جبل الجليد ( الفصل الثاني عشر )

3


الفصل السابق

 جبل الجليد... › الثاني عشر


كانت حور جالسة برفقة مني ابنه مربيتها سعاد والتي انهت دراستها وعادت باجازة لتخبرها بماحدث بعد ان اختطفها سليم لتنظر اليها مني قائلة : وانتي ناوية علي اية ياحور ؟

هزت كتفها قائلة : مش عارفة يامني... كل أفكاري متلخبطة خصوصا بعد كل اللي بيعمله

قالت مني باندفاع : وانتي هتصدقي الحركات دي... تلاقيه بيعمل كدة عشان تسلميله

نظرت لها حور لتقول بتبرير : ايوة ياحور وانتي فاكراه حبك ولااية

لاتعلم لماذا شعرت بغصة حينما قالت لها مني تلك الكلمات لتلاحظ مني فتربت علي يدها قائلة : انتي ياحبيتي متعرفيش حاجة....بقي سليم الهاشمي هيحبك في كام يوم كدة... .ده بيمثل عليكي عشان يوصل للي عاوزة وبعد كدة خلاص  وبكرة تقولي مني قالت.....

ارجعت خصلات شعرها للخلف قائلة : هو مش فارق معايا اصلا... انا بكرهه

قالت مني باصرار: لازم تكرهيه وتنتقمي منه و منهم واحد واحد علي اللي عملوه فيكي وهما عايشين مرتاحين.. ده  حتي الحرباية اللي اسمها سما خلاص كلها كام يوم وتسافر مع ادم...

نظرت لها بتساؤل لتكمل : اية متعرفيش ان  فرحهم اخر الاسبوع وهياخدها ويسافروا... دي فلقانا في الكلية بسفرها برا معاه مع سي زفت... .

قامت حور من مكانها قائلة بعصبيه : انا هروح لبابا جاية معايا...

دخلت سعاد لتقول : لا ياحور يابنتي سيبي مني عشان عاوزاها تخلص معايا باقي شغل البيت

لوت مني شفتيها بامتعاض : وانا مالي بشغل البيت

قالت سعاد بحدة : اية اللي مالك يابنت انتي سامية تعبانه وانا مش هقدر اخلص لوحدي

قالت مني بتذمر : برضه مليش دعوة انا شقيانه في المذاكرة وماصدقت اخدت الاجازة

قالت حور برجاء :معلش سيبيها يادادا...

: بس يابنتي.... قاطعته حور : وانتي كمان متتعبيش نفسك يادادا وروحي مع مني

قالت سعاد باستنكار : والشغل اللي ورايا يابنتي

: متشغليش بالك انا هتصرف

: هتتصرفي هتعملي اية بس...

ربتت علي كتفها : ارتاحي بس انتي وخدي النهاردة اجازة ياداده عشان خاطر مني

التفتت تجاه مني التي كانت ترمق والدتها بالنظرات النارية فكم تكره والدتها التي تتعمد تذكرها بأنها ابنه الخادمة..!!

..........

خرجت صابحة بوجهه متهلهل تقول لفهد الذي كان يزرع الممر ذهابا وايابا :الف مبروك ياباشا... هيجيلك ولي العهد

قال فهد بعدم تصديق : انتي متأكدة..

قالت المرأه المخضرمه بتأكيد : امال يافهد باشا ده انا ابص في وش الواحدة اعرف انها حبلي... وماشاء الله الست فرح حامل اديلها شهر

اخرج فهد العديد من الأوراق النقدية ذات الفئة الكبيرة ليضعهم في يد المرأه التي علت زغاريدها القصر قائلا بسعادة  :خدي ياصابحة

اخذت المرأه النقود ووضعتها بملابسها قائلة بسعادة : من يد مانعدمها ياباشا ربنا يقومهالك بالسلامة

دخل فهد الغرفة والفرحة تشع بعيناه ليحتضن فرح بسعاده ليقبل جبينها قائلا :مبروك ياحبيتي

قالت بسعادة : الله يبارك فيك ياحبيبي...

كانت حور جالسة مع والدها في الحديقة حينما تعالت الزغاريد من حولهم لتنظر الي ابيها بتساؤل فيما تقدمت صابحة من عدنان قائلة : الف مبروك ياباشا مرات فهد بيه حامل...

تهلهل وجه عدنان وناول للمرأة بضع أوراق ماليه هو الاخر لتتسع ابتسامتها قائلة :عقبال مااباركلك للست حور... دي هتبقي الفرحة الكبيرة انا عارفة غلاوتها عندك ياباشا

اومأ لها : ان شاء الله

نظرت لها المرأه وربتت علي كتفها قائلة : عقبالك ياست العرايس

اشاحت حور بوجهها ليلاحظ عدنان ضيقها بعد انصراف تلك المرأه ليمسك بيدها قائلا بحنان : مالك ياحور... اوعي يكون كلام الست دي ضايقك

هزت راسها : لا طبعا... انا اصلا مش بفكر في

الموضوع ده

: لية بس ياحبيتي.. ده انا نفسي اشيل ولادك قبل مااموت..

: بعد الشر عليك يابابا

رأت فهد يخرج من الباب متجها نحوهم لتعتدل واقفة تنوي المغادرة ليمسك عدنان يدها قائلا برجاء : باركي لاخوكي ياحور

سحبت يدها وابتعدت بضع خطوات لتلتقي عيناها بعيون فهد الذي تطلع لها باشتياق وحنان وهو يقول : ازيك ياحور؟

ردت بجفاء : كويسة زي مانت شايف

تطلع لنبرتها الجافية ليتساءل متي ستصفح وتعود حور التي يعرفها  لتكمل بسخرية : مبروك

تركتة ودخلت للمنزل ليتنهد مطولا ويتجه نحو والده الذي احتضنه مباركا له...

عادت حور بعد العصر بقليل للمنزل الذي كان خاليا بعد انصراف سعاد وسامية ومني

فجلست حور تشاهد التلفاز بشرود تتذكر كلمات مني التي لاتنكر وقعها عليها لاعادة تلك الطاقة السلبية نحو الجميع اليها مرة اخري فهي منذ أن جاءت لهذا المنزل وكانت قد بدأت تتخلي عن تلك الأفكار وكل ماارادته هو أن لايتحكم احد بمصيرها مرة أخرى ويدرك الجميع خطأهم في حقها ... ماتزال تحمل الغضب من فهد وفارس وسليم ولكن كانت الايام تقلل هذا الشعور شئيا فشيئا خاصة وهم قد اعترفوا بخطاهم ويبذلون جهدهم لتعويضها  الي ان جاءت مني اليوم لتعيد لها كل الحقد الذي كان قد اندثر تجاه الجميع .... لتتذكر كلماتها بأن الجميع سعيد ويعيش براحة الا هي.. وهاهي اليوم تكره عدم فرحتها لاخيها... منذ متي وهي حاقدة تكره سعادة من حولها... حتي ابن أخيها ذلك الملاك الصغير تتعمد عدم الاقتراب منه او حمله حتي لاتنسي مشاعرها تجاه فارس من تسبب بكل ماهي فيه..... وسليم... أيعقل ان يكون يفعل كل هذا فقط من أجل أن ينالها كما قالت مني... ولكن لماذا لاتشعر بأن كلام مني صحيح؟ .. لماذا تشعر بتمزق فهد من أجلها وخزي فارس امامها وفعل سليم لأي شئ لارضاءها... هل مشاعرها تخدعها...

حرب طاحنه بين قلبها وعقلها... قلبها الذي يصدق مشاعر من حولها بصدق بأنهم نادمين ويكتفي باتخاذ ماحدث علي انه سبب لبدءها حياة جديدة تقوي فيها شخصيتها وبين عقلها الذي لاينفك يتذكر كلمات مني ويعيد كل الذكريات السيئة لها...

لاتعلم لما راودتها فجأه صورة ادم..!

لتتساءل هل لو كانت تزوجته ولم يحدث شئ من هذا هل كانت لتبقي سعيدة.؟

لتجد تفكيرها ياخذها لمقارنه بين ادم وسليم ..!

هزت راسها لاتريد التفكير بتلك المقارنه خاصة الان وهي تحمل هذا الحقد لسليم... لانه بالرغم من مشاعرها النافرة منه إلا أنه سينتصر وهي تكره الاعتراف بهذا.....

ارتسم الامتعاض علي شفتيها وهي تتذكر ذلك الندل اول من تخلي عنها في حين انه لو تبادلت الأدوار لم يكن سليم ليتواني لحظة عن قتله ان تعرض لها.... سليم..! حدثت نفسها بحدة هل تدافع عنه الان... هل تقف بصفه...! منذ متي وهي تري به شئ سوي انه مختطفها ومدمر حياتها بالاشتراك مع الجميع.....

كان وجهها مرتبك مليء بالمشاعر الغير مفسرة وبدت غارقة بعالم لانهاية له لدرجة انها لم تلحظ سليم الذي وقف يتطلع اليها طويلا يحاول معرفه ماتفكر به يتمني فقط لو تخبره بما يدور بعقلها لتبدو بهذا الحزن والشرود ليعود معها لنقطة الصفر... ولكن لا لن يسمح لها بهذا.. لن يدعها لهذا الحزن البائس مجددا فهو قد راي ابتسامتها ولن يسمح لها بالعبوس مجددا طالما هو بجوارها ..

انتفضت حينما مرر يده برفق علي ذراعها... فابعدت يده عنها واعتدلت واقفة وهي تقول: انت جيت امتي

: من شوية بس كنتي سرحانه

نظر اليها ثم قال : مالك سرحانه في أية؟

تجاهلت سؤاله قائلة : مفيش

. نظر حوله بارجاء المنزل الهاديء قائلا : امال فين سعاد؟

: مني بنتها رجعت النهاردة فقلتلها تروح معاها..

هز راسه قائلا : تمام.. وسامية نامت ولااية؟

هزت راسها نافيه : سامية تعبانة وخليتها تروح هي كمان..

قطب جبينه : يعني انتي قاعده لوحدك من بدري

قالت بعدم اكتراث لاهتمامه : عادي.... بس كنت عاوزة منك طلب...نظر لها لتقول: دادة سعاد كبرت وتعبت فعاوزة شغالة تساعدها مع سامية

هز راسه قائلا : حاضر بكرة ابعتلك اتنين يساعدوها 

بالرغم من انه لاشئ بالنسبة له الانها لاتنكر ان تنفيذه لأي طلب لها دون ادني تفكير يسعدها ويشعرها باهتمامه

قالت بخفوت وهي تتجه للدرج : متشكرة

ناداها سليم لتتوقف لدي اول درجة : حور

التفتت له ليقول: افهم من كدة ان مفيش عشا

اتسعت عيناها... ولم تفكر في هذا من قبل فهي ليست جائعة بالتاكيد.. فيما سليم يتضور جوعا فلم ياكل شيئا منذ الصباح لانشغاله...

هزت راسها قائلة :تقريبا لا انا اصلي قلت لداده سعاد تروح من بدري.. و.مش عارفة.. كانت جهزت الاكل ولا لسة... بتوقفت عم الكلام حينما وجدته قد وقف امامها ليقول ببراءه :بس انا جعان جدا..

ابعدت شعرها للخلف قائلة : انا مش بعرف اعمل اكل...

نظر اليها وكانه طفل صغير يستعطف والدته لتقول : طيب انا هروح المطبخ واشوف اي حاجة ينفع تتعمل..


صعد سليم للغرفة لاستبدال ملابسة ونزل سريعا لحور التي سعدت حينما وجدت سعاد كانت قد اعدت العديد من الطعام وتركته بالثلاجة لتخرجة وتحاول تسخينه....

وقف لدي باب المطبخ يتطلع اليها وابتسامة سعيدة علي شفتيه وهو يراها بتلك الفوضي... شعرت بوقوفه خلفها من رائحة عطره التي تخللت انفها لتنظر نحوه

وتشعر بتوتر شديد وهو واقف امامها بهذا القرب لتقول بارتباك وهي تتراجع خطوة : انا لقيت اكل كانت دادة سعاد عملاه..

قال بمرح :اه شامم ريحته بيتحرق..

اسرعت نحو الموقد تطفيء النيران ليسرع نحوها يبعد يدها التي مدتها لترفع الطعام بعيدا  غافله عن حرارته ... خلي بالك

ابتعدت ليقول : انا هشيله سيبيه

وضعت بضع اطباق علي الطاولة الكبيرة الممتدة بوسط المطبخ ليحمل سليم الطعام ويضعه ويجلس في احد المقاعد بجوارها...

جلست في المقعد الذي فتحه لها وبدأ سليم بتناول الطعام الذي احترق اغلبه ولكنه لم يبدي اعتراض لتضحك بسرها على تعبيرات وجهه اثناء ابتلاعه للطعام علي مضض فقط ليرضيها..

نظر لها قائلا : مش بتاكلي ليه؟... الاكل مش عاجبك .. افلتت منها ضحكة خافته علي تعبيرة ثم هزت راسها : مش جعانه... انت الاكل فيه مشكله

: لا كويس اوي

اخفت ابتسامتها علي تعابير وجهه لتقول : في كيك شيكولاته لو بتحبه...

ابعد الطبق من امامه قائلا : طبعا... ياريت

اغمض عيناه براحة وقد توقف عن تناول الطعام المحترق فيكفي انها حاولت لايريد ان يضايقها...

كانت تلك الكعكة شهيه لتتناول حور قطعه كبيرة منها باستمتاع فيما اكتفي سليم بقطعه صغيرة فيما ظل يتطلع نحوها وهي تتناول الشيكولاته بهذا الاستماع وهي تقول : اية الكيك مش عجباك

: هي حلوة بس انا مش بحب الشيكولاته

اوي

نظر نحوها وقد تلطخت شفتيها بالقليل من الشيكولاته لتبدو مغرية تدعوه لالتهامها ليميل تجاهها قائلا بهمس : بس شكلي هحبها...

انهي جملته وباغتها بشفتيه تغزو شفتيها متذوق كل انش بها باستمتاع  لترتبك حور وتفلت شوكتها المليئة بالشيكولاته لتسقط لدي فتحة عنقها وملابسها..... ابتعد عنها ببطء حينما دفعته بيدها راضخا لارادتها المزيفة فهو يدرك انها لم تعد تكرهه مثل سابق ولكنها تعاند وهو يتظاهر بتصديقها ليقول ببراءه : كنت بمسحلك الشيكولاته

..اكتسي وجهها بالحمرة وهربت منها الكلمات ليخفض عيناه نحو عنقها من خلال سترتها المفتوحة ليقول ممازحا بايحاء : لسة في شيكولاته هنا

وضعت يدها علي مقدمه سترتها بسرعه مقطبه جبينها : بطل قله ادب

تعالت ضحتكة الصاخبه في اثرها وهي تندفع خارج المطبخ تعض علي شفتيها بغيظ من تصرفاته الجريئة خلال تلك الأيام....

كان مايزال يضحك حينما عادت بعد لحظة من مغادرتها قائلة بتنمر : ابقي نضف المطبخ

صعدت راكضه لغرفتها سعيدة لتركه ينظف فوضي المطبخ التي خلفتها....

نظر لحالة وهو ينظف قائلا بسخرية : أسد ياسليم وانت بتنظف....

مرر لسانه علي شفتيه وكانه يتذكر طعم قلبتها قائلا :بس تستاهل  ...

كانت قد اندثرت بالاغطيه وبدأ النوم يزحف لجفونها حينما دخل سليم للغرفة لتشعر به يتمدد بجوارها ويحيطها بذراعيه ككل يوم طابعا قبله اعلي شعرها هامسا : تصبحي علي خير

ليأتي النوم الي جفونها سريعا.....

...........

وقفت مني امام المرأه تصفف شعرها وتتطلع لعيونها العسلية وشعرها الاسود الطويل تتساءل متي ستتغير حياتها ولاتعود مني ابنه الخادمة...

قالت والدتها بتهكم: مش كفاية وقفة ادام المراية وتيجي تساعديني نجهز العشا اخوكي علي وصول

قالت بعصبيه : هو انتي لازم تشغليني.. اييية حرام تلاقيني قاعدة مرتاحة شوية لازم تخليني خدامة زيك

قالت سعاد بغضب : ومالها الخدامة يامني... مش الخدامة دي اللي ربتك انتي واخوكي لغاية مابقي مهندس وانتي اهو في الجامعه

زفرت بضيق :انا اسفة  ياماما مش قصدي.. بس انتي لية مصممه تنكدي عليا... حتي النهاردة عاوزة تشغليني بدل سامية

: وفيها اية يامني

قالت بنفاذ صبر: فيها ان انا زهقت من العيشة دي

: احمدي ربنا يابنتي انتي احسن من غيرك

قالت بسخرية : احسن... اه احسن اوي ؟

سمعت سعاد لصوت الباب يفتح لتقول : احمد اخوكي جه قفلي علي السيرة دي ويلا نتعشا

اومات لوالدها التي غادرت ثم جلست علي طرف فراشها لتتنهد وهي تقول بخفوت ; لية مكنتش مكانها....!!

........................

في الصباح التالي

كانت سعاد قد عادت للمنزل هي ومني التي وقفت تتطلع نحو سليم الذي هبط الدرج لتوه... قالت سعاد : صباح الخير ياسليم بيه

ابتسم لها : صباح النور.

: اجهز الفطار

: لا لما حور تصحي.. هاتيلي بس قهوة في الجنينه

; حاضر

التفتت لتغادر لتري مني ماتزال واقفة وعيناها معلقه بسليم الذي سار بخطواته الواثقة ليجلس بالخارج... وكزتها في جنبها : مالك واقفة كدة لية؟

قالت بارتباك : مفيش.. مفيش

; طيب يلا قدامي..

أصرت مني علي اخذ القهوة لسليم لتقول سعاد بتهكم : ومن امتي؟

:يوووه ياماما انتي مش كنتي زعلانه اني مش بساعدك اديني اهو بساعدك ومش عاجبك

: طيب ياختي خدي ودي القهوة وتعالي بسرعه

كان سليم منشغلا بالحديث في هاتفه حينما وضعت مني القهوة امامه لتتطلع نحوه بانبهار للحظات قبل ان تنصرف وهو يتحدث بصوته الرجولي ونبرته القوية .. ... أغلق الهاتف حينما وجد سيارة تدلف من البوابة وتترجل منها والدته

احتضنته بحنان قائلة : صباح الخير ياحبيبي

قبل يدها : صباح الخير ياأمي

جلست في المقعد المجاور له تتحدث قليلا فيقول : كويس انك جيتي عشان نفطر كلنا سوا

: انت لسة مفطرتش

: لا.. مستني حور قطبت وفاؤ جبينها قائلة : انت بتشرب قهوة علي الريق ياسليم

ماتفطر آنت وهي تبقي تفطر براحتها

علم بالتاكيد انها ستبدأ دورها كحماه ليقول  : مكنتش جعان ياماما

لوت شفتيها فهو بالتاكيد سيدافع عنها لتقول:عرفت ان اختك فرح حامل

قال بسعادة : اه ياماما مبروك... ده بابا امبارح كان فرحان اوي

تنهدت بمغزي وهي تقول:بس فرحتنا الكبيرة بيك انت ياسليم

قال بمزاح : ايه هبقي حامل ولااية

كشرت من سخريته فهو يراوغ لتقول: لا ياحبيبي..انت فاهم قصدي... مراتك طبعا

ربت علي يدها لايريد الدخول بمناقشة : ان شاء الله

: كله بأمره بس انت متجوز بقالك شهرين اهو ومحملتش

قال بنفاذ صبر : شهرين ياماما مش سنتين

قالت بسرعه : تف من بوقك... سنتين اية... وانت اية يخليك تستني.. لو ملهاش في الخلفه اتجوز غيرها اللي تجبلك بدل العيل عشرة

تنهد مطولا من هذا النقاش العقيم دون قول شئ ولكن نظرته كانت اكثر من كافيه لتغير وفاء من نبرتها وتقول برفق : طيب خلاص احنا نخلي صابحة تبص علي مراتك عشان نطمن

اعتدل واقفا قائلا بغضب : ماما تقفلي كلام علي الموضوع ده ومتفتحيهوش تاني لو سمحتي وخصوصا أدام حور... انا مش مستعجل

: بس انا مستع.... قاطعها قائلا بغضب : من غير بس

............

اصطدمت حور بمني التي كانت تصعد اليها الدرج قائلة : استني ياحور ماتنزليش

: لية يامني في أية؟

قالت بلوي شفتيها : اصل الحرباية حماتك تحت

قطبت جبينها متساءله عن تلك الزيارة الباكرة لتقول مني : جاية من الصبح وهاتك ياكلام مع جوزك عليكي

: عليا...!

خفضت مني نبرتها قائلة : ايوة راسها والف سيف تخليه يتجوز عليكي عشان موضوع انك اتاخرتي.. في الخلفة... يعني

مصمصت شفتيها : متعرفش اللي فيها... وال اية كمان جيباله عروسة...

مررت حور يدها علي وجهها قائلة بتردد :وهو ؟

نظرت اليها مني بخبث... هو مين ؟

ضيقت المسافة بين حاجبيها... سليم... قصدي يعني قالها اية؟

هزت كتفيها قائلة : هيقول اية... قالها اللي تشوفيه بس اصبري شوية..

نظرت مني اليها لتري وقع كذبتها علي وجهه حور الذي احتقن لتقول باهتمام زائف : متزعليش نفسك ياحور انا قلتلك بيمثل عليكي... المهم بلاش تنزلي عشان الولية دي متضايقيش.. وانا هقولهم انك تعبانه شوية

عادت حور لغرفتها لتنزل مني الدرج فتسالها والدتها التي توضب اطباق الافطار علي السفرة.... قلتي لحور تنزل

: اه

:طيب يلا تعالي هاتي باقي الأطباق علي ماانادي لسليم بيه وأمه

: لا خليكي انتي انا هنادية

كانت وفاء ماتزال تتحدث مع سليم حينما قالت مني : الفطار جاهز

اعتدل سليم واقفا وهو يقول : قلتي لحور اننا مستنينها علي الفطار

هزت راسها قائلة بمغزي : اه... بس.. مش عاوزة تنزل

: روحي انتي

نظرت اليه وفاء بغضب قائلة : شفت اهي حتي منزلتش تسلم علي امك

تركته وغادرت بغضب....

صعد سلم الدرج بغضب لينظر لحور الجالسة ترسم... رفعت اليه عيناها لتراه غاضبا فتفسر غضبه بأنه وقع كلمات والدته عنها.... وهو يري عدم نزولها عدم تقدير واحترام لوالدته....!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !