ورد فريد ( الخامس والاربعون )

6



 (روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


دخلت هديل الي هانيا غرفتها لتقول بغيظ من بين اسنانها : متكلمتيش مع فريد ليه ؟!

هزت هانيا كتفها ببرود زائف : أكلمه في ايه ؟!

رفعت هديل حاجبها : هيكون في ايه ...في موضوعك انتي وأيهم طبعا 

عقدت هانيا حاجبيها وتابعت متظاهرة بعدم الفهم : موضوع ايه .....مفيش اي موضوع بيتي وبين الشخص ده 

اتسعت عيون هديل لتهز هانيا رأسها بإصرار : الموضوع ده اتقفل بالنسبه ليا وخلاص 

هتفت هديل بدهشه من موقف اختها الذي تمادت به : انتي بتتكلمي جد 

قالت هانيا وهي تهز راسها بعناد : جد جدا 

ضيقت هديل حاجبيها : ليه ...كان ايه اللي حصل لكل ده 

؟!

اشاحت هانيا برأسها : مفيش ....الموضوع خلص وخلاص 

أمسكت هديل بذراع اختها : ليه ياهانيا ...انتي بتحبيه وهو كمان وواضح اهو أنه متمسك بيكي 

: بعد ايه ؟!

: المهم النتيجه ياهانيا 

هزت هانيا رأسها : لا ....انا مش تحت امره

: انتي ليه واخده الموضوع كدة 

: عشان هو كدة 

هزت هديل رأسها : لا مش كدة .....الموضوع أن هو كان بيشاركك تفكيره بصوت عالي .....اه ياهانيا كلامه ضايقك وجايز خلاكي تحسي أنه مش عاوزك في حياته ولكن تصرفاته أثبتت العكس 

زمت هانيا شفتيها وضغطت علي نفسها : ميهمنيش

هتفت هديل بغيظ : يا بنتي انتي هتجننيني ....بتعاندي ليه بالطريقه دي 

التفتت لها هانيا بضيق : عشان هو يستاهل 

نظرت لها بعدم فهم : عمل ايه ؟!

قالت بحنق : فاكر أن الموضوع كله بأيده ....يوم يقولي الموضوع مستحيل ولما تاني يوم يغير رايه متوقع مني اجري وراه 

: ياستي هو اللي جري وكمان حاول يعتذر وانتي مش مدياله اي فرصه ....وكمان كلم فريد وانتي اللي معانده ووافقتي علي رفض فريد وحتي محاولتيش تقولي حاجة تغير رأي فريد 

صمتت هانيا بينما بداخلها حنق شديد منه أنه بعد ما حدث توقف عن محاوله ارضاءها بينما ايهم فقط انتظر رد فريد ولم يحاول الاقتراب منها احترام لفريد ....طال الأمر عده ايام و جاهد نفسه المشتاقه لها بشده لسماع صوتها ورؤيتها بينما العناد كل يوم يزداد برأس هانيا اليابس ...


.........

...

فتحت هاله الباب بنفس لحظه اتجاه فريد إليه ليغادر لتقول هاله باشتياق : فريد ياحبيبي وحشتني 

احتضن امه : وانتي كمان ...

نظرت له : انت ماشي ولا ايه 

اوما لها لتهز راسها : لا يافريد اقعد معايا شويه انا لسه مشبعتش منك .....

قال بحنان : معلش ياماما ...انا قاعد من بدري مع البنات 

ولسه عندي مشوار بعدين هروح لعمي شويه واروح 

قالت هاله وهي تربت علي كتفه : ماشي ياحبيبي مش هعطلك....بس انت وحشتني اوي ...عقدت جبينها وتابعت : انا مش واخده علي غيابك كدة انت ومراتك 

ابتسم لها : معلش يالولو .....كام يوم بس ورد تشد حيلها ونرجع

قالت هاله بحنان : وانا ياابني هقصر معاها في حاجة ...ده انا زي امها 

اوما : عارف ...بس معلش عمي حابب أنها تكون جنبه اليومين دول 

أومات هاله : اللي يريحها ياحبيبي ...المهم تكونوا مبسوطين 

اوما لها بابتسامه : الحمد لله 

نظر بطرف عيناه الي غرفه هانيا ثم سأل والدته بخفوت : اتكلمت معاكي في حاجة 

هزت هاله راسها وهمست : لا ...بس انا قولتلك رأيي في الموضوع 

قال فريد باعتراض خافت : وانا مش معاكي ....الراجل كويس ومتمسك بيها 

قالت هاله باعتراض : واجوز بنتي ليه لواحد مطلق يافريد 

قال فريد بشرح : ظروفه ياامي ....ايه المطلق ولا الأرمل مكتوب عليه يفضل لوحده 

هزت هاله راسها : لا ..بس يشوف واحده تناسب ظروفه مطلقه او ارمله

نظر لها فريد بعتاب : مكنش ده رأيك لما اياد اتقدم لهاجر 

خفضت هاله عيناها بهروب وهزت كتفها : تفرق ...

رفع فريد حاجبه : تفرق في ايه ؟!

زفرت هاله : تفرق وخلاص يافريد ....افرض في يوم من الايام حب يرجع طليقته ...بنتي بقي يكون ايه موقفها 

هز رأسه : لا في الموضوع ده اطمني ...مش هيحصل 

نظرت له هاله بعتاب : يعني انت مصمم انك متاخدش برأيي

هز. رأسه : لا ....انا مصمم علي اللي فيه مصلحه اخواتي 

...ربت علي كتفها وتابع : عموما انا مش هتكلم في حاجة دلوقتي لغايه ما تعرف هي عاوزة ايه الاول ..بعدين نبقي نقعد مع ايهم نتكلم معاه وتشوفيه بنفسك 

أومات هاله ليقبل وجنتيها : عاوزة حاجة 

قالت بابتسامه : لا خد بالك من نفسك 

اوما لها واتجه الي الباب لتوقفه : فريد 

التفت لها : نعم 

: ايه اللي حصل مع خالك 

عقد حاجبيها متظاهر بعدم الفهم : في ايه ؟!

قالت هاله بحيرة : والله ما انا عارفه. ...صوته مش عاجبني وكل ما اقول هاجي اشوفك يقولي مش فاضي 

هز رأسه : معنديش فكرة ...جايز مشغول 

أومات له متنهده : انا بكرة هروح له بقي من الصبح ولما اشوف في ايه 

هز رأسه ليقول : سلام 

.........

...

دخلت هاله الي غرفتها لتركض هديل إليها :ماما ...عوض بيقولك في حد من طرف دكتور عبد الحميد تحت عاوزينك 

عقدت هاله حاجبيها بعدم تذكر : حد مين ؟!

هزت هديل كتفها : معرفش

صمتت لحظه قبل أن تعيد وضع وشاح راسها قائله : خليه يطلعهم 


استقبلت هاله سعاد ونشوي بسماحه لتتعلثم نشوي فتأخذ سعاد دفه الحديث منها 

استمعت هاله لهم بينما ترددت في قبول نشوي التي بدت بهئيه غير مرتبه ولكنها عادت لتقول بينما شعرت بالارتياح لها : 

اسمعي يابنتي .... انا مرات ابني تعبانه ولو أن شاء الله كان ليكي نصيب تشتغلي عاوزاكي تاخدي بالك منها ومتخليهاش تتعب في اي حاجة 

قالت نشوي وهي تهز راسها سريعا : تحت امرك وأمرها 

قالت هاله : كل يوم هتفضلي معاها في بيتها فوق وبليل تنزلي تنامي هنا عندي في اوضه صغيره .....نظرت لها وتابعت : ولو عاوزة تروحي ماشي بس تكوني من النجمه هنا 

قالت سعاد : لا تبات احسن يامدام .... اصلها ساكنه بعيد

أومات هاله : مفيش مشكله .... وهدفع اللي انتي عاوزاه بالشهر ..بتاخدي كام 

قالت نشوي سريعا بتعلثم وتوتر : اللي تشوفيه يامدام مش هنختلف .....بس ...بس

بس انا ..انا يعني معايا بنتي صغيرة ...والله بنتي هاديه ومش هتحسي بيها خالص وهتساعدني كمان 

قطبت هاله جبينها وكانت علي وشك الرفض بينما تقول بتردد : بس بنتك .....لا ...انا كنت فاكرة انك لوحدك 

تدخلت سعاد بسرعه قائله برجاء : ينوبك ثواب يامدام ......نشوي دي غلبانه والدنيا جايه عليها ....جوزها مات والبت لحمه حمرا وهي شقيانه عليها 

تنهدت هاله بحيرة بينما لمست قلبها الشفقه علي نظرات الانكسار في عيون نشوي التي نكست راسها 

لتقول هاله بتفكير لسعاد ؛ هو بصراحه 

الدكتور شكر في اختك 

قالت سعاد سريعا : ونشوي بنت خالتي واضمنها برقبتي 

صمتت هاله لتقول سعاد برجاء : 

هاه ياست الكل موافقه

أومات هاله قائله : ماشي ....هجربها 

قالت سعاد بابتسامه واسعه بينما رفعت نشوي عيناها التي سرعان مالمعت بها الدموع : أن شاء الله هتتبسطي اوي منها 

أومات هاله بابتسامه : أن شاء الله 

قالت سعاد وهي تعتدل واقفه: من الصبح هتكون عندك 

قالت هاله : اه ياريت عشان فرح بنتي بعد بكرة و بكرة زمايلها عاملين حفله وعاوزة اظبط شويه حاجات 

قالت نشوي بسعاده : من عنيا 

.........

ارتجفت يد نشوي لتحتضن سعاد وتنساب دموعها بغزارة : ربنا يخليكي ليا يا سعاد ...ربنا يكرمك 

ربتت سعاد علي كتفها : انتي اختي ...ربنا ينجيكي انتي وبنتك من ايد الكفره دول علي خير 

قالت نشوي برجاء : يارب 

قالت سعاد : اسمعي بقي .....فرصتنا انك الليله تهربي انتي ورهف وتيجي علي البيت ده وتتداري فيه ومفيش مخلوق هيوصلك لغايه ما تقولي لابوها 

هزت نشوي راسها لتقول بتردد : بس ههرب

ازاي وشاديه بتقفل الباب 

قالت سعاد : 

لما تتخمد اسرقي المفتاح وهاتي البت وانزلي وانا هستناكي تحت مع الواد عز اخويا ناخدك في اي حته للصبح 

هتفت نشوي ييأس : 

والمعلم زفت والبواب بتاع عمارته اللي ليل نهار عينه علي الباب 

قالت سعاد بتفكير : هتصرف وقتها واشغله بأي حجه المهم تخرجي من باب الشقه و انا وعز هتلاقينا تحت 


........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

.....

عقد نائل حاجبيه حينما أغلقت دريه الهاتف والتفتت له قائله : بتقول عندها شغل 

زم شفتيه وبدأ الغضب يسري بعروقه: عرفت أن انا هنا 

هزت دريه راسها : لا ما انت سامع ...قولت لها انها وحشاني وتيجي تقعد معايا شويه قالت خلينا بكرة عشان عندها شغل النهارده 

نظر في ساعته بحنق واضح ليتبرطم: وهي بتشتغل لغايه دلوقتي 

قالت دريه : والله ياابني ما انا عارفه 

قام من جوار والدته واتجه الي الشرفه يدخن بينما تملكت منه نيران الغيره من كل شيء أصبح يشاركه فيها بعد أن كانت له وحده ....عمل وحياه جديده .....!!

تعالي رنين هاتفه ليخرجه من جيبه بلهفه ولكن سرعان 

ما شعر بالاحباط حينما وجدها ندي ليغلق الهاتف 

وينفخ دخان سيجارته مجددا 

.........

...

عقد خالد جبينه حينما ترددت هايدي فيما أرادت قوله له ليقول بتشجيع : ايه ياحبي ....عاوزة تقولي ليا ايه ؟!

تراجعت هايدي : ابدا ..خلاص 

هز رأسه ونظر الي عيونها : خلاص ايه يا حبيتي ....قولي شكله موضوع مهم 

نظرت له بتردد قبل أن تقول : بصراحه ياخالد ..... 

اتسعت عيون خالد بينما أخبرته أنها أخبرت اختها بموضوع مرام بالاضافه لمعرفه فريد ...قالت هايدي سريعا : سوري ياحبيبي والله ما كنت اقصد ....

التفت لها : قولتي ايه 

قالت بأسف : قولت مكنتش اقصد

هز رأسه : لا قبلها 

: قولت سوري

نظر لها : يا ايه 

قالت بتلقائية : ياحبيبي. 

اتسعت ابتسامته لتنظر له هايدي لحظة بتوجس قبل أن تتغير نظراتها للحنق: وهو ده وقته 

امسك بيدها قائلا بحب : ده هو ده وقته. ... يا حياتي كلها بكرة وبعده هتكوني مراتي 

دق قلبها بجنون لجنون هذا العاشق الولهان ليهز خالد رأسه متبرطما : اينعم فريد هيبلعني ...بس كله يهون عشانك 

ضحكت هايدي وهزت راسها : انا بجد مش مصدقاك .....ده انا قولت هتولع فيا 

مرر يداه علي وجنتيها بحب : بعد الشر عليكي 

ارتجفت أوصال هايدي من لمسته وبوجل أبعدت وجهها عن يداه وخفضت عيونها بخجل ...خالد بس 

اقترب منها : بس ايه ....خالد اتجنن خلاص 

عضت علي شفتيها بخجل وتراجعت بظهرها أكثر حتي التصقت بباب السيارة لتقول بصوت خافت من فرط خجلها

: طيب بس بقي ...

ابتسم بحب ومرر يداه يرفع خصله شعرها ويهمس بشقاوة : بس مؤقتا ...لغايه بعد بكرة 

احمر وجهها بشده لتضع يدها علي مقبض الباب : انا هطلع بقي 

اوما لها بابتسامه قائلا : ماشي ياروحي ...تصبحي علي خير 

ابتسمت له : كلمني لما توصل 

اوما لها ليظل واقف حتي دخلت الي المنزل بعدها يمرر يداه بحب علي مقود سيارته : وش الخير ..... من اول ما جبتك وانتي وش الخير عليا .. .اخيرا هتجوز يازوبه

ضحك وتابع حديثه مع سيارته وهو يعود لمنزله ولم يخرجه من أحلامه الورديه الا اتصال فريد ...

: فريد 

هتف فريد بغيظ من بين أسنانه : انت فين ؟!

قال بتعلثم : ماهو ...ماهو 

قال فريد وهو ينظر لوليد : احنا مش كنا متفقين نتقابل النهارده 

قال خالد بتهرب : معلش يا باشا .....كان في كام حاجة بخلصهم 

قال فريد بمكر : وخلصت 

قال خالد : لا ...لا لسه قدامي شويه حاجات 

فهم فريد تهربه ليقول بوعيد : هتروح مني فين 

ضحك خالد قائلا : المسامح كريم بقي ياسيادة المستشار ....ده انا حتي عريس 

قال فريد من بين أسنانه : ماشي ياعريس لما اشوفك 

اغلق وعاد لجلسته برفقه وليد يتجاذبون أطراف الحديث وقد اتخذ خروجه برفقه أصدقاءه قليلا حجه حتي لا يعود بينما لا يزال غاضب من تهرب ورد من العوده لمنزلهم ....نعم يدرك أنه غاضب كما يدرك أن هذا الغضب قد يتفاقم أن فتحوا الأمر مجددا لذا فكر في اي حجه ليبتعد بضع ساعات يهدأ فيها ....

نظرت ورد في الساعه المعلقه علي الحائط كل بضع دقائق حتي غلبها النعاس بينما كادت الساعه تتجاوز الواحده فجرا ......

........


تقلب اياد في فراشه ليشعر بفراغ مكان هاجر فيفتح عيناه ينظر في أرجاء الغرفه بحثا عنها 

مضغت هاجر وابتلعت تلك القطعه وعادت لتضع واحده أخري في فمها حينما انتفضت فجاه لدي وقوف اياد علي باب المطبخ .....ده ايه ده بقي أن شاء الله 

قالت بخوف : خضتني يااياد 

ظلت عيناه متسمرة علي ما بيدها باستنكار واضح ....انتي بتاكلي برتقال 

ابتلعت هاجر القطعه التي في فمها : اه ...فيها ايه 

رفع حاجبه : لا والله ...مش كنتي الصبح متضايقه اوي من ريحته ...قلد صوتها وتابع : شيل يااياد ...مش عاوزة يااياد 

ضحكت هاجر برقه اذابت قلبه لتقترب منه وتتوقف أمامه مباشرة وترفع نفسها علي أطراف أصابعها تحيط عنقه بذراعيها وتقول بدلال بالغ : اعمل ايه يااياد ....نفسي فيه تاني 

ذاب حرفيا ليقول بصوت متحرشج من فرط اقترابها ودلالها : ماهو ده اللي قولته ياروحي 

نظرت له بعيونها الحلوة ليحيط جسدها بذراعه يقربها إليه مشاكسا : قولت انا ولا مقولتش

ضحكت هاجر : قولت ياحبيبي ....بس ذنبي ايه في دلع ابنك 

قال بهيام : دلع ابني ولا دلع أمه

قالت بعتاب ناعم : انا بتدلع يااياد 

مال يقرب وجهه من وجهها قائلا : انتي تعملي اللي انتي عاوزاه ياقلب اياد 

......

...

تمددت هانيا علي فراشها بكمد تنظر في هاتفها كل لحظه وتكذب علي نفسها حينما تقول انها تنتظر اتصاله بيننا تتظاهر انها فقط تتراسل مع نهي صديقتها ....

بينما كانت ابتسامه هديل تتسع حينما وجدت تلك الصورة تصل إليها لتفتحها بلهفه 



واسفلها تلك العبارة .....كدة اضمن انك فكرتي كويس

اتسعت ابتسامتها واشرق بها وجهها لتكتب : لو كنت اعرف انها هترسي علي صورة في الاخر مكنتش وافقت علي الاتفاق ده من الاول 

ضحك هاشم الذي تمدد علي فراشه بينما عيناه توسطت هاتفه بلهفه لردها علي رسالته 

: توقعتي هجيب محشي بجد 

: وفيها ايه 🤔🤔!؟

: فيها أن واحده بس اللي عملتها وجابت محشي الجيم 

افلتت ضحكتها الخافته : قلبك اسود اوي 👹

: بالعكس ...قلبي بقي لونه بينك

: بينك ....؟!

: اه ...عشان ده اللون اللي البنت اللي بحبها بتحبه 

احمرت وجنتيها بينما لأول مرة يتغزل بها أحد بتلك الرقه 

نظر في هاتفه بينما لم ترسل له رد ليفهم خجلها فيرسل : ايه ....ساكته ليه ...مش ده اللون اللي بتحبيه

سرق قلبها بتذكره لتفاصليها ..عرفت منين ؟!

: سر المهنه 

: سيادتك كابتن ولا ساحر

: انا بحبك 

دق قلب هديل بجنون وظلت دقائق تحدق في حروف تلك الكلمه التي وصلت لهاتفها .....

...

....

بدأت الشمس ترسل خيوط الصباح الأولي لتخترق ظلام الليل شيئا فشيئا......نظرت سعاد الي أخيها الذي هز رأسه بينما عجزت نشوي عن سرقه المفاتيح وواضح أن كل ترتيبهم فشل ...... لتنظر بقلق سعاد الي الفجر الذي بدأ يبزغ وبدا الصباح في الاشراق ولكنه كان صباح مظلم الي نشوي التي جلست بكمد قاتل تحتضن ابنتها ودموع العجز تسيل من عيونها 

بينما كان هناك من لم يشرق اي صباح بداخله بينما يتلوي بنار الاشتياق مثل ايهم و نائل الذي امتزجت نيران اشتياقه بنيران لوعه ضياع داليا من يده لينتحب كطفل صغير أصر علي إشعال عود ثقاب بيده وكأنه قاصد أن يكتوي بنيران هو من أشعلها 

وهناك ندي التي اشتعلت بداخلها نيران يائسه هوجاء اشتدت ضراوتها مع رؤيتها لقرب نهايتها 

.......

...

فتحت ورد عيونها الناعسه علي حركه فريد الهادئه بالغرفه لتعقد حاجبيها سريعا وهي تنظر إليه بتساؤل : فريد انت مرجعتش من امبارح

التفت فريد إليها ليقترب من الفراش ويجلس بجوارها قائلا بهدوء : صباح الخير 

لم تجيب عليه بل أعادت سؤالها بعتاب وهي تنظر إلي ملابسه التي كان علي وشك أن يبدلها ويغادر مجددا : انت مرجعتش من امبارح 

قال وهو يهز كتفه : يعني يا حبيتي ...اصل طالت قعدتي مع عمي ومرضتش اقلقك

نظرت له بعتاب دون قول شيء ...تعرف انها لم تكن منصفه بحقه كما أنها لن تكون أيضا بينما يظل معها بهذا النقص 

مرر يداه بحنان علي خصلات شعرها قائلا : يلا فوقي وخلينا نخرج نفطر. ... عمي جهز الفطار

أمسكت يده قبل أن يقوم من جوارها : فريد ...استني 

التفت لها بحنان : نعم ياورد 

خفضت عيناها لتقول بإقرار : انا عارفه انك زعلان مني ....وعندك حق تزعل ...اصلا انا مش بعمل حاجة غير اني اضايقك واتعبك واكون حمل عليك وعشان كدة انا لسه سايبه ليك الفرصه تشوف حياتك من غيري ......صمتت حينما تغيرت نظراته وسرعان ما اسكتها وهو يضع يداه فوق شفتيها : هششش متكمليش.....قولتلك مش عاوز اسمع الكلام ده تاني 

امسك وجهها بكلتا يداه وقال بحنان : ورد حبيتي قولت لك الف مرة انا بحبك ....بحبك زي ما انتي بكل حاجه انا بعيشها معاكي ...مش متضايق من اي حاجة طول ما انتي جنبي ... 

زمت شفتيها بتأثر بينما لا تتركها عقده نقصها وعدم استحقاقها له : مش عاوزة اظلمك

: انتي بتظلميني باللي بتقوليه وبتفكري فيه ده 

نظر إلي عيونها وتابع بجديه : ورد انتي قولتي هتتعالجي. وانا قولتلك انا جنبك ...ليه بقي اليأس اللي انتي حاسه بيه دلوقتي .... انا قصرت معاكي في حاجة 

هزت راسها سريعا وامتلئت عيونها بالدموع : بالعكس أنا اللي مقصره 

سرعان ما ابعد الدموع عن عيونها بأطراف أنامله بينما ظل ممسك بوجهها بين يديه : مش مقصره ابدا 

نظرت له بعيونها الجميله ليغاير جو الحزن الذي خيم عليها بينما قال بمرح مشاكسا : مش مقصره خالص في النكد يارورو ....اخدتي الرايه من هاجر وهايدي 

افلتت ضحكتها لتوكزة بكتفه: بكل غلاسه 

ضحك وقال ببراءه : انا غلس ؟!

هزت راسها ونظرت إليه مطولا : انت احسن راجل في الدنيا 

ابتسم لها وغمز بشقاوة: أيوة بقي فكك من النكد وخلينا في الدلع 

ابتسمت له بحب : انا بحبك 

قبل طرف شفتيها : وانا بموت فيكي 

...يلا بقي قومي نفطر عشان هروح الشغل شويه وارجع اخدك تشتري فستان فرح هايدي ......رفع حاجبه وتابع : البنات حسسوني اني عملت جريمه اني مجبتش ليكي فستان وغلبت اقول مظلوم وانك مقولتيش بس وراكي رجاله سلخوني

ضحكت بحب : ربنا يخليك ليا ياحبيبي ..بس انا مش عاوزة 

هز رأسه : لا طبعا هنشتري ...انا اصلا لو بعرف كنت اشتريت انا بس مش بفهم في الحاجات دي 

ابتسمت له ليقول بحيرة : ابقي علميني ياوردتي

قالت باستفهام : أعلمك ايه 

: اشتري حاجات البنات دي 

نظرت له ورفعت حاجبها : و ده ليه ...بنات مين اللي عاوز تشتري ليهم 

وضع يده يداعب طرف انفها.  : هيكون مين غيرك ....

خفض صوته وتابع بنبره عابثه : بصراحه ياوردتي نفسي اشتري ليكي حاجة كدة بس مش عارف 

عقدت حاجبيها : حاجة ايه ؟!

همس في أذنها لتتسع عيونها وتزجره سريعا : بطل قله ادب بقي ...

ضحك : قله ادب عشان عاوز اجيبلك قميص نوم 

أومات بخجل : طبعا ....وبعدين ...وبعدين ما هو انا عندي 

انفلتت الكلمات من شفتيه : لا انا مش عاوزة من دول ...انا عاوز حاجة تانيه 

نظرت له وقطبت جبينها : حاجة ايه ؟!

لمعت ابتسامه خبيثه علي طرف شفتيه : حاجة قليله الادب شويه 

ضحكت ورد بخجل لتتهرب من اقترابه بينما مال تجاه شفتيها ....هبقي اوصفالك

اقتنص قبله الصباح من بين شفتيها وطمع بالمزيد لتضع يدها فوق صدره ...خلاص يافريد بقي ....خلينا نطلع بابا مستني الفطار

اوما لها علي مضض : ماشي ...خليكي كدة جننيني كل شويه وخليني مقدرش علي بعدك

عادت له لتحيط عنقه بذراعيها قائله بدلال : بجد يافريد مش بتقدر علي بعدي 

رفع حاجبه ونظر لها مضيق عيناه : شفتي بقي ..انتي اللي بتغريني ازاي ....

ضحكت وفرت من أمامه ليقف فريد مكانه ينظر في إثرها بحب كبير جعله يتحمل أي شيء من أجلها ...يشعر أنها ابنته وليست فقط زوجته أو حبيبته ....بل ابنته الصغيرة المدلله التي يعشقها ويود لو يحضر لها قطعه من السماء لتظل ابتسامتها مرتسمه فوق شفتيها ...

......

....

وضعت دريه الطعام علي الطاوله لتربت علي كتف نائل وتقول بحنان ليوسف : افكر ياحبيبي 

تعالي رنين جرس الباب ليعتدل نائل واقفا ولكن دريه تقول : خليك انت يا اابني هفتح انا 

اوما وظل جالس في مكانه بوجوم سرعان ما تبدد حينما استمع لصوت دريه المرحب . . داليااا

اهلا اهلا 

ابتسمت داليا بإشراق : شوفتي ياخالتو اهو جيت اقضي اليوم  من أوله معاكي عشان متزعليش اني مجتش امبارح 

: نورتي ياحبيتي ادخلي 

خطت داليا خطوتنان وسرعان ما توقفت مكانها حينما اقبل نائل بابتسامه ...صباح الخير 

قالت بتعلثم بينما بدأ صدرها يعلو ويهبط فهي تتهرب من رؤيته بينما تجاهد الا تعود مجددا تنخدع بهذا الحب 

: صباح الخير ....التفتت الي خالتها سريعا : اسفه مكنتش اعرف ان عندك حد ....انا 

.انا هستاذن وابقي احس وقت تأني 

أمسكت دريه بيدها : تستااذني فين ....

اقترب نائل ليقول لوالدته : ماما لو سمحتي شوفي يوسف عشان قاعد لوحده 

أومات دريه واسرعت تترك لابنها المجال لينظر الي داليا بعتاب واضح : انا بقيت حد ياداليا ؟!

تعلثمت : لا ..انا بس مش عاوزة اضايق حد بوجودي 

قال وهو ينظر لعيونها : واضح أن وجودي انا اللي ضايقك 

صمتت وخفضت عيونها ليقول : داليا انا مهما اقولك اني غلطت في حقك وان حقك تعملي اكتر من كدة فيا وحتي عاوزك تهدي الدنيا فوق دماغي مش هيكون كفايه .....نظر إلي عيونها التي استأثر بانتباهها ونظراتها 

ليكمل بنربه راجيه : عذبيني زي ما عذبتك ....اعملي فيا اي حاجة ...صمت لحظة : الا أنك تبعدي عني 

نظر في عيونها وتابع بصدق : لانك وقتها هتكوني بتهديني فعلا ...

..........

نظرت شاديه بضيق الي سعاد : 

خير يااختي جايه ليه ؟!

تعلثمت سعاد ولكنها سرعان مالمحت نشوي تخرج راسها من طرف الباب لتقول بثبات : 

نشوي نسيت معايا ده

جذبت بعنف الجاكيت من يدها 

هاتي وغوري

صفقت الباب خلف سعاد التي نزلت الدرج بخطوات ثقيله ونظرات نشوي البائسه تحرقها .....لتتوقف مكانها وترفع عيناها ببطء الي ذلك الرجل الجالس أمام الباب المقابل بعيون كالصقر حارس لسيده العجوز المتصابي ....المعلم فرج 

دخلت شاديه الي غرفه نشوي هاتفه : 

يلا يااختي صحي العروسه عشان يادوب البت عزه تجي تزوقها 

مجرد 

لحظات وانطلقت اصوات عاليه وصراخ بالشارع بينما انقضت سعاد بكيل طفح علي ذلك الرجل تمسك بتلابيبه صارخه : بقي ياراجل يا ناقص بتعاكسني

نظر لها الرجل بعيون جحظت من موضعها لتصرخ سعاد بأعلي صوتها ....

الحقوني ياناس ....الحقيني يا خالتي شاديه

عقدت شاديه التي خرجت مسرعه الي الشرفه تري ما يحدث بينما 

فهمت نشوي سريعا ما فعلته سعاد حينما جذبت شاديه طرحتها واسرعت تخرج من الباب بينما تعالي صراخ سعاد التي جعلت كل المنطقه تتجمع علي صوتها ....

لتتشجع وتنفض خوفها وتقوم سريعا لتنظر الي والدها النائم وتركض تسحب ابنتها تنزل بها الدرج باقدام مرتعشه وخلفها الفتاه تتعثر في الدرج لتلتفت لها برجاء  : اجري يارهف ابوس ايدك

أسرعت الفتاه تركض خلف امها التي أخرجت رأسها من الباب تنظر إلي تجمع الناس والتي طوقت سعاد بينما تمسك تلابيب الرجل ....يرضيكي يا خالتي شاديه اللي عمله الناقص ده 

قالت شاديه : بس يابت بطلي صويت وفهميني عمل ايه 

نظرت نشوي الي الشجار الدائر في الشارع لتتواري عن الأنظار وتتلفت يمينا ويسارا ثم تسحب يد ابنتها وتركض بكل قوتها هي وطفلتها تنفذها من هذا المصير  

ظلت تركض دون أن تنظر خلفها بأقدام حافيه وبملابسها البيتيه هي وابنتها دون أن تهتم ....

صرخت حينما توقف تلك السيارة امامها ليخرج اخو سعاد رأسه هاتفا بها : اركبي بسرعه  

ركبت بجوار عز الذي انطلق لها ....

بعد قليل وصل الملعم فرج ليقول بصوت اجش 

في ايه يا واد انت 

قال الرجل الذي ضربته سعاد بغل : معرفش يامعلم

لوت سعاد شفتيها بينما أتقنت الدور: متعرفش .

.!! لا ياواد...

قال المعلم : خلاص حقك عندي يا ست سعاد

التفت الي الجموع هاتفا بصوت جهوري : 

خلاص يلا فضوها سيرة وكل واحد يشوف حاله 

التفت الي الرجل قائلا : وانت يلا غور علي المكتب وانا جاي وراك 

جمعت سعاد طرحتها وقالت بشماته من داخلها :تشكري ياخالتي شاديه .....تشكر يامعلم

نظر المعلم بخبث الي شاديه وقال بصوت خافت : كله تمام

قالت شاديه بثقه : متقلقش يامعلم ....ضحكت بخلاعه وتابعت : قصدي ياعريس....

.......

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 



الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !