله التي قالت : خدي يانشوي 

نظرت نشوي الي ذلك المبلغ المالي : ايه ده ؟!

قالت هاله : ده نص مرتبك 

قالت نشوي بتعلثم بينما دق قلبها بجنون أن تكون سوف تطردها : ليه حصل مني حاجة. ؟!

هزت هاله راسها سريعا : لا يابنتي ....انا بقول خديهم مفيش داعي تستني اخر الشهر عشان لو احتجتي انتي او بنتك حاجة 

ابتسمت نشوي بامتنان : ربنا يخليكي 

.........


....

بدهشه استدار خالد الي داخل الغرفه الملحقه ليسغرب أن هايدي ما تزال نائمه بعد كل هذا الصوت 

دخل ليستحم وتركها نائمه ثم عاد ليرتدي شورت قصير وتيشرت قطني بلا أكمام ويصفف شعره ويتجه ليجلس بجوارها ...مرر ظهر يداه برقه علي وجنتها يناديها .....دودو ...اصحي بقي ياحبيتي 

تحركت هايدي بنومها للجهه الأخري براحه كبيرة وكأنها قضيت الليله بين ذراعيه وترتاح 

ليتمتم خالد : اومال لو مش نايمه من بدري اقول ايه 

فتحت هايدي عيونها بنعاس لتتقابل بعيون خالد وضحكته الواسعه 

تعلثمت واحمرت وجنتيها بينما تراه جالس بجوارها علي الفراش الذي لا تتذكر كيف جاءت إليه .....

صباح الفل والياسمين علي احلي عروسه سابت عريسها ونامت 

اندفعت الدماء بوجها وخفضت عيونها سريعا بينما تذكرت انغلاق عيونها علي الأريكة بعد إرهاق ايام تجهيزات الزفاف وكم شعرت بالاطمئنان الي جانبه بعد توتر شديد وترقب لاقترابه منها ....

داعب خالد وجنتيها : مش هتقوليلي صباح النور 

قالت بخجل ' صباح النور 

هز رأسه : صباح النور ياحبيبي ....كملي الجمله 

ابتسمت له : صباح النور ياحبيبي 

ابتسم لها قائلا : نمتي كويس 

أومات له وهي تتمطأ : جدا 

ابتسم من بين أسنانه : المهم راحتك ياحياتي 

أبعدت الغطاء لتقول : هو الساعه كام عشان الحق اجهز عشان ميعاد الطيارة

نظر في ساعته ....قدامنا نص ساعه .. وليد تحت مستني اجهزي ويلا عشان نفطر الاول 

........

....

ابتسم هاشم ابتسامه واسعه لهديل التي دخلت الي الصاله الرياضيه . . مش كنتي تقولي انك جايه 

ضحكت هديل بمشاكسه : كنت هتجيب ليا المحشي اللي وعدتني بيه 

رفع حاجبه بمرح وهو يتطلع الي ضحكتها الحلوة التي عادت لتنير وجهها بعد طول تجهم: انا مش بعتته امبارح 

ضحكت ضحكتها الخجوله بينما تقول : امتي ده انا مش فاكرة 

ذاب قلبه بضحكتها ليقول وهو ينظر إلي عيونها : قبل ما اقولك بحبك علي طول .....

وها قد أسكتها مجددا ........ ...

.......

..

ترددت كلمات وليد مجددا بعقل خالد الذي أنساق الي هايدي موافقا علي قضاء اليوم علي الشاطيء بمجرد وصولهم وبعدها ظلت تتحرك من هنا لهناك وهو لا يمانع ما دامت سعيده وهي كانت كذلك ولكنها لا تنكر أنها خايفه قليلا ورهبه الموقف مازالت تتحكم بها 

نظر خالد الي طاوله العشاء ليهز رأسه ....فلتبقي مكانها 

لن يقوم من جوار هايدي 

قالت هايدي حينما وجدته يقترب منها بجلسته ....انت ...انت مش قولت هتطلع الترابيزة

هز رأسه : لا ... بكرة الروم سيرفس ياخدها

لم تفهم هايدي شيء لتقول ....ايه بقي رايك في الفرح بتاعنا 

رفع حاجبه : رأي ؟!

أومات بحماس : اه ...خلينا نحكي شويه زي امبارح 

هنا استنكر كل عرق بجسد خالد الذي هتف بحاجب مرفوع : نعم يا دكتورة ....هو انا كل ليله هقضيها حكايه قبل النوم 

انفلتت ضحكه هايدي الخجوله وسرعان ما خفضت نظراتها عن نظراته المتمنيه ....امال هنقضيها ازاي 

اتسعت ابتسامه خالد العابثه بينما يمد يداه يحيط خصرها بذراعه ويقربها آليه هامسا أمام شفتيها : هنقضيها حب ..

سرت كهرباء بجسد هايدي ما ان لامست شفتاه شفتيها ليحيطها خالد بذراعيه بحنان ويبدأ بتذوق شفتيها بتمهل ورفق مراعي في ليلتهم الأولي كل مشاعرها لينتشي بسعاده غامرة بينما انعكست سعادتها عليه ...

......


.....

ارتجفت أوصال ندي طوال الطريق بينما نائل لم ينطق بكلمه واحده 

دفعها بقليل من القوة وصفق الباب خلفه مزمجرا : عاوزة ايه ....

نظرت له بتعلثم ليصيح مجددا بصوت جهوري ارعبها 

: عاااااوزة ايه 

امكسها بعنف من ذراعها : ولا اقولك ....اكلمك باللغه اللي تفهميها ...عاوزه كام وتغوري برا حياتي من غير ابني

انصدمت ملامح ندي لتقول بتعلثم : انت بتقول ايه ؟!

ضحك نائل بسخريه : بجيب لك من الاخر ....عاوزة كام مش احسن من اللف علي المحاكم ....لا قولي عاوزة كام وتتنازلي عن حضانه ابني 

قالت بزيف : ابننا 

زمجر نائل بعنف : لا ...ابني انا بس 

بالنسبالك كان الكارت الربحان ...الجوكر اللي بتلعبي بيه

وكز راسها بعنف هاتفا : اللي عقلك الصغير فهمك انك هتفضلي تلعبي بيه عليا علي طول 

انطقي ...عاوزة كام 

دفعها لتسقط علي الأريكة خلفها وتابع بسخط : العرض ده متاح لدقائق بعدها هتشوفي قراري 

تعالت أنفاسه وتابع : ده بس عشان أنا مش عاوز اضيع معاكي وقت اكتر من كدة

.........

...

بعد مرور شهر 

جلس امير أمام رائف يهتف بحنق : تقدر تقولي هتفضل قاعد في البيت لغايه امتي؟!

قال رائف بألا مبالاه : عاوز ايه ياامير علي الصبح 

هتف امير بانفعال : عاوزك تفوق بقي من اللي انت فيه....

ايه هتفضل قاعد في البيت ...خلاص ياأخي عملت اللي انت عاوزة واخدت حقك مننا كلنا ...

نظر رائف إليه لتنفلت أعصاب امير أكثر ويتابع : ابوك وطلق امي بعد العمر ده و كالعاده دفعنا كلنا تمن غلطته في حقك ..

اتسعت عيون رائف : طلقها 

زفر امير وهو رأسه بسخط ليقوم رائف بجبين معقود : مقولتش ليا ليه؟!

هز امير كتفه بعدم اكتراث : علي اساس هتزعل عشانها 

نظر له رائف بغضب و اتجه الي الباب خارجا 


.....


نظرت سعاد بيأس الي السكرتيرة التي يوميا ما تجيب بنفس الاجابه : رائف بيه مش موجود

بإحباط عادت سعاد الي عملها بينما كل يوم تنتظر رؤيه رائف لتخبره بسر. صديقتها التي لم تخطي بقدمها خارج المنزل طوال هذا الشهر 

مدت نشوي يدها بكوب الشاي الساخن الي ورد التي أخذته منها قائله : شكرا يانشوي تسلم ايدك

ابتسمت نشوي قائله : انا اللي الف شكر علي اللي بتعمليه مع رهف يادكتورة

ابتسمت ورد لها : علي ايه بس ..

ربنا يفرحك بيها

هتفت نشوي بابتسامه : يارب ....يارب اشوفها زيك

ربتت ورد علي كتفها : أن شاء الله تكون احسن مني 

ظلت نشوي واقفه بحرج للحظات قبل أن تقول : انا....انا كنت عاوزة اطلب من حضرتك طلب 

قالت ورد بتأكيد : طبعا يانشوي اتفضلي 

قالت نشوي بخجل : هو يعني...يعني انا كنت عاوزة انقل رهف من المدرسه اللي هي فيها .... والموضوع صعب حبتين ....لو ينفع يعني سيادة المستشار يتوسط ليا في الموضوع ده يكون كتر خيره 

هزت ورد رأسها : اكيد حاضر من عنيا 

شكرتها نشوي واسرعت تعود لعملها بينما بدأت تشرق الشمس بحياتها التي رضت بها مهما كانت بسيطه المهم أن ابنتها في امان إلي أن يعرف ابيها ...!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !