وقعت ببراثن صقر الفصل الواحد والعشرون

2


 
أحاط خصرها بذراعه قائلا بهمس مثير امام شفتيها : وبحبك وبموت فيكي وبغير عليكي ومقدرش، اعيش من غيرك وكل اللي قلته ده 

مقصدتش منه أي كلمه.... 

ساجي... انتي ولاضعيفة ولا اي حاجة... انتي اللي مخليه صقر السيوفي قاعد قدامك يتحايل عليكي بالطريقة دي.... 

رفع ذقنها بيده لتنظر اليه بعيونها الخضراء الجميلة التي تطالع عيناه السوداء التي لمعت بحنان وهو يكمل برفق شديد : ياروحي انا عارف ان اللي مر عليكي مكنش شوية وان صدمتك في اقرب الناس ليكي أثرت عليكي بس ده مش، معناه انك تفقدي ثقتك في نفسك وتفكري انك ضعيفة ... 

قربها اليه ولانت نبرته ليكمل وهو يربت علي شعرها : ساجي حبيتي انا مش عاوزك تتغيري وتبقي واحدة تانية... انا حبيتك زي ماكنتي.... طيبة وحنينه وقلبك ابيض ميعرفش زيف ولاخداع ودايما عندك حسن نية بالناس.... اه طبعك ده مش  مناسب في الزمن ده... بس مش معني كدة تتغيري.. لا ياحبيتي انتي بس تفكري وتشوفي اللي قدامك يستاهل تتعاملي معاه بالطريقة دي ولا لا 

خفضت عيناها لتردد بتشتت : مش بعرف.... مش بعرف اي حاجة ولاازاي اتعامل مع حد وبخاف حد يستغلني تاني.... 

ربت علي ظهرها بحنان وهو يدرك تلك الدوامه الكبيرة التي اغرقتها ليقول بهدوء : محدش هيستغلك... انتي خلاص اتعلمتي من اللي حصل وهتحكمي عقلك في اي حاجة... وياستي انا جنبك.. اتكلمي معايا وخدي رأي في اي موضوع .. 

نظرت اليه باستفهام : يعني هتسمعني في اي حاجة حتي لو كانت تافهمه  وتتكلم معايا من غير ماتزهق مني 

اومأ لها :طبعا هسمعك زي مانتي عاوزة وهديكي رأيي كمان ونصايحي.... 

ضحك واكمل : اعتبريني بابابكي او اخوكي الكبير 

ابتسامه ارتسمت علي جانب شفتيها وهي تقول : ياسلام 

: طبعا...ولااقولك بلاش باباكي واخوكي دي.. خليها ابن عمك الكبير احسن 

اتسعت ابتسامتها لتقول بمكر : طيب لو كدة بقي ياابن عمي ... ممكن تنصحني اتعامل ازاي مع واحد زي صقر السيوفي ده... 

ضحك بصخب ليرفعها ويضعها بين احضانه

قائلا : مممم... صقر السيوفي... 

شوفي بقي ياستي اولا ده جوزك حبيبك..يعني اكيد بيبقي خايف عليكي فلازم تسمعي كلامه..... قربها اليه اكثر وعيناه تلتهم ملامح وجهها الساكنه بين احضانه كطفله صغيرة تتطلع لأبيها الذي يعطيها النصائح ليكمل : طبعا هتقوليلي انه عصبي  وأقل كلمه بتنرفزة.... هقولك مانتي اللي بتعصبيه وبتعملي سبع رجاله في بعض وبتقفي تناطحي معاه الكلمه بكلمتها..... 

أفلتت ضحكتها ليكمل : بس ده ميمنعش انه راجل لطيف وطيب وأمور كدة ويتحب 

.... غمز بمكر واكمل : بدل بقي ما تدلعيه وتهتمي بيه... طول الوقت تتخانقي معاه.... 

رفعت حاحبها : انا اااا

اومأ لها : طبعا ياساجي....

: لا طبعا هو اللي طول الوقت بيتعصب عليا... زي امبارح في الشغل 

هز راسه : لا طبعا انتي اللي اتصرفتي غلط معاه..... يعني من الاول ازاي اصلا تشتغلي من غير اذنه

: ويعني لو كنت استأذنت منه كان هيوافق اشتغل 

اومأ لها : ولية لا.... بس شغلك مش انك تقفي وسط العمال... وساعات شغل ونظام يتغير..... 

رفعت حاجبيها ليكمل : ياحبيتي ده كلام واحدة بتاعه حقوق انسان مش صاحبه بيزنس.... لو عاوزة تتعلمي الشغل صح انا هعلمك 

هتفت بلهفه : بجد.... 

اومأ لها غامزا : طبعا....عشان تعرفي ان جوزك لطيف اهو وبيتفاهم... 

ضحكت ليحيط خصرها بذراعه ويمرر يداه علي ظهرها باغواء قائلا : شوفي بقي.... انتي محتاجة شوية دروس كدة عشان تتعاملي مع جوزك الحلو ده 

قالت بغيظ  : والله 

: طبعا وانا عشان ابن عمك الكبير هديكي الدروس دي 

... نظر لحاجبها المقطب قائلا : يعني مثلا التكشيرة الفظيعه دي تنسيها خالص... دي تطفش اي راجل ياماما 

لوت شفتيها بغيظ : ياسلام.... امال اقابله ازاي ان شاء الله 

ضحك قائلا : كفاية ضحكتك الحلوة 

افلتت ضحكتها الناعمه ليكمل بعبث : وميمنعش برضه... لو قميص نوم حلو كدة 

لكمته بصدره :  صقر اتلم 

قال ببراءه : الله وانا قلت حاجة... مش انا  بنصحك يابنتي

عقدت حاجبيها وهي تقول بتحذير  : طيب... كمل... بس من غير قله ادب 

هز راسه بغيظ : وهما الكلمتين دول كل معلوماتك عن قله الادب 

قالت بتحذير : هاااا

اومأ لها : ماشي ياساجي هانم.... يعني هو ينفع مثلا انك تسيبيه نايم وتنزلي من غير ماتقوليله لا وكمان تكلميه بالطريقه دي 

خفضت عيناها بخجل وهي تهز راسها  ليهمس بجوار اذنها بمكر :ده بدل ماتيجي جنبه وتصحيه بشوية دلع وتقوليله الفطار جاهز ياحبيبي 

نظرت اليه قائلة : ولما اانا هعمل كل ده هو هيعمل اية 

: اعملي بس انتي كدة وشوفي هو هيبقي عامل معاكي ازاي... 

ارتسمت ابتسامه علي شفتيها : علي ضمانتك

اومأ لها : اكيييد 

اسند جبينه علي جبينها قائلا بنبره هادئة : ساجي انا بحبك ونفسي نبقي مبسوطين مع بعض عشان اعوضك عن اللي فات بدل ماغصب عني كل شوية بقسي عليكي 

ابتسمت له وانشرح قلبها بشدة من كلماته وحديثه معها الذي بلسم كل جروحها وجعلها قلبها ينبض بالحب له فهو كل عالمها ان كان بتلك الحنية وذلك التفاهم والاحتواء فماذا ستريد اكثر.. إن كان زوجها واخيها وابيها نفس الرجل الحنون اذي يجلسها باحضانه.... لا تنكر انها لم تتوقع أن يقول صقر مثل هذا الكلام ولو في أحلامها... لم تتوقع أن يكون بمثل هذا التفاهم والرفق بها لتندم علي حديثها السخيف معه كل مرة حاول التحدث اليها فهي كما قال من تدفعه ليكون سيء معها بتلك الطريقة وان معظم الأمر بيدها فهي من تقرر كيفيه تعامل الآخرين معها ليس فقط باظهار قوة ليس لها مجال وإنما بحسن التفكير باي موقف 

أومات له وماان استدارت لتغادر حتي قيد خصرها بذراعيه قائلا : علي فين ؟

: هجهز الفطار 

جذبها اليه : فطار اية..... وهو ده وقته 

: انت مش لسة قايل اني لازم اجهز الفطار لجوزي حبيبي 

قال بمكر وهو يستدير بها علي الفراش ويستلقي فوقها : مش لما تصبحي عليه الاول..... 

بلحظة كانت شفتيها بين شفتيه يقبلها باشتياق كبير جعلها تحيط عنقه بذراعيها تستقبل قبلاته الشغوفه باشتياق كبير هي الاخري خاصة بعد كل ذلك الحب الذي يكنه لها والذي جعله يفهما اكثر من نفسها فهو بتلك الكلمات اخرجها من ذلك التشتت الذي كانت تشعر به واخذها لبر الأمان لتضع قدمها علي الطريق الصحيح بعيدا عن ذاك الماضي الذي ودت كثيرا لو تسأله عنه ولكنها لم تجد الوقت المناسب بعد .... فهي لتبدا من جديد لابد أن تعرف كيف انتهت صفحة الماضي.... تريد ان تعرف ماذا حدث لسهام وشريف... حتي زينه..!. 

شعر صقر بتلك التنهيده العميقه التي صدرت منها وهي تتوسد صدره ليرفع وجهها اليه سائلا بحنان : مالك ياحبيبتي 

هزت راسها : مفيش 

نظر لعمق عيناها والتي تخبره بوجود خطب ما : احنا مش قلنا هتتكلمي وهسمعك 

استندت بذراعيها علي صدره وهي تقول : ااه بس مش عاوزة اتكلم في حاجة تضايقك وتضيع اللحظة الحلوة دي 

داعب شعرها بحنان : متقلقيش ياحبيبي وقولي اللي انتي عاوزاه 

تعلثمت قليلا : بصراحة... كنت عاوزة اعرف اية اللي حصل ليهم... يعني.. سها.... قاطعها بنبرة هادئة : حاضر... بس مش دلوقتي 

اومات له وعادت لتتوسد صدره بتغرق مجددا بتفكيرها ولكنه لم يدع لها الفرصه ليدفن راسه بعنقها الذي بدأ يقبله.. لتشهق : صقر..!.... 

: قلب صقر    ... همس لها من بين قبلاته لتقول : اوعي بقي عشان اجهزلك الفطار... 

مرر يداه بعبث علي جسدها قائلا : طيب ماانا هساعدك 

.. 


........ 

انتهت ساجي من اعداد الافطار وصعدت للغرفة لتجد ان صقر قد انهي استحمامة ووقف امام المرأه يهندم من ملابسه... ابتسم لها من خلال المرأه وهي تتوقف خلفه قائلة برقة : الفطار جاهز 

استدار اليها ليقبل رأسها قائلا : وانا خلصت 

انتهي من ارتداء سترته وتناول زجاجة عطره  لينثر منها فوق عنقه وكتفه لتقطب ساجي جبينها بقوة وتشعر بالغثيان ماان وصلت لانفها رائحة عطره النفاذة لتسرع تركض للحمام... اسرع صقر خلفها... ساجي  ... ساجي 

طرق علي الباب بقلق فليست تلم المرة الاولي التي يتكرر معها هذا الأمر لابد وان بها شئ ما.... ساجي افتحي الباب 

قالت بوهن : انا كويسة... هاخد دوش واطلع علي طول 

قال باصرار وهو يطرق الباب ; افتحي طيب الاول اطمن عليكي 

: انا كويسة 

خرجت بعد دقائق كانت طويلة عليه وهو بانتظارها بالخارج ليسرع نحوها ماان فتحت الباب...حبيتي انتي كويسة 

هزت راسها لينظر بقلق لوجهها الشاحب : اية اللي حصل... الموضوع ده اتكرر معاكي امبارح والنهاردة.. لا لازم الدكتور يشوفك

استندت الي ذراعيه ليجلسها علي طرف الفراش لتمسك بيده وهي تنظر اليه قائلة : مفيش داعي ياحبيبي متقلقش انا كويسة 

هتف باستنكار : كويسة اية. 

ابتسمت له : ياحبيبي كويسة.... واللي بيحصلي ده... يعني.. خفضت عيناها وقالت بخفوت : ده من الحمل 

تسمر مكانه للحظة يستوعب مانطقت به للتو لتتسع ابتسامته ويردد بعدم تصديق : حااامل... ساجي انتي   .... انتي حامل 

اومات له لتجد نفسها بلحظة بين ذراعيه 

يحضنها بقوة شديدة ويغدقها بالقبلات بكل انش بوجهها للحظات قبل ان ينظر اليها ومازال غير مصدق.... انتي عرفتي ازاي.... طيب انتي شاكة ولا متأكدة... طيب يعني 

اومات له وهي تمسك بيده : ياحبيبي انا متأكدة.... انا جبت اختبار حمل وعملته من شهر ومتأكدةةة..... توقفت الكلمات بحلقها ماان تهادت تلك النظرة لعيناه والتي تفهمها جيدا لتسرع تقول سريعا : هشرحلك......! 

رفع حاجبة لتقول بسرعه : والله ماقصجت اخبي  عليك انا... انا بس كنا وقتها... انت كنت وقتها عاوز تبعد وانا مكنتش عاوزاك تعرف عشان كان نفسي ترجعلي من غير سبب... او عشان انا حامل وبس   ... وبعدين كنت ناوية اقولك... بس استنيت الوقت المناسب.... كنت هقولك الخبر ده اكيد بس كان نفسي في وقت حلو تفتكره   .. صقر 

صدقني اكيد مكنتش عاوزة أخبي عليك حاجة .... انا 

تنهد مطولا وهو ينظر اليها والي عيناها الراجيه... ليجذبها اليه يحتضنها لتتوقف عن الكلام وهو يقول بتحذير : هعديها عشان ده احلي خبر انا سمعته في حياتي.   بس اخر مرة ياساجي هتسامحك لو خبيتي عني حاجة 

اومات له ودفنت راسها بعنقه ليقبل راسها قائلا بسعادة : مبروك ياحبيبتي 

: فرحان؟ 

داعب وجنتها : فرحان جدا... 

عاد ليحتضنها من جديد ويقبلها بسعادة وهو يمرر  يداه علي بطنها بحنان سعيد بأنه سيكون اب..... 

...... 

..... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !